صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
وعلى نسبة الجلالة والرفعة من مرسل يكون
الرسول محمد صفوة الرحمن ما حملت أنثى ولا وضعت شبها لغدته محمد خير كل
العالمين وما بدا لنا منه مغن عن أدلته كل الشرائع منسوخ بشرعته وشرعه
خالد باق بحدته لو قسيت الأمم الماضون بالفضل لكانوا دون أمته إن كاثروا
او فاخروا فخروا يدنون فضلا وهذا من فضليلته يكاد يغضب خزان العذاب لما
يقل حظهم من أهل ملته ووارد النار منهم بالذنوب له سيما من الحسن لا يذرى
بخلقه بياض وجه وتحجيل من الوضو لألأ نور فوق جبهته ولا يخلد في نار
معذبهم ولو أتى بجبال من خطيته الخير كله في متابعة الرسول والبركة في حفظ
كلامه المنقول ما وعظ الواعظون بمثل التخويف من الانقطاع عن الوصول ولا
أطرب الحادون بمثل التشويق إلى النظر إلى جمال وجه الله ومرافقة رسول الله
ولا يسمع السامعون بمثل حسرة المحجوبون يوم القيامة عن الله وعن شفاعة
رسول الله صلى الله عليه و سلم الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن الله
هو الذي إليك في كل وقت ناظر وعليك في كل حال قادر أين الفارون من الله
والكل في قبضته كيف يشكر الشاكرون من سوى الله والكل على مائدته إلى من
يلجأ الخائفون إلى غير الله والكل محفوظ برعايته لو علم الراقدون إذ نعسوا
ماذا أضاعوا وعلى خط من يخشون غير خط أنفسهم عن قيام ببابه جلسوا تكلفوا
عنه سلوة فسألوا ثم تناسوا عهودهم فنسوا كم قريب أبعده التباعد وكم قائم
أقعده التقاعد لا يزال رجال
يتأخرون حتى يؤخرهم الله يوم القيامة
ينبغي للحاضر أن يكون سامعا وللسامع أن يكون واعيا وللداعي أن يكون بما
دعا عاملا وللعامل في عمله أن يكون مخلصا واعلم يا ابن آدم أنك مريض القلب
من جهتين إحداهما مخالفتك أمر الله والأخرى عفتك عن ذكر الله ولن تجد طعم
العافية حتى تكون على طاعة الله مقيما ولذكر الله مديما فعالج مرض
المخالفة بالتوبة ومرض الغفلة بالإنابة وإلا فاعلم عما قليل أنك هالك
ومنتقل من أهلك ومالك إلى قبضة ملك مالك قدم لنفسك فضل مالك وامهد لها قبل
انتقالك خذ للتأهب للرحيل فقد دنا وقت إرتحالك واعمل على تخليص نفسك من
سبالة سوء حالك سبحان من أنعم على أوليائه بالعافية من أسقامنا سبحانه مكن
لهم في مقامهم وزحزهم من مقامنا الإصرار والغفلة مقامنا ومقامهم التوبة
والإنابة أصحاب الجنة يومئذ خير مستقر وأحسن مقيلا لو بكينا على نفوسنا
حتى تجري السفن في دموعنا ما بلغنا ما يوجبه سوء صنيعنا اخترنا ما يفنا
على ما يبقى واختار أولياء الله ما يبقى على ما يفنا يا طول حسرات
الغافلين يا فرط ندمات المفرطين
يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا حسرة يطوون جمر
تها حيارى نادمينا
ذم الدنيا
ليس الذاكر من قال سبحان الله والحمد لله وقلبه مصر على الذنوب وإنما
الذاكر من إذا هم بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب كما قال بعض السلف
ليس الذاكر من همهم بلسانه وإنما الذاكر من إذا جلس في سوقه وأخذ يزن
بميزانه علم ان الله مطلع عليه فلم يأخذ إلا حقا ولم يعط إلا حقا فما
ينبغي للعباد أن ينشغلوا عن المنعم بشيء من نعمه ولا يلتهوا عنه بشيء من
كرمه الله أحق أن نختاره على ما سواه الله مولانا وما أولى بالخير من كان
الله مولاه يا ليتنا عقلنا عن الله ولو حرفا من خطابه يا ليتنا قربنا من
الله ولو عرض شعره من عزيز جنابه إنما يفهم ما أقول أرباب الفطن والعقول
إنما يشرب من هذا الشمول هو برداء التوفيق مشمول اسمع ما أقول فهو جميل لا
يضر عنه ما يقول الجهول كل شيء شغول فهو للنفس عول عن ذكر لمولى ملكه ما
يزول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ملعونة هي الدنيا ملعون ما فيها
إلا ذكر الله وعالما ومتعلما كيف لا تكون الدنيا ملعونة وهي عن ذكر الله
شاغلة ولمن
نظر إليها فاتنة ولمن ركن إليك قاتلة استصحبها غاشة ولمن
استنصرها خاذلة الدن حب والمعصية فخ والشيطان صياد والإنسان طائر فمتى أكب
الإنسان على التقاط حلالها فيوشك ان يقع في حرامها ومتى وقع في حرامها فقد
أستحوذ عليه قناصه وتعذر عليه إلا من جهة التوبة خلاصه فكيف السبيل إلى
الخلاص منها ورضيعها لا يمكنه الفطام عنها والجواب عن هذا السؤال أن
تستغيث بالكبير المتعال فالراجع إلى الله مستريح بالله مما سواه لأنه
يستريح من الدنيا وأشغالها ومن الشياطين ووسواسها ومن الأفكار وغمومها ومن
الأشغال وهمومها وغير ذلك مما الناس به في هذه الدنيا مفتونون ومعذبون
وعليه في الآخرة محاسبون ومعاقبون فأريدوا وجه الله بكل أعمالكم وجاهدوا
في سبيل الله بأنفسكم وأموالكم وأقبلوا عليه يقبل عليكم فإنه لا يعرض إلا
عمن أعرض عنه ولا تجعلوا طلب الدنيا أكبر همكم فيطول فيها همكم وفي الآخرة
يطول حسابكم على قدر مالكم قال أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين في
الآخرة أشد حسابا من ذي الدرهم وفي الحديث التقى مؤمنان على باب الجنة
مؤمن غنى ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير إلى الجنة وحبس الغني ما
شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال يا أخي ما أحسبك بعدي
والله لقد احتبست حتى خفت عليك فقال يا أخي والله لقد احتبست بعدك محبسا
فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سأل مني العرق ما لو ورد ألف بعير كلها
أكلت حمصا لعددت عنه رواء
واعملوا أن لله عبادا شغلهم الاهتمام
به عن الاهتمام لهم وتلك مرتبة المقربين الذين يتبتلون إليه تبتيلا ومنهم
من لا يرفع قصة الشكوى إلا إليه وذلك مقام أصحاب اليمين الذين لم يتخذوا
من دونه وكيلا اجتهد ان تكون عارفا بالله فإن عجزت فاجتهد أن تكون مريدا
من الله ولا تكن الثالث تكن من الخائبين اجتهد أن تكون واصلا إلى الله فإن
عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث من المنقطعين اجتهد ان تكون واصلا
فإن عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث تكن من الجاهلين اجتهد أن
تكون ممن يحبه الصالحون في الله فإن عجزت فكن ممن يحب الصالحين في الله
ولا تكن الثالث تكن من الممقوتين هذه وصية مناصحة من اهتدى بهديها اهتدى
هذه سفينة سلامة من اعتصم بركوبها نجا المؤمنون قوم باعوا الله أنفسهم
وأموالهم ولم يقدموا عليه بسوى افتقارهم
إليه فعوضوا بما هو أعوض
عليهم وأبقى لهم عاملوه رغبة فيه لا في شيء سواه فجازاهم بجنته ورضاه
والله لو أن محبا صادقا يسأل بذل روحه وماله حتى ينال نظرة في نومه يسخو
بها الحبيب من خياله وجدته لنفسه مهينا لنعم باله والرب تعالى يستقرض منا
ربع عشر ما خولنا من مقتنى أمواله فلا نجود ثم نرجو حظوة لديه بالنعيم في
وصاله هذا هو المحال والمحال لا مطمع للعاقل في مناله إنما امركم الله
سبحانه بإنفاق أموالكم في سبيل مرضاته ليمتحن ماله في قلوبكم من محبته
وإجلاله وخشيته ومقامه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما
غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وفقنا الله وإياكم لمرضاته ووهبنا وإياكم من
جزيل هباته وجمعنا وإياكم في دار النعيم وجنبنا وإياكم أفعال أهل الجحيم
لإنه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم
وعلى نسبة الجلالة والرفعة من مرسل يكون
الرسول محمد صفوة الرحمن ما حملت أنثى ولا وضعت شبها لغدته محمد خير كل
العالمين وما بدا لنا منه مغن عن أدلته كل الشرائع منسوخ بشرعته وشرعه
خالد باق بحدته لو قسيت الأمم الماضون بالفضل لكانوا دون أمته إن كاثروا
او فاخروا فخروا يدنون فضلا وهذا من فضليلته يكاد يغضب خزان العذاب لما
يقل حظهم من أهل ملته ووارد النار منهم بالذنوب له سيما من الحسن لا يذرى
بخلقه بياض وجه وتحجيل من الوضو لألأ نور فوق جبهته ولا يخلد في نار
معذبهم ولو أتى بجبال من خطيته الخير كله في متابعة الرسول والبركة في حفظ
كلامه المنقول ما وعظ الواعظون بمثل التخويف من الانقطاع عن الوصول ولا
أطرب الحادون بمثل التشويق إلى النظر إلى جمال وجه الله ومرافقة رسول الله
ولا يسمع السامعون بمثل حسرة المحجوبون يوم القيامة عن الله وعن شفاعة
رسول الله صلى الله عليه و سلم الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن الله
هو الذي إليك في كل وقت ناظر وعليك في كل حال قادر أين الفارون من الله
والكل في قبضته كيف يشكر الشاكرون من سوى الله والكل على مائدته إلى من
يلجأ الخائفون إلى غير الله والكل محفوظ برعايته لو علم الراقدون إذ نعسوا
ماذا أضاعوا وعلى خط من يخشون غير خط أنفسهم عن قيام ببابه جلسوا تكلفوا
عنه سلوة فسألوا ثم تناسوا عهودهم فنسوا كم قريب أبعده التباعد وكم قائم
أقعده التقاعد لا يزال رجال
يتأخرون حتى يؤخرهم الله يوم القيامة
ينبغي للحاضر أن يكون سامعا وللسامع أن يكون واعيا وللداعي أن يكون بما
دعا عاملا وللعامل في عمله أن يكون مخلصا واعلم يا ابن آدم أنك مريض القلب
من جهتين إحداهما مخالفتك أمر الله والأخرى عفتك عن ذكر الله ولن تجد طعم
العافية حتى تكون على طاعة الله مقيما ولذكر الله مديما فعالج مرض
المخالفة بالتوبة ومرض الغفلة بالإنابة وإلا فاعلم عما قليل أنك هالك
ومنتقل من أهلك ومالك إلى قبضة ملك مالك قدم لنفسك فضل مالك وامهد لها قبل
انتقالك خذ للتأهب للرحيل فقد دنا وقت إرتحالك واعمل على تخليص نفسك من
سبالة سوء حالك سبحان من أنعم على أوليائه بالعافية من أسقامنا سبحانه مكن
لهم في مقامهم وزحزهم من مقامنا الإصرار والغفلة مقامنا ومقامهم التوبة
والإنابة أصحاب الجنة يومئذ خير مستقر وأحسن مقيلا لو بكينا على نفوسنا
حتى تجري السفن في دموعنا ما بلغنا ما يوجبه سوء صنيعنا اخترنا ما يفنا
على ما يبقى واختار أولياء الله ما يبقى على ما يفنا يا طول حسرات
الغافلين يا فرط ندمات المفرطين
يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا حسرة يطوون جمر
تها حيارى نادمينا
ذم الدنيا
ليس الذاكر من قال سبحان الله والحمد لله وقلبه مصر على الذنوب وإنما
الذاكر من إذا هم بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب كما قال بعض السلف
ليس الذاكر من همهم بلسانه وإنما الذاكر من إذا جلس في سوقه وأخذ يزن
بميزانه علم ان الله مطلع عليه فلم يأخذ إلا حقا ولم يعط إلا حقا فما
ينبغي للعباد أن ينشغلوا عن المنعم بشيء من نعمه ولا يلتهوا عنه بشيء من
كرمه الله أحق أن نختاره على ما سواه الله مولانا وما أولى بالخير من كان
الله مولاه يا ليتنا عقلنا عن الله ولو حرفا من خطابه يا ليتنا قربنا من
الله ولو عرض شعره من عزيز جنابه إنما يفهم ما أقول أرباب الفطن والعقول
إنما يشرب من هذا الشمول هو برداء التوفيق مشمول اسمع ما أقول فهو جميل لا
يضر عنه ما يقول الجهول كل شيء شغول فهو للنفس عول عن ذكر لمولى ملكه ما
يزول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ملعونة هي الدنيا ملعون ما فيها
إلا ذكر الله وعالما ومتعلما كيف لا تكون الدنيا ملعونة وهي عن ذكر الله
شاغلة ولمن
نظر إليها فاتنة ولمن ركن إليك قاتلة استصحبها غاشة ولمن
استنصرها خاذلة الدن حب والمعصية فخ والشيطان صياد والإنسان طائر فمتى أكب
الإنسان على التقاط حلالها فيوشك ان يقع في حرامها ومتى وقع في حرامها فقد
أستحوذ عليه قناصه وتعذر عليه إلا من جهة التوبة خلاصه فكيف السبيل إلى
الخلاص منها ورضيعها لا يمكنه الفطام عنها والجواب عن هذا السؤال أن
تستغيث بالكبير المتعال فالراجع إلى الله مستريح بالله مما سواه لأنه
يستريح من الدنيا وأشغالها ومن الشياطين ووسواسها ومن الأفكار وغمومها ومن
الأشغال وهمومها وغير ذلك مما الناس به في هذه الدنيا مفتونون ومعذبون
وعليه في الآخرة محاسبون ومعاقبون فأريدوا وجه الله بكل أعمالكم وجاهدوا
في سبيل الله بأنفسكم وأموالكم وأقبلوا عليه يقبل عليكم فإنه لا يعرض إلا
عمن أعرض عنه ولا تجعلوا طلب الدنيا أكبر همكم فيطول فيها همكم وفي الآخرة
يطول حسابكم على قدر مالكم قال أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين في
الآخرة أشد حسابا من ذي الدرهم وفي الحديث التقى مؤمنان على باب الجنة
مؤمن غنى ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير إلى الجنة وحبس الغني ما
شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال يا أخي ما أحسبك بعدي
والله لقد احتبست حتى خفت عليك فقال يا أخي والله لقد احتبست بعدك محبسا
فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سأل مني العرق ما لو ورد ألف بعير كلها
أكلت حمصا لعددت عنه رواء
واعملوا أن لله عبادا شغلهم الاهتمام
به عن الاهتمام لهم وتلك مرتبة المقربين الذين يتبتلون إليه تبتيلا ومنهم
من لا يرفع قصة الشكوى إلا إليه وذلك مقام أصحاب اليمين الذين لم يتخذوا
من دونه وكيلا اجتهد ان تكون عارفا بالله فإن عجزت فاجتهد أن تكون مريدا
من الله ولا تكن الثالث تكن من الخائبين اجتهد أن تكون واصلا إلى الله فإن
عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث من المنقطعين اجتهد ان تكون واصلا
فإن عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث تكن من الجاهلين اجتهد أن
تكون ممن يحبه الصالحون في الله فإن عجزت فكن ممن يحب الصالحين في الله
ولا تكن الثالث تكن من الممقوتين هذه وصية مناصحة من اهتدى بهديها اهتدى
هذه سفينة سلامة من اعتصم بركوبها نجا المؤمنون قوم باعوا الله أنفسهم
وأموالهم ولم يقدموا عليه بسوى افتقارهم
إليه فعوضوا بما هو أعوض
عليهم وأبقى لهم عاملوه رغبة فيه لا في شيء سواه فجازاهم بجنته ورضاه
والله لو أن محبا صادقا يسأل بذل روحه وماله حتى ينال نظرة في نومه يسخو
بها الحبيب من خياله وجدته لنفسه مهينا لنعم باله والرب تعالى يستقرض منا
ربع عشر ما خولنا من مقتنى أمواله فلا نجود ثم نرجو حظوة لديه بالنعيم في
وصاله هذا هو المحال والمحال لا مطمع للعاقل في مناله إنما امركم الله
سبحانه بإنفاق أموالكم في سبيل مرضاته ليمتحن ماله في قلوبكم من محبته
وإجلاله وخشيته ومقامه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما
غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وفقنا الله وإياكم لمرضاته ووهبنا وإياكم من
جزيل هباته وجمعنا وإياكم في دار النعيم وجنبنا وإياكم أفعال أهل الجحيم
لإنه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
صفة جهنم
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يؤتى بحهنم يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام
سبعون ألف ملك يجرونها وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال يؤتى
بجهنم يوم
القيامة وهي تمايل على الخزنة حتى توقف عن يمين العرش ويلقى عليها الذل
فيوحي الله إليها ما هذا الذل فتقول يا رب إني أخاف أن يكون لك في نقمة
فيوحي الله إليها إنما خلقتك نقما وليس لي فيك نقمة فتزفر زفرة لا تبقى
دمعة في عين إلا جرت ثم تزفر أخرى فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق
إلا نبيكم نبي الرحمة يقول يا رب أمتي أمتي عباد الله فاستجيروا بالله من
شر هذه النار التي لا يرحم ولا يغاث باكيها واسألوه الإقالة من ذنوبكم قبل
ان لا يقال غيره وتوبوا إلى الله من قريب واستحيوا ممن هو عليكم رقيب
واحذروا أن يأتيكم الموت وأنتم على المعصية مصرون ولا تخلدوا إلى الدنيا
فإنكم عنها منقلبون وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له قبل أن يأتيكم العذاب ثم
لا تنصرون وأكثروا من ذكر الله تعالى واستغفاره واسألوه أن يرزقكم الفوز
بالجنة والنجاة من ناره واغتنموا العمل الصالح في نهار العمر وليله
وتمسكوا بما في أيديكم من حواشي ذيله وتزودوا ما أطقتم من البر فستجدونه
يوم توفيه الأجر واستحيوا من الله حق الحياء فهو رقيب عليكم في كل ما أنتم
له عاملون فإنكم على بساط كرمه قاعدون وفي بحار نعمه عائمون وإلى دار
جزائه صائرون ولكريم عفوه وجميل صفحه آملون فاذكروه يذكركم واشكروه يزدكم
واتقوا الله لعلكم تفلحون اتقوه حق
تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون اللهم يا من ليس في الوجود سواه يا من عليه يعتمد ومن فضله يسأل
وإليه يستند يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا
كثير الخير يا دائم المعروف يا من الملائكة في خدمته صفوف وعلى طاعته عكوف
يا جار المستجير ومن هو على كل شيء قدير يا غياث الملهوف يا من بيده القبض
والبسط وبيده تقوم السموات والأرض يا من امتدت لمسألته أكف السائلين وخرت
لعبادته وجوه الساجدين وعجت بتلبيته أصوات الملبين وطمحت إلى معروفه أبصار
الآملين يا عالم السر والنجوى يا من إليه المشتكى يا من عنت له الوجوه
وخشعت له الأصوات يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات يا من إذا
انتهت الشكوى إليه فقد بلغت المنتهى يا فالق الحب والنوى اللهم نشكو إليك
ما نحن فيه من طاعتك مقصرون وعلى معصيتك مصرون وبعظمتك جاهلون وبحكمك
مغترون وعن القيام بما يلزمنا في حقك عاجزون اللهم اجعلنا من الذين
يعاملونك بما تحب وتعاملهم بما يحبون وينصرفون عما تكره وتصرف عما يكرهون
وألحقنا بالذين وجهوا إليك وجوههم وأخلصوا لك أعمالهم ولم يعتمدوا على أحد
إلا عليك ولم يستندوا إلا إليك ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار
واختم لنا بخير ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل
على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين تسليما كثيرا إلى يوم الدين
المجلس الخامس عشر جزاء التائبون
الحمد لله بجميع ما حمد به الحامدون على كل نعمة وصل إليها من كرامته
الواصلون لدى خلقه كلهم من نحن به عارفون أو جاهلون ومن أولى بالحمد من
منعم من بحر أنعمه أنعم المنعمون فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله
الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون وأشهد ألا إله إلا الله وحده
لا شريك له شهادة من لم يزل عبده ولا رأى إلا رفده ولا خاف إلا وعيده ولا
رجا إلا وعده عسى بكلمة الإخلاص أن نحصل على الإخلاص ولات حين مناص إلا
للموحدين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي عبده حتى أتاه اليقين ورسوله
الذي جاء بالحق وصدق المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين
الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين خصوصا على الخلفاء الراشدين أبي بكر
وعمر وعثمان وعلي الأئمة الهداة المهتدين وعلى التابعين لهم بإحسان الى
يوم الدين
اللهم ونحن من جملة عبادك المفتقرين إلى نوالك الباسطين
أكفهم لسؤالك منتظرين ما تذكرنا به من إحسانك وتغمرنا به من أفضالك الهم
فأجرنا بما تجير به المنكسرين واغننا بما تغني به المفتقرين وأشركنا في
دعاء الداعين وأشرك في صالح دعائنا إخواننا فيك من المسلمين معاشر الإخوان
الحاضرين بظواهر الأبدان احضروا ببواطن القلوب عسى تمطر سحائب الرضوان
بتفسير شيء من القرآن نستدعي به كرم الكريم ورحمة الرحمن الرحيم يقول الله
عز و جل في كتابه المبين التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون
الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر
المؤمنين سبب نزول هذه الآية أنه لما نزل قبلها إن الله إشترى من المسلمين
أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة قال رجل يا رسول الله وإن زنا وإن شرب
الخمر وإن سرق ونزل بعدها التائبون فكأنه تعالى يقول الجنة حاصلة للمؤمن
ولو أتى الكبائر وغشى الفواحش ولكن إذا تاب لأن المؤمن إذا عمل الذنوب فلا
بد له ولو عند موته أن يتوب وهذا من كرم الله تعالى بعبده المؤمن أنه إذا
تاب إليه قبل موته قبل الله توبته كما في الحديث عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أنه قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
كريم إذا يممت بالصدق بابه فإنك لا تلقى على الباب حاجبا وإن
كنت ذا ذنب فتب منه واعتذر كأنك لم تذنب إذا جئت تائبا
مصير من مات على غير توبة
فأما من مات على غير توبة من أهل الكبائر فقل أن يسلم من العقوبة لكنه لا
يخلد مع الكافرين وفي الجملة من دخل النار ولو ساعة من نهار فقد ذاق
العذاب الأليم وليجرب العاصي بنار الدنيا فهي جزء من سبعين جزءا من نار
جهنم هل له طاقة أن يضع فيها أصبعه أو شيئا من لحظة واحدة فالواجب على
العبد العاصي أن يبادر الى التوبة قبل هجوم أجله وانقطاع أمله إذا كنت يا
عاصي على النار لا تقوى فبادر إلى التوبة واستعمل القوى ونح أسفا من أجل
ذنبك دائما فما في غدي يغني نواح ولا شكوى وقد روي في أثر أن أكثر استغاثة
أهل النار من سوف كانوا يقدمون على المعصية ويؤخرون التوبة ويقولون سوف
نتوب فاحتفظهم الموت على شر حالة
فألقوا في نار الجحيم ونعوذ بالله منها
تفسير آية من سورة التوبة
قال ابن جرير في قوله تعالى التائبون أي الراجعون عما يكرهه الله ويسخطه
إلى ما يحبه ويرضاه وعن الحسن في قوله تعالى التائبون قال تابوا إلى الله
من الذنوب كلها وقيل تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق والتائبون على ثلاث
طبقات فأدناهم التائبون من الكفر وأوسطهم التائبون من المعصية وأعلاهم
التائبون من الغفلة وأما العابدون فقال ابن جرير الذين ذلوا لله خشية
وتواضعا له وجدوا في خدمته وقال قتادة العابدون قوم أخذوا من أبدانهم في
ليلهم وعدادهم وعن ابن عباس إنهم المقيمون الصلاة وقال الحسن هم الذين
عبدوا الله باتباع أمره والعابدون أيضا على ثلاث طبقات أدناهم الموحدون
وأوسطهم المطيعون وأعلاهم المتبتلون وأما الحامدون فعن ابن عباس إنهم
الذين يحمدون الله على كل حال
وقال الحسن الحامدون على الإسلام
والحامدون أيضا على ثلاث طبقات أدناهم القائم بالحمد الواجب كقراءة سورة
الحمد في المكتوبة وأوسطهم الحامد في كل موضع يشرع فيه الحمد كالفراغ من
الآكل والشرب والعطاس وأعلاهم الحامدون على كل حال مثلما كان نوح عليه
السلام فسماه الله عبدا شكورا وأما السائحونففيهم أربعة أقوال قيل هم
الغزاة وقيل المهاجرون وقيل طلاب العلم وقال الأكثرون هم الصائمون وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السائحون هم
الصائمون وقال ابن عباس رضي الله عنهما كلما ذكر في القرآن من السياحة فهو
الصيام وقال الحسن الصائمون شهر رمضان وقالت عائشة رضي الله عنها سياحة
هذه الأمة الصيام وهو مروي عنه صلى الله عليه و سلم قال سياحة أمتي الصيام
وأما الراكعون الساجدون فقال الحسن هم المصلون الصلوات
المكتوبات
وأما الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فقال ابن جرير الذين يأمرون
الناس بالحق ونهوهم عن كل قول او فعل نهى الله عنه والناهون عن المنكر عن
الشرك وعنه الآمرون بالمعروف قال إما انهم لم يأمروا الناس بحسنة حتى
كانوا من أهلها والناهون عن المنكر قال إما انهم لم ينهوا عن المنكر حتى
انتهوا عنه وقال أبو العلية كل ما في القرآن من الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فهي من عبادة الأوثان والشياطين وقال عطاء الأمرون بالمعروف بفرائض
الله وحده وتوحيده والناهون عن المنكر ترك فرائض الله وحدوده وعن الشرك به
وأما الحافظون لحدود الله فقال إبن عباس يعني القائمين على طاعة الله وهو
شرط شرطه الله على أهل الجهاد إذ وفوا له بشرطه وفى لهم بشرطهم أي أن بعض
المجاهدين يرتكبون المحرمات من زنا وشرب خمر وغير ذلك فإذا أنكر عليهم
قالوا نحن مجاهدون والجهاد يطهرنا فردت الآية عليهم أي كونوا مع الجهاد في
سبيل الله حافظين لحدود الله ثم قال تعالى وبشر المؤمنين أي المصدقين بوعد
الله لهم وقيل معناه وبشر من فعل التوبة وسائر هذه الأفعال وإن لم يكن من
المجاهدين عباد الله فصححوا الأعمال تلحقوا بالرجال واحذروا الرجاء الكاذب
فإنه محال أترجو أن تكون من الرجال بقول او بفعل أو بحال
وأنت من
المفاسد في جميع الأوامر والنواهي غير خال ومن طلب الوصول بغير سير على
نهج فذاك من المحال اللهم يا ذا الجلال والإكرام والعزة التي لاترام يا
بديع السموات والأرض ويا من بيده القبض والبسط نسألك أن تتوب علينا وعلى
العاصين وان تجعلنا من عبادك المتقين وان تجنبنا أفعال الفاسقين وأن تختم
لنا بخير ولجميع المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
المجلس السادس عشر صلاة القاعد
هذا تفسير حديث متفق على صحته من الأحكام اتفق على صحته علماء الإسلام وهو
ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
صلاة أحدكم وهو قاعد مثل نصف صلاته وهو قائم القائم في الصلاة له مزية على
القاعد فيها من سبعة أوجه الأول المشقة لأن القائم يلحقه من التعب ما لا
يلحق القاعد الثاني الأدب لأن القائم في الخدمة أحسن أدبا من القاعد
الثالث النشاط لأن القائم أنشط في الخدمة وأبعد من الكسل والنعاس الرابع
التمكن لأن القائم أقدر على فصاحة الكلام في المناجاة وتحسين
هيئات
العبادة الخامس كثرة التنوع في فنون الخدمة لأنه إذا صلى قائما فقد عبد
ربه بالقيام والركوع والسجود والقعود وإذا صلى قاعدا فات نوع من الأربعة
السادس أن من صلى قائما أخذ نصيبا من ترويح القلب بسبب تنقله من حال إلى
حال أكثر نصيبا من القاعد وترويح القلب يعين على جودة الذكر السابع أن من
صلى قائما فقد أطاع الله تعالى بقوله وقوموا لله قانتين وطاعة الأمر موجبة
الأجر ولو لم تكن حكمته مفهومه فكيف وقد ظهرت الحكمة في القيام في الصلاة
من وجوه كثيرة واعلم أن ورود هذا في صلاة النافلة وأما الفريضة فلا تصح
صلاتها قاعدا مع القدرة على القيام ومن صلى قاعدا في الفريضة مع قدرته على
القيام فهو عاص واختلف العلماء في كفره وأما النافلة فجائز فيها الجلوس مع
القدرة على القيام لكن القيام أفضل لما تقدم من الوجوه وأجره نصف أجر
القائم وإن كان عاجزا عن القيام لم ينقص أجره لأنه عاجز عن القيام وأنشد
بعضهم في الحض على عبادة الله تعالى تطوعا اعبدوا الله ركعا وسجودا وقياما
طورا وطورا قعودا واذكروه في كل حال فزاد من ذكر إسمه يلقي السعودا إن في
اسم الحبيب في القلب طمعا من يذقه يود منه المزيدا لا يزال الحبيب غيبا
فإن أنت ذكرته اسمه يرى مشهودا فترنم باسم الحبيب لأسما ع محبيه واتخذهم
عبيدا
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يؤتى بحهنم يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام
سبعون ألف ملك يجرونها وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال يؤتى
بجهنم يوم
القيامة وهي تمايل على الخزنة حتى توقف عن يمين العرش ويلقى عليها الذل
فيوحي الله إليها ما هذا الذل فتقول يا رب إني أخاف أن يكون لك في نقمة
فيوحي الله إليها إنما خلقتك نقما وليس لي فيك نقمة فتزفر زفرة لا تبقى
دمعة في عين إلا جرت ثم تزفر أخرى فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق
إلا نبيكم نبي الرحمة يقول يا رب أمتي أمتي عباد الله فاستجيروا بالله من
شر هذه النار التي لا يرحم ولا يغاث باكيها واسألوه الإقالة من ذنوبكم قبل
ان لا يقال غيره وتوبوا إلى الله من قريب واستحيوا ممن هو عليكم رقيب
واحذروا أن يأتيكم الموت وأنتم على المعصية مصرون ولا تخلدوا إلى الدنيا
فإنكم عنها منقلبون وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له قبل أن يأتيكم العذاب ثم
لا تنصرون وأكثروا من ذكر الله تعالى واستغفاره واسألوه أن يرزقكم الفوز
بالجنة والنجاة من ناره واغتنموا العمل الصالح في نهار العمر وليله
وتمسكوا بما في أيديكم من حواشي ذيله وتزودوا ما أطقتم من البر فستجدونه
يوم توفيه الأجر واستحيوا من الله حق الحياء فهو رقيب عليكم في كل ما أنتم
له عاملون فإنكم على بساط كرمه قاعدون وفي بحار نعمه عائمون وإلى دار
جزائه صائرون ولكريم عفوه وجميل صفحه آملون فاذكروه يذكركم واشكروه يزدكم
واتقوا الله لعلكم تفلحون اتقوه حق
تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون اللهم يا من ليس في الوجود سواه يا من عليه يعتمد ومن فضله يسأل
وإليه يستند يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا
كثير الخير يا دائم المعروف يا من الملائكة في خدمته صفوف وعلى طاعته عكوف
يا جار المستجير ومن هو على كل شيء قدير يا غياث الملهوف يا من بيده القبض
والبسط وبيده تقوم السموات والأرض يا من امتدت لمسألته أكف السائلين وخرت
لعبادته وجوه الساجدين وعجت بتلبيته أصوات الملبين وطمحت إلى معروفه أبصار
الآملين يا عالم السر والنجوى يا من إليه المشتكى يا من عنت له الوجوه
وخشعت له الأصوات يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات يا من إذا
انتهت الشكوى إليه فقد بلغت المنتهى يا فالق الحب والنوى اللهم نشكو إليك
ما نحن فيه من طاعتك مقصرون وعلى معصيتك مصرون وبعظمتك جاهلون وبحكمك
مغترون وعن القيام بما يلزمنا في حقك عاجزون اللهم اجعلنا من الذين
يعاملونك بما تحب وتعاملهم بما يحبون وينصرفون عما تكره وتصرف عما يكرهون
وألحقنا بالذين وجهوا إليك وجوههم وأخلصوا لك أعمالهم ولم يعتمدوا على أحد
إلا عليك ولم يستندوا إلا إليك ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار
واختم لنا بخير ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل
على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين تسليما كثيرا إلى يوم الدين
المجلس الخامس عشر جزاء التائبون
الحمد لله بجميع ما حمد به الحامدون على كل نعمة وصل إليها من كرامته
الواصلون لدى خلقه كلهم من نحن به عارفون أو جاهلون ومن أولى بالحمد من
منعم من بحر أنعمه أنعم المنعمون فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله
الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون وأشهد ألا إله إلا الله وحده
لا شريك له شهادة من لم يزل عبده ولا رأى إلا رفده ولا خاف إلا وعيده ولا
رجا إلا وعده عسى بكلمة الإخلاص أن نحصل على الإخلاص ولات حين مناص إلا
للموحدين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي عبده حتى أتاه اليقين ورسوله
الذي جاء بالحق وصدق المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين
الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين خصوصا على الخلفاء الراشدين أبي بكر
وعمر وعثمان وعلي الأئمة الهداة المهتدين وعلى التابعين لهم بإحسان الى
يوم الدين
اللهم ونحن من جملة عبادك المفتقرين إلى نوالك الباسطين
أكفهم لسؤالك منتظرين ما تذكرنا به من إحسانك وتغمرنا به من أفضالك الهم
فأجرنا بما تجير به المنكسرين واغننا بما تغني به المفتقرين وأشركنا في
دعاء الداعين وأشرك في صالح دعائنا إخواننا فيك من المسلمين معاشر الإخوان
الحاضرين بظواهر الأبدان احضروا ببواطن القلوب عسى تمطر سحائب الرضوان
بتفسير شيء من القرآن نستدعي به كرم الكريم ورحمة الرحمن الرحيم يقول الله
عز و جل في كتابه المبين التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون
الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر
المؤمنين سبب نزول هذه الآية أنه لما نزل قبلها إن الله إشترى من المسلمين
أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة قال رجل يا رسول الله وإن زنا وإن شرب
الخمر وإن سرق ونزل بعدها التائبون فكأنه تعالى يقول الجنة حاصلة للمؤمن
ولو أتى الكبائر وغشى الفواحش ولكن إذا تاب لأن المؤمن إذا عمل الذنوب فلا
بد له ولو عند موته أن يتوب وهذا من كرم الله تعالى بعبده المؤمن أنه إذا
تاب إليه قبل موته قبل الله توبته كما في الحديث عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم أنه قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
كريم إذا يممت بالصدق بابه فإنك لا تلقى على الباب حاجبا وإن
كنت ذا ذنب فتب منه واعتذر كأنك لم تذنب إذا جئت تائبا
مصير من مات على غير توبة
فأما من مات على غير توبة من أهل الكبائر فقل أن يسلم من العقوبة لكنه لا
يخلد مع الكافرين وفي الجملة من دخل النار ولو ساعة من نهار فقد ذاق
العذاب الأليم وليجرب العاصي بنار الدنيا فهي جزء من سبعين جزءا من نار
جهنم هل له طاقة أن يضع فيها أصبعه أو شيئا من لحظة واحدة فالواجب على
العبد العاصي أن يبادر الى التوبة قبل هجوم أجله وانقطاع أمله إذا كنت يا
عاصي على النار لا تقوى فبادر إلى التوبة واستعمل القوى ونح أسفا من أجل
ذنبك دائما فما في غدي يغني نواح ولا شكوى وقد روي في أثر أن أكثر استغاثة
أهل النار من سوف كانوا يقدمون على المعصية ويؤخرون التوبة ويقولون سوف
نتوب فاحتفظهم الموت على شر حالة
فألقوا في نار الجحيم ونعوذ بالله منها
تفسير آية من سورة التوبة
قال ابن جرير في قوله تعالى التائبون أي الراجعون عما يكرهه الله ويسخطه
إلى ما يحبه ويرضاه وعن الحسن في قوله تعالى التائبون قال تابوا إلى الله
من الذنوب كلها وقيل تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق والتائبون على ثلاث
طبقات فأدناهم التائبون من الكفر وأوسطهم التائبون من المعصية وأعلاهم
التائبون من الغفلة وأما العابدون فقال ابن جرير الذين ذلوا لله خشية
وتواضعا له وجدوا في خدمته وقال قتادة العابدون قوم أخذوا من أبدانهم في
ليلهم وعدادهم وعن ابن عباس إنهم المقيمون الصلاة وقال الحسن هم الذين
عبدوا الله باتباع أمره والعابدون أيضا على ثلاث طبقات أدناهم الموحدون
وأوسطهم المطيعون وأعلاهم المتبتلون وأما الحامدون فعن ابن عباس إنهم
الذين يحمدون الله على كل حال
وقال الحسن الحامدون على الإسلام
والحامدون أيضا على ثلاث طبقات أدناهم القائم بالحمد الواجب كقراءة سورة
الحمد في المكتوبة وأوسطهم الحامد في كل موضع يشرع فيه الحمد كالفراغ من
الآكل والشرب والعطاس وأعلاهم الحامدون على كل حال مثلما كان نوح عليه
السلام فسماه الله عبدا شكورا وأما السائحونففيهم أربعة أقوال قيل هم
الغزاة وقيل المهاجرون وقيل طلاب العلم وقال الأكثرون هم الصائمون وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السائحون هم
الصائمون وقال ابن عباس رضي الله عنهما كلما ذكر في القرآن من السياحة فهو
الصيام وقال الحسن الصائمون شهر رمضان وقالت عائشة رضي الله عنها سياحة
هذه الأمة الصيام وهو مروي عنه صلى الله عليه و سلم قال سياحة أمتي الصيام
وأما الراكعون الساجدون فقال الحسن هم المصلون الصلوات
المكتوبات
وأما الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فقال ابن جرير الذين يأمرون
الناس بالحق ونهوهم عن كل قول او فعل نهى الله عنه والناهون عن المنكر عن
الشرك وعنه الآمرون بالمعروف قال إما انهم لم يأمروا الناس بحسنة حتى
كانوا من أهلها والناهون عن المنكر قال إما انهم لم ينهوا عن المنكر حتى
انتهوا عنه وقال أبو العلية كل ما في القرآن من الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فهي من عبادة الأوثان والشياطين وقال عطاء الأمرون بالمعروف بفرائض
الله وحده وتوحيده والناهون عن المنكر ترك فرائض الله وحدوده وعن الشرك به
وأما الحافظون لحدود الله فقال إبن عباس يعني القائمين على طاعة الله وهو
شرط شرطه الله على أهل الجهاد إذ وفوا له بشرطه وفى لهم بشرطهم أي أن بعض
المجاهدين يرتكبون المحرمات من زنا وشرب خمر وغير ذلك فإذا أنكر عليهم
قالوا نحن مجاهدون والجهاد يطهرنا فردت الآية عليهم أي كونوا مع الجهاد في
سبيل الله حافظين لحدود الله ثم قال تعالى وبشر المؤمنين أي المصدقين بوعد
الله لهم وقيل معناه وبشر من فعل التوبة وسائر هذه الأفعال وإن لم يكن من
المجاهدين عباد الله فصححوا الأعمال تلحقوا بالرجال واحذروا الرجاء الكاذب
فإنه محال أترجو أن تكون من الرجال بقول او بفعل أو بحال
وأنت من
المفاسد في جميع الأوامر والنواهي غير خال ومن طلب الوصول بغير سير على
نهج فذاك من المحال اللهم يا ذا الجلال والإكرام والعزة التي لاترام يا
بديع السموات والأرض ويا من بيده القبض والبسط نسألك أن تتوب علينا وعلى
العاصين وان تجعلنا من عبادك المتقين وان تجنبنا أفعال الفاسقين وأن تختم
لنا بخير ولجميع المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
المجلس السادس عشر صلاة القاعد
هذا تفسير حديث متفق على صحته من الأحكام اتفق على صحته علماء الإسلام وهو
ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
صلاة أحدكم وهو قاعد مثل نصف صلاته وهو قائم القائم في الصلاة له مزية على
القاعد فيها من سبعة أوجه الأول المشقة لأن القائم يلحقه من التعب ما لا
يلحق القاعد الثاني الأدب لأن القائم في الخدمة أحسن أدبا من القاعد
الثالث النشاط لأن القائم أنشط في الخدمة وأبعد من الكسل والنعاس الرابع
التمكن لأن القائم أقدر على فصاحة الكلام في المناجاة وتحسين
هيئات
العبادة الخامس كثرة التنوع في فنون الخدمة لأنه إذا صلى قائما فقد عبد
ربه بالقيام والركوع والسجود والقعود وإذا صلى قاعدا فات نوع من الأربعة
السادس أن من صلى قائما أخذ نصيبا من ترويح القلب بسبب تنقله من حال إلى
حال أكثر نصيبا من القاعد وترويح القلب يعين على جودة الذكر السابع أن من
صلى قائما فقد أطاع الله تعالى بقوله وقوموا لله قانتين وطاعة الأمر موجبة
الأجر ولو لم تكن حكمته مفهومه فكيف وقد ظهرت الحكمة في القيام في الصلاة
من وجوه كثيرة واعلم أن ورود هذا في صلاة النافلة وأما الفريضة فلا تصح
صلاتها قاعدا مع القدرة على القيام ومن صلى قاعدا في الفريضة مع قدرته على
القيام فهو عاص واختلف العلماء في كفره وأما النافلة فجائز فيها الجلوس مع
القدرة على القيام لكن القيام أفضل لما تقدم من الوجوه وأجره نصف أجر
القائم وإن كان عاجزا عن القيام لم ينقص أجره لأنه عاجز عن القيام وأنشد
بعضهم في الحض على عبادة الله تعالى تطوعا اعبدوا الله ركعا وسجودا وقياما
طورا وطورا قعودا واذكروه في كل حال فزاد من ذكر إسمه يلقي السعودا إن في
اسم الحبيب في القلب طمعا من يذقه يود منه المزيدا لا يزال الحبيب غيبا
فإن أنت ذكرته اسمه يرى مشهودا فترنم باسم الحبيب لأسما ع محبيه واتخذهم
عبيدا
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى