لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثالث - صفحة 2 Empty كتاب التزكرة الجزء الثالث {الجمعة 10 يونيو - 20:23}

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الذكر المقبول


لو جرى ذكر العزيز الحكيم
كما ينبغي له الإجلال والتعظيم لسعى بذكره كل سقيم ولكن عز على اكثر
الخلائق توفيه الإجلال عند ذكر اسم الخالق فلذلك ترى أكثر المتعبدين لذكر
الله مديمين ولا تراهم إلى المذكور واصلين ولا على وصاله بحاصلين لأنهم
يذكرون بألسنتهم من ليس بقلوبهم عارفين نديم الذكر والذكر عظيم الشأن
والقدر وما بنصر للذكر على الذاكر من أثر وما الآفة إلا جهل من يذكر
بالأمر إذا لم يعرف المذكور ما يصنع بالذكر كل مطلوب لا يعظمه الطالب لا
يبلغ منه شرف المراتب عبادة الله حرفة لا يحدق فيها إلا المتبتلون إليها
ومعرفة الله غاية لا يبلغها إلا المقبلون بكل وجوههم عليها وكيف لاتكون
سلعة غالية وجنة الله عالية وإليه في كل شرف المنتهى الذي ليس وراءه مرمى
ابذل الروح إن أردت الوصال فوصال الحبيب أغلى وأغلى ليس من يلتقى إذا زار
بالطرد كمن يلتقي إذا زار بأهلا وسهلا من شفيعي إلى الحبيب كلما رمت وصله
قال كلا لو رآني أهلا لجاد ولكن ما رآني لما رمت أهلا إذا نفع الوعظ
وأسفاه كلام من لا إله سواه قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على
نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا

ريب فيه الذين خسروا أنفسهم
فهم لا يؤمنون إذا أعضلتكم الحاجة ولم تجدوا مطيعا بهبة ولا قرض فاسألوا
من له ما في السموات والأرض الذي كتب على نفسه الرحمة فهي لعباده على نفسه
فرضوله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم كان رسول الله صلى الله
غليه وسلم من الحطام الفاني فارغ اليد ومن كنوز المعرفة مملوء القلب فلما
نظر الجاهلون بالله إلى تجرد ظاهره ظنوا أنه بحاجة دنياهم فقال لهم كفار
ملة قد علمنا إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة فنحن نجعل لك نصيبا في
أموالنا حتى تكون من أغنانا رجلا وترجع عما انت عليه فنزلت هذه الآية وله
ما سكن في الليل والنهار أي إذا كان الذي له ما يحتوي عليه الزمان فكيف
تكون محتاجا إلى عطية إنسان علمك يا سيدي بحالي أغنى لساني عن المقال جبرت
كسرى كشفت ضري أغنيت فقري سترت حالي لا تجعلني عبدا لمولا سواك يا سيد
الموالي



من كلام المصطفى صلى الله عليه و سلم في فضل الدعاء وبعض
الأدعية
قد استنزلنا الرحمة بتلاوة شيء من محكم التنزيل فلنستدع البركة بذكر
أحاديث من كلام الرسول قال صلى الله عليه و سلم أقرب ما يكون العبد من
الرب في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة
فكن مخرج في الصحيح وقال صلى الله عليه و سلم من سره أن يستجيب الله له
عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء



وقال لمعاذ بن جبل
يا معاذ لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك وقال من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو
الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت ذنوبه وإن كانت عدد ورق الشجر وإن
كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا وقال ما من دعوة أسرع إجابة
من دعوة غائب لغائب


وقال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين
الله حجاب وقال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا
يستجيب دعوة قلب غافل لاه



وقال ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو
بياض إبطيه يسأل الله مسألة إلاأتاه إياها ما لم يعجل قيل يا رسول الله
كيف تكون عجلته قال يقول قد سألت ربي وسألت فلم أعط شيئا وقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من لم يسأل الله غضب الله عليه وقال ليسأل أحدكم ربه
حاجته كلها حتى يسأله الملح لأهله وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وقال
الدعاء مخ العبادة أو قال هو العبادة ثم قرأ قوله تعالى


وقال
ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
الدعاء باب من الأبواب المدخلة على العزيز الوهاب وطريق من الطرق الموصلة
إلى ذلك الجناب ووسيلة من أنجح الوسائل ورسالة من العبد إلى حضرة الرب من
أبلغ الرسائل فإن كان مدادها الدمع السائل فهو الدعاء الواصل لا أسمع
الدهر عذل عازل في حب من ماله مماثل يشهد لي أنني محب دمع على الوجنتين
سائل والوجد بين الضلوع نازك والنوم عن مقلتي راحل راسلهم بالدموع دهرا
فما أرى أغنت الرسائل وكنت أعتاض بالطيف في منامي إذكان ذالك غير باخل قد
حنا النوم جفن عيني صار لي الطيف غير واصل عساكم ترحمون صبا ما فاز من
قربكم بطائل ليس له حاصل سوى أن عمر ولي بغير حاصل



حكم ومأثورات


حسرة الفوات أشد من سكرة الموت أوجع الألم حرقة الندم أشد العذاب فرقة
الأحباب ما طرق أسماع السامعين أقطع من اخسئوا فيها ولا تكلمون لا أستر
للعورات من لباس التقوى ولا أغنى للفاقات من القناعة والرضا مجالسة
العقلاء تزيد في العقل ومجالسة الجاهلين تزيد في الجهل ومخالطة المساكين
تذهب الكبر الترياق المجرب لزوم الاستغفار ووصل الحبيب اسم الترياق وقربه
الأسير البعيدإطلاق فدين لا أدين به وكيف يسلوا عن الأحباب عشاق وكيف يحمد
بي سلو جمالكم وبيننا في الهوى عهد وميثاق قلبي القريح عليكم حشوه حرق
ولوعة وصبابة وأسواق لا غرو أن كان في قلبي شيقا قلقا قلب المحب إلى
الأحباب تواق إن أبعدوني فأهل للعباد أنا وإن هموا أقربوني فإن القلب
مشتاق الواجب على كل عبد أبعده المولى عن جنابه أن يعترف بذنبه لربه
ويعتقد أن البعد أولى به

من كان مؤمنا بأن الله هو العلي الحكيم علم
أنما أخره الله فحقه التأخير وما قدمه فحقه التقديم فالحمد لله على كل حال
ونعوذ بالله من سوء المآل ونسأله الإستقامة في جميع الأحوال وأن يبلغنا
بفضله أشرف المنازل إنه جواد مفضال


المجلس السابع عشر كلام السلف


في ذكر نبذة من كلام السلف الأعلام ففي كلامهم جلاء الهموم وشفاء الأسقام
من أراد أن يسلم له دينه ويستريح قلبه وبدنه فليعتزل الناس ومن لم يعرف
قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز
من قلة الصدق كثرة الخطأ ومن علامة الإستدراج الحمى عن عيوب النفس ومن
تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله قلوب المغترين معلقة بالسوابق
وقلوب الأبرار معلقة بالخواتيم من النذالة أن يأكل الإنسان بدينه من حاسب
نفسه استحيا الله من حسابه ثلاث من كن فيه استكمل الايمان من إذا غضب لم
يخرجه غضبه من الحق وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل وإذا قدر لم يتناول
ما ليس له وكان بعضهم يقول اللهم ما عذبتني به من شيء فلا تعذبني بذل
الحجاب

احذر أن تكون ثناء منشورا وعيبا مستورا أمس أجل واليوم عمل
وغدا أمل حرام على قلب محب الدنيا ان يسكنه الورع وحرام على عالم لم يعمل
بعلمه أن يتخذوه المتقون إماما إليك أشكو بدنا غذي بنعمك ثم توثب على
معاصيك المؤمن إذا زاد سخاؤه وإذا زاد عمره زاد اجتهاده اجمع عقلاء كل أمة
أنه من لم يجر مع القدر لم يهنأ بعيشه معاشر الفقراء إنما عرفتم بالله
وإنما مكرمون لله فإذا خلوتم به فانظروا كيف تكونون معه علامة إعراض الله
عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه الطريق إلى الله مسدود على الخلق إلا على
المتقين أول وصال العبد للحق هجرانه لنفسه وأول هجران العبد للحق مواصلته
لنفسه إذا نزل بك أمر من الله فاستعمل الرضا فإن لم تجد إلى الرضا سبيل
فاستعمل الصبر فإن لم تجد فعليك بالتحمل من علم أن الله هو الضار النافع
أسقط مخاوف المخلوقين اتقوا الناجد من العلماء والجاهل من العباد فإنهما
فتنة لكل مفتون يا عجبا لمن لم ير محسنا غير الله كيف لا يميل بكليتيه
إليه إذا بكت عين الخائفين فقد بايعوا الله بدموعهم إنما حملا كلام السلف
في مذاق الأسماع وعظمت فيه البركة وحسن به



الانتفاع لأنهم كانوا
به عاملين وفي نشره مخلصين اللهم فعمنا ببركة أعمالهم الصالحة وانفعنا
بمقاصدهم الصادقة فهم القوم لا يضل من اهتدى ببهداهم ولا يضيع من تمسك
بعراهم كيف ضلالي عن سواء السبيل وأنت لي في طريق سلاى دليل يا فرحة القلب
ويا منية الصب ويا برد غليل الغليل وصفك لا تبلغه مدحتي ففهمي بليد ولساني
كليل كيف لي بصبر جميل وقد حجبت عن مرآى المحيا الجميل مالي إذا غيبت عن
ناظري غير مخيبي والبكاء والعويل جدلي ولو بالطيف إن كان لي إلى غموض
الجفن يوما سبيل وابذل ولو وعدا ولو نظرة فما قليل منك لي بالقليل رب
العزة اعظم في صدور العارفين من أن يناجوه في مخاطبتهم بأشعار المتغزلين
ولكن ما خلا قلب من حرقة ولا سلم مواصل من فرقة وكل مسلم له نصيب من محبة
مولاه على قدر معرفته بما اولاه فإذا ترنم المنشد بما يناسب أغراض المحبين
تحركت القلوب على قدر ما فيها من الشوق إلى لقاء حبيب العارفين وتحرقت
النفوس حزنا على التخلف عن مرافقة الصالحين إلى متى أنت في تواني تجري إلى
اللهو في عنان الموت حق لا ريب فيه مالك في رفعة يدان والبعث من بعده تراه
في غاية البعد وهو داني



يوم يقوم العباد كل عليه في الحشر شاهدان
إلى حساب قد سطر ته الأقلام يمليه جافظان ثم يضم العباد بعد الحسد اب في
الحشر منزلان منزل خوف لا امن فيه ومنزل الأمن والأمان الإيمان بيوم
القيامة لصدقه على أهله علامة التسارع إلى اكتساب الحسنات والتورع عن
ارتكاب السيئات وانسكاب العبرات ندما على ما فات أيها المدعي المحبة مهلا
أين آثار صدق ما تدعيه أين سفح الدموع فوق خدود حذرا ان يفوت ما ترتجيه
أين وقد الأحشاء شوقا إلى ما كنت من لذة التواصل فيه أين بذل المجهود في
طاعة المجبو ب من كل فعل كلما يرتضيه تدعي حبه ومالك من دعو اك غير المحال
والتمويه تدعي الحب عاريا عن شهود حظه منه ما يقول بغيه طالبوا أنفسكم
بالصدق في دعواها محبة الله واصمدوا بكل وجوهكم فيما يوجهكم إلى الله كل
النعيم في التلذذ بمناجاة الله كل الراحة في التعب بخدمة الله كل الغنى في
تصحيح الإفتقار إلى الله


كل مطالب الدنيا والآخرة في خزائن غيب
الله ومفاتيحها بأيدي رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وحق هواه
ليس لي عنه مذهب ولا لي فيما دون لقياه مطلب يقول اجتنب بابي ولا تعش
مرتعي وهل حشد عن روحه يتجنب إذا لم تكن لي عند غيرك حاجة فكيف إلى أبواب
غيرك أذهب وإذا لم أجد معط سواك بمطلبي فكيف سوى معروف جودك أطلب عذولي
فيه ما ارى ما رأيته فيكثر من لومي عليه ويطنب سلكت سبيلا ما أهتدي لسلوكه
فأعجب منه وهو مني يعجب وكيف سلوى عن جمال محجب أياديه عن كل الورى ليس
يحجب إذا دارت الكاسات من خمر حبه على كل اهل العقل فالكل شربوا وإن زمزم
الحادون للركب باسمه فكلهم حتى الركائب تطرب يطيب ويحلو للمحبين ذكره فلا
طيب إلا وذكره أطيب فإن قلت شهدا فهو أحلا مذاقه وان قلت ماء فهو أصفى
وأعذب سألتك يا حادي الركائب حاجة إذا ما بدت يوما لعينك يثرب فبلغ سلامي
من حوته قبابها وشرعته في الكون تملى وتكتب نبي الهدى شمس الضحى قمر الهدى
لمنصبه فوق السماكين منصب محمد المختار والماجد الذى إلى فخره كل المناسب
تنسب بنهجه كل الأئمة تهتدي بمورده كل الموارد تعذب هو الصادق الداعي إلى
الله وحده فمن لم يجبه فهو في الحشر يندب فصلوا عليه دائما فصلاتكم جزاؤكم
فيها على الله واجب وأكثكم يا أهل ملة أحمد عليه صلاة منه في الحشر أقرب

اللهم صلي على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وصلى عليه كلما
تعاقبت
الليالي والأيام وصلي عليه ما دامت الشهور والأعوام وعلى صحبه السادة
الكرام وسلم تسليما كثيرا لا انقضاء له ولا انفصام

رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثالث - صفحة 2 Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثالث {الجمعة 10 يونيو - 20:29}

المجلس الثاني والعشرون أهل الإيمان واليقين والتقى


عباد الله تأهبوا للعرض على الملك الديان واستبغضبوا من هذه السنة فما
أدرك النار وسنان أيها العبد العاجز الفقير أطلب من باب الغني القدير تبتل
لسؤاله وتعرض لنواله فلو انالك قطرة من بحار أفضاله لأصبحت مما لا يخطر
خوف الفقر على باله ألا ناهض في خيله ورجاله بعزمه ليث الغاب يوم نزاله
لحرب عدو قد تملك أرض بإذلاله وزاه بعد دلاله ألم تعلموا ان العدو سباكم
وأوثقكم في قده وحباله وقد كنتموا في العز والمجد لنا جوار كريم غافر
بنواله فأخرجكم منها العدو بكيده وصرتم إلى انكاله ونكاله فضجوا إلى البر
الرحيم يمدكم بنصر على المخذول يوم قتاله وعوذوا من الشيطان بالله إنه
سميع عليم فارغبوا في سؤاله

باب أيها العبد المقهورالمضيم استعذ
بالله السميع العليم ولا تنس في ابتداء كل امر بسم الله الرحمن الرحيم فإن
أنت لم تجد لبركة اسم الله أثرا ظاهرا في جميع الأمور فاعلم أنك مقصر عند
التسمية في الإخلاص والحضور ذكر اسم الله في ابتداء الأقوال والأفعال أنسه
من الوحشة وهدايةمن الضلال وحمده تعالى فرض لازم لكل أحد على كل حال لأنه
اهل أن يحمد إن ابتلى وإن عافى وإن منع وإن نال عم بفضله النساء والرجال
والكهول والأطفال ولطف في قدره وقضائه بأهل أرضه وسمائه فلم يخل من لطفه
سافل ولا عال يا من لا تمتد الأيدي بالرغبة والمسألة إلا إليه يا من لا
يعول في كشف شدائد الدنيا والآخرة إلا عليه يا من كل الرغائب لديه
والمواهب لديه ليس لضرنا سواك كاشف ولا على ضعفنا سواك عاطف المعافى من
عافيته فعافنا من موجبات سخطك وعقابك والمهدي من هديته فاهدنا سبيل
الواصلين إلى جنابك بروح الإيمان بالله تحيا القلوب من موت غفلاتها وينور
مصباح اليقين مستضيء الأرواح في ظلماتها وبالتداوي يداوي بدواء التقوى
فتخلص النفوس من آفاتها فمتى أردت أن تعرف عناية الله بعباده المؤمنين
بماذا انعم الله على أهل التقوى واليقين فاتل أربع آيات من سورة البقرة
لتعلم أن خيرة خلق الله من جميع العالمين أهل الإيمان واليقين والتقى
الذين ارتقوا من معارج النور كل مرتقى وحصلوا على النعيم وتخلصوا من طول
البقاء في دار الشقاء



من خرج من دار الكفر إلى دار حظيرة الإيمان
فقد أخرج من الظلمات إلى النور لأن الكافر جاحد كاند والمؤمن معترف شكور
والشاكر بالمزيد موعور والكاند على الباب مطرود فطوبى للمؤمن وويل للكفور
وماذا عليه لو آمن بربه فكيف وقد ختم على سمعه وقلبه من قوم لهم من قلوب
بها لا يفقهون ولهم آذان بها لا يسمعون إن وعظوا بما فيه نفعهم لا ينتفعون
وإن تركوا بسوء حالهم فهم عن غيهم لا يرجعونإن الذين كفروا سواء عليهم
أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون حال بينهم وبين الإيمان سر القدر ولله
الحجة البالغة فلو شاء لهداهم أجمعين فكيف يعذر من ما عذر بالعدل عذب ربنا
من عذب وبالفضل غفر لمن غفر تفضل على قوم فوجههم إلى الجنة وعدل على قوم
فعدل بهم إلى سقر فلو اجتهد اهل السماء والأرض لم يقدروا نفعهم وكيف
يعطيهم الخلق وقد حكم الخالق بمنعهم ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى
أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم إياك والنفاق فالمنافق لربه مخادع ولا تطمع
في الخلاص بغير إخلاص فالطمع سراب خادع ربما نفع الرياء في الدنيا ولكنه
في الآخرة ضار لا نافع أهل الإخلاص على طريق من سلكها فقد اهتدى وأهل
الضلال قوم لا يرجعون عن الضلال إلى الهدى لا يحذرون مصارع السوء ولا
يخافون عواقب الردى لقد ضرب الله للفريقين في كتابه الأمثال ولم يتركهم
سدى فأما اهل الحق فصبروا عليه وأما اهل الباطل فطال عليهم المدى لأولي
الأبصار تضرب الأمثال وسماع من لا روح فيه محال



أين ركب المخاطر
في السرى لم تثنه عن عزمه الأهوال الله مولانا ومالك رزقنا ما بالنا لرضاه
لا نحتال في حبه يحلو العذاب وتركب الأخطار والدمع المصون يزال وعليه يسخى
في النفوس وتنفق الأعمار والأرواح والأموال يا سائلي عن نبل عالي وصله
أصدق وكيف علمت كيف تنال وأعطى العواذل في هواه فليس في شرع الغرام مطاوع
العذال لما خلق الله الخلق ادعوا محبته كلهم فأذاقهم من رحمته شيئا من
حظوظ النفوس فلم يثبت معه منهم شيء إلا قليل واشتغل الأكثرون بالنعمة عن
المنعم ثم صب على الباقين البلاء والمحنة فاشتغل الأكثرون بالبلاء عن
المبلي ثم امتحن البقية الباقية بالعبادة الموصلة إلى الواصل فأقلهم من
يمضي بذلك الحمد ليس بد للمخلوق من ان يكون خالق لأن العبودية لكل سوى
الله وصف لازم لا يجد فيه بدا فمن كان على عبادة الله عاكفا لم يجعله الله
لغيره عبدا ولا بغير بابه واقفا ومن تكبر عن عبادة مولاه ابتلاه بعبادة
سواه حتى فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى كان بعبادة غير الله مبتلا ولهذا
قال الملأمن قوم فرعون أنذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك لما
تكبر عن عبادة الحق وادعى أنه إله لجميع الخلق ابتلاه الله بعبادة الأصنام
على وجه الإهانة والإرغام



فاعبدوا الخالق معتقكم عن عبادة
المخلوق وابتغوا عند الله الرزق فكل من سواه من فضله مرزوق أيها العبد إن
كنت بربك مؤمنا فتحقق بالإيمان بالله وكن في عبادته وإلى عبادته محسنا
وتدبر أمثال القرآن فقد ضرب الله للناس فيه من كل مثل إنما فائدة ضرب
المثل ظهور ما خفي من حسن أو قبيح في وصف أو عمل ضرب الله سبحانه في كتابه
المثل بالحمار لعالم أقبل بلسانه على دراسة العلوم ثم أعرض بقلبه عنها
وبالكلبلعالم أتاه آياته فانسلخ منها وبالحجارة لقساة القلوب وبالأنعام
لمن همه في المأكول والمشروب وبالعنكبوت في ضعف من اشتد في عبادة المخلوق
مثله وبالذباب في عجز الأوثان عن استنفاذ ما سلبه بغيه أو علق برجله لو
علم المخلوق قدر نعمة الخالق عليه لو علم المرزوق بعض إحسان الرازق إليه
ولو لم يكن إلا نطق لسانه وشفتيه وسمع أذنيه ونظر عينيه وبطش يديه وسعي
رجليه إذا يسجد لله سجدة شكر لم يرفع رأسه منها إلى يوم الوقوف بين يديه
فكيف وانتم عن ذكره وشكره غافلون بل أكثركم لأمره مخالفون يدعوكم إليه
وأنتم فارون ويأمركم أن تؤمنوا به وأنتم فريق منكم بربهم كافرون كيف
تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
غذاكم في ظلمات الأحشاء كما يغذي الثمر في الأغصان ثم أخرجكم من الظلمات
إلى ضوء الفضاء وسعة الأوطان ثم وعدكم أن ينقلكم من عتمة شقوة الدنيا إلى
روح نعيم الجنان كم أنتم بلقائه لا توقنون ولنعمته لا تشكرون كيف تكفرون
بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه



ترجعون
كنتم أمواتا في أصلاب الآباء في بطون الأمهات ثم يميتكم بعد هذا الممات
لجزاء يوم الميقات وهو للمتقين يوم العيد الأعظم ولكنه على عصاة حسرات ثم
يرجعكم إليه ويبيحكم النظر إلى وجه الكريم ويذيقكم من رحمته لعلكم تشكرون
ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم
ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون نعم ترادف إثرها نعم هذا هو الإفصال
والإكرام غمرت أياديه بريقه فأنار منها العرب والعجم أترى سلكنا برحمته
دارا يدوم لأهلها النعم اللهم بلغنا برحمتك دار كرامتك برحمتك يا أرحم
الراحمين


المجلس الثالث والعشرون تفسير سورة القدر


الحمد لله الذي له مقاليد السموات والأرض وبيده النفع والضر وعنده مفاتيح
الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر إن أسررنا فهويعلم السر
وإن جهرنا فهو يعلم الجهر وإن استرزقنا فهو يبسط الرزق وإن استنصرنا فهو
ينزل النصر أرسل إلينا رسولا جبر منا كل كسر وأغنى منا كل فقر وأنزل علينا
كتابا شرح منا به كل صدر ورفع به منا كل قدر شرع لنا فيه حج البيت الحرام
وصيام شهر الصبر فسبحان من خص من شاء من خلقه بما شاء من فضله لا يعارض
معارض في حكمه ولا يسأله سائل عن فعله جميع العالمين بتسخيره مذللون
ولتقديره مسخرون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون كيف السبيل إلى سعادة من حكم
القضاء بأنه يشقى من كانت الأقدار تهبطه هيهات يطمع أنه يرقى كيف البقاء
وقد جرى قلم في اللوح أن الخلق لا يبقى

كل الذي سبق القضاء به حتم
الوقوع وكائن حقا فاصبر لحكم الله وارض به ما قد قضى لا بد أن يلقى باب
تبارك الذي جرت بالسوابق أقلامه ومضت في الخلائق أحكامه وأوضح طريق الخير
والشر أمره ونهيه وحلاله وحرامه أحمده حمدا يتصل به أحنانه ويتم به إنعامه
وأشكره شكرا يفوق دوام السموات والأرض روامه وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له شهادة لو باشرت القلب انجلى واستنار ظلامه وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله الذي أكمل الله ببعثه دين الإسلام وأتم بشرعه معالم الحلال
والحرام فاستمر للدين كماله واستقر من الشرع تمامه صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه صلاة باقية ببقاء الدهر وبعدما تفنى لياليه وأيامه خصوصا على خليفته
الإمام أبي بكر الصديق الذي رجح موازين الأمة ميزانه وسبق إسلامهم إسلامه
وعلى فاروقه الإمام عمر بن الخطاب الذي ما زالت أيام الإسلام به زاهرة
وشرائع الدين ظاهرة إلى أن فجعنا به حمامه وعلى ذي النورين عثمان بن عفان
الذي كتب القرآن وأرسله إلى أمصار الإسلام فلا تصح الصلاة إلا بما احتوى
عليه إمامه وعلى أبي السبطين الإمام علي بن ابي طالب الذي افحم القائلين
كلامه وهزم الضالين إقدامه وعلى سائر الآل والأصحاب ومن اتبعهم بإحسان على
منهاج السنة والكتاب حتى لا يبقى احدمن حزب الله إلى يوم المآب إلا تغمده
من العزيز الوهاب صلاته وتشريفه وإكرامه



اللهم واهد الثواب ما
نتلوه من كتابك العزيز إلى أمواتنا وأموات المسلمين اللهم نور بالقرآن
ظلماتهم وضاعف بثواب القرآن حسناتهم وارحمنا فيما بقي من اعمارنا وإذا
صرنا إلى ما صاروا إليه أكرم لنا نزلنا يوم القدوم عليك يا اكرم من تقدم
الوفود عليه افعل اللهم ما سألناك من الخير بنا وبسائر المسلمين واحشرنا
وإياهم في زمرة الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا برحمتك يا أرحم الراحمين هذا مجلس عقدته قدرة
العزيز الرحيم لله علينا باجتماعنا فيه خيرا كثيرا وفضل عظيم لأنه مجلس
عقد لذكر الله وذكر الآية لم يحضره إن شاء الله إلا من هو ولي الله أو محب
لأوليائه فاجعلوا شكر نعمة الله عليكم فما يهديه من الهدى في هذا المجلس
إليكم أن تحضروا بالقلوب كما انتم بالأبدان حاضرون وتكونوا عاملين بما
أنتم له سامعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون تفسير سورة
القدر نستنزل رحمة الجليل بتفسير شيء من التنزيل أعوذ بالله من الشيطان
الرجيمبسم الله الرحمن الرحيمإنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة
القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من
كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزل القرآن
جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ثم كان الله ينزله على رسوله
نجوما بعضه في إثر بعض



فذلك قوله فلا أقسم بمواقع النجوم وقيل بل
كان في كل سنة يستنسخ من اللوح المحفوظ في ليلة القدر ما تحتاج إليه الأمة
في تلك السنة فيكتبه السفرة في هذه الليلة كما قال تعالى فيها يفرق كل امر
حكيم وإنما سميت هذه الليلة ليلة القدر لأن الله تعالى يقدر فيها امر
السنة إلى السنة الأخرى أحكام بلاده وعباده وكذلك عظم الله اجرها بقوله
وما أدراك ما ليلة القدر تعجيبا لنبيه صلى الله عليه و سلم من جلال قدرها
ثم نبه على شرفها وفضلها فقال ليلة القدر خير من ألف شهر قال مجاهد قيامها
والعمل فيها خير من قيام ألف شهر ثم قال تعالى تنزل الملائكة والروح
فيهاالروح هو جبريل عليه السلام يهبط جبريل والملائكة إلى أرض القدر بإذن
ربهم أي بأمره ينزلون كما قال تعالى عن الملائكة وما نتنزل إلا بأمر ربك
قوله من كل أمر أي ينزلون بكل أمر من الخير والبركة لصوم شهر رمضان وفي
قوله سلام هيأمران أحدهما انها ليلة سليمة من كل آفة وعاهة وبلاء وفتنة
حتى مطلع الفجر أي إلى مطلع فجرها الثاني ان الملائكة إذا مروا بمؤمن أو
مؤمنة في الصلاة سلموا عليه من ربه يقولون سلام عليك يا مؤمن تصيب كذا
وكذا من الخير يخبرونه بما سيلقى في سنته حتى يقولواله وأنت متزوج فلانة
ولا يسلمون على مدمن خمر ولا ساحر ولا كاهن ولا مصر على الزنا



فطوبى لعبد وفق لموجبات الرحمة ورزق عزائم الغفران واستمرعلى فعل
الخير
إلى حين الخاتمة ومفارقة الشيطان اليوم سوق الآخرة كاسر وسوق الاخرة كاسد
وسوق الدنيا في نفاق فلهذا عمل الدنيا علينا سهل وعمل الآخر شاق فإذا تجلى
من امر الآخرة ما هو اليوم مستور عن الخلائق تمنيا أن أيام الحياة كانت
كلها صياما وقياما وودنا لم يعط من الدنيا إلا ما كان لا بد أن يكون قواما
فاستهينوا اليوم بركوب الأهوال في الحصول على الوصول إلى إحراز الوصال قبل
أن يفرط الأمر ويزجر البحر ويخرب القصر ويعمر القبر ويكاد المقام أن يكون
على جمرة وحسرة أحر من الجمرة ويسكر سكر ندامة لا سكر خمرة لهف عمري على
انقضاء العمر في ذنوب أنقض الوزر ظهري استهل الشهر الشريف فيمضي من حياتي
وما انتفعت بشهري أيها الحائز الوصال هنيا أنا ما ذقت غير طعم الهجر ما
مرادي إلا وصال حبيبي ليلة الوصل منه ليلة قدر من سفيري إليه في كشف ضري
من شفيعي إليه في جبر كسري لذذ السمع يا سميري بذكر اسم حبيبي فذكره روح
سري قل وخذ مهجتي جزاك مني بسم الله يجلو هموم قلبي قاسمه راحتي وروحي
وأنسي في حياتي وفي مماتي ونشري اسم الحبيب الأول اسم من ليس غيره يعول كل
ما نحن فيه من بعض ما خول ما سلا عن حبه إلا حبه إلا من قد استحوذ الشيطان
على قلبه



يا من عليه في الخطوب معول وبه إليه تشفعي وتوسلي عذلوا
عليك وفي الفؤاد صبار يلهى المسامع عن كلام العذل قالوا هواة قاتل فأجبتهم
لا رأي لي في الحب إن لم أقتل يا من يحب سوى الجواد لمحسن البر الرحيم
المنعم المتفضل فقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول أما
القلوب فموقوفة عليه وأما الأرواح فمرتاحة إليه وأوصلوا الصوم عما سواه
لتحرزوا منه الوصال ولا ترى ليلة ألا ليلة الإنتقال لا يزال ولي الله من
صومه عما ألهى عن الله موثقا في القيود فإذا مات استهل هلال العيد واستطلع
طالع السعود ما العبد عندي سوى وصال لوفيتي روعة الصدود إن نلت ممن أحب
وصلا فذلك اليوم يوم عيدي الصائمون ثلاثة والمعيدون ثلاثة صائم عن
المفطرات المتناولة للبطون والفروج ومعيد إذا أذن شهر صيامه بالخروج وصائم
عن المحرمات المحظورة في الكتاب والسنة ومعيد إن زحزح عن النار وأدخل
الجنة وصائم عن كل ما ألهاه عن مولاه ومعيد إذا قدم عليه تلقاه برضاه
وتجلا له حتى يراه



فصم هذا اليوم بهذه النية فإنما الأعمال
بالنيات وإنما لكل امرىء ما نواه صمت دهري عن كل شيء سواكم وجعلت التعييد
يوم أراكم ليس سؤلي سوى رضاكم فمنوا يا احبتي برضاكم لا نعيم إلا نعيم
هواكم كما لا عذاب إلا عذاب قلاكم أنا مستشفع إليكم بذلي وخضوعي لعزكم
وغلاكم بكم وقد حلفت لا زلت في السير مجدا حتى أحل حماكم ولو أني أطعت
أغمضت عيني عن جميع الوجود حتى تراكم إن أنل وصلكم بالفضل منكم أو أمت في
هواكم فداكم من كان في الله مماته كان بالله حياته ومن كان في الله هلاكه
كان الله نجاته فوجهوا الوجوه إليه واذبحوا النفوس عليه ولا تؤملوا راحة
دون لقائه ولا تمدوا أيديكم إلى غير عطائه فكل من لا يجبره الله فهو كسير
وكل من لا يغنيه الله فهو فقير لا تنال الفضل إلا من جود من كل الورى من
فضل جوده سائل إلى نداه فقير كم له من عتقاء صاروامن ملوك الآخرة بعدما
كان في قبضة السعير السيد أسير يا فقر من لم يحصل على الغنى فضله ذاك الذي
مات عطشان وهو وسط غدير اطلبوا حياة القلوب من موت الذنوب واحيوا ما بقي
من لياليكم في خدمة علام الغيوب واغتنموا عمرا باقيه لا يبقى وماضيه لا
يؤوب يا من قد شاب



وهو بالذنوب مشوب يا غيبة احتوت على كل غيوب
بادر فالشمس قد تدلت للغروب والعمر كالثلج كلما جاءت يذوب غرس الله كرامة
أوليائه ثم ختم عليها فلا أذن سمعت بها ولا عين نظرت إليها فإذا كان يوم
الجزاء فضت تلك الختوم وظهر السر المكتوم فندم أهل التقصير حين لا ينفع
الندم ونادى منادي الكرم سيعلم اهل الجمع اليوم من أولى بالكرم إنهم
المتقون وما أدراك ما هم هم الذين تركوا في مرضاة الله مشتهاهم وخالفوافي
موافقة الحق هواهم فلو قيل لهم تمنوا لكان القرب مناهم ولو قيل لهم ترقوا
لكان إلى الحضرة مرتقاهم أولئك الذين أنعم الله عليهم وأرضاهم لأنه لم
يفقدهم حيث أمرهم ولم يرهم حيث نهاهم جعلنا الله منهم وحشرنا في زمرتهم
وبلغنا مناهم



المجلس الرابع والعشرون طلب الوصال


الحمد لله المستمر الدوام والبقاء وهو اهل الحمد والشكر والمدح والثناء هو
الرب الواحد وكل من سواه مربوب ليس لعاقل من دونه معبود ولا لعارف غيره
محبوب خلق الخلق ليربحوا عليه ثم شرع لهم ما يقربهم به إليه ويحظيهم به
لديه فالصلاة نورهم والصوم طهورهم فمن أقام الصلاة وادام الصيام فقد حصل
له بربه الاتصال وتم عليه منه الإنعام ومن لا صلاة له صلاة له ولا صيام
فهو أضل سبيلا من بهيمة الأنعام نصبت له موائد الكرم فلم يجلس مع الكرام
الذين أخمصوا بطونهم من فضول الطعام وأصمتوا ألسنتهم عن لاغيات الكلام
وفرغوا قلوبهم للمناجاةفي جنح الظلام فارتقوا إلى ذروة الرزق وسقط غيرهم
في مهول الحرام مسني الضر من ركوب ذنو ب أثقلتني بالوزر والآثام كم زمان
معظم فيه ترجى توبة من ركوب ذنب حرام ثم يمضي يومي وشهري وعامي وسقامي كما
عهدت سقامي خادم الله لا يمل من الخدمة حتى يسقى بكأس الحمامي

يا من
افرح لهم الهجر قلبه قم إلى طلب الوصال ويا من قد أثقل الأوزار طهره اطرح
عنك هذه الأثقال راجع المعهود وراع العهود واغسل بحلاوة الوصل مرارة
الصدود أقبل الوصل حين ولى الصدود فربيع الفراح غض جديد ورواق الإقبال
والعز والبهجة والأنس فوقتنا ممدود وقميص الهجران والصد ةالإعراض والبين
والقلى مقدود قم فقد أنجز لك يا مسكين من تحت تلك الوعود كاد عود الوصال
ينسى فعاد ألما فيه وأخضر ذاك العود وانقضت دولة الشقاء والحزن واوفى
سرورنا السعود إن توفي الأيادي وتوفي بوعود البشرى وترعى العهود إحذر
الطرد بعد ذا الصلح ما في كل وقت يصالح المطرود تب إلى الله من ذنوبك في
وقتك هذا فالوقت وقت سعيد لا تعد الذنوب فالنكس في الإسقام بعد الإبراء
منها شديد هذا وقت توبة المصرين وتشمير المعصرين وإقبال المعرضين وانتباه
الغافلين فأذيبوا شحوم الشبع بنار الجوع واتشحوا بمشقة السهر راحة الهجوع
وقللوا حضور الأشواق اللعينة واعتزلوا الشواغل الملهية وأشركوا صلحاء
الفقراء في طعامكم وضموا الأرامل والأياتم إلى عيالكم وأطيبوا المطاعم



وصونوا الجوارح ونزهوا النفوس وطهروا القلوب والزموا الطاعة
وعانقوا
القناعة وأديموا العبادة وأكثروا الذكر وأقلوا اللغو وأنزلوا أنفسكم بقية
العمر بمنزلة مريض بحمى أياما قليلة رجا عافية الدهر أو بمنزلة كسير يحتمل
مشقة الرباط ليحصل له الجبر قد اطلتم صدي وطردي وهجري فمتى تجبرون بالوصل
كسري مسني الضر مذ هجرتم ومالي غيركم من أرجوه يكشف ضري كم بعاد وجفوة
وصدود قد فنى في البعاد والهجر بعدي طال عنكم بالبعد صومي فمتى تغرب شمس
النؤى ويحضر قطري يوم عيدي إذا انقضى الهجر عني أماليلة الوصل فهي ليلة
قدري آه واقبح تفريطي في سا عتي ويومي وعامي وشهري من مجيري من الذنوب فقد
ألبس وجهي شيئا وانقض ظهري كلما تبت قد نقضت فما أخوفني أن ازور قبري
بوزري عند رب الخير الكثير ولكني حرمت الخير لشري رب جد لي برحمة تغسل
العار وتمحو وزري وتصلح امري من عرف الله بالرحمة رجاه ومن عرفه بالانتقام
فحق له أن يخشاه ومن عرفه بما هو اهله من كمال الجمال انشرح برحيق هواه عن
رجائه وخوفه حتى يلقاه أصوم لوجهه عما سواه فلا إفطار لي حتى أراه وأحمي
منية الدارين قلبي فمالي فيه إلا رضاه



وكل هوى يميل إليه صب علي
محرم إلا هواه أوالي من يواليه بجهدي ولست بخاضع لسوى علاه ولست بطالب
لسوى يديه ولست بخاضع لسوى علاه أرجى القرب منه وهو معط يبلغ كل ذي امل
مناه الأوقات الشراف مواسم الأشراف يعرفون لها جلال قدرها ويرغبون إلى
الله في عظيم تزيد العامل نشاطا في العمل وتطلق العاطل من عقال الكسل
فأقيموا في هذه الأوقات المباركة دين الله حق الإقامة ولا تهتموا بتحصيل
الغنيمة إلا بعد إحراز السلامة فإن فاعل الخير غانم وتارك الشر سالم
والعاقل هو الذي تهمه سلامته من المعاطب قبل أن يهمه تحصيل المكاسب فردوا
المظالم إلى المظلومين قبل أن تتصدقوا على الفقراء والمساكين واجعلوا
عنايتكم بأوامر المفروضات والواجبات مقدمة على التطوع بالنوافل والمستحبات
وصونوا بطونكم عن المكوس والغضوب قبل ان تصونوها عن المأكول والمشروب
وامسكوا ألسنتكم عن الكلام القبيح وأطلقوا بالتهليل والتسبيح فإنما ينتفع
المريض بشرب الدواء بعد حمية من أسباب الداء فأما أهل التخليط على نفوسهم
في أمر أبدانهم وأديانهم فهيهات أن يقوم ربحهم بخسرانهم أسس الدين بالتقا
يرتقي كل مرتقى إنما ينفع الدواء إذا صادف التقا كلما قلت قد مضى زمن
الصبر والشقا عدت في سجل سوء حالي باليد موثقا مذ غلبت عن مقلتي دمعها
قطرة ارقا ارحموا مدنفا يذوب عليكم تشوقا



صومه مده الفاق اتى
ساعة اللقاء عيده يوم يصبح العود بالوصل مورقا العاصي لا يزداد بطول
الحياة إلا مقتا وطردا وكل صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر لا تزيد العبد
من الله إلا بعدا ما عدل من خلقه الله ورزقه ثم صار لغير خالقه ورازقه
عبدا يوجب بمخالفته مقتا ويطمع أن ينال ودا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن
عهدا أكذب الرجاء رجاء أهل الإساءة وأسوأ الجزاء جزاء اهل المعصية وامقت
الخلق إلى الله عبد مسيء في عمله معجب بنفسه من صام وأفطر على الحرام فلا
صام ولا افطر ومن حج بنفقة من حرام لم ينظر الله إليه ولا إلى حجه اجتهد
أن تتوب قبل ان تموت فما أعسر خلاص من لقي الله مصرا على ذنبه إذا لم
يتيسر لك ترك جميع الذنوب فاترك الكبائر والمظالم فإن الصلاة والصيام
والإستغفار تكفر ما سوى ذلك من المأثم إذا عاملت ربك بأمرين كفاك ما
سواهما الاسلام والتوبة فإن أضفت إليهما التمسك بالسنة فأنت من ملوك الجنة
فإن رزقت مع ذلك الذكر الكثير الخالص فأنت من ملوك أهل الحضرة نافسوا في
اقتناء النفائس فإنما يجني أحدكم ما هو اليوم غارس كم من فارس اليوم وهو
غدا راحل وكم من راحل اليوم وهو غدا فارس



لا إله إلا الله شارع
الشرع بحكمته لا إله إلا الله مجازي العاملين بجنته لا إله إلا الله مخصص
العارفين بحضرته لا إله إلا الله غامر الخلق برحمته الذين أسهروا له
العيون واخمصوا له البطون فهم طول دهرهم عما سواه صائمون وفي مسجد الخلوة
عليه عاكفون جعلوا مدة الحياة صومهم ليكون الموت عيدهم وقنعوا أيام
العاجلة بالخلق ليلبسوا في الآخرة جديدهم فلما أنجزوا لله من أنفسهم وعوده
أنجز لهم من نفسه وعوده فآوى طريدهم وأدنى بعيدهم وعوضهم من شقائهم سعوده
أنهم قد جعلوا أنفسهم عبيده فجعل الولدان المخلدون عبيدهم من كان لله عبدا
فداك مولاه الموالي ومن تولاه أضحى على الخليقة والي ولي عن الكون لما
والى الجناب العالي يا فوز عبد له الرب مكرم وموالي قد حل من قرب مولاه
بساميات المعالي ونال من طيب وصل الحبيب كل منالي مسربلا بسرابيل العز
والإقبال لا يخطر الخوف من غير الله منه ببالي يا حسرتا ضاع عمري فحال
بالعبد حالي كم ذا تشوف نفسي بصالح الأعمال وإلى متى ارتجي بلوغ أمر محالي
لا يبلغ المجد إلا بالشد والترحال والزهد في دار دنيا قد آذنت بزوالي
والصوم حتى يكون التعييد يوم وصالي جميع الطاعات والعبادات التي يتقرب بها
إلى الله المتقربون لها شريعة يرويها الناقلون وحقيقة يفقهها العارفون ولا
شريعة ولا حقيقة إلا وهي فيما



جاءنا به عن الله المرسلون فمن عمل
بالظاهر المعتاد واهمل الباطن المراد فليس هو من أولياء الألباب لأنه
اشتغل بالقشر عن اللباب رب قائم ليس من قيامه إلا السهر والتعب ورب صائم
ليس له من صيامه إلا الظمأوالتعب فأمنوا إلى ظاهر الشريعة باطن الحقيقة
واسلكوا مع السالكين إلى الله أحمد الطريقة وافطموا هذه النفوس عن سوء
الرضاع فإنما شرعت لكم الطاعات انقلكم عن ردي الطباع إلى متى أكلا وشربا
ونوما فقد آن ان تذيبوا شحوم الراحة والشبع صلاة وصوما فكل ما انتم فيه
عما قليل زائل ولو كان دائما لا يزول فهو بطائل ولا له حاصل أين أنتم عن
مخاوف البر الرحيم في جنات النعيم أين أنتم من لذة المناجاة إذا أرخى
سدوله الليل البهيم يا لها لذة ما ذاقها إلا ذو فطن هضيم وقلب سليموما
يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم عبادتان مؤكدتان في
عبادة الإسلام إحداهما الصلاة والأخرى الصيام ومن أدمن فعلهما غفرت له
الإساءة وضمن له الإحسان وسلك في محجة الإيمان إلى دار الإيمان إنما كان
الصوم والصلاة موجبين لغفران الذنوب لما فيهما من تطهير النفوس وإصلاح
القلوب فالصوم يجلو عن مرآة الباطن والصلاة يجلى فيها ما هو من الشر كامن
فيا خيبة المحجوبين ماذا فاتهم من المشاهدة لأنهم رضوا أن يبيتوا وبطونهم
وملأى وعيونهم راقدة ليلهم أضغاث أحلام ونهارهم لغو الكلام وكسب الحطام
فهيهات أن يذوقوا من حلاوة مناجاة الله ما ذاق أهل الصلاة



والصيام لو ادمتم عما سواه الصياما وأطلتم جنح الظلام القياما
واقمتم في
الصلاة له فطورا ركعا سجدا وطورا قياما لوجدتم لذاذة لم يذقها مستلذا إلا
الملوك الكراما حم على ما حاموا عليه عسى تكتب ممن على المكارم حاما دم
على السير مدنفا وصحيحا لم يصل غير من على السير داما قم على الباب خاضعا
وذليلا لم يلج غير من على الباب راما أم ذاك الحمى المنيع تصير في خير
للمتقين إماما صم عن الغبائر إنما ذاق طعم العيد من غير الأحبة صاما حام
عن ذلك المجد الأثيل فلا ماجد إلا الذي عن المجد حاما لائمي كف كيف أصفى
وفي القلب من الوجد ما يذود الملاما أنا إن هممت في هواه فكم من ذي حجي في
هواه هاما لو درى المطرود ما فاته ومن أين للمطرود أن يدري لذرف دموع
الأسف حتى تظل على الخدود تجري سرت الركاب إلى وصال الأحباب وركابه لا
تسري ما شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ومن الناس من يشرى عيل في حبك صبري
وتحيرت بأمري أطلب الوصل فلا أعطى سوى صد وهجري مسني الضر وفي قدره حتى
كشف ضري ليلة أنظر فيها وجهه ليلة قدري جبروني بوصال طال بالهجران كسرى
اللهم اجبر كسرنا واكشف ضرنا يا كريم يا رحيم
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى