رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فصل ـ من منعه خوف النار من الضحك
و منهم من منعه خوف النار من الضحك
و قال إسماعيل السدي : قال الحجاج لسعيد بن جبير : بلغني أنك لم تضحك قط
قال : كيف أضحك وجهنم قد سعرت و الأغلال قد نصبت و الزبانية قد أعدت ؟ !
و قال عثمان بن عبد الحميد : وقع في جيران غزوان حريق فذهب يطفئه فوقع
شرارة على أصبع من أصابعه فقال : ألا أراني قد أوجعتني نار الدنيا و الله
لا يراني ضاحكا حتى أعرف أينجيني من نار جهنم أم لا ؟
و قد كان
جماعة من السلف عاهدوا الله أن لا يضحكوا أبدا حتى يعلموا أين مصيرهم إلى
الجنة أم إلى النار منهم جمعة الدوسي و الربيع بن خراش و أخوه ربعي و أسلم
العجلي و وهيب بن الورد و غيرهم
و روى يزيد الرقاشي [ عن أنس قال :
لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم و جبريل معه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم هدة فقال : يا جبريل ما هذه الهدة ؟ قال : حجر أرسله الله من
شفير جهنم فهو يهوي فيها منذ سبعين عاما فبلغ قعرها الآن قال : فما ضحك
رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك إلا أن يبتسم تبسما ] خرجه ابن أبي
الدنيا و غيره و يزيد الرقاشي شيخ صالح لا يحفظ الحديث
و خرج
الطبراني بإسناد ضعيف إلى أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم
معناه و في حديثه قال : فما رؤي رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا حتى
قبض و سيأتي امتناع الملائكة من الضحك منذ خلقت جهنم فيما بعد إن اء الله
تعالى
و في حديث أبي ذر الطويل [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قلت
: يا رسول الله ما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن
بالموت و هو يفرح و عجبت لمن أيقن بالنار و هو يضحك ] و ذكر الحديث بطوله
خرجه ابن حبان في صحيحه و غيره
فصل ـ من حدث له من خوف النار مرض
و منهم من حدث له من خوف النار مرض و منهم من مات من ذلك
و كان الحسن يقول في وصف الخائفين : قد براهم الخوف فهم أمثال القداح ينظر
إليهم الناظر فيقول : مرضى و ما بهم مرض و يقول : قد خولطوا و قد خالط
القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم ! !
و سمع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رجلا يتهجد في الليل و يقرأ سورة
الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى :
{ إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع }
قال عمر : قسم و رب الكعبة حق ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا
يدرون ما مرضه
و كان جماعة من عباد البصرى مرضوا من الخوف و لزموا منازلهم كالعلاء بن
زياد و عطاء السلمي و كان عطاء قد صار صاحب فراش عدة سنين و كانوا يرون أن
بدأ مرض عمر بن عبد العزيز الذي مات فبه كان من الخوف
و روى الأمام
أحمد [ عن حسين بن محمد عن فضيل عن محمد بن مطرف قال : حدثني الثقة أن
شابا من الأنصار دخل خوف النار قلبه فجلس في البيت فأتاه النبي صلى الله
عليه و سلم فقام إليه فاعتنقه فشهق شهقة خرجت نفسه فقال النبي صلى الله
عليه و سلم : جهزوا صاحبكم فلذ خوف النار كبده ] و رواه ابن المبارك عن
محمد بن مطرف به بنحوه و روي من وجه آخر متصلا خرجه ابن أبي الدنيا [
حدثنا الحسن بن يحيى حدثنا حازم بن جبل بن أبي نضرة العبدي عن أبي سنان عن
الحسن عن حذيفة قال : كان شاب على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي
عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم
فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم فلما نظر إليه الشاب قام إليه و اعتنقه و
خر ميتا قال النبي صلى الله عليه و سلم : جهزوا صاحبكم فإن الفرق من النار
فلذ كبده و الذي نفسي بيده لقد أعاذ الله منها فمن رجا شيئا طلبه و من خاف
شيئا هرب منه ] و المرسل أصح و خازم بن جبلة قال ابن مخلد الدوري الحافظ
لا يكتب حديثه
و قال حفصى بن عمرو الجعفي : اشتكى داود الطائي أياما
و كان سبب علته أنه مر بآية فيها ذكر النار فكررها مرارا في ليلته فأصبح
مريضا فوجدوه قد مات و رأسه على لبنة خرجه أبو نعيم
و خرج أيضا هو و
ابن أبي الدنيا و غيرهما من غير وجه قصة منصور بن عمار مع الذي مر به
بالكوفة ليلا و هو يناجي ربه فتلا منصور هذه الآية
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }
قال منصور فسمعت دكدكة لم أسمع بعدها حسا و مضيت فلما كان من الغد رجعت
فاذا جنازة قد أخرجت و إذا عجوز فسألتها عن أمر الميت ولم تكن عرفتني
فقالت هذا رجل لا جازاه الله خيرا مر بابني البارحة و هو قائم يصلي فتلا
آية من كتاب الله فتفطرت مرارته فوقع ميتا
و روى ابن أبي الدنيا عن
محمد بن الحسين حدثني بعض أصحابنا حدثني عبد الوهاب قال : بينما أنا جالس
في الحدادين ببلخ إذ مر رجل فنظر إلى النار في الكور فسقط فقمنا و نظرنا
فإذا هو قد مات و بإسناده عن البختري بن يزيد عن حارثة الأنصاري أن رجلا
من العباد وقف على كور حداد و قد كشف عنه فجعل ينظر إليه و يبكي قال : ثم
شهق شهقة فمات
قال : و حدثت عن عبد الرحيم بن مطرف بن قدامة الرواس
أنبأنا أبي عن مولى لنا قال : لما مات المنصور بن المعتمر صاحت أمه : و
اقتيل جهنماه ! ما قتل ابني إلا خوف جهنم
و روي من غير وجه أن علي بن فضيل مات من سماع قراءة هذه الآية :
{ ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا
ونكون من المؤمنين }
و قال يونس بن عبد الأعلى : قرأ عبد الله بن وهب كتاب الأهوال فمر في صفة
النار فشهق فغشي عليه فحمل إلى منزله و عاش أياما ثم مات رحمه الله
فصل ـ أحوال بعض الخائفين
خرج مسلم في صحيحه [ من حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
أنه قال : و الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا
قالوا : و ما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار ]
و في
الصحيحين [ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : قال : ما
كسفت الشمس رأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع منها ]
و روى ألاعمش [ عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا : لو أبرزت النار للناس ما
رآها أحد إلا مات ] و روي موقوفا
و خرج أبو يعلى الموصلي في مسنده و غيره من [ من حديث ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه و آله و سلم أنه خطب فقال : لا تنسوا العظيمتين : الجنة و
النار ثم بكى حتى جرى و بلت دموعه جانبي لحيته ثم قال : و الذي نفس محمد
بيده لو تعلمون ما أعلم عن الآخرة لمشيتم إلى الصعدات و لحثيتم على رؤوسكم
التراب ]
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن معسر عن عبد الأعلى : ما
جلس قوم مجلسا فلم يذكروا الجنة و النار إلا قالت الملائكة : أغفلوا
العظيمتين ؟ !
و عن عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير قال : قطع
قلوب الخائفين طول الخلودين في الجنة أو النار و عن ابن السماك قال : قطع
قلوب العارفين بالله ذكر الخلودين الجنة و النار
و عن بكر المزني أن
أبا موسى الأشعري خطب الناس بالبصيرة فذكر في خطبته النار فبكى حتى سقطت
دموعه على المنبر قال : و بكى الناس يومئذ بكاء شديدا
و عن إبراهيم
بن محمد البصري قال : نظر عمر بن عبد العزيز إلى رجل عنده متغير اللون
فقال له : ما الذي أرى بك ؟ قال : أسقام و أمراض يا أمير المؤمنين إن شاء
الله فأعاد عليه عمر فأعاد عليه الرجل مثل ذلك ثلاث مرات فقال إذا أبيت
إلا أن أخبرك فإني ذقت حلاوة الدنيا فصغر في عيني زهرتها و ملاعبها و
استوى عندي حجارتها و ذهبها و رأيت كأن الناس يساقون إلى الجنة و أنا أساق
إلى النار فأسهرت لذلك ليلى و اظمأت له نهاري و كل ذلك صغير حقير في جنب
عفو الله و ثواب الله عز و جل و جنب عقابه
و هذا الكلام يشبه حديث
حارثة المشهور و هو حديث روي من وجوه مرسلا و روي مسندا متصلا من [ رواية
يوسف بن عطية الصفار و فيه ضعف عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه و
آله و سلم قال لشاب من الأنصار : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا
بالله حقا قال : انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة قال : يا رسول الله عزفت
نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي و أظمأت نهاري و كأني بعرش ربي بارزا و كأني
أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها و إلى أهل النار يتعاؤون فيها قال :
أبصرت فالزم عبد نور الله الإيمان في قلبه ] و المرسل أصح
و قال
أحمد بن أبي الحواري : حدثنا علي بن أبي الحر قال : أوحى الله إلى يحيى بن
زكريا عليه السلام : يا يحيى و عزتي لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعة لذاب
جسمك و لزهقت نفسك اشتياقا و لو اطلعت إلى جهنم اطلاعة لبكيت بالصديد بعد
الدموع و للبست الحديد بعد المسوح
و ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن
سفيان قال : كان عمر بن عبد العزيز ساكتا و أصحابه يتحدثون فقالوا : مالك
لا تتكلم يا أمير المؤمنين قال : كنت مفكرا في أهل الجنة كيف يتزاورون
فيها و في أهل النار كيف يصطرخون فيها ثم بكى
و عن مغيث الأسود أنه
كان يقول : زوروا القبور كل يوم بفكركم و توهموا جوامع الخير كل يوم
بعقولكم و شاهدوا الموقف كل يوم بقلوبكم و انظروا إلى المنصرف بالفريقين
إلى الجنة و النار بهممكم و أشعروا قلوبكم و أبدانكم ذكر النار و مقامعها
و أطباقها
و عن صالح المري أنه قال : للبكاء دواعي الفكرة في الذنوب
فإن أجابت على ذلك القلوب و إلا نقلتها إلى الموقف و تلك الشدائد و
الأهوال فإن أجابت إلى ذلك و إلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران
قال : ثم صاح فغشي عليه و تصايح الناس من جوانب المسجد
و عن أبي
سليمان الداراني قال : خرج مالك بن دينار بالليل إلى قاعة الدار و ترك
أصحابه في البيت فأقام إلى الفجر قائما في وسط الدار فقال لهم : إني كنت
في وسط الدار خطر ببالي أهل النار فلم يزالوا يعرضون علي بسلاسلهم و
أغلالهم حتى الصباح
و كان سعيد الجرمي يقول في وصف الخائفين : إذا
مروا بآية من ذكر النار صرخوا منها فرقا كأن زفير النار في آذانهم و كآن
الآخرة نصب أعينهم
و قال الحسن : إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في
الجنة مخلدين و كمن رأى أهل النار في النار معذبين و قال أيضا : و الله ما
صدق عبد بالنار قط إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت و إن المنافق لو كانت
النار خلف ظهره لم يصدق بها حتى يهجم عليها
و قال وهب بن منبه : كان
عابد في بني إسرائيل قام في الشمس يصلي حتى اسود و تغير لونه فمر به إنسان
فقال : كأن هذا حرق بالنار قال : إن هذا من ذكرها فكيف بمعاينتها ؟ !
و قال ابن عيينة قال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها و
أعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها و أشرب من صديدها و
أعالج سلاسلها و أغلالها فقلت لنفسي : أي شيء تريدين ؟ قالت : أريد أن أرد
إلى الدنيا فأعمل صالحا قال : فأنت في الأمنية فاعملي
و منهم من منعه خوف النار من الضحك
و قال إسماعيل السدي : قال الحجاج لسعيد بن جبير : بلغني أنك لم تضحك قط
قال : كيف أضحك وجهنم قد سعرت و الأغلال قد نصبت و الزبانية قد أعدت ؟ !
و قال عثمان بن عبد الحميد : وقع في جيران غزوان حريق فذهب يطفئه فوقع
شرارة على أصبع من أصابعه فقال : ألا أراني قد أوجعتني نار الدنيا و الله
لا يراني ضاحكا حتى أعرف أينجيني من نار جهنم أم لا ؟
و قد كان
جماعة من السلف عاهدوا الله أن لا يضحكوا أبدا حتى يعلموا أين مصيرهم إلى
الجنة أم إلى النار منهم جمعة الدوسي و الربيع بن خراش و أخوه ربعي و أسلم
العجلي و وهيب بن الورد و غيرهم
و روى يزيد الرقاشي [ عن أنس قال :
لما أسري بالنبي صلى الله عليه و سلم و جبريل معه سمع رسول الله صلى الله
عليه و سلم هدة فقال : يا جبريل ما هذه الهدة ؟ قال : حجر أرسله الله من
شفير جهنم فهو يهوي فيها منذ سبعين عاما فبلغ قعرها الآن قال : فما ضحك
رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك إلا أن يبتسم تبسما ] خرجه ابن أبي
الدنيا و غيره و يزيد الرقاشي شيخ صالح لا يحفظ الحديث
و خرج
الطبراني بإسناد ضعيف إلى أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم
معناه و في حديثه قال : فما رؤي رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا حتى
قبض و سيأتي امتناع الملائكة من الضحك منذ خلقت جهنم فيما بعد إن اء الله
تعالى
و في حديث أبي ذر الطويل [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قلت
: يا رسول الله ما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن
بالموت و هو يفرح و عجبت لمن أيقن بالنار و هو يضحك ] و ذكر الحديث بطوله
خرجه ابن حبان في صحيحه و غيره
و منهم من حدث له من خوف النار مرض و منهم من مات من ذلك
و كان الحسن يقول في وصف الخائفين : قد براهم الخوف فهم أمثال القداح ينظر
إليهم الناظر فيقول : مرضى و ما بهم مرض و يقول : قد خولطوا و قد خالط
القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم ! !
و سمع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ رجلا يتهجد في الليل و يقرأ سورة
الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى :
{ إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع }
قال عمر : قسم و رب الكعبة حق ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا
يدرون ما مرضه
و كان جماعة من عباد البصرى مرضوا من الخوف و لزموا منازلهم كالعلاء بن
زياد و عطاء السلمي و كان عطاء قد صار صاحب فراش عدة سنين و كانوا يرون أن
بدأ مرض عمر بن عبد العزيز الذي مات فبه كان من الخوف
و روى الأمام
أحمد [ عن حسين بن محمد عن فضيل عن محمد بن مطرف قال : حدثني الثقة أن
شابا من الأنصار دخل خوف النار قلبه فجلس في البيت فأتاه النبي صلى الله
عليه و سلم فقام إليه فاعتنقه فشهق شهقة خرجت نفسه فقال النبي صلى الله
عليه و سلم : جهزوا صاحبكم فلذ خوف النار كبده ] و رواه ابن المبارك عن
محمد بن مطرف به بنحوه و روي من وجه آخر متصلا خرجه ابن أبي الدنيا [
حدثنا الحسن بن يحيى حدثنا حازم بن جبل بن أبي نضرة العبدي عن أبي سنان عن
الحسن عن حذيفة قال : كان شاب على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي
عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم
فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم فلما نظر إليه الشاب قام إليه و اعتنقه و
خر ميتا قال النبي صلى الله عليه و سلم : جهزوا صاحبكم فإن الفرق من النار
فلذ كبده و الذي نفسي بيده لقد أعاذ الله منها فمن رجا شيئا طلبه و من خاف
شيئا هرب منه ] و المرسل أصح و خازم بن جبلة قال ابن مخلد الدوري الحافظ
لا يكتب حديثه
و قال حفصى بن عمرو الجعفي : اشتكى داود الطائي أياما
و كان سبب علته أنه مر بآية فيها ذكر النار فكررها مرارا في ليلته فأصبح
مريضا فوجدوه قد مات و رأسه على لبنة خرجه أبو نعيم
و خرج أيضا هو و
ابن أبي الدنيا و غيرهما من غير وجه قصة منصور بن عمار مع الذي مر به
بالكوفة ليلا و هو يناجي ربه فتلا منصور هذه الآية
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة }
قال منصور فسمعت دكدكة لم أسمع بعدها حسا و مضيت فلما كان من الغد رجعت
فاذا جنازة قد أخرجت و إذا عجوز فسألتها عن أمر الميت ولم تكن عرفتني
فقالت هذا رجل لا جازاه الله خيرا مر بابني البارحة و هو قائم يصلي فتلا
آية من كتاب الله فتفطرت مرارته فوقع ميتا
و روى ابن أبي الدنيا عن
محمد بن الحسين حدثني بعض أصحابنا حدثني عبد الوهاب قال : بينما أنا جالس
في الحدادين ببلخ إذ مر رجل فنظر إلى النار في الكور فسقط فقمنا و نظرنا
فإذا هو قد مات و بإسناده عن البختري بن يزيد عن حارثة الأنصاري أن رجلا
من العباد وقف على كور حداد و قد كشف عنه فجعل ينظر إليه و يبكي قال : ثم
شهق شهقة فمات
قال : و حدثت عن عبد الرحيم بن مطرف بن قدامة الرواس
أنبأنا أبي عن مولى لنا قال : لما مات المنصور بن المعتمر صاحت أمه : و
اقتيل جهنماه ! ما قتل ابني إلا خوف جهنم
و روي من غير وجه أن علي بن فضيل مات من سماع قراءة هذه الآية :
{ ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا
ونكون من المؤمنين }
و قال يونس بن عبد الأعلى : قرأ عبد الله بن وهب كتاب الأهوال فمر في صفة
النار فشهق فغشي عليه فحمل إلى منزله و عاش أياما ثم مات رحمه الله
خرج مسلم في صحيحه [ من حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
أنه قال : و الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا
قالوا : و ما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار ]
و في
الصحيحين [ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم : قال : ما
كسفت الشمس رأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع منها ]
و روى ألاعمش [ عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا : لو أبرزت النار للناس ما
رآها أحد إلا مات ] و روي موقوفا
و خرج أبو يعلى الموصلي في مسنده و غيره من [ من حديث ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه و آله و سلم أنه خطب فقال : لا تنسوا العظيمتين : الجنة و
النار ثم بكى حتى جرى و بلت دموعه جانبي لحيته ثم قال : و الذي نفس محمد
بيده لو تعلمون ما أعلم عن الآخرة لمشيتم إلى الصعدات و لحثيتم على رؤوسكم
التراب ]
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن معسر عن عبد الأعلى : ما
جلس قوم مجلسا فلم يذكروا الجنة و النار إلا قالت الملائكة : أغفلوا
العظيمتين ؟ !
و عن عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير قال : قطع
قلوب الخائفين طول الخلودين في الجنة أو النار و عن ابن السماك قال : قطع
قلوب العارفين بالله ذكر الخلودين الجنة و النار
و عن بكر المزني أن
أبا موسى الأشعري خطب الناس بالبصيرة فذكر في خطبته النار فبكى حتى سقطت
دموعه على المنبر قال : و بكى الناس يومئذ بكاء شديدا
و عن إبراهيم
بن محمد البصري قال : نظر عمر بن عبد العزيز إلى رجل عنده متغير اللون
فقال له : ما الذي أرى بك ؟ قال : أسقام و أمراض يا أمير المؤمنين إن شاء
الله فأعاد عليه عمر فأعاد عليه الرجل مثل ذلك ثلاث مرات فقال إذا أبيت
إلا أن أخبرك فإني ذقت حلاوة الدنيا فصغر في عيني زهرتها و ملاعبها و
استوى عندي حجارتها و ذهبها و رأيت كأن الناس يساقون إلى الجنة و أنا أساق
إلى النار فأسهرت لذلك ليلى و اظمأت له نهاري و كل ذلك صغير حقير في جنب
عفو الله و ثواب الله عز و جل و جنب عقابه
و هذا الكلام يشبه حديث
حارثة المشهور و هو حديث روي من وجوه مرسلا و روي مسندا متصلا من [ رواية
يوسف بن عطية الصفار و فيه ضعف عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه و
آله و سلم قال لشاب من الأنصار : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا
بالله حقا قال : انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة قال : يا رسول الله عزفت
نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي و أظمأت نهاري و كأني بعرش ربي بارزا و كأني
أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها و إلى أهل النار يتعاؤون فيها قال :
أبصرت فالزم عبد نور الله الإيمان في قلبه ] و المرسل أصح
و قال
أحمد بن أبي الحواري : حدثنا علي بن أبي الحر قال : أوحى الله إلى يحيى بن
زكريا عليه السلام : يا يحيى و عزتي لو اطلعت إلى الفردوس اطلاعة لذاب
جسمك و لزهقت نفسك اشتياقا و لو اطلعت إلى جهنم اطلاعة لبكيت بالصديد بعد
الدموع و للبست الحديد بعد المسوح
و ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن
سفيان قال : كان عمر بن عبد العزيز ساكتا و أصحابه يتحدثون فقالوا : مالك
لا تتكلم يا أمير المؤمنين قال : كنت مفكرا في أهل الجنة كيف يتزاورون
فيها و في أهل النار كيف يصطرخون فيها ثم بكى
و عن مغيث الأسود أنه
كان يقول : زوروا القبور كل يوم بفكركم و توهموا جوامع الخير كل يوم
بعقولكم و شاهدوا الموقف كل يوم بقلوبكم و انظروا إلى المنصرف بالفريقين
إلى الجنة و النار بهممكم و أشعروا قلوبكم و أبدانكم ذكر النار و مقامعها
و أطباقها
و عن صالح المري أنه قال : للبكاء دواعي الفكرة في الذنوب
فإن أجابت على ذلك القلوب و إلا نقلتها إلى الموقف و تلك الشدائد و
الأهوال فإن أجابت إلى ذلك و إلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران
قال : ثم صاح فغشي عليه و تصايح الناس من جوانب المسجد
و عن أبي
سليمان الداراني قال : خرج مالك بن دينار بالليل إلى قاعة الدار و ترك
أصحابه في البيت فأقام إلى الفجر قائما في وسط الدار فقال لهم : إني كنت
في وسط الدار خطر ببالي أهل النار فلم يزالوا يعرضون علي بسلاسلهم و
أغلالهم حتى الصباح
و كان سعيد الجرمي يقول في وصف الخائفين : إذا
مروا بآية من ذكر النار صرخوا منها فرقا كأن زفير النار في آذانهم و كآن
الآخرة نصب أعينهم
و قال الحسن : إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في
الجنة مخلدين و كمن رأى أهل النار في النار معذبين و قال أيضا : و الله ما
صدق عبد بالنار قط إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت و إن المنافق لو كانت
النار خلف ظهره لم يصدق بها حتى يهجم عليها
و قال وهب بن منبه : كان
عابد في بني إسرائيل قام في الشمس يصلي حتى اسود و تغير لونه فمر به إنسان
فقال : كأن هذا حرق بالنار قال : إن هذا من ذكرها فكيف بمعاينتها ؟ !
و قال ابن عيينة قال إبراهيم التيمي : مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها و
أعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها و أشرب من صديدها و
أعالج سلاسلها و أغلالها فقلت لنفسي : أي شيء تريدين ؟ قالت : أريد أن أرد
إلى الدنيا فأعمل صالحا قال : فأنت في الأمنية فاعملي
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الباب الثالث ـ [ في ذكر تخويف أصناف الخلق بالنار و خوفهم منها
]
النار خلقها الله تعالى لعصاة الجن و الإنس و بهما تمتليء قال الله تعالى
:
{ و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم
أعين لا يبصرون بها }
و قال تعالى : { و تمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين }
و قال تعالى : { و لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين
}
و قال تعالى : { و يوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس }
إلى قوله تعالى : { قال النار مثواكم خالدين فيها }
و قال تعالى حاكيا عن الجن الذين استمعوا القرآن :
{ وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما
القاسطون فكانوا لجهنم حطبا }
و قال تعالى : { سنفرغ لكم أيها الثقلان * فبأي آلاء ربكما تكذبان }
{ يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران } إلى قوله
{ فبأي آلاء ربكما تكذبان * فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان * فبأي
آلاء ربكما تكذبان * يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام }
و لهذا روي [ أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قرأ هذه السورة على الجن
و أبلغهم إياها لما تضمنت ذكر خلقهم و موتهم و بعثهم و جزائهم ]
و أما سائر الخلق فأشرفهم الملائكة و هم متوعدون على المعصية بالنار و هم
خائفون منها قال الله تعالى :
{ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون * ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك
نجزي الظالمين }
و قد استفاض عن جماعة من الصحابة و التابعين و من
بعدهم أن هاروت و ماروت كانا ملكين و أنهما خيرا بعد الوقوع في المعصية
بين عذاب الدنيا و عذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا لعلمهما بانقضائه و قد
روي في ذلك حديث مرفوع من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و آله و
سلم و خرجه الإمام أحمد و ابن حبان في صحيحه و لكن قد قيل : إن الصحيح أنه
موقف على كعب
و خرج الإمام أحمد [ من حديث أنس عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام فقال له : مالي لا أرى ميكائيل
عليه السلام يضحك ؟ ! فقال جبريل : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار ]
روي أيضا في كتاب الزهد [ من حديث أبي عمران الجوني قال : بلغنا أن جبريل
جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و جبريل عليه السلام يبكي
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : ما يبكيك يا جبريل ؟ قال : أو
ما يبكي أنت يا محمد ؟ ما جفت عيناي منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه
فيلقيني فيها ] و قد روي نحوه من وجوه أخر مرسلة أيضا
و خرج
الطبراني [ من حديث محمد بن أحمد بن أبي خيثمة حدثنا محمد بن علي حدثنا
أبي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمران أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله
عليه و آله وسلم حزينا لا يرفع رأسه فقال له : مالي أراك يا جبريل حزينا ؟
! قال : إني رأيت نفحة من جهنم فلم ترجع إلي روحي بعد ]
و قال : لم يرفعه عن زيد إلا علي تفرد به ابنه محمد بن علي بن خلف و هذا
يدل على أن غيره وقفه
و خرج الطبراني أيضا [ من طريق سلام الطويل عن الأجلح الكندي عن عدي بن
عدي الكندي عن عمر بن الخطاب قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و
آله وسلم في غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقال النبي صلى الله عليه و آله
وسلم : يا جبريل مالي أراك متغير اللون ؟ قال : ما جئتك حتى أمر الله
بمنافيخ النار قال : يا جبريل صف لي النار و انعت لي جهنم ] فذكر الحديث و
سنذكره إن شاء الله تعالى مفرقا في الكتاب في مواضع [ ثم قال : فقال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت قال :
فنظر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى جبريل و هو يبكي فقال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : تبكي يا جبريل و أنت من الله بالمكان
الذي أنت فيه ؟ فقال : و ما لي لا أبكي أنا أحق منك بالبكاء لعلي أن أكون
في علم الله على غير الحال التي أنا عليها و ما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي
به إبليس فقد كان مع الملائكة و ما أدري لعلي أبتلي بما ابتلى به هاروت و
ماروت قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و بكى جبريل عليه
السلام فما زالا يبكيان حتى نوديا : يا محمد و يا جبريل إن الله عز و جل
قد أمنكما أن تعصياه فارتفع جبريل و خرج رسول الله صلى الله عليه و آله
وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون فقال : تضحكون و وراءكم جهنم ؟ ! فلو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و لما أسغتم الطعام و الشراب
و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز و جل فنودي : يا محمد لا تقنط
عبادي إنما بعثتك ميسرا و لم ابعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه و
آله وسلم : سددوا و قاربوا ] سلام الطويل : ضعيف جدا
و روى ابن أبي
الدنيا من حديث أبي فضالة عن أشياخه قال : إن لله عز و جل ملائكة لم يضحك
أحدهم منذ خلقت جهنم مخافة أن يغضب الله عليهم فيعذبهم
و بإسناده عن
بكر العابد قال : قلت لجليس لابن أبي ليلى ـ يكني أبا الحسن ـ : أتضحك
الملائكة ؟ قال : ما ضحك من دون العرش منذ خلقت جهنم
و عن محمد بن المنكدر قال : لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة من
أماكنها فلما خلق بنو آدم عادت
و روى أبو نعيم بإسناده عن طاووس قال : لما خلقت النار طارت أفئدة
الملائكة فلما خلقت بنو آدم سكنت
فأما البهائم و الوحوش و الطير فقد روي ما يدل على خوفها أيضا قال عامر بن
يساف عن يحيى بن أبي كثير قال : بلغنا أنه إذا كان يوم نوح داود عليه
السلام يأتي الوحش من البراري و تأتي السباع من الغياض و تأتي الهوام من
الجبال و تأتي الطيور من الأوكار و تجتمع الناس لذلك اليوم و يأتي داود
عليه السلام حتى يرقى على المنبر فيأخذ في الثناء على ربه فيضجون بالبكاء
و الصراخ ثم يأخذ في ذكر الجنة و النار فيموت طائفة من الناس و طائفة من
السباع و طائفة من الهوام و طائفة من الوحوش و طائفة من الرهبان و العذارى
المتعبدان ثم يأخذ في ذكر الموت و أهوال القيامة و يأخذ في النياحة على
نفسه فيموت طائفة من هؤلاء و طائفة من هؤلاء و من كل صنف طائفة
خرجه ابن أبي الدنيا
و أما غير الحيوان من الجمادات و غيرها فقد أخبر الله سبحاته أنها تخشاه
قال تعالى :
{ و إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار و إن منها لما يشقق فيخرج منه
الماء و إن منها لما يهبط من خشية الله }
قال ابن أبي نجيح عن مجاهد : كل حجر يتفجر منه الماء و يتشقق عن ماء أو
يتردى عن رأس جبل فهو من خشية الله عز و جل نزل بذلك القرآن
و خرج الجوزجاتي و غيره في طريق مجاهد عن ابن عباس قال : إن الحجر ليقع
إلى الأرض و لو اجتمع عليه الفئام من الناس ما استطاعوا و إنه ليهبط من
خشية الله
قال ابن أبي الدنيا : حدثني أحمد بن عاصم بن عنبسة
العباداني حدثنا الفضيل بن العباس ـ و كان من الأبدال و كانت الدموع قد
أثرت في وجهه و كان يصوم الدهر و يفطر كل ليلة على رغيف ـ قال : مر عيسى
عليه السلام بجبل بين نهرين نهر عن يمينه و نهر عن يساره و لا يدري من أين
يجيء هذا الماء و لا إلى أين يذهب قال : أما الذي يجري عن يساري فمن دموع
عيني اليسرى قال : مم ذاك ؟ قال : خوف من ربي أنه يجعلني من وقود النار
قال عيسى : فأنا أدعو الله عز و جل أن يهبك لي فدعا الله فوهبه له فقال
عيسى : قد وهبت لي قال : فجاء منه الماء حتى احتمل عيسى فذهب به قال له
عيسى اسكن بعزة الله فقد استوهبتك من ربي فوهبك لي فما هذا ؟ قال أما
البكاء الأول فبكاء الخوف و أما البكاء الثاني فبكاء الشكر
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : إن القمر ليبكي من خشية
الله
قال طاووس : إن القمر ليبكي من خشية الله و لا ذنب له و لا يسأل عن عمل و
لا يجازي به
]
النار خلقها الله تعالى لعصاة الجن و الإنس و بهما تمتليء قال الله تعالى
:
{ و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم
أعين لا يبصرون بها }
و قال تعالى : { و تمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين }
و قال تعالى : { و لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين
}
و قال تعالى : { و يوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس }
إلى قوله تعالى : { قال النار مثواكم خالدين فيها }
و قال تعالى حاكيا عن الجن الذين استمعوا القرآن :
{ وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما
القاسطون فكانوا لجهنم حطبا }
و قال تعالى : { سنفرغ لكم أيها الثقلان * فبأي آلاء ربكما تكذبان }
{ يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران } إلى قوله
{ فبأي آلاء ربكما تكذبان * فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان * فبأي
آلاء ربكما تكذبان * يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام }
و لهذا روي [ أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قرأ هذه السورة على الجن
و أبلغهم إياها لما تضمنت ذكر خلقهم و موتهم و بعثهم و جزائهم ]
و أما سائر الخلق فأشرفهم الملائكة و هم متوعدون على المعصية بالنار و هم
خائفون منها قال الله تعالى :
{ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون * ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك
نجزي الظالمين }
و قد استفاض عن جماعة من الصحابة و التابعين و من
بعدهم أن هاروت و ماروت كانا ملكين و أنهما خيرا بعد الوقوع في المعصية
بين عذاب الدنيا و عذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا لعلمهما بانقضائه و قد
روي في ذلك حديث مرفوع من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و آله و
سلم و خرجه الإمام أحمد و ابن حبان في صحيحه و لكن قد قيل : إن الصحيح أنه
موقف على كعب
و خرج الإمام أحمد [ من حديث أنس عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام فقال له : مالي لا أرى ميكائيل
عليه السلام يضحك ؟ ! فقال جبريل : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار ]
روي أيضا في كتاب الزهد [ من حديث أبي عمران الجوني قال : بلغنا أن جبريل
جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و جبريل عليه السلام يبكي
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : ما يبكيك يا جبريل ؟ قال : أو
ما يبكي أنت يا محمد ؟ ما جفت عيناي منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه
فيلقيني فيها ] و قد روي نحوه من وجوه أخر مرسلة أيضا
و خرج
الطبراني [ من حديث محمد بن أحمد بن أبي خيثمة حدثنا محمد بن علي حدثنا
أبي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمران أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله
عليه و آله وسلم حزينا لا يرفع رأسه فقال له : مالي أراك يا جبريل حزينا ؟
! قال : إني رأيت نفحة من جهنم فلم ترجع إلي روحي بعد ]
و قال : لم يرفعه عن زيد إلا علي تفرد به ابنه محمد بن علي بن خلف و هذا
يدل على أن غيره وقفه
و خرج الطبراني أيضا [ من طريق سلام الطويل عن الأجلح الكندي عن عدي بن
عدي الكندي عن عمر بن الخطاب قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و
آله وسلم في غير حينه الذي كان يأتيه فيه فقال النبي صلى الله عليه و آله
وسلم : يا جبريل مالي أراك متغير اللون ؟ قال : ما جئتك حتى أمر الله
بمنافيخ النار قال : يا جبريل صف لي النار و انعت لي جهنم ] فذكر الحديث و
سنذكره إن شاء الله تعالى مفرقا في الكتاب في مواضع [ ثم قال : فقال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت قال :
فنظر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إلى جبريل و هو يبكي فقال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : تبكي يا جبريل و أنت من الله بالمكان
الذي أنت فيه ؟ فقال : و ما لي لا أبكي أنا أحق منك بالبكاء لعلي أن أكون
في علم الله على غير الحال التي أنا عليها و ما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي
به إبليس فقد كان مع الملائكة و ما أدري لعلي أبتلي بما ابتلى به هاروت و
ماروت قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و بكى جبريل عليه
السلام فما زالا يبكيان حتى نوديا : يا محمد و يا جبريل إن الله عز و جل
قد أمنكما أن تعصياه فارتفع جبريل و خرج رسول الله صلى الله عليه و آله
وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون فقال : تضحكون و وراءكم جهنم ؟ ! فلو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و لما أسغتم الطعام و الشراب
و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز و جل فنودي : يا محمد لا تقنط
عبادي إنما بعثتك ميسرا و لم ابعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه و
آله وسلم : سددوا و قاربوا ] سلام الطويل : ضعيف جدا
و روى ابن أبي
الدنيا من حديث أبي فضالة عن أشياخه قال : إن لله عز و جل ملائكة لم يضحك
أحدهم منذ خلقت جهنم مخافة أن يغضب الله عليهم فيعذبهم
و بإسناده عن
بكر العابد قال : قلت لجليس لابن أبي ليلى ـ يكني أبا الحسن ـ : أتضحك
الملائكة ؟ قال : ما ضحك من دون العرش منذ خلقت جهنم
و عن محمد بن المنكدر قال : لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة من
أماكنها فلما خلق بنو آدم عادت
و روى أبو نعيم بإسناده عن طاووس قال : لما خلقت النار طارت أفئدة
الملائكة فلما خلقت بنو آدم سكنت
فأما البهائم و الوحوش و الطير فقد روي ما يدل على خوفها أيضا قال عامر بن
يساف عن يحيى بن أبي كثير قال : بلغنا أنه إذا كان يوم نوح داود عليه
السلام يأتي الوحش من البراري و تأتي السباع من الغياض و تأتي الهوام من
الجبال و تأتي الطيور من الأوكار و تجتمع الناس لذلك اليوم و يأتي داود
عليه السلام حتى يرقى على المنبر فيأخذ في الثناء على ربه فيضجون بالبكاء
و الصراخ ثم يأخذ في ذكر الجنة و النار فيموت طائفة من الناس و طائفة من
السباع و طائفة من الهوام و طائفة من الوحوش و طائفة من الرهبان و العذارى
المتعبدان ثم يأخذ في ذكر الموت و أهوال القيامة و يأخذ في النياحة على
نفسه فيموت طائفة من هؤلاء و طائفة من هؤلاء و من كل صنف طائفة
خرجه ابن أبي الدنيا
و أما غير الحيوان من الجمادات و غيرها فقد أخبر الله سبحاته أنها تخشاه
قال تعالى :
{ و إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار و إن منها لما يشقق فيخرج منه
الماء و إن منها لما يهبط من خشية الله }
قال ابن أبي نجيح عن مجاهد : كل حجر يتفجر منه الماء و يتشقق عن ماء أو
يتردى عن رأس جبل فهو من خشية الله عز و جل نزل بذلك القرآن
و خرج الجوزجاتي و غيره في طريق مجاهد عن ابن عباس قال : إن الحجر ليقع
إلى الأرض و لو اجتمع عليه الفئام من الناس ما استطاعوا و إنه ليهبط من
خشية الله
قال ابن أبي الدنيا : حدثني أحمد بن عاصم بن عنبسة
العباداني حدثنا الفضيل بن العباس ـ و كان من الأبدال و كانت الدموع قد
أثرت في وجهه و كان يصوم الدهر و يفطر كل ليلة على رغيف ـ قال : مر عيسى
عليه السلام بجبل بين نهرين نهر عن يمينه و نهر عن يساره و لا يدري من أين
يجيء هذا الماء و لا إلى أين يذهب قال : أما الذي يجري عن يساري فمن دموع
عيني اليسرى قال : مم ذاك ؟ قال : خوف من ربي أنه يجعلني من وقود النار
قال عيسى : فأنا أدعو الله عز و جل أن يهبك لي فدعا الله فوهبه له فقال
عيسى : قد وهبت لي قال : فجاء منه الماء حتى احتمل عيسى فذهب به قال له
عيسى اسكن بعزة الله فقد استوهبتك من ربي فوهبك لي فما هذا ؟ قال أما
البكاء الأول فبكاء الخوف و أما البكاء الثاني فبكاء الشكر
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : إن القمر ليبكي من خشية
الله
قال طاووس : إن القمر ليبكي من خشية الله و لا ذنب له و لا يسأل عن عمل و
لا يجازي به
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فصل ـ [ النار في الدنيا تخاف من نار جهنم ]
و هذه النار التي في الدنيا تخاف من نار جهنم روى نفيع أبو داود عن [ أنس
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن ناركم هذه لجزء من سبعين جزءا
من نار جهنم و لولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها و إنها لتدعو
الله أن لا يعيدها فيها ] خرجه ابن ماجه و نفيع فيه ضعيف و قد روي موقوفا
على أنس
و خرج الحاكم [ من حديث جسر بن فرقد عن الحسن عن أنس عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار
جهنم و لولا أنها غمست في البحر مرتين ما انتفعتم بها أبدا و ايم الله إن
كانت لكافية و إنها لتدعو الله و تستجير الله أن لا يعيدها في النار أبدا
] و قال : صحيح الاسناد و في ذلك نظر فإن جسر بن فرقد ضعيف
و روي
ابن أبي الدنيا بإسناده عن أبي رجاء قال : لما ألقى إبراهيم عليه السلام
في النار أوحى الله إليها : لئن ضريتيه أو آذيتيه لآردنك إلى النار الكبرى
فخرت مغشيا عليها ثلاثة أيام لا ينتفع الناس منها بشيء
و عن أبي
عمران الجوني قال : بلغنا أن عبد الله بن عمرو سمع صوت النار فقال : و أنا
فقيل له : ما هذا ؟ فقال : و الذي نفسي بيده إنها تستجير من النار الكبرى
أن تعاد إليها
و عن الأعمش عن مجاهد قال : ناركم هذه تستعيذ من نار جهنم
الباب الرابع ـ [ في أن البكاء من خشية النار ينجي منها و أن
التعوذ
بالله من النار يوجب الإعاذة منها ]
قد تكاثرت النصوص في أن البكاء من خشية الله يقتضي النجاة منها و البكاء
خوف نار جهنم هو البكاء من خشية الله لأنه بكاء من خشية عقاب الله و سخطه
و البعد عنه و عن رحمته و جواره و دار كرمته
و روى أبو هريرة عن [
النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لا يلج النار رجل بكى من خشية الله
حتى يعود اللبن في الضرع ] خرجه النسائي و الترمزي و قال : صحيح
[ و
عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول : عينان
لا تمسها النار : عين بكت في جوف الليل من خشية الله و عين باتت تحرس في
سبيل الله عز و جل ] خرجه الترمزي و قال : حسن
[ و عن أبي ريحانة عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : حرمت النار على عين دمعت أو بكت في
جوف الليل من خشية الله و حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله و ذكر
عينا ثالثة ] خرجه الإمام أحمد و هذا لفظه و النسائي و الحاكم و قال :
صحيح الإسناد و خرجه الجوزجاني و لفظه [ حرمت النار على عين سهرت بكتاب
الله و حرمت النار على عين دمعت من خشية الله و حرمت النار على عين غضت عن
محارم الله أو فقئت في سبيل الله ]
[ و عن ابن مسعود عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع و لو كانت
مثل رأس الذباب من خشية الله ثم تصيب شيئا من حر وجهه إلا حرمه الله على
النار ] خرجه ابن ماجه و قد روي موفوقا على من دون ابن مسعود
و في الباب أحاديث أخر في المعنى مسندة و مرسلة و فيه أيضا عن معاذ بن جبل
و ابن عباس من قولهما غير مرفوع
و خرج ابن أبي الدنيا من طريق نفيع أبي داود [ عن زيد بن أرقم أن رجلا قال
: يا رسول الله بما أتقي به النار ؟ قال : بدموع عينيك فإن عينا بكت من
خشية الله لا تمسها النار أبدا ] و نفيع سبق أنه ضعيف
و من طريق
النضر بن سعيد رفعه قال : [ ما اغرورقت عينا عبد بمائها من خشية الله إلا
حرم جسدها على النار فإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر و لا ذلة و لو أن
عبدا بكى في أمة من الأمم لأنجى الله عز و جل ببكاء ذلك العبد تلك الأمة
من النار و ما من عمل إلا و له وزن أو ثواب إلا الدمعة فإنها تطفيء بحورا
من النار ] و قد روي هذا المعنى أو بعضه موقوفا من كلام الحسن و أبي عمران
الجوني و خالد بن معدان و غيرهم
و عن زادان أبي عمر قال : بلغنا أنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها
و من بكى شوقا إلى الجنة أسكنه الله إياها
و كان عبد الواحد بن زيد يقول يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله عز و جل
؟ ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرمه النظر إليه يا إخوتاه ألا تبكون
خوفا من النار ؟ ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها
و عن
فرقد السبخي قال : قرأت في بعض الكتب أن الباكي على الجنة لتشفع له الجنة
إلى ربها فتقول : يا رب أدخله فتقول : يا رب أدخله كما بكى علي و إن النار
لتستجير له من ربها فتقول : يا رب أجره من النار كما استجار مني و بكى
خوفا من دخولي
و في حديث عبد الرحمن بن سمرة [ عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم أنه قال : رأيت الليلة رؤيا ] فذكر الحديث بطوله [ و فيه
قال : رأيت رجلا من أمتي على شفير جهنم فجاءه و جله من الله فاستنقذه من
ذلك و رأيت رجلا من أمتي يهوي في النار فجاءته دموعه التي تبكي من خشية
الله عز و جل فاستخرجه من النار ]
و روى أيمن [ حدثنا سهل بن حماد حدثنا المبارك بن فضالة حدثنا ثابت عن أنس
قال : تلا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هذه الآية
{ نارا وقودها الناس و الحجارة }
و بين يديه رجل أسود فهتف بالبكاء فنزل جبريل عليه السلام فقال : من هذا
الباكي بين يديك ؟ قال : رجل من الحبشة و أثنى عليه معروفا قال : فإن الله
عز و جل يقول : و عزتي و جلالي و ارتفاعي فوق عرشي لا تبكي عين عبد في
الدنيا من خشيتين إلا كثرت ضحكة في الجنة ]
فصل ـ [ التعوذ من النار ]
قال الله تعالى : { الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و
يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب
النار } { فاستجاب لهم ربهم }
و في الصحيحين [ عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في ذكر الملائكة الذين
يلتمسون مجالس الذكر و فيه : إن الله عز و جل يسألهم و هو أعلم بهم فيقول
: مم يتعوذون ؟ فيقولون : من النار فيقول : و هل رأوها ؟ قالوا : لا و
الله ما رأوها فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا أشد منها
فرارا و أشد منها مخافة قال : فيقول : إني أشهدكم أني قد غفرت لهم ]
و خرج الترمزي و النسائي و ابن ماجه [ من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم قال : ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة :
اللهم أدخله الجنة و من استجار من النار ثلاثا قالت النار : اللهم أجره من
النار ]
و خرج البزار و أبو يعلى الموصلي [ من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ما استجار عبد من النار
سبع مرات إلا قالت النار : يا رب إن عبدك فلانا استجار مني فأجره و لا سأل
عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة : يا رب إن عبدك فلانا سألني فأدخله
الجنة ]
و روى صالح المري [ عن أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم : يقول الله عز و جل : انظروا في ديوان عبدي فمن رأيتموه سألني
الجنة أعطيته و من استعاذ بي من النار أعذته ] و إسناده ضعيف
و روى
أبو صالح عبد الله بن صالح [ حدثنا يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان عن
دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ـ أو عن ابن أبي حجيرة الأكبر عن أبي
هريرة أو أحدهما حدثه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إذا كان
يوم حار فإذا قال الرجل : لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم ! اللهم
أجرني من حر جهنم قال الله لجهنم : إن عبدا من عبادي استجارني من حرك و
أنا أشهدك أني قد أجرته و إذا كان يو شديد البرد فقال العبد : لا إله إلا
الله ما أشد برد هذا اليوم ! اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله لجهنم :
إن عبدا من عبادي استجارني من زمهريرك و أنا أشهدك أني قد أجرته ] قالوا :
و ما زمهرير جهنم ؟ قال : بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده و قال
أبو يحيحى القتات عن مجاهد : يؤمر بالعبد إلى النار يوم القيامة فتنزوي
فيقول : ما شأنك ؟ فتقول : إنه قد كان يستجير مني فيقول : خلوا سبيله
و قال سفيان عن مسعر بن عبد الأعلى : الجنة و النار ألقيتا السمع من ابن
آدم فإذا قال الرجل : أعوذ بالله من النار قالت النار : اللهم أعذه و إذا
قال : أسأل الله الجنة قالت الجنة : اللهم بلغه
و قال عثمان بن أبي العاتكة : قال أبو مسلم الخولاني : ما عرضت لي دعوة
إلا ذكرت جهنم فصرفتها إلى الاستعاذة منها
و قال أبو سنان عيسى بن سنان عن عطاء الخراساني قال : من استجار بالله من
جهنم سبع مرات قالت جهنم : لا حاجة لي فيك
الباب الخامس ـ [ في ذكر مكان جهنم ]
روى عطية عن ابن عباس قال : الجنة في السماء السابعة و يجعلها الله حيث
يشاء يوم القيامة و جهنم في الأرض السابعة أخرجه أبو نعيم
و خرج ابن مندة من حديث أبي يحيى القتات عن مجاهد قال : قلت لابن عباس :
أين الجنة ؟ قال : فوق سبع سموات قلت : فأين النار ؟ قال : تحت سبع أبحر
مطبقة
و روى البيهقي بإسناده فيه ضعف عن أبي الزعراء عن ابن مسعود
قال : الجنة في السماء السابعة العليا و النار في الأرض السابعة السفلى ثم
قرأ
{ إن كتاب الأبرار لفي عليين }
{ إن كتاب الفجار لفي سجين }
و خرجه ابن مندة و عنده فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث شاء
و قال محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله ابن سلام
قال : إن الجنة في السماء و إن النار في الأرض خرجه ابن خزيمة و ابن أبي
الدنيا
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن قتادة قال : كانوا يقولون : إن الجنة في
السموات السبع و إن جهنم لفي الأرضين السبع
و روى ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد
{ و في السماء رزقكم و ما توعدون }
قال : الجنة في السماء و قال استدل بعضهم لهذا بأن الله تعالى أخبر أن
الكفار يعرضون على النار غدوا و عشيا ـ يعني في مدة البرزخ ـ و أخبر أنه
لا تفتح لهم أبواب السماء فدل أن النار في الأرض و قال تعالى :
{ كلا إن كتاب الفجار لفي سجين }
و في حديث البراء بن عازب [ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صفة قبض
الروح قال في روح الكافر : حتى ينتهوا بها السماء فيستفتحون فلا يفتح له
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
{ لا تفتح لهم أبواب السماء و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
} ]
قال : يقول قال تعالى : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى قال : فتطرح
روحه طرحا خرجه الإمام أحمد و غيره
[ و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صفة قبض الروح و
قال في روح الكافر : فتخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به إلى باب الأرض
فيقولون : ما أنتن هذه الريح ! كلما أتوا على أرض قالوا ذلك حتى يأتوا به
إلى أرواح الكفار ] خرجه ابن حبان و الحاكم و غيرهما
و قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أرواح الكفار في الأرض
السابعة
و هذه النار التي في الدنيا تخاف من نار جهنم روى نفيع أبو داود عن [ أنس
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن ناركم هذه لجزء من سبعين جزءا
من نار جهنم و لولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها و إنها لتدعو
الله أن لا يعيدها فيها ] خرجه ابن ماجه و نفيع فيه ضعيف و قد روي موقوفا
على أنس
و خرج الحاكم [ من حديث جسر بن فرقد عن الحسن عن أنس عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار
جهنم و لولا أنها غمست في البحر مرتين ما انتفعتم بها أبدا و ايم الله إن
كانت لكافية و إنها لتدعو الله و تستجير الله أن لا يعيدها في النار أبدا
] و قال : صحيح الاسناد و في ذلك نظر فإن جسر بن فرقد ضعيف
و روي
ابن أبي الدنيا بإسناده عن أبي رجاء قال : لما ألقى إبراهيم عليه السلام
في النار أوحى الله إليها : لئن ضريتيه أو آذيتيه لآردنك إلى النار الكبرى
فخرت مغشيا عليها ثلاثة أيام لا ينتفع الناس منها بشيء
و عن أبي
عمران الجوني قال : بلغنا أن عبد الله بن عمرو سمع صوت النار فقال : و أنا
فقيل له : ما هذا ؟ فقال : و الذي نفسي بيده إنها تستجير من النار الكبرى
أن تعاد إليها
و عن الأعمش عن مجاهد قال : ناركم هذه تستعيذ من نار جهنم
التعوذ
بالله من النار يوجب الإعاذة منها ]
قد تكاثرت النصوص في أن البكاء من خشية الله يقتضي النجاة منها و البكاء
خوف نار جهنم هو البكاء من خشية الله لأنه بكاء من خشية عقاب الله و سخطه
و البعد عنه و عن رحمته و جواره و دار كرمته
و روى أبو هريرة عن [
النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لا يلج النار رجل بكى من خشية الله
حتى يعود اللبن في الضرع ] خرجه النسائي و الترمزي و قال : صحيح
[ و
عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول : عينان
لا تمسها النار : عين بكت في جوف الليل من خشية الله و عين باتت تحرس في
سبيل الله عز و جل ] خرجه الترمزي و قال : حسن
[ و عن أبي ريحانة عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : حرمت النار على عين دمعت أو بكت في
جوف الليل من خشية الله و حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله و ذكر
عينا ثالثة ] خرجه الإمام أحمد و هذا لفظه و النسائي و الحاكم و قال :
صحيح الإسناد و خرجه الجوزجاني و لفظه [ حرمت النار على عين سهرت بكتاب
الله و حرمت النار على عين دمعت من خشية الله و حرمت النار على عين غضت عن
محارم الله أو فقئت في سبيل الله ]
[ و عن ابن مسعود عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع و لو كانت
مثل رأس الذباب من خشية الله ثم تصيب شيئا من حر وجهه إلا حرمه الله على
النار ] خرجه ابن ماجه و قد روي موفوقا على من دون ابن مسعود
و في الباب أحاديث أخر في المعنى مسندة و مرسلة و فيه أيضا عن معاذ بن جبل
و ابن عباس من قولهما غير مرفوع
و خرج ابن أبي الدنيا من طريق نفيع أبي داود [ عن زيد بن أرقم أن رجلا قال
: يا رسول الله بما أتقي به النار ؟ قال : بدموع عينيك فإن عينا بكت من
خشية الله لا تمسها النار أبدا ] و نفيع سبق أنه ضعيف
و من طريق
النضر بن سعيد رفعه قال : [ ما اغرورقت عينا عبد بمائها من خشية الله إلا
حرم جسدها على النار فإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر و لا ذلة و لو أن
عبدا بكى في أمة من الأمم لأنجى الله عز و جل ببكاء ذلك العبد تلك الأمة
من النار و ما من عمل إلا و له وزن أو ثواب إلا الدمعة فإنها تطفيء بحورا
من النار ] و قد روي هذا المعنى أو بعضه موقوفا من كلام الحسن و أبي عمران
الجوني و خالد بن معدان و غيرهم
و عن زادان أبي عمر قال : بلغنا أنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها
و من بكى شوقا إلى الجنة أسكنه الله إياها
و كان عبد الواحد بن زيد يقول يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله عز و جل
؟ ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرمه النظر إليه يا إخوتاه ألا تبكون
خوفا من النار ؟ ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها
و عن
فرقد السبخي قال : قرأت في بعض الكتب أن الباكي على الجنة لتشفع له الجنة
إلى ربها فتقول : يا رب أدخله فتقول : يا رب أدخله كما بكى علي و إن النار
لتستجير له من ربها فتقول : يا رب أجره من النار كما استجار مني و بكى
خوفا من دخولي
و في حديث عبد الرحمن بن سمرة [ عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم أنه قال : رأيت الليلة رؤيا ] فذكر الحديث بطوله [ و فيه
قال : رأيت رجلا من أمتي على شفير جهنم فجاءه و جله من الله فاستنقذه من
ذلك و رأيت رجلا من أمتي يهوي في النار فجاءته دموعه التي تبكي من خشية
الله عز و جل فاستخرجه من النار ]
و روى أيمن [ حدثنا سهل بن حماد حدثنا المبارك بن فضالة حدثنا ثابت عن أنس
قال : تلا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هذه الآية
{ نارا وقودها الناس و الحجارة }
و بين يديه رجل أسود فهتف بالبكاء فنزل جبريل عليه السلام فقال : من هذا
الباكي بين يديك ؟ قال : رجل من الحبشة و أثنى عليه معروفا قال : فإن الله
عز و جل يقول : و عزتي و جلالي و ارتفاعي فوق عرشي لا تبكي عين عبد في
الدنيا من خشيتين إلا كثرت ضحكة في الجنة ]
قال الله تعالى : { الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و
يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب
النار } { فاستجاب لهم ربهم }
و في الصحيحين [ عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في ذكر الملائكة الذين
يلتمسون مجالس الذكر و فيه : إن الله عز و جل يسألهم و هو أعلم بهم فيقول
: مم يتعوذون ؟ فيقولون : من النار فيقول : و هل رأوها ؟ قالوا : لا و
الله ما رأوها فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا أشد منها
فرارا و أشد منها مخافة قال : فيقول : إني أشهدكم أني قد غفرت لهم ]
و خرج الترمزي و النسائي و ابن ماجه [ من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم قال : ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة :
اللهم أدخله الجنة و من استجار من النار ثلاثا قالت النار : اللهم أجره من
النار ]
و خرج البزار و أبو يعلى الموصلي [ من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ما استجار عبد من النار
سبع مرات إلا قالت النار : يا رب إن عبدك فلانا استجار مني فأجره و لا سأل
عبد الجنة سبع مرات إلا قالت الجنة : يا رب إن عبدك فلانا سألني فأدخله
الجنة ]
و روى صالح المري [ عن أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم : يقول الله عز و جل : انظروا في ديوان عبدي فمن رأيتموه سألني
الجنة أعطيته و من استعاذ بي من النار أعذته ] و إسناده ضعيف
و روى
أبو صالح عبد الله بن صالح [ حدثنا يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان عن
دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ـ أو عن ابن أبي حجيرة الأكبر عن أبي
هريرة أو أحدهما حدثه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إذا كان
يوم حار فإذا قال الرجل : لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم ! اللهم
أجرني من حر جهنم قال الله لجهنم : إن عبدا من عبادي استجارني من حرك و
أنا أشهدك أني قد أجرته و إذا كان يو شديد البرد فقال العبد : لا إله إلا
الله ما أشد برد هذا اليوم ! اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله لجهنم :
إن عبدا من عبادي استجارني من زمهريرك و أنا أشهدك أني قد أجرته ] قالوا :
و ما زمهرير جهنم ؟ قال : بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده و قال
أبو يحيحى القتات عن مجاهد : يؤمر بالعبد إلى النار يوم القيامة فتنزوي
فيقول : ما شأنك ؟ فتقول : إنه قد كان يستجير مني فيقول : خلوا سبيله
و قال سفيان عن مسعر بن عبد الأعلى : الجنة و النار ألقيتا السمع من ابن
آدم فإذا قال الرجل : أعوذ بالله من النار قالت النار : اللهم أعذه و إذا
قال : أسأل الله الجنة قالت الجنة : اللهم بلغه
و قال عثمان بن أبي العاتكة : قال أبو مسلم الخولاني : ما عرضت لي دعوة
إلا ذكرت جهنم فصرفتها إلى الاستعاذة منها
و قال أبو سنان عيسى بن سنان عن عطاء الخراساني قال : من استجار بالله من
جهنم سبع مرات قالت جهنم : لا حاجة لي فيك
روى عطية عن ابن عباس قال : الجنة في السماء السابعة و يجعلها الله حيث
يشاء يوم القيامة و جهنم في الأرض السابعة أخرجه أبو نعيم
و خرج ابن مندة من حديث أبي يحيى القتات عن مجاهد قال : قلت لابن عباس :
أين الجنة ؟ قال : فوق سبع سموات قلت : فأين النار ؟ قال : تحت سبع أبحر
مطبقة
و روى البيهقي بإسناده فيه ضعف عن أبي الزعراء عن ابن مسعود
قال : الجنة في السماء السابعة العليا و النار في الأرض السابعة السفلى ثم
قرأ
{ إن كتاب الأبرار لفي عليين }
{ إن كتاب الفجار لفي سجين }
و خرجه ابن مندة و عنده فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث شاء
و قال محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله ابن سلام
قال : إن الجنة في السماء و إن النار في الأرض خرجه ابن خزيمة و ابن أبي
الدنيا
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن قتادة قال : كانوا يقولون : إن الجنة في
السموات السبع و إن جهنم لفي الأرضين السبع
و روى ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد
{ و في السماء رزقكم و ما توعدون }
قال : الجنة في السماء و قال استدل بعضهم لهذا بأن الله تعالى أخبر أن
الكفار يعرضون على النار غدوا و عشيا ـ يعني في مدة البرزخ ـ و أخبر أنه
لا تفتح لهم أبواب السماء فدل أن النار في الأرض و قال تعالى :
{ كلا إن كتاب الفجار لفي سجين }
و في حديث البراء بن عازب [ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صفة قبض
الروح قال في روح الكافر : حتى ينتهوا بها السماء فيستفتحون فلا يفتح له
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
{ لا تفتح لهم أبواب السماء و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
} ]
قال : يقول قال تعالى : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى قال : فتطرح
روحه طرحا خرجه الإمام أحمد و غيره
[ و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صفة قبض الروح و
قال في روح الكافر : فتخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به إلى باب الأرض
فيقولون : ما أنتن هذه الريح ! كلما أتوا على أرض قالوا ذلك حتى يأتوا به
إلى أرواح الكفار ] خرجه ابن حبان و الحاكم و غيرهما
و قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أرواح الكفار في الأرض
السابعة
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فصل ـ البحار تسجر يوم القيامة
روى الأمام أحمد بإسناد فيه نظر بن أمية عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم قال : البحر هو جهنم فقالوا ليعلى قال : ألا ترون أن الله عز و
جل يقول : [color=#2bed5f]
{ نارا أحاط بهم سرادقها }
لا و الذي نفس يعلى بيده
لا أدخلها أبدا حتى أعرض على الله عز و جل و لا يصيبني منها قطرة حتى ألقى
الله عز و جل ] و هذا إن ثبت فالمراد به أن البحار تفجر يوم القيامة فتصير
بحرا واحدا ثم تسجر و يوقد عليها فتصير نارا و تزاد في نار جهنم
و قد فسر غير واحد من السلف قوله تعالى :
{ و إذا البحار سجرت }
بنحو هذا
و روى المبارك بن فضالة عن كثير أبي محمد عن ابن عباس قال : تسجر حتى تصير
نارا
و روى مجاهد عن شيخ من بجيلية عن ابن عباس { و إذا البحار سجرت } قال :
تكور الشمس و القمر و النجوم في البحر فيبعث الله عليها ريحا دبورا فتنفخه
حتى يرجع نارا خرجه ابن أبي الدنيا و ابن أبي الحاتم
و خرج ابن أبي الدنيا و ابن أبي الحاتم أيضا من طريقي مجالد عن الشعبي عن
ابن عباس في قوله تعالى :
{ و إن جهنم لمحيطة بالكافرين } [ التوابة : 49 ]
قال : هو هذا البحر تنتثر الكواكب فيه و تكور الشمس و القمر فيمون هو جهنم
و روى ابن جرير بإسناده عن سعيد بن المسيب عن علي أنه قال رجل من اليهود :
أين جهنم ؟ قال : البحر قال علي : ما أراه إلا صادقا قال تعالى : { و
البحر المسجور } و قال { و إذا البحار سجرت }
و رواه آدم بن أبي
إياس في تفسيره عن حمادة بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب
قال : قال علي ليهودي : أين جهنم ؟ قال : تحت البحر قال علي : صدق ثم قرأ
{ و إذا البحار سجرت } و خرجه في موضوع أخر منه و فيه ثم قال { و البحر
المسجور }
و خرج ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي العالية عن أبي بن كعب
{ و إذا البحار سجرت }
قال : قالت الجن للإنس : تأتيكم بالخير فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار
تأجج
و عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال : إن البحر الأخضر هو جهنم
و روى أبو نعيم بإسناده عن كعب في قوله تعالى :
{ يوم تبدل الأرض غير الأرض و السموات }
قال : تبدل السموات فتصير جنانا و تبدل الأرض فيصير مكان البحر النار
و قد سبق عن ابن عباس أنه قال : النار سبعة أبحر مطبقة
و روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال : لا يتوضأ بماء البحر
لأنه طبق جهنم و كذا قال سعيد بن أبي الحسن أخو البصري : البحر طبق جهنم
و في سنن أبي داود [ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل
الله فإن تحت البحر نارا و تحت النار بحرا ]
و خرج ابن أبي حاتم
بإسناده عن معاوية بن سعيد قال : إن هذا البحر ـ يعني بحر الروم ـ وسط
الأرض و الأنهار كلها تصب فيه و البحر الكبير يصب فيه و أسفله آبار كله
مطبقة بالنحاس فإذا كان يوم القيامة أسجر
و ذكر ابن أبي الدنيا عن
العباس بن يزيد البحراني قال : سمعت الوليد بن هشام و قلت له : عمن أخذت
هذا ؟ قال : عن رجل من أهل الكتاب أسلم فحسن إسلامه قال : لما التقم الحوت
يونس عليه السلام جال به الأبحر السبعة فلما كان آخر ذلك انتهى به الحوت
إلى قعر البحر موضع يلي قعر جهنم فسبح يونس في بطن الحوت فسمع قارون
تسبيحه و هو في النار و ذكر بقية الخبر
و روى قيس بن الربيع [ عن
عبيد المكتب عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و
آله وسلم : إن جهنم محيطة بالدنيا و إن الجنة من ورائه فلذلك كان الصراط
على جهنم طريقا إلى الجنة ] غريب منكر
و قد روي عن بعضهم ما يدل على أن النار في السماء و روى مجاهد قال في قوله
تعالى :
{ و في السماء رزقكم و ما توعدون }
قال : الجنة و النار و كذا قال جوبير عن الضحاك
و روى عاصم [ عن زر عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
أوتيت بالبراق فلم نزايل طرفه أنا و جبريل حتى أتينا بيت المقدس و فتحت
لنا أبواب السماء و رأيت الجنة و النار ] خرجه الإمام أحمد و غيره قال في
رواية المروذي و في حديث حذيفة [ أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
رأيت ليلة أسري بي الجنة و النار في السماء فقرأت هذه الآية : و في السماء
رزقكم و ما توعدون ]
فكأني لم أقرأها قط و هو تصديق لما قاله حذيفة
نقله عنه الخلال في كتاب السنة و هذا اللفظ الذي احتج به الإمام أحمد لم
نقف عليه بعد في حديثه و إنما روي عنه ما تقدم
و روي عن حذيفة أنه
قال : و الله ما زايل البراق حتى فتحت لهما أبواب السماء ورأيا الجنة و
النار و و عد الله الآخرة أجمع و لم يرفعه و هذا كله ليس بصريح في أنه رأى
النار في السماء كما لا يخفي
و أيضا فعلى تقدير صحة ذلك اللفظ لا
يدل على أن النار في السماء و إنما يدل على أنه رآها و هو في السماء و
الميت يرى في قبره الجنة و النار و ليست الجنة في الأرض
و قد رأى
النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صلاة الكسوف الجنة و النار و هو في
الأرض و كذلك في بعض طرق الإسراء حديث أبي هريرة أنه مر على أرض الجنة و
النار في مسيره إلى بيت المقدس و لم يدل شيء من ذلك على أن الجنة و الأرض
فحديث حذيفة إن ثبت أنه رأى الجنة و النار في السماء فالسماء ظرف للرؤية
لا للمرئي و الله أعلم
و في حديث أبي هارون العبدي و هو ضعيف جدا عن
أبي سعيد الخدري في صفة الإسراء أنه صلى الله عليه و آله وسلم رأى الجنة و
النار فوق السموات و لو صح و لو صح لحمل على ما ذكرناه أيضا
و قد
روى القاضي أبو يعلى بإسناد جيد عن أبي بكر المروذي أن الإمام أحمد فسر له
من القرآن آيات متعددة فكان مما فسره له قوله تعالى : { و إذا البحار سجرت
} قال : أطباق النيران { و البحر المسجور } قال : جهنم و هذا يدل على أن
النار في الأرض بخلاف عن المروذي و الله أعلم
و أما المروي عن مجاهد
فقد تأوله بعضهم على أن المراد أن أعمال الجنة و النار مقدرة في السماء من
الخير و الشر و قد صرح بذلك مجاهد في رواية أخرى عنه
و قد ورد في
بعض طرق حديث الإسراء انه صلى الله عليه و آله وسلم رأى جهنم في طريقه إلى
بيت المقدس و روي عن عبادة بن الصامت أنه وقف على سور بيت المقدس الشرقي
يبكي و قال : ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أنه رأى
جهنم
روى الأمام أحمد بإسناد فيه نظر بن أمية عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم قال : البحر هو جهنم فقالوا ليعلى قال : ألا ترون أن الله عز و
جل يقول : [color=#2bed5f]
{ نارا أحاط بهم سرادقها }
لا و الذي نفس يعلى بيده
لا أدخلها أبدا حتى أعرض على الله عز و جل و لا يصيبني منها قطرة حتى ألقى
الله عز و جل ] و هذا إن ثبت فالمراد به أن البحار تفجر يوم القيامة فتصير
بحرا واحدا ثم تسجر و يوقد عليها فتصير نارا و تزاد في نار جهنم
و قد فسر غير واحد من السلف قوله تعالى :
{ و إذا البحار سجرت }
بنحو هذا
و روى المبارك بن فضالة عن كثير أبي محمد عن ابن عباس قال : تسجر حتى تصير
نارا
و روى مجاهد عن شيخ من بجيلية عن ابن عباس { و إذا البحار سجرت } قال :
تكور الشمس و القمر و النجوم في البحر فيبعث الله عليها ريحا دبورا فتنفخه
حتى يرجع نارا خرجه ابن أبي الدنيا و ابن أبي الحاتم
و خرج ابن أبي الدنيا و ابن أبي الحاتم أيضا من طريقي مجالد عن الشعبي عن
ابن عباس في قوله تعالى :
{ و إن جهنم لمحيطة بالكافرين } [ التوابة : 49 ]
قال : هو هذا البحر تنتثر الكواكب فيه و تكور الشمس و القمر فيمون هو جهنم
و روى ابن جرير بإسناده عن سعيد بن المسيب عن علي أنه قال رجل من اليهود :
أين جهنم ؟ قال : البحر قال علي : ما أراه إلا صادقا قال تعالى : { و
البحر المسجور } و قال { و إذا البحار سجرت }
و رواه آدم بن أبي
إياس في تفسيره عن حمادة بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب
قال : قال علي ليهودي : أين جهنم ؟ قال : تحت البحر قال علي : صدق ثم قرأ
{ و إذا البحار سجرت } و خرجه في موضوع أخر منه و فيه ثم قال { و البحر
المسجور }
و خرج ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي العالية عن أبي بن كعب
{ و إذا البحار سجرت }
قال : قالت الجن للإنس : تأتيكم بالخير فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار
تأجج
و عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال : إن البحر الأخضر هو جهنم
و روى أبو نعيم بإسناده عن كعب في قوله تعالى :
{ يوم تبدل الأرض غير الأرض و السموات }
قال : تبدل السموات فتصير جنانا و تبدل الأرض فيصير مكان البحر النار
و قد سبق عن ابن عباس أنه قال : النار سبعة أبحر مطبقة
و روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال : لا يتوضأ بماء البحر
لأنه طبق جهنم و كذا قال سعيد بن أبي الحسن أخو البصري : البحر طبق جهنم
و في سنن أبي داود [ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل
الله فإن تحت البحر نارا و تحت النار بحرا ]
و خرج ابن أبي حاتم
بإسناده عن معاوية بن سعيد قال : إن هذا البحر ـ يعني بحر الروم ـ وسط
الأرض و الأنهار كلها تصب فيه و البحر الكبير يصب فيه و أسفله آبار كله
مطبقة بالنحاس فإذا كان يوم القيامة أسجر
و ذكر ابن أبي الدنيا عن
العباس بن يزيد البحراني قال : سمعت الوليد بن هشام و قلت له : عمن أخذت
هذا ؟ قال : عن رجل من أهل الكتاب أسلم فحسن إسلامه قال : لما التقم الحوت
يونس عليه السلام جال به الأبحر السبعة فلما كان آخر ذلك انتهى به الحوت
إلى قعر البحر موضع يلي قعر جهنم فسبح يونس في بطن الحوت فسمع قارون
تسبيحه و هو في النار و ذكر بقية الخبر
و روى قيس بن الربيع [ عن
عبيد المكتب عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و
آله وسلم : إن جهنم محيطة بالدنيا و إن الجنة من ورائه فلذلك كان الصراط
على جهنم طريقا إلى الجنة ] غريب منكر
و قد روي عن بعضهم ما يدل على أن النار في السماء و روى مجاهد قال في قوله
تعالى :
{ و في السماء رزقكم و ما توعدون }
قال : الجنة و النار و كذا قال جوبير عن الضحاك
و روى عاصم [ عن زر عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
أوتيت بالبراق فلم نزايل طرفه أنا و جبريل حتى أتينا بيت المقدس و فتحت
لنا أبواب السماء و رأيت الجنة و النار ] خرجه الإمام أحمد و غيره قال في
رواية المروذي و في حديث حذيفة [ أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
رأيت ليلة أسري بي الجنة و النار في السماء فقرأت هذه الآية : و في السماء
رزقكم و ما توعدون ]
فكأني لم أقرأها قط و هو تصديق لما قاله حذيفة
نقله عنه الخلال في كتاب السنة و هذا اللفظ الذي احتج به الإمام أحمد لم
نقف عليه بعد في حديثه و إنما روي عنه ما تقدم
و روي عن حذيفة أنه
قال : و الله ما زايل البراق حتى فتحت لهما أبواب السماء ورأيا الجنة و
النار و و عد الله الآخرة أجمع و لم يرفعه و هذا كله ليس بصريح في أنه رأى
النار في السماء كما لا يخفي
و أيضا فعلى تقدير صحة ذلك اللفظ لا
يدل على أن النار في السماء و إنما يدل على أنه رآها و هو في السماء و
الميت يرى في قبره الجنة و النار و ليست الجنة في الأرض
و قد رأى
النبي صلى الله عليه و آله وسلم في صلاة الكسوف الجنة و النار و هو في
الأرض و كذلك في بعض طرق الإسراء حديث أبي هريرة أنه مر على أرض الجنة و
النار في مسيره إلى بيت المقدس و لم يدل شيء من ذلك على أن الجنة و الأرض
فحديث حذيفة إن ثبت أنه رأى الجنة و النار في السماء فالسماء ظرف للرؤية
لا للمرئي و الله أعلم
و في حديث أبي هارون العبدي و هو ضعيف جدا عن
أبي سعيد الخدري في صفة الإسراء أنه صلى الله عليه و آله وسلم رأى الجنة و
النار فوق السموات و لو صح و لو صح لحمل على ما ذكرناه أيضا
و قد
روى القاضي أبو يعلى بإسناد جيد عن أبي بكر المروذي أن الإمام أحمد فسر له
من القرآن آيات متعددة فكان مما فسره له قوله تعالى : { و إذا البحار سجرت
} قال : أطباق النيران { و البحر المسجور } قال : جهنم و هذا يدل على أن
النار في الأرض بخلاف عن المروذي و الله أعلم
و أما المروي عن مجاهد
فقد تأوله بعضهم على أن المراد أن أعمال الجنة و النار مقدرة في السماء من
الخير و الشر و قد صرح بذلك مجاهد في رواية أخرى عنه
و قد ورد في
بعض طرق حديث الإسراء انه صلى الله عليه و آله وسلم رأى جهنم في طريقه إلى
بيت المقدس و روي عن عبادة بن الصامت أنه وقف على سور بيت المقدس الشرقي
يبكي و قال : ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أنه رأى
جهنم
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الباب السادس ـ [ في ذكر طبقاتها و دركاتها و صفتها ]
قال الله عز و جل : { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار }
و قد قرىء الدرك بسكون الراء و تحريكها و هي لغتنان قال الضحاك : الدرك
إذا كان بعضها فوق بعض و الدرك إذا كان بعضها أسفل من بعض و قال غيره :
الجنة درجات و النار دركات و قد تسمى النار درجات أيضا كما قال تعالى بعد
أن ذكر أهل الجنة و أهل النار :
{ و لكل درجات مما عملوا }
و قال : { أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس
المصير * هم درجات عند الله }
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : درجات الجنة تذهب علوا و درجات النار
تذهب سفولا
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن عكرمة في قوله تعالى :
{ لها سبعة أبواب } قال : لها سبعة أطباق
و عن قتادة :
{ لكل باب منهم جزء مقسوم }
قال : هي و الله منازل بأعمالهم
و عن يزيد بن أبي مالك الهمذاني قال : لجهنم سبعة نيران : تأتلق : ليس
منها نار إلا و هي تنتظر إلى التي تحتها مخافة أن تأكلها
و عن ابن جريج في قوله : { لها سبعة أبواب } قال : أو لها جهنم ثم لظى ثم
الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية و فيها أبو جهل
و روى
سلام المدائني ـ و هو ضعيف ـ عن الحسن عن أبي سنان عن الضحاك قال : للنار
سبعة أبواب و هي سبعة أدرك بعضها على بعض فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون
على قدر أعمالهم و أعمارهم في الدنيا ثم يخرجون منها و في الثانية اليهود
و في الثالث النصارى و في الرابع الصابئون و في الخامس المجوس و السادس
فيه مشركو العرب و في السابعة المنافقون و هو قوله :
{ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار }
و روى العلاء بن المسيب عن أبيه و خيثمة بن عبد الرحمن قالا : قال ابن
مسعود : أي أهل النار أشد عذابا قالوا : اليهود و النصارى و المجوس قال :
لا و لكن المنافقين في الدرك الأسفل من النار في توابيت من نار مطبقة
عليهم ليس لها أبواب
و روى عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة في قوله تعالى :
{ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار }
قال الدرك الأسفل بيوت لها أبواب تطبق عليها فيوقد من فوقهم و من تحتهم
قال تعالى :
{ لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل }
و قال ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن أبي يسار قال :
الظلة من جهنم فيها سبعون زاوية في كل زاوية صنف من العذاب ليس في الأخرى
و روى ابن أبي الحاتم بإسناده عن كعب قال : اقتحام العقبة في كتاب الله
يعني قوله :
{ فلا اقتحم العقبة }
سبعين درجة في النار
و عن ضمرة قال : سمعت أبا رجاء قال : بلغنيى أن العقبة التي ذكر الله في
كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة و مهبطها سبعة آلاف سنة
و عن عطية عن ابن عمر قال في العقبة : جبل في جهنم أفلا أجاوزه بعتق رقبة
؟ !
وعن مقاتل بن حيان قال : هي عقبة في جهنم قيل : بأي شيء تقطع ؟ قال : رقبة
و في الصحيحين و لفظه للبخاري عن ابن عمر قال : رأيت في المنام أنه جاءني
ملكان في يد كل واحد منهما مقعمة من حديد ثم لقيني ملك في يده مقمعة من
حديد قالوا : لن ترع نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة من الليل فانطلقوا
بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر لها قرون كقرون
البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد و إذا فيها رجال معلقون
بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم و عرفت رجلا من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين
فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
فقال : [ إن عبد الله رجل صالح ]
الباب السابع ـ في ذكر قعر جهنم و عمقها
عن لد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان فقال : إنه ذكر لنا أن الحجر
يلقى من شفة فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا و الله لنملأنه
أفعجبتم ؟ خرجه هكذا مسلم موقوفا فأخرجه الإمام أحمد موقوقا و مرفوعا و
الموقوف أصح
و خرج الترمذي من حديث الحسن قال : قال عتبة بن غزوان
على منبرنا هذا ـ يعني منبر البصرة ـ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم
قال : إن الصخرة العظيمة لتلتقي من شفير جهنم فتهوي سبعين عاما و ما تفضي
إلى قعرها قال : و كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد و إن
قعرها بعيد و إن مقامعها حديد ثم قال : لا يعرف للحسن سماع من عتبة بن
غزوان
و خرج مسلم أيضا [ من حديث أبي هريرة قال : كنا عند النبي صلى
الله عليه و آله وسلم يوما فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه و آله
وسلم : أتدرون ما هذا ؟ فقلنا : الله و رسوله أعلم قال : هذا حجر أرسل في
جهنم منذ سبعين خريفا فالآن انتهى إلى قعرها ]
و خرج أيضا عن أبي هريرة قال : و الذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم
لسبعين خريفا
خرج الحاكم [ من حديث أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم
قال : لو أخذ سبع خلفات بشحومهن فألقين من شفير جهنم ما انتهين إلى آخرها
سبعين عاما ]
و خرج البراز و الطبراني [ من حديث بريدة عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : إن الحجر ليزن سبع خلفات يرمى به في جهنم
فيهوى سبعين خريفا و ما يبلغ قعرها ]
و خرج ابن حبان في صحيحه [ من
حديث أبي موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لو أن حجر
قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها ]
و قد سبق من حديث أنس و أبي سعيد معنى حديث أبي هريرة في سماع الهدة
و قال ابن المبارك : أنبأنا يونس [ عن الزهري قال : بلغنا أن معاذ بن جبل
كان يحدث عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : و الذي نفسي بيده إن ما
بين شفة النار و قعرها كصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن و لحومهن و أولادهن
تهوي من شفة النار قبل أن تبلغ قعرها سبعين خريفا ]
قال ابن المبارك
و إن هشيما قال : أخبرني زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال : سمعت أبا أمامة
يقول : إن ما بين شفير جهنم مسيرة سبعين خريفا من حجر يهوي أو صخرة تهوي
أو صخرة تهوي عظمها كعظم عشر عشروات عظام سمان فقال له رجل : هل تحت ذلك
من شيء يا أبا أمامة ؟ قال : نعم غي و آثام
و قد روي ذلك بإسناد
ضعيف من طريق لقمان بن عامر [ عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم و زراد فيه : قلت : و ما غي ؟ و ما آثام ؟ قال : بئر يسيل فيهما صديد
أهل النار و هما اللتان ذكرهما الله تعالى في كتابه { فسوف يلقون غيا } ]
و في الفرقان { يلق أثاما } و الموقوف أصح و قد روي من وجه آخر : قال حريز
بن عثمان : حدثني عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي عن أبي أمامة أنه كان يقول
: إن جهنم ما بين شفتيها إلى قعرها سبعون أو قال : خمسون خريفا للحجر
المتردي و الحجر مثل سبع خلفات مملوءة شحما و لحما خرجه الجوزجاني
و
روى مجالد عن الشعبي [ عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : ما من حاكم يحكم بين الناس إلا يحبس يوم القيامة و ملك آخذ
بقفاه حتى يقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله عز و جل فإن قال له : ألقه
ألقاه في مهوى أربعين خريفا ] خرجه الأمام أحمد
و روى عبد الله بن
الوليد الوصافي [ حدثنا عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : يجاء بالوالي يوم القيامة فينبذ على جسر
جهنم فيرتج على ذلك الجسر به ارتجاجة لا يبقى منه مفصل إلا زال عن مكانه
فإن كان مطيعا لله في عمله مضوا به و إن كان عاصيا لله في عمله انخرق فيه
الجسر فيهوي في جهنم مقدار خمسين عاما ] فقال له عمر : من يطلب العمل بعد
هذا ؟ قال أبو ذر : من سلت الله أنفه و ألصق خذه بالتراب فجاء أبو الدرداء
فقال له عمر : يا أبا الدرداء هل سمعت من النبي صلى الله عليه و آله وسلم
حديثا حدثني به أبو ذر ؟ قال : فأخبره أبو ذر فقال : نعم و مع الخمسين
خمسون عاما يهوي به إلى النار الوصافي لا يحفظ الحديث كان شيخا صالحا رحمه
الله
و روى سويد بن عبد العزيز ـ و فيه ضعف شديد ـ [ عن سيار عن أبي
وائل أن أبا ذر قال لعمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول
فذكر معناه و في حديثه و إن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى في قعرها سبعين
خريفا ]
و في موعظة الأوزاعي للمنصور قال : [ أخبرني يزيد بن جابر
عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري أن أبا ذر و سليمان قالا لعمر :
سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول فذكراه بمعناه و قال هوى
به في النار سبعين خريفا ]
و في الصحيحين [ عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها
يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب ]
و خرج الإمام أحمد
و الترمذي و ابن ماجه [ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها باسا يهوي بها في النار
سبعين خريفا ] و خرج البزار نحوه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم
و في تفسير ابن جرير من رواية العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى :
{ و قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة }
قال : ذكر أن اليهود وجدوا في التوراة مكتوبا أن ما بين طرفي جهنم مسيرة
أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم ثابتة في أصل الجحيم
و
كان ابن عباس يقول : إن الجحيم سقر و فيها شجرة الزقوم فزعم أعداء الله
أنه إذا خلا العدد الذي وجدوا في كتابهم أياما معدودة و إنما يعني بذلك
السير الذي ينتهي إلى أصل الجحيم فقالوا : إذا خلا العدد انقضى الأجل فلا
عذاب و تذهب جهنم و تهلك فذلك قوله : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة }
يعنون بذلك الأجل فقال ابن عباس : لما اقتحموا من باب جهنم ساروا في
العذاب حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من الأيام المعدودة و هي
أربعون سنة فلما أكلوا من شجرة الزقوم و ملؤوا البطون آخر يوم من الأيام
المعدودة قال لهم خزنة سقر : زعمتم أنكم لن تمسكم النار إلا أياما معدودة
و قد خلا العدد و أنتم في الأبد فأخذ بهم في الصعود في جهنم يرهقون ففي
هذه الرواية عن ابن عباس أن قعر جهنم و مسافة عمقها أربعون عاما و أن ذلك
هو معنى ما في التوراة و لكن اليهود حرفوه فجعلوا مسافة مابين طرفيها و
زعموا أنه إذا انقضت هذه المدة أن جهنم تخرب و تهلك فإن ذلك من كذبهم على
الله و تحريفهم التوراة
قال الله عز و جل : { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار }
و قد قرىء الدرك بسكون الراء و تحريكها و هي لغتنان قال الضحاك : الدرك
إذا كان بعضها فوق بعض و الدرك إذا كان بعضها أسفل من بعض و قال غيره :
الجنة درجات و النار دركات و قد تسمى النار درجات أيضا كما قال تعالى بعد
أن ذكر أهل الجنة و أهل النار :
{ و لكل درجات مما عملوا }
و قال : { أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس
المصير * هم درجات عند الله }
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : درجات الجنة تذهب علوا و درجات النار
تذهب سفولا
و روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن عكرمة في قوله تعالى :
{ لها سبعة أبواب } قال : لها سبعة أطباق
و عن قتادة :
{ لكل باب منهم جزء مقسوم }
قال : هي و الله منازل بأعمالهم
و عن يزيد بن أبي مالك الهمذاني قال : لجهنم سبعة نيران : تأتلق : ليس
منها نار إلا و هي تنتظر إلى التي تحتها مخافة أن تأكلها
و عن ابن جريج في قوله : { لها سبعة أبواب } قال : أو لها جهنم ثم لظى ثم
الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية و فيها أبو جهل
و روى
سلام المدائني ـ و هو ضعيف ـ عن الحسن عن أبي سنان عن الضحاك قال : للنار
سبعة أبواب و هي سبعة أدرك بعضها على بعض فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذبون
على قدر أعمالهم و أعمارهم في الدنيا ثم يخرجون منها و في الثانية اليهود
و في الثالث النصارى و في الرابع الصابئون و في الخامس المجوس و السادس
فيه مشركو العرب و في السابعة المنافقون و هو قوله :
{ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار }
و روى العلاء بن المسيب عن أبيه و خيثمة بن عبد الرحمن قالا : قال ابن
مسعود : أي أهل النار أشد عذابا قالوا : اليهود و النصارى و المجوس قال :
لا و لكن المنافقين في الدرك الأسفل من النار في توابيت من نار مطبقة
عليهم ليس لها أبواب
و روى عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة في قوله تعالى :
{ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار }
قال الدرك الأسفل بيوت لها أبواب تطبق عليها فيوقد من فوقهم و من تحتهم
قال تعالى :
{ لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل }
و قال ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن أبي يسار قال :
الظلة من جهنم فيها سبعون زاوية في كل زاوية صنف من العذاب ليس في الأخرى
و روى ابن أبي الحاتم بإسناده عن كعب قال : اقتحام العقبة في كتاب الله
يعني قوله :
{ فلا اقتحم العقبة }
سبعين درجة في النار
و عن ضمرة قال : سمعت أبا رجاء قال : بلغنيى أن العقبة التي ذكر الله في
كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة و مهبطها سبعة آلاف سنة
و عن عطية عن ابن عمر قال في العقبة : جبل في جهنم أفلا أجاوزه بعتق رقبة
؟ !
وعن مقاتل بن حيان قال : هي عقبة في جهنم قيل : بأي شيء تقطع ؟ قال : رقبة
و في الصحيحين و لفظه للبخاري عن ابن عمر قال : رأيت في المنام أنه جاءني
ملكان في يد كل واحد منهما مقعمة من حديد ثم لقيني ملك في يده مقمعة من
حديد قالوا : لن ترع نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة من الليل فانطلقوا
بي حتى وقفوا بي على شفير جهنم فإذا هي مطوية كطي البئر لها قرون كقرون
البئر بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد و إذا فيها رجال معلقون
بالسلاسل رؤوسهم أسفلهم و عرفت رجلا من قريش فانصرفوا بي عن ذات اليمين
فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
فقال : [ إن عبد الله رجل صالح ]
عن لد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان فقال : إنه ذكر لنا أن الحجر
يلقى من شفة فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا و الله لنملأنه
أفعجبتم ؟ خرجه هكذا مسلم موقوفا فأخرجه الإمام أحمد موقوقا و مرفوعا و
الموقوف أصح
و خرج الترمذي من حديث الحسن قال : قال عتبة بن غزوان
على منبرنا هذا ـ يعني منبر البصرة ـ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم
قال : إن الصخرة العظيمة لتلتقي من شفير جهنم فتهوي سبعين عاما و ما تفضي
إلى قعرها قال : و كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد و إن
قعرها بعيد و إن مقامعها حديد ثم قال : لا يعرف للحسن سماع من عتبة بن
غزوان
و خرج مسلم أيضا [ من حديث أبي هريرة قال : كنا عند النبي صلى
الله عليه و آله وسلم يوما فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه و آله
وسلم : أتدرون ما هذا ؟ فقلنا : الله و رسوله أعلم قال : هذا حجر أرسل في
جهنم منذ سبعين خريفا فالآن انتهى إلى قعرها ]
و خرج أيضا عن أبي هريرة قال : و الذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم
لسبعين خريفا
خرج الحاكم [ من حديث أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم
قال : لو أخذ سبع خلفات بشحومهن فألقين من شفير جهنم ما انتهين إلى آخرها
سبعين عاما ]
و خرج البراز و الطبراني [ من حديث بريدة عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : إن الحجر ليزن سبع خلفات يرمى به في جهنم
فيهوى سبعين خريفا و ما يبلغ قعرها ]
و خرج ابن حبان في صحيحه [ من
حديث أبي موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لو أن حجر
قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها ]
و قد سبق من حديث أنس و أبي سعيد معنى حديث أبي هريرة في سماع الهدة
و قال ابن المبارك : أنبأنا يونس [ عن الزهري قال : بلغنا أن معاذ بن جبل
كان يحدث عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : و الذي نفسي بيده إن ما
بين شفة النار و قعرها كصخرة زنة سبع خلفات بشحومهن و لحومهن و أولادهن
تهوي من شفة النار قبل أن تبلغ قعرها سبعين خريفا ]
قال ابن المبارك
و إن هشيما قال : أخبرني زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال : سمعت أبا أمامة
يقول : إن ما بين شفير جهنم مسيرة سبعين خريفا من حجر يهوي أو صخرة تهوي
أو صخرة تهوي عظمها كعظم عشر عشروات عظام سمان فقال له رجل : هل تحت ذلك
من شيء يا أبا أمامة ؟ قال : نعم غي و آثام
و قد روي ذلك بإسناد
ضعيف من طريق لقمان بن عامر [ عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم و زراد فيه : قلت : و ما غي ؟ و ما آثام ؟ قال : بئر يسيل فيهما صديد
أهل النار و هما اللتان ذكرهما الله تعالى في كتابه { فسوف يلقون غيا } ]
و في الفرقان { يلق أثاما } و الموقوف أصح و قد روي من وجه آخر : قال حريز
بن عثمان : حدثني عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي عن أبي أمامة أنه كان يقول
: إن جهنم ما بين شفتيها إلى قعرها سبعون أو قال : خمسون خريفا للحجر
المتردي و الحجر مثل سبع خلفات مملوءة شحما و لحما خرجه الجوزجاني
و
روى مجالد عن الشعبي [ عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : ما من حاكم يحكم بين الناس إلا يحبس يوم القيامة و ملك آخذ
بقفاه حتى يقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله عز و جل فإن قال له : ألقه
ألقاه في مهوى أربعين خريفا ] خرجه الأمام أحمد
و روى عبد الله بن
الوليد الوصافي [ حدثنا عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : يجاء بالوالي يوم القيامة فينبذ على جسر
جهنم فيرتج على ذلك الجسر به ارتجاجة لا يبقى منه مفصل إلا زال عن مكانه
فإن كان مطيعا لله في عمله مضوا به و إن كان عاصيا لله في عمله انخرق فيه
الجسر فيهوي في جهنم مقدار خمسين عاما ] فقال له عمر : من يطلب العمل بعد
هذا ؟ قال أبو ذر : من سلت الله أنفه و ألصق خذه بالتراب فجاء أبو الدرداء
فقال له عمر : يا أبا الدرداء هل سمعت من النبي صلى الله عليه و آله وسلم
حديثا حدثني به أبو ذر ؟ قال : فأخبره أبو ذر فقال : نعم و مع الخمسين
خمسون عاما يهوي به إلى النار الوصافي لا يحفظ الحديث كان شيخا صالحا رحمه
الله
و روى سويد بن عبد العزيز ـ و فيه ضعف شديد ـ [ عن سيار عن أبي
وائل أن أبا ذر قال لعمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول
فذكر معناه و في حديثه و إن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى في قعرها سبعين
خريفا ]
و في موعظة الأوزاعي للمنصور قال : [ أخبرني يزيد بن جابر
عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة الأنصاري أن أبا ذر و سليمان قالا لعمر :
سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول فذكراه بمعناه و قال هوى
به في النار سبعين خريفا ]
و في الصحيحين [ عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها
يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب ]
و خرج الإمام أحمد
و الترمذي و ابن ماجه [ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها باسا يهوي بها في النار
سبعين خريفا ] و خرج البزار نحوه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم
و في تفسير ابن جرير من رواية العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى :
{ و قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة }
قال : ذكر أن اليهود وجدوا في التوراة مكتوبا أن ما بين طرفي جهنم مسيرة
أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم ثابتة في أصل الجحيم
و
كان ابن عباس يقول : إن الجحيم سقر و فيها شجرة الزقوم فزعم أعداء الله
أنه إذا خلا العدد الذي وجدوا في كتابهم أياما معدودة و إنما يعني بذلك
السير الذي ينتهي إلى أصل الجحيم فقالوا : إذا خلا العدد انقضى الأجل فلا
عذاب و تذهب جهنم و تهلك فذلك قوله : { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة }
يعنون بذلك الأجل فقال ابن عباس : لما اقتحموا من باب جهنم ساروا في
العذاب حتى انتهوا إلى شجرة الزقوم آخر يوم من الأيام المعدودة و هي
أربعون سنة فلما أكلوا من شجرة الزقوم و ملؤوا البطون آخر يوم من الأيام
المعدودة قال لهم خزنة سقر : زعمتم أنكم لن تمسكم النار إلا أياما معدودة
و قد خلا العدد و أنتم في الأبد فأخذ بهم في الصعود في جهنم يرهقون ففي
هذه الرواية عن ابن عباس أن قعر جهنم و مسافة عمقها أربعون عاما و أن ذلك
هو معنى ما في التوراة و لكن اليهود حرفوه فجعلوا مسافة مابين طرفيها و
زعموا أنه إذا انقضت هذه المدة أن جهنم تخرب و تهلك فإن ذلك من كذبهم على
الله و تحريفهم التوراة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى