لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى Empty كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى {الثلاثاء 5 يوليو - 14:58}


يقول
رب اغفر لي آمين قوله وعند شرب ماء زمزم أقول يدل على ذلك ما أخرجه
الدارقطني والحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفى به شفاك الله وإن
شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وهو هزمة جبريل
وسقيا اسماعيل وزاد الحاكم وإن شربته مستعيذا أعاذك الله قال وكان ابن
عباس إذا شرب ماء زمزم قال اللهم أني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء
من كل داء قال الحاكم بعد إخراجه صحيح الإسناد إذا سلم من الجارود معناه
محمد بن حبيب قال المنذري سلم منه فإنه صدوق قاله الخطيب البغدادي وغيره
ولكن الراوي عنه محمد بن هشام المروزي لا أعرفه وروى الدارقطني دعاء ابن
عباس مفردا من رواية حفص بن عمر العدني قوله وصياح الديكة أقول يدل عليه
ما ورد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم صياح الديكه فاسألوا الله من فضله
فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله فإنه رأى شيطانا
قوله واجتماع المسلمين وفي مجالس الذكر أقول المراد باجتماع المسلمين في
مجالس الذكر فإنها قد وردت بذلك الأدلة الصحيحة ومن ذلك ما أخرجه مسلم
وغير من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد رضي الله عنه أنهما شهدا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله إلا
حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده
وثبت في الصحيحين من الحديث الطويل وفيه أن الله يقول لملائكته اشهدوا أني
قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس فيهم إنما جاء لحاجة قال
هم القوم لا يشقى بهم جليسهم



وثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث حفصة
بنت سيرين في خروج النساء يوم العيد وفيه وليشهدن الخير ودعوة المسلمين
فهذا دليل على أن مجامع المسلمين من مواطن الدعاء قوله وعند تغميض الميت
أقول الدليل على ذلك ما أخرجه مسلم وأهل السنن من حديث أم سلمة قالت دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فاغمضه فقال إن
الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا
بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة
وأرفع درجته في المهديين وأخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب
العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه قوله والحضور عند الميت أقول ثبت
هذا اللفظ في بعض النسخ ولم يثبت في أكثرها ولعل وجهه ما أخرجه النسائي من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
حضر المؤمن أتت ملائكة الرحمة الحديث فيكون الدعاء عند حضور هؤلاء
الملائكة مقبولا قوله وعند نزول الغيث أقول وجهه ما تقدم من حديث سهل بن
سعد عند أبي داود بلفظ وتحت المطر وأخرجه أيضا الطبراني في الكبير وابن
مردويه والحاكم من حديثه وهو حديث صحيح ووقع في بعض النسخ من هذا الكتاب
زيادة وهو قوله وعند الزوال في يوم الأربعاء ولم تثبت في أكثر النسخ ووجه
ذلك أنه ذكره البيهقي في شعب الإيمان


فصل في أماكن الإجابة


وهي
المواضع المباركة ولا أعلم دليلا في ذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
إلا ما رواه الطبراني بسند جيد إن الدعاء مستجاب عند رؤية الكعبة قوله وهي
المواضع المباركة أقول وجه ذلك أنه يكون في هذه المواضع

المباركة مزيد
اختصاص فقد يكون ما لها من الشرف والبركة مقتضيا لعود بركتها على الداعي
فيها وفضل الله واسع وعطاؤه جم وقد تقدم حديث هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
فجعل جليس أولئك القوم مثلهم مع أنه ليس منهم وإنما عادت عليه بركتهم فصار
كواحد منهم فلا يبعد أن تكون المواضع المباركة هكذا فيصير الكائن فيها
الداعي لربه عندها مشمولا بالبركة التي جعلها الله فيها فلا يشقى حينئذ
بعدم قبول دعائه قوله ولا أعلم دليلا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا
ما رواه الطبراني أقول لعله يشير إلى ما أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط
من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترفع
الأيدي إلا في سبعة مواطن حين تفتتح الصلاة وحين تدخل المسجد الحرام فتنظر
إلى البيت وحين تقوم على الصفا وحين تقوم على المروة وحين تقوم مع الناس
عشية عرفة وتجمع العشاءين وحين ترمي الجمرة ولفظه في الأوسط أنه قال رفع
اليدين إذا رأيت البيت وفيه وعند رمي الجمار وإذا أقيمت الصلاة قال
الهيثمي في مجمع الزوائد في الإسناد الأول محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ
وحديثه حسن اه وفي الإسناد الثاني عطاء بن السائب وقد اختلط وكان على
المصنف رحمه الله أن يجعل هذه المواضع المذكورة في هذا الحديث منصوصا
عليها لهذا الحديث ولا يخص رؤية البيت وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه في حديثه الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الصفا وصلى
عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو ما شاء الله أن
يدعو وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط من حديث حذيفه بن أسيد أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر إلى البيت قال اللهم زد بيتك هذا تعظيما
وتشريفا وتكريما وبرا ومهابة وفي إسناده عاصم بن سليمان الكوزي وهو متروك
كما قال الهيثمي



وورد مجربا في مواضع كثيرة مشهورة في المساجد
الثلاثة وبين الجلالتين من سورة الأنعام وفي الطواف وعند الملتزم وفيه
حديث مرفوع رويناه مسلسلا قوله وورد مجربا أقول لعل وجه ما ثبت بهذا
التجريب مزيد شرف هذه المواضع ولذلك مدخلية في قبول الدعاء كما قدمنا
قريبا وقد ثبت فيما يضاعف أجر الصلاة في المسجد الحرام وفي مسجده صلى الله
عليه وسلم ما هو معروف فغير بعيد أن يكون فيها مقبولا زيادة على ما في
غيرها قوله وفيه حديث مرفوع أقول هو ما أخرجه الطبراني في الكبير من حديث
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين الركن والمقام ملتزم ما
يدعو به صاحب عاهة إلا برئ قال في مجمع الزوائد وفيه عباد بن كثير الثقفي
وهو متروك وبهذا تعرف أن الحديث ضعيف بالمرة فلا يصح ما وقع في بعض نسخ
هذا الكتاب بلفظ وفيه حديث صحيح وفي داخل البيت وعند زمزم وعلى الصفا
والمروة وفي المسعى وخلف المقام وفي عرفات والمزدلفة ومنى وعند الجمرات
الثلاث قوله وفي داخل إلى آخر ما ذكره أقول لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي
صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه وثبت في الصحيحين أنه صلى
الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا على نفر من قريش وظاهر كلامه أنه لم
يثبت في هذه المواضع شيء إلا مجرد التجريب كما تقدم وفيه نظر وقد تقدم
حديث ابن عباس رضي الله عنهما المذكور قريبا أن من جملة المواضع السبعة
التي ترفع فيها الأيدي حين تقوم على الصفا وحين تقوم على المروة وحين تقف
مع الناس عشية عرفة وتجمع العشاءين وعند رمي الجمار يرمي ويدعو وثبت في
صحيح البخاري وغيره أنه كان يرفع يديه عند رمي الجمار ويدعو وثبت عند مسلم
وأهل السنن أنه صلى الله عليه وسلم دعا عند المشعر الحرام وأخرج أبو داود
والنسائي وابن ماجة من حديث جابر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم رقى
على الصفا فوحد الله وكبره وهلله ثم دعا بين ذلك وفعل على المروة كما فعل
على الصفا



وعند قبور الأنبياء عليهم السلام ولا يصح قبر نبي بعينه
سوى قبر نبينا صلى الله عليه وسلم بالإجماع فقط وقبر إبراهيم عليه السلام
داخل السور من غير تعيين وجرب استجابة الدعاء عند قبور الصالحين بشروط
معروفة قوله وعند قبور الأنبياء أقول هذا جعله المصنف رحمه الله داخلا
فيما تقدم من التجريب الذي ذكره ووجه ذلك مزيد الشرف ونزول البركة وقد
قدمنا أنها تسري بركة المكان على الداعي كما تسري بركة الصالحين الذاكرين
الله سبحانه على من دخل فيهم ممن ليس هو منهم كما يفيده قوله صلى الله
عليه وسلم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم قوله وجرب استجابة الدعاء عند قبور
الصالحين أقول وجه هذا ما ذكرناه ههنا وفيما تقدم ولكن ذلك بشرط أن لا
تنشأ عن ذلك مفسدة وهي أن يعتقد في ذلك الميت ما لا يجوز اعتقاده كما يقع
لكثير من المعتقدين في القبور فإنهم قد يبلغون الغلو بأهلها إلى ما هو شرك
بالله عز وجل فينادونهم مع الله ويطلبون منهم ما لا يطلب إلا من الله عز
وجل وهذا معلوم من أحوال كثير من العاكفين على القبور خصوصا العامة الذين
لا يفطنون لدقائق الشرك وقد جمعت في ذلك رسالة مطوله سميتها الدر النضيد
في إخلاص التوحيد جواب عن سؤال بعض الأعلام


فصل الذين يستجاب دعاؤهم وبم


يستجاب المضطر والمظلوم مطلقا ولو كان فاجرا أو كافرا والوالد على ولده

والإمام
العادل والرجل الصالح والولد البار بوالديه والمسافر والصائم حين يفطر
والمسلم لأخيه بظهر الغيب والمسلم ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم أو يقول
دعوت فلم أجب والتائب فقد قال صلى الله عليه وسلم إن لله عز وجل عتقاء في
كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة قوله المضطر أقول يدل على ذلك
الكتاب العزيز أم من يجيب المضطر إذا دعاه وقد روى في ذلك حديث الثلاثة
الذين انطبقت عليهم الصخرة فإنهم مضطرون وهو ثابت في الصحيحين وغيرهما
قوله والمظلوم مطلقا ولو كان فاجرا أو كافرا أقول يدل على ذلك ما أخرجه
الترمذي وحسنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات لا شك في
إجابتها دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده وأخرجه أيضا
أبو داود والبزار وما أخرجه الطبراني بإسناد جيد كما قال المنذري وأخرجه
أيضا أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم
ثلاثة تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم وأخرج نحوه من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه البيهقي في شعب الإيمان وكذلك البزار وأخرج أحمد
والترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه
وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم
وحسنه الترمذي وفي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن
النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال اتق دعوة المظلوم فإنه
ليس بينها وبين الله حجاب وفي الباب أحاديث وأخرج أبو داود الطيالسي من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم مستجابة
وإن كان فاجرا



ففجوره على نفسه ونحوه حديث أنس رضي الله عنه عند
أحمد وإن كان فاجرا وأخرجه أيضا البزار قال المنذري والهيثمي وإسناده حسن
وأخرجه أحمد وابن حبان بلفظ ولو كان فاجرا قوله والوالد على ولده والإمام
العادل أقول يدل على ذلك ما ذكرنا ه ههنا من الأحاديث قوله والرجل الصالح
أقول لا بد من تقييد ذلك بما سيأتي في حديث دعوة المسلم لا ترد بقوله صلى
الله عليه وسلم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وكأن ذكر المسلم فيما سيأتي
يغني عن ذكر الصالح ههنا لأن لفظ المسلم يتناول الرجل الصالح تناولا أوليا
قوله والولد البار بوالديه أقول لما أخرجه البزار عن أبي هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل
الدرجة فيقول أنى لي هذه فيقول بدعاء ولدك قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح
غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث وله طرق ويدل على هذا حديث الثلاثة
الذين انطبقت عليهم الصخرة فدعوا الله بصالح أعمالهم وكان أحدهم بارا
بوالديه فتوسل إلى الله تعالى بذلك فأجاب دعاءه وهذا الحديث في الصحيح
مطولا قوله والمسافر والصائم أقول يدل على ذلك الأحاديث التي ذكرناها
قريبا قوله والمسلم لأخيه بظهر الغيب أقول يدل على ذلك ما أخرجه مسلم
وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك مثل ذلك وما
أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب قال
الترمذي حديث غريب وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوتان ليس دونهما حجاب دعوة المظلوم
ودعوة المرء لأخيه المسلم بظهر الغيب وأخرج أبو داود والترمذي من حديث عمر
بن الخطاب رضي الله عنه قال استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة
فأذن لي وقال



أشركنا يا أخي في دعائك ولا تنسنا فقال كلمة ما يسرني
أن لي بها الدنيا قوله والمسلم ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم أو يقول دعوت
فلم أجب أقول يدل على ذلك ما أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح والحاكم وقال
صحيح الإسناد من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلأ آتاه الله إياها أو صرف
عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وأخرج أحمد والبزار وأبو
يعلى قال المنذري بإسناد جيد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا
قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها
له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها وأخرجه أيضا الحاكم وقال
صحيح الإسناد وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول
دعوت فلم يستجب لي وفي رواية لمسلم والترمذي لا يزال يستجاب للعبد ما لم
يدع بإثم أو قطيعة رحم وما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال
يقول قد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء وفي الباب عن أنس
رضي الله عنه عند أحمد وأبي يعلى بإسناد رجاله رجال الصحيح قوله والتائب
فقد قال صلى الله عليه وسلم الخ أقول هذا الحديث أخرجه أحمد كما قال من
حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قال الهيثمي رجال أحمد رجال
الصحيح وقيل في إسناده أبان بن عياش وهو متروك ومن تعار من الليل أي
استيقظ فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير وسبحان الله والحمد لله ولا إله



إلا الله والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم اغفر لي ويدعو يستجب له فإن توضأ وصلى
قبلت صلاته خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأخرجه أيضا من حديثه أحمد والدارمي وأبو
داود والترمذي وابن ماجة والطبراني وابن حبان قوله من تعار بفتح التاء
المثناة من فوق بعدها عين مهملة وبعد الألف راء مهملة مشددة أي هب من نومه
مع صوت وقوله تعار فقال ظاهره أنه ينبغي أن يكون هذا القول عقيب الاستيقاظ
من غير تراخ كما يفيد ذلك الفاء وظاهر الحديث أن استجابة الدعاء لا تحصل
إلا بعد أن يقول المستيقظ جميع ما ذكر فيه وإنما أفرد قوله اللهم اغفر لي
مع دخوله في عموم الدعاء المذكور بعده لأن مغفرة جميع الذنوب هي أعظم ما
يطلبه المتوجهون إلى الله سبحانه بالدعاء وثبت في بعض النسخ بعد قوله ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ومن دعا بهؤلاء الكلمات الخمس لم يسأل
الله شيئا إلا أعطاه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ط الحديث
أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاوية
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دعا بهؤلاء الكلمات



الخمس
فذكره قال المنذري في الترغيب والترهيب رواه الطبراني في الكبير والأوسط
بإسناد حسن وهذه الكلمات الخمس الأولى منهن قوله لا إله إلا الله وحده لا
شريك له والثانية له الملك وله الحمد والثالثة وهو على كل شيء قدير
والرابعة لا إله إلا الله والخامسة ولا حول ولا قوة إلا بالله وسمع النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال قد استجيب لك
فسل ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ بن
جبل رضي الله عنه قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن وفي الحديث دليل على أن
استفتاح الدعاء بقول الداعي يا ذا الجلال والإكرام يكون سببا في الإجابة
وفضل الله واسع إن لله ملكا موكلا بمن يقول يا أرحم الراحمين فمن قالها
ثلاث مرات قال له الملك إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل مس الحديث
أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة
رضي الله عنه وقد صححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأنه من حديث كامل بن طلحة عن
فضالة أو قال فضالة ليس بشيء فأين الصحة قوله قد أقبل عليك أي بالرحمة
والرأفة وإجابة ما دعوت به قيل والمراد أن كل إنسان يقول ذلك يوكل به ملك
مخصوص وقيل أن الملك الموكل بمن يقول ذلك هو ملك واحد والأول أظهر لكثرة
القائلين بهذه المقالة من خلق الله وتفرقهم في الأقطار من سأل الله الجنة
ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات
قالت النار اللهم أجره من النار ت حب



الحديث أخرجه الترمذي وابن
حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
وأخرجه أيضا من حديثه النسائي في الاستعاذة في كل يوم وليلة وابن ماجه في
الزهد وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يتعقبه الذهبي وكذا صححه ابن حبان
قوله قالت الجنة وكذا قالت النار الظاهر أن هذا المقال هو حقيقة وأن الله
سبحانه يخلق فيهما الحياة والقدرة على النطق وقيل هو بلسان الحال لا بلسان
المقال وقيل هو على حذف مضاف أي قالت خزنة الجنة وقالت خزنة النار وأخرج
أبو يعلى بإسناد على شرط الشيخين ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا
قالت النار يا رب أن عبدك فلانا إلى آخر الحديث وفي رواية لأبي داود
الطيالسي من قال أسأل الله الجنة قالت الجنة اللهم أدخله الجنة لا إله إلا
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب
الله له ا ت مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك وأحمد في المسند
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ولفظ
الترمذي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون إذ دعا وهو
في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها
رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له وأخرجه أيضا النسائي وقال الحاكم
صحيح الإسناد وزاد في طريق عنده فقال رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة
أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تسمع إلى قول
الله عز وجل ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين من قال حين ينادي
المنادي اللهم رب هذه الدعوة القائمة والصلاة النافعة صل على سيدنا محمد
وارض عني رضا لا تسخط بعده إلا استجاب الله دعوته ا طس



الحديث أخرجه
أحمد والطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر ابن
عبد الله بن حرام وفي إسناده ابن لهيعة وأخرج الحاكم وقال صحيح الإسناد من
حديث أبي أمامة رضي الله عنه وفيه ما يقول السامع للنداء ثم يقول اللهم رب
هذه الدعوة التامة الصادقة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا
عليها وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم
يسأل الله حاجته وفي إسناده عفير بن معدان وهو واه فلا يتم تصحيح الحاكم
لحديثه وأخرج البخاري وأهل السنن من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه
الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما
محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة قوله رب هذه الدعوة القائمة
كذا في كثير من نسخ هذا الكتاب بلفظ القائمة وفي غير هذا الكتاب بلفظ
التامة قوله وارض عني رضا هو مقصور حيث أريد به المصدر كما هنا وممدود حيث
أريد به الاسم ذكر معنى ذلك في الصحاح من استغفر الله للمؤمنين والمؤمنات
كل يوم سبعا وعشرين أو خمسا وعشرين مرة أحد العددين كان من الذين يستجاب
دعاؤهم ويرزق بهم أهل الأرض ط الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي الدرداء قال الهيثمي فيه عثمان بن عاتكة
وثقة غير واحد وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات والتنصيص على هذين العددين
لحكمة اختص بعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي الاقتصار على
أحدهما من دون زيادة ولا نقصان وقد ترتب على ذلك فضيلة عظيمة وهي أن
المستغفر بما ذكر يكون من الذين يستجاب دعاؤهم وممن يرزق بهم أهل الأرض
وهم الصالحون من عباد الله



فصل في بيان اسم الله الأعظم


اسم
الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكذلك أخرجه أحمد
والترمذي وابن جرير من حديثه وفي لفظ بعضهم هكذا عن سعد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء إلا استجاب
الله له ولفظ ابن جرير اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به
أعطى دعوة يونس بن متى وقد اقتصر السيوطي في الجامع الكبير والجامع الصغير
على عزوه إلى ابن جرير من حديث سعد هذا الذي ذكرناه قال المناوي في مختصرة
للشرح بإسناد ضعيف ولعله تبع في ذلك رمز السيوطي ومثل ذلك لا يوثق به
واعلم إن المصنف قد ذكر في كتابه هذا في تعيين الاسم الأعظم ثلاثة أحاديث
هذا أحدها والحديثان الآخران سنذكرهما ونتكلم عليهما وسنذكر هنا ما ورد في
تعيين الاسم الأعظم مما لم يذكره المصنف ما ورد في تعيين الاسم الأعظم
فمنها ما أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير من حديث
أبى أمامه الباهلي رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم قال اسم الله
الأعظم الذي إذا دعي به اجاب في ثلاث سور من القرآن في البقرة وآل عمران و
طه قال المناوي في شرحه الكبير على الجامع وفيه هشام بن عمار مختلف فيه
وقال في المختصر على الجامع وفيه هشام بن عمار مختلف فيه وقال في المختصر

وإسناده
حسن وقيل صحيح قال أبو أمامة فالتمستها فوجدت في البقرة في آية الكرسي
الله لا إله إلا هو الحي القيوم وفي آل عمران الله لا إله إلا هو الحي
القيوم وفي طه وعنت الوجوه للحي القيوم ومنها ما أخرجه أحمد وأبو داود
والترمذي وابن ماجه من حديث أسماء بنت يزيد عنه صلى الله عليه وسلم أسم
الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن
الرحيم وفاتحة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم وقد حسنه الترمذي
قال المناوي في المختصر وصححه غيره وفي إسناده عبد الله ابن أبي ذئاب
القداح وفيه لين وضعفه ابن معين وقال أبو داود في أحاديثه مناكير ومنها ما
أخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عنه صلى الله
عليه وسلم قال اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية وهي قل
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء إلى آخر الآية قال الهيثمي في إسناده
حنش بن فرقد وهو ضعيف قال المناوي وفي إسناده أيضا محمد بن زكريا السعداني
وثقه ابن معين وقال أحمد ليس بالقوي وقال النسائي والدارقطني ضعيف وفي
إسناده أيضا أبو الجوزاء وفيه نظر ومنها ما أخرجه الديلمي عن ابن عباس رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اسم الله الأعظم في آيات من آخر
سورة الحشر اختلف في الاسم الأعظم على نحو أربعين قولا وقد اختلف في تعيين
الاسم الأعظم على نحو أربعين قولا قد أفردها السيوطي بالتصنيف قال ابن حجر
وأرجحها من حيث السند الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن له كفوا أحد وسيأتي هذا الحديث ويأتي الكلام على إسناده إن
شاء الله تعالى وقال المصنف رحمه



الله في شرحه وعندي أن الاسم
الأعظم لا إله إلا هو الحي القيوم وذكر ابن القيم في الهدى أنه الحي
القيوم فينظر في وجه ذلك أرجح ما ورد في تعيين الاسم الأعظم اللهم إني
أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن له كفوا أحد ع حب الحديث أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث بريدة وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان
وأخرجه أيضا من حديثه الحاكم وقال صحيح على شرطهما ولفظه عنده لقد سألت
الله باسمه الأعظم قال المنذري قال شيخنا أبو الحسين المقدسي وإسناده لا
مطعن فيه ولم يرد في هذا الباب حديث أجود منه إسنادا وقد قدمنا أن ابن حجر
قال إن هذا الحديث أرجح ما ورد من حيث السند اللهم إني أسألك بأن لك الحمد
لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي يا
قيوم ع حب الحديث أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه وأخرجه أيضا من حديثه أحمد وصححه ابن
حبان وأخرجه أيضا الحاكم من حديثه وقال صحيح على شرط مسلم قوله المنان لفظ
أحمد وابن ماجه يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال
والإكرام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد دعا باسمه الأعظم الذي
إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وزاد أبو داود والنسائي وابن حبان في
آخره يا حي يا قيوم كما ذكره المصنف هنا وزاد



الحاكم في رواية أسألك الجنة وأعوذ بك من النار قوله يا قيوم هو
الذي به قيام كل شيء وهو قائم على كل شيء


فصل في فضل أسماء الله الحسنى


أسماء
الله الحسنى التي أمرنا بالدعاء بها ومن أحصاها دخل الجنة ولا يحفظها أحد
إلا دخل الجنة خ م ت س ق الحديث أخرجه من ذكره المصنف رحمه الله وهو من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه ايضا من حديثه ابن خزيمة وأبو عوانه
وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعا وتسعين اسما
مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر وفي لفظ ابن مردويه
وأبي نعيم من دعا بها استجاب الله دعاءه وفي لفظ للبخاري ولا يحفظها أحد
إلا دخل الجنة وهذا اللفظ يفسر معنى قوله أحصاها فالاحصاء هو الحفظ وهكذا
قال الأكثرون وقيل أحصاها قرأها كلمة كلمة كأنه يعدها وقيل أحصاها علمها
وتدبر معانيها واطلع على حقائقها وقيل أطاق القيام بحقها والعمل بمقتضاها
والتفسير الأول هو الراجح المطابق للمعنى اللغوي وقد فسرته الرواية
المصرحة بالحفظ كما عرفت وهذا الحديث قد ورد من طريق جماعة من الصحابة
خارج الصحيحين والحجة بما فيهما على انفراده قائمة هو الله الذي لا إله
إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر الخالق الباريء المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم
القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل
اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت
الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد

الباعث
الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبديء المعيد
المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر
المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر
التواب المنتقم العفو الرءوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع
الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث
الرشيد الصبور ت حب الحديث أخرجه الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبى هريرة رضي الله عنه وأخرجه من حديثه ابن خزيمة
والحاكم في المستدرك والبيهقي في الشعب والترمذي رواه عن الجوزجاني عن
صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا وقال بعد إخراجه هذا حديث غريب وقد روى من غير
وجه عن أبي هريرة ولا نعلم في شيء من الروايات ذكر الأسماء الحسنى إلا في
هذا الحديث انتهى ورواه الآخرون من طريق صفوان بإسناده المذكور وأخرجه ابن
ماجة من طريق أخرى عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
مرفوعا فروى الأسماء المتقدمة بزيادة ونقصان وذكره آدم بن أبي إياس بسند
آخر ولا يصح وقد صححه ابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وقال النووي في الأذكار أنه حديث حسن وقال ابن كثير في تفسيره والذي عول
عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء مدرج في هذا الحديث وإنما ذلك كما
رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك



ابن محمد الصغاني عن زهير بن محمد
أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك أي أنهم جمعوها من
القرآن كما روى جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبو زيد اللغوي قال ثم
ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست بمنحصرة في التسعة والتسعين بدليل ما رواه
الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن أبي سلمة
الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن
فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في
قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا
من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي
ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وغمه وحزنه وأبدله
مكانه فرحا قيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن
يتعلمها ولا يخفاك أن هذا العدد قد صححه إمامان وحسنه إمام فالقول بأن بعض
أهل العلم جمعها من القرآن غير سديد ومجرد بلوغ واحد أنه رفع ذلك لا ينتهض
لمعارضة الرواية ولا تدفع الأحاديث بمثله وأما الحديث الذي ذكره عن الإمام
أحمد فغايته أن الأسماء الحسنى أكثر من هذا المقدار وذلك لا ينافي كون هذا
المقدار هو الذي ورد الترغيب في إحصائه وحفظه وهذا ظاهر مكشوف لا يخفى ومع
هذا فقد أخرج سرد الأسماء بهذا العدد الذي ذكره الترمذي وابن مردويه وأبو
نعيم من حديث ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم قالا قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكراه وأخرج ابن أبي الدنيا والحاكم في المستدرك وأبو
الشيخ وابن مردويه كلاهما في التفسير وأبو نعيم في الأسماء الحسنى
والبيهقي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ إن لله تسعا وتسعين اسما من
أحصاها دخل الجنة أسأل الله الرحمن الرحيم الإله



الرب الملك القدوس
السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الحكيم
العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير الحنان المنان
البديع الغفور الودود الشكور المجيد المبدئ المعيد النور البارئ وفي لفظ
القائم الأول الآخر الظاهر الباطن العفو الغفار الوهاب الفرد وفي لفظ
القادر الأحد الصمد الوكيل الكافي الباقي المغيث الدائم المتعالي ذا
الجلال والإكرام المولى النصير الحق المبين الوارث المنير الباعث القدير
وفي لفظ المجيب المحيي المميت الحميد وفي لفظ الجميل الصادق الحفيظ المحيط
الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب القديم الوتر الفاطر الرزاق العلي
العظيم الغني الملك المقتدر الأكرم الرؤوف المدبر المالك القاهر الهادي
الشاكر الكريم الرفيع الشهيد الواحد ذا الطول ذا المعارج ذا الفضل الخلاق
الكفيل الجليل وفي إسناده ضعف وفي الباب غير ما ذكر وقد أطال الكلام أهل
العلم على الأسماء الحسنى قال ابن حزم جاءت في إحصائها يعني الأسماء
الحسنى أحاديث مضطربة لا يصح منها شيء أصلا وبالغ بعضهم في تكثيرها حتى
قال ابن العربي في شرح الترمذي حاكيا عن بعض أهل العلم أنه جمع من الكتاب
والسنة من أسماء الله تعالى ألف اسم انتهى وانهض ما ورد في إحصائها الحديث
الذي ذكره المصنف فلنتكلم على تفسير ما اشتمل عليه باختصار فنقول الله علم
دال على المعبود بحق دلالة جامعة لجميع معاني الأسماء الآتية والذي لا إله
إلا هو صفته والرحمن الرحيم صفتان للمبالغة من الرحمة والملك ذو الملك
والمراد به القدير على إيجاد ما يشاء واختراع ما يريد والقدوس المنزه عن
صفات النقص والسلام المسلم عباده عن المهالك أو ذو السلامة من كل آفة ونقص
والمؤمن المصدق رسله أو الذي أمن البرية والمهيمن الرقيب المبالغ في
المراقبة والحفظ والعزيز ذو العزة الغالب لغيره والجبار الذي جبر خلقه على
ما يشاء والخالق المقدر المبدع والمتكبر ذو



الكبرياء والبارئ الذي خلق الخلق والمصور مبدع
المخترعات
والغفار ستار القبائح والذنوب والقهار الذي قهر مخلوقاته كيف يشاء والوهاب
كثير الأنعام والرزاق معطي الأرزاق لجميع من يحتاج إلى الرزق من مخلوقاته
والفتاح الحاكم بين الخلائق أو الذي يفتح خزائن الرحمة لعباده والعليم
العالم بكل معلوم والقابض الذي يضيق على من يشاء والباسط الذي يوسع لمن
يشاء والخافض الذي يخفض من عصاه والرافع الذي يرفع من أطاعه والمعز الذي
يجعل من يشاء عزيزا والمذل الذي يجعل من يشاء ذليلا والسميع المدرك لكل
مسموع والبصير المدرك لكل مبصر والحكم الذي يحكم بين عباده والعدل الذي
يعدل في قضائه واللطيف العالم بخفيات الأمور والملاطف لعباده والخبير
العالم ببواطن الأمور وحقائقها والحليم الذي لا يستفزه الغضب والعظيم الذي
لا يتصوره عقل ولا يحيط به فهم والغفور كثير المغفرة والشكور المثني على
المطيعين من عباده المعطي لهم ثواب ما فعلوه من الخير والعلي البالغ في
علو المرتبة والكبير الذي تقصر العقول عن إدراك حقيقته والحفيظ الحافظ
لجميع خلقه عن المهالك والمقيت بالقاف والتحتية والتاء المثناة من فوق
خالق الأقوات ووقع في نسخة من هذا الكتاب عوض المقيت المغيث بالغين
المعجمة والتحتية والثاء المثلثة وهو المغيث لمن إستغاثه وأكثر النسخ من
هذا الكتاب على النسخة الأولى وهو كذلك في غير هذا الكتاب والحسيب الكافي
أو المحاسب والجليل المنعوت بنعوت الجلال والكريم المتفضل على خلقه بكل
خير من غير سؤال ولا وسيلة والرقيب مراقب الأشياء وملاحظها فلا يعزب عنه
شيء والمجيب الذي يجيب دعوة من دعاه والواسع الذي وسع غناه ما يحتاجه
عباده والحكيم ذو الحكمة البالغة والودود المحب لأوليائه والمجيد المتبالغ
في المجد وهو سعة الكرم والباعث لمن في القبور والشهيد العالم بظواهر
الأشياء فلا يغيب عنه شيء والحق الثابت أو المظهر للحق والوكيل القائم
بأمور عباده والقوي الذي



لا يلحقه ضعف والمتين الذي له كمال القوة والولي الناصر أو
المتولي لأمور الخلائق والحميد المستحق
للثناء
والمبدىء المظهر للشيء من العدم والمعيد الذي يعيد ما فني والمحيي الذي
يعطي الحياة لمن يشاء والمميت لمن أراد من خلقه والحي الدائم الحياة
والقيوم القائم بأمور خلقه والواجد بالجيم الذي يجد كل ما يريده والماجد
المتعالي المتنزه والصمد الذي يصمد إليه في الحوائج جميع خلقه ويلتجئون
أليه والقادر المتمكن من كل ما يريده بلا معالجة والمقتدر المتولي على كل
ذي قدرة والمقدم الذي يقدم بعض الأشياء على بعض والمؤخر الذي يؤخر بعضها
عن بعض والأول مبدأ الوجود والآخر منتهى الوجود والظاهر الذي ظهر بآياته
والباطن الذي بطن بذاته والوالي الذي يتولى أمور خلقه والمتعالي البالغ في
العلو المتنزه عن النقص والبر المحسن بالخير والتواب الذي يرجع بالأنعام
على كل مذنب والمنتقم المعاقب للعصاة والعفو كثير العفو عن السيئات
والرؤوف ذو الرحمة البالغة ومالك الملك الذي يفعل في ملكه ما يريد وذو
الجلال والإكرام الذي لا شرف ولا كمال إلا وهو مستحقه ولا مكرمة إلا منه
والمقسط العادل في أحكامه والجامع المؤلف بين شتات الحقائق المختلفة
والغني المستغني عن كل شيء والمغني لعباده عن غيره يعطي من يشاء ما يشاء
والمانع الرافع لأسباب الهلاك أو مانع من يستحق المنع والضار الذي يضر من
يشاء والنافع الذي ينفع من أراد والنور الظاهر بنفسه والهادي الذي يهدي
خلقه إلى ما يريد والبديع المبدع وهو الآتي بما لم يسبق أليه والباقي
الدائم الوجود والوارث الباقي بعد فناء العباد والرشيد الذي تكون تدبيراته
على غاية الصواب والسداد والمرشد للخلق إلى مصالحهم والصبور الذي لا يعجل
بالمؤاخذة لمن عصاه من كان دعاؤه اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة مات قبل أن يصيبه البلاء ط الحديث
أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه



الله وهو من حديث بسر بن أبي أرطاة وأخرجه أيضا من حديثه أحمد في
مسنده وابن
حبان
في صحيحه والحاكم في مستدركه قال الهيثمي وإسناد أحمد وأحد اسنادي
الطبراني ثقاة انتهى وكلهم رووه بلفظ اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وزاد الطبراني في أوله وآخره ما ذكره
المصنف ههنا فلهذا عزى الحديث أليه وبسر هو ابن أبي أرطاة لا ابن أرطاة
كما يقول كثير من الناس قال ابن حجر في الإصابة انه ابن أبي أرطاة قال ابن
حبان ومن قال ابن أرطاة فقد وهم وهو الذي ولاه معاوية اليمن وفعل تلك
الأفاعيل قال ابن عساكر له بها آثار غير محمودة وقال يحيى بن معين كان بسر
رجل سوء وأهل الدينة ينكرون سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث
دليل على مشروعية سؤال الله عز وجل أن يحسن للداعي عاقبة أموره كلها وأعظم
الأمور واجلها وأهمها حسن خاتمة عمره فإنه يلقى ربه على ما ختم له به إن
خيرا فخيرا وإن شرا فشرا ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه
البزار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
العمل بخواتيمه ثلاث مرات وفي إسناده عبد الرحمن بن ميمون القداح وهو ضعيف
وقال البزار هو صالح قال الهيثمي في مجمع الزوائد وبقية رجاله رجال الصحيح
وأخرج أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط من حديث أنس رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عليكم أن لا تعجلوا بأحد حتى
تنظروا بما يختم له فإن العامل يعمل زمانا من عمره أو برهة من دهره بعمل
صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملا سيئا وإن العبد ليعمل
البرهة من دهره بعمل سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملا صالحا
وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته قالوا يا رسول الله وكيف
يستعمله قال يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه قال الهيثمي رجال أحمد رجال
الصحيح وأخرج أحمد وأبو يعلى من حديث عائشة رضي الله عنها



مرفوعا نحوه قال الهيثمي وبعض أسانيده رجاله رجال الصحيح وهكذا
أخرج نحوه البزار والطبراني في الأوسط من حديث أبي
هريرة
قال الهيثمي رجال الطبراني رجال الصحيح وأخرج البزار الطبراني في الكبير
والصغير من حديث عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه
قال الهيثمي ورجالهم ثقات وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث عبد
الله بن مسعود وفي إسناده عمر بن إبراهيم العبدي وقد وثقه غير واحد وأخرج
الطبراني في الأوسط من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه نحوه وفيه أنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعمال بخواتيمها الأعمال بخواتيمها
الأعمال بخواتيمها وفي إسناده حماد بن واقد الصفار قال الهيثمي وهو ضعيف
وأخرج نحوه الطبراني عن أكثم بن أبي الجون وقال الهيثمي وإسناده حسن وقد
ثبت في الصحيح حديث أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة إلى آخر الحديث وهو
بمعنى الأحاديث المذكورة هنا وأخرج أحمد البزار والطبراني في الأوسط
والكبير من حديث عمرو بن الحمق الخزاعي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته قيل وما استعمله قبل
موته قال يفتح له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عنه قال الهيثمي رجال
أحمد والبزار رجال الصحيح وأخرج أحمد من حديث جبير بن نفير نحوه وفي
إسناده بقية بن الوليد قال الهيثمي وبقية رجاله ثقات وأخرج أحمد والطبراني
من حديث سريج بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد
الله بعبد خيرا غسله قيل وما غسله قال يفتح له عملا صالحا قبل موته ثم
يقبضه عليه وفي إسناده بقية بن الوليد وقد صرح بالسماع عنه وبقية رجاله
ثقات كما قال الهيثمي وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط من حديث عائشة
مرفوعا قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير يونس ابن عثمان وهو ثقة وأخرج
الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا أراد



الله بعبد خيرا استعمله ثم صمت قالوا فيما
ذا يا رسول الله قال يستعمله عملا صالحا قبل أن يموت قال الهيثمي رواه
الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن محمد بن نافع ولم أعرفه وبقية
رجاله
رجال الصحيح وفي الباب غير ما ذكرنا والكل يدل على أن الاعتبار بالخاتمة
فينبغي للعبد الاستكثار من دعاء الله سبحانه أن يحسن خاتمته وكذا الدعاء
بأن يجيره من خزي الدنيا وعذاب الآخرة فإن هذا من جوامع الكلم المشتملة
على خيري الدارين وسيذكر المصنف هذا الحديث في آخر الكتاب إن شاء الله


فصل في علامة استجابة الدعاء


علامة
استجابة الدعاء الخشية والبكاء والقشعريرة وربما تحصل الرعدة والغشي
والغيبة ويكون عقيبه سكون القلب وبرد الجأش وظهور النشاط باطنا والخفة
ظاهرا حتى يظن الداعي أنه كان على كتفيه حملة ثقيلة فوضعها عنه وحينئذ لا
يغفل عن التوجه والإقبال والصدقة والأفضال والحمد والابتهال وأن يقول
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه فشفي من مرض أو قدم من سفر أن يقول
الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات مس الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف وهو من حديث عائشة رضي الله عنها وأخرجه أيضا ابن
ماجة وابن السني قال في الأذكار وإسناده جيد وحسنه السيوطي وقال الحاكم
صحيح الإسناد وهذا اللفظ الذي ذكره المصنف هو أحد ألفاظ الحديث عند الحاكم
ولفظه عند الآخرين وعند الحاكم أيضا في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى
ما يكره قال الحمد لله على كل حال وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سأل
أحدكم ربه مسألة فعرف الاستجابة فليقل الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم
الصالحات ومن أبطأ عليه من ذلك شيء فليقل الحمد لله على كل حال
وأخرجه أيضا البزار من حديث علي رضي
الله
عنه وفيه عبد الله بن رافع وابنه محمد وهما غير معروفين قوله الحمد لله
الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات هكذا في بعض النسخة وفي بعضها الحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات وفي بعضها الحمد لله الذي يعزته وجلاله ونعمته
تتم الصالحات فالظاهر أنه جمع في النسخ الأولى بين ما في النسخ وكأنه جعل
نسخة بنعمته عوضا عن قوله بعزته وجلاله فإنه ليس في ألفاظ الحديث عند غير
المصنف إلا أحد اللفظين ولم يوجد الجمع بينهما وهذه العلامات التي ذكرها
المصنف هي تجريبية فلا تحتاج إلى الاستدلال عليها وكل فرد من أفراد
الداعين إذا حصل له القبول وتفضل الله عليه بالإجابة لا بد أن يجد شيئا من
ذلك والله ذو الفضل العظيم وعليه عند إدراك ذلك أن يتبع ما أرشد إليه
الشارع من تكرار الحمد بهذا اللفظ الذي أمرنا به صلى الله عليه وسلم
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى Empty رد: كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى {الثلاثاء 5 يوليو - 14:58}

الباب الثالث فيما يقال في الصباح والمساء والليل والنهار خصوصا
وعموما وأحوال النوم واليقظة




فصل في أذكار الصباح والمساء


بسم
الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
ثلاث مرات ع حب الحديث أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال الترمذي بعد إخراجه
حسن غريب صحيح وصححه أيضا ابن حبان وأخرجه أيضا من حديثه الحاكم وقال صحيح
الإسناد وتمام الحديث بعد قوله ثلاث مرات فلا يضره شيء وفي ولفظ فيضره شيء
وأول الحديث ما من عبد يقول في صباح كل يوم

ومساء كل ليلة بسم الله الخ
وفي الحديث دليل على أن هذه الكلمات تدفع عن قائلها كل ضر كائنا ما كان
وأنه لا يصاب بشيء في ليلة ولا في نهاره إذا قالها في الليل والنهار وكان
أبان بن عثمان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل الذي سمع منه هذا الحديث ينظر
إليه فقال له أبان ما تنظر أما أن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ
ليمض الله علي قدره قوله في الصباح والمساء قال المصنف في كتابه الذي سماه
مفتاح الحصن إن الصباح من طلوع الفجر إلى غروب الشمس والمراد بالمساء من
الغروب إلى الفجر وقد أبعد من قال أن المساء يدخل وقته بالزوال فإن أراد
دخول العشى فقريب وإن أراد المساء فبعيد فإن الله عز وجل يقول حين تمسون
وحين تصبحون فقابل المساء بالصباح أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
صباحا مرة ت طس ومساءا ثلاثا ت الحديث أخرجه الترمذي والطبراني في الأوسط
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه
الطبراني من ثلاث طرق قال الهيثمي روايتان منها رجالهما ثقات وفي بعضهم
خلاف ولفظ الترمذي من قال حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله
التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة وقال هذا حديث حسن وأصل
الحديث في صحيح مسلم وأهل السنن بلفظ أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم قال يا رسول



الله لقيت عقربا لدغني البارحة فقال أما قلت حين
أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وظاهره انه يقولها مرة واحدة
قوله أعوذ بكلمات الله التامات قال الهروي وغيره الكلمات هي القران
والتامات قيل هي الكاملات والمعنى انه لا يدخلها نقص ولا عيب كما يدخل في
كلام الناس وقيل هي النافعات الكافيات الشافيات من كل ما يتعوذ منه أعوذ
بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثلاثا هو الله الذي لا إله إلا هو
عالم الغيب والشهادة إلى آخر سورة الحشر ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه ولفظ الترمذي
وعن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح ثلاث
مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من أخر
سورة الحشر وكل الله سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي وإن مات في ذلك
اليوم مات شهيدا ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة قال الترمذي بعد
إخراجه حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأخرجه أيضا الدارمي وابن
السني قال النووي بإسناد ضعيف قل هو الله أحد ثلاثا قل أعوذ برب الفلق
ثلاثا قل أعوذ برب الناس ثلاثا د ت الحديث أخرجه أبو داود والترمذي كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ بن عبد الله ابن خبيب عن أبيه
وأخرجه أيضا النسائي وقال الترمذي حسن صحيح غريب من هذا الوجه ولفظ أبي
داود قال خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليصلي بنا فأدركناه فقال



قل فلم اقل شيئا ثم قال قل فلم اقل
شيئا ثم قال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل قلت يا رسول الله ما أقول قال قل
هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفك عن كل شيء
الحديث وفي الحديث دليل على أن تلاوة هذه السور عند المساء وعند الصباح
تكفي التالي من كل شيء يخشى منه كائنا ما كان فسبحان الله حين تمسون وحين
تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من
الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون الآيتين د
الحديث أخرجه أبو داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما ولفظ أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من قال حين
يصبح فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض
وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض
بعد موتها وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في يومه ذلك ومن قال حين يمسي مثل
ذلك أدرك ما فاته في ليلته تلك وأخرجه أيضا من حديثه الطبراني وابن السني
وضعف هذا الحديث البخاري في تاريخه في كتاب الضعفاء له وفي إسناد أبي داود
محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف وآية الكرسي ط الحديث أخرجه
الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي
الله عنه بلفظ من قرأ عشر آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها
وخواتيمها لم يدخل ذلك البيت شيطان حتى يصبح وأخرجه الحاكم وصححه من حديثه
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعا من
قرأ فاتحة الكتاب وآية الكرسي ولا يقرؤهما عبد في دار فيصيبه ذلك اليوم
عين أنس أو جن ويغني عن هذا ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه



أنه رأى الشيطان الذي جاء يسرق التمر فأخذه أبو هريرة رضي
الله عنه فسأله أن يخلي سبيله ويعلمه كلمات ينفعه الله بها ثم قال إذا
أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا
يقربك شيطان حتى تصبح فقال للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أما أنه قد صدقك
وهو كذوب ورواه النسائي والترمذي من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
بنحوه وقال الترمذي حسن أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب إني
أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم
وشر ما بعده رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار
وعذاب في القبر م د الحديث أخرجه مسلم وأبو داود كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ولفظ مسلم قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله ولا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم إني
أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم
إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر وإذا
أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله وفي رواية رب أعوذ بك من عذاب
في النار وعذاب القبر وقد وقع الاختلاف في نسخ كتاب المصنف هذا ففي بعضها
أصبحنا وفي بعضها أمسينا وكذلك قوله خير هذا اليوم وشر ما بعده وكان على
المصنف أن يؤثر لفظ مسلم قوله من الكسل بفتح الكاف اللهم إني أعوذ بك من
الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر م



الحديث هو طرف
من الحديث الأول كما عرفناك وهو من حديث ابن مسعود كما قدمنا قوله وسوء
الكبر بفتح الباء الموحدة وهو استعاذة من طول العمر وآفاته وما يجلبه
الكبر من الخرف وذهاب العقل وروى بسكون الباء الموحدة الذي هو النخوة
والصواب الأول أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير
هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما
بعده د الحديث أخرجه أبو داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
مالك الأشعري رضي الله عنه وفي إسناده إسماعيل بن عياش وفيه مقال معروف
وفي إسناده أيضا ضمضم بن زرعة الحضرمي ضعفه أبو حاتم ولكن قد وثقه ابن
معين وابن حبان وفي آخره زيادة عند أبي داود وهي ثم إذا امسى فليقل مثل
ذلك وقد وقع الاختباط في نسخ هذا الكتاب ففي بعضها أصبحنا كما هو هنا وفي
بعضها أمسينا ووقع تغيير للضمائر بالتذكير والتأنيث مراعاة للفظ الصباح
ولفظ المساء والليلة واليوم وأول هذا الحديث بلفظ إذا أصبح أحدكم فليقل
أصبحنا وقد أخرجه الطبراني في الكبير اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا
وبك نموت وإليك النشور ع حب الحديث أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال الترمذي
بعد إخراجه هذا حديث حسن صحيح وصححه ابن حبان والنووي وأخرجه أحمد بإسناد
رجاله رجال الصحيح ورواه أبو عوانة في صحيحه وابن السني في عمل اليوم
والليلة وأول الحديث بلفظ كان إذا أصبح يقول اللهم بك أصبحنا وعند بعض
هؤلاء المخرجين له بلفظ إذا أصبحتم فقد اجتمع في الحديث القول والفعل قوله
وإليك النشور هكذا في بعض نسخ هذا الكتاب وفي بعضها



وإليك المصير
وعليه أكثر ألفاظ المخرجين لهذا الحديث ولكنه خرج هذا الحديث وما بعده أبو
داود والترمذي بلفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال اللهم
بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير وإذا أمسى قال اللهم
بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور فأفاد هذا أن لفظ
المصير في الصباح ولفظ النشور في المساء وتقديم بك على أصبحنا وما بعده
يفيد الاختصاص والباء للاستعانة أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لا
شريك له لا إله إلا هو وإليه النشور ز ي الحديث أخرجه البزار وابن السني
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال أصبحنا الخ وإذا أمسى قال أمسينا
وأمسى الملك لله والحمد لله لا إلى إلا هو إليه المصير قال الهيثمي
وإسناده جيد وروى أيضا من حديث سلمان رضي الله عنه وأخرجه أيضا من حديث
ابن النجار بلفظ اللهم أنت ربي لا شريك لك أصبحت وأصبح الملك لله لا شريك
له ثلاث مرات وإذا أمسيت فقل مثل ذلك فإنهن يكفرن ما بينهن وأول الحديث
إذا أصبحت فقل اللهم الخ قوله وإليه النشور وفي بعض النسخ وإليه المصير
وقد تقدم بيان ذلك اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل
شيء ومليكه أشهد ان لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه
د ت حب الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد أخرجه أيضا النسائي من
حديثه والحاكم وقال صحيح الإسناد وصححه ابن حبان وأول الحديث أن أبا بكر
رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا



أمسيت
قال قل اللهم فاطر السموات الخ وزاد في أواخرهن قال قلها إذا أصبحت وإذا
أمسيت وإذا أخذت مضجعك وزاد الترمذي من طريق أخرى وأن نقترف على أنفسنا
سوءا أو نجره إلى مسلم قوله وشركه قال الخطابي روى على وجهين أحدهما بكسر
الشين وسكون الراء ومعناه ما يدعو إليه الشيطان ويوسوس به من الإشراك
بالله سبحانه وتعالى والثاني بفتح الشين والراء يريد حبائل الشيطان
ومصائده وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم طس وإن نقترف على
أنفسنا سوءا أو نجره إلى مسلم ت هذا طرف من الحديث الأول كما قدمنا وقد
نسب المصنف اللفظ الأول إلى الطبراني في الأوسط واللفظ الثاني إلى الترمذي
وقد قدمنا أنه لفظ الترمذي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك
وملائكتك وجميع خلقك بأنك لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك من قالها
غفر الله له ما أصاب يومه وليلته طس الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال الهيثمي رواه
الطبراني في الأوسط من طريق أبي حميد الأنصاري عن القاسم ولم أعرفه وحسن
إسناده باعتبار بقية رجاله وأخرجه أيضا الترمذي وأبو داود من حديثه بلفظ
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح اللهم إنا أصبحنا
نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك إلا غفر الله له ما أصاب في يومه
ذلك ومن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب تلك الليلة من ذنب قال
الترمذي بعد إخراجه هذا الحديث غريب قوله وملائكتك هو من عطف العام على
الخاص لأن حملة العرش هم من الملائكة وكذا قوله وجميع خلقك لأن الملائكة
من جملة الخلق



اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك
وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك
ورسولك أربع مرات د ت الحديث أخرجه أبو داود والترمذي كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وأخرجه أيضا من حديثه النسائي
ولفظ الحديث عند هؤلاء من قال حين يصبح أو حين يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك
وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا
شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين
أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه فإن
قالها أربعا أعتقه الله من النار وقد جود النووي إسناد هذا الحديث والمصنف
اقتصر على بعضه كما ترى اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم
إني أسالك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عورتي
وأمن روعتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن
فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما وأخرجه
أيضا من حديثه النسائي وابن ماجة والحاكم وقال صحيح الإسناد وصححه أيضا
ابن حبان وقال النووي رويناه بالأسانيد الصحيحة وأول الحديث عند أبي داود
وغيره بلفظ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك الخ قوله استر
عورتي وأمن روعتي هكذا بالإفراد عند الجميع وعند ابن أبي شيبة اللهم استر
عوراتي وأمن روعاتي



بالجمع فيهما والعورة كل ما يستحيا منه إذا ظهر
والروعة الفزع قوله وإن أغتال من تحتي قال وكيع بن الجراح يعني الخسف لا
إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير د س
الحديث أخرجه أبو داود والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
عياش الزرقي وأخرجه أيضا أحمد وابن ماجه ولفظ الحديث عن أبي عياش أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد
إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في
حرز من الشيطان حتى يمسي وان قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح قال
في حديث حماد بن سلمة فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى
النائم فقال يا رسول الله إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا فقال صدق أبو
عياش هذا لفظ أبي داود وقد ورد في الترغيب في هذا الذكر غير مقيد بلفظ
الصباح أحاديث فمنها ما في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي أيوب الأنصاري
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن
أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل وفي رواية لأحمد والطبراني من هذا الحديث
كن كعدل عشر رقاب من ولد إسماعيل ومنها ما أخرجه أحمد من حديث البراء
بإسناد رجاله رجال الصحيح بلفظ من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على لك شيء قدير فهو كعتق نسمة وأخرجه أيضا الترمذي
وقال حديث حسن صحيح وصححه ابن حبان ومنها ما أخرجه الطبراني من حديث أبي
أمامة رضي الله عنه بإسناد رجاله رجال الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير لم يسبقها عمل ولم تبق معها سيئة وفي الباب أحاديث



رضينا
بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ع ط رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد نبيا ثلاثا مص الحديث أخرجه باللفظين المذكورين من ذكره المصنف
رحمه الله فالأول عزاه إلى أهل السنن الأربع والطبراني في الكبير والثاني
عزاه إلى مصنف ابن أبي شيبة وهو من حديث سلام رضي الله عنه خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال
إذا أصبح وإذا أمسى رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا كان حقا
على الله أن يرضيه وأخرجه أيضا من حديثه أحمد قال الهيثمي ورجال أحمد
والطبراني ثقات وزاد ثلاث مرات ومن حديثه أخرجه أيضا الحاكم في المستدرك
وقال صحيح الإسناد وأخرجه أيضا الترمذي من حديث ثوبان بلفظ رضيت بالله ربا
وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وقال حسن غريب وأخرجه ابن أبي شيبة وابن السني
من حديث أبي سعيد رضي الله عنه بلفظ رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد
نبيا وزاد ثلاث مرات وسلام هذا قد ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وذكر
هذا الحديث من حديثه وقال هذا هو الصحيح في إسناد هذا الحديث قوله في
الرواية الأولى رسولا وفي الثانية نبيا قال النووي فيستحب أن يجمع بينهما
فيقال نبيا ورسولا ولو اقتصر على أحدهما لكان عاملا بالحديث اللهم ما أصبح
بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر د
حب الحديث أخرجه أبو داود وأبن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عبد الله بن غنام البياضي وأخرجه أيضا من حديثه النسائي وصححه ابن حبان
وجود النسائي إسناده ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال
حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك
فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قالها مثل ذلك



حين يمسي
فقد أدى شكر ليلته وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه وفيه اللهم ما أصبح بي
من نعمة أو بأحد من خلقك ورواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفي
الحديث فضيلة عظيمة ومنقبة كريمة حيث تكون تأدية واجب الشكر بهذه الألفاظ
اليسيرة القليلة وأن قائلها صباحا قد أدى شكر يومه وقائلها مساء قد أدى
شكر ليلته مع أن الله تعالي يقول وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وإذا كانت
النعم لا يمكن إحصاؤها فكيف يقدر العبد على شكرها فلله الحمد ولله الشكر
على هذه الفائدة الجليلة المأخوذة من معدن العلم ومنبعه اللهم عافني في
بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت ثلاثا اللهم
إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا
أنت ثلاثا د س الحديث أخرجه أبو داود والنسائي كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي بكر رضي الله عنه وأخرجه أيضا من حديثه النسائي ولفظ
الحديث أن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه قال لأبيه يا أبت إني
سمعتك تدعو كل غداة اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني
في بصري لا إله إلا أنت تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي فقال إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته قال
عباس ابن عبد العظيم فيه ويقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله
إلا أنت يعيدها ثلاثا حين يصبح وثلاثا حين يمسي فيدعو بهن فإني أحب أن
أستن بسنته وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك وقال النسائي فيه جعفر بن
ميمون ليس بالقوى سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما
لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شي علما
د س الحديث أخرجه أبو داود والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عبد الحميد مولى بني هاشم أن أمه حدثته وكانت تخدم بعض بنات



رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان ابنة النبي صلى الله عليه وسلم حدثتها أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول قولي حين تصبحين سبحان الله
وبحمده ولا قوة ألا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله
على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما فانه من قالهن حين يصبح
حفظ حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح قال المنذري في مختصر السنن
وفي إسناده امرأة مجهولة وهي هذه المرأة التي كانت تخدم بعض بنات النبي
صلى الله عليه وسلم وأخرجه أيضا ابن السني من حديثه أصبحنا على فطرة
الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة
أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ا ط الحديث أخرجه أحمد والطبراني
في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الرحمن بن أبزي رضي
الله عنه وأخرجه النسائي من حديثه من طريق أخرى رجال إسناده رجال الصحيح
ولفظ الحديث قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا على
فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى
ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين ولفظ أحمد والطبراني
كان إذا أصبح وإذا أمسى ولهذا جعله المصنف من أدعية الصباح والمساء وأخرجه
أيضا ابن السني بإسناد صححه النووي وقال الهيثمي رجالهما يعني أحمد
والطبراني رجال الصحيح قوله حنيفا قال الأزهري معنى الحنيفية في الإسلام
الميل إليه والإقامة على عقده والحنف إقبال إحدى القدمين على الأخرى
والحنيف الصحيح الميل إلى الإسلام والثابت عليه وقال ابن سيده في محكمه
الحنيف المسلم الذي يتحنف عن الأديان أي يميل إلى الحق قال وقيل هو المخلص
والفطرة ابتداء الخلقة وفطرة الإسلام دين الإسلام ومن ذلك قوله صلى الله
عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة ومنه قوله سبحانه فطرة الله التي فطر
الناس عليها



يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا
تكلني إلى نفسي طرفة عين س مس الحديث أخرجه النسائي والحاكم في المستدرك
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لفاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به تقولين إذا
أصبحت وإذا أمسيت يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني
إلى نفسي طرفة عين قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وأخرجه أيضا البزار
والطبراني قال المنذري بإسناد صحيح وقال الهيثمي رجاله رجاله الصحيح غير
عثمان بن موهب فهو ثقة والحديث من جوامع الكلم لأن صلاح الشأن كله يتناول
جميع أمور الدنيا والأخرة فلا يفز شيء منها فيفوز قائل هذا إذا تفضل الله
عليه بالإجابة بخيري الدنيا والآخرة مع ما في الحديث من تفويض الأمور إلى
الرب سبحانه وتعالى فإن ذلك من أعظم الإيمان وأجل خصاله وأشرف أنواعه
اللهم أنت ربي لا إله ألا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك و وعدك ما
استطعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت أعوذ بك من شر ما صنعت خ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا
عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك
علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت د ي الحديث الأول
أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث شداد بن أوس رضي الله
عنهما ما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار اللهم أنت ربي
الخ وآخره إذا قاله حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من



أهل الجنة
وإذا قاله حين يصبح فمات من يومه مثله وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي
واللفظ الآخر أخرجه أبو داود وابن السني كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث أوس بن أوس وأخرجه أيضا احمد في مسنده والبخاري وأوله سيد الاستغفار
أن تقول اللهم أنت ربي الخ وآخره من قالها من النهار موقنا بها فمات من
يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات
قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة قال الطيبي لما كان هذا الدعاء جامعا لمعاني
التوبة كلها استعير له اسم السيد وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في
الحوائج ويرجع إليه في المهمات قال ابن أبي حمزة جمع الحديث من بديع
المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى بسيد الاستغفار ففيه الإقرار لله
وحده بالألوهية ولنفسه بالعبودية والاعتراف بأنه الخالق والإقرار بالعهد
الذي أخذ عليه والرجاء بما وعد به والاستعاذة مما جنى به على نفسه وإضافة
النعم إلى موجدها وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه
لا يقدر على ذلك إلا هو قوله وأنا على عهدك ووعدك أي ما عاهدتك عليه
وواعدتك من الإيمان وإخلاص الطاعة لك وقيل العهد ما أخذ في عالم الذر
والوعد ما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أن من مات لا يشرك بالله
دخل الجنة ومعنى ما استطعت مدة دوام استطاعتي وفيه الاعتراف بالعجز
والقصور ومعنى أبوء لك أعترف وألتزم قال الطيبي اعترف أولا بأنه أنعم عليه
ولم يقيده ليشمل كل إنعام ثم اعترف



بالتقصير وأنه لم يقم بأداء
شكرها وعده ذنبا مبالغة في التقصير وهضم النفس اللهم أنت أحق من ذكر وأحق
من عبد وانصر من ابتغي وأرأف من ملك وأجود من سئل وأوسع من أعطى أنت الملك
لا شريك لك والفرد لا ند لك كل شيء هالك إلا وجهك لن تطاع إلا بإذنك ولن
تعصى إلا بعلمك تطاع فتشكر وتعصى فتغفر أقرب شهيد وأدنى حفيظ حلت دون
النفوس وأخذت بالنواصي وكتبت الآثار ونسخت الآجال القلوب لك مفضية والسر
عندك علانية الحلال ما أحللت والحرام ما حرمت والدين ما شرعت والأمر ما
قضيت الخلق خلقك والعبد عبدك وأنت الله الرءوف الرحيم أسألك بنور وجهك
الذي أشرقت له السموات والأرض وبكل حق هو لك وبحق السائلين عليك أن تقيلني
في هذه الغداة وفي هذه العشية وأن تجيرني من النار بقدرتك ط الحديث أخرجه
الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة
الباهلي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا
أمسى دعا بهذا الدعاء اللهم أنت أحق من ذكر الخ قال الهيثمي في مجمع
الزوائد وفيه فضالة بن جبير وهو ضعيف مجمع علي ضعفه قوله اللهم أنت أحق من
ذكر هذه ممادح عظيمة استفتح بها هذا الدعاء وقوله وأحق من عبد ليس أفعل
التفضيل على حقيقتها لعدم الاشتراك في أصل الفعل فهي كما قال الشاعر فشر
كما لخيركما الفداء قوله تطاع فتشكر الفعل الأول مبني للمجهول والثاني
للمعلوم وكذا قوله وتعصي فتغفر قوله حلت دون النفوس هو كقوله تعالى يحول
بين المرء وقلبه قوله مفضية بفتح الميم وسكون الفاء وكسر الضاد المعجمة



وبعدها
مثناة تحتية أي منكشفة لله سبحانه يراها ويعلم ما فيها وليس بينها وبينه
حجاب وقيل متسعة مشروحة قوله وبحق السائلين عليك حق السائلين على ربهم
أنهم إذا لم يشركوا به شيئا أدخلهم الجنة كما في الحديث الثابت في الصحيح
أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حق الله على العباد وما حق
العباد على الله فقال إن حقه سبحانه على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به
شيئا وحق العباد عليه أنهم إذا لم يشركوا به شيئا أدخلهم الجنة ويمكن أن
يراد أن حق السائلين على الله أن لا يخيب دعاءهم كما وعدهم بقوله ادعوني
أستجب لكم وبقوله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
قوله وأن تقيلني بضم التاء المثناة من فوق من الإقالة يقال أقال عثرته إذا
تجاوز عنه فالمعنى أن تتجاوز عن ذنوبي في هذه الغداة حسبي الله لا إله إلا
هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات ي الحديث أخرجه ابن السني كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال ابن السني
في عمل اليوم والليلة حدثني محمد بن سليمان الجرمي حدثنا أحمد بن عبد
الرزاق الدمشقي قال حدثني جدي عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي حدثنا مدرك بن
سعد قال سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يقول سمعت أم الدرداء عن أبي الدرداء
رضي الله عنهما فذكره ومدرك بن سعيد لا بأس به وأخرجه أيضا من حديثه ابن
عساكر وفي الحديث زيادة في أوله بلفظ من قال حين يصبح وحين يمسي وفي



آخره
زيادة أيضا بعد قوله سبع مرات وهي كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا
والآخرة صادقا بها أم كاذبا وأخرجه أيضا أبو داود موقوفا على أبي الدرداء
وله حكم الرفع لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير عشر مرات س حب الحديث أخرجه النسائي وابن حبان كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال وهو
في أرض الروم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال غدوة لا إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات
كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وكان له قدر عشر رقاب وأجاره
الله من الشيطان ومن قالها عشية مثل ذلك هذا لفظ النسائي وصحح الحديث ابن
حبان وأخرجه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك غيره مقيد بوقت وفيه بعد
قوله عشر مرات كان عدل نسمة وكذا أخرجه النسائي وابن حبان ولكنهم أخرجوه
جميعا بهذا اللفظ من حديث البراء سبحان الله وبحمده مائة مرة سبحان الله
العظيم وبحمده مائة مرة م و الحديث أخرجه مسلم وأبو داود كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت
أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه وأخرجه أيضا
الترمذي والنسائي واللفظ الأول الذي ذكره المصنف هو لفظ مسلم والترمذي
والنسائي واللفظ الآخر هو لفظ أبي داود ورواه الحاكم من حديثه في المستدرك
وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة
مرة سبحان الله العظيم وبحمده غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ورواه
أيضا من حديثه ابن حبان في صحيحه مثل لفظ الحاكم



سبحان الله مائة
مرة الحمد لله مائة مرة لا إله إلا الله مائة مرة الله أكبر مائة مرة ت
الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله مائة
مرة بالغداة ومائة مرة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ومن حمد الله مائة مرة
بالغداة ومائة مرة بالعشي كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله أو قال
غزا مائة غزوة ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي كان كمن أعتق مائة
من ولد إسماعيل ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأت أحد في ذلك
اليوم بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال قال
الترمذي بعد إخراجه حسن غريب ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عشر مرات
ط الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي حين يصبح
عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة وقد حسنه السيوطي وقال
الحافظ العراقي فيه انقطاع قال الهيثمي رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد
إلا إن فيه انقطاعا لأن خالدا لم يسمع من أبي الدرداء وقد تقدمت الأحاديث
الواردة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم واعلم أن هذه الأعداد
الواردة في هذه الأحاديث وفي جميع هذا الكتاب وفي سائر كتب الحديث تقتضي
أن الأجر المذكور لفاعلها يحصل بفعلها فإن نقص من ذلك من أجره بقدره لأن
الله سبحانه لا يضيع عمل عامل وإن زاد على العدد المذكور حصل له الأجر
بالعدد المقدر واستحق ثواب ما زاد وقد قيل أنه لا يستحق الأجر المرتب



على
العدد إلا إذا اقتصر عليه من غير زيادة ولا نقصان وليس ذلك بصواب إلا ما
ورد النهي عن الزيادة فيه كزيادة الركعات وزيادة غسلات الوضوء ونحو ذلك
وإن ابتلي بدين أو هم فليقل اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من
العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر
الرجال د الحديث أخرجه أبو داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال يا أبا أمامة ما
لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول
الله قال أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى دينك قلت بلى يا
رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة
الدين وقهر الرجال قال ففعلت ذلك فأذهب الله همي وقضى ديني ولا مطعن في
إسناد هذا الحديث وفي الباب ما أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث
أنس ولفظ البخاري اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن
والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال قوله أعوذ بك من الهم والحزن بضم الحاء
المهملة وإسكان الزاي وهو الغم على الفائت وبفتحهما ضد السرور وقيل والفرق
بين الهم والحزن أن الهم إنما يكون لأمر متوقع وأن الحزن يكون من أمر قد
وقع وقيل أن الفرق بين الهم والحزن أن الحزن على الماضي والهم للمستقبل
وقيل الفرق بينهما بالشدة والضعف فالهم أشد في النفس من الحزن لما يحصل
فيها من الغم بسببه قوله من العجز العجز ضد القدرة وأصله التأخر عن الشيء
استعمل في مقابلة القدرة قوله والكسل هو التثاقل عن الأمور قوله والجبن هو
بضم الجيم



وإسكان الموحدة وبضمها صفة الجبان قوله والبخل فيه أربع
لغات قريء بها وهي ضم الباء والخاء وفتحهما وضم الباء وفتحها مع إسكان
الخاء قوله وقهر الرجال هو شدة تسلطهم بغير حق تغلبا وجدلا إلى هنا يقال
في الصباح والمساء جميعا إلا إنه يقال في المساء موضع أمسى وموضع التذكير
التأنيث ويبدل النشور بالمصير كما كتب فوق كل ويزاد في المساء فقط أمسينا
وأمسى الملك لله والحمد لله أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض
إلا بإذنه من شر ما خلق وذرأ وبرأ ط الحديث أخرجه الطبراني في الكبير وهو
من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وقال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط
ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف وقد أخرج بعضه في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود
رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال أمسينا وأمسى
الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحديث قوله إلا
أنه يقول في المساء موضع أصبح أمسى هكذا في نسخ هذا الكتاب وإنما فعل ذلك
تنبيها للذاكر وتذكيرا له قوله والتذكير والتأنيث أي يقال في المساء موضع
التذكير التأنيث قوله ويبدل النشور بالمصير أقول قد قدمنا الحديث الذي
ذكرناه سابقا فإنه صرح فيه بلفظ النشور في الصباح ولفظ المصير في المساء
قوله وذرأ أي خلق قال في النهاية ذرأ الله الخلق يذرأ ذرءا أي خلقهم وكأن
الذرئ يختص بخلق الذرية قوله وبرأ أي خلق قال في النهاية البارئ هو الذي
خلق الخلق لا عن مثال ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس
لغيرها من المخلوقات وقل ما يستعمل في غير الحيوان فيقال برأ الله النسم
وخلق السموات والأرض ويزاد في الصباح فقط أصبحنا وأصبح الملك لله
والكبرياء والعظمة



والخلق والأمر والليل والنهار وما يضحى فيهما لله
وحده اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا أسألك خير
الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنه
وأول الحديث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا
وأصبح الملك لله الخ وأخرجه أيضا من حديثه الطبراني وفي إسناده فائد أبو
الورقاء وهو متروك وأخرجه ابن السني أيضا من حديثه بلفظ كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله والكبرياء
والعظمة لله والخلق والأمر والليل والنهار وما يسكن فيهما لله تعالى اللهم
اجعل أول هذا النهار صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا يا أرحم الرحمين قوله
وما يضحى بفتح الياء التحتية وإسكان الضاد المعجمة وفتح الحاء المهملة أي
يبرز ويظهر وفي رواية ابن السني وما يسكن فيهما كما ذكرنا لبيك اللهم لبيك
لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وإليك اللهم ما قلت من قول أو حلفت من
حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يدي ذلك كله ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن
ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير اللهم ما صليت من صلاة فعلى
من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت إنك وليي في الدنيا والآخرة توفني
مسلما والحقني بالصالحين اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد
الموت ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة
مضلة وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكسب خطيئة أو
ذنبا لا يغفر



اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا
الجلال والإكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك
شهيدا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد
وأنت على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك
حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور وأنك إن تكليني إلى
نفسي تكلني إلى ضعف وعوزة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي
ذنوبي كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ا
مس ط الحديث هذا بطوله أخرجه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك
والطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث زيد بن ثابت
رضي الله عنه قال الحاكم صحيح الإسناد وقال الهيثمي أحد إسنادي الطبراني
وثقوا وفي بقية الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف وقد تكرر رمز
المصنف هذا لمن خرج الحديث في بعض النسخ ثلاث مرات ولا وجه لذلك فالحديث
واحد والصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه فينبغي الاقتصار على الرمز في
آخره كما فعلنا ههنا وهو كذلك في أكثر النسخ وأخرجه أيضا ابن السني وأول
الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم علم زيد بن ثابت هذا الدعاء وأمره أن
يتعاهد أهله في كل صباح لبيك اللهم لبيك الخ قوله فمشيئتك بين يدي ذلك كله
روى برفع مشيئتك على الابتداء والمعنى الاعتذار بسابق الأقدار العائقة عن
الوفاء بما ألزم به نفسه وروى بنصب فمشيئتك على تقدير أقدم مشيئتك في ذلك
وأنوي الاستثناء فيه طرحا للحنث عني عند وقوع الحلف وقد جاءت الأحاديث بأن
تقييد اليمن ونحوهما بالمشيئة يقتضي عدم لزومها فهذا القول يقتضي أن جميع
ما يقوله الذاكر بهذا الذكر من الأقوال من حلف ونذر وغيرهما مقيد بالمشيئة
الربانية قوله اللهم ما صليت من صلاة بضم التاء من صليت لأنها تاء المتكلم
قوله فعلى من صليت بفتح التاء لأنها ضمير المخاطب وهو الله سبحانه وكذا
قوله وما لعنت من



لعن فعلى من لعنت قوله اللهم إني
أسألك الرضا
بعد القضاء قيل هذا أبلغ من الرضا بالقضاء فإنه قد يكون عزما فإذا وقع
القضاء تنحل العزيمة وإذا حصل الرضا بالقضاء بعد القضاء كان حالا وليس
المراد الرضا بالذنوب التي قضاها الله سبحانه بل الرضا بما قضى به من
مصائب الدنيا أو ما يبتلي العبد به قوله وبرد العيش أي الراحة الدائمة بعد
الموت في البرزخ وفي القيامة وأصل البرد في الكلام السهولة ومنه قوله صلى
الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة فإذا طلعت الشمس وصلى
ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة كما تقدم ت ط الحديث قد ذكره المصنف في
الباب الأول بلفظ من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع
الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة هذه رواية
الترمذي ورواية الطبراني انقلب بأجر حجة وعمرة تامة وقد ذكرنا هنالك
الكلام على الحديث وعلى من رواه من الصحابة فليرجع إليه ويقول الله تعالى
يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره ت الحديث أخرجه
الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبى الدرداء وأبي ذر رضي
الله عنهما قال الترمذي حسن غريب قال المنذري وفي إسناده إسماعيل بن عياش
ولكنه إسناد شامي وهو قوي في الشاميين وأخرجه أحمد عن أبي الدرداء وحده
قال المنذري ورواته كلهم ثقات وفي الباب عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله
عنه عند أحمد وأبي يعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن الله يقول
يا ابن آدم اكفني أول نهارك بأربع ركعات

أكفك بهن آخر يومك قال
المنذري ورجال أحمد رجال الصحيح وعن أبي مرة الطائفي عند أحمد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ابن آدم صل لي أربع ركعات
من أول النهار أكفك آخره قال المنذري رجال إسناده محتج بهم في الصحيح وقد
قيل أن هذه الأربع الركعات هي الفجر وسنته وقيل أنها غيرها وأن هذه بعد
طلوع الشمس ويدل على ذلك ذكر المصنف لهذا الحديث هنا
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى Empty رد: كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى {الثلاثاء 5 يوليو - 14:59}

فصل فيما يقال في الليل والنهار جميعا


سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على
عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء
بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها
فمات فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل موقنا بها فمات فهو من أهل
الجنة خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أوس
ابن أوس وقد قدم المصنف رحمه الله هذا الحديث في أدعية الصباح والمساء
ذكره بلفظين ثم أعاده هنا ووجه ذلك أنه ورد في بعض الروايات مقيدا بالصباح
والمساء وورد في هذه الرواية في مطلق الليل ومطلق النهار من غير تقييد
بالصباح والمساء فجعله من أدعية الليل والنهار وقد ذكرنا في شرحه هنالك ما
يغني عن الإعادة هنا من قال لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله
وحده لا إله إلا الله لا شريك له لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا
إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله في يوم أو في ليلة أو في شهر ثم
مات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفرت له ذنوبه س

الحديث
أخرجه النسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه وأخرجه أيضا من حديثه الخطيب بدون قوله يعقدهن خمسا واشتمل الحديث على
كلمة الشهادة خمس مرات مع التكبير والتحميد والإقرار بأنه سبحانه الملك
وأنه لا شريك له وأنه المتفرد بالألوهية وختم ذلك بقوله ولا حول ولا قوة
إلا بالله ثم عقب ذلك بذكر الفضيلة العظيمة والفائدة الجليلة وهي أن من
قال ذلك في يوم أو في ليلة أو في نهار ثم مات في ذلك اليوم أو الليلة أو
الشهر غفرت له ذنوبه فإن هذا عمل يسير وأجر وثواب عظيم والفضل بيد الله
سبحانه وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديثه بأخصر من هذا دعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم سليمان فقال إن نبي الله يريد أن يمنحك بكلمات من الرحمن
ترغب إليه فيهن وتدعو بهن في الليل والنهار اللهم إني أسألك صحة في إيمان
وإيمانا في حسن خلق ونجاحا يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك
ورضوانا طس الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه من حديثه الحاكم في المستدرك قال
أبو هريرة أوصى نبي الله صلى الله عليه وسلم سلمان الخير فقال أن نبي الله
يريد أن يمنحك كلمات تسأل بهن الرحمن ترغب إليه فيهن وتدعو بهن بالليل
والنهار قل اللهم الخ قال الهيثمي رجاله ثقات قوله صحة في إيمان أي صحة في
بدني مع أيمان في قلبي ويمكن أن يكون معناه أسألك صحة في إيمان بحذف الياء
التي هي ضمير المتكلم تخفيفا كما يقع ذلك كثيرا في القرآن العظيم وفي كلام
العرب قوله وإيمانا في حسن خلق أي أسألك إيمانا يتبعه حسن خلق قوله ونجاحا
يتبعه فلاح النجاح حصول المطلوب والفلاح الفوز بالبغية والرضوان بكسر
الراء وضمها اسم مبالغة في معنى الرضا



فصل فيما يقال في النهار


لا
إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة
مرة خ م أو مائتي مرة لم يسبقه أحد ولم يدركه إلا من قال مثل ما قال أو
زاد عليه الحديث أخرجه باللفظ الأول أعني قوله مائة مرة البخاري ومسلم كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه أيضا من
حديثه الترمذي والنسائي وابن ماجة ولفظ الحديث من قال لا إله إلا الله الخ
وفي آخره كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة
وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به
إلا أحد عمل أكثر من ذلك وزاد مسلم والترمذي والنسائي في هذا الحديث ومن
قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر
وأخرجه باللفظ الآخر أعني قوله أو مائتي مرة الخ أحمد كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير مائتي مرة في يوم لم يسبقه أحد كان قبله ولم
يدركه أحد بعده إلا من عمل بأفضل من عمله قال المنذري وإسناده جيد وأخرجه
أيضا من حديثه الطبراني وأخرجه البزار من حديث أبي المنذر الجهني قال قلت
يا نبي الله علمني أفضل الكلام قال يا أبا المنذر قل لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير
مائة مرة في يوم فإنك يومئذ أفضل الناس عملا إلا من قال مثل ما قلت وفي
إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف جدا من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت
خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر م

هذا اللفظ هو طرف من لفظ حديث أبي
هريرة السابق قبل هذا كما قدمنا والتسبيح التنزيه وقيل أنه لفظ يقتضي غاية
التعظيم وهذا أولى من الأول وإن كان الأول هو الشائع لغة وعرفا إلا أنه
أتم معنى وأكمل شرفا من استعاذ بالله في اليوم عشر مرات من الشيطان وكل
الله به ملكا يرد عنه الشياطين ص الحديث أخرجه أبو يعلى الموصلي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه وفي إسناده ليث بن أبي
سليم ويزيد الرقاشي وقد وثقوا على ضعفهما وبقية رجاله رجال الصحيح كذا في
مجمع الزوائد وأخرج الترمذي وحسنه وابن السني وإسناده فيه ضعف من حديث
معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ
بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من سورة الحشر وكل
الله به سبعين ملكا يحفظونه إلى أن يمسي وإذا مات في ذلك اليوم مات شهيدا
ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف
حسنة يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنة م ت حب أو تحط عنه ألف خطيئة حب
الحديث أخرجه مسلم والترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأخرجه أيضا النسائي



ولفظ مسلم
أو تحط عنه ألف خطيئة كما أشار إليه المصنف رحمه الله قال الحميدي كذا هو
في جميع الروايات أو تحط أعني جميع روايات مسلم ولفظ الترمذي والنسائي
وابن حبان وتحط بغير ألف فعلى رواية مسلم يكون اجر القائل بذلك أن يكتب له
ألف حسنه أو تحط عنه ألف خطيئة أي يحصل إحد الأمرين وعلى رواية الآخرين
انه يجمع له بين الأمرين فيكتب له ألف حسنه وتحط عنه ألف خطيئة قال
الرقاشي رواه شعبه وأبو عوانة ويحيى القطان وتحط بغير ألف ورواية هؤلاء
الثلاثة الأئمة الحفاظ حجة على رواية غيرهم وعند أذان المغرب اللهم هذا
إقبال ليلك وإدبار نهارك واصوات دعاتك فاغفر لي د مس الحديث أخرجه أبو
داود والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أم سلمة
رضي الله عنها قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان
المغرب اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي قال
الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه أيضا من حديثها الترمذي وقال غريب إنما نعرفه
من هذا الوجه


فصل فيما يقرأ في الليل


من قرأ الآيتين من
آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ع الحديث أخرجه الجماعة كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من قرأ الآيتين الخ قوله الآيتين في رواية البخاري من قرأ
بالآيتين كفتاه بالتخفيف أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن او أجزأتاه
عن قراءته القرآن أو أجزأتاه فيما

يتعلق بالاعتقاد لما اشتملت عليه من
الإيمان والأعمال إجمالا أو وقتاه من كل سوء ومكروه أو كفتاه شر الشياطين
أو شر الثقلين أو شر الآفات كلها أو كفتاه بما حصل له من الثواب عن ثواب
غيرها ولا مانع من إرادة هذه الأمور جميعها ويؤيد ذلك ما تقرر في علم
المعاني والبيان من أن حذف المتعلق مشعر بالتعميم فكأنه قال كفتاه من كل
شر أو من كل ما يخاف وفضل الله واسع أيعجز أحدكم أن يقرأ في كل ليلة ثلث
القرآن قل هو الله أحد خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في كل ليله فشق عليهم
ذلك فقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن
وأخرجه أيضا النسائي من حديثه وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة وأخرج أحمد
في المسند والنسائي والضياء المقدسي في المختارة من حديث أبي بن كعب أو من
حديث رجل من الأنصار عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد ثلاث
مرات فكأنما قرأ القرآن قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح وأخرج العقيلي في
الضعفاء عن رجاء الغنوي عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد
ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن أجمع وفي إسناده أحمد بن حارث الغساني وهو
متروك ولا يعرف لرجاء صحبة ولا رواية وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس الجهني
عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني الله له قصرا
في الجنة قال



الهيثمي فيه مرشد بن سعد وزياد بن وكلاهما ضعيف وأخرج
زنجويه عن خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم من
قرأ قل هو الله أحد إحدى وعشرين مرة بنى الله له قصرا في الجنة وأخرج محمد
بن نصر من حديث أنس عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد خمسين
مرة غفرت له ذنوب خمسين سنة وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب من حديث أنس
عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفرت له خطيئة
خمسين عاما ما اجتنب خصالا أربعا الدماء والفروج والأموال والأشربة وفي
إسناده الخليل بن مرة وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم وأخرج الترمذي من
حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ كل يوم
مائة مرة قل هو الله أحد محى عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون دينا قال
الترمذي حديث غريب من حديث ثابت عن أنس وأخرج الطبراني من حديث فيروز عنه
صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد في الصلاة أو في غيرها مائة مرة
كتب الله له براءة من النار وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب من حديث أنس
عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا
وخمسين حسنة إلا أن يكون عليه دين وفي إسناده حاتم بن ميمون وهو يروي ما
لا يتابع عليه وقال ابن الجوزي حديث لا يصح فيه حاتم بن ميمون قال ابن
حبان لا يجوز الاحتجاج به وأخرجه الترمذي من حديثه بهذا اللفظ وأخرج
البيهقي في الشعب من حديث أنس عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله
أحد مائتي مرة غفر الله له ذنوب مائتي سنة وفي إسناده أيضا عبد الرحمن بن
الحسن الأسدي وهو ضعيف جدا وفي إسناده أيضا محمد بن أيوب الرازي قيل فيه
كذاب وأخرج الخيارجي في فوائده من حديث حذيفة بن اليمان عنه صلى الله عليه
وسلم من قرأ قل هو الله أحد عشية عرفة ألف مرة أعطاه الله ما سأل وسيأتي
للمصنف رحمه الله في الباب التاسع أحاديث في فضائل هذه السورة وسنتكلم
عليها



هنالك إن شاء الله
ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه وفي لفظ له من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين
وصححه السيوطي تبعا للحاكم وأخرج أحمد والنسائي من حديث بريدة عنه صلى
الله عليه وسلم من قرأ بمائة آية كتب له قنوت ليلة قال العراقي إسناده
صحيح وقال الهيثمي فيه سلمان بن موسى الشامي وثقة ابن معين وأبو حاتم وقال
البخاري عنده منا كير وصححه أيضا السيوطي وعشر آيات لم يكتب من الغافلين
مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ عشر
آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين قال الحاكم صحيح على شرط مسلم وصححه ابن
خزيمة وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ
مائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ
أربعمائة آية كتب من العابدين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المخبتين
الحافظين ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثمانمائة أية كتب من
المخبتين ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار والقنطار ألف ومائتا أوقية
والأوقية خير مما بين السماء والأرض أو قال خير مما طلعت عليه الشمس ومن
قرأ ألفي آية كان من الموجبين من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له حب الحديث
أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جندب بن عبد الله
رضي الله عنه وصححه ابن حبان وأخرجه من حديثه ابن السني وأخرج البيهقي في
الشعب من حديث أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في كل ليلة غفر
له وفي إسناده المبارك بن فضالة ضعفه أحمد والنسائي وقال أبو



زرعة
يدلس وأخرج أبو نعيم في الحلية من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عنه صلى
الله عليه وسلم من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفور له وقد حكم ابن الجوزي
بوضعه ورد عليه السيوطي وقد ذكرنا ذلك في الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة وذكرنا أنه روى من طرق بعضها على شرط الصحيح وأخرج البيهقي في
السنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم من
قرأ سور يس فكأنما قرأ القرآن مرتين وفي إسناده طالوت بن عباد قال أبو
حاتم صدوق ضعيف ونازعه الذهبي وفي إسناده أيضا سويد أبو حاتم ضعفه النسائي
وأخرج البيهقي في الشعب عن معقل بن يسار عنه صلى الله عليه وسلم من قرأ يس
ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه فاقرءوها عند موتاكم وقد أخرج هذا
الحديث عن معقل بن يسار أحمد وأبو داود وابن ماجه ولفظ أبي داود وابن ماجه
عن معقل بن يسار عنه صلى الله عليه وسلم قال اقرءوا يس على موتاكم ولفظ
أحمد يس قلب القرآن ولا يقرؤها رجل يريد بها الله والدار الآخرة إلا غفر
له فاقرؤها على موتاكم وأخرجه أيضا من حديثه النسائي وابن حبان في صحيحه
وصححه الحاكم وسيأتي بقية ما ورد في هذه السورة في الباب التاسع من قرأ
عشر آيات أربعا من أول سورة البقرة إلى أولئك هم المفلحون وآية الكرسي
وآيتين بعدها وخواتيمها لم يدخل ذلك البيت شيطان حتى يصبح ط



الحديث
أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود
رضي الله عنه قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من
ابن مسعود قيل وهو موقوف على ابن مسعود ولكن له حكم الرفع لأنه لا مجال
للاجتهاد في مثل هذا وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام
القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال
وأخرج الحاكم من حديث ابن مسعود قال أقرءوا سورة البقرة في بيوتكم فإن
الشيطان لا يدخل بيتا تقرأ فيه سورة البقرة قال الحاكم صحيح الإسناد على
شرطهما قوله وآيتين بعدها يعني إلى خالدون قوله وخواتيمها أي خواتيم سورة
البقرة إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا
ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفيء مصباحك واذكر
اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو أن
تعرض عليه شيئا ع الحديث أخرجه الجماعة البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر رضي الله عنه وأخرجه أيضا أحمد
في المسند قوله جنح الليل بضم الجيم وكسرها قال الطيبي جنح الليل طائفة
منه وأراد به هنا الطائفة الأولى عند امتداد فحمة العشاء قوله فكفوا
صبيانكم أي امنعوهم من الخروج قيل والعلة في ذلك أن النجاسة التي يلوذ بها
الشيطان موجودة معهم ولأن الذكر الذي يستعصم به منه معدوم عندهم قوله
تنتشر أي حين فحمة الليل لأن حركتهم ليلا أمكن منها نهارا إذ الظلام أجمع
لقوى الشيطان قوله فخلوهم وفي رواية في صحيح البخاري بحاء مهملة أي حلوهم
عن ذلك الكف الذي كففتموهم وكأنه شبه الكف بالرباط وفي رواية بالخاء
المعجمة أي اتركوهم يدخلوا ويخرجوا ثم ذكر هذه الأشياء التي ينبغي ذكر اسم
الله سبحانه عند مباشرتها وهي إغلاق الباب وإطفاء



المصباح وايكاء
السقاء وتخمير الإناء قوله ولو أن تعرض عليه شيئا بفتح التاء من تعرض وضم
الراء وكسرها وفي رواية ولو أن تعرضوا قوله شيئا يعني أي شيء كان من عود
أو غيره فإن ذلك يكفي وأن لم يستر جميع فم الإناء وإذا رأى ليلة القدر قال
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ت مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة قالت قلت يا رسول
الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب
العفو فاعف عني وقد صححه الترمذي والحاكم أيضا قوله عفو بفتح العين
المهملة وضم الفاء وتشديد الواو أي كثير العفو


فصل في النوم واليقظة


إذا
أتى فراشه فليتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينفضه بطرف ثوبه ثلاث مرات ثم ليقل
باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها
فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وليضطجع على شقه الأيمن ع

الحديث
أخرجه الجماعة البخاري ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء
أحدكم إلى فراشه الخ قوله ثم ينفضه بطرف ثوبه وفي رواية فلينفضه بصنفة
ثوبه ولفظ مسلم فليأخذ داخل إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا
يعلم ما خلفه بعده على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن
وليقل سبحانك ربي وضعت جنبي الخ قوله فاغفر لها في رواية البخاري فارحمها
بدل فاغفر لها زاد الترمذي فإذا استيقظ فليقل الحمد لله الذي عافاني في
جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره ويضع يمينه تحت خده د ت ويقول اللهم قني
عذابك يوم تبعث عبادك ز مص الحديث أخرجه باللفظ أبو داود والترمذي وباللفظ
الآخر البزار وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث حفصة رضي الله عنها ولكنه باللفظين جميعا وفي سنن أبي داود من حديثها
قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد رفع يده
اليمنى تحت خده ثم يقول



اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات
وأخرجه الترمذي من حديث حذيفة وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أيضا من حديثه
البزار ولم يذكر فيه ثلاث مرات وفي رواية لأبي داود من حديث البراء رضي
الله عنه إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك وفي رواية للنسائي من
حديث البراء أيضا إذا أوى إلى فراشه توسد يمينه ثم قال بسم الله وأخرجه
البزار من حديث أنس بإسناد حسن باسمك أموت وأحيا خ م الحديث أخرجه البخاري
ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال باسمك أموت
وأحيا وإذا قام قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور
وأخرجه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي وأخرجه أيضا مسلم من حديث البراء
بن عازب رضي الله عنه الله أكبر أربعا وثلاثين سبحان الله ثلاثا وثلاثين
الحمد لله ثلاثا وثلاثين خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أن فاطمة رضي
الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال ألا أخبرك بما
هو خير لك منه تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين وتحمدين الله ثلاثا
وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين ثم قال سفيان وإحداهن أربعا وثلاثين
وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وفي رواية للبخاري أن فاطمة شكت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما تلقى في يدها من الرحا فأتت النبي صلى الله
عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة رضي الله



عنها
فلما جاء أخبرته فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال مكانك فجلس
بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ألا أدلكما على ما هو خير لكما من
خادم إذا آويتما إلى فراشكما وأخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا
ثلاثا وثلاثين وأحمد ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم وعن شعبة عن
خالد عن ابن سيرين قال التسبيح أربعا وثلاثين وفي بعض طرق النسائي التحميد
أربعا وثلاثين زاد أبو داود في بعض طرقه قالت رضيت عن الله عز وجل وعن
رسوله صلى الله عليه وسلم ويجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ قل هو الله أحد
والفلق والناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه
وما أقبل من جسده ثلاث مرات خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ قل هو الله أحد
وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يسمح بهما ما استطاع من جسده
يبدأ بهما على ظهر رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات قوله
ثم ينفث فيهما قال أبو عبيد النفث شبيه النفخ قال الصفاني وهو أقل من
التفل يقال نفث ينفث وينفث بضم الفاء وكسرها قيل وهذا النفث يكون بعد جمع
الكفين ويكون قبل القراءة وفائدته التبرك بالهواء والنفس



ويقرأ آية
الكرسي خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه في حديث الغول الذي جاء يسرق عليه تمر الصدقة فأخذه ثم
خلى سبيله على أن يعلمه كلمات ينفعه الله بهن فقال إذا أويت إلى فراشك
فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى
تصبح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما انه قد صدقك وهو كذوب وأخرج
نحوه الترمذي من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وحسنه وأخرج أيضا
نحوه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه ويقول الحمد لله
الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤى م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف وهو من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذا آوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا
الخ وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح وقال الحاكم
صحيح الإسناد وأخرج أبو داود والنسائي وأبو عوانة وابن حبان في صحيحهما من
حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
إذا أخذ مضجعه الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني والذي من علي
فأفضل والذي أعطاني فأجزل والحمد لله على كل حال اللهم رب كل شيء ومليكه
وإله كل شيء أعوذ بك من النار قوله وآوانا أي ردنا إلى مأوى وهو المنزل
ولم يجعلنا ممن لا مأوى له كسائر الحيوانات اللهم أنت خلقت نفسي وأنت
تتوفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم
إني أسألك العافية م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عمر



رضي الله عنهما أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه قال اللهم
أنت خلقت نفسي الخ فقال له الرجل أسمعت هذا من عمر رضي الله عنه فقال من
خير من عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه أيضا النسائي وفي
الحديث ذكر الموت والحياة والدعاء للنفس على تقدير الحياة بالحفظ وعلى
تقدير الموت بالمغفرة وذلك أن النوم شبيه بالموت لأن الله سبحانه يتوفى
فيه نفس النائم كما قال تعالى في كتابه العزيز الله يتوفى الأنفس حين
موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى
إلى أجل مسمى فناسب ذكر المجيء بهذا الدعاء على التقديرين أستغفر الله
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات من قالها غفرت ذنوبه
وإن كانت كزبد البحر أو عدد ورق الشجر أو عدد رمل عالج أو عدد أيام الدنيا
ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يأوي إلى
فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات
قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد
الله بن الوليد الرصافي وفي رواية زيادة بلفظ وإن كانت عدد النجوم وفي
الحديث فضيلة عظيمة ومنقبة جليلة في مغفرة ذنوب القائل بهذا الذكر ثلاث
مرات وأن كانت بالغة إلى هذا الحد الذي لا يحيط به عدد وفضل الله واسع
وعطاؤه جم وإن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل



شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله سبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله أكبر غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر حب الحديث
أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال حين يأوي إلى فراشه الخ وصححه ابن
حبان ورواه النسائي موقوفا قوله غفرت ذنوبه وفي رواية أو خطاياه على الشك
والشاك مسعر أحد رجال السند اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم
ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ
بك من شر كل شيء أنت اخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت
الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء
اقض عنا الدين وأغننا من الفقر م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن
يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول اللهم رب السموات الخ قال وكان يروى ذلك عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أيضا أهل السنن قوله فالق
الحب والنوى أي الذي يشق حب الطعام ونوى الثمر ونحوهما لللأنبات قوله أنت
الأول أي أنت القديم الذي لا ابتداء له والآخر أي الباقي بعد فناء خلقه لا
انتهاء له ولا انقضاء لوجوده الظاهر الذي ظهر فوق كل شيء الباطن الذي حجب
إبصار الخلائق عن إدراكه فليس دونك شيء أي لا يحجبه شيء عن إدراك مخلوقاته
اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك
لا ملجأ منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت يجعلهن
آخر ما يتكلم به ع



الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك
الأيمن ثم قل اللهم إني وجهت وجهي إليك الخ وفي لفظ فإن مت في ليلتك فأنت
على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به قال فرددتها على النبي صلى الله عليه
وسلم فلما بلغت آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك الذي أرسلت قال لا
ونبيك الذي أرسلت وفي رواية للبخاري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
آوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن وقال اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت
وجهي إليك وفي رواية لأبي داود قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك ثم ذكر نحوه وفي رواية للنسائي كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه توسد يمينه ثم قال بسم الله
وذكره بمعناه قوله أسلمت وجهي إليك قيل المراد بالوجه هنا النفس كما رواه
النووي عن العلماء وقال ابن الجوزي يحتمل أن يراد به الوجه حقيقة ويحتمل
أن يراد به القصد كأنه يقول قصدتك في طلب سلامتي وقال القرطبي معنى الوجه
هنا القصد والعمل الصالح ومعنى أسلمت وجهي سلمت وجهي إليك إذ لا قدرة لي
ولا تدبير لجلب نفع ولا دفع ضر ومعنى فوضت أمري إليك رددته إليك فلا حول
لي ولا قوة إلا بك فاكفني همه وأصلحه بما شئت ومعنى ألجأت ظهري إليك
اعتمدت عليك في جميع أموري وأسندتها إليك كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما
يستند إليه ومعنى قوله رغبة ورهبه إليك الرغبة في ثوابك ومغفرتك والرهبة
من عقابك وسخطك قوله لا ملجأ مهموز من ألجأت ولا منجا هو غير مهموز من
النجاة والمراد بالكتاب القرآن وقيل جميع الكتب المنزلة



وليقرأ قل
يا أيها الكافرون ثم لينم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك حب ط الحديث
أخرجه الطبراني وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عروة بن
نوفل عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اقرأ قل يا
أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك وأخرجه أيضا أبو
داود والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد وصححه ابن حبان ونوفل هذا هو ابن
الأشجع وليس له في كتب أهل السنة إلا هذا الحديث وفي الباب أحاديث منها عن
جبله بن حارثة عند الطبراني برجال ثقات وعن خباب عند البزار وفي إسناده
جابر الجعفي وهو ضعيف جدا وعن عباد بن أخصر عند البزار وفيه جابر المذكور
ويحيى الحماني وهما ضعيفان وعن ابن عباس عند الطبراني وفيه جبارة بن
المغلس وهو ضعيف جدا وإنما كانت براءة من الشرك لما فيها من التبري من
عبادة ما يعبده المشركون وقال صلى الله عليه وسلم إذا وضعت جنبك على
الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت
ز حب الحديث أخرجه البزار وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أنس قال الهيثمي فيه غسان بن عبيد وهو ضعيف وثقة ابن حبان وبقية رجاله
رجال الصحيح قلنا ومع توثيق ابن حبان له فقد صار من قسم الحسن لا من قسم
الضعيف قال ولا بد أن تكون قراءة هاتين السورتين بحضور تفكر وجمع همة
وصفاء قلب وقوة يقين وظاهر الحديث أن هذا الأمان يحصل بمجرد القراءة ولا
دليل يدل على اعتبار زيادة على ذلك إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك
وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فإن ذكر الله ثم نام
بات الملك يكلؤه وإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة س حب الحديث أخرجه
النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من



حديث جابر رضي
الله عنه ولفظ النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى الرجل إلى
فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان افتح بشر
فإن ذكر الله تعالى ثم نام بات الملك يكلؤه فإذا استيقظ قال له الملك افتح
بخير وقال الشيطان افتح بشر فإن قال الحمد لله الذي رد إلي نفسي ولم يمتها
في منامها الحمد لله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن
أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا الحمد لله الذي يمسك السماء
أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤف رحيم فإن وقع من على
سريره فمات دخل الجنة وصححه ابن حبان وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط
مسلم وزاد في آخره الحمد لله الذي يحيي الميت وهو على كل شيء قدير وقال
الهيثمي رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي
وهو ثقة قوله إذا أوى إلى فراشه هو مقصور لأنه فعل لازم ويمد إذا كان
متعديا وقد جاء اللآزم والمتعدي في القرآن فمن اللازم قوله سبحانه وتعالى
إذ أوينا إلى الصخرة وقوله إذ أوى الفتية إلى الكهف ومن المتعدي قوله
سبحانه وتعالى وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين وقوله تعالى ألم يجدك
يتيما فآوى وحكى القاضي غياض اللغتين في كل منهما وهو بعيد قوله يكلؤه
بالهمزة المضمومة أي يحفظه ويحرسه ما من رجل يأوي إلى فراشه فيقرأ سورة من
كتاب الله عز وجل إلا بعث الله إليه ملكا يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يهب
من نومه متى هب الحديث أخرجه أحمد بن حنبل رضي الله عنه كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة يس قال الهيثمي ورجال أحمد رجال
الصحيح وأخرجه أيضا الترمذي وحسنه السيوطي ورد عليه بأن في إسناده مجهولا

وأيضا قد ضعف النووي في الأذكار إسناده وأخرجه أيضا ابن السني
قوله يهب من نومه متى هب أي يستيقظ من نومه متى استيقظ
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى Empty رد: كتاب : تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي الجزء الثانى {الثلاثاء 5 يوليو - 15:00}

فصل في آداب الرؤيا


إذا
رأى في نومه ما يحب فليحمد الله عليه ولا يحدث بما رأى إلا من يحب خ م
وإذا رأى ما يكره فليتفل ثلاثا خ م أو لينفث ثلاثا عن يساره وليتعوذ بالله
من الشيطان ومن شرها ثلاثا فإنها لا تضره ع ولا يذكرها لأحد خ وليتحول عن
جنبه الذي كان عليه م أو ليقم فليصل خ الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله في هذه الأطراف وهي من حديث جماعة من الصحابة رضي الله
عنهم فمنها حديث أبى سلمة في الصحيحين وغيرهما قال لقد كنت أرى الرؤيا
فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم
ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها
ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره ومنها ما
أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن عن أبى قتادة رضي الله عنه قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى
شيئا يكرهه لينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره وإن
الشيطان لا يترائى بي وفي رواية لمسلم من حديثه فليبصق عن يساره حين يهب
من نومه ثلاث مرات ومنها في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأى أحدكم الرؤيا
يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها من يحب وإذا رأى غير
ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد
فإنها لا تضره ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين وغيرهما
وفيه ومن

رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد فليقم فليصل وهذا لفظ البخاري
ومنها حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم وأبي داود وابن ماجه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره
ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه قوله
ولا يحدث بها إلا من يحب ينبغي حمل الرواية المطلقة وهي قوله في حديث أبي
سعيد فليحمد الله عليها وليحدث بها على هذه الرواية المقيدة فلا يحدث بها
إلا من يحب ووجه ذلك أنه إذا قص الرؤيا على من لا يحبه فقد يعبر بما يكره
قوله فليتفل في الرواية الآخرة فلينفث وفي حديث جابر فليبصق والظاهر أنه
يحصل الإمتثال بما فعله من تفل أو بصق أو نفث والتفل أخف من البزق والبصق
أخف من التفل والنفخ أخف من النفث ذكر معنى ذلك الصفاني يقال تفل يتفل
ويتفل ومنه تفل الراقي قال النووي والظاهر أن المراد النفث وهو نفخ لطيف
لا ريق له وهذا التفل هو زجر للشيطان الذي أراه ما يكره ليحزنه ويضجره مع
زجره بالاستعاذة منه والحاصل من الأحاديث أنه يتعوذ بالله من الشيطان
الرجيم إذا رأى ما يكره ويتفل وينفث ويتحول عن جنبه الذي كان عليه ولا
يذكرها لأحد فإنه إذا فعل ذلك لم تضره وإذا أمكنه القيام والصلاة كان ذاك
أتم وأكمل وأخرج ابن السني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأى أحدكم
رؤيا يكرهها فليتفل ثلاث مرات ثم ليقل اللهم إني أعوذ بك من عمل الشيطان
وسيئات الأحلام فإنها لا تكون شيئا وأخرج ابن السني عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال لمن قال له رأيت رؤيا قال خيرا رأيت وخيرا يكون وفي
رواية له خيرا تلقاه وشرا توقاه خيرا لنا وشرا على أعدائنا الحمد لله رب
العالمين فإذا فزع أو وجد وحشة أو أرقا فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من
غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون وكان عبد الله بن
عمرو بن العاص يلقنها من عقل من ولده ومن لم يعقل كتبها له في صك



ثم
علقها في عنقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه إياها إذا فزع من النوم
د ت ولما شكا إليه صلى الله عليه وسلم الوليد بن الوليد أنه يجد وحشة في
نومه قال له قلها فإنه لا يضرك الحديث أخرجه أبو داود والترمذي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات التامات من
غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لا تضره قال
وكان عبد الله بن عمرو يلقنها من عقل من ولده الخ قال الترمذي حديث حسن
غريب وأخرجه أيضا النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد وفي رواية للنسائي
قال كان خالد بن الوليد رجلا يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا اضطجعت فقل بسم الله أعوذ
بكلمات الله التامة فذكر مثله وقال مالك في الموطأ بلغني أن خالد بن
الوليد رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أني أروع في منامي فقال
النبي صلى الله عليه وسلم قل فذكر مثله وأخرج مثله الطبراني في الأوسط من
حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال حدث خالد بن الوليد رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أهاويل يراها بالليل فذكره ورواه أحمد في المسند عن محمد بن
يحيى بن حبان عن الوليد بن الوليد أنه قال يا رسول الله أني أجد وحشة قال
إذا أخذت مضجعك فقل فذكر مثله قال المنذري ومحمد لم يسمع من الوليد وقال
الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح إلا أن محمد بن يحيى لم يسمع من الوليد
قوله أو أرقا الأرق السهر قوله ومن همزات الشياطين أي خطراتهم التي تخطر
بقلب الإنسان قوله في صك الصك ما يكتب فيه وقد ورد ما يدل على عدم جواز
التمائم فلا تقوم بفعل عبد الله بن عمرو حجة ولما شكا إليه خالد بن الوليد
الفزع علمه ما علمه جبريل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر
ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج



فيها ومن شر ما ذرأ في
الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل وفتن النهار ومن شر طوارق الليل
والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ط الحديث أخرجه الطبراني في الكبير
كما قال المصنف رحمه الله وهو هكذا في إحدى روايات قصة خالد وقال الهيثمي
في إسناده المسيب بن أوضح وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة وكذلك الحسن بن
على العمري وبقية رجاله رجال الصحيح وأخرجه أيضا أحمد وأما حديث تعليم
جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرجه أحمد وأبو يعلى قال المنذري
ولكل منهما إسناد جيد محتج به من حديث خنبش التميمي بفتح المعجمة بعدها
نون ساكنة وباء موحدة مفتوحة وشين معجمة أن أبا التياح قال له أدركت رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال كيف صنع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليلة كادته الشياطين قال إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعوب وفيهم شيطان في يده شعلة من نار
يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فهبط إليه جبريل عليه
السلام وقال يا محمد قل قال وما أقول قال قل أعوذ بكلمات الله التامة من
شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر
فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق علينا بخير يا رحمن قال
فطفئت نارهم وهزمهم الله تعالى وقد رواه مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد
مرسلا ورواه النسائي من حديث ابن مسعود بنحوه قوله لا يجاوزهن أي لا يحيد
عنهن ولا يميل قوله ما ذرأ في الأرض أي خلق وقد تقدم تفسيره قوله طوارق
جمع طارق وهو من الطرق وقيل أصله من الدق وسمي الآتي بالليل طارقا
لإحتياجه إلى الدق ولما شكا إليه أيضا الأرق علمه اللهم رب السموات السبع
وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر
خلقك أجمعين أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى عز جارك وتبارك اسمك فقالهن
فنام طص مص



الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط وابن أبي شيبة في مصنفه
وهو من حديث خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه أصابه الأرق فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت قل اللهم الخ وأخرجه
أيضا من حديثه الطبراني في الكبير كما أخرجه في الأوسط قال المنذري
وإسناده جيد إلا أن عبد الرحمن بن ساباط لم يسمع من خالد وأخرجه أيضا
الترمذي من حديث بريدة قال شكا خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله ما أنام من الأرق فقال النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم الخ وضعف إسناد حديث بريدة المنذري والنووي
قوله رب السموات السبع وما أظلت من الإظلال أي وما ارتفعت عليه واستعلت
فوقه حتى أظلته قوله ورب الشياطين وما أضلت من الاضلال أي صيرته بإغوائها
ضالا قوله أن يفرط بفتح الياء التحتية وضم الراء وهو العدوان ومجاوزة الحد
ولما شكا إليه ذلك زيد بن ثابت رضي الله عنه قال له قل اللهم غارت النجوم
وهدأت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حي يا قيوم اهدأ ليلي
وأنم عيني فقاله فأذهب الله عنه ذلك ي الحديث أخرجه ابن السني كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال شكوت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أرقا أصادفه فقال قل اللهم الخ وأخرجه أيضا من
حديثه الطبراني وقال الهيثمي وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك قلت
وهذا الرجل قد أخرج حديثه هذا ابن السني من طريقه قال حدثنا أبو يعلى
حدثنا عمرو بن الحصين بن مروان عن أبيه عن جده مروان بن الحكم عن زيد بن
ثابت فذكره قوله غارت أي غابت ومعنى هدأت أي سكنت بما حصل فيها من النوم
قوله أهد ليلي من الهداية وفي رواية أهدأ ليلي بالهمزة فيكون من الهدو أي
اجعل قلبي ليلي ساكنا وإذا انتبه قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا
وإليه النشور خ



الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أوى إلى فراشه قال باسمك أموت وأحيا وإذا قام قال الحمد لله الذي
أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود
والترمذي والنسائي وأخرجه مسلم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قوله
بعد ما أماتنا جعل النوم موتا لكونه شبيها به من حيث عدم الإحساس وفقد
الإدراك وقيل أن المراد به البعث يوم القيامة بعد الموت الحقيقي لا إله
إلا أنت لا شريك لك سبحانك أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما
ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب د ت حب
الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
استيقظ من الليل قال لا إله إلا أنت سبحانك أستغفرك الخ وأخرجه أيضا من
حديثها النسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وصححه ابن
حبان وكان صلى الله عليه وسلم إذا تضور من الليل قال لا إله إلا الله
الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار س حب الحديث
أخرجه النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي
الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجه أيضا الحاكم من
حديثها وقال صحيح على شرط الشيخين وصححه ابن حبان قوله تضور بالضاد
المعجمة وتشديد الواو والتضور هو التقلب في الفراش وقال من قال حين يتحرك
بسم الله عشر مرات سبحان الله عشر مرات آمنت بالله وكفرت بالطاغوت عشرا
وقي كل شيء يتخوفه ولم ينبغ لذنب أن يدركه إلى مثلها طس وتقدم ما يقول من
تعار من الليل في الباب الثاني



الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وقد أخرج
التسبيح عشرا أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث عائشة رضي
الله عنها لما سألها سائل عن ما كان يفتتح به رسول الله صلى الله عليه
وسلم قيام الليل الحديث المتقدم قال المنذري في الترغيب والترهيب في الزهد
بعد ذكر هذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه الله وفي الباب أحاديث كثيرة من
فعله صلى الله عليه وسلم وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقل أحدكم حين يريد أن ينام آمنت
بالله وكفرت بالطاغوت وعد الله حق وصدق المرسلون اللهم أعوذ بك من طوارق
الليل إلا طارقا يطرق بخير قال الهيثمي وفي إسناده محمد بن إسماعيل بن
عباد وهو ضعيف وفي الحديث دليل على أن في هذا الذكر وقاية من كل مخوف
وحجاب عن كل ذنب


الباب الرابع فيما يتعلق بالطهور والمسجد والأذان والإقامة
والصلاة الراتبة وصلوات منصوصات




فصل الطهور


إذا
دخل الخلاء فليقل بسم الله مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل
الكنيف أن يقول بسم الله وأخرجه الترمذي بهذا اللفظ وقال إسناده ليس
بالقوي وقد اعترض الحافظ مغلطاي على الترمذي في قوله إسناده ليس بالقوي
قال ولا أدرى ما يوجب ذلك لأن جميع من في سنده غير مطعون عليهم بوجه من
الوجوه بل لو قال قائل

إسناده صحيح لكان مصيبا وقد صححه السيوطي وأخرجه
أيضا أحمد في مسنده من حديثه وابن ماجه في سننه وقد ذكر جماعة من أهل
العلم أنه يستحب لمن دخل الخلاء أنه يقول أولا بسم الله ثم يقول اللهم إني
أعوذ بك من الخبث والخبائث عملا بهذا الحديث وهو ينتهض للاحتجاج به وقد
وردت أحاديث بمشروعية التسمية لكل ما يفعله الإنسان اللهم إني أعوذ بك من
الخبث والخبائث ع الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث قوله الخلاء بفتح
الخاء المعجمة وبالمد محل قضاء الحاجة وبالقصر اسم لموضعها وأصله من
الخلوة لأنه يقصد لذلك قوله من الخبث بضم الباء وقيل بسكونها جمع خبيث
والخبائث جمع خبيثه وقال ابن الأنباري الخبث الكفر والخبائث الشياطين وقيل
الخبيث الشيطان والخبائث والمعاصي وإذا خرج قال غفرانك ع حب الحديث أخرجه
أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا خرج من الخلاء قال غفرانك وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث
إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة ولا يعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة وأخرجه
ابن حبان في صحيحه وصححه أيضا النووي في الأذكار وأخرج ابن السني
والطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى في
قوته وأذهب عني أذاه قوله غفرانك هو منصوب بإضمار



فعل وهو أني أسألك
غفرانك قيل والحكمة في هذا الاستغفار أنه لما ترك ذكر الله تعالى بلسانه
مدة قضاء الحاجة رأى ذلك تقصيرا فاستدرك بالاستغفار وقيل أن الاستغفار
لتقصيره في شكر النعمة التي أنعم الله عليه بها من إطعام الطعام وهضمه
وتسهيل مخرجه وإذا توضأ فليسم الله د ت الحديث أخرجه أبو داود والترمذي
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم
يذكر اسم الله عليه وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديثه وأخرجه الترمذي وابن
ماجه من حديث سعيد ابن زيد رضي الله عنه وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديث أبي
سعيد وسهل بن سعد رضي الله عنهما قال الترمذي قال محمد بن اسمعيل احسن شيء
في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن يعني حديث أبي هريرة والحديث ينتهض
للاحتجاج به لكثرة طرقه فهو حينئذ أقل أحواله أن يكون من قسم الحسن لغيره
وقد أطلنا الكلام عليه في شرحنا للمنتقي ثم يقول اللهم اغفر لي ذنبي ووسع
لي في داري وبارك لي في رزقي س ى الحديث أخرجه النسائي وابن السني من حديث
أبي موسى رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ
فسمعته وهو يقول اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي قال
قلت يا رسول الله لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا قال وهل تراهن تركن من شيء
ورجال إسناد النسائي رجال الصحيح إلا عباد بن عباد بن علقمة وقد وثقه أبو
داود ويحيى بن معين وذكره ابن حبان في الثقات وصحح إسناد هذا الحديث
النووي في الأذكار وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه معناه
ولم يذكر الوضوء وفي الحديث دليل على أنه لا بأس بالدعاء فيما يرجع إلى
مصالح الدنيا والتوسعة فيها والبركة في الرزق



وإذا فرغ من الوضوء
قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء م الحديث أخرجه مسلم كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عقبة بن عامر عن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما منكم من أحد يتوضأ ثم
يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ وأخرجه أيضا من حديثه
أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي من حديثه مختصرا وزاد في آخره اللهم
اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديث
أنس بلفظ وأحسن الوضوء ثم قال ثلاث مرات فذكره وأخرجه بهذه الزيادة أحمد
وإسناده ضعيف ومن توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك كتب
في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة طس الحديث أخرجه الطبراني
في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ فقال سبحانك اللهم الخ وأخرج
النسائي أيضا من حديثه عنه صلى الله عليه وسلم قال من توضأ ففرغ من وضوءه
ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
طبع عليها بطابع ثم دفعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة قال النسائي
بعد إخراجه هذا رفعه خطأ والصواب موقوف وضعف النووي إسناده وأخرجه الحاكم
في مستدركه وقال صحيح على شرط مسلم قوله في رق الرق هو ما يكتب فيه من جلد
أو غيره والطابع بفتح الباء هو الخاتم وكسر الباء لغة والمعنى أنه يختم
على ذلك المكتوب في الرق فلا يتطرق إليه تغيير ولا إبطال



فصل في أذكار الخروج إلى المسجد


إذا
خرج للصلاة فليقل اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا
وعن يميني نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا وفي عصبي نورا وفي لحمي نورا وفي
دمي نورا وفي شعري نورا وفي بشري نورا وفي لساني نورا واجعل في نفسي وأعظم
لي نورا خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وهو يقول اللهم
اجعل في قلبي نورا الخ وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود والنسائي ولفظ مسلم
في حديثه الطويل اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا واجعل في سمعي
نورا واجعل في بصري نورا واجعل من خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي
نورا ومن تحتي نورا اللهم أعطني نورا قوله واجعل في قلبي نورا إنما قدم
القلب لأنه المضغة التي إذا صلحت صلح سائر البدن وإذا فسدت فسد سائر البدن
ولأن القلب إذا نور فاض نوره على البدن جميعا ومن لازم تنوير هذه الأعضاء
حلول الهداية لأن النور يقشع ظلمات الذنوب ويرفع سدفات الآثام وإذا قال
عند دخول المسجد أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من
الشيطان الرجيم قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم د الحديث أخرجه أبو داود
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال أعوذ بالله
الخ وجود النووي إسناده وإذا دخله فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم د
حب ويقول اللهم افتح لي

أبواب رحمتك م وإذا خرج منه فليسلم على النبي
صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان حب ق الرجيم ق اللهم
إني أسألك من فضلك م الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان وابن ماجه ومسلم من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه ومن حديث أبي حميد وأبي أسيد أما حديث أبي
هريرة فلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد
فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم وليقل اللهم اعصمني من
الشيطان وأخرجه أيضا النسائي وزاد ابن ماجه لفظ الرجيم وصححه ابن حبان
وأخرجه أيضا من حديثه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأما حديث أبي
حميد وأبي أسيد فقالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم
المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب
رحمتك وإذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل
اللهم الخ ورواه أبو عوانة في مسنده الصحيح بنحو رواية أبي داود وزاد فيه
وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابن ماجه وأبو عوانة
من حديث أبي حميد وحده ولفظ أبي عوانة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول إذا دخل المسجد اللهم افتح لي أبواب رحمتك وسهل لنا أبواب رزقك قال
النووي في الأذكار بعد ذكره لحديث أبي حميد وأبي أسيد رواه مسلم في صحيحه
وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم بأسانيد صحيحة وليس في رواية مسلم
فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهي رواية الباقين زاد ابن السني
وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم أعذني من
الشيطان الرجيم وروى هذه الزيادة ابن ماجه وابن خزيمة وأبو حاتم في
صحيحهما وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه والترمذي وابن ماجه من حديث فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا دخل المسجد يقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر
لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك



وإذا خرج قال بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر
لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ورواه ابن مردوية في كتاب
الأدعية
من حديثها وزاد بعد قوله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد
وعلى أل محمد ولا يجلس حتى يصلي ركعتين خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث جماعة من
الصحابة رضي الله عنهم وكرره البخاري في أكثر من عشرة أبواب وهما ركعتا
تحية المسجد وما كان للمصنف أن يذكرهما هنا بل يؤخرهما إلى الصلوات
المنصوصات كما سيأتي ومما ينبغي ذكره ههنا ما أخرجه الحاكم في المستدرك
وقال صحيح الإسناد عن ابن عباس في قوله عز وجل فإذا دخلتم بيوتا فسلموا
على أنفسكم تحية قال هو المسجد إذا دخلته فقل السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين وإذا سمع من ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك م
الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع رجلا ينشد ضالة في
المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا وأخرجه من حديثه
أيضا أبو داود وابن ماجه قوله ينشد ضالة بفتح التحتية وضم الشين المعجمة
يقال نشدت الضالة إذا طلبتها وأنشدتها إذا عرفتها وإذا رأى من يبيع أو
يبتاع فيه فليقل لا أربح الله تجارتك ت حب الحديث أخرجه الترمذي وابن حبان
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا
لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد ضالة فيه فقولوا لا ردها الله
عليك قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن غريب وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا من
حديثه النسائي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وفي الباب عن بريدة أن رجلا
نشد في المسجد فقال من دعا



إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله
عليه وسلم لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له وأخرجه مسلم والنسائي
وابن ماجه وفي الحديث دليل على جواز الدعاء على من فعل ما لا يطابق
الشريعة المطهرة


فصل الأذان


إذا سمع المؤذن فليقل كما
يقول ع الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن وظاهر هذا الحديث
أنه يقول مثل ما يقول في جميع ألفاظ الأذان الحيعلتين وغيرهما وسيأتي بيان
ذلك قريبا إن شاء الله تعالى وبعد الحيعلتين لا حول ولا قوة إلا بالله خ م
إذا قال ذلك من قلبه دخل الجنة م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم
الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله
إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول
لا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم
قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله
قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة وأخرجه من حديثه أبو داود والنسائي
وظاهر هذا الحديث أنه ينبغي في الحيعلتين أن لا يقول مثل ما يقول بل يقول
لا حول ولا قوة إلا بالله فينبغي أن يبني العام على الخاص فيقول مثل ما
يقول إلا في الحيعلتين فيحولق وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ينبغي الجمع
بين الخاص

والعام فيقول في الحيعلتين مثل ما يقول ويحولق وقد أوضحنا
الكلام على هذا في شرحنا للمنتقي من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد
رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده
الخ وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه ثم ليصل على النبي
صلى الله عليه وسلم ثم يسأل الله له الوسيلة م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل
ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدة صلى الله بها عليه عشرا ثم
سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد
الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي وأخرجه
من حديثه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي اللهم رب هذه الدعوة التامة
والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي
وعدته خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر
بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال
حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة الخ وفي آخره حلت له شفاعتي
يوم



القيامة قوله الوسيلة قد تقدم قريبا أنها نزلة في الجنة لا
تنبغي إلا لعبد من عباد الله وهو يدفع ما قيل أنها الشفاعة وقيل الوسيلة
القرب من الله تعالى كما يدل على معناها لغة فإنها الوصيلة التي يتوصل بها
إلى المطلوب ما من مسلم يسمع النداء فيكبر ويكبر ويقول أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم يقول اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضيلة
واجعل في الأعلين درجته وفي المصطفين محبته وفي المقربين ذكره إلا وجبت له
الشفاعة يوم القيامة ط الحديث أخرجه الطبراني في معجمه الكبير كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال الهيثمي في مجمع
الزوائد ورجاله موثقون وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط من حديث أبي
الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سمع
المؤذن اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على محمد وأعطه
سؤله يوم القيامة وكان يسمعها من حوله ويحب أن يقولوا مثل ذلك إذا سمعوا
المؤذن قال ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له شفاعة محمد صلى الله
عليه وسلم يوم القيامة وفي إسناده صدقة بن السمين وهو ضعيف وأخرج الطبراني
في الأوسط من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت
له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة وفي إسناده الوليد بن عبد الملك الحراني
وفيه مقال وأخرجه من حديثه أيضا الطبراني في الكبير بلفظ من سمع النداء
فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
اللهم صل على محمد وبلغه درجة الوسيلة عندك واجعلنا في شفاعته يوم القيامة
وجبت له الشفاعة وفي إسناده إسحق بن عبد الله بن كيسان وهو لين الحديث



والدعاء
بين الأذان والإقامة لا يرد ت حب فادعوا ص واسألوا الله العافية في الدنيا
والآخرة ت الحديث أخرجه الترمذي وابن حبان وأبو يعلى الموصلي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة قال الترمذي بعد
إخراجه حسن صحيح وزاد فيه عن يحيى بن يمان قال فماذا نقول يا رسول الله
قال سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا أبو
داود بإسناد صحيح عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثنتان لا يردان أو قال ما يردان الدعاء عند النداء وعند البأس
حين يلحم بعضهم بعضا وقد قدمنا طرفا من هذه الأحاديث عند كلام المصنف رحمه
الله على أوقات الإجابة وأخرج أبو داود من حديث أبي أمامة أو عن بعض
الصحابة رضي الله عنهم ظ أن بلالا أخذ في الإقامة فلما أن قال قد قامت
الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم أقامها الله وأدامها وفي إسناده شهر
بن حوشب وفيه مقال معروف وأخرج أحمد من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء
وفي إسناده ابن لهيعة والمراد بالتثويب بها الإقامة وأخرج ابن حبان في
صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله


فصل فيما يقال في الصلاة المكتوبة


يقول بعد التكبيرة وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا
من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له
وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا

أنت أنت ربي
وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر
الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني
سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر
ليس إليك أنا بك وإليك تباركت ربنا وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال
وجهت وجهي الخ وأخرجه من حديثه أيضا أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وفي
رواية للترمذي والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك بعد
التكبيرة وزاد الترمذي كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة وقال حديث حسن
صحيح وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديثه وزاد فيه الصلاة المكتوبة وزاد
بعد قوله حنيفا لفظ مسلما وقد ورد هذا الحديث مقيدا بصلاة الليل كما في
صحيح مسلم قوله وجهت وجهي قيل معناه قصدت بعبادتي وقيل معناه أقبلت بوجهي
قوله حنيفا الحنيف المائل إلى الدين الحق وهو الإسلام قاله الأكثر قوله
وأنا من المسلمين والنسك العبادة والمحيا والممات الحياة والموت قوله
لأحسن الأخلاق أي أكملها أفضلها ومعنى سيئها قبيحها قوله والشر ليس إليك
معناه لا يتقرب به إليك وقيل معناه غير ذلك وقد أوضحنا شرح هذا الحديث
وتكلمنا على فوائده في شرحنا للمنتقي فليرجع إليه ثمة



اللهم باعد
بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم اغسل خطاياي بالماء
والثلج والبرد اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس خ م
الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين
التكبيرة والقراءة اسكاته قال أحسبه قال هنية فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول
الله إسكاتتك بين التكبيرة والقراءة ما تقول قال أقول اللهم باعد بيني
وبين خطاياي الخ وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه ولفظ مسلم اغسلني من
خطاياي قوله باعد قيل المراد بالمباعدة محو ما حصل من الخطايا والعصمة عما
سيأتي منها قوله اللهم اغسل في الروايات الكثيرة تقديم اللهم نقني على
قوله اللهم اغسل وجمع بين الماء والثلج والبرد تأكيدا ومبالغة وخص الثوب
الأبيض بالذكر لأن الدنس يظهر فيه زيادة على ما يظهر في سائر الألوان
والمراد أن هذه الألفاظ مجاز عن محو الذنوب ورفع أثرها وهذا الحديث أصح
الأحاديث الواردة في التوجه وكل ما صح من التوجهات فالتوجه به مجزئ ولا
وجه للقول بأنه لا يجزئ إلا واحد منها معين كما يقوله بعض أهل العلم ولكنه
ينبغي العدول إلى الأصح وأن كان غيره من الصحيح مجزئا الله أكبر كبيرا
والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال بينما أنا أصلي
مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد
لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
القائل كلمة كذا وكذا فقال رجل من القوم أنا يا رسول الله قال عجبت



لها
فتحت لها أبواب السماء قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ذلك وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وزاد لقد ابتدرها
اثنا عشر ملكا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه م د الحديث أخرجه
مسلم وأبو داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس بن مالك رضي
الله عنه أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال الحمد لله كثيرا طيبا
مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال أيكم
المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأسا فقال
رجل جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها
أيهم يرفعها وأخرجه أيضا النسائي ولفظه ولفظ أبي داود فقال الله أكبر
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه قوله فأرم القوم بفتح الراء وتشديد
الميم أي سكتوا وإذا قال الإمام ولا الضالين فليقل آمين وليقل المأموم
آمين يحبه الله م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وفيه إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا
الضالين فقولوا آمين يحبكم الله وأخرجه من حديثه أيضا أبو داود والنسائي
وأخرجه الطبراني في الكبير من حديث سمرة بن جندب بهذا اللفظ قوله آمين فيه
أربع لغات أفصحهن وأشهرهن آمين بالمد والتخفيف والثانية بالقصر والتخفيف
والثالثة بالإمالة والرابعة بالمد والتشديد ذكر هذا النووي في الأذكار
ومعنى آمين استجب كذا قال أكثر أهل العلم وقال في الصحاح معنى آمين كذلك
فليكن وإذا أمن الإمام فليؤمن المأموم فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر
له ما تقدم من ذنبه خ م



الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر
له ما تقدم من ذنبه ووفي رواية للبخاري وإذا قال الإمام غير المغضوب عليهم
ولا الضالين فقولوا آمين فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما
تقدم من ذنبه ولمسلم معناه وفي رواية أخرى للبخاري إذا أمن القارئ فأمنوا
فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما نقدم من ذنبه
ولما قال صلى الله عليه وسلم آمين مد بها صوته ورفعه بها فيرتج المسجد
وقال آمين ثلاث مرات وحين قال ولا الضالين قال رب اغفر لي آمين أ دق ط
الحديث أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين مد بها صوته وفي
لفظ لأبي داود رفع بها صوته وأخرجه أيضا من حديثه الترمذي وحسنه وأخرجه
أيضا من حديثه النسائي وابن أبي شيبة في مصنفه و الحاكم وصححه وفي لفظ من
هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال رب اغفر لي آمين وأخرجه الطبراني
وفي إسناده أحمد بن عبد الجبار العطاردي وثقه الدارقطني وأثنى عليه أبو
كريب وضعفه جماعة وقال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا وأخرجه أيضا البيهقي
وفي لفظ من هذا الحديث للطبراني بإسناد حسن أنه قال آمين ثلاث مرات وأخرج
أبو داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا تلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين حتى يسمع
من يليه من الصف ولفظ ابن ماجه حتى يسمعها أهل الصف الأول ويرتج بها
المسجد وأخرجه أيضا الدارقطني وقال إسناده حسن



والحاكم وقال صحيح
على شرطهما والبيهقي وقال حسن صحيح وأخرج أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح وابن
خزيمة في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين وصححه السيوطي
أيضا وأخرج ابن ماجه من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على أمين فإكثروا من قول آمين
وفي إسناده طلحة بن عمرو وهو ضعيف وأخرج ابن عدي من حديث أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اليهود قوم حسد حسدوكم على ثلاث
إفشاء السلام وإقامة الصلاة وآمين وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث معاذ
مثله وقد ثبت في مشروعية التأمين سبعة عشر حديثا كما أوضحته في شرحي
للمنتقي وبه قال الجمهور وليس بيد من خالف في ذلك شيء يصلح للتمسك به أصلا
وقد أوضحت ذلك في الشرح المشار إليه وفي الركوع سبحان ربي العظيم ثلاثا م
ز الحديث أخرجه مسلم والبزار كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث حذيفة
رضي الله عنه وفيه ثم ركع فجعل يقول سبحان ربي العظيم وقد ثبت زيادة ثلاثا
في كتب السنن لا كما يفيده رمز المصنف أنه لم يخرج التثليث إلا البزار بل
أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه سبحان ربي
العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه وذلك أدناه وإذا سجد فقال سبحان ربي الأعلى
ثلاثا فقد تم سجوده وذلك أدناه وحديث البزار الذي أشار إليه المصنف أخرجه
من حديث عبد الله ابن مسعود أنه قال من السنة أن يقول الرجل في ركوعه
سبحان ربي العظيم ثلاثا وفي سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا وفي إسناده
السري بن اسمعيل وهو ضعيف ورواه البزار



أيضا من حديث أبي بكر رضي
الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يسبح في ركوعه سبحان ربي العظيم
ثلاثا وفي سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا وفي إسناده عبد الرحمن بن أبي بكر
وهو صالح الحديث سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك الله اغفر لي وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي
وابن ماجه وفي لفظ لمسلم من حديثها سبحانك اللهم ربي وبحمدك اللهم اغفر لي
وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال
لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم
وأخرجه أيضا ابن حبان والحاكم وصححه سبحان الله وبحمده ثلاثا أ ط الحديث
أخرجه أيضا أحمد والطبراني كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي مالك
الأشعري رضي الله عنه وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد رواه أحمد والطبراني
من حديث ابن السعدي عن أبيه بدون قوله وبحمده وأخرج أيضا الحاكم من حديث
أبي حجيفة وإسناده ضعيف وأخرجه أيضا أبو داود من حديث عقبة بن عامر وقال
بعد إخراجه أنه يخاف أن لا تكون محفوظة يعني قوله وبحمده وقد رويت من طريق
ابن مسعود وفي إسناده السري بن إسمعيل وهو ضعيف ومن طريق حذيفة وفي إسناده
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف وقد أنكر هذه الزيادة ابن الصلاح
وغيره وسئل أحمد بن حنبل عنها فقال أما أنا فلا أقول وبحمده



سبوح
قدوس رب الملائكة والروح الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح وأخرجه أيضا أبو داود
والنسائي قوله سبوح قدوس بضم أولهما وبفتحهما والضم أكثر قال ثعلب كل اسم
على فعول فهو مفتوح إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر قال الجوهري
سبوح من صفات الله تعالى قال ابن فارس والزبيدي وغيرهما سبوح هو الله عز
وجل وكذلك قدوس والمراد المسبح والمقدس ومعنى سبوح المبرأ من النقائص
ومعنى قدوس المطهر من كل ما لا يليق به وهما خبران لمبتدأ محذوف قوله رب
الملائكة والروح الروح ملك عظيم يكون إذا وقف كجميع الملائكة وقيل هو
جبريل وعلى هذين التفسيرين هو من عطف الخاص على العام وقيل إن الروح خلق
لا تراهم الملائكة كنسبة الملائكة إلينا اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت
خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيه حديث طويل ومنه
قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال اللهم لك ركعت الخ
وإذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت مسجد وجهي للذي خلقه وصوره
وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي
وفي رواية لمسلم وصوره فأحسن صورته وفي رواية للنسائي من حديث جابر خشع
سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين وأخرجه ابن حبان في
صحيحه أيضا وزاد وما استقلت به قدمي لله رب العالمين وإذا اعتدل قال سمع
الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد خ م حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه خ



الحديث
أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه ورفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه أما حديث أبي هريرة فأخرجه
البخاري ومسلم وأهل السنن إلا ابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من
وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية للبخاري فقولوا
ربنا ولك الحمد وفي رواية للبخاري أيضا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
قال سمع الله لمن حمده قال اللهم ربنا ولك الحمد وأما حديث رفاعة بن رافع
فأخرجه البخاري وأبو داود والنسائي قال كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده فقال رجل
وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال من
المتكلم قال أنا قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وفي الباب
أحاديث حاصلها أنه ينبغي للإمام والمنفرد والمؤتم أن يجمعوا بين قوله سمع
الله لمن حمده وبين قوله ربنا ولك الحمد وقد أوضحنا ذلك في شرحنا للمنتقى
اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء
والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما
منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا ولك الحمد الخ وأخرجه من حديثه
ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد قوله أهل الثناء
منصوب على النداء أو على الاختصاص قوله ذا الجد بفتح الجيم أي الحظ والغنى
والعظمة أو المعنى أنه لا ينفعه ذلك إنما



ينفعه العمل الصالح اللهم طهرني بالثلج والبرد و
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى