رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
اللهم إني
ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك
وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى
الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي
الخ وأخرجه أيضا النسائي والترمذي وابن ماجه قوله ظلمت نفسي أي بملابسة ما
يوجب العقوبة أو ينقص الأجر قوله كثيرا بالمثلثة والموحدة قال النووي
ينبغي أن يجمع بينهما فيقول كثيرا كبير قوله ولا يغفر الذنوب إلا انت فيه
اعتراف بالقصور وإقرار بأن ذلك للرب سبحانه وتعالى لا يقدر عليه غيره ومثل
ذلك قوله تعالى ومن يغفر الذنوب إلا الله وهذا الحديث مطلق ليس فيه تعيين
الموضع الذي يقال فيه قال ابن دقيق العيد رحمة الله ولعل الأولى أن يكون
في أحد مواطن السجود أو التشهد لأنه أمر فيهما بالدعاء وقد أشار البخاري
إلى محله فأورده في باب الدعاء قبل السلام اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت
وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت
المؤخر لا إله إلا أنت خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان آخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر
لي ما قدمت وما أخرت الخ وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود والترمذي والنسائي
وفي حديث الإحاطة بمغفرة جميع الذنوب متقدمها ومتأخرها وسرها وعلنها وما
كان منها على جهة الإسراف وما علم به الداعي وما لم يعلم به
اللهم
إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من
فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المغرم والمأثم خ م الحديث
أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله
عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة اللهم إني أعوذ
بك من عذاب القبر وفي آخره فقال له قائل ما أكثر ما تستغيث من المغرم قال
لأن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي
وليس في هذا الحديث تعيين محل التعوذ من هذه الأمور لأنه قال كان يدعو في
الصلاة ولكنه سيأتي في الحديث المذكور بعد هذا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم وفي رواية منه إذا فرغ أحدكم
من التشهد الأخير فيحمل المطلق على المقيد قوله فتنة المحيا هي ما يعرض
للإنسان مدة حياته من الفتن في الدنيا وشهواتها وفتنة الممات هي الفتنة
عند الموت بأن يذهل عن التخلص مما عليه ومن كلمة الشهادة وقيل المراد بها
فتنة القبر كما ورد في الحديث أنهم يفتنون في قبورهم والمراد بفتنة المسيح
الدجال هي ما يظهر على يده من الأمور التي يضل بها من ضعف إيمانه كما
اشتملت على ذلك الأحاديث المشتملة على ذكره وذكر خروجه وما يظهر للناس من
تلك الأمور قوله من المأثم أي ما يوجب الإثم ومن المغرم وهو الدين وقد
استعاذ صلى الله عليه وسلم من غلبة الدين واستعاذ من ضلع الدين كما في
الأحاديث المصرحة بذلك وقال صلى الله عليه وسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد
الأخير فليقل اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة
المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله
من أربع يقول
اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم الخ وأخرجه أيضا أبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجه وفي رواية لمسلم إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير
فليتعوذ بالله من أربع وقد تقدم شرح ما يحتاج إلى شرحه من هذه الألفاظ بعد
السلام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير ثلاث مرات أو مرة اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا
ينفع ذا الجد منك الجد خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث المغيرة بن شعبة قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى
لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وفي
رواية للبخاري والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا التهليل
وحده ثلاث مرات وزاد الطبراني من طريق أخرى عن المغيرة يحيي ويميت وهو حي
لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ورواته موثقون وروى مثله البزار
من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بسند صحيح لكن في أدعية الصباح
والمساء لا في هذه المواضع قوله ولا ينفع ذا الجد منك الجد قد تقدم ضبطه
وتفسيره وبعد المرة لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد
إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له
الدين ولو كره الكافرون م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أنه كان يقول دبر كل صلاة لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولا حول
ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة الخ وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل
بهن دبر كل صلاة وأخرجه من حديثه
أيضا أبو داود والنسائي قوله لا حول ولا قوة إلا بالله في بعض نسخ المصنف
لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه وفي بعضها حذف التهليل من هذا الموضع
والصواب إثباته لأنه ثابت في الأصول أستغفر الله ثلاثا اللهم أنت السلام
ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث ثوبان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته ثلاثا وقال اللهم أنت السلام الخ قال
الوليد فقلت للأوزاعي كيف الاستغفار قال يقول أستغفر الله أستغفر الله
وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والمراد
بالانصراف المذكور في الحديث السلام قوله أنت السلام ومنك السلام الأول من
أسماء الله سبحانه وتعالى والثاني من السلامة قوله تباركت تفاعلت من
البركة وهي الكثرة ومعناه تعاظمت إذا كثرت صفات جلالك وكمالك سبحان الله
والحمد لله والله أكبر ليكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين مرة أو إحدى عشرة
وإحدى عشرة فذلك كله ثلاث وثلاثون أو عشرا عشرا عشرا خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول
الله ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما
نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون
ويتصدقون فقال ألا أحدثكم بشيء إذا أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم
أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله تسبحون وتحمدون
وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين فاختلفنا بيننا فقال بعضنا نسبح ثلاثا
وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا
وثلاثين فرجعت إليه فقال
تقولون سبحان الله والحمد لله والله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثا
وثلاثين وزاد مسلم فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وفي رواية لمسلم من هذا الحديث
تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين إحدى عشرة وإحدى عشرة
وإحدى عشرة فذلك كله ثلاث وثلاثون وفي رواية للبخاري من هذا الحديث تسبحون
في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا وأخرج أول هذا الحديث
النسائي أيضا وأخرج أحمد وأهل السنن وصححه الترمذي وابن حبان والنووي من
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان
لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير وأجر من يعمل بهما كثير يسبح
الله في دبر كل صلاة عشرا ويكبره عشرا ويحمده عشرا قال فرأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة
في الميزان وأخرجه أحمد من حديث علي بإسناد رجاله ثقات وأخرج عدد الإحدى
عشرة المذكور البزار من حديث ابن عمر وفي إسناده موسى ابن عبيدة الربذى
وهو ضعيف وأخرج حديث العشر أيضا البزار وأبو يعلى وفي إسناده عبد
الرحمن
بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف وأخرجه أيضا الطبراني بإسناد فيه عطا بن السائب
وهو ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد
الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين ثم قال تمام المائة لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت
خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبره
ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله الخ
وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وفي بعض طرق النسائي من حديثه هذا من سبح
في دبر كل صلاة مكتوبة مائة وكبر مائة وهلل مائة وحمد مائة غفرت له ذنوبه
وإن كانت أكثر من زبد البحر معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة
مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة م
الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث كعب بن عجرة رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال معقبات الخ وأخرجه من حديثه
أيضا الترمذي النسائي قوله معقبات هو من التعقيب وهو الجلوس بعد انقضاء
الصلاة للدعاء ونحوه ويجوز أن يراد به العود مرة بعد أخرى أو من كل ذلك مع
لا إله إلا الله عشرا يدرك به من سبقه ولا يسبقه من بعده ت الحديث أخرجه
الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله
الأغنياء يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم أموال يعتقون ويتصدقون
فقال إذا صليتم فقولوا سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا
وثلاثين
والله أكبر أربعا وثلاثين مرة ولا إله إلا الله عشر مرات فإنكم تدركون به
من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم قال الترمذي بعد إخراجه غريب وأخرجه أيضا
النسائي بمعناه وعنده التكبير ثلاث وثلاثون أو من كل مائة مع لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ولا حول ولا قوة إلا بالله ولو كانت خطاياه مثل زبد
البحر لمحتها أ الحديث أخرجه أحمد كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي كثير مولى بني هاشم أنه سمع أبا ذر الغفاري رضي الله عنه صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل صلاة الله
أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا حول
ولا قوة إلا بالله ثم لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتها وهو موقوف ولكن
له حكم الرفع لأن مثل هذا لا يقال من قبيل الاجتهاد قال في مجمع الزوائد
وأبو كثير يعني الراوي عن أبي ذر لم أعرفه وبقية رجاله حديثهم حسن أو من
كل منها ومن التهليل مائة مائة غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر
س الحديث أخرجه النسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سبح الله في دبر كل صلاة
مكتوبة مائة وكبر مائة وهلل مائة وحمد مائة غفرت له ذنوبه وإن كانت أكثر
من زبد البحر أومن كل خمسا وعشرين مرة س حب الحديث أخرجه النسائي وابن
حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال
أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ويحمدوا ثلاثا وثلاثين ويكبروا
ثلاثا وثلاثين فأتى رجل من الأنصار في منامه فقيل أمركم رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين
وتحمدون ثلاثا
وثلاثين وتكبرون ثلاثا وثلاثين قال نعم قال اجعلوا ذلك خمسا وعشرين
واجعلوا فيها التهليل فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له
فقال اجعلوه كذلك وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك
والمعوذات س د والمعوذتين ت حب الحديث أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي
وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عقبة بن عامر رضي الله
عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة
وصحح هذا الحديث ابن حبان والمراد بالمعوذات أو المعوذتين قل أعوذ برب
الفلق و قل أعوذ برب الناس وأخرجه أيضا الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
وكلهم رووه بلفظ المعوذات إلا الترمذي فرواه بلفظ المعوذتين وكذلك ابن
حبان من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن
يموت س حب الحديث أخرجه النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قرأ آية الكرسي الخ وفي إسناد النسائي الحسن بن بشر قال النسائي لا بأس به
وقال في موضع آخر ثقة وقال أبو حاتم وبقية رجاله رجال الصحيح وأخرجه من
حديثه الطبراني أيضا بأسانيد قال المنذري أحدها صحيح وقال في مجمع الزوائد
أحدهما جيد وصححه ابن حبان وزاد الطبراني في بعض طرق هذا الحديث و قل هو
الله أحد قال المنذري وإسناد هذه الزيادة جيد وقد أخرج هذا الحديث
الدمياطي من حديث أبي أمامة وعلي وعبد الله بن عمرو والمغيرة وجابر وأنس
رضي الله عنهم وقال وإذا انضمت هذه الأحاديث بعضها إلى بعض أحدثت قوة
وفي
لفظ كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى ط الحديث أخرجه الطبراني كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث الحسن بن على رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة كان في
ذمة الله إلى الصلاة الأخرى قال الهيثمي في مجمع الزوائد وإسناده حسن
اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من
فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر خ الحديث أخرجه البخاري كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يعلم
بنيه هذه الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن الخ
وأخرجه أيضا النسائي والترمذي وصححه وفي لفظ بزيادة وأعوذ بك من البخل
قوله من الجبن بضم الجيم وسكون الباء وتضم وهو المهابة للأشياء والتأخر عن
فعلها وإنما تعوذ منه صلى الله عليه وسلم لأنه يؤدي إلى عدم القيام بفريضة
الجهاد والصدع بالحق وإنكار المنكرات وقد قدمنا ضبط هذا اللفظ وتفسيره
قوله وأن أرد إلى أرذل العمر هو البلوغ إلى حد في الهرم يعود معه كالطفل
في ضعف العقل وقلة الفهم وفتنة الدنيا الاغترار بشهواتها وقد تقدم الكلام
على عذاب القبر رب قني عذابك يوم تبعث عبادك م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا إذا
صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل
علينا بوجهه قال فسمعته يقول رب قني عذابك يوم تبعث عبادك أو تجمع عبادك
وأخرجه من حديثه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده
الصحيح
وكان صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة اللهم رب جبريل
وميكائيل وإسرافيل أعذني من حر النار وعذاب القبر طس الحديث أخرجه
الطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله
عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخ وقد ذكر هذا الحديث
في مجمع الزوائد من حديثها أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي الركعتين قبل صلاة الفجر ثم يقول اللهم رب جبريل وميكائيل ورب
إسرافيل ورب محمد أعوذ بك من النار ثم يخرج إلى الصلاة قال في مجمع
الزوائد وفي إسناده عبد الله بن حميد وهو متروك وقال في موضع أخر في مجمع
الزوائد قلت رواه النسائي نحوه من غير تقييد بركعتي الفجر ثم قال رواه
يعني هذا الحديث الذي ساق لفظه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف
ولم يذكر هذا الحديث في الأذكار التي تقال دبر كل صلاة وقد عزاه السيوطي
في الجامع بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف إلى النسائي من حديث عائشة رضي
الله عنها ولم يذكر دبر كل صلاة وأخرجه أيضا من حديثها أحمد والبيهقي قال
القاضي عياض تخصيصهم بربويته وهو رب كل شيء مبالغة في التعظيم ودليل على
القدرة والملك وأشباه هذا كثير وقال القرطبي تخصيصهم بالذكر لانتظام هذا
الوجود بهم اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك د الحديث أخرجه أبو
داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ رضي الله عنه قال إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال يا معاذ إني لأحبك قال بأبي
وأمي أنت يا رسول الله وأنا والله أحبك قال أوصيك يا معاذ ألا تدعن دبر كل
صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأخرجه أيضا النسائي
وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وهذا
الحديث مسلسل بالمحبة كما ذكرته في إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر
اللهم
اغفر لي خطاياي وعمدي اللهم اهدني لصالح الأعمال والأخلاق لا يهدي لصالحها
ولا يصرف سيئها إلا أنت ز الحديث أخرجه البزار كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال ما صليت وراء نبيكم صلى
الله عليه وسلم صلاة إلا وهو بين ينصرف من صلاته يقول اللهم اغفر لي
خطاياي الخ قال في مجمع الزوائد وإسناده جيد وأخرجه أيضا البزار من حديث
ابن عمر قال ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته يقول حين
ينصرف من صلاته اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي الخ قال في مجمع الزوائد
ورجاله وثقوا وأخرجه من حديث أبي أيوب أيضا الحاكم في المستدرك ولفظه
اللهم اغفر لي خطئي وذنوبي كلها اللهم أنعشني واجبرني وارزقني واهدني
لصالح الأعمال والأخلاق لا يهدي لصالحها إلا أنت ولا يصرف سيئها إلا أنت
وأخرجه ابن السنى من حديث أبي أمامة بلفظ الحاكم والطبراني قال في مجمع
الزوائد ورجال الصحيح غير الزبير بن خريق وهو ثقة وقال في موضع آخر رجاله
وثقوا اللهم أصلح لي ديني ووسع لي في ذداري وبارك لي في رزقي أ ط الحديث
أخرجه الطبراني وأحمد كما قال المصنف رحمه الله وهما روياه من حديث رجل من
الصحابة رضي الله عنهم وزاد فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عنهن يعني عن
هذه الكلمات فقال وهل تركن من شيء وأخرجه النسائي وابن السني من حديث أبي
موسى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ فسمعته يدعو يقول
اللهم أصلح لي الخ وترجم عليه ابن السني باب ما يقول بين ظهراني وضوئه
وترجم له النسائي باب ما يقول بعد فراغ وضوئه قال في الأذكار إسناده صحيح
وأخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ
اللهم اغفر لي
ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي وصححه السيوطي فالحديث من أذكار
الصلاة ومن أذكار الوضوء باعتبار مجموع الروايات سبحان ربك رب العزة عما
يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ص الحديث أخرجه أبو يعلى
الموصلي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن يزيد ابن أرقم
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال دبر كل صلاة سبحان ربك رب
العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وأخرجه من
حديثه أيضا الطبراني وزاد فقد اكتال بالجريب الأوفى من الأجر قال في مجمع
الزوائد وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف وأخرجه الطبراني أيضا من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا نعرف انصراف رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله
رب العالمين قال في مجمع الزوائد في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن
عمير وهو متروك وأخرجه أبو يعلى الموصلي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال كان إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال ثلاث مرات
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وحسنه السيوطي وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى وفرغ من صلاته يمسح بيمينه
على رأسه ويقول بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني
الهم والحزن ز طس الحديث أخرجه الطبراني والبزار كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
صلى وفرغ من صلاته مسح بيده وقال الخ وأخرجه ابن السني من حديثه أيضا بلفظ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ثم
قال أشهد أن لا
أله إلا هو الرحمن الرحيم الحمد لله اللهم أذهب عني
الهم والحزن قال في مجمع الزوائد بعد إخراج هذا الحديث وفي إسناده زيد
العمى وقد وثقه غير واحد وضعفه الجمهور وبقية رجال أحد إسنادي الطبراني
ثقات وفي بعضهم خلاف وقد تقدم تفسير الهم والحزن فلا نعيده وأخرجه أيضا من
حديثه الخطيب في التاريخ بلفظ كان إذا صلى مسح بيده ودبر صلاة الصبح من
قال وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحى
عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه في حرز من الشيطان فإن قالها
مائة مرة كان من أفضل أهل الأرض عملا طس ت الحديث أخرجه أخرجه الطبراني في
الأوسط والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي ذر رضي الله
عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال دبر صلاة الفجر وهو
ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ وفي آخره
وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه
في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى هذا لفظ الترمذي وقد جمع بين قوله قان
رجليه وبين قوله قبل أن يتكلم قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب صحيح
وأخرجه أيضا النسائي وزاد فيه بيده الخير وزاد فيه أيضا وكان له بكل واحدة
قالها عتق رقبة ورواه أيضا من حديث معاذ وليس فيه يحيي ويميت وقال فيه وكن
له عدل عشر رقاب ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب ومن قالها حين ينصرف من صلاة
العصر أعطى مثل ذلك في ليلته ورواية المائة مرة التي عزاها المصنف إلى
الطبراني في الأوسط أصلها في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير في يومه مائة مرة كانت له
عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحى عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من
الشيطان يومه حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه
اللهم إني أسألك رزقا طيبا وعلما نافعا وعملا متقبلا صط الحديث أخرجه
الطبراني في الصغير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أم سلمة رضي
الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة الفجر اللهم
إني أسألك الخ قال في مجمع الزوائد ورجاله ثقات وأخرجه أيضا أحمد في
المسند والحاكم في المستدرك وابن ماجه وابن السني ومن حديثها قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال الخ ودبر المغرب والصبح
جميعا أيضا قبل أن ينصرف ويثنى رجليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ورفع له
عشر درجات ومحى عنه عشر سيئات وكان يومه في حرز من الشيطان أ س حب الحديث
أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث أبي أيوب رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
قال إذا أصبح لا إله إلا الله الخ وقال في آخره كن له عدل عتاقة أربع رقاب
وكن له حرزا من الشيطان حتى يمسي ومن قالها إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل
ذلك حتى يصبح وأخرجه من حديثه بهذا اللفظ الطبراني وقال في مجمع الزوائد
ورجاله ثقات وصححه ابن حبان وهو عنده بهذا اللفظ كما ذكرناه وبعدهما قبل
أن يتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن
حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث مسلم بن الحارث التيمي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه فقال إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل
اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إذا
قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب
لك جواز منها وإذا صليت الصبح فقلت كذلك فإنك إن مت من يومك كتب لك جواز
منها وصحح هذا الحديث ابن حبان فضل التطوع أفضل الصلاة بعد المكتوبة
الصلاة في جوف الليل م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد
المكتوبة قال الصلاة في جوف الليل قال فأي الصيام أفضل بعد رمضان قال شهر
الله المحرم وأخرجه أيضا أهل السنن وفي الباب أحاديث وقد استوفيناها في
شرحنا للمنتقى في باب ما جاء في قيام الليل فليرجع إليه قوله جوف الليل قد
ورد مقيدا بلفظ جوف الليل الآخر وهو الثلث الأخير وهو الخامس من أسداس
الليل أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث زيد بن ثابت رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا
المكتوبة وأخرجه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي من حديثه وأخرج ابن ماجه
معناه من حديث عبد الله بن سعد وفي الحديث دليل على أفضلية صلاة التطوع في
البيوت وظاهره أنها أفضل من الصلاة في المسجد الحرام وفي مسجده صلى الله
عليه وسلم وقد ورد التصريح بذلك في إحدى روايتي أبي داود لحديث زيد بن
ثابت هذا فانه قال فيها صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا
إلا المكتوبة قال العراقي وإسناده صحيح والمراد بالمكتوبة هي الصلوات
الخمس قال النووي إنما حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من
الرياء وأصون من محبطات الأعمال وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة
والملائكة وينفر الشيطان منه كما جاء في
الحديث وفي الباب احاديث قد
استوفيناها في شرحنا للمنتقى صلاة الليل والنهار مثنى مثنى خ م الحديث
أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي
الله عنهما قال قام رجل فقال يا رسول الله كيف صلاة الليل قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة
وأخرجه من حديثه أهل السنن الأربع أيضا وأحمد وزيادة لفظ والنهار أخرجها
أيضا أحمد وأهل السنن بلفظ صلاة الليل والنهار مثنى مثنى وقد اختلف في هذه
الزيادة وضعفها جماعة لأنها من طريق علي البارقي الأزدي وقد ضعفه ابن معين
وأيضا قد خالفه جماعة من أصحاب ابن عمر فلم يذكروا النهار وقال الدارقطني
في العلل أنها وهم وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم قال الخطابي سبيل
الزيادة من الثقة أن تقبل وقال البيهقي هذا حديث صحيح وعلي البارقي احتج
به مسلم والزيادة من الثقة مقبولة وقد ثبت حديث صلاة الليل مثنى مثنى عن
جماعه من الصحابة رضي الله عنهم غير ابن عمر رضي الله عنه وكان صلى الله
عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات
الأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت
نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق
وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق
والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت
وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم
به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ع ولا حول ولا قوة إلا
بالله خ م
الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم الخ قوله يتهجد التهجد
أصله التيقظ والسهر بعد نوم والهجود النوم ويقال تهجد إذا سهر وهجد إذا
نام وقال الجوهري هجد وتهجد أي نام ليلا وهجد وتهجد سهر وهما من أسماء
الاضداد وقال ابن فارس المتهجد المصلي ليلا قيل وحاصل ما قيل في التهجد
ثلاثة أقوال السهر الصلاة الاستيقاظ من النوم قوله أنت قيوم السموات
والأرض أي هو القائم بمخلوقاته قال أبو عبيدة القيوم القائم على كل شيء أي
المدبر أمر خلقه وفيه لغات قيوم وقيام وقيم ولفظ الموطأ أنت قيام السموات
والأرض قوله ومن فيهن أي القائم بهن وبمن فيهن من المخلوقات قوله أنت نور
السموات والأرض ومن فيهن أي أنت منور هذه الأمور حتى صارت دالة على وجودك
وقيل المعنى بنورك يهتدي من في السموات والأرض وقيل هو من قوله الله نور
السماوات والأرض الآية قوله أنت الحق هو من أسماء الله تعالى أي أنت
الثابت حقا لا يتغير ولا يزول والحق ضد الباطل قوله ووعدك الحق أي وعدك هو
الثابت الذي لا يخلف ومنه قوله تعالى إن الله وعدكم وعد الحق قوله ولقاؤك
حق أي لقاؤك بعد البعث حق ثابت لا شك فيه قوله لك أسلمت أي استسلمت وانقدت
لأمرك ونهيك من قولهم أسلم فلان لفلان إذا أطاعه وانقاد له قوله وبك آمنت
أي صدقت قوله وعليك توكلت أي تبرأت من الحول والقوة لي وفوضت الأمر إليك
قوله وإليك أنبت أي رجعت إلى طاعتك وامتثال أمرك والتوبة إليك من ذنوبي
قوله وبك خاصمت أي لا بغيرك قوله وإليك حاكمت أي لا إلى غيرك قوله فاغفر
لي ما قدمت فيه الإحاطة بجميع ما يحتاج إلى المغفرة من الصادرات منه صلى
الله عليه وسلم قديمها وحديثها سرها وعلانيتها قوله أنت المقدم وأنت
المؤخر أي المقدم لما شئت تقديمه والمؤخر لما شئت تأخيره قوله ولا حول ولا
قوة
إلا بك أي لا حول ولا قوة في جميع أموري إلا بك ما شئت كان وما لم تشأ لم
يكن وكان يكبر عشرا ويحمد عشرا ويسبح عشرا ويهلل عشرا ويستغفر عشرا د حب
اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني د عشرا حب د ويتعود من ضيق المقام
يوم القيامة عشرا حب د الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث عاصم ابن حميد قال سألت عائشة رضي الله عنها بأي
شيء كان يفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل فقالت لقد سألتني
عن شيء ما سألني عنه أحد غيرك كان إذا قام كبر عشرا وحمد عشرا واستغفر
عشرا وسبح عشرا وهلل عشرا وقال اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني
ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة عشرا هذا لفظ أبي داود وأخرجه النسائي
وابن ماجه أيضا وفي لفظ لابن ماجه اللهم اغفر لي واهدني وارزقني عشرا
ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة عشرا وقد صحح هذا الحديث ابن حبان ولم
يثبت في اكثر النسخ من كتب المصنف ذكر التهليل وفي بعض النسخ بعد قوله
ويسبح عشرا مما لفظه ويهلل عشرا وهذه النسخة هي الصواب فالتهليل مذكور في
الحديث كما عرفت وكان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر بخمس لا يجلس إلا
في آخرهن خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل
ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء منهن إلا في آخرهن وفي
الحديث دليل على مشروعية الايتار بخمس وذلك أحد الصفات التي صحت عنه صلى
الله عليه وسلم وقد ثبت الايتار بخمس أحاديث صحيحة غير هذا ويصلي إحدى
عشرة ركعة ويوتر بواحدة خ م
الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة
ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة وإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر
وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقة
الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وفيه
دليل على مشروعية الايتار بواحدة وقد وردت بذلك أحاديث كثيرة ويوتر بثلاث
وسبع وفي الثلاث في الأولى سبح وفي الثانية الكافرون وفي الثالثة قل هو
الله أحد د س ب حب مع المعوذتين د أ حب ويفضل بين الشفع والوتر بتسليمة
يسمعها ولا يسلم إلا في آخرهن أ س هذه الأحاديث عزاها المصنف رحمه الله
إلى من أشار إليه في الرمز والايتار بالسبع ثابت عند أحمد والنسائي وابن
ماجه من حديث أم سلمة ومن حديث عائشة رضي الله عنها عند محمد ابن نصر
المقدسي وعن ابن عباس عند أبي داود وأخرج أحمد والنسائي وأبو داود عن
عائشة رضي الله عنها أنها قالت فلما أسن وأخذه اللحم أوتر بسبع وفي
الايتار بسبع أحاديث في الأمهات وغيرها والعجب من المصنف حيث لم يرمز في
السبع إلى الطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة رضي الله عنه ورجاله ثقات
وأخرجه أيضا أحمد في المسند وأما الايتار بثلاث فأخرج أحمد والنسائي
والبيهقي والحاكم من حديث عائشة رضي الله عنا قالت كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
وأخرجه أيضا الترمذي وأخرج الترمذي عن علي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه
وسلم كان يؤثر بثلاث وأخرج محمد بن نصر عن عمران بن حصين رضي الله عنه
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي ابن كعب رضي الله عنه
بنحو حديث علي وأخرج النسائي عن عبد الرحمن بن أبزى نحوه وأخرج ابن ماجه
عن ابن عمر نحوه أيضا
وأخرج الدارقطني من حديث ابن مسعود نحوه أيضا
وفي إسناده يحيى بن زكرياء بن أبي الحواجب وهو ضعيف وأخرج محمد بن نصر عن
أنس نحوه أيضا وأخرج البزار عن أبي أمامة نحوه أيضا وفي الصحيحين وغيرهما
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن
ثم يصلي ثلاثا وورد ما يخلف الايتار بثلاث فأخرج الدارقطني من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا توتروا بثلاث
أوتروا بخمس أو سبع ولا تشبهوا بصلاة المغرب وقال رجال إسناده كلهم ثقات
وأخرجه أيضا من حديثه ابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه قال ابن حجر ورجاله
كلهم ثقات ولا يضره وقف من وقفه وأخرجه أيضا محمد بن نصر من حديثه بلفظ لا
توتروا بثلاث تشبهوا بصلاة المغرب ولكن أوتروا بخمس أو سبع أو تسع أو
بإحدى عشرة أو بأكثر من ذلك قال العراقي وإسناده صحيح وأخرجه عنه أيضا من
طريق أخرى صححها العراقي أيضا وأخرج محمد بن نصر عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال الوتر سبع أو خمس ولا نحب الثلاث بترا وصحح إسناده العراقي أيضا
وأخرج محمد بن نصر عن عائشة رضي الله عنها قالت الوتر سبع أو خمس وإني
لأكره أن يكون ثلاثا بترا وصححه العراقي قال محمد بن نصر لم نجد عن النبي
صلى الله عليه وسلم خبرا ثابتا أنه أوتر بثلاث موصولة قال نعم ثبت عنه صلى
الله عليه وسلم أنه أوتر بثلاث لكن لم يبين الراوي هل هن موصولة أو مفصولة
وقد جمع بين هذا الأحاديث بحمل النهي على الايتار بثلاث على أنها بتشهدين
في وسطها بعد ركعتين وفي آخرها قبل التسليم لمشابهتها بذلك لصلاة المغرب
وحمل الأحاديث الواردة في الايتار بثلاث على أنه لا تشهد فيها أوسط بل
كانت بتشهد في واحد في آخرها وقيل يجمع بين الأحاديث بحمل النهي على
الكراهة والأولى ترك الايتار بثلاث وقد جعل الله في الأمر سعة فيوتر
بواحدة أو بخمس أو
بسبع أو بتسع والايتار بسبع ثابت في صحيح مسلم وغيره من حديث
عائشة رضي الله عنها
قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس
فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعو ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم
فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعو ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم
يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة وأما القراءة في
الوتر فأخرج النسائي بإسناد رجاله ثقات إلى عبد العزيز بن خالد وهو مقبول
من حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر سبح
اسم ربك الأعلى وفي الركعة الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل
قل هو الله أحد ولا يسلم إلا في آخرهن وأخرجه من حديثه أيضا احمد وأبو
داود وابن ماجه بدون قوله وليسلم إلا في آخرهن وأخرج ابن أبي شيبة
والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عباس بنحو حديث أبي بن كعب ولم
يذكروا ولا يسلم إلا في آخرهن وأخرج النسائي عن عبد الرحمن بن ابزى نحو
حديث ابن عباس وقد اختلف في صحبته وفي إسناده حديثه هذا وأخرج محمد بن نصر
عن أنس نحو حديث ابن عباس أيضا وأخرج البزار عن عبد الله بن أبي أوفى نحوه
أيضا وأخرج البزار والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نحوه وفي إسناده
سعيد بن سنان وهو ضعيف جدا وأخرج البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير
والأوسط من حديث عبد الله بن مسعود نحوه أيضا وفي إسناده عبد الملك بن
الوليد بن معدان وثقه ابن معين وضعفه البخاري وغير واحد وأخرج الطبراني في
الكبير والأوسط من حديث عبد الرحمن بن سمرة نحوه أيضا وفي إسناده إسماعيل
ابن رزين ذكره الأزدي في الضعفاء وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج النسائي
عن عمران ابن حصين نحوه أيضا وأخرج الطبراني في الأوسط عن النعمان بن بشير
رضي الله عنه نحوه أيضا وفي إسناده السرى بن إسماعيل وهو ضعيف وأخرج
الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه
بزيادة
المعوذتين في الثالثة وفي إسناده المقدام بن داود وهو ضعيف وأخرج أبو داود
والترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها بزيادة كل سورة
في ركعة وفي
الأخيرة قل هو الله أحد والمعوذتين وفي إسناده خصيف الجزري وفيه لين ورواه
الدارقطني وابن حبان والحاكم من حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة وتفرد
به يحيى بن أيوب عنه وفيه مقال ولكنه صدوق وقال العقيلي إسناده صالح وقال
ابن الجوزي وقد أنكر أحمد ويحيى زيادة المعوذتين وروى ابن السكن في صحيحه
لذلك شاهدا من حديث عبد الله بن سرجس وإسناده غريب وروى المعوذتين أحمد بن
نصر من حديث أبي ضمرة عن أبيه عن جده وهو حسين بن عبد الله بن أبي ضمرة
وقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وكذبه مالك وأبوه لا يعرف
وجده ضميرة يقال أنه مولى للنبي صلى الله عليه وسلم وإذا كبر للإحرام الله
أكبر كبيرا ثلاثا والحمد لله كثيرا ثلاثا وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه د حب الحديث أخرجه أبو
داود وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جبير بن مطعم رضي
الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة فقال الله أكبر
كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا
الحمد لله كثيرا سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه قال نفخه الكبر ونفثه الشعر وهمزه الموتة وفي
رواية عن نافع بن جبير عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في التطوع فذكره وفي رواية عن بعض رواته وهو عمرو بن مرة قال لا أدري
أي الصلاة هي وأخرجه ابن ماجه والحاكم أيضا وصححه وكذلك صححه ابن حبان
والمؤتة بضم الميم وسكون الواو وفتح المثناة من فوق هي الجنون قال
الصغاني
في العباب يسمى الشعر نفثا لأنه كالشيء ينفث من الفم كالرقية وسمى الكبر
نفخا لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه ويعظمها عنده ويحقر الناس في عينه
حتى يدخله الزهو وهمزات الشيطان همزاتها التي تحضرها بقلب الإنسان سبحان
ذي الملك والملكوت والعزة والجبروت والكبرياء والعظمة طس الحديث أخرجه
الطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فتوضأ وقام يصلي
فأتيته فقمت عن يساره فأقامني عن يمينه فقال سبحان ذي الملك والملكوت
والعزة والجبروت والكبرياء والعظمة قال في مجمع الزوائد رجاله موثوقون
وقعد صلى الله عليه وسلم الثلث الأخير من النوم فنظر إلى السماء فقال إن
في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الآيات
حتى ختم آل عمران ثم قام فتوضأ واستن وصلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال
فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند خالتي
ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان
ثلث الليل الأخير قام فنظر إلى السماء فقال الخ وأخرجه أيضا أبو داود
والنسائي وابن ماجه وفي رواية للبخاري ثم قرأ العشر الأواخر من آل عمران
حتى ختم قوله من النوم كذا في كثير من النسخ وفي بعضها من الليل والمراد
بالنوم هنا الليل لأن النوم يقع فيه والقنوت في الوتر الذي علمه النبي صلى
الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما اللهم اهدني فيمن هديت وعافني
فيمن عافيت وتولني فيمن توليت
وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت
إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا
وتعاليت حب مس مص صلى الله عليه وسلم س الحديث أخرجه أهل السنن وابن حبان
والحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة في مصنفه وهو من حديث الحسن بن علي رضي
الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر
وفي رواية في قنوت الوتر اللهم اهدني الخ وصححه ابن حبان والحاكم وأخرجه
أيضا الحاكم من حديثه أيضا وأحمد وابن خزيمة والدارقطني والبيهقي وأخرجه
أيضا الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ حديث الحسن مقيدا بصلاة
الصبح فقال صحيح وقال ابن حجر ليس هو كما قال بل هو ضعيف لأن في إسناده
عبد الله بن سعيد المقبرى وأخرجه بنحوه الطبراني من حديث بريدة قوله إنك
تقضي في رواية للترمذي والنسائي فإنك تقضي بزيادة الفاء وزاد الترمذي قبل
تباركت ربنا وتعاليت سبحانك قوله ولا يعز من عاديت هذا اللفظ أخرجه
النسائي والطبراني والبيهقي ولم يخرجه الباقون قوله و صلى الله عليه وسلم
هذه الزيادة عزاها المصنف إلى النسائي وهو كما قال قال النووي إنها زيادة
بسند صحيح أو حسن وتعقبه ابن حجر بأنه منقطع وأخرج هذه الزيادة الطبراني
والحاكم وقد طولنا المقال على حديث الحسن هذا في شرحنا للمنتقى فليرجع
إليه وقد ضعفه بعض الحفاظ وصححه آخرون وأقل أحواله إذا لم يكن صحيحا أن
يكون حسنا وفي لفظ للحاكم في المستدرك أن الحسن قال علمني رسول الله صلى
الله عليه وسلم في وتري إذا رفعت رأسي ولم يبق لي إلا السجود ولفظ ابن
حبان في صحيحه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا
الدعاء وبعد السلام سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يمد صوته ويرفعه في
الثالثة د س قط رب الملائكة والروح قط الحديث أخرجه أبو داود والنسائي
والدارقطني كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي ابن كعب رضي
الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر سبح اسم ربك
الأعلى قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد فإذا سلم قال سبحان الملك
القدوس ثلاث مرات يمد صوته في الثالثة ويرفعه ولفظه الدارقطني إذا سلم قال
سبحان الملك القدوس ثلاث مرات ويمد صوته ويقول رب الملائكة والروح وأخرج
هذه الزيادة أعني سبحان الملك القدوس أحمد وصححها العراقي وأخرجها أيضا
أحمد والنسائي من حديث عبد الرحمن بن أبزى وفي آخره ورفع بها صوته في
الآخرة وصححها العراقي من حديث عبد الرحمن كما صححها من حديث أبي بن كعب
وأخرجها أيضا البزار من حديث ابن أبي أوفى وقال اخطأ فيه هاشم بن سعيد لأن
الثقات يروونه عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله
عليه وسلم اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك
لا أحصى ثناء عليك كما أثنيت على نفسك عه الحديث أخرجه أهل السنن الأربع
أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول في آخر وتره اللهم إني أعوذ برضاك الخ وأخرجه أيضا من حديثه أحمد
والحاكم وصححه والبيهقي مقيدا بالقنوت وأخرجه أيضا من حديثه الدارمي وابن
خزيمة وابن الجارود وابن حبان وليس فيه ذكر الوتر قال الترمذي بعد إخراجه
حديث حسن غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث حماد بن سلمة وفي رواية
للنسائي وكان يقول إذا فرغ من صلواته وتبؤأ مضجعه وفي هذه الرواية لل
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فصل الصلوات المنصوصات
ركعتا
الفجر في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية الإخلاص م حب الحديث
أخرجه مسلم وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأخرج مسلم وأحمد وأهل السنن
عن ابن عمر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا فكان يقرأ في الركعتين
قبل الفجر قال يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وأخرج نحوه البزار من
حديث أنس ورجال إسناده ثقات وأخرج نحوه ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها
وأخرج نحوه الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن جعفر وأخرج نحوه ابن حبان
أيضا في صحيحه عن جابر رضي الله عنه وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي
الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل أشد تعاهدا
منه على ركعتي الفجر وأخرج أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوا ركعتي الفجر ولو طردتكم الخيل
وفي إسناده عبد الرحمن بن إسحاق المدني وفيه مقال وقد أخرج له مسلم
واستشهد به البخاري ووثقه ابن معين وثبت في صحيح مسلم والترمذي من حديث
عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ركعتا الفجر خير
من الدنيا وما فيها وفي الباب أحاديث أو في الأولى قولوا آمنا بالله
والآية وفي الثانية قل يا أهل الكتاب تعالوا الآية م
الحديث أخرجه مسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر قولوا آمنا بالله وما
أنزل إلينا والتي في آل عمران يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا
وبينكم الآية وأخرجه أبو داود والنسائي وفي رواية لمسلم وفي الآخرة آمنا
بالله واشهد بأنا مسلمون ويقول وهو جالس اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل
ومحمد أعوذ بك من النار ثلاثا مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أسامة بن عمير رضي الله عنه أنه صلى مع
النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر فصلى النبي صلى الله عليه وسلم
ركعتي الفجر فسمعته وهو يقول اللهم رب جبريل وميكائيل الخ وأخرجها أيضا
ابن السني في عمل اليوم والليلة وفي رواية ثم سمعته يقول وهو جالس وقد
صححه الحاكم وأخرج أبو يعلى من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل الفجر ثم يقول اللهم رب جبريل
وميكائيل ورب إسرافيل ورب محمد أعوذ بك من النار ثم يخرج إلى صلاته قال
الهيثمي في مجمع الزوائد وفيه عبد الله بن أبي حميد وهو متروك وأخرجه أيضا
الطبراني في الكبير من حديث أسامة ابن عمير أيضا باللفظ الذي ذكره المصنف
قال في مجمع الزوائد وفيه عباد ابن سعيد قال الذهبي عباد بن سعيد عن مبشر
لا شيء قلت ذكره ابن حبان في الثقات انتهى وبعد صلاة الضحى اللهم بك أصاول
وبك أحاول وبك أقاتل ي الحديث أخرجه ابن السني كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرك شفتيه بعد
صلاة الضحى بشيء فقلت يا رسول ما هذا الذي تقول قال أقول اللهم بك أصاول
وبك أحاول
وبك أقاتل وإسناده في عمل اليوم والليلة لابن السنى هكذا
حدثنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي حدثنا حماد بن سلمة عن
ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يحرك شفتيه بعد صلاة الضحى بشيء الخ وإبراهيم بن
الحجاج ثقة يهم قليلا وبقية إسناده ثقات قوله أصاول أي أسطو وأقهر قوله
وبك أحول مأخوذ من المحاولة أي بك أتحرك كما في الحديث الآخر بلفظ بك
أحاول وقيل معناه أحتال وقيل المحاولة تطلب الشيء بحيلة وقبل صلاة
الاستسقاء إذا بدا حاجب الشمس خرج فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل
ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا
الغيث واجعل ما أنزلت علينا قوتا وبلاغا إلى حين ثم يرفع يديه حتى يبدو
بياض إبطيه ثم يحول إلى الناس ظهره ويحول رداءه وهو رافع يديه ثم يقبل على
الناس وينزل فيصلى ركعتين د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى
ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين بدا حاجب الشمس فكبر ثم حمد الله عز وجل ثم قال إنكم شكوتم إلى جدب
دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه
ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله الخ ثم قال الراوي فانشأ الله
سبحانه وتعالى سحابة فرعدت وأبرقت ثم أمطرت بإذن الله سبحانه فلم يأت
مسجده صلى الله عليه وسلم حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك
ثم قال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله وأخرجه أبو
عوانة والحاكم وصححه ابن السكن قال أبو داود وهذا حديث غريب إسناده جيد
قوله إذا بدا
حاجب الشمس أي ضوؤها أو ناحيتها وإنما سمي الضوء حاجبا
لأنه يحجب جرمها عن الإدراك قوله ثم يحول إلى الناس ظهره هذا من المصنف
على وجه الحكاية ولفظ الحديث ثم حول إلى الناس ظهره وحول رداءه وفيه
استحباب استقبال القبلة من الخطيب عند أن يحول رداءه وذلك لقصد التفاؤل
وهو أن يتحول الجدب بالخصب والبلاغ ما يتبلغ به ويتوصل به إلى الشيء
المطلوب صلاة الطواف إذا فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا الخ وجعل المقام بينه وبين البيت
وصلى ركعتين فقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله
أحد ثم يرجع إلى الركن فيستلمه ويخرج من الباب إلى الصفا م الحديث أخرجه
مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر رضي الله عنه الحديث
الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال لما انتهى إلى مقام
إبراهيم قرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت
وصلى ركعتين فقرأ فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ثم
عاد إلى الركن فاستلمه ثم خرج إلى الصفا وأخرجه أيضا أحمد وأبو داود
والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده الصحيح وفي حديث جابر هذا بعد
قوله ثم خرج إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ إن الصفا والمروة من شعائر
الله ابدءوا بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل
القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهزم
الأحزاب وحده قوله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قريء على صيغة الفعل
الماضي وعلى صيغة الأمر و قوله ثم يخرج ثم يرجع هو على إرادة الحكاية ولفظ
الحديث ثم رجع ثم خرج
صلاة الكعبة إذا دخل البيت كبر في نواحيه خ
وفي زواياه د ويدعو في نواحيه كلها فإذا خرج ركع من قبل البيت ركعتين خ م
د الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم
مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت وأخرج صورة إبراهيم
وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله
لقد علموا ما استقسما بها قط ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم
يصل هذا لفظ البخاري وأبي داود وزاد أبي داود وفي زواياه ولفظ مسلم من
حديثه أيضا قال أخبرني أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج فلما خرج ركع
في قبل البيت ركعتين ولما دخل صلى الله عليه وسلم البيت أمر بلالا فأجاف
الباب والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى إذا كان بين الإسطوانتين
اللتين يليان باب الكعبة جلس فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم قام
حتى إذا ما استقبل من دبر الكعبة فوضع جبهته وخده عليه وحمد الله وأثنى
عليه وسأله المغفرة ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله
بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله سبحانه والمسألة والاستغفار
ثم خرج فصلى ركعتين مستقبلا بها وجه الكعبة ثم انصرف س الحديث أخرجه
النسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو طرف من حديث ابن عباس المتقدم وبعد
قوله ثم انصرف ما لفظه فقال هذه القبلة هذه القبلة وابن عباس رواه عن
أسامة بن زيد رضي الله عنهما لأنه لم يحضر إذ ذاك وأخرجه أيضا أحمد ورجاله
رجال الصحيح قوله فأجاف الباب أي أغلقه وفيه مشروعية دخول البيت وذكر الله
سبحانه وتعالى بما اشتمل عليه هذا الحديث ووضع الوجه والخد على الصفة
المذكورة ومشروعية صلاة ركعتين
بعد الخروج وقد ذهب الجمهور إلى أن
دخول الكعبة ليس بنسك وحكى القرطبي عن بعض العلماء أن دخولها من المناسك
والحق ما ذهب إليه الجمهور وقد أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن
ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي
الله عنها إني دخلت البيت وودت أني لم أكن فعلت إني أخاف أن أكون أتعبت
أمتي من بعدي صلاة الإستخارة قال صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم
استخارة الله ومن شقاوته تركه استخارة الله سبحانه وتعالى مس الحديث أخرجه
الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم الخ
قال الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه من حديثه أيضا أحمد وأبو يعلى وأخرجه أيضا
الترمذي من حديثه بلفظ من سعادة ابن آدم كثرة استخارة الله ورضاه بما قضى
الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما قضى الله له وقال
حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد وليس بالقوي عند أهل
الحديث وأخرجه أيضا البزار من حديثه بنحو لفظ الترمذي وأخرجه ابن حبان في
كتاب الثواب وكذا أخرجه البزار إذا هم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن
هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله
فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن
هذا الأمر شر لي
في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني
عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به خ الحديث أخرجه البخاري كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا
السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم فليقل الخ وقال بعد قوله ثم رضني به
ويسمى حاجته وأخرجه أيضا أهل السنن وصححه الترمذي وابن أبي حاتم ومع كونه
صحيح البخاري فقد ضعفه أحمد وقال إنه منكر لكون في إسناده عبد الرحمن بن
أبي الموال قال ابن عدي في الكامل في ترجمة عبد الرحمن بن أبي الموال أنه
أنكر عليه حديث الاستخارة قال وقد رواه غير واحد من الصحابة وقد وثق عبد
الرحمن جمهور أهل العلم كما قال العراقي وفي الباب أحاديث قد ذكرناها في
شرحنا للمنتقى قوله إني أستخيرك أي أطلب منك الخير أو الخيرة قال في
المحكم استخار الله طلب منه الخير قال في النهاية خار الله لك أي أعطاك ما
هو خير لك قوله ومعاشي المعاش العيش والحياة ويقال المعاش والمعيشة
والمعيش ما يؤنس به قوله أو عاجل امري وآجله هو شك من الراوي والمراد أنه
يقول أحد الأمرين إما في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله
وصلاة الاستخارة مشروعة بلا خلاف صلاة الزواج ليكتم الخطبة ثم ليتوضأ
فيحسن وضوءه ثم ليصل ما كتب الله له ثم يحمد الله ويمجده ثم يقول اللهم
إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت أن في فلانة
ويسميها باسمها خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان غيرها
خيرا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي حب
الحديث أخرجه ابن
حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكتم الخطبة ثم توضأ وأحسن وضوءك
ثم صل ما كتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قل اللهم إنك تقدر الخ وأخرجه
من حديثه أيضا الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وهذا الأمر داخل تحت
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور قبله إذا هم بأمر فإنه يتناول
النكاح وغيره وأخرج هذا الحديث من حديث أبي أيوب الطبراني في الكبير قال
في مجمع الزوائد ورجاله كلهم ثقات ا ه وصححه ابن حبان صلاة التوبة ما من
رجل يذنب ذنبا ثم يقوم ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر
له عه حب ى الحديث أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان وابن السني كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي
ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة
أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله الخ الآية وزاد ابن حبان والبيهقي أيضا لفظ
ركعتين وبعد قوله ثم يصلي وهذه زادها ابن خزيمة في صحيحه وقد حسن هذا
الحديث الترمذي وصححه ابن حبان وابن خزيمة وأخرج البيهقي عن الحسن البصري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فأحسن
الوضوء ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك
الذنب إلا غفر الله له وهو مرسل وقال صلى الله عليه وسلم كل شيء يتكلم به
ابن آدم مكتوب عليه فإذا أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا فأحب أن يتوب إلى الله
فليمد يديه إلى الله عز وجل ثم
يقول اللهم إني أتوب إليك منها لا
أرجع إليها أبدا فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك مس الحديث أخرجه
الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي الدرداء رضي
الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم قال كل شيء الخ قال الحاكم صحيح على
شرطهما وأقره الذهبي في تلخيصه للمستدرك لكنه قال في التهذيب أنه منكر
وأخرجه الطبراني في الكبير قوله مكتوب عليه أي يكتبه عليه الملكان
الحافظان قوله إذا اخطأ يقال أخطأ إذا لم يصب الصواب وأخطأ إذا أذنب
وينبغي الجمع في صلاة التوبة بين الاستغفار المذكور في الحديث الأول وبين
التوبة والعزم على عدم العود كما في هذا الحديث وجاءه رجل فقال واذنوباه
واذنوباه فقال قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي
فقالها ثم قال عد فعاد ثم قال عد فعاد فقال قم فقد غفر الله لك مس الحديث
أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر رضي
الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال واذنوباه الخ وفي
رواية بعد قوله فقالها ثم أمره أن يقولها مرة ثانية ثم أمره أن يقولها مرة
ثالثة فقالها فقال قم فقد غفر الله لك وأخرج أبو نعيم والعسكري والديلمي
من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخبيب بن
الحارث عفو الله أكبر من ذنوبك صلاة الآبق والضياع إذا ضاع له شيء أو أبق
يتوضأ ويصلي ركعتين ويتشهد ويقول بسم الله يا هادي الضلال وراد الضالة
اردد على ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك مص اللهم راد الضالة
وهادي الضلالة أنت تهدي من الضلالة اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها
من عطائك وفضلك ط
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال إذا ضاع له شيء أو أبق الخ قال الحاكم رواته موثوقون
مدنيون لا يعرف واحد منهم بجرح واللفظ الذي أخرجه الطبراني هو من حديث ابن
عمر أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة أن يقول اللهم الخ قال في
مجمع الزوائد فيه عبد الرحمن ابن يعقوب بن عباد المكي ولم أعرفه وبقية
رجاله ثقات وهذه الصلاة للضياع والإباق داخلة تحت صلاة الحاجة التي ستأتي
لأن هذه حاجة من حوائج الإنسان وسيأتي في صلاة الحاجة في بعض ألفاظها من
كانت له حاجة إلى الله سبحانه وتعالى أو إلى أحد من بني آدم فصلاة الآبق
والضياع داخله تحت هذا العموم صلاة حفظ القرآن إذا كان ليلة الجمعة فإن
استطاع أن يقوم في الثلث الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب فإن
لم يستطع ففي أوساطها فإن لم يستطع ففي أولها فيصلي أربع ركعات يقرأ في
الأولى الفاتحة ويس وفي الثانية الفاتحة والدخان وفي الثلثة الفاتحة والم
تنزيل السجدة وفي الرابعة الفاتحة وتبارك الذي بيده الملك فإذا فرغ من
التشهد فليحمد الله وليحسن الثناء عليه وليصل على النبي صلى الله عليه
وسلم وليحسن وعلى سائر النبيين وليستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانه
الذين سبقوه بالإيمان ثم ليقل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا
ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك
عني اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام
أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما
علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم بديع السموات
والأرض ذا
الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا
رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به
عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك
ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يفعل ذلك ثلاث
جمع أو خمسا أو سبعا يجاب بإذن الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم والذي
بعثني بالحق ما أخطأ مؤمن قط ت مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قال بينما نحن عند رسول الله إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال
بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن
وينفع بهن من علمهن ويثبت ما في صدرك قال أجل يا رسول الله فعلمني فقال
إذا كان ليلة الجمعة فقل الخ وهذا اللفظ الذي ساقه المصنف رحمه الله هو
لفظ الترمذي بعد هذا اللفظ الذي ساقه المصنف قال ابن عباس رضي الله عنهما
فوالله ما لبث إلا خمسا أو سبعا حتى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله كنت فيما خلالا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن وإذا قرأتهن
على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها فإذا قرأتها على
نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت
وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن قال الترمذي
بعد إخراجه حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم وقال الحاكم بعد
إخراجه في المستدرك هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وأخرجه أيضا الدارقطني
باختصار وقال تفرد به هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم قال ابن الجوزي
الوليد بن مسلم مدلس تدليس التسوية ولا
أتهم به إلا النقاش يعني
محمد بن الحسن بن محمد المقري الشيخ الدارقطني قال ابن حجر هذا الكلام
تهافت والنقاش بريء من عهدته فإن الترمذي أخرجه في جامعه من طريق الوليد
قال السيوطي في اللآلىء التي ألفها على موضوعات ابن الجوزي وأخرجه الحاكم
عن أبي النضر الفقيه وأبي الحسن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد
بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء وعكرمة عن ابن عباس وقال صحيح على شرط
الشيخين ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم فالحديث يقصر عن الحسن فضلا
عن الصحة وفي ألفاظه نكارة وأنا في نفسي من تحسين هذا الحديث فضلا عن
تصحيحه فإنه منكر غير مطابق للكلام النبوي والتعليم المصطفوي وقد أصاب ابن
الجوزي بذكره في الموضوعات ولهذا ذكرته أنا في كتابي الذي سميته الفوائد
المجموعة في الأحاديث الموضوعة قوله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم
وليحسن أي ليحسن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم قوله ولا يؤتيه أي يعطيه
وفي نسخة ولا يؤتينه قوله ما أخطأ مؤمن المعنى أنه يستجاب به لكل مؤمن
صلاة الضر والحاجة يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو اللهم إني أسألك وأتوجه
إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه
لتقضى لي اللهم فشفعه في ت س مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عثمان بن حنيف رضي الله
عنه قال جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع
الله لي أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه
قال فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه وزاد النسائي في بعض طرقه فتوضأ فصلى
ركعتين ثم ذكر في
الترمذي ما ذكره المصنف من قوله صلى الله عليه
وسلم اللهم إني أسألك الخ وأخرجه من حديثه أيضا ابن ماجه والحاكم في
المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد
أبصر وقال الترمذي حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي
جعفر وهو غير الخطمي وقال وأخرجه الطبراني بعد ذكر طرقه التي روى بها
والحديث صحيح وصححه أيضا ابن خزيمة فقد صحح الحديث هؤلاء الأئمة وقد تفرد
النسائي بذكر الصلاة ووافقه الطبراني في بعض الطرق التي رواها وفي الحديث
دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع
اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع ما شاء كان
وما يشأ لم يكن وقال صلى الله عليه وسلم من كانت له حاجة إلى الله تعالى
أو إلى أحد من بنى آدم فليتوضأ وليحسن وضوءه ثم ليصل ركعتين ثم يثني على
الله تعالى ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل لا إله إلا الله
الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك
موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والغنيمة من كل بر والسلامة
من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا
إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ت س مس الحديث أخرجه الترمذي والنسائي
والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن
أبي أوفى رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد
فقال من كانت له حاجة إلى الله الخ وأخرجه أيضا من حديثه ابن ماجه وزاد
بعد قوله يا أرحم الراحمين ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه
يقدر وفي إسناده فايد بن عبد الرحمن بن الورقاء وهو ضعيف قال الترمذي بعد
إخراجه هذا الحديث حديث غريب
وفايد يضعف في الحديث وقال أحمد متروك
وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه وقال الحاكم بعد إخراجه لهذا الحديث
أخرجته شاهدا وفايد مستقيم الحديث وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد عن غير
فايد قال ابن حجر في أماليه والحديث له شاهد من حديث أنس وسنده ضعيف
وأخرجه أيضا الأصبهاني من حديث أنس ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يا علي ألا أعلمك دعاء إذا أصابك هم أو غم تدعو به ربك يستجاب لك بإذن
الله ويفرج عنك توضأ وصل ركعتين واحمد الله تعالى وأثن عليه وصل على نبيك
واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم
الكريم سبحان رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين
اللهم كاشف الغم مفرج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك رحمان الدنيا
والآخرة ورحيمهما فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها
عن رحمة من سواك وأخرجه الطبراني وفي إسناده أبو معمر عباد بن عبد الصمد
ضعيف جدا وأخرج لهذا الحديث في مسند الفردوس طريقا أخرى من حديث أنس رضي
الله عنه وفي إسناده أبو هاشم واسمه عبد الرحمن وهو ضعيف وأخرجه أحمد
بإسناد صحيح من حديث أبي الدرداء مختصرا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من توضأ فاسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين بتمامها أعطاه الله عز وجل
ما سأل معجلا أو مؤخرا وأخرجه أيضا من حديث أبي الدرداء الطبراني في
الكبير قال الهيثمي في مجمع الزوائد وإسناده حسن وقد ذكرت هذا الحديث
وذكرت ما قيل فيه بأطول من هذا في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة
استدركت على من قال إنه موضوع والحاصل أن جميع طرق أحاديث هذه الصلاة لا
تخلو عن ضعف إلا
حديث أبي الدرداء كما ذكرنا وبعده حديث ابن أبي
أوفى الذي ذكره المصنف رحمه الله وعنه صلى الله عليه وسلم تصلي اثنتي عشرة
ركعة من ليل أو نهار وتشهد بين كل ركعتين فإذا جلست في آخر صلاتك فأثن على
الله تعالى وصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم كبر واسجد واقرأ وأنت
ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات وآية الكرسي سبع مرات وقل هو الله أحد سبع
مرات وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير عشر مرات ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى
الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلمتك التامة ثم سل حاجتك ثم
ارفع رأسك فسلم عن يمنك وعن شمالك واتق السفهاء أن يعلموها فيدعوا ربهم
فيستجاب لهم قال البيهقي إنه قد جرب فوجد سببا لقضاء الحاجة قلت وقد
رويناه في كتاب الدعاء للواحدي وفي سنده غير واحد من أهل العلم ذكر أنه
جربه فوجده كذلك وأنا جربته فوجدته كذلك على أن في سنده من لا أعرفه قى
الحديث أخرجه البيهقي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي
الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم قال ثنتي عشرة ركعة يصليهن الخ قال
المنذري في الترغيب والترهيب بعد ذكر هذا الحديث رواه الحاكم وقال قال
أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا وقال إبراهيم بن علي الديلمي قد جربته
فوجدته حقا وقال الحاكم قد جربته فوجدته حقا تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة
مأمون الخ قال في الترغيب والترهيب بعد أن ذكر هذا الكلام قال الحافظ عامر
ابن خداش هذا هو النيسابوري ثم قال قال شيخنا الحافظ أبو الحسن يعني
المقدسي كان صاحب مناكير وقد تفرد به عن عمر بن
هارون البلخي وهو
متروك متهم أثنى عليه ابن مهدي وحده فيما أعلمه والاعتماد في مثل هذا على
التجربة لا على الإسناد والله أعلم وأقول السنة لا تثبت بمجرد التجربة ولا
يخرج بها الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا وقبول الدعاء لا يدل
على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد يجيب الله
الدعاء من غير توسل بسنة وهو أرحم الراحمين وقد تكون الإستجابة استدراجا
ومع هذا ففي هذا الذي يقال أنه حديث مخالفة للسنة المطهرة فقد ثبت في
السنة ثبوتا صحيحا لا شك فيه ولا شبهة النهي عن قراءة القرآن في الركوع
والسجود فهذا من أعظم الدلائل على كون هذا المروي موضوعا ولا سيما وفي
إسناده عمر بن هارون بن يزيد الثقفي البلخي المذكور فإنه من المتروكين
المتهمين وإن كان حافظا ولعل ثناء ابن مهدي عليه من جهة حفظه وكذا تلميذه
عامر بن خداش فلعل هذا من مناكيره التي صار يرويها والعجب من اعتماد مثل
الحاكم والبيهقي والواحدي ومن بعدهم على التجريب في أمر يعلمون جميعا أنه
مشتمل على خلاف السنة المطهرة وعلى الوقوع في مناهيها قوله بمعاقد جمع
معقد أي محل انعقاده وتمكنه صلاة التسبيح علمها رسول الله صلى الله عليه
وسلم عمه العباس رضي الله عنه فقال يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك
ألا أفعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه
وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات
تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت
وأنت قائم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة
عشر مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها
عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة
تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم
تفعل ففي كل جمعة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة
فإن لم تفعل ففي عمرك مرة د حب مس الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان
والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله
عنه الخ وقد ذكر هذا الحديث ابن خزيمة في صحيحه وقال إن صح هذا الخبر فإن
في القلب من هذا الإسناد شيئا فذكره ثم قال رواه إبراهيم بن الحكم بن أبان
عن عكرمة مرسلا لم يذكر ابن عباس وإبراهيم بن الحكم بن أبان قال ابن معين
ليس بشيء وقال النسائي متروك الحديث وقال البخاري سكتوا عنه قال الحافظ
المنذري ورواه الطبراني وقال في آخره فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل
عالج غفر الله لك قلت رواه الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس بإسناد
فيه نافع بن هرمز وهو ضعيف ورواه في الأوسط من طريق أخرى عن ابن عباس أنه
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام ألا أحبوك وفي إسناده عبد
القدوس بن حبيب وهو متروك ورواه أيضا من طريق أخرى عن ابن عباس أنه قال
لأبي الجوزاء ألا أحبوك ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
صلى أربع ركعات فذكر نحوه وفي إسناده يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو
ضعيف قال المنذري قد روى هذا الحديث من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة
وأمثلها حديث عكرمة هذا يعني الذي ذكره المصنف قال وقد صححه جماعة منهم
الحافظ أبو بكر الآجرى وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري وشيخنا الحافظ
أبو
الحسن المقدسي قال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول ليس في
صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا وقال مسلم صاحب الصحيح لا يروى في هذا
الحديث إسناد أحسن من هذا يعني إسناد عكرمة عن ابن عباس وقال الحاكم قد
صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذه
الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود حدثنا إسحق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيى
عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بلاد الحبشة
فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه وقال له ألا أهب لك أسرك ألا أمنحك فذكره
قال هذا إسناد صحيح لا غبار عليه واعترض على هذا التصحيح من وجوه بأن شيخ
الحاكم أحمد بن داود المصري الحراني تكلم فيه غير واحد من الأئمة وكذبه
الدارقطني وقد أخرج هذا الحديث الترمذي وابن ماجه والدارقطني والبيهقي من
حديث أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس يا عم
ألا أحبوك فذكر الحديث قال الترمذي حديث غريب من حديث أبي رافع وأخرجه
البيهقي من حديث أبي حيان الكلبي عن أبي الجوزاء عن ابن عمر وقال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ألا أحبوك فذكر الحديث وروى أيضا الدارقطني هذا
الحديث من طريق عبد الله ابن عباس ومن طريق أبي رافع عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال للعباس الخ قال ابن حجر رحمه الله لا بأس بإسناد حديث ابن
عباس وهو من شرط الحسن فإن له شواهد تقويه وقد أساء ابن الجوزي بذكره في
الموضوعات وقد رواه أبو داود من حديث ابن عمر بإسناد لا بأس به والحاكم من
حديث ابن عمرو قال ابن العربي في شرح الترمذي في حديث أبي رافع أنه حديث
ضعيف ليس له أصل في الصحة ولا في الحسن وقال إنما ذكره الترمذي لينبه عليه
لئلا يغتر به وقال العقيلي ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت وقال الدارقطني
أصح شيء في فضائل السور قل هو الله أحد وأصح شيء في فضائل الصلاة صلاة
التسبيح قال النووي في الإذكار ولا يلزم من هذا العبارة أن يكون
حديث صلاة التسبيح صحيحا فإنهم يقولون هذا أصح ما جاء في الباب وإن
كان
ضعيفا فمرادهم أرجحه وأقله ضعفا والحاصل أن صلاة التسبيح وردت من طريق عبد
الله ابن عباس وأخيه الفضل وأبيهما العباس وعبد الله بن عمر وأبي رافع
وعلي بن أبي طالب وأخيه جعفر وأم سلمة ورجل من الأنصار رضي الله عنهم
أجمعين وقد صحح هذا الحديث أو حسنه جماعة من الحفاظ منهم من تقدم ذكره
ومنهم ابن منده والخطيب وابن الصلاح والسبكي والحافظ العلائي قال السبكي
صلاة التسبيح من مهمات مسائل الدين ولا تغتر بما فهم من النووي في الاذكار
من ردها فإنه اقتصر على رواية الترمذي وابن ماجه ورأى قول العقيلي ليس
فيها حديث يثبت صحيح ولا حسن والظن به لو استحضر ترجيح أبي داود لحديثها
وتصحيح ابن خزيمة والحاكم لما قال ذلك وقد استوفينا الكلام على صلاة
التسبيح في كتابنا في الموضوعات الذي سميناه الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة ولا شك ولا ريب أن هذه الصلاة في صفتها وهيئتها نكارة شديدة
مخالفة لما جرت عليه التعليمات النبوية والذوق يشهد والقلب يصدق وعندي أن
ابن الجوزي قد أصاب بذكره لهذا الحديث في الموضوعات وما أحسن ما قال
السيوطي في كتابه اللآلئ الذي جعله على موضوعات ابن الجوزي بعد ذكره لطرق
هذه الحديث والحق أن طرقه كلها ضعيفة وأن حديث ابن عباس يقرب من الحسن إلا
أنه شاذ لشدة الفردية فيه وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ومخالفة
هيئتها لهيئة باقي الصلوات صلاة القدوم من السفر وصلاة القدوم من السفر
ركعتان في المسجد متفق عليها وكذلك صلاة الفتح وهي ثمان ركعات وثم صلوات
وردت منصوصات عليها غير أن أسانيدها ضعيفة النصف من شعبان وصلاة القدر من
رمضان فلا تصح
وسندها موضوع باطل وصلاة الكفاية جربت ولا أعلمها
وردت عنه صلى الله عليه وسلم والسجود بعد الوتر موضوع ولكنه صح عنه صلى
الله عليه وسلم أنه كان يصلي بعده ركعتين جالسا قوله وصلاة القدوم من
السفر ركعتان في المسجد متفق عليها أقول هو ثابت في الصحيحين من حديث جابر
بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين وثبت أيضا أنه صلى
الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس
قوله وكذلك صلاة الفتح أقول هي ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أم
هانيء قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل
وصلى ثمان ركعات فلم أر صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود قوله
كصلاة السفر أقول أي الصلاة عند إرادة الخروج إلى السفر لا عند القدوم منه
فالحديث بذلك ثابت في الصحيحين وغيرهما كما تقدم وهذه الصلاة عند إرادة
السفر أخرجها الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود رضي الله عنهما قال
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد أن
أخرج إلى البحرين في تجارة فقال صلى الله عليه وسلم قم صل ركعتين قال في
مجمع الزوائد ورجاله موثقون وبهذا يعرف أن حديث صلاة السفر لم يكن إسناده
ضعيفا قال المصنف رحمه الله ويمكن أن يراد بصلاة السفر صلاة المسافر نفسه
عند قدومه في البيت لا في المسجد وقد أخرج ذلك الطبراني في الكبير من حديث
فضالة بن عبيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا في سفر
أو دخل بيته لم يجلس حتى يصلي ركعتين وفي إسناده الواقدي وقد ضعفه الجمهور
وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر صلى ركعتين وفي إسناده
الحارث الأعور وهو ضعيف ويمكن أن يريد المصنف بما أخرجه الطبراني من حديث
ركعتا
الفجر في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية الإخلاص م حب الحديث
أخرجه مسلم وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأخرج مسلم وأحمد وأهل السنن
عن ابن عمر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا فكان يقرأ في الركعتين
قبل الفجر قال يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وأخرج نحوه البزار من
حديث أنس ورجال إسناده ثقات وأخرج نحوه ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها
وأخرج نحوه الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن جعفر وأخرج نحوه ابن حبان
أيضا في صحيحه عن جابر رضي الله عنه وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي
الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل أشد تعاهدا
منه على ركعتي الفجر وأخرج أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوا ركعتي الفجر ولو طردتكم الخيل
وفي إسناده عبد الرحمن بن إسحاق المدني وفيه مقال وقد أخرج له مسلم
واستشهد به البخاري ووثقه ابن معين وثبت في صحيح مسلم والترمذي من حديث
عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ركعتا الفجر خير
من الدنيا وما فيها وفي الباب أحاديث أو في الأولى قولوا آمنا بالله
والآية وفي الثانية قل يا أهل الكتاب تعالوا الآية م
الحديث أخرجه مسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر قولوا آمنا بالله وما
أنزل إلينا والتي في آل عمران يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا
وبينكم الآية وأخرجه أبو داود والنسائي وفي رواية لمسلم وفي الآخرة آمنا
بالله واشهد بأنا مسلمون ويقول وهو جالس اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل
ومحمد أعوذ بك من النار ثلاثا مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أسامة بن عمير رضي الله عنه أنه صلى مع
النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر فصلى النبي صلى الله عليه وسلم
ركعتي الفجر فسمعته وهو يقول اللهم رب جبريل وميكائيل الخ وأخرجها أيضا
ابن السني في عمل اليوم والليلة وفي رواية ثم سمعته يقول وهو جالس وقد
صححه الحاكم وأخرج أبو يعلى من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل الفجر ثم يقول اللهم رب جبريل
وميكائيل ورب إسرافيل ورب محمد أعوذ بك من النار ثم يخرج إلى صلاته قال
الهيثمي في مجمع الزوائد وفيه عبد الله بن أبي حميد وهو متروك وأخرجه أيضا
الطبراني في الكبير من حديث أسامة ابن عمير أيضا باللفظ الذي ذكره المصنف
قال في مجمع الزوائد وفيه عباد ابن سعيد قال الذهبي عباد بن سعيد عن مبشر
لا شيء قلت ذكره ابن حبان في الثقات انتهى وبعد صلاة الضحى اللهم بك أصاول
وبك أحاول وبك أقاتل ي الحديث أخرجه ابن السني كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرك شفتيه بعد
صلاة الضحى بشيء فقلت يا رسول ما هذا الذي تقول قال أقول اللهم بك أصاول
وبك أحاول
وبك أقاتل وإسناده في عمل اليوم والليلة لابن السنى هكذا
حدثنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي حدثنا حماد بن سلمة عن
ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يحرك شفتيه بعد صلاة الضحى بشيء الخ وإبراهيم بن
الحجاج ثقة يهم قليلا وبقية إسناده ثقات قوله أصاول أي أسطو وأقهر قوله
وبك أحول مأخوذ من المحاولة أي بك أتحرك كما في الحديث الآخر بلفظ بك
أحاول وقيل معناه أحتال وقيل المحاولة تطلب الشيء بحيلة وقبل صلاة
الاستسقاء إذا بدا حاجب الشمس خرج فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل
ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا
الغيث واجعل ما أنزلت علينا قوتا وبلاغا إلى حين ثم يرفع يديه حتى يبدو
بياض إبطيه ثم يحول إلى الناس ظهره ويحول رداءه وهو رافع يديه ثم يقبل على
الناس وينزل فيصلى ركعتين د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى
ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين بدا حاجب الشمس فكبر ثم حمد الله عز وجل ثم قال إنكم شكوتم إلى جدب
دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه
ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله الخ ثم قال الراوي فانشأ الله
سبحانه وتعالى سحابة فرعدت وأبرقت ثم أمطرت بإذن الله سبحانه فلم يأت
مسجده صلى الله عليه وسلم حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك
ثم قال أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله وأخرجه أبو
عوانة والحاكم وصححه ابن السكن قال أبو داود وهذا حديث غريب إسناده جيد
قوله إذا بدا
حاجب الشمس أي ضوؤها أو ناحيتها وإنما سمي الضوء حاجبا
لأنه يحجب جرمها عن الإدراك قوله ثم يحول إلى الناس ظهره هذا من المصنف
على وجه الحكاية ولفظ الحديث ثم حول إلى الناس ظهره وحول رداءه وفيه
استحباب استقبال القبلة من الخطيب عند أن يحول رداءه وذلك لقصد التفاؤل
وهو أن يتحول الجدب بالخصب والبلاغ ما يتبلغ به ويتوصل به إلى الشيء
المطلوب صلاة الطواف إذا فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا الخ وجعل المقام بينه وبين البيت
وصلى ركعتين فقرأ في الأولى قل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله
أحد ثم يرجع إلى الركن فيستلمه ويخرج من الباب إلى الصفا م الحديث أخرجه
مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر رضي الله عنه الحديث
الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال لما انتهى إلى مقام
إبراهيم قرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت
وصلى ركعتين فقرأ فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ثم
عاد إلى الركن فاستلمه ثم خرج إلى الصفا وأخرجه أيضا أحمد وأبو داود
والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده الصحيح وفي حديث جابر هذا بعد
قوله ثم خرج إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ إن الصفا والمروة من شعائر
الله ابدءوا بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل
القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهزم
الأحزاب وحده قوله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قريء على صيغة الفعل
الماضي وعلى صيغة الأمر و قوله ثم يخرج ثم يرجع هو على إرادة الحكاية ولفظ
الحديث ثم رجع ثم خرج
صلاة الكعبة إذا دخل البيت كبر في نواحيه خ
وفي زواياه د ويدعو في نواحيه كلها فإذا خرج ركع من قبل البيت ركعتين خ م
د الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم
مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت وأخرج صورة إبراهيم
وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله
لقد علموا ما استقسما بها قط ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم
يصل هذا لفظ البخاري وأبي داود وزاد أبي داود وفي زواياه ولفظ مسلم من
حديثه أيضا قال أخبرني أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج فلما خرج ركع
في قبل البيت ركعتين ولما دخل صلى الله عليه وسلم البيت أمر بلالا فأجاف
الباب والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى إذا كان بين الإسطوانتين
اللتين يليان باب الكعبة جلس فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم قام
حتى إذا ما استقبل من دبر الكعبة فوضع جبهته وخده عليه وحمد الله وأثنى
عليه وسأله المغفرة ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة فاستقبله
بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله سبحانه والمسألة والاستغفار
ثم خرج فصلى ركعتين مستقبلا بها وجه الكعبة ثم انصرف س الحديث أخرجه
النسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو طرف من حديث ابن عباس المتقدم وبعد
قوله ثم انصرف ما لفظه فقال هذه القبلة هذه القبلة وابن عباس رواه عن
أسامة بن زيد رضي الله عنهما لأنه لم يحضر إذ ذاك وأخرجه أيضا أحمد ورجاله
رجال الصحيح قوله فأجاف الباب أي أغلقه وفيه مشروعية دخول البيت وذكر الله
سبحانه وتعالى بما اشتمل عليه هذا الحديث ووضع الوجه والخد على الصفة
المذكورة ومشروعية صلاة ركعتين
بعد الخروج وقد ذهب الجمهور إلى أن
دخول الكعبة ليس بنسك وحكى القرطبي عن بعض العلماء أن دخولها من المناسك
والحق ما ذهب إليه الجمهور وقد أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن
ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي
الله عنها إني دخلت البيت وودت أني لم أكن فعلت إني أخاف أن أكون أتعبت
أمتي من بعدي صلاة الإستخارة قال صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم
استخارة الله ومن شقاوته تركه استخارة الله سبحانه وتعالى مس الحديث أخرجه
الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم الخ
قال الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه من حديثه أيضا أحمد وأبو يعلى وأخرجه أيضا
الترمذي من حديثه بلفظ من سعادة ابن آدم كثرة استخارة الله ورضاه بما قضى
الله له ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما قضى الله له وقال
حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد وليس بالقوي عند أهل
الحديث وأخرجه أيضا البزار من حديثه بنحو لفظ الترمذي وأخرجه ابن حبان في
كتاب الثواب وكذا أخرجه البزار إذا هم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن
هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله
فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن
هذا الأمر شر لي
في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني
عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به خ الحديث أخرجه البخاري كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا
السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم فليقل الخ وقال بعد قوله ثم رضني به
ويسمى حاجته وأخرجه أيضا أهل السنن وصححه الترمذي وابن أبي حاتم ومع كونه
صحيح البخاري فقد ضعفه أحمد وقال إنه منكر لكون في إسناده عبد الرحمن بن
أبي الموال قال ابن عدي في الكامل في ترجمة عبد الرحمن بن أبي الموال أنه
أنكر عليه حديث الاستخارة قال وقد رواه غير واحد من الصحابة وقد وثق عبد
الرحمن جمهور أهل العلم كما قال العراقي وفي الباب أحاديث قد ذكرناها في
شرحنا للمنتقى قوله إني أستخيرك أي أطلب منك الخير أو الخيرة قال في
المحكم استخار الله طلب منه الخير قال في النهاية خار الله لك أي أعطاك ما
هو خير لك قوله ومعاشي المعاش العيش والحياة ويقال المعاش والمعيشة
والمعيش ما يؤنس به قوله أو عاجل امري وآجله هو شك من الراوي والمراد أنه
يقول أحد الأمرين إما في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله
وصلاة الاستخارة مشروعة بلا خلاف صلاة الزواج ليكتم الخطبة ثم ليتوضأ
فيحسن وضوءه ثم ليصل ما كتب الله له ثم يحمد الله ويمجده ثم يقول اللهم
إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت أن في فلانة
ويسميها باسمها خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان غيرها
خيرا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي حب
الحديث أخرجه ابن
حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكتم الخطبة ثم توضأ وأحسن وضوءك
ثم صل ما كتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قل اللهم إنك تقدر الخ وأخرجه
من حديثه أيضا الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وهذا الأمر داخل تحت
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور قبله إذا هم بأمر فإنه يتناول
النكاح وغيره وأخرج هذا الحديث من حديث أبي أيوب الطبراني في الكبير قال
في مجمع الزوائد ورجاله كلهم ثقات ا ه وصححه ابن حبان صلاة التوبة ما من
رجل يذنب ذنبا ثم يقوم ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر
له عه حب ى الحديث أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان وابن السني كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي
ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة
أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله الخ الآية وزاد ابن حبان والبيهقي أيضا لفظ
ركعتين وبعد قوله ثم يصلي وهذه زادها ابن خزيمة في صحيحه وقد حسن هذا
الحديث الترمذي وصححه ابن حبان وابن خزيمة وأخرج البيهقي عن الحسن البصري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فأحسن
الوضوء ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك
الذنب إلا غفر الله له وهو مرسل وقال صلى الله عليه وسلم كل شيء يتكلم به
ابن آدم مكتوب عليه فإذا أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا فأحب أن يتوب إلى الله
فليمد يديه إلى الله عز وجل ثم
يقول اللهم إني أتوب إليك منها لا
أرجع إليها أبدا فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك مس الحديث أخرجه
الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي الدرداء رضي
الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم قال كل شيء الخ قال الحاكم صحيح على
شرطهما وأقره الذهبي في تلخيصه للمستدرك لكنه قال في التهذيب أنه منكر
وأخرجه الطبراني في الكبير قوله مكتوب عليه أي يكتبه عليه الملكان
الحافظان قوله إذا اخطأ يقال أخطأ إذا لم يصب الصواب وأخطأ إذا أذنب
وينبغي الجمع في صلاة التوبة بين الاستغفار المذكور في الحديث الأول وبين
التوبة والعزم على عدم العود كما في هذا الحديث وجاءه رجل فقال واذنوباه
واذنوباه فقال قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي
فقالها ثم قال عد فعاد ثم قال عد فعاد فقال قم فقد غفر الله لك مس الحديث
أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر رضي
الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال واذنوباه الخ وفي
رواية بعد قوله فقالها ثم أمره أن يقولها مرة ثانية ثم أمره أن يقولها مرة
ثالثة فقالها فقال قم فقد غفر الله لك وأخرج أبو نعيم والعسكري والديلمي
من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخبيب بن
الحارث عفو الله أكبر من ذنوبك صلاة الآبق والضياع إذا ضاع له شيء أو أبق
يتوضأ ويصلي ركعتين ويتشهد ويقول بسم الله يا هادي الضلال وراد الضالة
اردد على ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك مص اللهم راد الضالة
وهادي الضلالة أنت تهدي من الضلالة اردد علي ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها
من عطائك وفضلك ط
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال إذا ضاع له شيء أو أبق الخ قال الحاكم رواته موثوقون
مدنيون لا يعرف واحد منهم بجرح واللفظ الذي أخرجه الطبراني هو من حديث ابن
عمر أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة أن يقول اللهم الخ قال في
مجمع الزوائد فيه عبد الرحمن ابن يعقوب بن عباد المكي ولم أعرفه وبقية
رجاله ثقات وهذه الصلاة للضياع والإباق داخلة تحت صلاة الحاجة التي ستأتي
لأن هذه حاجة من حوائج الإنسان وسيأتي في صلاة الحاجة في بعض ألفاظها من
كانت له حاجة إلى الله سبحانه وتعالى أو إلى أحد من بني آدم فصلاة الآبق
والضياع داخله تحت هذا العموم صلاة حفظ القرآن إذا كان ليلة الجمعة فإن
استطاع أن يقوم في الثلث الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب فإن
لم يستطع ففي أوساطها فإن لم يستطع ففي أولها فيصلي أربع ركعات يقرأ في
الأولى الفاتحة ويس وفي الثانية الفاتحة والدخان وفي الثلثة الفاتحة والم
تنزيل السجدة وفي الرابعة الفاتحة وتبارك الذي بيده الملك فإذا فرغ من
التشهد فليحمد الله وليحسن الثناء عليه وليصل على النبي صلى الله عليه
وسلم وليحسن وعلى سائر النبيين وليستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانه
الذين سبقوه بالإيمان ثم ليقل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا
ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك
عني اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام
أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما
علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم بديع السموات
والأرض ذا
الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا
رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به
عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك
ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يفعل ذلك ثلاث
جمع أو خمسا أو سبعا يجاب بإذن الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم والذي
بعثني بالحق ما أخطأ مؤمن قط ت مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قال بينما نحن عند رسول الله إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال
بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن
وينفع بهن من علمهن ويثبت ما في صدرك قال أجل يا رسول الله فعلمني فقال
إذا كان ليلة الجمعة فقل الخ وهذا اللفظ الذي ساقه المصنف رحمه الله هو
لفظ الترمذي بعد هذا اللفظ الذي ساقه المصنف قال ابن عباس رضي الله عنهما
فوالله ما لبث إلا خمسا أو سبعا حتى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله كنت فيما خلالا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن وإذا قرأتهن
على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها فإذا قرأتها على
نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت
وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن قال الترمذي
بعد إخراجه حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم وقال الحاكم بعد
إخراجه في المستدرك هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وأخرجه أيضا الدارقطني
باختصار وقال تفرد به هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم قال ابن الجوزي
الوليد بن مسلم مدلس تدليس التسوية ولا
أتهم به إلا النقاش يعني
محمد بن الحسن بن محمد المقري الشيخ الدارقطني قال ابن حجر هذا الكلام
تهافت والنقاش بريء من عهدته فإن الترمذي أخرجه في جامعه من طريق الوليد
قال السيوطي في اللآلىء التي ألفها على موضوعات ابن الجوزي وأخرجه الحاكم
عن أبي النضر الفقيه وأبي الحسن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد
بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء وعكرمة عن ابن عباس وقال صحيح على شرط
الشيخين ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم فالحديث يقصر عن الحسن فضلا
عن الصحة وفي ألفاظه نكارة وأنا في نفسي من تحسين هذا الحديث فضلا عن
تصحيحه فإنه منكر غير مطابق للكلام النبوي والتعليم المصطفوي وقد أصاب ابن
الجوزي بذكره في الموضوعات ولهذا ذكرته أنا في كتابي الذي سميته الفوائد
المجموعة في الأحاديث الموضوعة قوله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم
وليحسن أي ليحسن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم قوله ولا يؤتيه أي يعطيه
وفي نسخة ولا يؤتينه قوله ما أخطأ مؤمن المعنى أنه يستجاب به لكل مؤمن
صلاة الضر والحاجة يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو اللهم إني أسألك وأتوجه
إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه
لتقضى لي اللهم فشفعه في ت س مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عثمان بن حنيف رضي الله
عنه قال جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع
الله لي أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه
قال فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه وزاد النسائي في بعض طرقه فتوضأ فصلى
ركعتين ثم ذكر في
الترمذي ما ذكره المصنف من قوله صلى الله عليه
وسلم اللهم إني أسألك الخ وأخرجه من حديثه أيضا ابن ماجه والحاكم في
المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد
أبصر وقال الترمذي حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي
جعفر وهو غير الخطمي وقال وأخرجه الطبراني بعد ذكر طرقه التي روى بها
والحديث صحيح وصححه أيضا ابن خزيمة فقد صحح الحديث هؤلاء الأئمة وقد تفرد
النسائي بذكر الصلاة ووافقه الطبراني في بعض الطرق التي رواها وفي الحديث
دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع
اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع ما شاء كان
وما يشأ لم يكن وقال صلى الله عليه وسلم من كانت له حاجة إلى الله تعالى
أو إلى أحد من بنى آدم فليتوضأ وليحسن وضوءه ثم ليصل ركعتين ثم يثني على
الله تعالى ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل لا إله إلا الله
الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك
موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والغنيمة من كل بر والسلامة
من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا
إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ت س مس الحديث أخرجه الترمذي والنسائي
والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن
أبي أوفى رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد
فقال من كانت له حاجة إلى الله الخ وأخرجه أيضا من حديثه ابن ماجه وزاد
بعد قوله يا أرحم الراحمين ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه
يقدر وفي إسناده فايد بن عبد الرحمن بن الورقاء وهو ضعيف قال الترمذي بعد
إخراجه هذا الحديث حديث غريب
وفايد يضعف في الحديث وقال أحمد متروك
وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه وقال الحاكم بعد إخراجه لهذا الحديث
أخرجته شاهدا وفايد مستقيم الحديث وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد عن غير
فايد قال ابن حجر في أماليه والحديث له شاهد من حديث أنس وسنده ضعيف
وأخرجه أيضا الأصبهاني من حديث أنس ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يا علي ألا أعلمك دعاء إذا أصابك هم أو غم تدعو به ربك يستجاب لك بإذن
الله ويفرج عنك توضأ وصل ركعتين واحمد الله تعالى وأثن عليه وصل على نبيك
واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم
الكريم سبحان رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين
اللهم كاشف الغم مفرج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك رحمان الدنيا
والآخرة ورحيمهما فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها
عن رحمة من سواك وأخرجه الطبراني وفي إسناده أبو معمر عباد بن عبد الصمد
ضعيف جدا وأخرج لهذا الحديث في مسند الفردوس طريقا أخرى من حديث أنس رضي
الله عنه وفي إسناده أبو هاشم واسمه عبد الرحمن وهو ضعيف وأخرجه أحمد
بإسناد صحيح من حديث أبي الدرداء مختصرا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من توضأ فاسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين بتمامها أعطاه الله عز وجل
ما سأل معجلا أو مؤخرا وأخرجه أيضا من حديث أبي الدرداء الطبراني في
الكبير قال الهيثمي في مجمع الزوائد وإسناده حسن وقد ذكرت هذا الحديث
وذكرت ما قيل فيه بأطول من هذا في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة
استدركت على من قال إنه موضوع والحاصل أن جميع طرق أحاديث هذه الصلاة لا
تخلو عن ضعف إلا
حديث أبي الدرداء كما ذكرنا وبعده حديث ابن أبي
أوفى الذي ذكره المصنف رحمه الله وعنه صلى الله عليه وسلم تصلي اثنتي عشرة
ركعة من ليل أو نهار وتشهد بين كل ركعتين فإذا جلست في آخر صلاتك فأثن على
الله تعالى وصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم كبر واسجد واقرأ وأنت
ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات وآية الكرسي سبع مرات وقل هو الله أحد سبع
مرات وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير عشر مرات ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى
الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلمتك التامة ثم سل حاجتك ثم
ارفع رأسك فسلم عن يمنك وعن شمالك واتق السفهاء أن يعلموها فيدعوا ربهم
فيستجاب لهم قال البيهقي إنه قد جرب فوجد سببا لقضاء الحاجة قلت وقد
رويناه في كتاب الدعاء للواحدي وفي سنده غير واحد من أهل العلم ذكر أنه
جربه فوجده كذلك وأنا جربته فوجدته كذلك على أن في سنده من لا أعرفه قى
الحديث أخرجه البيهقي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي
الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم قال ثنتي عشرة ركعة يصليهن الخ قال
المنذري في الترغيب والترهيب بعد ذكر هذا الحديث رواه الحاكم وقال قال
أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا وقال إبراهيم بن علي الديلمي قد جربته
فوجدته حقا وقال الحاكم قد جربته فوجدته حقا تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة
مأمون الخ قال في الترغيب والترهيب بعد أن ذكر هذا الكلام قال الحافظ عامر
ابن خداش هذا هو النيسابوري ثم قال قال شيخنا الحافظ أبو الحسن يعني
المقدسي كان صاحب مناكير وقد تفرد به عن عمر بن
هارون البلخي وهو
متروك متهم أثنى عليه ابن مهدي وحده فيما أعلمه والاعتماد في مثل هذا على
التجربة لا على الإسناد والله أعلم وأقول السنة لا تثبت بمجرد التجربة ولا
يخرج بها الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا وقبول الدعاء لا يدل
على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد يجيب الله
الدعاء من غير توسل بسنة وهو أرحم الراحمين وقد تكون الإستجابة استدراجا
ومع هذا ففي هذا الذي يقال أنه حديث مخالفة للسنة المطهرة فقد ثبت في
السنة ثبوتا صحيحا لا شك فيه ولا شبهة النهي عن قراءة القرآن في الركوع
والسجود فهذا من أعظم الدلائل على كون هذا المروي موضوعا ولا سيما وفي
إسناده عمر بن هارون بن يزيد الثقفي البلخي المذكور فإنه من المتروكين
المتهمين وإن كان حافظا ولعل ثناء ابن مهدي عليه من جهة حفظه وكذا تلميذه
عامر بن خداش فلعل هذا من مناكيره التي صار يرويها والعجب من اعتماد مثل
الحاكم والبيهقي والواحدي ومن بعدهم على التجريب في أمر يعلمون جميعا أنه
مشتمل على خلاف السنة المطهرة وعلى الوقوع في مناهيها قوله بمعاقد جمع
معقد أي محل انعقاده وتمكنه صلاة التسبيح علمها رسول الله صلى الله عليه
وسلم عمه العباس رضي الله عنه فقال يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك
ألا أفعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه
وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات
تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت
وأنت قائم
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة
عشر مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها
عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة
تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم
تفعل ففي كل جمعة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة
فإن لم تفعل ففي عمرك مرة د حب مس الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان
والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله
عنه الخ وقد ذكر هذا الحديث ابن خزيمة في صحيحه وقال إن صح هذا الخبر فإن
في القلب من هذا الإسناد شيئا فذكره ثم قال رواه إبراهيم بن الحكم بن أبان
عن عكرمة مرسلا لم يذكر ابن عباس وإبراهيم بن الحكم بن أبان قال ابن معين
ليس بشيء وقال النسائي متروك الحديث وقال البخاري سكتوا عنه قال الحافظ
المنذري ورواه الطبراني وقال في آخره فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل
عالج غفر الله لك قلت رواه الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس بإسناد
فيه نافع بن هرمز وهو ضعيف ورواه في الأوسط من طريق أخرى عن ابن عباس أنه
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام ألا أحبوك وفي إسناده عبد
القدوس بن حبيب وهو متروك ورواه أيضا من طريق أخرى عن ابن عباس أنه قال
لأبي الجوزاء ألا أحبوك ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
صلى أربع ركعات فذكر نحوه وفي إسناده يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو
ضعيف قال المنذري قد روى هذا الحديث من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة
وأمثلها حديث عكرمة هذا يعني الذي ذكره المصنف قال وقد صححه جماعة منهم
الحافظ أبو بكر الآجرى وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري وشيخنا الحافظ
أبو
الحسن المقدسي قال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول ليس في
صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا وقال مسلم صاحب الصحيح لا يروى في هذا
الحديث إسناد أحسن من هذا يعني إسناد عكرمة عن ابن عباس وقال الحاكم قد
صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذه
الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود حدثنا إسحق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيى
عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بلاد الحبشة
فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه وقال له ألا أهب لك أسرك ألا أمنحك فذكره
قال هذا إسناد صحيح لا غبار عليه واعترض على هذا التصحيح من وجوه بأن شيخ
الحاكم أحمد بن داود المصري الحراني تكلم فيه غير واحد من الأئمة وكذبه
الدارقطني وقد أخرج هذا الحديث الترمذي وابن ماجه والدارقطني والبيهقي من
حديث أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس يا عم
ألا أحبوك فذكر الحديث قال الترمذي حديث غريب من حديث أبي رافع وأخرجه
البيهقي من حديث أبي حيان الكلبي عن أبي الجوزاء عن ابن عمر وقال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ألا أحبوك فذكر الحديث وروى أيضا الدارقطني هذا
الحديث من طريق عبد الله ابن عباس ومن طريق أبي رافع عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال للعباس الخ قال ابن حجر رحمه الله لا بأس بإسناد حديث ابن
عباس وهو من شرط الحسن فإن له شواهد تقويه وقد أساء ابن الجوزي بذكره في
الموضوعات وقد رواه أبو داود من حديث ابن عمر بإسناد لا بأس به والحاكم من
حديث ابن عمرو قال ابن العربي في شرح الترمذي في حديث أبي رافع أنه حديث
ضعيف ليس له أصل في الصحة ولا في الحسن وقال إنما ذكره الترمذي لينبه عليه
لئلا يغتر به وقال العقيلي ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت وقال الدارقطني
أصح شيء في فضائل السور قل هو الله أحد وأصح شيء في فضائل الصلاة صلاة
التسبيح قال النووي في الإذكار ولا يلزم من هذا العبارة أن يكون
حديث صلاة التسبيح صحيحا فإنهم يقولون هذا أصح ما جاء في الباب وإن
كان
ضعيفا فمرادهم أرجحه وأقله ضعفا والحاصل أن صلاة التسبيح وردت من طريق عبد
الله ابن عباس وأخيه الفضل وأبيهما العباس وعبد الله بن عمر وأبي رافع
وعلي بن أبي طالب وأخيه جعفر وأم سلمة ورجل من الأنصار رضي الله عنهم
أجمعين وقد صحح هذا الحديث أو حسنه جماعة من الحفاظ منهم من تقدم ذكره
ومنهم ابن منده والخطيب وابن الصلاح والسبكي والحافظ العلائي قال السبكي
صلاة التسبيح من مهمات مسائل الدين ولا تغتر بما فهم من النووي في الاذكار
من ردها فإنه اقتصر على رواية الترمذي وابن ماجه ورأى قول العقيلي ليس
فيها حديث يثبت صحيح ولا حسن والظن به لو استحضر ترجيح أبي داود لحديثها
وتصحيح ابن خزيمة والحاكم لما قال ذلك وقد استوفينا الكلام على صلاة
التسبيح في كتابنا في الموضوعات الذي سميناه الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة ولا شك ولا ريب أن هذه الصلاة في صفتها وهيئتها نكارة شديدة
مخالفة لما جرت عليه التعليمات النبوية والذوق يشهد والقلب يصدق وعندي أن
ابن الجوزي قد أصاب بذكره لهذا الحديث في الموضوعات وما أحسن ما قال
السيوطي في كتابه اللآلئ الذي جعله على موضوعات ابن الجوزي بعد ذكره لطرق
هذه الحديث والحق أن طرقه كلها ضعيفة وأن حديث ابن عباس يقرب من الحسن إلا
أنه شاذ لشدة الفردية فيه وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ومخالفة
هيئتها لهيئة باقي الصلوات صلاة القدوم من السفر وصلاة القدوم من السفر
ركعتان في المسجد متفق عليها وكذلك صلاة الفتح وهي ثمان ركعات وثم صلوات
وردت منصوصات عليها غير أن أسانيدها ضعيفة النصف من شعبان وصلاة القدر من
رمضان فلا تصح
وسندها موضوع باطل وصلاة الكفاية جربت ولا أعلمها
وردت عنه صلى الله عليه وسلم والسجود بعد الوتر موضوع ولكنه صح عنه صلى
الله عليه وسلم أنه كان يصلي بعده ركعتين جالسا قوله وصلاة القدوم من
السفر ركعتان في المسجد متفق عليها أقول هو ثابت في الصحيحين من حديث جابر
بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين وثبت أيضا أنه صلى
الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس
قوله وكذلك صلاة الفتح أقول هي ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أم
هانيء قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل
وصلى ثمان ركعات فلم أر صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود قوله
كصلاة السفر أقول أي الصلاة عند إرادة الخروج إلى السفر لا عند القدوم منه
فالحديث بذلك ثابت في الصحيحين وغيرهما كما تقدم وهذه الصلاة عند إرادة
السفر أخرجها الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود رضي الله عنهما قال
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد أن
أخرج إلى البحرين في تجارة فقال صلى الله عليه وسلم قم صل ركعتين قال في
مجمع الزوائد ورجاله موثقون وبهذا يعرف أن حديث صلاة السفر لم يكن إسناده
ضعيفا قال المصنف رحمه الله ويمكن أن يراد بصلاة السفر صلاة المسافر نفسه
عند قدومه في البيت لا في المسجد وقد أخرج ذلك الطبراني في الكبير من حديث
فضالة بن عبيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا في سفر
أو دخل بيته لم يجلس حتى يصلي ركعتين وفي إسناده الواقدي وقد ضعفه الجمهور
وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر صلى ركعتين وفي إسناده
الحارث الأعور وهو ضعيف ويمكن أن يريد المصنف بما أخرجه الطبراني من حديث
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
المطعم بن المقداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما خلف أحد
عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا وقد ذكر
النووي
في الأذكار صفة هذه الصلاة بعد ذكره لهذا الحديث قوله وصلاة الغفلة أقول
صلاة الغفلة هذه لم نجدها مذكورة في الكتب المدونة في الموضوعات فلعلها
صلاة اشتهرت في عهد المصنف جاء بها بعض الكذابين من العوام قوله وأما صلاة
الرغائب أول خميس في رجب أقول هذه الصلاة مكذوبة موضوعة وقد روى الواضع
لها حديثا طويلا وأنه يصلي في أول خميس من رجب في الليلة التي بعده وهي
ليلة الجمعة بين العشاءين اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و
إنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاثا و قل هو الله أحد اثنتي عشرة مرة يفصل
بين كل ركعتين بتسليمة وقد سقنا ما قيل في ذلك في الفوائد المجموعة في
الأحاديث الموضوعة وقد اتفق الحفاظ أنها موضوعة كما قال المجد صاحب
القاموس في مختصره الذي ألفه في الموضوعات وكذا قال المقدسي وهي أبطل من
أن يتكلم في بطلانها ولكن لما وقع من الخطيب وابن الصلاح كلام في شأنها
اقتضى ذلك بيان بطلانها وقد رد عليهما من في عصرهما كعز الدين بن عبد
السلام رحمه الله وغيره من الحفاظ وجمع ابن حجر الهيثمي كتابا سماه
الإيضاح والبيان لما جاء في صلاة الرغائب وليلة النصف من شعبان وقد وقفنا
على هذا الكتاب وليس فيه شيء يفيد ثبوت صلاة الرغائب ولا ثبوت صلاة ليلة
النصف من شعبان وأما مجرد ثبوت ورود ما يدل على فضيلة الوقت فلا ملازمة
بينه وبين مشروعية الصلاة فيه قوله وصلاة ليلة النصف من شعبان أقول هذا
حديث موضوع مكذوب فيه على من صلى مائة ركعة في ليلة النصف ن شعبان يقرأ في
كل ركعة بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد عشر مرات إلا قضى الله له حاجة
وفي ألفاظه المصرحة بثواب من يفعل ذلك ما يشعر أعظم إشعار ويدل أبلغ دلالة
على أنه مكذوب قال المجد في المختصر حديث صلاة ليلة النصف من شعبان باطل
وهكذا قال غيره
من أئمة هذا الشأن وقد أطلنا الكلام في
كتابنا
المذكور سابقا وقد روى ابن ماجه في سننه الترغيب في قيامها من حديث علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة
النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها إلى سماء
الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلي
فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر وهو مع كونه لا يدل على ما هو
مطلوب فيها بذلك العدد هو أيضا ضعيف الإسناد وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديث
أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليطلع
في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه وأخرجه أيضا أحمد في المسند من
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وأخرج البيهقي في الدعوات
من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها
أتدرين ما في هذه الليلة يعني ليلة النصف من شعبان قالت ما فيها يا رسول
الله قال فيها أنه يكتب كل مولود من بني آدم في هذه السنة وفيها يكتب كل
هالك من بني آدم في هذه السنة وفيها ترفع أعمالهم وفيها تنزل أرزاقهم قوله
وصلاة القدر من رمضان قلت لعله يريد ما أخرجه ابن ماجه بلفظ من أحيا ليلة
القدر لم يمت قلبه قال المجد في المختصر فيه ضعف قوله وصلاة الكفاية أقول
هو حديث موضوع وصفتها ركعتان في كل ركعة الفاتحة وقل هو الله أحد خمس مرات
والقدر خمس مرات ثم يقول في آخره يا شديد القوى يا شديد المحال يا ذا
القوة والجلال يا ذا العزة والسلطان أذللت جميع مخلوقاتك اكفني ما أخاف
وأحذر يقولها ثلاث مرات ثم يتشهد ويسلم وهو حديث مكذوب والتجريب لا يدل
على صحته كما قدمنا قوله والسجود بعد الوتر موضوع أقول قال النسائي باب
قدر السجدة بعد الوتر ثم ذكر حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة فيما بين أن يفرغ من
صلاة العشاء
إلى صلاة الفجر سوى ركعتي الفجر ويسجد قدر ما يقرأ أحدكم خمسين
آية فهذا يدل على أنها
سجدة
منفردة بعد الوتر كما فهم النسائي وبوب عليه فالعجب من المصنف رحمه الله
كيف يخفى عليه ذلك وهو في هذا الكتاب الذي هو أحد الأمهات الست التي هي
دواوين الإسلام قوله ولكنه صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بعده
ركعتين جالسا أقول هذا صحيح وقد قدمناه فلا نعيده وقد ذكرنا جميع الصلوات
الموضوعة في كتابنا في الموضوعات فمن أراد الوقوف على ذلك فليرجع إليه
الباب الخامس فيما يتعلق بالأكل والشرب والصوم والزكاة والسفر
والحج والجهاد والنكاح
فصل في الأكل والشرب والصوم
إذا
دعي إلى وليمة فليجب فإن كان صائما صلى م ودعا وبرك د الحديث أخرجه مسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحديث ابن
عمر رضي الله عنهما أما حديث أبي هريرة فهو عند مسلم وأبي داود والترمذي
والنسائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعي أحدكم إلى وليمة
فليجب فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم وأخرجه أيضا النسائي من
حديث ابن مسعود رضي الله عنه وقال فيه وإن كان صائما دعا بالبركة وأما
حديث ابن عمر فأخرجه أبو داود وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده الصحيح أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دعي أحدكم إلى وليمة عرس فليجب فإن كان
صائما دعا وبرك وإن كان مفطرا أكل وأصل حديث ابن عمر هذا في الصحيحين بلفظ
إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها وفي لفظ لمسلم وأبي داود منه قال قال صلى
الله عليه وسلم إذا دعا أحدكم أخاه فليجب عرسا كان أو نحوه وفي الباب عن
جابر رضي الله عنه عند مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن
شاء ترك وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك المساكين
ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله وعن عبد الله بن عمر عند أبي داود
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله
ومن دخل على غير دعوة فقد دخل سارقا وخرج معيرا وفي إسناده درست ابن زياد
عن شهاب بن طارق فالأول ضعفه الجمهور والثاني مجهول قوله إذا دعى إلى
وليمة فليجب فيه دلالة على وجوب إجابة الدعوة سواء كانت عرسا أو غيره إذا
صدق عليها مسمى الوليمة كما يدل على ذلك ما ذكرناه من الأحاديث المطلقة
التي ذكرناها مع التصريح في بعضها بقوله عرسا كان أو نحوه ولا ينافي ذلك
الاقتصار على وليمة العرس في بعض الأحاديث فإن ذلك هو من التنصيص على بعض
مدلولات اللفظ فلا يكون تخصيصا على فرض تجرده عن المعارض كيف وهو معارض
بما ذكرنا وقد أوضحنا الكلام في هذا المقام في شرحنا للمنتقي قوله فإن كان
صائما صلى قال هشام بن حسان أحد رواة هذا الحديث إن المراد بالصلاة هنا
الدعاء ويدل على هذا قوله في حديث ابن عمر فإن كان صائما دعا وبرك قوله
ودعا وبرك أي دعا لصاحب الدعوة بالدعاء المأثور الذي سيأتي إن شاء الله
تعالى وبرك أن دعا له بالبركة وإذا أفطر قال ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت
الأجر إن شاء الله د س الحديث أخرجه أبو داود والنسائي وهو من حديث أبن
عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ذهب
الظمأ الخ وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط البخاري قوله
ذهب الظمأ هو شدة العطش قوله وابتلت العروق يعني بما وصل إليها من الطعام
والشراب فيذهب عنها ما كان فيها من الجفاف بانقطاعها بالصوم قوله وثبت
الأجر إن شاء الله جعل ثبوته مقيدا بمشيئة الله تعالى لأن الصائم لا يدري
هل قبل الله تعالى صيامه أو رده
فإن كان عند قوم قال أفطر عندكم
الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة ق حب الحديث أخرجه ابن
ماجه وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن الزبير
رضي الله عنهما قال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ
فقال أفطر عندكم الصائمون الخ وأخرجه ابن حبان في صحيحه بهذا اللفظ ولكنه
جعل مكان سعد بن معاذ سعد بن عبادة وقد أخرج هذا الحديث أبو داود بإسناد
صحيح من حديث انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد
بن عبادة رضي الله عنه فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه
وسلم أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وقد
اشتمل هذا الحديث على ثلاث دعوات كلها موجبة للأجر والبركة فإن من أفطر
عنده الصائمون استحق الأجر الموعود به فيمن فطر صائما ومن أكل طعامه
الأبرار كان له أجر الإطعام موفرا لكون الآكلين له من الأبرار ومن صلت
عليه الملائكة فقد فاز لأن دعوتهم له بالرحمة مقبولة وقد أخرج البخاري
وغيره من حديث أنس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم
سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا تمركم في وعائه وسمنكم في سقائه فإني
صائم ثم قام في ناحية البيت فصلى ركعتين غير المكتوبة ودعا لأم سليم
وأهلها وأهل بيتها وأخرج ابن ماجه والحاكم في المستدرك من حديث عبد الله
بن عمرو انه كان يقول عند فطره اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء
أن تغفر لي ذنوبي وإذا حضر الطعام فليسم الله وليأكل مما يليه بيمينه خ م
الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عمر أن
ابن أبي سلمة رضي الله عنه قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا
غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فقال فما زالت تلك طعمتي بعد وأخرجه
الترمذي
أيضا والنسائي من حديثه وقد اشتمل الحديث على ثلاث سنن التسمية والأكل
باليمين والأكل مما يلي الآكل وظاهر الأمر الوجوب لا سيما مع ما سيأتي من
أن الشيطان يستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه وما ورد أيضا من
الأمر بالأكل باليمين وإن ا لشيطان يأكل بشماله وقد وردت أوامر في أحاديث
وهي مؤيدة لما ذكرنا إن الشيطان يستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه
م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث حذيفة بن
اليمان رضي الله عنه قال كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يضع أحدنا يده حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده فلما أن
حضرنا معه مرة على طعام فجاءت جارية كأنما تدفع فذهبت تضع يدها في الطعام
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فذهب
ليضع يده في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال إن
الشيطان ليستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه وأنه جاء بهذه الجارية
ليستحل بها فأخذت بيدها وجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده فوالذي
نفسي بيده إن يده لفي يدي مع أيديهما وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي زاد
مسلم ثم ذكر اسم الله عليه ثم أكل وفي الحديث دليل على أن الشيطان يشارك
من لم يسم على أكل طعامه وذلك سبب انتزاع البركة منه وعدم الانتفاع به
قوله يستحل أي يجعله حلالا لأنه ممنوع منه بفعل الشرع فإذا ترك الأكل
الشرعي بعدم التسمية جعل الشيطان ذلك ذريعة لاستحلال طعامه وأمر صلى الله
عليه وسلم الصحابة في الشاة المسمومة التي أهدتها إليه اليهودية إن اذكروا
اسم الله وكلوا فأكلوها فلم يصب أحدا منهم شيء مس الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه أن يهودية أهدت شاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سميطا فلما
بسطوا القوم أيديهم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم كفوا
أيديكم فإن
عضوا
من أعضائها يخبرني أنها مسمومة قال فأرسل إلى صاحبتها أسممت طعامك هذا
قالت نعم أحببت إن كنت كاذبا أريح الناس منك وإن كنت صادقا علمت أن الله
سيطلعك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا اسم الله وكلوا فأكلنا
فلم يضر أحدا منا شيء قال الحاكم بعد إخراجه صحيح الإسناد ولكنه قد روى ما
يخالف هذا وهو أن بشر بن البراء بن معرور كان من جملة من أكل معه صلى الله
عليه وسلم من هذه الشاة فمات منها وروى أنه صلى الله عليه وسلم مازال يجد
أثر هذا السم حتى مات وذكر جماعة من العلماء أنه صلى الله عليه وسلم مات
شهيدا بهذا السبب وذكر بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل هذه
اليهودية وقوى ذلك الحافظ الدمياطي والسيوطي وهذه اليهودية هي زينب بنت
الحرث امرأة سلام بن مشكم ومن نسي التسمية فليقل بسم الله أوله وأوسطه
وآخره د ت حب الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله عليه فإذا نسي أن يذكر اسم في
أوله فليقل بسم الله أوله وأوسطه وآخره وهذا لفظ أبي داود وقال الترمذي
بعد إخراجه حديث حسن صحيح وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا الحاكم في مستدركه
وقال صحيح الإسناد وفي الحديث دليل على أنه إذا نسى في أثناء أكله للطعام
وقال بسم الله أوله وآخره كان ذلك استدراكا لما فاته من التسمية في أوله
وروى النووي في الأذكار عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال من نسي أن يسمي على طعامه فليقرأ قل هو الله أحد إذا فرغ هكذا روى
الحديث ولم يعزه إلى كتاب من كتب الحديث ولو قدرنا ثبوته عن جابر لم يكن
ذلك شرعا غالبا لأنه قول صحابي وللاجتهاد فيه مدخل وأخرج الترمذي من حديث
عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاما في
ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله
بلقمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه لو سمى
لكفاكم قال الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه أيضا أبو
داود
وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم من حديث
أمية بن مخشي وكان صحابيا أن رجلا كان يأكل والنبي صلى الله عليه وسلم
ينظر فلم يسم الله حتى كان في آخر طعامه قال بسم الله أوله وآخره فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمى فما بقي في
بطنه شيء إلا قاءه قال الحاكم صحيح الإسناد قال الدارقطني لم يسند أمية عن
النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث ومخشي بفتح الميم وسكون الخاء
المعجمة بعدها شين معجمة وأن أكل مع مجذوم أو ذي عاهة قال بسم الله ثقة
بالله وتوكلا عليه د ت حب الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا
عليه وهذا لفظ الترمذي وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا من حديثه ابن ماجه وهذا
الحديث يخالف الأحاديث الواردة في الفرار من المجذوم فيحمل هذا على من لم
يتأثر بالأكل مع المجذوم ولا تداخله الأوهام والكلام في هذا يرجع إلى
الكلام في أحاديث العدوى والطيرة وقد أوضحنا الكلام فيها في شرحنا للمنتقي
وأفردنا هذا البحث برسالة مطولة وإذا أكل طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه
وأطعمنا خيرا منه فإن كان لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه د ت
الحديث أخرجه أبو داود والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن
عباس رضي الله عنهما قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد
بن الوليد على ميمونة فجائتنا بإناء من لبن فشرب صلى الله عليه وسلم وأنا
عن يمينه وخالد عن شماله فقال لي الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالدا فقلت
ما كنت أوثر
على سؤرك أحدا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ومن سقاه
الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شيء يجزيء من
الطعام والشراب غير اللبن قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن وأخرجه أيضا
ابن ماجه وأخرج النسائي الفصل الأول منه وفيه دليل على أن اللبن أرفع حالا
من الطعام ووجه ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب أن يطعمه الله ما هو
خير من الطعام ولم يطلب ذلك في اللبن وإنما طلب الزيادة منه فإذا فرغ من
الأكل والشرب قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع
ولا مستغنى عنه ربنا الحمد لله الذي كفانا وآوانا وأروانا غير مكفي ولا
مكفور خ ت س الحديث أخرجه البخاري والترمذي والنسائي كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا رفع مائدته قال الحمد لله الخ وفي رواية للبخاري منه أيضا كان إذا فرغ
من طعامه قال الحمد لله الذي كفانا وآوانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور وفي
رواية له منه لك الحمد ربنا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا وفي
رواية الترمذي وابن ماجه وإحدى روايات النسائي الحمد لله حمدا وفي لفظ
للنسائي اللهم لك الحمد حمدا كثيرا وعلى الجملة فالحديث في صحيح البخاري
الفصل الأول منه والفصل الآخر لا كما يوهمه كلام المصنف رحمه الله أنه لم
يكن في البخاري إلا الفصل الأخير منه قوله غير مكفى بفتح الميم وسكون
الكاف وتشديد الياء قال النووي هذه الرواية الصحيحة الفصيحة ورواه أكثر
الرواة بالهمز وهو فاسد من حيث العربية سواء كان من الكفاية أو من
كفأت
الإناء قال في مطالع الأنوار في تفسير هذا الحديث المراد بهذا المذكور كله
الطعام وإليه يعود الضمير فيكون المعنى على هذا الكفاية وقال الحربي
المكفى الإناء المقلوب للاستغناء عنه كما قال غير مستغنى عنه وقال الخطابي
معناه أن الله هو المطعم الكافي وهو غير مطعم ولا مكفي فجعل الضمائر عائدة
إلى الله عز وجل قوله ولا مودع بفتح الدال اسم مفعول والمعنى أنه محتاج
إليه غير متروك الطلب منه والرغبة إليه قوله ولا مستغنى عنه هو أيضا اسم
مفعول والمعنى أنه محتاج إليه غير مستغنى عنه قوله ربنا منصوب على
الاختصاص والمدح أو منصوب على أنه منادى مضاف محذوف حرف النداء كأنه قال
يا ربنا اسمع دعاءنا قوله ولا مكفور أي ولا مجحود النعم التي أنعم بها على
عباده بل هو مشكور فإذا غسل يده قال الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم من
علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا س حب الحديث أخرجه
النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه قال دعا رجل من الأنصار من أهل قباء رسول الله صلى الله عليه
وسلم فانطلقنا معه فلما طعم وغسل يده أو يديه قال الحمد لله الذي يطعم ولا
يطعم الخ وبعده الحمد لله غير مودع ولا مكافي ولا مكفور ولا مستغنى عنه
الحمد لله الذي أطعم من الطعام وسقى من الشراب وكسى من العرى وهدى من
الضلال وبصر من العمى وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا هذا لفظ النسائي وصححه
ابن حبان وأخرجه أيضا الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وأخرج أبو داود
والنسائي وابن حبان في صحيحه عن أبي الأنصاري رضي الله عنه قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال الحمد لله الذي أطعم وسقى
وسوغه وجعل له مخرجا وأخرج أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه من حديث
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من
طعامه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ولفظ الترمذي كان
إذا أكل أو شرب قال الخ قوله يطعم ولا
يطعم
الأول مبنى للفاعل والثاني مبنى للمفعول قوله وكل بلاء حسن أبلانا الإبلاء
الإحسان والإنعام فالمعنى وكل إحسان منه وإنعام من به علينا وأنعم علينا
به قال العيني يقال في الخير بليت بلاء وفي الشر بلوته أبلوه بلاء وفي
النهاية أن الابتلاء يكون في الخير والشر معا من غير فرق بين فعلهما ومنه
قوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة ويدعو لأهل الطعام اللهم بارك لهم
فيما رزقتهم فاغفر لهم وارحمهم م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال نزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم على أبي فقرب إليه طعاما ووطبة ثم أتى بتمر وكان يأكله
ويلقي النوى بين أصبعيه ويجمع السبابة والوسطى ثم أتى بشراب فشربه ثم
ناوله الذي عن يمينه فقال أبي وأخذ بلجام الدابة ادع لنا فقال اللهم بارك
لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي والوطبة
بالواو وإسكان الطاء بعدها موحدة قيل هي الأقط وقيل تمر يخرج نواه ويعجن
بلبن وقال النووي هي قربة لطيفة يكون فيها اللبن اللهم أطعم من أطعمني
واسق من سقاني م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
المقداد رضي الله عنه قال أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا
من الجهد فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله وفيه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني وأخرج
أبو داود عن جابر رضي الله عنه قال صنع أبو الهيثم بن التيهان للنبي صلى
الله عليه وسلم طعاما قال فدعا النبي صلى الله عليه وسلم
أصحابه
فلما فرغ قال أثيبوا أخاكم قالوا يا رسول الله وما إثابته قال إن الرجل
إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه فادعوا له فذاك إثابته وفي إسناده رجل
لم يسم وقد تقدم في أول هذا الباب بعض ما يدعى به لأهل الطعام
فصل الزكاة
أيما
رجل له مال يكون فيه صدقة فقال اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى
المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها له زكاة أي نمو ص الحديث
أخرجه أبو يعلى الموصلي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال القسطلاني وهو مختلف فيه أي في هذا الحديث ولكن
إسناده حسن وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه فهذان
إمامان صححاه وصححه إمام ثالث وهو السيوطي رحمه الله وأما المناوي في شرح
الجامع الصغير فقال هو من رواية ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم وقد
ضعفوه انتهى هكذا في شرحه الكبير واقتصر في مختصره على قوله وإسناده حسن
قوله أيما رجل له مال يكون فيه صدقة هكذا في غالب النسخ وفي بعضها لا يكون
فيه صدقة وفي الجامع الصغير للسيوطي بلفظ أيما رجل مسلم لم تكن له صدقة
قال شارحه المناوى يعني لا مال له يتصدق منه فجعل النبي صلى الله عليه
وسلم هذه الصلاة عليه وعلى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات قائمة
مقام الصدقة وعلى اللفظ الذي حكاه رحمه الله أن هذه الصلاة مع إخراجه
الصدقة تكون موجبة لنمو المال أي زيادته فصل السفر يقول المقيم لمن يودعه
أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك د س حب وأقرأ عليك السلام س
الحديث
أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عبد الله بن عمر أنه قال لقزعة الراوي عنه لما أراد الانصراف قال كما أنت
حتى أودعك كما ودعني النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فصافحني ثم قال
أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك زاد النسائي في رواية له وأقرأ
عليك السلام وأخرج أيضا الترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحهما من
حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول للرجل إذا أراد السفر ادن منى
حتى أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول أستودع الله
دينك الخ قال الترمذي حديث حسن صحيح وأخرج أبو داود واللفظ له عن عبد الله
بن يزيد الخطمي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
شيع جيشا فبلغ ثنية الوداع قال أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم عملكم
وصحح إسناده النووي قوله دينك وأمانتك قال الخطابي الأمانة هنا أهله ومن
يخلفه وماله الذي عند أمينه قال وذكر الدين هنا لأن السفر مظنه المشقة
وربما كان سببا لإهمال بعض أمور الدين قوله وخواتيم عملك هي جمع خاتم وهو
ما يختم به العمل أي يكون آخره دعا له بذلك لأن الأعمال بخواتيمها كما تدل
عليه الأحاديث التي قدمنا ذكرها ويوصيه فيقول عليك بتقوى الله والتكبير
على كل شرف اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر ت س الحديث أخرجه الترمذي
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال
يا رسول الله أني أريد أن أسافر فأوصني قال عليك بتقوى الله والتكبير على
كل شرف فلما أن ولى الرجل قال اللهم أطو له البعد وهون عليه السفر قال
الترمذي بعد إخراجه هذا حديث حسن وأخرجه أيضا ابن ماجه والحديث كما عرفت
حديث صحابي واحد بلفظ واحد عند المخرجين له فلا وجه لما وقع من المصنف من
تكرير الرمز
في وسطه وآخره قوله على كل شرف الشرف بفتح الشين
المعجمة والراء هو المكان العالي ففيه استحباب التكبير عند أن يصعد
المسافر إلى مكان مرتفع قوله وأطو له البعد أي قربه له وسهله عليه حتى يخف
تعبه وتقل مشقته وفي الباب ما أخرجه أحمد وأبو يعلى من حديث انس رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا علا نشزا من الأرض قال اللهم
لك الشرف على كل شرف ولك الحمد على كل حال قال في مجمع الزوائد وفيه زياد
النميري وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله ثقات زودك الله التقوى وغفر الله
ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت ت س الحديث أخرجه الترمذي والنسائي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد السفر فزودني فقال زودك
الله التقوى قال زدني فقال وغفر ذنبك قال زدني بأبي أنت وأمي فقال ويسر لك
الخير حيثما كنت قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب وأخرجه أيضا الحاكم في
المستدرك وفي الحديث دليل على مشروعية الدعاء للمسافر بهذه الدعوات جعل
الله التقوى زادك وغفر ذنبك ووجه لك الخير حيثما توجهت ز ط الحديث أخرجه
البزار في مسنده والطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث هشام بن قتادة الرهاوي عن أبيه قتادة رضي الله عنه قال لما عقد لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم أخذت بيده فودعته فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم جعل الله التقوى زادك الخ قال في مجمع الزوائد ورجالها
يعني البزار والطبراني ثقات ويقول له المسافر أستودعك الله الذي لا تخيب ى
أو لا تضيع ودائعه طب الحديث أخرجه ابن السني والطبراني في الدعاء كما قال
المصنف رحمه الله
وهو من حديث من أبي هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من أراد أن يسافر فليقل لمن خلف أستودعك الله الذي لا يضيع
ودائعه هكذا لفظ ابن السني ولفظ الطبراني في الدعاء الذي لا تخيب ودائعه
ورمز المصنف يفيد عكس هذا اللهم بك أصول وبك أحول وبك أسير أ ز الحديث
أخرجه أحمد والبزار كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا قال
اللهم الخ قال في مجمع الزوائد بعد أن عزاه إلى أحمد والبزار ورجالهما
ثقات قوله بك أصول أي أسطو وأقهر وهو من المصاولة وهي المواثبة قوله وبك
أحاول بالحاء المهملة أي أتحرك وقيل أحتال وقيل أدفع وأمنع وقيل أتحول وإن
كان خائفا فليقرأ لإيلاف قريش فهي أمان من كل سوء مجرب مو الحديث ذكره
المصنف رحمه الله ولم يعزه إلى أحد ولا إلى كتاب حتى ينظر فيه بل رمز أنه
موقوف فلا ندري من هو موقوف عليه من الصحابة ولا من أخرجه عن الصحابي الذي
وقفه عليه وهذا خلل ولكنه قد اتكل على مجرد التجريب كما يقع منه في بعض
المواضع وقد قدمنا ذلك وعدم الركون على مثله فإن التجريب لا يقول به قائل
أنه يدل على ما وقع التجريب له ثابت عن الشارع أو عن أهل الشرع قال النووي
رحمه الله في باب أذكار المسافر عند إرادته الخروج من منزله ويستحب أن
يقرأ لإيلاف قريش فقد قال الإمام السيد الجليل أبو الحسن القزويني الشافعي
صاحب الكرامات الظاهرة والأحوال الباهرة والمعارف المتظاهرة أنه أمان من
كل سوء قال وقد ذكرت حكايته في كتاب الزهد الذي جمعته في باب الكرامات عن
أبي طاهر بن حشويه قال أردت سفرا وكنت خائفا منه فدخلت إلى القزويني
أسأله
الدعاء لي فقال لي ابتداء من قبل نفسه من أراد سفرا ففزع من عدو أو وحش
فليقرأ لإيلاف قريش فإنها أما من كل سوء فقرأتها فلم يعرض لي عارض حتى
الآن انتهى كلام النووي فإذا وضع رجله في الركاب قال بسم الله فإذا استوى
على ظهرها قال الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا
إلى ربنا لمنقلبون الحمد لله ثلاثا الله أكبر ثلاثا سبحانك إني ظلمت نفسي
فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت د ت حب الحديث أخرجه أبو داود
والترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي بن ربيعة
قال شهدت عليا رضي الله عنه أتى بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب
قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال سبحان الذي الخ وفي آخره بعد هذا
السياق الذي ذكره المصنف رحمه الله ثم ضحك فقلت يا أمير المؤمنين لأي شيء
ضحكت قال إن ربك تبارك وتعالى يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم
أنه لا يغفر الذنوب غيره هذا لفظ أبي داود قال الترمذي بعد إخراجه حسن
صحيح وصححه ابن حبان وأخرجه من حديثه أيضا الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
وكلهم وقفوه على علي قوله وما كنا له مقرنين أي مطيقين اللهم إني أسألك في
سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل الصالح ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا
هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني
أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد
وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى السفر
كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى
ربنا
لمنقلبون اللهم إني أسألك في سفرنا هذا الخ وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود
والترمذي والنسائي وفي رواية لمسلم وكآبة المنقلب وسوء المنظر زاد أبو
داود في آخره وكان صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا
هبطوا سبحوا فوضعت الصلاة على ذلك قوله وعثاء بفتح الواو وإسكان العين
المهملة بعدها ثاء مثلثة ممدودة أي شدته ومشقته قوله وكآبة المنظر الكآبة
بالمد التغير والانكسار من مشقة السفر وما يحصل على المسافر من الاهتمام
بأموره قوله سوء المنقلب أي سوء الانقلاب إلى أهله من سفره وذلك بأن يرجع
منقوصا مهموما بما يسوءه قوله آيبون بفتح الهمزة بعدها همزة مكسورة أي
راجعون ومن تكلم به بالياء بعد الهمزة المفتوحة فقد أخطأ كذا قيل وأخرجه
الترمذي والنسائي وابن ماجه عن عبد الله بن سرجس قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا سافر يقول اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في
الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر ومن الحور بعد الكور
ومن دعوة المظلوم ومن سوء المنظر في الأهل والمال قال الترمذي بعد إخراجه
حديث حسن صحيح وإذا علا ثنية كبر وإذا هبط سبح خ الحديث أخرجه البخاري كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال
كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا وأخرجه من حديثه النسائي وقد تقدم
حديث التكبير على كل شرف وتقدم حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان هو وجيوشه
إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا وإذا أشرف على واد هلل وكبر ع
الحديث
أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن وهو من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله
عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على واد
هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها
الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا أنه معكم أينما
كنتم تبارك وتعالى أنه سميع قريب وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي
الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الحج والعمرة
قال الراوي لا أعلمه إلا في الغزو فكان كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر
ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير الحديث وسيأتي وقد تقدم تفسير الشرف وضبطه وإذا عثرت دابته
فليقل بسم الله س مس الحديث أخرجه النسائي والحاكم في المستدرك وهو من
حديث أبي المليح عن أبيه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثر
بعيره فقلت تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا تعس
الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول صرعته بقوتي ولكن قولوا بسم
الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب قال الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه أحمد
بإسناد جيد والحاكم والبيهقي عن تميمة الهجيمي عمن كان رديف النبي صلى
الله عليه وسلم قال كنت رديفه على حمار فعثر الحمار فقلت تعس الشيطان فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت تعس الشيطان
تعاظم في نفسه وقال صرعته بقوتي وإذا قلت بسم الله تصاغر إليه نفسه حتى
يكون أصغر من ذباب ولفظ الحاكم وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب
وقال صحيح الإسناد وإذا انفلتت فليناد يا عباد الله احبسوا ز
الحديث
أخرجه البزار كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض
فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا فإن الله حاضر في الأرض سيحبسه وأخرجه
أيضا من حديثه أبو يعلى الموصلي والطبراني وابن السني قال في مجمع الزوائد
وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف قال النووي في الأذكار بعد أن روى هذا الحديث
عن كتاب ابن السني قلت وحكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنها انفلتت
دابته أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث فقاله فحبسها الله عليه في الحال
وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت معنا بهيمة فعجزوا عنها فقلته فوقفت في
الحال بغير سبب وإن أراد عونا فليقل يا عباد الله أعينوا يا عباد الله
أعينوا يا عباد الله أعينوا ط الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عتبة بن غزوان عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا ضل على أحدكم شيء وأراد أحدكم عونا وهو بأرض فلاة ليس بها أحد
فليقل يا عباد الله أعينوا يا عباد الله أعينوا يا عباد الله أعينوا فإن
لله عباد لا يراهم قال في مجمع الزوائد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا
أن زيد بن علي لم يدرك عتبة وأخرج البزار من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة
يكتبون ما سقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم شيء بأرض فلاة فليناد أعينوني
يا عباد الله قال في مجمع الزوائد رجاله ثقات وفي الحديث دليل على جواز
الاستعانة بمن لا يراهم الإنسان من عباد الله من الملائكة وصالحي الجن
وليس في ذلك بأس كما يجوز للإنسان أن يستعين ببني آدم إذا عثرت دابته أو
انفلتت
وإذا أمسى بأرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما خلق
فيك وشر ما يدب عليك وأعوذ بك من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن شر ساكن
البلد ومن والد وما ولد د ت مس الحديث أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر وأقبل الليل قال يا أرض
ربي وربك الله أعوذ بالله الخ وأخرجه من حديثه أيضا النسائي قال الحاكم
بعد إخراجه صحيح الإسناد قوله وإذا أمسى بأرض ربي وربك الله هكذا في غالب
النسخ وفي بعضها فليقل ربي وربك الله والحذف هو للاختصار لأن المعنى على
ذلك مستقيم ولكن الحديث لفظه كما ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا سافر فأقبل الليل قال الخ قوله وأسود هو العظيم من الحيات فيه سواد
وخصصه بالذكر لخبثه قوله ومن شر ساكن البلد قال الخطابي هم الجن الذين هم
سكان الأرض والبلد من الأرض ما يأوى الحيوان إليه وإن لم يكن فيه منازل
وبناء قوله ووالد ومن ولد قال الخطابي المراد إبليس وجنوده والظاهر أن
المراد الاستعاذة من كل صغير وكبير من الحيوان كائنا ما كان وإذا نزل
منزلا أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل
م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث خولة بنت حكيم
رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا
ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من
منزله ذلك وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه وقد تقدم تفسير هذا
الحديث في أدعية الصباح والمساء ووقت السحر سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه
علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار م
الحديث أخرجه
مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا كان في سفر أو سحر سمع سامع الخ
وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي والحاكم وزاد أبو داود بحمد الله ونعمته
وزاد الحاكم يقول ذلك ثلاث مرات ويرفع بها صوته قوله سمع بتشديد الميم
المفتوحة كذا ضبطه القاضي عياض وقال معناه بلغ سامع وضبطه الخطابي سمع
بكسر الميم وتخفيفها قال ومعناه شهد شاهد فالأول خبر بالتبليغ والثاني خبر
بمعنى الأمر أي يشهد شاهد على حمد الله سبحانه وتعالى وحسن نعمته علينا
وقد تقدم أن البلاء منه سبحانه وتعالى قد يكون بالنعمة وقد يكون بضدها
والمراد هنا النعمة قوله صاحبنا بصيغة الأمر دعا الله سبحانه وتعالى أن
يصاحبه ويتفضل عليه قوله عائذا بالله سبحانه وتعالى أي حال كونه عائذا
بالله سبحانه وتعالى من جميع الشرور ومعتصما به مما أخاف وإن ركب البحر
فأمانه من الغرق أن يقول بسم الله مجراها ومرساها الآية ما قدروا الله حق
قدره الآية ط ى ص الحديث أخرجه الطبراني وابن السني وأبو يعلى الموصلي كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا
البحر أن يقولوا بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وما قدروا
الله حق قدره الآية وفي إسناده جبارة بن المغلس وهو ضعيف وفي الباب ما
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا السفن والبحر أن
يقولوا بسم الله الملك وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم
القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
بسم الله
مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وفي إسناده نهشل بن سعيد وهو متروك إذا
رأى بلدا يقصدها قال اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع
وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه
القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها س
حب الحديث أخرجه النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها
إلا قال حين يراها اللهم رب السموات الخ وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا
الحاكم في المستدرك وصححه وأخرجه أيضا الطبراني قال في مجمع الزوائد بعد
أن عزاه إلى الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عطء بن مروان وابنه وكلاهما
ثقة وفي الباب ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي لبابة بن عبد المنذر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول
اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الرياح
وما أذرت ورب الشياطين وما أضلت أني أسألك خيرها وخير ما فيها وأعوذ بك من
شرها وشر ما فيها قال الهيثمي في مجمع الزوائد وإسناده حسن وأخرج الطبراني
أيضا من حديث أبي مغيث بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف
على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم قفوا قال ثم ذكر الحديث وقال في آخره وكان
يقولها في كل قرية يريد دخولها قال الهيثمي في مجمع الزوائد وفيه راو لم
يسم وبقية رجاله ثقات وسؤال خير القرية والتعوذ من شرها هو باعتبار ما
يحدث فيها من الخير و الشر وأما هي نفسها فلا خير لها ولا شر وهذا مجاز
معروف
وعند دخولها اللهم بارك لنا فيها ثلاثا اللهم ارزقنا جناها
وحببنا إلى أهلها وحبب صالح أهلها إلينا طس الحديث أخرجه االطبراني في
الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال
كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها
قال اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات اللهم ارزقنا جناها الخ قال الهيثمي في
مجمع الزوائد وإسناده جيد قوله جناها بفتح الجيم بعدها نون قال في الصحاح
الجنى ما يجتني من الشجر وكأنه عبر بالجنى عن فوائدها التي ينتفع بها من
جميع الأشياء ويمكن أن يراد حقيقة ما يجتني من الثمر لأنه أعظم فوائد
الأرض وأن أراد حسن هيئته ونمو زاده فليقرأ الكافرون والنصر وإخلاص
والمعوذتين يفتتح كل سورة بالتسمية ويختم قراءتها بها قال جبير بن مطعم
فكنت أخرج في سفر فأكون أبذهم هيئة وأقلهم زادا فما زلت منذ علمتهن من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادا
حتى أرجع من سفري ي ص الحديث أخرجه أبو السنى وأبو يعلى الموصلي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا جبير إذا خرجت في سفر أن تكون من أمثل أصحابك
هيئة وأكثرهم زادا قلت نعم بأبي أنت وأمي قال فاقرأ هذه السور الخمس قل يا
أيها الكافرون وإذا جاء نصر الله وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل
أعوذ برب الناس وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم واختم قراءتك ببسم
الله الرحمن الرحيم قال جبير بن مطعم وكنت غنيا كثير المال فكنت أخرج في
سفر فأكون أبزهم هيئة وأقلهم زادا فما علمتهن زلت منذ من رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقرأت بهن أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادا قال في مجمع
الزوائد وفي إسناده من لم أعرفه قوله أبذهم بالباء الموحدة والذال المعجمة
والبهاوة سوء الهيئة وخلاف تحسينها
فإذا رجع من سفره يكبر على كل
شرف من الأرض ثلاثا ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق
الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الحج والعمرة كلما أوفى على ثنية أو
فدفد كبر ثلاثا ثم قال لا إله إلا الله الخ قوله يكبر على كل شرف قد تقدم
ضبطه وتفسيره أيضا والفدفد المذكور في الحديث بفتح الفاءين بينهما دال
مهملة ساكنة وآخره دال مهملة أيضا قيل هو المرتفع وقيل الفلاة التي لا شيء
فيها وقيل هو الغليظ من الأرض ذات الحصى وقيل الجلد من الأرض في الارتفاع
والمصنف رحمه الله قال يكبر على كل شرف وهو معنى قوله كلما أوفى على ثنية
وترك ذكر الفدفد وهو غير الثنية كما يفيده عطفه عليها وكما وقع في تفسيره
هنا وإذا أشرف على بلده آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ولا يزال يقولها
حتى يدخلها خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشرف على
المدينة قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى دخل
المدينة وأخرجه أيضا من حديثه النسائي وقد تقدم تفسير ما في هذا الحديث من
الألفاظ فإذا دخل على أهله قال أوبا لربنا توبا لا يغادر علينا حوبا ز ص
الحديث أخرجه البزار وأبو يعلى كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الرجوع قال
تائبون عابدون لربنا حامدون فإذا دخل على أهله قال الخ قال في مجمع
الزوائد ورواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى والبزار ورجالهم
رجال
الصحيح إلا بعض أسانيد الطبراني قوله أوبا أوبا أي رجوعا رجوعا قوله لربنا
توبا هو مصدر أي نتوب توبا قوله لا يغادر علينا حوبا أي لا يترك علينا
حوبا والحوب بفتح الحاء المهملة وضمها الاثم وقيل الفتح لغة الحجاز والضم
لغة تميم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى