رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أبواب جهنم تغلق على أهلها يوم القيامة
و قد وصف الله أبوابها بأنها مغلقة على أهلها فقال :
{ إنها عليهم مؤصدة }
و قال تعالى : { عليهم نار مؤصدة }
قال مجاهد : هي بلغة قريش : أصد الباب أغلقه يعني قوله { مؤصدة } و قال
مقاتل : يعني أبوابها مطبقة عليهم فلا يفتح لها باب و لا يخرج منها غم و
لا يدخل فيها روح آخر الأبد
و قد ورد في ذلك حديث مرفوع خرجه ابن
مردويه من طريق شجاع بن أشرس : [ حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : { إنها عليهم مؤصدة } قال :
مطبقة ] و لكن رفعه لا يصح و قد خرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره عن شريك
بهذا الإسناد موقوفا على أبي هريرة و روه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح
من قوله و لم يذكر فيه أبا هريرة و كذلك قال عطاء الخراساني و غيره في
المؤصدة : إنها المطبقة
و عن الضحاك قال : حائط لا باب له و مراده ـ و الله أعلم ـ أن الأبواب
أطبقت فصار الجدار كأنه لا باب له و قوله تعالى :
{ إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة }
معناه : أطبقت عليهم بعمد قال قتادة : و كذلك هو في قراءة عبد الله بعمد
بالباء قال عطية : هي عمد من حديد في النار و قال مقاتل : أطبقت الأبواب
عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد حتى يرجع عليهم غمها و حرها
و على هذا قوله : { ممددة } صفة للعمد يعني أن العمد التي أوثقت بها
الأبواب ممدة مطولة و المدود الطويل أرسخ و أثبت من القصير
و في تفسير العوفي عن ابن عباس في قوله : { في عمد ممددة } قال : هي عليهم
مغلقة أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد و في أعناقهم السلاسل فسدت به
الأبواب و قيل : إن الممددة صفة للأبواب رواه شبيب بن بشير عن عكرمة عن
ابن عباس
و قيل المراد بالعمد المددة : القيود الطوال رواه إسماعيل
بن أبي خالد عن أبي صالح رواه أبو خباب الكلبي عن زبيد عن إبراهيم قال :
قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى : { في عمد ممددة } قال : هي الأدهم
و قد تقدم أن عبد الله كان يقرؤها بعمد و الأدهم : القيد
و كذا قال
ابن زيد في قوله : { في عمد ممددة } قال : في عمد من حديد مغلولين فيه و
تلك العمد من نار قد احترقت من النار فهي ممددة لهم
و قيل إن المراد بالعمد الممددة : الزمان الذي لا انقطاع له قاله أبو
فاطمة
و قال السدي : من قرأها في عمد يعنى بالفتح فهي عمد من نار و من قرأها في
عمد يعني بالضم فهو أجل ممدود
و قال سعيد بن بشير عن قتادة : { مؤصدة } أي مطبقة أطبقها الله عليهم فلا
ضوء فيها و لا فرج و لا خروج منها آخر الأبد
و هذا الإطباق نوعان :
أحدهما : خاص لمن يدخل في النار أو من يريد الله التضييق عليه أجارنا الله
من ذلك قال أبو توبة اليزني : إن في النار أقواما مؤصدة عليهم كما يطبق
الحق على طبقه خرجه ابن أبي الحاتم
و الثاني : الإطباق العام و هو إطباق النار على أهلها المخلدين فيها
و قد قال سفيان و غيره في قوله تعالى :
{ لا يحزنهم الفزع الأكبر }
قالوا : هو طبق النار على أهلها
و في حديث مسكين أبي فاطمة [ عن اليمان بن يزيد عن محمد بن حمير عن محمد
بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في خروج الموحدين من
النار قال : ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من النار و أطباق من نار
فيطبقونها على من بقي فيها و يسمرونها بتلك المسامير يتناساهم الجبار على
عرشه من رحمته و يشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم و لذاتهم ] خرجه الإسماعيلي
و غيره و هو حديث منكر قاله الدارقطني
و روى ابن أبي حاتم بإسناده
عن سعيد بن جبير قال : ينادي رجل في شعب من شعاب النار مقدار ألف عام : يا
حنان يا منان فيقول الله تعالى : يا جبريل أخرج عبدي فيجدها مطبقة فيقول :
يا رب إنها عليهم مطبقة مؤصدة
و قال قتادة عن أبي أيوب العتكي عن عبد الله بن عمرو : إذا أجاب الله أهل
النار بقوله :
{ اخسؤوا فيها و لا تكلمون }
أطبقت عليهم فبئس القوم بعد تلك الكلمة و إن كان إلا الزفير و الشهيق
و قال أبو الزعراء عن ابن مسعود : و إذا قيل لهم { اخسؤوا فيها و لا
تكلمون } أطبقت عليهم فلم يخرج منها أحد
و قال أبو عمران الجوني : إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار عنيد و
كل شيطان مريد و بكل من يخاف في الدنيا شره العبيد فأوثقوا بالحديد ثم أمر
بهم إلى جهنم التي لا تبيد ثم أوصدها عليهم ملائكة رب العبيد قال : فلا و
الله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا و لا و الله لا ينظرون فيها إلى أديم
سماء أبدا و لا الله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدا و لا و الله
لا يذقون فيها بارد شراب أبدا
و في معنى إطباق النار على أهلها يقول بعض السلف رضي الله عنهم
ألبسوا النضيح من النحاس و منعوا خروج الأنفاس فالأنفاس في أجوافهم تتردد
و النيران على أبدانهم توقد قد أطبقت عليهم الأبواب و غضب عليهم رب
الأرباب
و أنشد بعضهم في هذا المعنى :
( لو أبصرت عيناك أهل الشقا ... سيقوا إلى النار و قد أحرقوا )
( يصلونها حين عصوا ربهم ... و خالفوا الرسل و ما صدقوا )
( تقول أخراهم لأولاهم ... في لجج المهل و قد أغرقوا : )
( قد كنتم حذرتم حرها ... لكن من النيران لم تفرقوا )
( و جيء بالنيران مزمومة ... شرارها من حولها محرق )
( و قيل للنيران أن أحرقي ... و قيل للخزان أن أطبقوا )
و قد ورد في بعض أحاديث الشفاعة فتح باب النار فخرج الطبراني من رواية
العباس بن عوسجة [ حدثني مطر أبو موسى مولى آل طلحة عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم إني آتي جهنم فأضرب بابها فيفتح لي فأدخلها
فأحمد الله بمحامد ما حمده بها أحد قبلي مثلها و لا يحمده أحد بعدي ثم
أخرج منها من قال : لا إله إلا الله مخلصا فيقوم إلي ناس من قريش فينتسبون
إلي فأعرف نسبهم و لا أعرف وجوههم فأتركهم في النار ] إسناده ضعيف
فصل ـ إحاطة سرادق جهنم بالكافرين
قال الله تعالى :
{ إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها }
قال الزجاج : السرادق : كل ما أحاط بشيء نحو الشقة في المضرب و الحائط
المشتمل على الشيء و قال ابن قتيبة : السرادقات : الحرة التي تكون حول
الفسطاط و قيل : هو الدهليز معرب و أصله بالفارسية سرادار و قال ابن عباس
: هو سرادق من نار
و روى ابن لهيعة [ عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي
سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : سرادق النار أربعة
جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة ] خرجه الترمذي
و إحاطة السرادق بهم قريب من المعنى المذكور في غلق الأبواب و هو شبه قول
من قال : إنه حائط لا باب له
و لما كان إحاطة السرادق بهم موجبا لهمهم و غمهم و كربهم و عطشهم لشدة وهج
النار عليهم قال الله تعالى :
{ و إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا
}
و قال تعالى : { ولهم مقامع من حديد * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم
أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق }
قال أبو معشر : كنا في جنازة مع أبي جعفر القاري فبكى أبو جعفر ثم قال :
حدثني زيد بن أسلم أن أهل النار لا يتنفسون فذلك الذي أبكاني
خرجه الجوزجاني
و خرج ابن أبي حاتم من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة
قال : على كل باب من أبوباب النار سبعون ألف سرادق من نار في كل سرادق
منها سبعون ألف قبة من نار في كل قبة منها سبعون ألف تنور من نار في كل
تنور منها سبعون ألف كوة من نار في كل كوة منها سبعون ألف صخرة من نار على
كل صخرة منها سبعون ألف حجر من نار على كل حجر منها سبعون ألف عقرب من نار
لكل عقرب منها سبعون ألف ذنب من نار لكل ذنب منها سبعون ألف فقارة من نار
في كل فقارة منها سبعون ألف قلة من سم و سبعون ألف موقد من نار يوقدون تلك
النار ذلك النار و ذكر تمام الحديث و سيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى و
فيه : إنهم يهوون من باب إلى باب خمسمائة سنة
و هو غريب و منكر و إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف تركه الأئمة
و قد وصف الله أبوابها بأنها مغلقة على أهلها فقال :
{ إنها عليهم مؤصدة }
و قال تعالى : { عليهم نار مؤصدة }
قال مجاهد : هي بلغة قريش : أصد الباب أغلقه يعني قوله { مؤصدة } و قال
مقاتل : يعني أبوابها مطبقة عليهم فلا يفتح لها باب و لا يخرج منها غم و
لا يدخل فيها روح آخر الأبد
و قد ورد في ذلك حديث مرفوع خرجه ابن
مردويه من طريق شجاع بن أشرس : [ حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : { إنها عليهم مؤصدة } قال :
مطبقة ] و لكن رفعه لا يصح و قد خرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره عن شريك
بهذا الإسناد موقوفا على أبي هريرة و روه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح
من قوله و لم يذكر فيه أبا هريرة و كذلك قال عطاء الخراساني و غيره في
المؤصدة : إنها المطبقة
و عن الضحاك قال : حائط لا باب له و مراده ـ و الله أعلم ـ أن الأبواب
أطبقت فصار الجدار كأنه لا باب له و قوله تعالى :
{ إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة }
معناه : أطبقت عليهم بعمد قال قتادة : و كذلك هو في قراءة عبد الله بعمد
بالباء قال عطية : هي عمد من حديد في النار و قال مقاتل : أطبقت الأبواب
عليهم ثم شدت بأوتاد من حديد حتى يرجع عليهم غمها و حرها
و على هذا قوله : { ممددة } صفة للعمد يعني أن العمد التي أوثقت بها
الأبواب ممدة مطولة و المدود الطويل أرسخ و أثبت من القصير
و في تفسير العوفي عن ابن عباس في قوله : { في عمد ممددة } قال : هي عليهم
مغلقة أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد و في أعناقهم السلاسل فسدت به
الأبواب و قيل : إن الممددة صفة للأبواب رواه شبيب بن بشير عن عكرمة عن
ابن عباس
و قيل المراد بالعمد المددة : القيود الطوال رواه إسماعيل
بن أبي خالد عن أبي صالح رواه أبو خباب الكلبي عن زبيد عن إبراهيم قال :
قال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى : { في عمد ممددة } قال : هي الأدهم
و قد تقدم أن عبد الله كان يقرؤها بعمد و الأدهم : القيد
و كذا قال
ابن زيد في قوله : { في عمد ممددة } قال : في عمد من حديد مغلولين فيه و
تلك العمد من نار قد احترقت من النار فهي ممددة لهم
و قيل إن المراد بالعمد الممددة : الزمان الذي لا انقطاع له قاله أبو
فاطمة
و قال السدي : من قرأها في عمد يعنى بالفتح فهي عمد من نار و من قرأها في
عمد يعني بالضم فهو أجل ممدود
و قال سعيد بن بشير عن قتادة : { مؤصدة } أي مطبقة أطبقها الله عليهم فلا
ضوء فيها و لا فرج و لا خروج منها آخر الأبد
و هذا الإطباق نوعان :
أحدهما : خاص لمن يدخل في النار أو من يريد الله التضييق عليه أجارنا الله
من ذلك قال أبو توبة اليزني : إن في النار أقواما مؤصدة عليهم كما يطبق
الحق على طبقه خرجه ابن أبي الحاتم
و الثاني : الإطباق العام و هو إطباق النار على أهلها المخلدين فيها
و قد قال سفيان و غيره في قوله تعالى :
{ لا يحزنهم الفزع الأكبر }
قالوا : هو طبق النار على أهلها
و في حديث مسكين أبي فاطمة [ عن اليمان بن يزيد عن محمد بن حمير عن محمد
بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في خروج الموحدين من
النار قال : ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من النار و أطباق من نار
فيطبقونها على من بقي فيها و يسمرونها بتلك المسامير يتناساهم الجبار على
عرشه من رحمته و يشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم و لذاتهم ] خرجه الإسماعيلي
و غيره و هو حديث منكر قاله الدارقطني
و روى ابن أبي حاتم بإسناده
عن سعيد بن جبير قال : ينادي رجل في شعب من شعاب النار مقدار ألف عام : يا
حنان يا منان فيقول الله تعالى : يا جبريل أخرج عبدي فيجدها مطبقة فيقول :
يا رب إنها عليهم مطبقة مؤصدة
و قال قتادة عن أبي أيوب العتكي عن عبد الله بن عمرو : إذا أجاب الله أهل
النار بقوله :
{ اخسؤوا فيها و لا تكلمون }
أطبقت عليهم فبئس القوم بعد تلك الكلمة و إن كان إلا الزفير و الشهيق
و قال أبو الزعراء عن ابن مسعود : و إذا قيل لهم { اخسؤوا فيها و لا
تكلمون } أطبقت عليهم فلم يخرج منها أحد
و قال أبو عمران الجوني : إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار عنيد و
كل شيطان مريد و بكل من يخاف في الدنيا شره العبيد فأوثقوا بالحديد ثم أمر
بهم إلى جهنم التي لا تبيد ثم أوصدها عليهم ملائكة رب العبيد قال : فلا و
الله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا و لا و الله لا ينظرون فيها إلى أديم
سماء أبدا و لا الله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدا و لا و الله
لا يذقون فيها بارد شراب أبدا
و في معنى إطباق النار على أهلها يقول بعض السلف رضي الله عنهم
ألبسوا النضيح من النحاس و منعوا خروج الأنفاس فالأنفاس في أجوافهم تتردد
و النيران على أبدانهم توقد قد أطبقت عليهم الأبواب و غضب عليهم رب
الأرباب
و أنشد بعضهم في هذا المعنى :
( لو أبصرت عيناك أهل الشقا ... سيقوا إلى النار و قد أحرقوا )
( يصلونها حين عصوا ربهم ... و خالفوا الرسل و ما صدقوا )
( تقول أخراهم لأولاهم ... في لجج المهل و قد أغرقوا : )
( قد كنتم حذرتم حرها ... لكن من النيران لم تفرقوا )
( و جيء بالنيران مزمومة ... شرارها من حولها محرق )
( و قيل للنيران أن أحرقي ... و قيل للخزان أن أطبقوا )
و قد ورد في بعض أحاديث الشفاعة فتح باب النار فخرج الطبراني من رواية
العباس بن عوسجة [ حدثني مطر أبو موسى مولى آل طلحة عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم إني آتي جهنم فأضرب بابها فيفتح لي فأدخلها
فأحمد الله بمحامد ما حمده بها أحد قبلي مثلها و لا يحمده أحد بعدي ثم
أخرج منها من قال : لا إله إلا الله مخلصا فيقوم إلي ناس من قريش فينتسبون
إلي فأعرف نسبهم و لا أعرف وجوههم فأتركهم في النار ] إسناده ضعيف
فصل ـ إحاطة سرادق جهنم بالكافرين
قال الله تعالى :
{ إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها }
قال الزجاج : السرادق : كل ما أحاط بشيء نحو الشقة في المضرب و الحائط
المشتمل على الشيء و قال ابن قتيبة : السرادقات : الحرة التي تكون حول
الفسطاط و قيل : هو الدهليز معرب و أصله بالفارسية سرادار و قال ابن عباس
: هو سرادق من نار
و روى ابن لهيعة [ عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي
سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : سرادق النار أربعة
جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة ] خرجه الترمذي
و إحاطة السرادق بهم قريب من المعنى المذكور في غلق الأبواب و هو شبه قول
من قال : إنه حائط لا باب له
و لما كان إحاطة السرادق بهم موجبا لهمهم و غمهم و كربهم و عطشهم لشدة وهج
النار عليهم قال الله تعالى :
{ و إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا
}
و قال تعالى : { ولهم مقامع من حديد * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم
أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق }
قال أبو معشر : كنا في جنازة مع أبي جعفر القاري فبكى أبو جعفر ثم قال :
حدثني زيد بن أسلم أن أهل النار لا يتنفسون فذلك الذي أبكاني
خرجه الجوزجاني
و خرج ابن أبي حاتم من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة
قال : على كل باب من أبوباب النار سبعون ألف سرادق من نار في كل سرادق
منها سبعون ألف قبة من نار في كل قبة منها سبعون ألف تنور من نار في كل
تنور منها سبعون ألف كوة من نار في كل كوة منها سبعون ألف صخرة من نار على
كل صخرة منها سبعون ألف حجر من نار على كل حجر منها سبعون ألف عقرب من نار
لكل عقرب منها سبعون ألف ذنب من نار لكل ذنب منها سبعون ألف فقارة من نار
في كل فقارة منها سبعون ألف قلة من سم و سبعون ألف موقد من نار يوقدون تلك
النار ذلك النار و ذكر تمام الحديث و سيأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى و
فيه : إنهم يهوون من باب إلى باب خمسمائة سنة
و هو غريب و منكر و إبراهيم بن الحكم بن أبان ضعيف تركه الأئمة
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أبواب جهنم مغلقة قبل دخول أهلها
و أبواب جهنم قبل دخول أهلها إليها يوم القيامة مغلقة كما دل عليه ظاهر
قوله تعالى :
{ و سيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها }
و في حديث أبي هارون العبدي و هو ضعيف جدا [ عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم في قصة الإسراء قال : ثم عرضت علي النار فإذا
فيها غضب الله و زجره و نقمته لو طرح فيها الحجارة و الحديد لأكلتها ثم
أغلقت دوني ]
و قد روي أن أبوابها تفتح كل يوم نصف النهار و سنذكرها فيما بعد إن شاء
الله تعالى
و روى الإمام أحمد عن إسحاق الأزرقي عن شريك عن الركبين عن أبيه قال : رأى
خباب بن الأرت رجلا يصلي نصف النهار فنهاه و قال : إنها ساعة تفتح فيها
أبواب جهنم فلا تصل فيها
و قد ورد ما يستدل به على أنها مفتحة ففي
الصحيحين عن أبي هريرة [ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إذا جاء
رمضان فتحت أبواب الجنة و غلقت أبواب النار و صفدت الشياطين و مردة الجن ]
و خرج الترمذي [ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و
أغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها
باب ]
و لكن قد قيل : إن إغلاق أبواب النار إنما هو عن الصائمين خاصة و كذلك فتح
أبواب الجنة هو لهم خاصة
و في حديث القاسم العرني [ عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم في فضل رمضان قال فيه : فيفتح فيها أي في أول ليلة منه أبواب
الجنة للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه و آله وسلم فيقول الله يا رضوان
افتح أبواب الجنان و يا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة محمد
صلى الله عليه و آله وسلم ] و هذا منقطع فإن الضحاك لم يسمع من ابن عباس
الباب التاسع ـ في ذكر ظلمة النار و شدة سوادها
روى شريك [ عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و
آله وسلم قال : أوقد على النار ألف سنة حتى أبيضت ثم أوقد عليها ألف سنة
حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء كالليل المظلم ]
خرجه ابن ماجه و الترمذي و قال : حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح و لا
أعلم أحدا رفعه غير يحيى بن أبي كثير عن شريك
و روى معن [ عن مالك
عن أبي سهيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
أترونها حمراء كناركم هذه ؟ ! لهي أشد سوادا من القار ] خرجه البيهقي و
خرجه البزار و لفظه : [ لهي أشد من دخان ناركم هذه سبعين ضعفا ] و روي
موقوفا على أبي هريرة و هو أصح قاله الدارقطني
و قال الجوزجاني : [
حدثنا عبيد الله الحنفي حدثنا فرقد بن الحجاج سمعت عقبة اليماني يقول :
سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : إن نار
جهنم أشد حرا من ناركم هذه بتسعة و تسعين جزءا و هي سوداء مظلمة لا ضوء
لها لهي أشد سوادا من القطران ] غريب جدا
و روى الكديمي [ عن سهل بن حماد عن مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال :
تلا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
{ نارا وقودها الناس و الحجارة }
قال : أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت ثم أقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم
أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء لا يضيء لهبها ] خرجه البيهقي و
الكديمي ليس بحجة
و خرج البزار من حديث زائدة بن أبي الرقاد [ عن
زياد النميري عن أنس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه ذكر ناركم هذه
فقال : إنها لجزء من سبعين جزءا من نار جهنم و ما وصلت إليكم حتى ـ أحسبه
قال ـ نضحت بالماء مرتين لتضيء لكم و نار جهنم سوداء مظلمة ]
و في
حديث عدي بن عدي [ عن عمر مرفوعا ذكر الإيقاد عليها ثلاثة آلاف عام أيضا و
قال : فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها و لا لهبها ] خرجه ابن أبي الدنيا و
الطبراني و قد سبق إسناده و الكلام عليه
و روى ابن أبي الدنيا من طريق الحكم بن ظهير ـ و هو ضعيف ـ عن عاصم عن زر
عن عبد الله
{ و إذا الجحيم سعرت }
قال : سعرت ألف سنة حتى ابيضت ثم ألف سنة حتى احمرت ثم ألف سنة حتى اسودت
فهي سوداء مظلمة الحكم بن ظهير ضعيف و الصحيح رواية عاصم عن أبي هريرة كما
سبق
و روى الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان قال : النار سوداء مظلمة لا يطفأ
جمرها و لا يضيء لهبها ثم قرأ :
{ و ذوقوا عذاب الحريق }
خرجه البيهقي من طريق أحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية عن الأعمش مرفوعا
و قال : رفعه ضعيف
و قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب :
ضرب الله مثلا للكافرين قال :
{ أو كظلمات في بحر لجي }
فهو يتقلب في خمس من الظلم : كلامه ظلمة و عمله ظلمة و مدخله ظلمة و مخرجه
ظلمة و مصيره إلى الظلمات إلى النار
و قال ـ أيضا ـ أبو جعفر عن الربيع بن أنس : إن الله جعل هذه النار ـ يعني
نار الدنيا ـ نورا و ضياء و متعا لأهل الأرض و إن النار الكبرى سوداء
مظلمة مثل القبر ـ نعوذ بالله منها
و عن الضحاك قال : جهنم سوداء و ماؤها أسود و شجرها أسود و أهلها سود
و قد دل على سواد أهلها قوله تعالى :
{ كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون }
و قوله تعالى : { يوم تبيض وجوه و تسود وجوه }
و قد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن من عصاة الموحدين من يحترق في النار حتى
يصير فحما
الباب العاشر ـ في شدة حرها و زمهريرها
قال الله تعالى : { و قالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو
كانوا يفقهون }
و في الصحيحين [ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا فنفسي فأذن لها في
نفسين نفس في الشتاء و نفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سمومها و
أشد ما تجدون البرد من زمهريرها ]
و في الصحيحين أيضا [ عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ناركم هذه التي يوقد بنو
آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا : و الله إن كانت لكافية
قال : إنها فضلت بتسعة و ستين جزءا كلهن مثل حرها ] و خرجه الإمام أحمد و
زاد فيه : [ ضربت بالبحر مرتين و لولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد ]
و قد سبق من حديث أنس نحوه
[ و عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من
نار جهنم لكل جزء منها مثل حرها ] خرجه الترمذي
و قال الإمام أحمد :
[ حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز ـ هو الدراوردي ـ عن سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن هذه النار جزء من مائة
جزء من جهنم ] و قال ابن مسعود : [ إن ناركم هذه ضرب بها البحر ففترت و
لولا ذلك ما انتفغتم بها و هي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ] و خرجه
البزار و الموقوف أصح
و خرج الطبراني [ من طريق تمام بن نجيح عن
الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لو أن غربا من جهنم
جعل في وسط الأرض لآذى نتن ريحه و شدة حره ما بين المشرق والمغرب و لو أن
شرارة من شرار جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب ] و تمام بن نجيح تكلم
فيه
و خرج أيضا من طريق عدي بن عدي الكندي [ عن عمر أن جبريل قال
للنبي صلى الله عليه و آله وسلم : و الذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة
فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره ] و قد سبق الكلام على
إسناده و روي من وجه ضعيف عن الحسن مرسلا نحوه أيضا
و خرج أبو يعلى
الموصلي [ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لو
كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون و فيهم رجل من أهل النار فتنفس
فأصابهم لأحرق من في المسجد أو يزيدون ] لكن قال الإمام أحمد : هو حديث
منكر
و قال كعب لعمر بن الخطاب : لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق و رجل
بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حره
و قال عبد الملك بن عمير : لو أن أهل النار كانوا في نار الدينا لقالوا
فيها
و قال عبد الله بن أحمد : أخبرت عن سيار عن ابن المعزى ـ و كان من خيار
الناس ـ قال : بلغني أن رجلا لو خرج منها إلى نار الدنيا لنام فيها ألفي
سنة
و قال معاوية بن صالح [ عن عبد الملك بن أبي بشير يرفع الحديث
ما من يوم إلا و النار تقول : اشتد حري و بعد قعري و عظم جمري عجل إلهي
إلي بأهلي ]
و قال ابن عيينة عن بشير بن منصور قلت لعطاء السلمي :
لو أن إنسانا أوقدت له نار فقيل له : من دخل هذه النار نجا من النار ؟
فقال عطاء : لو قيل لي ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن أقع فيها
فصل ـ في زمهرير جهنم بيت يتميز فيه الكافر من برده
قد سبق في حديث مرفوع [ إن زمهرير جهنم بيت يتميز فيه الكافر من برده ]
يعني يتقطع و يتمزع
و روى ابن أبي الدنيا من طريق الأعمش عن مجاهد قال : إن في النار لزمهريرا
يغلون فيه فيهربون منها إلى ذلك الزمهرير فإذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى
يسمع لها نقيض
و عن ليث عن مجاهد قال : الزمهرير الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده
و عن قابوس بن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : يستغيث أهل النار من الحر
فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر
و عن عبد الملك بن عمير قال بلغني أن أهل النار يسألون خازنها أن يخرجهم
إلى جانبها فيخرجهم فيقتلهم البرد و الزمهرير حتى يرجعوا إليها فيدخلوها
مما وجدوا من البرد
و روى أبو نعيم بإسناده عن ابن عباس أن كعبا قال في جهنم بردا هو الزمهرير
يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم
و روي عن ابن مسعود قال : الزمهرير لون من العذاب
وعن عكرمة قال : هو البرد الشديد
و روي عن زبيد اليامي أنه قام ليلة للتهجد فعمد إلى مطهرة له قد كان يتوضأ
فيها فغسل يده ثم أدخلها في المطهرة فوجد الماء الذي فيها باردا بردا
شديدا قد كاد أن يجمد فذكر الزمهرير و يده في المطهرة فلم يخرج يده من
المطهرة حتى أصبح فجاءته الجارية و هو على تلك الحال فقالت : ما شأنك ـ يا
سيدي ـ لم تصل الليلة كما كنت تصلي ؟ قال : ويحك إني أدخلت يدي في هذه
المطهرة فاشتد علي برد الماء فذكرت به الزمهرير فو الله ما شعرت بشدة برده
حتى وقفت علي انظري لا تخبري بهذا أحدا ما دمت حيا فما علم بذلك أحد حتى
مات رحمه الله
و أبواب جهنم قبل دخول أهلها إليها يوم القيامة مغلقة كما دل عليه ظاهر
قوله تعالى :
{ و سيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها }
و في حديث أبي هارون العبدي و هو ضعيف جدا [ عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم في قصة الإسراء قال : ثم عرضت علي النار فإذا
فيها غضب الله و زجره و نقمته لو طرح فيها الحجارة و الحديد لأكلتها ثم
أغلقت دوني ]
و قد روي أن أبوابها تفتح كل يوم نصف النهار و سنذكرها فيما بعد إن شاء
الله تعالى
و روى الإمام أحمد عن إسحاق الأزرقي عن شريك عن الركبين عن أبيه قال : رأى
خباب بن الأرت رجلا يصلي نصف النهار فنهاه و قال : إنها ساعة تفتح فيها
أبواب جهنم فلا تصل فيها
و قد ورد ما يستدل به على أنها مفتحة ففي
الصحيحين عن أبي هريرة [ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إذا جاء
رمضان فتحت أبواب الجنة و غلقت أبواب النار و صفدت الشياطين و مردة الجن ]
و خرج الترمذي [ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و
أغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها
باب ]
و لكن قد قيل : إن إغلاق أبواب النار إنما هو عن الصائمين خاصة و كذلك فتح
أبواب الجنة هو لهم خاصة
و في حديث القاسم العرني [ عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
و آله وسلم في فضل رمضان قال فيه : فيفتح فيها أي في أول ليلة منه أبواب
الجنة للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه و آله وسلم فيقول الله يا رضوان
افتح أبواب الجنان و يا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة محمد
صلى الله عليه و آله وسلم ] و هذا منقطع فإن الضحاك لم يسمع من ابن عباس
روى شريك [ عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و
آله وسلم قال : أوقد على النار ألف سنة حتى أبيضت ثم أوقد عليها ألف سنة
حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء كالليل المظلم ]
خرجه ابن ماجه و الترمذي و قال : حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح و لا
أعلم أحدا رفعه غير يحيى بن أبي كثير عن شريك
و روى معن [ عن مالك
عن أبي سهيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
أترونها حمراء كناركم هذه ؟ ! لهي أشد سوادا من القار ] خرجه البيهقي و
خرجه البزار و لفظه : [ لهي أشد من دخان ناركم هذه سبعين ضعفا ] و روي
موقوفا على أبي هريرة و هو أصح قاله الدارقطني
و قال الجوزجاني : [
حدثنا عبيد الله الحنفي حدثنا فرقد بن الحجاج سمعت عقبة اليماني يقول :
سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : إن نار
جهنم أشد حرا من ناركم هذه بتسعة و تسعين جزءا و هي سوداء مظلمة لا ضوء
لها لهي أشد سوادا من القطران ] غريب جدا
و روى الكديمي [ عن سهل بن حماد عن مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال :
تلا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :
{ نارا وقودها الناس و الحجارة }
قال : أوقد عليها ألف عام حتى أبيضت ثم أقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم
أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء لا يضيء لهبها ] خرجه البيهقي و
الكديمي ليس بحجة
و خرج البزار من حديث زائدة بن أبي الرقاد [ عن
زياد النميري عن أنس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه ذكر ناركم هذه
فقال : إنها لجزء من سبعين جزءا من نار جهنم و ما وصلت إليكم حتى ـ أحسبه
قال ـ نضحت بالماء مرتين لتضيء لكم و نار جهنم سوداء مظلمة ]
و في
حديث عدي بن عدي [ عن عمر مرفوعا ذكر الإيقاد عليها ثلاثة آلاف عام أيضا و
قال : فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها و لا لهبها ] خرجه ابن أبي الدنيا و
الطبراني و قد سبق إسناده و الكلام عليه
و روى ابن أبي الدنيا من طريق الحكم بن ظهير ـ و هو ضعيف ـ عن عاصم عن زر
عن عبد الله
{ و إذا الجحيم سعرت }
قال : سعرت ألف سنة حتى ابيضت ثم ألف سنة حتى احمرت ثم ألف سنة حتى اسودت
فهي سوداء مظلمة الحكم بن ظهير ضعيف و الصحيح رواية عاصم عن أبي هريرة كما
سبق
و روى الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان قال : النار سوداء مظلمة لا يطفأ
جمرها و لا يضيء لهبها ثم قرأ :
{ و ذوقوا عذاب الحريق }
خرجه البيهقي من طريق أحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية عن الأعمش مرفوعا
و قال : رفعه ضعيف
و قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب :
ضرب الله مثلا للكافرين قال :
{ أو كظلمات في بحر لجي }
فهو يتقلب في خمس من الظلم : كلامه ظلمة و عمله ظلمة و مدخله ظلمة و مخرجه
ظلمة و مصيره إلى الظلمات إلى النار
و قال ـ أيضا ـ أبو جعفر عن الربيع بن أنس : إن الله جعل هذه النار ـ يعني
نار الدنيا ـ نورا و ضياء و متعا لأهل الأرض و إن النار الكبرى سوداء
مظلمة مثل القبر ـ نعوذ بالله منها
و عن الضحاك قال : جهنم سوداء و ماؤها أسود و شجرها أسود و أهلها سود
و قد دل على سواد أهلها قوله تعالى :
{ كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون }
و قوله تعالى : { يوم تبيض وجوه و تسود وجوه }
و قد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن من عصاة الموحدين من يحترق في النار حتى
يصير فحما
قال الله تعالى : { و قالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو
كانوا يفقهون }
و في الصحيحين [ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :
اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا فنفسي فأذن لها في
نفسين نفس في الشتاء و نفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سمومها و
أشد ما تجدون البرد من زمهريرها ]
و في الصحيحين أيضا [ عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ناركم هذه التي يوقد بنو
آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا : و الله إن كانت لكافية
قال : إنها فضلت بتسعة و ستين جزءا كلهن مثل حرها ] و خرجه الإمام أحمد و
زاد فيه : [ ضربت بالبحر مرتين و لولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد ]
و قد سبق من حديث أنس نحوه
[ و عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من
نار جهنم لكل جزء منها مثل حرها ] خرجه الترمذي
و قال الإمام أحمد :
[ حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز ـ هو الدراوردي ـ عن سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن هذه النار جزء من مائة
جزء من جهنم ] و قال ابن مسعود : [ إن ناركم هذه ضرب بها البحر ففترت و
لولا ذلك ما انتفغتم بها و هي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ] و خرجه
البزار و الموقوف أصح
و خرج الطبراني [ من طريق تمام بن نجيح عن
الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لو أن غربا من جهنم
جعل في وسط الأرض لآذى نتن ريحه و شدة حره ما بين المشرق والمغرب و لو أن
شرارة من شرار جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب ] و تمام بن نجيح تكلم
فيه
و خرج أيضا من طريق عدي بن عدي الكندي [ عن عمر أن جبريل قال
للنبي صلى الله عليه و آله وسلم : و الذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة
فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره ] و قد سبق الكلام على
إسناده و روي من وجه ضعيف عن الحسن مرسلا نحوه أيضا
و خرج أبو يعلى
الموصلي [ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لو
كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون و فيهم رجل من أهل النار فتنفس
فأصابهم لأحرق من في المسجد أو يزيدون ] لكن قال الإمام أحمد : هو حديث
منكر
و قال كعب لعمر بن الخطاب : لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق و رجل
بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حره
و قال عبد الملك بن عمير : لو أن أهل النار كانوا في نار الدينا لقالوا
فيها
و قال عبد الله بن أحمد : أخبرت عن سيار عن ابن المعزى ـ و كان من خيار
الناس ـ قال : بلغني أن رجلا لو خرج منها إلى نار الدنيا لنام فيها ألفي
سنة
و قال معاوية بن صالح [ عن عبد الملك بن أبي بشير يرفع الحديث
ما من يوم إلا و النار تقول : اشتد حري و بعد قعري و عظم جمري عجل إلهي
إلي بأهلي ]
و قال ابن عيينة عن بشير بن منصور قلت لعطاء السلمي :
لو أن إنسانا أوقدت له نار فقيل له : من دخل هذه النار نجا من النار ؟
فقال عطاء : لو قيل لي ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن أقع فيها
قد سبق في حديث مرفوع [ إن زمهرير جهنم بيت يتميز فيه الكافر من برده ]
يعني يتقطع و يتمزع
و روى ابن أبي الدنيا من طريق الأعمش عن مجاهد قال : إن في النار لزمهريرا
يغلون فيه فيهربون منها إلى ذلك الزمهرير فإذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى
يسمع لها نقيض
و عن ليث عن مجاهد قال : الزمهرير الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده
و عن قابوس بن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : يستغيث أهل النار من الحر
فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر
و عن عبد الملك بن عمير قال بلغني أن أهل النار يسألون خازنها أن يخرجهم
إلى جانبها فيخرجهم فيقتلهم البرد و الزمهرير حتى يرجعوا إليها فيدخلوها
مما وجدوا من البرد
و روى أبو نعيم بإسناده عن ابن عباس أن كعبا قال في جهنم بردا هو الزمهرير
يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم
و روي عن ابن مسعود قال : الزمهرير لون من العذاب
وعن عكرمة قال : هو البرد الشديد
و روي عن زبيد اليامي أنه قام ليلة للتهجد فعمد إلى مطهرة له قد كان يتوضأ
فيها فغسل يده ثم أدخلها في المطهرة فوجد الماء الذي فيها باردا بردا
شديدا قد كاد أن يجمد فذكر الزمهرير و يده في المطهرة فلم يخرج يده من
المطهرة حتى أصبح فجاءته الجارية و هو على تلك الحال فقالت : ما شأنك ـ يا
سيدي ـ لم تصل الليلة كما كنت تصلي ؟ قال : ويحك إني أدخلت يدي في هذه
المطهرة فاشتد علي برد الماء فذكرت به الزمهرير فو الله ما شعرت بشدة برده
حتى وقفت علي انظري لا تخبري بهذا أحدا ما دمت حيا فما علم بذلك أحد حتى
مات رحمه الله
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الباب الحادي عشر ـ في ذكر سجر جهنم و تسعيرها
قد سبق في غير حديث أنه قد أوقد عليها ثلاثة آلاف عام
[ و روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لما خلق الله
النار أرسل جبريل قال له : اذهب فانظر إليها و إلى ما أعددت لأهلها قال :
فنظر إليها فإذا هي ير كب بعضها بعضا فرجع فقال : و عزتك لا يدخلها أحد
سمع بها ! فأمر بها فحفت بالشهوات ثم قال له : اذهب فانظر إلى ما أعددت
لأهلها فيها فذهب فنظر إليها و رجع فقال : و عزتك لقد خشيت أن لا ينجو
منها أحد إلا دخلها ] خرجه الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي
[ و في
حديث سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : إن ملكين أتياه في
المنام فذكر رؤيا طويلة و فيها : قال : فانطلقت فأتينا على رجل كريه
المرآة كأكره ما أنت راء فإذا هو عند نار يحشها و يسعى حولها قال : قلت :
ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق و في آخر الحديث قالا : فأما الرجل الكريه
المرآة الذي عند النار يحشها و يسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم ] و قد
خرجه البخاري بتمامة و خرج مسلم أوله و لم يتمه
و قوله : كريه المرآة أي النظر و قوله : يحشها أي يوقدها
و روى هذا الحديث أبو خلدة [ عن أبي رجاء عن سمرة بن جندب عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم فذكر الحديث بطوله و في حديثه قال : فرأيت شجرة لو
اجتمع تحتها خلق كثير لأظلتهم و تحتها رجلان أحدهما يوقد نارا و الآخر
يحتطب الحطب و في آخر الحديث : قلت : فالرجلان اللذان رأيت تحت الشجرة ؟
قال : ذلك ملكا جهنم يحمون جهنم لأعداء الله يوم القيامة ]
فصل ـ تسجر جهنم كل يوم نصف النهار
و جهنم تسجر كل يوم نصف النهار و في صحيح مسلم [ عن عمرو بن عبسة عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم قال : صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع
الشمس و ترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان و حينئذ يسجد لها الكفار ثم صل
فإن الصلاة مشهودة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإنه حينئذ
تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل ]
و ذكر بقية الحديث و قد روى هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم
من غير وجه من حديث أبي أمامة و غيره
[ و في حديث صفوان بن المعطل عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : إذا
طلعت الشمس فصل حتى تعتدل على رأسك مثل الرمح فإذا اعتدلت على رأسك فإن
تلك الساعة تسجر فيها جهنم و تفتح فيها أبوابها حتى تزول عن حاجبك الأيمن
] خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
[ و في حديث أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل
الشمس فإنها حينئذ تسعر جهنم و شدة الحر من فيح جهنم ] و روى أبو بكر بن
عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال : إن الشمس تطلع بين قرني
الشيطان ـ أو في قرني شيطان ـ فما ترتفع فصمة في السماء إلا فتح لها باب
من أبواب النار فإذا كانت الظهيرة فتحت أبواب النار كلها فكنا ننهى عن
الصلاة عند طلوع الشمس و نعد غروبها و نصف النهار خرجه يعقوب بن شيبة و
رواه الإمام أحمد عن أبي بكر بن عياش أيضا
و في الصحيحين [ عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إذا اشتد الحر فأبردوا
بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ] و في رواية خرجها أبو نعيم : [ من فيح
جهنم أو من فيح أبواب جهنم ]
و خرج أبو داود [ من حديث أبي قتادة عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة
و قال : إن جهنم تسجر مدى الأيام إلا يوم الجمعة ] و في إسناده انقطاع و
ضعف
فصل ـ تسجر جهنم في غير نصف النهار
و تسجر
أحيانا في غير نصف النهار كما خرجه الطبراني [ من حديث ابن أم مكتوم قال :
خرج النبي صلى الله عليه و آله وسلم ذات غداة فقال : سعرت النار و جاءت
الفتن ] فذكر الحديث
و من طريق عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش [ عن
الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال
: يا أهل الحجرات سعرت النار لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم
كثيرا ]
عبيد الله بن سعيد فيه ضعف و الصحيح أن الأعمش رواه عن أبي
سفيان عن عبيد بن عمير مرسلا و قيل : عن الأعمش عن أبي سفيان عن ابن عمر و
لا يصح
و في حديث عدي بن عدي [ عن عمر أن جبريل قال للنبي صلى الله
عليه و آله وسلم : جئتك حين أمر الله عز و جل بمنافيخ النار فوضعت على
النار ] الحديث و روي أيضا من حديث الحسن مرسلا و في الإسنادين ضعف
فصل ـ تسجر جهنم بخطايا بني آدم
و تسجر أيضا يوم القيامة قال الله تعالى : { و إذا الجحيم سعرت } { علمت
نفس ما أحضرت } و قرىء { سعرت } و سعرت بالتشديد و التخفيف قال الزجاج :
المعنى واحد إلا أن معنى المشدد أوقدت مرة بعد مرة
قال قتادة : { و
إذا الجحيم سعرت } : أوقدت و قال السدي : أحميت و قال سعيد بن بشير عن
قتادة : يسعرها غضب الله و خطايا بني آدم خرجه ابن أبي حاتم
و هذا
يقتضي أن تسعير جهنم حيث سعرت إنما سعرت بخطايا بني آدم التي تقتضي غضب
الله عليهم فتزداد جهنم حينئذ تلهبا و تسعرا هذا و كما أن بناء دور الجنة
و غرس الأشجار يحصل بأعمال بني آدم الصالحة من الذكر و غيره و كذلك حسن ما
فيها من الزوجات و غيرهن يتزايد بتحسين الأعمال الصالحة فكذلك جهنم تسعر و
تزدار آلات العذاب فيها بكثرة ذنوب بني آدم و خطاياهم و غضب الرب تعالى
عليهم نعوذ بالله من غضب الله و من النار و ما قرب إليها من قول و عمل
بمنه و كرمه و قد سبق في الباب الخامس صفة تسعر النار يوم القيامة و
مزيدها بإيقاد البحر و إضافته إليها
فصل ـ تسجر جهنم بعد دخول أهلها
و تسجر على أهلها بعد دخولهم إليها قال الله عز و جل :
{ و من يهد الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه و
نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا و بكما و صما مأواهم جهنم كلما خبت
زدناهم سعيرا }
قال ابن عباس : كلما طفئت أوقدت و قال ابن عباس : خبت : سكنت
و قال ابن قتيبة : خبت النار إذا سكن لهبها فاللهب يسكن و الجمر يعمل و
قال غيره من المفسرين : تأكلهم فإذا صاروا فحما و لم تجد النار شيئا تأكله
أعيد خلقهم خلقا جديدا فتعود لأكلهم
و قوله : { زدناهم سعيرا } أي نارا تتسعر و تتلهب
و قد روي عن عمرو بن عبسة أن في جهنم بئرا يقال له : الفلق منه تسعر جهنم
إذا سعرت و سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى و المعنى أن يكشف ذلك البئر
فيخرج منه نار تلهب جهنم و توقدها و قال الله تعالى :
{ فأنذرتكم نارا تلظى }
قال مجاهد و غيره توهج
قرأ عمر بن عبد العزيز ليلة في صلاته سورة { و الليل إذا يغشى } فلما بلغ
قوله { فأنذرتكم نارا تلظى } بكى فلم يستطيع أن يجاوزها ثم عاد فتلا
السورة حتى بلغ الآية فلم يستطع أن يجاوزها مرتين أو ثلاثا ثم قرأ سورة
أخرى غيرها
قد سبق في غير حديث أنه قد أوقد عليها ثلاثة آلاف عام
[ و روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لما خلق الله
النار أرسل جبريل قال له : اذهب فانظر إليها و إلى ما أعددت لأهلها قال :
فنظر إليها فإذا هي ير كب بعضها بعضا فرجع فقال : و عزتك لا يدخلها أحد
سمع بها ! فأمر بها فحفت بالشهوات ثم قال له : اذهب فانظر إلى ما أعددت
لأهلها فيها فذهب فنظر إليها و رجع فقال : و عزتك لقد خشيت أن لا ينجو
منها أحد إلا دخلها ] خرجه الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي
[ و في
حديث سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : إن ملكين أتياه في
المنام فذكر رؤيا طويلة و فيها : قال : فانطلقت فأتينا على رجل كريه
المرآة كأكره ما أنت راء فإذا هو عند نار يحشها و يسعى حولها قال : قلت :
ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق و في آخر الحديث قالا : فأما الرجل الكريه
المرآة الذي عند النار يحشها و يسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم ] و قد
خرجه البخاري بتمامة و خرج مسلم أوله و لم يتمه
و قوله : كريه المرآة أي النظر و قوله : يحشها أي يوقدها
و روى هذا الحديث أبو خلدة [ عن أبي رجاء عن سمرة بن جندب عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم فذكر الحديث بطوله و في حديثه قال : فرأيت شجرة لو
اجتمع تحتها خلق كثير لأظلتهم و تحتها رجلان أحدهما يوقد نارا و الآخر
يحتطب الحطب و في آخر الحديث : قلت : فالرجلان اللذان رأيت تحت الشجرة ؟
قال : ذلك ملكا جهنم يحمون جهنم لأعداء الله يوم القيامة ]
و جهنم تسجر كل يوم نصف النهار و في صحيح مسلم [ عن عمرو بن عبسة عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم قال : صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع
الشمس و ترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان و حينئذ يسجد لها الكفار ثم صل
فإن الصلاة مشهودة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإنه حينئذ
تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل ]
و ذكر بقية الحديث و قد روى هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم
من غير وجه من حديث أبي أمامة و غيره
[ و في حديث صفوان بن المعطل عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : إذا
طلعت الشمس فصل حتى تعتدل على رأسك مثل الرمح فإذا اعتدلت على رأسك فإن
تلك الساعة تسجر فيها جهنم و تفتح فيها أبوابها حتى تزول عن حاجبك الأيمن
] خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
[ و في حديث أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل
الشمس فإنها حينئذ تسعر جهنم و شدة الحر من فيح جهنم ] و روى أبو بكر بن
عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال : إن الشمس تطلع بين قرني
الشيطان ـ أو في قرني شيطان ـ فما ترتفع فصمة في السماء إلا فتح لها باب
من أبواب النار فإذا كانت الظهيرة فتحت أبواب النار كلها فكنا ننهى عن
الصلاة عند طلوع الشمس و نعد غروبها و نصف النهار خرجه يعقوب بن شيبة و
رواه الإمام أحمد عن أبي بكر بن عياش أيضا
و في الصحيحين [ عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إذا اشتد الحر فأبردوا
بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ] و في رواية خرجها أبو نعيم : [ من فيح
جهنم أو من فيح أبواب جهنم ]
و خرج أبو داود [ من حديث أبي قتادة عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة
و قال : إن جهنم تسجر مدى الأيام إلا يوم الجمعة ] و في إسناده انقطاع و
ضعف
و تسجر
أحيانا في غير نصف النهار كما خرجه الطبراني [ من حديث ابن أم مكتوم قال :
خرج النبي صلى الله عليه و آله وسلم ذات غداة فقال : سعرت النار و جاءت
الفتن ] فذكر الحديث
و من طريق عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش [ عن
الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال
: يا أهل الحجرات سعرت النار لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم
كثيرا ]
عبيد الله بن سعيد فيه ضعف و الصحيح أن الأعمش رواه عن أبي
سفيان عن عبيد بن عمير مرسلا و قيل : عن الأعمش عن أبي سفيان عن ابن عمر و
لا يصح
و في حديث عدي بن عدي [ عن عمر أن جبريل قال للنبي صلى الله
عليه و آله وسلم : جئتك حين أمر الله عز و جل بمنافيخ النار فوضعت على
النار ] الحديث و روي أيضا من حديث الحسن مرسلا و في الإسنادين ضعف
و تسجر أيضا يوم القيامة قال الله تعالى : { و إذا الجحيم سعرت } { علمت
نفس ما أحضرت } و قرىء { سعرت } و سعرت بالتشديد و التخفيف قال الزجاج :
المعنى واحد إلا أن معنى المشدد أوقدت مرة بعد مرة
قال قتادة : { و
إذا الجحيم سعرت } : أوقدت و قال السدي : أحميت و قال سعيد بن بشير عن
قتادة : يسعرها غضب الله و خطايا بني آدم خرجه ابن أبي حاتم
و هذا
يقتضي أن تسعير جهنم حيث سعرت إنما سعرت بخطايا بني آدم التي تقتضي غضب
الله عليهم فتزداد جهنم حينئذ تلهبا و تسعرا هذا و كما أن بناء دور الجنة
و غرس الأشجار يحصل بأعمال بني آدم الصالحة من الذكر و غيره و كذلك حسن ما
فيها من الزوجات و غيرهن يتزايد بتحسين الأعمال الصالحة فكذلك جهنم تسعر و
تزدار آلات العذاب فيها بكثرة ذنوب بني آدم و خطاياهم و غضب الرب تعالى
عليهم نعوذ بالله من غضب الله و من النار و ما قرب إليها من قول و عمل
بمنه و كرمه و قد سبق في الباب الخامس صفة تسعر النار يوم القيامة و
مزيدها بإيقاد البحر و إضافته إليها
و تسجر على أهلها بعد دخولهم إليها قال الله عز و جل :
{ و من يهد الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه و
نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا و بكما و صما مأواهم جهنم كلما خبت
زدناهم سعيرا }
قال ابن عباس : كلما طفئت أوقدت و قال ابن عباس : خبت : سكنت
و قال ابن قتيبة : خبت النار إذا سكن لهبها فاللهب يسكن و الجمر يعمل و
قال غيره من المفسرين : تأكلهم فإذا صاروا فحما و لم تجد النار شيئا تأكله
أعيد خلقهم خلقا جديدا فتعود لأكلهم
و قوله : { زدناهم سعيرا } أي نارا تتسعر و تتلهب
و قد روي عن عمرو بن عبسة أن في جهنم بئرا يقال له : الفلق منه تسعر جهنم
إذا سعرت و سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى و المعنى أن يكشف ذلك البئر
فيخرج منه نار تلهب جهنم و توقدها و قال الله تعالى :
{ فأنذرتكم نارا تلظى }
قال مجاهد و غيره توهج
قرأ عمر بن عبد العزيز ليلة في صلاته سورة { و الليل إذا يغشى } فلما بلغ
قوله { فأنذرتكم نارا تلظى } بكى فلم يستطيع أن يجاوزها ثم عاد فتلا
السورة حتى بلغ الآية فلم يستطع أن يجاوزها مرتين أو ثلاثا ثم قرأ سورة
أخرى غيرها
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الباب الثاني عشر ـ في ذكر تغيظها و زفيرها
قال الله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا
يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون }
و قال تعالى : { وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا * إذا رأتهم من مكان بعيد
سمعوا لها تغيظا وزفيرا }
و قال تعالى : { وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير * إذا ألقوا
فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور * تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج
سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير }
و الشهيق : الصوت الذي يخرج من الجوف
بشدة كصوت الحمار قال الربيع بن أنس : الشهيق في الصدر و قال مجاهد في
قوله { و هي تفور } قال : تغلي بهم كما يغلي القدر و قال ابن عباس : تميز
: تفرق و عنه قال : يكاد يفارق بعضها بعضا و تتفطر و عن الضحاك تميز :
تفطر و قال ابن زيد : التميز : التفرق من شدة الغيظ على أهل معاصي الله عز
و جل غضبا له عز و جل و انتقاما له
و خرج ابن أبي حاتم [ من حديث
خالد بن دريك عن رجل من الصحابة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله
وسلم : من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا قيل : يا رسول
الله و هل لها عينان قال نعم أو لم تسمع قول الله عز و جل : { إذا رأتهم
من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و زفيرا } ]
و روى أبو يحيى القتات عن
مجاهد عن ابن عباس قال : إن العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة
إلى الشفير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف خرجه ابن أبي حاتم
و قال كعب : ما خلق الله من شيء إلا و هو يسمع زفير جهنم ن غدوة و عشية
إلا الثقلين اللذين عليهما الحساب و العذاب خرجه الجوزجاني
و في كتاب الزهد لهناد بن السري عن مغيث بن سمي قال : إن لجهنم كل يوم
زفرتين يسمعهما كل شيء إلا الثقلين اللذين عليهما الحساب و العذاب
و عن الضحاك قال : إن لجهنم زفرة يوم القيامة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي
مرسل إلا خر ساجدا يقول : رب نفسي نفسي
و عن عبيد بن عمير قال : تزفر جهنم زفرة لا يبقى ملك و لا نبي إلا وقع
لركبتيه ترعد فرائصه يقول : رب نفسي نفسي
و روى ابن أبي الدنيا و غيره عن الضحاك قال : ينزل الملك الأعلى في بهائه
و ملكه مجنبته اليسرى جهنم فيسمعون شهيقها و زفيرها فيندون
و عن وهب
بن منبه قال إذا سيرت الجبال فسمعت حسيس النار و تغيظها و زفيرها و شهيقها
صرخت الجبال كما تصرخ النساء ثم يرجع أوائلها على أواخرها يدق بعضها بعضا
خرجه الإمام أحمد
و في تفسير آدم بن أبي إياس عن محمد بن الفضل عن
علي بن زيد بن جدعان عن أبي الضحى عن ابن عباس قال : تزفر جهنم زفرة لا
يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه حول جهنم فتطيش عقولهم
فيقول الله عز و جل : ماذا أجبتم المرسلين ؟ قالوا : لا علم لنا ثم ترد
عليهم عقولهم فينطقون بحجتهم و ينطقون بعذرهم محمد بن الفضل هو ابن عطية
متروك
قال آدم : و حدثنا أبو صفوان عن عاصم بن سليمان الكوزي عن ابن
جريج عن عطاء عن ابن عباس { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و
زفيرا } المكان البعيد : مسيرة مائة عام و ذلك أنه إذا أتي بجهنم تقاد
بسعبن ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك و لو تركت لأتت على كل بر و
فاجر ثم تزفر زفرة لا يبقى قطرة من دمع إلا بدرت ثم تزفر الثانية فتنقطع
القلوب من أماكنها تبلغ اللهوات و الحناجر و هو قوله :
{ و بلغت القلوب الحناجر }
و عاصم الكوزي ضعيف جدا
و قال الليث بن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر : إن جهنم لتزفر زفرة تنشق
منها قلوب الظلمة ثم تزفر أخرى فيطيرون في الأرض حتى يقعوا على رؤوسهم
خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
و روى أسد بن مرسى عن إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار
عن عبد الله بن عمرو بن العاص مثله
و خرج أبو النعيم و غيره من رواية عبد الرحمن بن حاطب قال عمر رضي الله
عنه الله عنه لكعب : خوفنا قال : و الذي نفسي بيديه إن النار لتقرب يوم
القيامة لها زفير و شهيق حتى إذا دنت و قربت زفرت زفرة ما خلق الله من نبي
و لا شهيد إلا وجب لركبتيه ساقطا حتى يقول كل نبي و كل صديق و كل شهيد :
اللهم لا أكلفك اليوم إلا نفسي و لو كان لك يا ابن الخطاب عمل سبعين نبيا
لظننت أن لا تنجو قال عمر : و الله إن الأمر لشديد
و من رواية شريح
بن عبيد قال : قال عمر لكعب : خوفنا قال : و الله لتزفرن جهنم زفرة لا
يبقى ملك مقرب و لا غيره إلا خر جاثيا على ركبتيه يقول : رب نفسي نفسي و
حتى نبينا محمد و إبراهيم و إسحاق عليهم الصلاة و السلام قال : فأبكى
القوم حتى نشجوا
و في رواية مطرف بن الشخير عن كعب قال : كنت عند
عمر فقال : يا كعب خوفنا فقلت يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر يوم القيامة
زفرة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا ساجدا على ركبتيه حتى إن إبراهيم
خليله عليه السلام ليخر جاثيا و يقول : نفسي نفسي لا أسألك اليوم إلا نفسي
قال : فأطرق عمر مليا قال : قلت : يا أمير المؤمنين أولستم تجدون هذا في
كتاب الله عز و جل ؟ قال عمر : كيف ؟ يقول الله عز و جل في هذه الآية :
{ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و توفى كل نفس ما عملت و هم لا يظلمون }
و كان سعيد الجرمي يقول في موعظته إذا وصف الخائفين كأن زفير النار في
آذانهم
و عن الحسن أنه قال في وصفهم : إذا مروا بآية فيها ذكر الجنة بكوا شوقا و
إذا مر بآية فيها ذكر النار ضجوا صراخا كأن زفير جهنم عند أصول آذانهم
و روى ابن أبي الدنبا و غيره عن أبي وائل قال خرجنا مع ابن مسعود و معنا
الربيع بن خيثم فأتينا على تنور على شاطئ الفرات فلما رآه عبد الله و
النار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية
{ إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و زفيرا } إلى قوله : { ثبورا }
فصعق الربيع بن خيثم فاحتملناه إلى أهله فرابطه عبد الله حتى صلى الناس
الظهر فلم يفق ثم رابطه العصر فلم يفق ثم رابطه إلى المغرب فأفاق فرجع عبد
الله إلى أهله
و من رواية ممسع بن عاصم قال : بت أنا و عبد العزيز
بن سليمان و كلاب ابن الجري و سلمان الأعرج على ساحل من بعض السواحل فبكى
كلاب حتى خشيت أن يموت ثم بكى عبد العزيز لبكائه ثم بكى سلمان لبكائهما و
بكيت و لله لبكائهم لا أدري ما أبكاهم فلما كان بعد سألت عبد العزيز فقلت
: يا أبا محمد ما الذي أبكاك ليلتئذ ؟ قال : إني و الله نظرت إلى أمواج
البحر تموج و تجيل فذكرت أطباق النيران و زفراتها فذلك الذي أبكاني ثم
سألت كلابا أيضا نحوا مما سألت عبد العزيز فو الله لكأنما سمع قصته فقال
لي مثل ذلك ثم سألت الأعرج نحوا مما سألتهما فقال لي : ما كان في القوم شر
مني ما كان بكائي إلا لبكائهم رحمة لهم مما كانوا يصنعون بأنفسهم رحمهم
الله تعالى
الباب الثالث عشر ـ في ذكر دخانها و شررها و لهبها
قال الله تعالى : { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل
من يحموم * لا بارد ولا كريم }
قال ابن عباس : ظل من دخان و كذا قال مجاهد و عكرمة و غير واحد
و عن مجاهد قال : ظل من دخان جهنم و هو السموم و قال أبو مالك : اليحموم :
ظل من دخان جهنم قال الحسن و قتادة في قوله : { لا بارد و لا كريم } : لا
بارد المدخل و لا كريم المنظر و السموم : هو الريح الحارة قاله قتادة و
غيره
و هذه الآية تضمنت ذكر ما يتبرد به في الدنيا من الكرب و الحر
و هو ثلاثة : الماء و الهواء و الظل فهواء جهنم : السموم و هو الريح
الحارة الشديدة الحر و ماؤها : الحميم الذي قد اشتد حره و ظلها : اليحموم
و هو قطع دخانها أجارنا الله من ذلك كله بكرمه و منه
و قال تعالى : { انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب }
قال مجاهد : هو دخان جهنم : اللهب الأخضر و الأسود و الأصفر الذي يعلو
النار إذا أوقدت
قال السدي في قوله : { إنها ترمي بشرر كالقصر }
قال : زعموا أن شررها ترمي به كأصول الشجر ثم يرتفع فيمتد و قال القرظي :
على جهنم سور فما خرج من وراء سورها يخرج منها في عظم القصور و لون القار
و قال الحسن و الضحاك في قوله : { كالقصر } : هو كأصول الشجر العظام و قال
مجاهد : قطع الشجر و الجبل و صح عن ابن مسعود قال : شرر كالقصور و المدائن
و روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : { شرر كالقصر } يقول : كالقصور
العظيم
و في صحيح البخاري عن ابن عباس قال : كنا نرفع من الخشب بقصر ثلاثة أذرع
أو أقل نرفعه للشتاء نسميه القصر
و قوله : { كأنه جمالة صفر } قال ابن عباس : حبال السفن يجمع بعضها إلى
بعض تكون كأوساط الرجال و قال مجاهد : هي حبال الجسور و قالت طائفة : هي
الإبل منهم الحسن و قتادة و الضحاك و قالوا : الصفر هي السود و روي عن
مجاهد أيضا
و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : في قوله : { جمالة صفر } قال : يقول
: قطع النحاس
قال الله عز و جل : { يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس } قال علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس { شواظ من نار } و يقول : لهب النار { و نحاس } يقول :
دخان النار و كذا قال سعيد بن جبير و أبو صالح و غيرهما : إن النحاس دخان
النار و قال سعيد بن جبير عن ابن عباس { شواظ من نار } قال : دخان و قال
أبو صالح الشواظ : اللهب الذي فوق النار و دون الدخان قال منصور عن مجاهد
: الشواظ : هو اللهب الأخضر المتقطع و عنه قال : الشواظ : قطعة من النار
فيها خضرة
عليه السلام الحسن بن منصور : أخرج الفضيل بن عياض رأسه
من خوخة فقال منصور عن مجاهد : { يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا
تنتصران } ثم أدخل رأسه فانتحب ثم أخرج رأسه فقال : هو اللهب المنقطع و لم
يستطع أن يجيز الحديث
و خرج النسائي و الترمذي [ من حديث أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لا يجتمع غبار في سبيل الله و
دخان جهنم في جوف امرئ أبدا ] و خرج الإمام أحمد من حديث أبي الدرداء عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم و نحوه
الباب الرابع عشر ـ في ذكر أوديتها و جبالها و آبارها و جبابها
و عيونها
و أنهارها
و روى دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد [ عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : ويل : واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ
قعره ] خرجه الإمام أحمد و الترمذي و لفظه : [ واد بين جبلين يهوي فيه
الكافر سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ] و ذكر أنه لا يعرفه إلا من حديث
ابن لهيعة عن دراج و لكن خرجه ابن حبان و الحاكم في صحيحيهما من حديث عمرو
بن الحارث عن دراج به و خرج ابن جرير الطبري بإسناده فيه نظر [ عن عثمان
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : الويل جبل من نار في جهنم ]
و خرج البزار بإسناد مجهول [ عن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت النبي صلى
الله عليه و آله وسلم يقول : إن في النار حجرا يقال له : ويل يصعد عليه
العرفاء و ينزلون منه ]
روى ابن أبي حاتم من طريق الحماني حدثنا خلف
بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : ويل
واد في جهنم من قيح
و من طريق المحاربي عن العلاء بن المسيب عن أبيه و عاصم بن أبي النجود
قالا : واد في جهنم يقال له : ويل ينصب فيه صديد أهل النار
و من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال : الويل واد في جهنم لوا سيرت
فيه الجبال لماعت من حره
و عن مالك بن دينار قال : الويل : واد في جهنم فيه ألوان العذاب
و عن أبي عياض قال : ويل : واد يسيل من صديد
و خرج ابن جرير بإسناده عن أبي عياض قال : ويل : صهريج في أصل جهنم يسيل
فيه صديد أهل النار و عن سفيان نحوه
و روى الأعمش عن زر عن وائل بن مهانة قال : الويل واد في جهنم من قيح
فصل ـ في تفسير قوله تعالى : سأرهقه صعودا
و روى دراج [ عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال في قوله تعالى : { سأرهقه صعودا } قال : جبل من نار يكلف أن
يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت و إذا رفعها عادت و إذا وضع رجله عليه ذابت
فإذا رفعها عادت يصعد سبعين خريفا ثم يهوي مثلها كذلك ] و هذا الحديث خرجه
الإمام أحمد و غيره بمعناه و خرجه الترمذي مختصرا و لفظه : [ الصعود : جبل
من نار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا و يهوي فيه كذلك أبدا ] و قال حديث
غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج و لكن رواه أيضا عمرو
بن الحارث عن دراج به خرجه من طريقه الحاكم و قال : صحيح الإسناد و روى
هذا الحديث أيضا شريك عن عمار الدهني عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم خرجه من طريقه البزار و قال : تفرد برفعه شريك و
وقفه سفيان على عمار ـ يعني أنه وقفه على أبي سعيد ـ و لم يرفعه و رواه
أيضا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم
و روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : {
سأرهقه صعودا } قال : جبل في النار و رويناه من طريق فيه ضعف عن الضحاك عن
ابن عباس قال : هو جبل من النار زلق كلما صعده الفاجر زلق فهوى في النار
و عن ابن السائب قال : هو جبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتى
إذا بلغ أعلاها رد إلى أسفاها ثم يكلف أيضا أن يصعدها فذلك دأبه أبدا و
يجذب من أمامه بسلاسل الحديد و يضرب من خلفه بمقامع الحديد فيصعدها في
أربعين سنة
و قال أيوب بن بشير عن شفي بن ماتع قال : في جهنم جبل يدعى صعودا يطلع فيه
الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه خرجه ابن أبي الدنيا
فصل ـ في أودية جهنم
و روى عطية عن ابن عمر في قوله تعالى :
{ فلا اقتحم العقبة }
قال : جبل في جهنم و قد سبق ذكره في الباب السادس و ذكرنا فيه عن أبي رجاء
قال : بلغني أن مطلعها سبعة آلاف سنة و أإن مهبطها سبعة آلاف سنة
و
روى لقمان بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا : [ غي و أثام : نهران في أسفل
جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار ] و قد سبق ذكره مرفوعا و موقوفا بلفظ آخر
و هما بئران
و روى أيضا عن ابن عباس مرفوعا : [ الغي واد في جهنم ] و لا يصح رفعه
وعن إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله { فسوف يلقون غيا }
قال واد في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر خرجه ابن أبي الدنيا و غيره و خرجه
البيهقي و لفظه : [ الغي : نهر حميم في النار يقذف فيه الذين يتبعون
الشهوات ] و خرجه أيضا من وجه آخر عن ابن إسحاق عن البراء بن عازب بنحوه و
رواه عمرو بن قيس عن عطية عنة أبي عبيدة قال : هو نهر في جهنم و قال همام
عن قتادة قال : [ أثام : واد في جهنم ] و كذا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد
و قال شفي بن ماتع : إن في جهنم قصرا يقال له : هوى يرمى الكافر من أعلاه
أربعين عاما قبل أن يبلغ أصله قال الله :
{ و من يحلل عليه غضبي فقد هوى }
و إن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات و عقارب فقار إحداهن مقدار سبعين
قلة سم و العقرب منهن مثل البغلة الموكفة تلدغ الرجل فلا يلهبه ما يجد من
حر جهنم حمو لدغتها فهو لمن خلق له و إن في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا
و دما و إن في جهنم سبعين داء كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم خرجه ابن أبي
الدنيا
و ورى يزيد بن درهم عن أنس في قوله تعالى : { و جعلنا بينهم موبقا }
قال : هو واد من قيح في جهنم و في رواية : نهر في جهنم من قيح ودم
خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
و عن عبد الله بن عمرو قال : هو واد في النار عميق
و روى النعمان بن عبد السلام حدثنا أبو مغلس بن علي عن أيوب بن يزيد عن
يحيى بن أبي كثير عن رجل عن عمرو بن عبسة قال : الفلق بئر في جهنم فإذا
سعرت فيه تسعر و إن جهنمك لتتأذى منه كما يتأذى بنو آدم من جهنم خرجه ابن
أبي الدنيا و خرجه ابن أبي حاتم و عنده عن ابن يزيد عن يحيى بن أبي كثير
عن عمرو بن عبسة
و خرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن زيد بن علي عن
آبائه قالوا : الفلق جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار
تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه
و من طريق ابن لهيعة عن ابن
عجلان عن أبي عبيد أن كعب الأحبار دخل كنيسة فأعجبه حسنها فقال : أحسن
عملا و أضل قوما رضيت لهم الفلق قالوا : و ما الفلق ؟ قال : بيت في جهنم
إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره
و في تفسير ابن جرير من طريق
عبد الجبار الخولاني قال : قدم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و
آله وسلم الشام فنظر إلى دور أهل الذمة و ما هم فيه من العيش و النضارة و
ما وسع عليهم في دنياهم فقال : لا أبالي أليس من ورائهم الفلق ؟ ! قيل : و
ما الفلق ؟ قال : بيت في جهنم إذا فتح هوى أهل النار
و فيه أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا : [ الفلق جب في جهنم مغطى ]
و روي عن ابن عباس أن الفلق سجن في جهنم
و روى يحيى بن يمان عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن سعيد جبير قال السعير :
واد من قيح في جهنم : خرجه ابن أبي حاتم
و قال خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه : إن جهنم لآبارا من ألقي فيها
تردى سبعين عاما ثم ينزع بهذه الآية :
{ اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا } خرجه ابن أبي الدنيا
قال الله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا
يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون }
و قال تعالى : { وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا * إذا رأتهم من مكان بعيد
سمعوا لها تغيظا وزفيرا }
و قال تعالى : { وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير * إذا ألقوا
فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور * تكاد تميز من الغيظ كلما ألقي فيها فوج
سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير }
و الشهيق : الصوت الذي يخرج من الجوف
بشدة كصوت الحمار قال الربيع بن أنس : الشهيق في الصدر و قال مجاهد في
قوله { و هي تفور } قال : تغلي بهم كما يغلي القدر و قال ابن عباس : تميز
: تفرق و عنه قال : يكاد يفارق بعضها بعضا و تتفطر و عن الضحاك تميز :
تفطر و قال ابن زيد : التميز : التفرق من شدة الغيظ على أهل معاصي الله عز
و جل غضبا له عز و جل و انتقاما له
و خرج ابن أبي حاتم [ من حديث
خالد بن دريك عن رجل من الصحابة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله
وسلم : من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا قيل : يا رسول
الله و هل لها عينان قال نعم أو لم تسمع قول الله عز و جل : { إذا رأتهم
من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و زفيرا } ]
و روى أبو يحيى القتات عن
مجاهد عن ابن عباس قال : إن العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة
إلى الشفير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف خرجه ابن أبي حاتم
و قال كعب : ما خلق الله من شيء إلا و هو يسمع زفير جهنم ن غدوة و عشية
إلا الثقلين اللذين عليهما الحساب و العذاب خرجه الجوزجاني
و في كتاب الزهد لهناد بن السري عن مغيث بن سمي قال : إن لجهنم كل يوم
زفرتين يسمعهما كل شيء إلا الثقلين اللذين عليهما الحساب و العذاب
و عن الضحاك قال : إن لجهنم زفرة يوم القيامة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي
مرسل إلا خر ساجدا يقول : رب نفسي نفسي
و عن عبيد بن عمير قال : تزفر جهنم زفرة لا يبقى ملك و لا نبي إلا وقع
لركبتيه ترعد فرائصه يقول : رب نفسي نفسي
و روى ابن أبي الدنيا و غيره عن الضحاك قال : ينزل الملك الأعلى في بهائه
و ملكه مجنبته اليسرى جهنم فيسمعون شهيقها و زفيرها فيندون
و عن وهب
بن منبه قال إذا سيرت الجبال فسمعت حسيس النار و تغيظها و زفيرها و شهيقها
صرخت الجبال كما تصرخ النساء ثم يرجع أوائلها على أواخرها يدق بعضها بعضا
خرجه الإمام أحمد
و في تفسير آدم بن أبي إياس عن محمد بن الفضل عن
علي بن زيد بن جدعان عن أبي الضحى عن ابن عباس قال : تزفر جهنم زفرة لا
يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه حول جهنم فتطيش عقولهم
فيقول الله عز و جل : ماذا أجبتم المرسلين ؟ قالوا : لا علم لنا ثم ترد
عليهم عقولهم فينطقون بحجتهم و ينطقون بعذرهم محمد بن الفضل هو ابن عطية
متروك
قال آدم : و حدثنا أبو صفوان عن عاصم بن سليمان الكوزي عن ابن
جريج عن عطاء عن ابن عباس { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و
زفيرا } المكان البعيد : مسيرة مائة عام و ذلك أنه إذا أتي بجهنم تقاد
بسعبن ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك و لو تركت لأتت على كل بر و
فاجر ثم تزفر زفرة لا يبقى قطرة من دمع إلا بدرت ثم تزفر الثانية فتنقطع
القلوب من أماكنها تبلغ اللهوات و الحناجر و هو قوله :
{ و بلغت القلوب الحناجر }
و عاصم الكوزي ضعيف جدا
و قال الليث بن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر : إن جهنم لتزفر زفرة تنشق
منها قلوب الظلمة ثم تزفر أخرى فيطيرون في الأرض حتى يقعوا على رؤوسهم
خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
و روى أسد بن مرسى عن إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار
عن عبد الله بن عمرو بن العاص مثله
و خرج أبو النعيم و غيره من رواية عبد الرحمن بن حاطب قال عمر رضي الله
عنه الله عنه لكعب : خوفنا قال : و الذي نفسي بيديه إن النار لتقرب يوم
القيامة لها زفير و شهيق حتى إذا دنت و قربت زفرت زفرة ما خلق الله من نبي
و لا شهيد إلا وجب لركبتيه ساقطا حتى يقول كل نبي و كل صديق و كل شهيد :
اللهم لا أكلفك اليوم إلا نفسي و لو كان لك يا ابن الخطاب عمل سبعين نبيا
لظننت أن لا تنجو قال عمر : و الله إن الأمر لشديد
و من رواية شريح
بن عبيد قال : قال عمر لكعب : خوفنا قال : و الله لتزفرن جهنم زفرة لا
يبقى ملك مقرب و لا غيره إلا خر جاثيا على ركبتيه يقول : رب نفسي نفسي و
حتى نبينا محمد و إبراهيم و إسحاق عليهم الصلاة و السلام قال : فأبكى
القوم حتى نشجوا
و في رواية مطرف بن الشخير عن كعب قال : كنت عند
عمر فقال : يا كعب خوفنا فقلت يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر يوم القيامة
زفرة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا ساجدا على ركبتيه حتى إن إبراهيم
خليله عليه السلام ليخر جاثيا و يقول : نفسي نفسي لا أسألك اليوم إلا نفسي
قال : فأطرق عمر مليا قال : قلت : يا أمير المؤمنين أولستم تجدون هذا في
كتاب الله عز و جل ؟ قال عمر : كيف ؟ يقول الله عز و جل في هذه الآية :
{ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و توفى كل نفس ما عملت و هم لا يظلمون }
و كان سعيد الجرمي يقول في موعظته إذا وصف الخائفين كأن زفير النار في
آذانهم
و عن الحسن أنه قال في وصفهم : إذا مروا بآية فيها ذكر الجنة بكوا شوقا و
إذا مر بآية فيها ذكر النار ضجوا صراخا كأن زفير جهنم عند أصول آذانهم
و روى ابن أبي الدنبا و غيره عن أبي وائل قال خرجنا مع ابن مسعود و معنا
الربيع بن خيثم فأتينا على تنور على شاطئ الفرات فلما رآه عبد الله و
النار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية
{ إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و زفيرا } إلى قوله : { ثبورا }
فصعق الربيع بن خيثم فاحتملناه إلى أهله فرابطه عبد الله حتى صلى الناس
الظهر فلم يفق ثم رابطه العصر فلم يفق ثم رابطه إلى المغرب فأفاق فرجع عبد
الله إلى أهله
و من رواية ممسع بن عاصم قال : بت أنا و عبد العزيز
بن سليمان و كلاب ابن الجري و سلمان الأعرج على ساحل من بعض السواحل فبكى
كلاب حتى خشيت أن يموت ثم بكى عبد العزيز لبكائه ثم بكى سلمان لبكائهما و
بكيت و لله لبكائهم لا أدري ما أبكاهم فلما كان بعد سألت عبد العزيز فقلت
: يا أبا محمد ما الذي أبكاك ليلتئذ ؟ قال : إني و الله نظرت إلى أمواج
البحر تموج و تجيل فذكرت أطباق النيران و زفراتها فذلك الذي أبكاني ثم
سألت كلابا أيضا نحوا مما سألت عبد العزيز فو الله لكأنما سمع قصته فقال
لي مثل ذلك ثم سألت الأعرج نحوا مما سألتهما فقال لي : ما كان في القوم شر
مني ما كان بكائي إلا لبكائهم رحمة لهم مما كانوا يصنعون بأنفسهم رحمهم
الله تعالى
قال الله تعالى : { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل
من يحموم * لا بارد ولا كريم }
قال ابن عباس : ظل من دخان و كذا قال مجاهد و عكرمة و غير واحد
و عن مجاهد قال : ظل من دخان جهنم و هو السموم و قال أبو مالك : اليحموم :
ظل من دخان جهنم قال الحسن و قتادة في قوله : { لا بارد و لا كريم } : لا
بارد المدخل و لا كريم المنظر و السموم : هو الريح الحارة قاله قتادة و
غيره
و هذه الآية تضمنت ذكر ما يتبرد به في الدنيا من الكرب و الحر
و هو ثلاثة : الماء و الهواء و الظل فهواء جهنم : السموم و هو الريح
الحارة الشديدة الحر و ماؤها : الحميم الذي قد اشتد حره و ظلها : اليحموم
و هو قطع دخانها أجارنا الله من ذلك كله بكرمه و منه
و قال تعالى : { انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب }
قال مجاهد : هو دخان جهنم : اللهب الأخضر و الأسود و الأصفر الذي يعلو
النار إذا أوقدت
قال السدي في قوله : { إنها ترمي بشرر كالقصر }
قال : زعموا أن شررها ترمي به كأصول الشجر ثم يرتفع فيمتد و قال القرظي :
على جهنم سور فما خرج من وراء سورها يخرج منها في عظم القصور و لون القار
و قال الحسن و الضحاك في قوله : { كالقصر } : هو كأصول الشجر العظام و قال
مجاهد : قطع الشجر و الجبل و صح عن ابن مسعود قال : شرر كالقصور و المدائن
و روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : { شرر كالقصر } يقول : كالقصور
العظيم
و في صحيح البخاري عن ابن عباس قال : كنا نرفع من الخشب بقصر ثلاثة أذرع
أو أقل نرفعه للشتاء نسميه القصر
و قوله : { كأنه جمالة صفر } قال ابن عباس : حبال السفن يجمع بعضها إلى
بعض تكون كأوساط الرجال و قال مجاهد : هي حبال الجسور و قالت طائفة : هي
الإبل منهم الحسن و قتادة و الضحاك و قالوا : الصفر هي السود و روي عن
مجاهد أيضا
و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : في قوله : { جمالة صفر } قال : يقول
: قطع النحاس
قال الله عز و جل : { يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس } قال علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس { شواظ من نار } و يقول : لهب النار { و نحاس } يقول :
دخان النار و كذا قال سعيد بن جبير و أبو صالح و غيرهما : إن النحاس دخان
النار و قال سعيد بن جبير عن ابن عباس { شواظ من نار } قال : دخان و قال
أبو صالح الشواظ : اللهب الذي فوق النار و دون الدخان قال منصور عن مجاهد
: الشواظ : هو اللهب الأخضر المتقطع و عنه قال : الشواظ : قطعة من النار
فيها خضرة
عليه السلام الحسن بن منصور : أخرج الفضيل بن عياض رأسه
من خوخة فقال منصور عن مجاهد : { يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا
تنتصران } ثم أدخل رأسه فانتحب ثم أخرج رأسه فقال : هو اللهب المنقطع و لم
يستطع أن يجيز الحديث
و خرج النسائي و الترمذي [ من حديث أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : لا يجتمع غبار في سبيل الله و
دخان جهنم في جوف امرئ أبدا ] و خرج الإمام أحمد من حديث أبي الدرداء عن
النبي صلى الله عليه و آله وسلم و نحوه
و عيونها
و أنهارها
و روى دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد [ عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال : ويل : واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ
قعره ] خرجه الإمام أحمد و الترمذي و لفظه : [ واد بين جبلين يهوي فيه
الكافر سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ] و ذكر أنه لا يعرفه إلا من حديث
ابن لهيعة عن دراج و لكن خرجه ابن حبان و الحاكم في صحيحيهما من حديث عمرو
بن الحارث عن دراج به و خرج ابن جرير الطبري بإسناده فيه نظر [ عن عثمان
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : الويل جبل من نار في جهنم ]
و خرج البزار بإسناد مجهول [ عن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت النبي صلى
الله عليه و آله وسلم يقول : إن في النار حجرا يقال له : ويل يصعد عليه
العرفاء و ينزلون منه ]
روى ابن أبي حاتم من طريق الحماني حدثنا خلف
بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : ويل
واد في جهنم من قيح
و من طريق المحاربي عن العلاء بن المسيب عن أبيه و عاصم بن أبي النجود
قالا : واد في جهنم يقال له : ويل ينصب فيه صديد أهل النار
و من طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال : الويل واد في جهنم لوا سيرت
فيه الجبال لماعت من حره
و عن مالك بن دينار قال : الويل : واد في جهنم فيه ألوان العذاب
و عن أبي عياض قال : ويل : واد يسيل من صديد
و خرج ابن جرير بإسناده عن أبي عياض قال : ويل : صهريج في أصل جهنم يسيل
فيه صديد أهل النار و عن سفيان نحوه
و روى الأعمش عن زر عن وائل بن مهانة قال : الويل واد في جهنم من قيح
فصل ـ في تفسير قوله تعالى : سأرهقه صعودا
و روى دراج [ عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و آله
وسلم قال في قوله تعالى : { سأرهقه صعودا } قال : جبل من نار يكلف أن
يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت و إذا رفعها عادت و إذا وضع رجله عليه ذابت
فإذا رفعها عادت يصعد سبعين خريفا ثم يهوي مثلها كذلك ] و هذا الحديث خرجه
الإمام أحمد و غيره بمعناه و خرجه الترمذي مختصرا و لفظه : [ الصعود : جبل
من نار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا و يهوي فيه كذلك أبدا ] و قال حديث
غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج و لكن رواه أيضا عمرو
بن الحارث عن دراج به خرجه من طريقه الحاكم و قال : صحيح الإسناد و روى
هذا الحديث أيضا شريك عن عمار الدهني عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه و آله وسلم خرجه من طريقه البزار و قال : تفرد برفعه شريك و
وقفه سفيان على عمار ـ يعني أنه وقفه على أبي سعيد ـ و لم يرفعه و رواه
أيضا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم
و روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : {
سأرهقه صعودا } قال : جبل في النار و رويناه من طريق فيه ضعف عن الضحاك عن
ابن عباس قال : هو جبل من النار زلق كلما صعده الفاجر زلق فهوى في النار
و عن ابن السائب قال : هو جبل من صخرة ملساء في النار يكلف أن يصعدها حتى
إذا بلغ أعلاها رد إلى أسفاها ثم يكلف أيضا أن يصعدها فذلك دأبه أبدا و
يجذب من أمامه بسلاسل الحديد و يضرب من خلفه بمقامع الحديد فيصعدها في
أربعين سنة
و قال أيوب بن بشير عن شفي بن ماتع قال : في جهنم جبل يدعى صعودا يطلع فيه
الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه خرجه ابن أبي الدنيا
فصل ـ في أودية جهنم
و روى عطية عن ابن عمر في قوله تعالى :
{ فلا اقتحم العقبة }
قال : جبل في جهنم و قد سبق ذكره في الباب السادس و ذكرنا فيه عن أبي رجاء
قال : بلغني أن مطلعها سبعة آلاف سنة و أإن مهبطها سبعة آلاف سنة
و
روى لقمان بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا : [ غي و أثام : نهران في أسفل
جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار ] و قد سبق ذكره مرفوعا و موقوفا بلفظ آخر
و هما بئران
و روى أيضا عن ابن عباس مرفوعا : [ الغي واد في جهنم ] و لا يصح رفعه
وعن إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله { فسوف يلقون غيا }
قال واد في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر خرجه ابن أبي الدنيا و غيره و خرجه
البيهقي و لفظه : [ الغي : نهر حميم في النار يقذف فيه الذين يتبعون
الشهوات ] و خرجه أيضا من وجه آخر عن ابن إسحاق عن البراء بن عازب بنحوه و
رواه عمرو بن قيس عن عطية عنة أبي عبيدة قال : هو نهر في جهنم و قال همام
عن قتادة قال : [ أثام : واد في جهنم ] و كذا قال ابن أبي نجيح عن مجاهد
و قال شفي بن ماتع : إن في جهنم قصرا يقال له : هوى يرمى الكافر من أعلاه
أربعين عاما قبل أن يبلغ أصله قال الله :
{ و من يحلل عليه غضبي فقد هوى }
و إن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات و عقارب فقار إحداهن مقدار سبعين
قلة سم و العقرب منهن مثل البغلة الموكفة تلدغ الرجل فلا يلهبه ما يجد من
حر جهنم حمو لدغتها فهو لمن خلق له و إن في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا
و دما و إن في جهنم سبعين داء كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم خرجه ابن أبي
الدنيا
و ورى يزيد بن درهم عن أنس في قوله تعالى : { و جعلنا بينهم موبقا }
قال : هو واد من قيح في جهنم و في رواية : نهر في جهنم من قيح ودم
خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
و عن عبد الله بن عمرو قال : هو واد في النار عميق
و روى النعمان بن عبد السلام حدثنا أبو مغلس بن علي عن أيوب بن يزيد عن
يحيى بن أبي كثير عن رجل عن عمرو بن عبسة قال : الفلق بئر في جهنم فإذا
سعرت فيه تسعر و إن جهنمك لتتأذى منه كما يتأذى بنو آدم من جهنم خرجه ابن
أبي الدنيا و خرجه ابن أبي حاتم و عنده عن ابن يزيد عن يحيى بن أبي كثير
عن عمرو بن عبسة
و خرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن زيد بن علي عن
آبائه قالوا : الفلق جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف عنه خرجت منه نار
تضج منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه
و من طريق ابن لهيعة عن ابن
عجلان عن أبي عبيد أن كعب الأحبار دخل كنيسة فأعجبه حسنها فقال : أحسن
عملا و أضل قوما رضيت لهم الفلق قالوا : و ما الفلق ؟ قال : بيت في جهنم
إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره
و في تفسير ابن جرير من طريق
عبد الجبار الخولاني قال : قدم رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و
آله وسلم الشام فنظر إلى دور أهل الذمة و ما هم فيه من العيش و النضارة و
ما وسع عليهم في دنياهم فقال : لا أبالي أليس من ورائهم الفلق ؟ ! قيل : و
ما الفلق ؟ قال : بيت في جهنم إذا فتح هوى أهل النار
و فيه أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا : [ الفلق جب في جهنم مغطى ]
و روي عن ابن عباس أن الفلق سجن في جهنم
و روى يحيى بن يمان عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن سعيد جبير قال السعير :
واد من قيح في جهنم : خرجه ابن أبي حاتم
و قال خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه : إن جهنم لآبارا من ألقي فيها
تردى سبعين عاما ثم ينزع بهذه الآية :
{ اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا } خرجه ابن أبي الدنيا
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فصل ـ في جهنم واد هو : جب الحزن
و روى عمار بن سيف [ عن أبي معان عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا : و ما جب
الحزن ؟ قال : واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة ! قيل : يا
رسول الله من يدخله ؟ قال : القراء المراؤون بأعمالهم ] خرجه الترمذي و
قال : غريب و خرجه ابن ماجه بمعناه و في رواية : أربعمائة مرة و زاد في
آخره [ و إن من أبغض القراء إلى الله عز و جل الذين يزورون الأمراء الجورة
]
و في هذا الإسناد ضعيف و خرج الطبراني نحوه من حديث الحسن عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم و خرج العقيلي نحوه من حديث علي
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم من طريق أبي بكر الداهري و هو ضعيف جدا
و روى الإمام أحمد في الزهد بإسناده عن عمران القصير قال : بلغني أن
في جهنم واديا تستعيذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة مخافة أن يرسل عليها
فيأكلها أعد الله ذلك الوادي للمرائين من القراء
و قال بكر بن محمد العابد عن سفيان الثوري : إن في جهنم لواديا تتعوذ منه
جهنم في كل يوم سبعين مرة يسكنه القراء الزائرون للملوك
و روينا من حديث معروف الكرخي رحمه الله تعالى قال بكر بن خنيس : إن في
جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات و إن في الوادي
لجبا يتعوذ الوادي و جهنم من ذلك الجب كل يوم سبع مرات و إن في الجب لحية
يتعوذ الوادي و الجب و جهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات يبدأ بفسقة
القراء فيقولون : أي ربنا بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من
يعلم كمن لا يعلم
و روى هناد بن السري بإسناده عن حميد بن هلال قال
: نبئت أن كعبا قال : إن في أسفل درك جهنم تنانير ضيقها كضيق زج أحدكم من
الأرض يقال له : جب الحزن يدخلها قوم بأعمالهم فيطبق عليهم و خرجه ابن أبي
حاتم إلا أن عنده عن حميد بن هلال قال : لا أعلمه إلا عن بشير بن كعب قال
: إن في النار لجبا يقال له : جب الحزن لهو أضيق على من دخل فيه من زج
أحدكم على رمحه يطبقها الله على من يشاء من عباده أو قال : يضيقها على من
يشاء من عباده سخطا عليهم ثم لا يخرجهم منها آخر الأبد
و روى ابن
المبارك [ عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم : إن في جهنم لواديا يقال له : لملم إن أودية جهنم تستعيذ
بالله من حره ] خرجه ابن أبي الدنيا و غيره و يحيى ضعفوه
و روى ابن
أبي الدنيا و غيره من رواية الأزهر بن سنان القرشي [ عن محمد ابن واسع عن
أبي بردة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن في جهنم واديا و
لذلك الوادي بئر يقال له : هبهب حق على الله أن يسكنها كل جبار ] أزهر بن
سنان ضعفوه
و الصحيح ما خرجه الإمام أحمد و غيره من طريق هشام بن
حسان عن محمد بن واسع قال : قلت لبلال بن أبي بردة و أرسل إلي : إنه بلغني
أن في النار بئرا يقال له : جب الحزن يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من
حديد من نار ثم يجعلون في تلك البئر ثم تطبق عليهم جهنم من فوقهم فبكى
هلال
و روى عمرو بن شعيب [ عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و
آله وسلم : يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الناس يعلوهم
كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له : بولس تعلوهم نار
الأنيار يسقون من طين الخبال عصارة أهل النار ] خرجه الإمام أحمد و
النسائي و الترمذي و قال : حسن و روي موقوفا على عبد الله بن عمرو و روي
من وجه آخر قال : [ في النار قصر يقال له : بولس فتعلوهم نار الأنيار
يسقون من طين الخبال عصارة أهل النار ] خرجه الإمام أحمد و النسائي و
الترمذي و قال : حسن
و روي موقوفا على عبد الله بن عمرو و روي من
وجه آخر قال : [ في النار قصر يقال له : بولس يدخله الجبارون و المتكبرون
فيه نار الأنيار و شر الأشرار و حزن الأحزان و موت الأموات و الشر و أبيار
الشر ]
و قال ابن لهيعة : حدثنا أبو قبيل قال : سمعت رجلا يقول :
سمعت عبد الله ابن عمرو يقول : إن في النار سجنا لا يدخله إلا من كان من
شر الأشرار قراره نار و سقفه نار و جدرانه نار و تلفح منه نار خرجه عبد
الله بن الإمام أحمد
و خرجه ابن أبي الدنيا و عنده : فإذا دخلوا قيل بالنار على أفواههم
و روى إبراهيم بن الفضل المدني [ عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن بشر بن
عاصم الجشمي حدثه عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول :
لا يلي أحد من أمر الناس شيئا إلا أوفقه الله على جسر جهنم فزلزل به الجسر
زلزلة فناج أو غير ناج لا يبقى منه عضو إلا فارق صاحبه فإن هو لم ينج ذهب
به في جب مظلم كالقبر في جهنم لا يبلغ قعره سبعين خريفا ] و إن عمر سأل
سلمان و أبا ذر : هل سمعتما ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ؟
قالا : نعم خرجه ابن أبي الدنيا و إبراهيم بن الفضل ضعيف
و روى
إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن
الحجاج بن عبد الله الشمالي ـ و كان قد رأى النبي صلى الله عليه و آله
وسلم و حج معه حجة الوداع ـ قال : إن سفيان بن مجيب حدثه ـ و كان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و قدمائهم ـ قال : إن في جهنم سبعين
ألف واد في كل واد سبعون ألف شعب سبعون ألف ثعبان و سبعون ألف عقرب لا
ينتهي الكافر و المنافق حتى يواقع ذلك كله قال أبو عمر بن عبد البر : هذا
منكر حديث لا يصح
و خرج ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن عياش عن
محمد بن عمرو ابن طلحة عن عطاء بن يسار قال : إن في النار سبعين ألف واد
في كل واد سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف جحر في كل جحر حية تأكل وجوه
أهل النار
و قال المبارك : أنبأنا عوف عن أبي المنهال الرياحي أنه
بلغه أن في النار أودية في ضحضاح من النار في تلك الأودية حيات أمثال
أجواز الأبل و عقارب كالبغال الحبش فإذا سقط إليهن شيء من أهل النار أنشأن
فيه لسعا و نشطا حتى يستغيثوا بالنار فرارا منهن و هربا منهن خرجه ابن أبي
الدنيا
و خرج الجوزجاني من رواية الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير
قال : إن لجهنم جبا فيه هوام فيه حيات أمثال البخت و عقارب أمثال البغال
الدلم يستغيث أهل النار إلى تلك الحيات أو الساحل فتثب إليهم فتأخذهم
بأشعارهم و شفاههم فتكشطهم حتى تبلغ أقدامهم فيستغيثون بالرجوع إلى النار
فيقولون النار النار و تتبعهم حتى تجد حرها فترجع و هي في أسراب
و
قال مطهر بن الهيثم بن الحجاج عن أبيه : إن طاووسا قال لسليمان بن عبد
الملك : يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها
سبعين خريفا حتى أستقرت قرارها أتدري لمن أعدها الله ؟ قال : لا قال : و
يلك ! لمن أعدها الله ؟ قال : لمن أشركه الله في حكمه فجار قال : فبكى لها
خرجه أبو نعيم في الحلية
و قال أحمد بن أبي الحواري : حدثني الطيب
أبو الحسن علي عن الحسن ابن اليحيى في الحلية عن الحسن بن يحيى الخشني قال
: ما في جهنم دار و لا مغار و لا غل و لا قيد و لا سلسلة إلا اسم صاحبها
عليها مكتوب قال أحمد : فحدثت به أبا سليمان فبكى ثم قال : ويحك ! فكيف به
أن لو جميع هذا كله عليه فجعل الغل في عنقه و القيد في رجله و السلسة في
عنقه ثم أدخل النار و أدخل المغار ؟ نعوذ بالله من ذلك
الباب الخامس عشر ـ في ذكر سلاسلها و اغلالها و أنكالها
قال الله تعالى : { إنا أعتدنا للكافرين سلاسل و أغلالا و سعيرا }
قال الله تعالى : { و جعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا }
و قال الله تعالى : { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم
ثم في النار يسجرون }
و قال : { خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا
فاسلكوه }
و قال تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما * وطعاما ذا غصة وعذابا أليما }
و قرأ ابن عباس
{ و السلاسل يسحبون } بنصب السلاسل و فتح ياء يسحبون قال : هو أشد عليهم
هم يسحبون السلاسل خرجه ابن أبي حاتم
فهذه ثلاثة أنواع :
أحدها : الأغلال : و هي في الأعناق كما ذكر سبحانه
قال الحسن بن صالح : الغل : تغل اليد الواحدة إلى العنق و الصفد اليدان
إلى العنق خرجه ابن أبي الدنيا
و قال أسباط عن السدي الأصفاد تجمع اليدين إلى العنق
و قال معمر عن قتادة في قوله : { مقرنين في الأصفاد } قال : مقرنين في
القيود و الأغلال
قال عينة بن الغصن عن الحسن : إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار
لأنهم أعجزوا الرب عز و جل و لكنها إذا طفا بهم اللهب أرستهم قال : ثم خر
الحسن مغشيا عليه ! !
و قال سيار بن حاتم : حدثنا مسكين عن حوشب عن
الحسن أنه ذكر النار فقال : لو أن غلا منها وضع على الجبال لقصمها إلى
الماء الأسود و لو أن ذراعا من السلسلة وضع على جبل لرضه
و روى ابن أبي الحاتم بإسناده عن موسى بن أبي عائشة أنه قرأ قوله تعالى :
{ أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة }
قال : تشد أيديهم بالأغلال في النار فيستقبلون العذاب بوجوههم قد شدت
أيديهم فلا يقدرون على أن يتقوا بها كلما جاء نوع من العذاب يستقبلون
بوجوههم
و بإسناده عن فيض بن إسحاق عن فضيل بن عياض : إذا قال الرب
تبارك و تعالى : { خذوه فغلوه } تبدره سبعون ألف ملك كلهم يتبدر أيهم يجعل
الغل في عنقه
النوع الثاني : الأنكال : و هي القيود قال مجاهد و
الحسن و عكرمة و غيرهم قال الحسن : قيود من نار قال أبو عمران الجوني :
قيود لا تحل و الله أبدا و و احد الأنكال : نكل و سميت القيود أنكالا لأنه
ينكل بها أي يمنع
و روى أبو سنان عن الحسن : أما و عزته ما قيدهم مخافة أن يعجزوه و لكن
قيدهم لترسي في النار
و قال الأعمش : الصفد : القيود : و قوله تعالى : { مقرنين في الأصفاد }
القيود و قد سبق عن أبي صالح في قوله : { في عمد ممددة } قال : القيود
الطوال
النوع الثالث : السلاسل : خرج الإمام أحمد و غيره من طريق
أبي السمح [ عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : لو أن رصاصة مثل هذه ـ و أشار إلى مثل
الجمجمة ـ أرسلت من السماء إلى الأرض و هي مسيرة خمسمائة عام لبلغت الأرض
قبل الليل و لو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل و
النهار قبل أن تبلغ أصولها ] غريب و في رفعه نظر و الله أعلم
و في
حديث عدي الكندي [ عن عمر أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه و آله وسلم :
لو أن حلقة من سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال
الدنيا لانقضت و لم يردها شيء حتى تنتهي إلى الأرض السابعة السفلى ] خرجه
الطبراني و سبق على إسناده
و روى سفيان عن بشير عن نوف الشامي في قوله تعالى :
{ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه }
قال : إن الذراع سبعون باعا و الباع من ههنا إلى مكة ـ و هو يومئذ بالكوفة
و قال ابن المبارك : أنبأنا بكار عن عبد الله سمع ابن أبي مليكة يحدث أن
كعبا قال : إن حلقة من السلسلة التي قال الله : { ذرعها سبعون ذراعا } إن
حلقة منها أكثر من حديد الدنيا
و قال ابن جريح في قوله : { ذرعها سبعون ذراعا } قال : بذراع الملك
و قال ابن المنكدر : لو جمع حديد الدنيا كله ما خلا منها و ما بقي ما عدل
حلقة من الحلق التي ذكر الله في كتابه تعالى فقال : { في سلسلة ذرعها
سبعون ذراعا } أخرجه أبو نعيم
قال ابن المبارك عن سفيان في قوله : { فاسلكوه } قال : بلغنا أنها تدخل في
دبره حتى تخرج منه
و قال ابن جريح : قال ابن عباس : السلسلة تدخل في أسته ثم تخرج من فيه ثم
ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حتى يشوي خرجه ابن أبي الحاتم و خرج
أيضا من رواية العوفي عن ابن عباس قال : تسلك في دبره حتى تخرج من منخريه
حتى لا يقوم على رجليه
و خرج ابن أبي الدنيا من طريق خلف بن خليفة
عن أبي هاشم قال : يجعل لهم أوتاد في جهنم فيها سلاسل فتلقى في أعناقهم
فتزفر جهنم زفرة فتذهب بهم مسيرة خمسمائة سنة ثم تجيء بهم في يوم فذلك
قوله :
{ و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون }
و من طريق أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : لو انفلت رجل من أهل النار
بسلسلة لزالت الجبال
و قال جويبر عن الضحاك في قوله : { فيؤخذ بالنواصي و الأقدام }
يجمع بين ناصيته و قدميه في سلسلة من وراء ظهره
و قال السدي : في هذه الآية : يجمع بين ناصية الكافر و قدميه فتربط ناصيته
بقدمه و ظهره و يفتل
و ذكر الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : يؤخذ بناصيته و قدميه و يكسر
ظهره كما يكسر حطب في التنور
و قال سيار بن حاتم : حدثنا مسكين عن حوشب عن الحسن قال : إن جهنم ليغلى
عليها من الدهر إلى يوم القيامة يحمى طعامها و شرابها و أغلالها و لو أن
غلا منها وضع على الجبال لقمصها إلى الماء الأسود و لو أن ذراعا من
السلسلة وضع على جبل لرضه و لو أن جبلا كان بينه و بين عذاب الله عز و جل
مسيرة خمسمائة عام لذاب ذلك الجبل و إنهم ليجمعون في السلسلة من آخرهم
فتأكلهم النار و تبقى الأرواح و رواه ابن أبي الدنيا [ عن عبد الله بن عمر
الجشمي عن المنهال بن عيسى العبدي عن حوشب عن الحسن عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم فذكره بمعناه و زاد في آخره : تبقى الأرواح في الحناجر
تصرخ ] و الموقوف أشبه
و قال عبد الله بن الإمام أحمد : أخبرت عن
يسار عن ابن المعزى ـ و كان من خيار الناس ـ قال : بلغني أن الأبدان تذهب
و تبقى الأرواح في السلاسل
و خرج الطبراني و ابن أبي حاتم [ من طريق
منصور بن عمار حدثنا بشير بن طلحة عن خالد بن الدريك عن يعلى بن منية رفع
الحديث إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ينشئ الله سبحانه لأهل
النار سحابة سوداء مظلمة فيقال : يا أهل النار أي شيء تطلبون ؟ فيذكرون
بها سحابة الدنيا فيقولون : يا ربنا الشراب فتمطرهم أغلالا تزيد في
أغلالهم و سلاسل تزيد في سلاسلهم و جمرا يلتهب عليهم ] و خرجه ابن أبي
الدنيا موقوفا لم يرفعه
و روى أبو جعفر الرازي [ عن الربيع بن أنس
عن أبي العالية و غيره عن أبي هريرة فذكر قصة الإسراء بطولها و فيها قال :
ثم أتى على واد ـ يعني النبي صلى الله عليه و آله وسلم ـ فسمعه صوتا منكرا
و وجد ريحا منتنة فقال : ما هذا يا جبريل ؟ فقال : هذا صوت جهنم تقولى :
رب آتني ما وعدتني فقد كثرت سلاسلي و أغلالي و سعيري و حميمي و غساقي و
عذابي و قد بعد قعري و اشتد حري فآتني ما وعدتني قال : لك كل مشرك و مشركة
و كافر و كافرة و كل خبيث و خبيثة و كل جبار لا يؤمن بيوم الحساب ]
فصل ـ في تفسير قوله تعالى : و لهم مقامع من حديد
قال الله تعالى : { ولهم مقامع من حديد * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من
غم أعيدوا فيها }
قال جويبر عن الضحاك : { مقامع من حديد } أي مطارق
و روى ابن لهيعة [ عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم قال : لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع له
الثقلان لما أقلوه من الأرض ] خرجه الإمام أحمد و خرج أيضا بهذا الإسناد
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : [ لو ضرب الجبل بمقاطع من حديد لتفتت
ثم عاد ]
قال الإمام أحمد في كتاب الزهد : حدثنا سيار حدثنا جعفر
سمعت مالك بن دينار قال : إذا أحس أهل النار في النار بضرب المقامع
انغمسوا في حياض الحميم فيذهبون سفالا كما يغرق الرجل في الماء في الدنيا
و يذهب سفالا سفالا
قال سعيد عن قتادة : قال عمر بن الخطاب : ذكروهم النار لعلهم يفرقون فإن
حرها شديد و قعرها بعيد و شرابها الصديد و مقامعها الحديد
و ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن صالح المري أنه قرأ على بعض العباد :
{ إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون
}
قال : فشهق الرجل شهقة فإذا هو قد يبس مغشيا قال : فخرجنا من عنده و
تركناه
و قرأ رجل على يزيد الضبي :
{ و ترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد }
فجعل يزيد يبكي حتى غشي عليه خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
و قد سبق عن مالك بن دينار أنه قام ليلة في وسط الدار إلى الصباح فقال :
ما زال أهل النار يعرضون علي في سلاسلهم و أغلالهم حتى الصباح
و روى عمار بن سيف [ عن أبي معان عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه و آله وسلم قال : تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا : و ما جب
الحزن ؟ قال : واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة ! قيل : يا
رسول الله من يدخله ؟ قال : القراء المراؤون بأعمالهم ] خرجه الترمذي و
قال : غريب و خرجه ابن ماجه بمعناه و في رواية : أربعمائة مرة و زاد في
آخره [ و إن من أبغض القراء إلى الله عز و جل الذين يزورون الأمراء الجورة
]
و في هذا الإسناد ضعيف و خرج الطبراني نحوه من حديث الحسن عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم و خرج العقيلي نحوه من حديث علي
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم من طريق أبي بكر الداهري و هو ضعيف جدا
و روى الإمام أحمد في الزهد بإسناده عن عمران القصير قال : بلغني أن
في جهنم واديا تستعيذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة مخافة أن يرسل عليها
فيأكلها أعد الله ذلك الوادي للمرائين من القراء
و قال بكر بن محمد العابد عن سفيان الثوري : إن في جهنم لواديا تتعوذ منه
جهنم في كل يوم سبعين مرة يسكنه القراء الزائرون للملوك
و روينا من حديث معروف الكرخي رحمه الله تعالى قال بكر بن خنيس : إن في
جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات و إن في الوادي
لجبا يتعوذ الوادي و جهنم من ذلك الجب كل يوم سبع مرات و إن في الجب لحية
يتعوذ الوادي و الجب و جهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات يبدأ بفسقة
القراء فيقولون : أي ربنا بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من
يعلم كمن لا يعلم
و روى هناد بن السري بإسناده عن حميد بن هلال قال
: نبئت أن كعبا قال : إن في أسفل درك جهنم تنانير ضيقها كضيق زج أحدكم من
الأرض يقال له : جب الحزن يدخلها قوم بأعمالهم فيطبق عليهم و خرجه ابن أبي
حاتم إلا أن عنده عن حميد بن هلال قال : لا أعلمه إلا عن بشير بن كعب قال
: إن في النار لجبا يقال له : جب الحزن لهو أضيق على من دخل فيه من زج
أحدكم على رمحه يطبقها الله على من يشاء من عباده أو قال : يضيقها على من
يشاء من عباده سخطا عليهم ثم لا يخرجهم منها آخر الأبد
و روى ابن
المبارك [ عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم : إن في جهنم لواديا يقال له : لملم إن أودية جهنم تستعيذ
بالله من حره ] خرجه ابن أبي الدنيا و غيره و يحيى ضعفوه
و روى ابن
أبي الدنيا و غيره من رواية الأزهر بن سنان القرشي [ عن محمد ابن واسع عن
أبي بردة عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : إن في جهنم واديا و
لذلك الوادي بئر يقال له : هبهب حق على الله أن يسكنها كل جبار ] أزهر بن
سنان ضعفوه
و الصحيح ما خرجه الإمام أحمد و غيره من طريق هشام بن
حسان عن محمد بن واسع قال : قلت لبلال بن أبي بردة و أرسل إلي : إنه بلغني
أن في النار بئرا يقال له : جب الحزن يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من
حديد من نار ثم يجعلون في تلك البئر ثم تطبق عليهم جهنم من فوقهم فبكى
هلال
و روى عمرو بن شعيب [ عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و
آله وسلم : يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الناس يعلوهم
كل شيء من الصغار حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له : بولس تعلوهم نار
الأنيار يسقون من طين الخبال عصارة أهل النار ] خرجه الإمام أحمد و
النسائي و الترمذي و قال : حسن و روي موقوفا على عبد الله بن عمرو و روي
من وجه آخر قال : [ في النار قصر يقال له : بولس فتعلوهم نار الأنيار
يسقون من طين الخبال عصارة أهل النار ] خرجه الإمام أحمد و النسائي و
الترمذي و قال : حسن
و روي موقوفا على عبد الله بن عمرو و روي من
وجه آخر قال : [ في النار قصر يقال له : بولس يدخله الجبارون و المتكبرون
فيه نار الأنيار و شر الأشرار و حزن الأحزان و موت الأموات و الشر و أبيار
الشر ]
و قال ابن لهيعة : حدثنا أبو قبيل قال : سمعت رجلا يقول :
سمعت عبد الله ابن عمرو يقول : إن في النار سجنا لا يدخله إلا من كان من
شر الأشرار قراره نار و سقفه نار و جدرانه نار و تلفح منه نار خرجه عبد
الله بن الإمام أحمد
و خرجه ابن أبي الدنيا و عنده : فإذا دخلوا قيل بالنار على أفواههم
و روى إبراهيم بن الفضل المدني [ عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن بشر بن
عاصم الجشمي حدثه عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول :
لا يلي أحد من أمر الناس شيئا إلا أوفقه الله على جسر جهنم فزلزل به الجسر
زلزلة فناج أو غير ناج لا يبقى منه عضو إلا فارق صاحبه فإن هو لم ينج ذهب
به في جب مظلم كالقبر في جهنم لا يبلغ قعره سبعين خريفا ] و إن عمر سأل
سلمان و أبا ذر : هل سمعتما ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ؟
قالا : نعم خرجه ابن أبي الدنيا و إبراهيم بن الفضل ضعيف
و روى
إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن
الحجاج بن عبد الله الشمالي ـ و كان قد رأى النبي صلى الله عليه و آله
وسلم و حج معه حجة الوداع ـ قال : إن سفيان بن مجيب حدثه ـ و كان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم و قدمائهم ـ قال : إن في جهنم سبعين
ألف واد في كل واد سبعون ألف شعب سبعون ألف ثعبان و سبعون ألف عقرب لا
ينتهي الكافر و المنافق حتى يواقع ذلك كله قال أبو عمر بن عبد البر : هذا
منكر حديث لا يصح
و خرج ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن عياش عن
محمد بن عمرو ابن طلحة عن عطاء بن يسار قال : إن في النار سبعين ألف واد
في كل واد سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف جحر في كل جحر حية تأكل وجوه
أهل النار
و قال المبارك : أنبأنا عوف عن أبي المنهال الرياحي أنه
بلغه أن في النار أودية في ضحضاح من النار في تلك الأودية حيات أمثال
أجواز الأبل و عقارب كالبغال الحبش فإذا سقط إليهن شيء من أهل النار أنشأن
فيه لسعا و نشطا حتى يستغيثوا بالنار فرارا منهن و هربا منهن خرجه ابن أبي
الدنيا
و خرج الجوزجاني من رواية الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير
قال : إن لجهنم جبا فيه هوام فيه حيات أمثال البخت و عقارب أمثال البغال
الدلم يستغيث أهل النار إلى تلك الحيات أو الساحل فتثب إليهم فتأخذهم
بأشعارهم و شفاههم فتكشطهم حتى تبلغ أقدامهم فيستغيثون بالرجوع إلى النار
فيقولون النار النار و تتبعهم حتى تجد حرها فترجع و هي في أسراب
و
قال مطهر بن الهيثم بن الحجاج عن أبيه : إن طاووسا قال لسليمان بن عبد
الملك : يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها
سبعين خريفا حتى أستقرت قرارها أتدري لمن أعدها الله ؟ قال : لا قال : و
يلك ! لمن أعدها الله ؟ قال : لمن أشركه الله في حكمه فجار قال : فبكى لها
خرجه أبو نعيم في الحلية
و قال أحمد بن أبي الحواري : حدثني الطيب
أبو الحسن علي عن الحسن ابن اليحيى في الحلية عن الحسن بن يحيى الخشني قال
: ما في جهنم دار و لا مغار و لا غل و لا قيد و لا سلسلة إلا اسم صاحبها
عليها مكتوب قال أحمد : فحدثت به أبا سليمان فبكى ثم قال : ويحك ! فكيف به
أن لو جميع هذا كله عليه فجعل الغل في عنقه و القيد في رجله و السلسة في
عنقه ثم أدخل النار و أدخل المغار ؟ نعوذ بالله من ذلك
قال الله تعالى : { إنا أعتدنا للكافرين سلاسل و أغلالا و سعيرا }
قال الله تعالى : { و جعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا }
و قال الله تعالى : { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم
ثم في النار يسجرون }
و قال : { خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا
فاسلكوه }
و قال تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما * وطعاما ذا غصة وعذابا أليما }
و قرأ ابن عباس
{ و السلاسل يسحبون } بنصب السلاسل و فتح ياء يسحبون قال : هو أشد عليهم
هم يسحبون السلاسل خرجه ابن أبي حاتم
فهذه ثلاثة أنواع :
أحدها : الأغلال : و هي في الأعناق كما ذكر سبحانه
قال الحسن بن صالح : الغل : تغل اليد الواحدة إلى العنق و الصفد اليدان
إلى العنق خرجه ابن أبي الدنيا
و قال أسباط عن السدي الأصفاد تجمع اليدين إلى العنق
و قال معمر عن قتادة في قوله : { مقرنين في الأصفاد } قال : مقرنين في
القيود و الأغلال
قال عينة بن الغصن عن الحسن : إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار
لأنهم أعجزوا الرب عز و جل و لكنها إذا طفا بهم اللهب أرستهم قال : ثم خر
الحسن مغشيا عليه ! !
و قال سيار بن حاتم : حدثنا مسكين عن حوشب عن
الحسن أنه ذكر النار فقال : لو أن غلا منها وضع على الجبال لقصمها إلى
الماء الأسود و لو أن ذراعا من السلسلة وضع على جبل لرضه
و روى ابن أبي الحاتم بإسناده عن موسى بن أبي عائشة أنه قرأ قوله تعالى :
{ أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة }
قال : تشد أيديهم بالأغلال في النار فيستقبلون العذاب بوجوههم قد شدت
أيديهم فلا يقدرون على أن يتقوا بها كلما جاء نوع من العذاب يستقبلون
بوجوههم
و بإسناده عن فيض بن إسحاق عن فضيل بن عياض : إذا قال الرب
تبارك و تعالى : { خذوه فغلوه } تبدره سبعون ألف ملك كلهم يتبدر أيهم يجعل
الغل في عنقه
النوع الثاني : الأنكال : و هي القيود قال مجاهد و
الحسن و عكرمة و غيرهم قال الحسن : قيود من نار قال أبو عمران الجوني :
قيود لا تحل و الله أبدا و و احد الأنكال : نكل و سميت القيود أنكالا لأنه
ينكل بها أي يمنع
و روى أبو سنان عن الحسن : أما و عزته ما قيدهم مخافة أن يعجزوه و لكن
قيدهم لترسي في النار
و قال الأعمش : الصفد : القيود : و قوله تعالى : { مقرنين في الأصفاد }
القيود و قد سبق عن أبي صالح في قوله : { في عمد ممددة } قال : القيود
الطوال
النوع الثالث : السلاسل : خرج الإمام أحمد و غيره من طريق
أبي السمح [ عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول
الله صلى الله عليه و آله وسلم : لو أن رصاصة مثل هذه ـ و أشار إلى مثل
الجمجمة ـ أرسلت من السماء إلى الأرض و هي مسيرة خمسمائة عام لبلغت الأرض
قبل الليل و لو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل و
النهار قبل أن تبلغ أصولها ] غريب و في رفعه نظر و الله أعلم
و في
حديث عدي الكندي [ عن عمر أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه و آله وسلم :
لو أن حلقة من سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال
الدنيا لانقضت و لم يردها شيء حتى تنتهي إلى الأرض السابعة السفلى ] خرجه
الطبراني و سبق على إسناده
و روى سفيان عن بشير عن نوف الشامي في قوله تعالى :
{ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه }
قال : إن الذراع سبعون باعا و الباع من ههنا إلى مكة ـ و هو يومئذ بالكوفة
و قال ابن المبارك : أنبأنا بكار عن عبد الله سمع ابن أبي مليكة يحدث أن
كعبا قال : إن حلقة من السلسلة التي قال الله : { ذرعها سبعون ذراعا } إن
حلقة منها أكثر من حديد الدنيا
و قال ابن جريح في قوله : { ذرعها سبعون ذراعا } قال : بذراع الملك
و قال ابن المنكدر : لو جمع حديد الدنيا كله ما خلا منها و ما بقي ما عدل
حلقة من الحلق التي ذكر الله في كتابه تعالى فقال : { في سلسلة ذرعها
سبعون ذراعا } أخرجه أبو نعيم
قال ابن المبارك عن سفيان في قوله : { فاسلكوه } قال : بلغنا أنها تدخل في
دبره حتى تخرج منه
و قال ابن جريح : قال ابن عباس : السلسلة تدخل في أسته ثم تخرج من فيه ثم
ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حتى يشوي خرجه ابن أبي الحاتم و خرج
أيضا من رواية العوفي عن ابن عباس قال : تسلك في دبره حتى تخرج من منخريه
حتى لا يقوم على رجليه
و خرج ابن أبي الدنيا من طريق خلف بن خليفة
عن أبي هاشم قال : يجعل لهم أوتاد في جهنم فيها سلاسل فتلقى في أعناقهم
فتزفر جهنم زفرة فتذهب بهم مسيرة خمسمائة سنة ثم تجيء بهم في يوم فذلك
قوله :
{ و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون }
و من طريق أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير قال : لو انفلت رجل من أهل النار
بسلسلة لزالت الجبال
و قال جويبر عن الضحاك في قوله : { فيؤخذ بالنواصي و الأقدام }
يجمع بين ناصيته و قدميه في سلسلة من وراء ظهره
و قال السدي : في هذه الآية : يجمع بين ناصية الكافر و قدميه فتربط ناصيته
بقدمه و ظهره و يفتل
و ذكر الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : يؤخذ بناصيته و قدميه و يكسر
ظهره كما يكسر حطب في التنور
و قال سيار بن حاتم : حدثنا مسكين عن حوشب عن الحسن قال : إن جهنم ليغلى
عليها من الدهر إلى يوم القيامة يحمى طعامها و شرابها و أغلالها و لو أن
غلا منها وضع على الجبال لقمصها إلى الماء الأسود و لو أن ذراعا من
السلسلة وضع على جبل لرضه و لو أن جبلا كان بينه و بين عذاب الله عز و جل
مسيرة خمسمائة عام لذاب ذلك الجبل و إنهم ليجمعون في السلسلة من آخرهم
فتأكلهم النار و تبقى الأرواح و رواه ابن أبي الدنيا [ عن عبد الله بن عمر
الجشمي عن المنهال بن عيسى العبدي عن حوشب عن الحسن عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم فذكره بمعناه و زاد في آخره : تبقى الأرواح في الحناجر
تصرخ ] و الموقوف أشبه
و قال عبد الله بن الإمام أحمد : أخبرت عن
يسار عن ابن المعزى ـ و كان من خيار الناس ـ قال : بلغني أن الأبدان تذهب
و تبقى الأرواح في السلاسل
و خرج الطبراني و ابن أبي حاتم [ من طريق
منصور بن عمار حدثنا بشير بن طلحة عن خالد بن الدريك عن يعلى بن منية رفع
الحديث إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : ينشئ الله سبحانه لأهل
النار سحابة سوداء مظلمة فيقال : يا أهل النار أي شيء تطلبون ؟ فيذكرون
بها سحابة الدنيا فيقولون : يا ربنا الشراب فتمطرهم أغلالا تزيد في
أغلالهم و سلاسل تزيد في سلاسلهم و جمرا يلتهب عليهم ] و خرجه ابن أبي
الدنيا موقوفا لم يرفعه
و روى أبو جعفر الرازي [ عن الربيع بن أنس
عن أبي العالية و غيره عن أبي هريرة فذكر قصة الإسراء بطولها و فيها قال :
ثم أتى على واد ـ يعني النبي صلى الله عليه و آله وسلم ـ فسمعه صوتا منكرا
و وجد ريحا منتنة فقال : ما هذا يا جبريل ؟ فقال : هذا صوت جهنم تقولى :
رب آتني ما وعدتني فقد كثرت سلاسلي و أغلالي و سعيري و حميمي و غساقي و
عذابي و قد بعد قعري و اشتد حري فآتني ما وعدتني قال : لك كل مشرك و مشركة
و كافر و كافرة و كل خبيث و خبيثة و كل جبار لا يؤمن بيوم الحساب ]
فصل ـ في تفسير قوله تعالى : و لهم مقامع من حديد
قال الله تعالى : { ولهم مقامع من حديد * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من
غم أعيدوا فيها }
قال جويبر عن الضحاك : { مقامع من حديد } أي مطارق
و روى ابن لهيعة [ عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله
عليه و آله وسلم قال : لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع له
الثقلان لما أقلوه من الأرض ] خرجه الإمام أحمد و خرج أيضا بهذا الإسناد
عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم : [ لو ضرب الجبل بمقاطع من حديد لتفتت
ثم عاد ]
قال الإمام أحمد في كتاب الزهد : حدثنا سيار حدثنا جعفر
سمعت مالك بن دينار قال : إذا أحس أهل النار في النار بضرب المقامع
انغمسوا في حياض الحميم فيذهبون سفالا كما يغرق الرجل في الماء في الدنيا
و يذهب سفالا سفالا
قال سعيد عن قتادة : قال عمر بن الخطاب : ذكروهم النار لعلهم يفرقون فإن
حرها شديد و قعرها بعيد و شرابها الصديد و مقامعها الحديد
و ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن صالح المري أنه قرأ على بعض العباد :
{ إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون
}
قال : فشهق الرجل شهقة فإذا هو قد يبس مغشيا قال : فخرجنا من عنده و
تركناه
و قرأ رجل على يزيد الضبي :
{ و ترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد }
فجعل يزيد يبكي حتى غشي عليه خرجه عبد الله بن الإمام أحمد
و قد سبق عن مالك بن دينار أنه قام ليلة في وسط الدار إلى الصباح فقال :
ما زال أهل النار يعرضون علي في سلاسلهم و أغلالهم حتى الصباح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى