لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع Empty كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع {الثلاثاء 5 يوليو - 15:06}

فصل الحج


إذا استوت به راحلته على البيداء
حمد الله وسبح وكبر خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أنس رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه
بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذى الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح ثم
ركب حتى استوت به راحلته على البيداء حمد الله وكبر ثم أهل بحج وعمرة
الحديث وفيه مشروعية التحميد والتسبيح والتكبير للحاج فإذا أحرم لبى لبيك
اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد لك والنعمة لك والملك لا شريك لك ع
الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال إن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم
لبيك اللهم لبيك زاد مسلم وأهل السنن وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
يزيد فيها لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل لبيك قوله
لبيك معناه سرعة الإجابة وإظهار الطاعة قال النحويون أصله مأخوذ من لبب
الرجل بالمكان وألب به إذا لزمه قالوا والثنية فيه للتوكد كأنه قال إلبابا
بعد إلباب ولزوما لطاعتك بعد لزوم قوله إن الحمد روى بفتح الهمزة وبكسرها
قال ثعلب الاختيار الكسر وهو أجود في المعنى من الفتح لأن من

كسر جعل
معناه إن الحمد والنعمة لك على كل حال ومن فتح قال لبيك بهذا السبب لبيك
إله الحق لبيك س حب الحديث أخرجه النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال تلبية رسول الله صلى الله
عليه وسلم لبيك إله الحق لبيك وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا من حديثه ابن
ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين والظاهر من الحديث أن هذه تلبية
مستقلة غير منضمة إلى التلبية المذكورة في الحديث السابق وكأنه صلى الله
عليه وسلم كان يقول تارة بالتلبية المتقدمة وتارة بهذه فإذا طاف كلما أتى
الركن كبر خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على
بعير كلما أتى الركن أشار إليه بشيء عنده وكبر وفيه دليل على مشروعية
التكبير في الطواف عند إتيان الركن وبين الركنين ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار د حب وكذا بين الركن والحجر مص الحديث
أخرجه أبو داود وابن حبان وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين ربنا الخ وفيه مشروعية هذا الذكر بين
الركنين للطائف وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا النسائي والحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم قوله وكذا بين الركن والحجر أي وكذا يقول هذا الدعاء والمراد
بالركن الركن الذي فيه الحجر الأسود والحجر بكسر الحاء المهملة وإسكان
الجيم وهو المحوط الذي هو شمال البيت وأخرج



مسدد في مسنده قال حدثني
يحيى عن سفيان قال حدثني عاصم بن بهدلة عن المسيب بن رافع عن حبيب بن
صبهان قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطوف بالبيت وهو يقول بين
الباب والركن أو بين المقام والباب ربنا آتنا في الدنيا حسنة الخ وفي
الطواف اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف علي كل غائبة لي بخير
مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم
قنعني الخ وصحح إسناده وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن سعيد بن جبير قال
كان من دعاء ابن عباس فذكره موقوفا عليه قوله واخلف علي كل غائبة لي بخبير
أي اجعل لي عوضا حاضرا عما غاب علي وفات أولا أتمكن من إدراكه لا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مص مو
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا كما قال المصنف رحمه الله وهو
موقوف على ابن عمر رضي الله عنهما روى ذلك عنه نافع قال كان ابن عمر إذا
دخل أدنى الحرم مم ساق حديثا وقال في آخره إنه كان يقول لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وروى نحوه من
طريقه أحمد في المسند ورجاله رجال الصحيح فإذا فرغ من الطواف صلى ركعتين
كما تقدم فإذا دنا من الصفا قرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله فيرقى على
الصفا حتى يرى البيت فيستقبل القبلة ويوحد الله ويكبره ويقول لا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا
الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم يدعو بعد ذلك ويقول
مثل هذا



ثلاث مرات ثم ينزل المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن
الوادي سعى حتى إذا صعد مشى حتى إذا أتى المروة فعل على المروة كما فعل
على الصفا م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر
رضي الله عنه في حديثه الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ثم
رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ
إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى
عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله
أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك فقال مثل ذلك ثلاث
مرات ثم نزل إلى المروة فلما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذ صعد
مشى حتى إذا أتى المروة فعل كما فعل على الصفا هكذا في صحيح مسلم وأخرجه
أيضا من حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة في مسنده الصحيح
وزاد فيه يحيي ويميت وبين الصفا والمروة رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم
مص مو الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا وهو موقوف على عمر ابن
عمر وابن مسعود رضي الله عنهم ولم يرد في المرفوع دعاء بين الصفا والمروة
قال النووي في الأذكار ويقول في الأربعة الباقية من أوساط الطواف اللهم
اغفر وارحم واعف عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم اللهم آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وإذا سار إلى عرفات لبى وكبر م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
قال غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفات منا الملبي



ومنا
المكبر وفيه دليل على مشروعية التلبية والتكبير عند المسير من منى إلى
عرفات لأن ذلك وقع بحضرته صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة
وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته أنا والنبيون
من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب من هذا الوجه وفي إسناده حماد
بن أبي حميد وهو ضعيف وأخرجه أيضا من حديثه أحمد بإسناد رجاله ثقات ولفظه
كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وهذا اللفظ مصرح
بأن أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة هو هذا الذكر وقد استشكل بأن
هذا الذكر ليس فيه دعاء إنما هو توحيد وثناء قيل وقد سئل عن ذلك الحافظ
سفيان بن عيينة فأجاب بقول الشاعر أأذكر حاجتي أم قد كفاني ثنائي أن شيمتك
الحياء إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء أكثر دعائي ودعاء
الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا
اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأعوذ بك من وساوس الصدر وشتات الأمر
وفتنة القبر اللهم إني أعوذ



بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في
النهار وشر ما تهب به الرياح مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي الخ وفي
إسناده قيس بن الربيع وفيه مقال وأخرجه إسحق بن راهويه في مسنده قال
أخبرنا وكيع حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن علي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر دعائي الخ ثم ذكر هذا الحديث باللفظ
الذي ذكره المصنف رحمه الله وقال في آخره وشر بوائق الدهر قال ابن حجر في
المطالب العالية موسى بن عبيدة ضعيف الحديث وأخرجه أيضا من حديثه البيهقي
وفي إسناده موسى بن عبيدة أيضا وهو الربذي وأخوه عبد الله لم يدرك عليا
قوله اللهم اجعل في قلبي نورا قد تقدم شرح هذه الألفاظ قوله وأعوذ بك من
وساوس الصدر وهي ما يلقيه الشيطان في صدور العباد من الخواطر التي تجلب
الشكوك حتى يكون ذريعة إلى معاصي الرب سبحانه وتعالى قوله وشتات الأمر أي
تفرقه وعدم انضباطه وذلك هو من أعظم أسباب الضرر اللاحق لمن لا تنضبط له
الأمور قوله يلج في الليل أي يدخل فيه وكذا ما يلج في النهار والمراد ما
يتصل بالناس من الشياطين وغيرهم في الليل أو في النهار قوله وشر ما تهب به
الرياح أي شرما يتأثر عنها من الضرر في الأبدان أو الأموال فإذا صلى العصر
ووقف يرفع يديه ويقول الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد الله
أكبر ولله الحمد لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك



وله
الحمد اللهم اهدني بالهدى ونقني بالتقوى واغفر لي في الآخرة والأولى ثم
يرد يديه فيسكت قدر ما يقرأ الإنسان فاتحة الكتاب ثم يعود فيرفع يديه ثم
يقول مثل ذلك مص مو الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على ابن
عمر رضي الله عنهما من طريق أبي مجلز أنه كان مع ابن عمر فلما طلعت الشمس
أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى فلما صلى العصر وقف بعرفة فجعل يرفع يديه
أو قال يمد يديه وقال لا أدري لعله قال دون أذنيه وجعل يقول الله أكبر الخ
وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف وقد ثبت الدعاء ورفع اليدين عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن منيع في مسنده حدثنا شريج بن النعمان
حدثنا جاد بن سلمة عن بشر بن حرب عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقف بعرفة فجعل يدعو هكذا فجعل ظهر كفيه مما يلي صدره وقال أحمد بن
منبع في مسنده أيضا حدثنا أبو يوسف حدثنا إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة
رافعا يديه حتى يرى ما تحت إبطيه والحاصل أن المشروع في هذا الموطن ذكر
الله سبحانه وتعالى ودعاؤه رفع اليدين وإذا رجع وأتى المشعر الحرام استقبل
القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث جابر رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقل
القبلة الخ وهو من حديث جابر الطويل الذي اشتمل على ذكر حج النبي صلى الله
عليه وسلم وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجه



ولم يزل يلبي
حتى رمى جمرة العقبة ع الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم أردف الفضل وخبره الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة
العقبة وفيه استحباب الاستمرار على التلبية حتى يرمي الجمرة وإذا رمى
الجمار فإذا أتى الجمرة الدنيا رماها بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة خ
أو مع م كل حصاة ثم يتقدم فيسهل ويقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو
ويرفع يديه ثم يرمى الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيسهل ويقوم
مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من
بطن الوادي ولا يقف عندها خ أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث يزيد بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع
حصيات يكبر على أثر كل حصاة وقال في آخره هكذا رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يفعل وأخرجه أيضا مسلم لكنه رواه مع كل حصاة كما أشير إليه في
الرمز وأخرجه أيضا النسائي قوله الجمرة الدنيا بضم الدال وبكسرها أي
القريبة إلى جهة مسجد الخيف وهي أول الجمرات التي ترمي ثاني يوم النحر
قوله فيسهل بضم التحتية وسكون المهملة أي يقصد السهل من الأرض وهو المكان
المستوى الذي لا ارتفاع فيه قوله ويرفع يديه قال ابن المنذري ولا أعلم أحد
أنكر رفع اليدين في الدعاء عند الجمرة إلا ما حكى عن مالك حتى إذا فرغ قال
اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في
مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو طرف من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
المتفق عليه انفرد بذكر هذا اللفظ أحمد بن حنبل في المسند وأصل الحديث في
الصحيحين ومسند أحمد بن حنبل



عن ابن مسعود أنه انتهى إلى الجمرة
الكبرى فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه وقال هكذا رمى الجمار الذي
أنزلت عليه سورة البقرة وفي رواية من هذا الحديث أنه انتهى إلى جمرة
العقبة فرماها من بطن الوادي بسبع حصاة وهو راكب يكبر مع كل حصاة وقال
اللهم اجعله حجار مبرورا وذنبا مغفورا ثم قال ها هنا كان يقوم الذي أنزلت
عليه سورة البقرة وفيه دليل على مشروعية هذا الدعاء مع التكبير قال في فتح
الباري أجمعوا على أن من لم يكبر لا شيء عليه وإذا شرب من ماء زمزم
فليستقبل القبلة ويذكر الله وليتضلع منه وليحمد الله تعالى ق مس الحديث
أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما كنت
جالسا عند عبد الله بن عباس فجاءه رجل فقال من أين جئت قال من زمزم قال
فشربت منه كما ينبغي قال وكيف ذلك قال إذا شربت من مائها فاستقبل القبلة
واذكر اسم الله وتنفس ثلاثا واشرب من زمزم وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد
الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آية ما بيننا وبين المنافقين أن
لا يتضلعون من زمزم قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وأخرجه أيضا
الدارقطني وفيه استحباب الشرب من زمزم والاستكثار منه وهو معنى التضلع
وأصله أن يشرب حتى يمتلئ جوفه ويصل إلى أضلاعه وماء زمزم لما شرب له مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من



حديث
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم
لما شرب له فإن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته مستعيذا أعاذك الله وإن
شربته لقطع ظمئك قطعه الله وصححه الحاكم وأخرجه الدارقطني وفي لفظ للحاكم
أن ابن عباس كان إذا شرب من ماء زمزم قال اللهم إني أسألك علما نافعا
ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وفي الباب عن جابر رضي الله عنه عند أحمد
وابن ماجه والبيهقي والدارقطني والحاكم وصححه النووي والدمياطي وحسنه ابن
حجر وعن ابن عباس عند ابن حبان وصححه الطبراني في الكبير بإسناد رجاله
ثقات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ماء على وجه الأرض ماء
زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم وعن أبي ذر رضي الله عنه عند البزار
بإسناد صحيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم طعام طعم
وشفاء سقم فإذا ذبح سمى وكبر ووضع رجله على عرض خده ع الحديث أخرجه
البخاري ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي
الله عنه قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين
فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما فسمى وكبر وذبحهما بيده قوله سمى وكبر فيه
مشروعية التكبير مع التسمية قوله ووضع رجله على عرض خده إنما فعل ذلك
ليكون أثبت له ولئلا تضطرب الذبيحة برأسها فتمنعه من إكمال الذبح ويقول في
الأضحية بسم الله اللهم تقبل مني ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم م
الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله
عنها قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في



سواد
وينظر في سواد فأتى به ليضحي به فقال يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها
على حجر ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال بسم الله اللهم
تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به وأخرجه أيضا أحمد وأبو داود
وفيه مشروعية شحذ الشفرة وإضجاع الكبش والتسمية وسؤال الله عز وجل أن
يتقبل ذلك وإن كانت بدنة فليقمها ثم ليقل الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك
ثم ليسم ثم لينحر مو مس فإن كانت عقيقة فكالأضحية مو مس ويقول بسم الله
عقيقة فلان مو مس ذكر المصنف رحمه الله هذين الأثرين وكان له عن ذكرهما
غنى لما تدل عليه مطلقات الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة أما الأثر الأول
فأخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي ظبيان وهو حصين بن جندب عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال قلت له والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير
فاذكروا اسم الله عليها صواف قال إذا أردت أن تنحر البدنة فألقها ثم قل
الله أكبر الله أكبر منك ولك الحمد ثم سم ثم انحرها قال قلت وأقول ذلك في
الأضحية قال والأضحية قال الحاكم صحيح على شرطهما وفي البخاري عن ابن عباس
رضي الله عنهما أنه قال صواف قياما وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله
عنهما أنه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها فقال ابعثها قياما مقيدة سنة
محمد صلى الله عليه وسلم وأما الأثر الثاني فهو من قول قتادة قال يسمى على
العقيقة كما يسمى على الأضحية بسم الله عقيقة فلان هكذا عند الحاكم في
المستدرك وابن أبي شيبة في مصنفه وقتادة تابعي ولقد شغل المصنف الخبر بما
لا يسمن ولا يغني من جوع



فصل الجهاد


إذ أمر اميرا
على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم
قال اغزوا بسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا م
الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث بريدة الطويل
وهذا طرف منه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش
الخ قوله أو سرية هي القطعة من الجيش تنفرد عنه ثم تعود إليه وقيل هي قطعة
من الخيل زهاء أربعمائة كذا قال إبراهيم الحربي وسميت سرية لأنها تسري
ليلا على خفية قوله ولا تغلوا بضم الغين وتشديد اللام أي لا تخونوا في
الغنيمة قوله ولا تغدروا بكسر الدال وضمها هو ضد الوفاء قوله ولا تمثلوا
بفتح التاء المثناة وإسكان الميم وضم المثلثة وهي قطع الأطراف أو الأنف أو
الأذن أو نحو ذلك قوله ولا تقتلوا وليدا هو الصبي ويقول المجاهد في طريقه
اللهم أنت عضدي ونصيري بك أجول وبك أصول وبك أقاتل د ت حب الحديث أخرجه
أبو داود والترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس بن
مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال
اللهم أنت عضدي قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب وصححه ابن حبان وأخرجه من
حديثه أيضا النسائي قوله أجول قد تقدم تفسير هذه الألفاظ وفي الحديث دليل
على أنه يشرع له أن يدعو عند غزوه بمثل هذا الدعاء وإذا أرادوا لقاء عدو
انتظر الإمام فإذا مالت الشمس قام فقال يا أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو
واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا

واعلموا أن الجنة تحت ظلال
السيوف اللهم منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا
عليهم خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في
الناس فقال يا أيها الناس الخ وفي رواية للبخاري ومسلم اللهم منزل الكتاب
سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم وفي الحديث دليل على أن
القتال ينبغي أن يكون بعد زوال الشمس وأن الإمام يقوم في المجاهدين
فيخطبهم ويحضهم على الصبر ويرغبهم فيما عند الله من الأجر ويدعو بالنصر
وفيه أيضا أنه لا يجوز للمجاهدين أن يتمنوا لقاء العدو لأنهم لا يدرون لمن
تكون الغلبة وعلى من تكون الدائرة ولهذا أرشدهم إلى سؤال العافية وإذا
أشرف على بلدهم قال الله أكبر خربت ويسمي البلد إنا إذا نزلنا بساحة بقوم
فساء صباح المنذرين خ م ثلاث مرات م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه في صفة خروج النبي صلى
الله عليه وسلم إلى خيبر فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا محمد
والله محمد والخميس وهو الجيش فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين وأخرجه
أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية لمسلم أنه صلى الله عليه وسلم
قالها ثلاث مرات وفي الحديث دليل على أنه ينبغي للإمام إذا أشرف على بلاد
العدو أن يقول كذلك تفاؤلا فإن خراب مسكن العدو لا يكون إلا بعد النصر
عليه والغلب له وإذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من
شرورهم د حب



الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا خاف قوما قال اللهم إنا نجعلك الخ وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا
النسائي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وفي الحديث دليل على مشروعية
الدعاء عند الخوف من قوم بهذا الدعاء فإن حصرهم عدو قال اللهم استر
عوراتنا وأمن روعاتنا أ ز الحديث أخرجه أحمد والبزار كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يوم الخندق يا
رسول الله هل من شيء نقول قد بلغت القلوب الحناجر قال نعم اللهم استر
عوارتنا وأمن روعاتنا قال فضرب الرب عز وجل وجوه أعدائنا بالريح فهزمهم
الله تعالى قال في مجمع الزوائد وإسناد البزار متصل ورجاله ثقات وكذلك
رجال أحمد وقد تقدم تفسير العورات والروعات فإذا حصل النصر سوى الإمام
الجيش صفوفا خلفه ثم قال اللهم لك الحمد كله لا قابض لما بسطت ولا باسط
لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع
لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من
بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول
ولا يزول اللهم إني أسألك الأمان يوم الخوف اللهم إني عائذ بك من شر ما
أعطيتنا ومن شر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره
إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين
وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون
بيوم الدين ويكذبون برسلك ويصدون عن سبيلك واجعل



عليهم رجزك وعذابك
إله الحق آمين س حب الحديث أخرجه النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد وانكشف
المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثنى على ربي
فصاروا خلفه صفوفا ثم قال اللهم لك الحمد الخ وهذا لفظ النسائي وصححه ابن
حبان وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين قوله الذي لا
يحول أي الذي لا يتحول قوله من شر ما أعطيتنا وجه ذلك أنه قد تقع المعصية
في الرزق الذي يعطاه الرجل بترك ما يجب عليه من الزكاة أو صلة الرحم أو
نحوهما قوله ومن شر ما منعتنا وجه ذلك أنه قد يحصل الحسد لصاحبه أو الغبطة
له أو السعي في هلاكه بغيا وعدوانا قوله غير خزايا بالخاء المعجمة من
الخزي وهو الوقوع في ذل المعصية قوله واجعل عليهم رجزك الرجز الرجس وإنما
خصه بالذكر مع كونه داخلا تحت العذاب لبيان شدته وقوته


فصل النكاح


خطبته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين
آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا الآية عه الحديث أخرجه أهل السنن
الأربع كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الصلاة وخطبة الحاجة ثم ذكر خطبة
الصلاة وهي التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم قال وخطبة الحاجة أن الحمد لله إلى
قوله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقال ثم تصل خطبتك بثلاث آيات يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون

واتقوا
الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا اتقوا الله وقولوا
قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد
فاز فوزا عظيما هذا لفظ ابن ماجه قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن صحيح
وأخرجه من حديثه أيضا الحاكم في المستدرك وصححه وأخرجه من حديثه أيضا أبو
عوانة في مسنده الصحيح وهو من رواية أبي عبيدة عن أبيه عن عبد الله بن
مسعود ولم يسمع منه وقد رواه الحاكم من طريق أخرى عن قتادة عن عبد ربه عن
أبي عياض عن ابن مسعود وليس فيه الآيات ورواه أيضا من طريق إسرائيل عن أبي
الأحوص وأبي عبيدة أن عبد الله بن مسعود قال فذكر نحوه ورواه البيهقي من
طريق واصل الأحدب عن شقيق عن ابن مسعود قوله إن الحمد لله هكذا في بعض
الروايات بإثبات ان وفي بعضها بحذفها وفي رواية بحذفها أو إثباتها على
الشك ويروي بتشديد النون وتخفيفها والحديث مصرح بأن هذه الخطبة هي خطبة
الحاجة فقول المصنف


فصل النكاح


خطبته هو باعتبار أن
النكاح من جملة ما هو حاجة وفي رواية للترمذي مكان خطبة الصلاة وخطبة
الحاجة التشهد في الصلاة والتشهد في الحاجة ويقول لمن تزوج بارك الله لك خ
م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس
رضي الله عنه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الرحمن بن عوف أثر
صفرة فقال ما هذا قال إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب فقال بارك الله
لك أو لم ولو بشاة وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي وفي الباب في البخاري
ومسلم والترمذي والنسائي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال له حين أخبره أنه تزوج بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في
خير عه حب

الحديث أخرجه أهل السنن الأربع وابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير
قال الترمذي بعد إخراجه حسن صحيح وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا من حديثه
الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم قوله رفأ بفتح الراء وتشديد الفاء مهموز
وغير مهموز مأخوذ من رفا الثوب ورفوته رفوا والرفاء الالتئام والاتفاق فهو
دعاء للمتزوج بأن يحصل الالتئام والاتفاق بينهما وأخرجه أحمد والنسائي
وابن ماجه عن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه أنه تزوج امرأة من بني جشم
فقالوا بالرفاء والبنين فقال لا تقولوا هكذا ولكن قولوا كما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لهم وبارك عليهم وفي رواية لا تقولوا ذلك
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن ذلك قولوا بارك الله فيك وبارك
لك فيها وأخرجه أيضا من حديثه أبو يعلى الموصلي والطبراني من رواية الحسن
عن عقيل قال في فتح الباري ورجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل فيما
يقال وإذا دخل بأهله فليأخذ بناصيتها ثم ليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير
ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه د ص الحديث أخرجه أبو
داود وأبو يعلى الموصلي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عمرو ابن
شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تزوج أحدكم
امرأة أو اشترى خادما فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه
وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه
وليقل مثل ذلك وفي رواية ثم ليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة في المرأة
والخادم وأخرجه النسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح وصححه
أيضا النووي وقد تكلم جماعة من أهل العلم في رواية



عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده بما هو معروف وفي الحديث مشروعية هذا الدعاء عند الدخول كما
قال المصنف ولكن ظاهر اللفظ الذي سقناه أن هذا الدعاء يكون عند التزوج
لقوله إذا تزوج أحدكم وهو أوسع من وقت الدخول وإذا أراد الجماع فليقل بسم
الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن قدر بينهما ولد لم
يضره الشيطان أبدا ع الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله الخ
وفي هذا الحديث على دليل مشروعية التسمية والدعاء بما اشتمل عليه عند
إرادة الوقاع وقد اختلفوا في تأويل قوله في الحديث لم يضره الشيطان فقد
يحتمل أن يكون دفع ضره بحفظه من إغوائه وإضلاله بالكفر ويحتمل أن يكون
بحفظه من الكبائر وقيل لا يضره عن توفيقه للتوبة إذا عصى وقيل لا يضره
بالصرع وقيل غير ذلك


الباب السادس فيما يتعلق بالأمور العلوية كسحاب ورعد ومطر وهلال
وريح وقمر



يقول
إذا رأى سحابا مقبلا اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به اللهم صيبا نافعا
فإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك د الحديث أخرجه أبو داود كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه
وإن كان في صلاة حتى يستقبله ويقول اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به
فإن أمطر قال اللهم سيبا نافعا وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك
وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وهذا لفظ

النسائي قوله سيبا السيب بفتح
السين المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وهو العطاء وقيل معنى سيبا
جاريا يقال ساب الماء وانساب إذا جرى وكان على المصنف أن يقول بعد قوله من
شر ما أرسلت به فإن أمطر قال اللهم كما في الحديث وإذا قحطوا المطر
فليجثوا على الركب ثم ليقولوا يا رب يا رب عو الحديث أخرجه أبو عوانة كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عامر بن خارجة بن سعد عن أبيه عن جده إن
قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فأمرهم أن يجثوا
على الركب فقال قولوا يا رب يا رب ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف الله
عنهم وأخرج هذا الحديث البزار والطبراني في الأوسط وهو عند البزار عن عمرو
بن خارجة بن سعد عن أبيه عن جده وعند الطبراني عن عامر بن خارجة بن سعد عن
أبيه عن جده وقد ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عمرو بن خارجة بن سعد
وضعفه وإذا رأى المطر اللهم صيبا نافعا خ اللهم سيبا نافعا مرتين أو ثلاثا
مص الحديث أخرجه البخاري وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبا نافعا وظاهره أن يقول ذلك مرة واحدة
ولكن ما ذكر من رواية ابن أبي شيبة أنه كان يقول ذلك مرتين أو ثلاثا أفاد
أنه لا بد من التكرار وينبغي أن يقوله ثلاثا عملا بالأكثر وأخرج هذا اللفظ
الذي في البخاري أحمد والنسائي والصيب المطر قاله ابن عباس وبه قال
الجمهور وقال بعضهم الصيب السحاب ولعله أطلق ذلك مجازا لأنه من صاب المطر
يصوب إذا نزل فأصاب الأرض وقوله نافعا صفة للصيب ليخرج بذلك



الصيب
الضار والسيب المذكور في رواية ابن أبى شيبة المراد به الصيب هنا وقد تقدم
تفسيره في أول الباب فإذا كثر أو خشي الضرر اللهم حوالينا ولا علينا اللهم
على الآكام والآجام والضراب والأودية ومنابت الشجر خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه أن
رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فاستقبل الرجل رسول
الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت
السبل فاسأل الله أن يغيثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه
ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من
سحابة ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة
مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال فلا والله ما رأينا
الشمس سبتا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى
الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال
وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا الخ قوله الآكام بكسر الهمزة
وقد تفتح جمع أكمة بفتح الهمزة قيل هي التراب المجتمع وقيل هي الحجر
الواحد وقيل هي الهضبة الضخمة وقيل ما ارتفع من الأرض



قوله والآجام
جمع أجمة وهي الشجر المتلف الكثير وقيل ما ارتفع من الأرض قوله والضراب
بكسر الضاد المعجمة وآخره موحدة جمع ضرب بكسر الضاد وهو الجبل المنبسط
الذي ليس بالعالي وقال الجوهري الرابية الصغيرة وإذا سمع الرعد والصواعق
اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ت مس الحديث
أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
سمع الرعد والصواعق قال اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا
قبل ذلك وضعف النووي إسناد الترمذي سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة
من خيفته مو طا هذا الأثر أخرجه في الموطأ موقوفا على عبد الله بن الزبير
رضي الله عنهما أنه كان إذا سمع الرعد يترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح
الرعد بحمده والملائكة من خيفته وصحح إسناده النووي وروى الشافعي بإسناده
عن طاووس أنه كان يقول إذا سمع الرعد سبحان من سبحت له قال الشافعي كأنه
يذهب إلى قول الله تعالى ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وأخرج
الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله تعالى فإنه لا يصيب ذاكرا وفي إسناده
يحيى بن أبي كثير أبو النضر وهو ضعيف وإذا هاجت الريح استقبلها بوجهه وجثا
على ركبتيه ويديه طب ط وقال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما
أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به م اللهم اجعلها
رياحا ولا تجعلها ريحا اللهم رحمة لا عذابا طب ط



الحديث أخرجه مسلم
والطبراني في الدعاء ومعجمه الكبير فسلم أخرجه من حديث عائشة رضي الله
عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني
أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها
وشر ما أرسلت به وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي وأما الطبراني في الدعاء
الكبير فأخرجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح استقبلها بوجهه وجثا على ركبتيه ومد يديه
وقال اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها
وشر ما أرسلت به اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا
ولا تجعلها ريحا قال في مجمع الزوائد وفيه حسين بن قيس الرحبي وأبو علي
الواسطي الملقب بحنش وهو متروك وقد وثقه حسين بن نمير وبقية رجاله رجال
الصحيح قوله جثا على ركبتيه ويديه ظاهره أنه جثا على الركبتين وعلى اليدين
وليس كذلك بل جثا على ركبتيه ومد يديه يدعو ففي كلام المصنف رحمه الله خلل
وكان عليه أن يذكر ما في الرواية قوله اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا
قيل وجه هذا أن العرب تقول لا تلقح الشجر إلا من الرياح المختلفة ولا تلقح
من ريح واحدة فهو صلى الله عليه وسلم دعا بأن يجعلها رياحا تلقح ولا
يجعلها ريحا لا تلقح وقيل إن الرياح هي المذكورة في آيات الرحمة والريح هي
المذكورة في آيات العذاب كقوله عز وجل الريح العقيم و ريحا صرصرا وسيأتي
ما يفيد أن الريح تأتي بما هو خير وبما هو شر قوله اللهم رحمة لا عذابا
كان على المصنف أن يأتي بلفظ الرواية فيقول اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها
عذابا ولعله اكتفى بالفعل المذكور قبل هذا ولكنه اكتفاء غير حسن لأن
المطلع على هذا الكتاب يظن أن الرواية هكذا وليس كذلك وكان عليه أن يذكر
كل واحد من الحديثين على انفراده كما



جرت به عادته وهاهنا قد أدخل
أحد الحديثين بين طرفي الآخر كما عرفت وإن جاء مع الريح ظلمة تعوذ
بالمعوذتين د وقال اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما
أمرت به وأعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ت الحديث
الثاني أخرجه الترمذي وقد خلطه المصنف من حديثين حيث قال بعد الفصل الأول
وقال اللهم فإن ذلك يفيد أن الحديث واحد وليس كذلك فالأول أخرجه أبو داود
من حديث عقبة بن عامر قال بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين الحجفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتعوذ ب أعوذ برب الفلق و أعوذ برب الناس ويقول يا عقبة تعوذ
بها فما متعوذ بمثلها وقال سمعته يؤمنا بهما في الصلاة والحديث الثاني
أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا
اللهم إنا نسألك الخ وأخرجه أيضا النسائي قال الترمذي صحيح وفي الباب عن
عائشة رضي الله عنها وأبي هريرة وعثمان بن أبي العاص وأنس بن مالك وابن
عباس وجابر وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان وصححه من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها
واسئلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها وبهذا يعرف أن الريح قد تأتي
بالخير وقد تأتي بالشر فلعل وجه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث
المتقدم اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا أن الرياح لا تأتي إلا بالخير
والريح تأتي تارة بهذا وتارة بهذا فسأل الله أن يجعلها رياحا لأنها خير
محض ولا يجعلها ريحا تحتمل الخير والشر



اللهم لقحا لا عقيما حب
الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سلمة بن
الأكوع رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال كان إذا
اشتدت الريح قال اللهم اجعلها لقحا لا عقيما وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا
من حديثه ابن السني بإسناد صححه النووي قوله لقحا بفتح اللام مع فتح القاف
وسكونها وهي الريح الحاملة للسحاب الحاملة للماء كاللقاحة من الابل
والعقيم التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان وإذا رأى الكسوف فليدع الله
وليكبره وليصل وليتصدق خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا
لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا وفي بعض الروايات
في الصحيحين فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وفي رواية فيهما
إذا رأيتم ذلك فاذكروا الله وهو مروى فيهما من حديث ابن عباس وأبي موسى
وفي حديثه فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفروه وهو أيضا فيهما من حديث
المغيرة وفي البخاري من حديث أبي بكر رضي الله عنه وفي مسلم من حديث عبد
الرحمن بن سمرة رضي الله عنه وصلاة الكسوف مشروعة بالإجماع وهكذا ما ذكر
معها في هذه الأحاديث وإذا رأى الهلال قال الله أكبر مى الحديث أخرجه
الدرامي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنه وزاد
في أوله الله أكبر ثم ذكر مثل الحديث الآتي بعد هذا وقد أفردناه كما أفرده
المصنف لكون هذه الزيادة لم تثبت في الحديث الآتي وإسناده في مسنده
الدارمي هكذا أخبرنا سعيد بن سليمان عن عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم
حدثني أبي عن أبيه وعمه عن ابن عمر فذكره وسعيد فيه مقال وهو مقبول



اللهم
أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ربي
وربك الله ت حب الحديث أخرجه الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة
والإسلام ربي وربك الله هذا لفظ الترمذي وقال بعد إخراجه حديث حسن وأخرجه
ابن حبان في صحيحه وزاد بعد قوله والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى وفي
الحديث مشروعية الدعاء عند رؤية الهلال لما اشتمل عليه هذا الحديث وقد
رواه الطبراني من حديث ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
رأى الهلال قال اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والتوفيق لما
تحب وترضي ربنا وربك الله قال في مجمع الزوائد وفي إسناده عثمان بن
إبراهيم الحاطبي وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات هلال خير ورشد اللهم إني أسألك
من خير هذا الشهر وخير القدر وأعوذ بك من شره ثلاث مرات ط الحديث أخرجه
الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث رافع بن خديج
رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال
هلال خير ورشد ثم قال اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وأعوذ بك من شره
ثلاث مرات قال في مجمع الزوائد وإسناده حسن وأخرج الطبراني في الأوسط من
حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى الهلال قال هلال
خير ورشد آمنت بالذي خلقك فعد لك قال في مجمع الزوائد وفيه أحمد بن عيسى
اللخمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات وأخرج الطبراني في الأوسط أيضا من حديث
عبد الله بن هشام قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلمون هذا



الدعاء
إذا دخلت السنة أو الشهر اللهم أدخله علينا بالأمن والايمان والسلامة
والإسلام ورضوان من الرحمن وحذار من الشيطان قال في مجمع الزوائد وإسناده
حسن وأخرجه الطبراني في الأوسط أيضا من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال الله أكبر الحمد
لله ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وأعوذ بك من
سوء المحشر وفي إسناده راو لم يسم قوله وخير القدر بفتح القاف والدال وهو
ما يقدره الله سبحانه وتعالى على عباده وهذا اللفظ لم يكن في حديث رافع بن
خديج الذي ذكره المصنف وذكرناه بل هو في حديث عبادة بن الصامت هذا الذي
ذكرناه عن عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وعند الطبراني في الدعاء فلعل
المصنف أدخل اللفظ من حديث عبادة في حديث رافع وهذا خلل في التصنيف لأن
حديث عبادة هو باللفظ الذي ذكرناه لا باللفظ الذي ذكره المصنف رحمه الله
فإن ذلك لفظ حديث رافع وإذا نظر إلى القمر فليقل أعوذ بالله من شر هذا
الغاسق ت مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت إن النبي صلى الله عليه
وسلم نظر إلى القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب
قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن صحيح وقال الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه من
حديثه أيضا النسائي وكان على المصنف إن يزيد لفظ إذا وقب فهو في الحديث
عند المخرجين له كما ذكرنا قوله من شر هذا الغاسق يعني القمر والغسق
الظلمة يقال غسق إذا أظلم ودخل في المغيب قال ابن سيده وقب وقوبا دخل في
الظل الذي يكسفه
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع Empty رد: كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع {الثلاثاء 5 يوليو - 15:07}

الباب السابع فيما يتعلق بالشخص من أمور مختلفات باختلاف الحالات



فصل في نفسه


إذا لبس ثوبا جديدا سماه باسمه ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك
خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له د حب الحديث أخرجه أبو
داود وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه
عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول اللهم لك الحمد الخ وصححه ابن حبان وأخرجه
أيضا الترمذي والنسائي والحاكم قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن وقال
الحاكم صحيح على شرط مسلم زاد أبو داود في هذا الحديث قال أبو نضرة فكان
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له تبلى
ويخلف الله قوله سماه باسمه قد بين هذا ما في الرواية بلفظ عمامة أو قميصا
أو رداء كما ذكرنا فيقول اللهم لك الحمد أنت كسوتني هذا القميص أو هذه
العمامة أو هذا الرداء أو نحو ذلك ثم يقول أسألك خيره الحمد لله الذي
كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ت مس الحديث أخرجه الترمذي
والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة رضي
الله عنه قال لبس عمر بن الخطاب ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما
أوارى به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أوارى به عورتي
وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذي

أخلق فتصدق به كان في كنف
الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيا وميتا هذا لفظ الترمذي قال بعد إخراجه
غريب وأخرجه أيضا ابن ماجه وكلهم رووه من طريق أصبغ ابن زيد عن أبي العلى
عن أبي أمامة وأبو العلى مجهول وأصبغ بن زيد هو الجهني مولاهم الواسطي
صدوق ضعفه ابن سعد وقال ابن حبان لا اجوز الاحتجاج به وقال النسائي لا بأس
به ووثقه ابن معين والدارقطني وقال صلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا جديدا
فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر د مس الحديث أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ بن أنس رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا
الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني الخ هذا لفظ أبي داود وقال
الحاكم صحيح على شرط البخاري وأخرجه من حديثه الترمذي وابن ماجه قال
الترمذي حسن غريب وكلهم رووه من طريق عبد الرحيم ابن مرحوم عن سهل بن معاذ
عن أبيه وعبد الرحيم هو ابن ميمون ضعفه يحيى بن معين وقال أبو حاتم يكتب
حديثه ولا يحتج به ولكنه قد حسن حديثه عن سهل عن أبيه الترمذي وصححه ابن
خزيمة والحاكم وغيرهما وفي سهل بن معاذ مقال ولكن لا التفات إلى ذلك بعد
تصحيح هؤلاء الأئمة لحديثه فإذا خلعه فستر ما بين أعين الجن وعورته أن
يقول بسم الله مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه
الله وهو



من حديث أنس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ ستر
ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول بسم الله
وأخرجه الطبراني في الأوسط وهذا لفظه قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني
بإسنادين أحدهما فيه سعد بن مسلم الأموي ضعفه البخاري وغيره ووثقه ابن
حبان وبقية رجاله موثوقون قوله فستر هو بالكسر الحجاب وبالفتح مصدر سترت
الشيء استره إذا غطيته قوله بسم الله ظاهره أن هذا اللفظ يكفي من دون أن
يزيد الرحمن الرحيم وقد ذكرنا هذا الحديث فيما تقدم وإذا خرج إلى سوق أو
دخله يقول بسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك
من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة
خاسرة مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل
السوق قال بسم الله الحديث الخ قال الحاكم في المستدرك وفي الباب عن جابر
وأبي هريرة وبريدة الأسلمي وأنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين وأقر بها من
شرائط هذا الكتاب أعني المستدرك حديث بريدة وأخرجه الطبراني من حديثه أيضا
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى السوق قال اللهم إني
أسألك الخ قال في مجمع الزوائد فيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف قوله أن
أصيب فيها يمينا فاجرة إنما استعاذ من ذلك لأن الأسواق مظنة الإيمان
الفاجرة وتنفيق السلع المعروضة للبيع ومظنة التغابن والمغبون صفقته خاسرة
ومن دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له
ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ت مس وبنى بيتا
في الجنة ت



الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال لا إله إلا الله الحديث الخ
وقد ذكر الحاكم لهذا الحديث في المستدرك عدة طرق وأخرجه أيضا من حديثه ابن
ماجه وزاد وبنى له بيتا في الجنة كما زاد ذلك الترمذي قال الترمذي بعد
إخراجه حديث غريب وقال في الترغيب والترهيب للمنذري إسناده متصل حسن
ورواته ثقات أثبات وفي إثبات أزهر بن سنان خلاف قال ابن عدي أرجو أنه لا
بأس به قال ورواه بهذا اللفظ ابن ماجه وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه كلهم
من رواية عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن
جده ورواه الحاكم أيضا من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا أيضا وقال صحيح
الإسناد كذا قال وفي إسناده مسروق بن المرزبان يأتي الكلام عليه قلت قد
ذكر في آخر كتابه مسروق بن المرزبان وقال قال أبو حاتم ليس بالقوى ووثقه
غيره وذكر أيضا أزهر بن سنان وقال قال ابن معين ليس بشيء وقال ابن عدي
ليست أحاديثه بالمنكرة جدا وقال إنه لا بأس به قلت والحديث أقل أحواله أن
يكون حسنا وإن كان في ذكر العدد على هذه الصفة نكارة يا معشر التجار أيعجز
أحدكم إذا رجع من سوقه أن يقرأ عشر آيات فيكتب الله له بكل آية حسنة ط
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر
التجار الحديث الخ قال في مجمع الزوائد ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن
ثعلب وأبي إسماعيل المؤذن وكلاهما ثقة قوله فيكتب الله له بكل آية حسنة قد
ثبت أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف



كفارة المجلس قبل أن
يقوم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ثلاث
مرات د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال فيه قبل أن يقوم من مجلسه سبحانك اللهم
وبحمدك الحديث الخ وقال في آخره إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك قال
الترمذي بعد إخراجه حسن صحيح وصححه ابن حبان وأخرجه النسائي والحاكم من
حديثه أيضا وصححه وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه
من حديث عائشة رضي الله عنها وقال الترمذي حسن وأخرجه أيضا الطبراني في
الكبير من حديث رافع بن خديج ورجاله ثقات وأخرجه أيضا البزار والطبراني في
الأوسط بدون قوله أشهد أن لا إله إلا أنت من حديث أنس رضي الله عنه وفي
أسناده عثمان بن مطر وهو ضعيف وأخرجه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث
ابن مسعود مثل حديث أبي هريرة يقول ذلك بعد أن يقوم من المجلس وأخرجه أيضا
الطبراني في الصغير والأوسط من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه وفي
إسناده من لا يعرف وأخرجه الطبراني في الكبير من حديث جبير بن مطعم رضي
الله عنه وزاد يقولها ثلاث مرات فإن كان مجلس لغط كان كفارة له وأن كان
مجلس ذكر كان طابعا عليه وفي إسناده خالد بن يزيد العمري وهو ضعيف وأخرجه
أيضا الطبراني من حديثه باسناد آخر ورجاله رجال الصحيح وأخرجه أيضا من
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وفي إسناده محمد بن جامع
العطار وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح وأخرجه أيضا في
الأوسط من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت كان



رسول الله صلى الله
عليه وسلم قبل أن يموت يكثر أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب
إليك قال إني قد أمرت بهذه الكلمات فقرأ إذا جاء نصر الله والفتح ورجاله
رجال الصحيح وأخرجه أيضا فيه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه إلى سقف البيت قال سبحانك اللهم
وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك قالت عائشة فسألته عنهن فقال أمرت بهن وفي
إسناده من لا يعرف وأخرجه أحمد والطبراني من حديث يزيد بن الهاد عن
إسماعيل بن عبد الله ابن جعفر قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ما من إنسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك
الخ ثم قال فحدثت هذا الحديث يزيد بن خصيفة فقال هكذا حدثني السائب بن
يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجالهما رجال الصحيح وأخرجه أبو
داود والحاكم في المستدرك وصححه من حديث أبي برزة عملت سوءا وظلمت نفسي
فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت س مس الحديث أخرجه النسائي والحاكم
في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث رافع بن خديج قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا
وظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال قلت يا رسول الله هذه
كلمات أحدثتهن قال أجل جاءني جبريل فقال يا محمد هي كفارة المجلس وأخرجه
من حديثه الطبراني بإسناد رجاله ثقات


فصل المال والرقيق والولد


إذا
رأى في ماله أو نفسه أو غيره ما يعجبه فليدع بالبركة س مس الحديث أخرجه
أيضا النسائي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا
رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه شيئا يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق
وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديثه وأخرجه ابن السنى من حديث سعيد بن حليم قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خاف أن يصيب شيئا بعينه قال اللهم
بارك فيه ولا تضره وأخرجه أيضا من حديث عمرو بن حنيف قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه
فإن العين حق وأخرجه أيضا من حديث عامر بن ربيعة باللفظ الذي ذكره المصنف
وفيه مشروعية الدعاء بما تضمنته هذه الأحاديث إذا رأى ما يعجبه وخاف أن
يصيبه بعينه وإذا اشترى دابة أو رقيقا فليأخذ بناصيتها ثم ليقل اللهم إني
أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه
وليأخذ بذروة سنام البعير د س الحديث أخرجه أبو داود والنسائي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا اشترى أحدكم الغلال أو الجارية أو الدابة
فليأخذ بناصيتها وليقل اللهم إني أسألك خيره وخير ما جبل عليه وأعوذ بك من
شره وشر ما جبل عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك
وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديثه والحاكم في المستدرك وقال صحيح وقد تقدم
هذا الحديث في فصل النكاح ولكنه أورده المصنف هنالك باعتبار ما ورد في بعض
ألفاظه وهي قوله وإذا تزوج أحدكم امرأة الحديث الخ فينبغي هذا الدعاء عند
شراء الرقيق والدابة وعند التزوج جمعا بين الروايات قوله ما جبلتها عليه
أي ما خلقتها عليه وطبعتها على فعله وحببته إليها قوله بذروة سنامه بكسر
الذال المعجمة وقيل إنه يجوز في الذال الحركات الثلاث وذروة السنام أعلاه
وإذا أتي بمولود أذن في أذنه حين ولادته د س



الحديث أخرجه أبو داود
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي بن رافع مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن
علي حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بأذان الصلاة وأخرجه أيضا الترمذي من
حديثه وقال حسن صحيح وفيه مشروعية التأذين بالأذان الذي يؤذن به للصلاة
قيل وسبب ذلك تلقينه كلمتي الشهادة وقيل التبرك بألفاظ الأذان وقيل ليعيش
المولود على الفطرة ولا تزاحم بين المقتضيات فقد يكون التأذين لجميع ما
ذكر ووضعه في حجره وحنكه بتمرة ودعا له وبرك عليه خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي موسى الأشعري قال
ولد لي غلام فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه
ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر أولاد أبي موسى وفي الحديث مشروعية
جعل المولود في الحجر أي حجر من حمل إليه ليدعو له ويحنكه بالتمر لما فيه
من الحلاوة ولكونه أحسن ما تزرعه بلاد العرب ويدعو له بما أمكن من الدعاء
ومن جملة ذلك الدعاء بأن الله تعالى يبارك فيه وتعويذ الطفل أعوذ بكلمات
الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة خ الحديث أخرجه البخاري
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن إبراهيم كان
يعوذ إسماعيل وإسحق أعوذ بكلمات الله الحديث الخ وأخرجه أيضا من حديثه أهل
السنن الأربع ولفظ أبي داود أعيذكما بكلمات الله قوله وهامة بتشديد الميم
واحدة الهوام التي تدب على الأرض وتؤذي الناس وقيل هي ذات السموم والله
أعلم والظاهر أنها أعم من ذوات السموم



لما ثبت في الحديث من قوله
صلى الله عليه وسلم أيؤذيك هو أم رأسك قوله لامة بتشديد الميم وهي التي
تصيب بسوء كما في الصحاح وإذا أفصح فليعلمه لا إله إلا الله ى الحديث
أخرجه ابن السني كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو
بن العاص مرفوعا إذا أفصح أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله ثم لا تبالوا
متى ماتوا وإذا أثغروا فمروهم بالصلاة وإسناده في عمل اليوم والليلة لابن
السني هكذا أخبرنا أبو محمد بن صاعد أخبرنا حمزة ابن العباس المروزي حدثنا
علي بن الحسن بن شقيق حدثنا الحسين بن واقد حدثنا أبو أمية يعني عبد
الكريم عن عمرو بن شعيب قال وجدت في كتاب جدي الذي حدثه عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكره والحسين بن واقد هو المروزي القاضي ثقة له أوهام
والاثغار سقوط سن الصبي ونباتها والمراد هنا السقوط كما في النهاية ووجه
تعليم الصبي إذا أفصح كلمة الشهادة أنها مفتاح الإسلام ورأس أركانه وأساس
الإيمان وأوثق أساطينه


فصل الرؤية


إذا رأى ما يحب قال
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على
كل حال ق مس الحديث أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا
رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال قال الحاكم صحيح الإسناد وقال
النووي جيد الإسناد وأخرجه أيضا ابن السني وفي رواية للحاكم كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه فشفى من
مرض أو قدم من سفر أن يقول الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات وقد
تقدمت هذه الرواية في آخر الباب الثاني وشرحناها هنالك وذكرنا من رواها

وإذا
رأى وجهه في المرآة قال اللهم أنت حسنت خلقي فحسن خلقي حب مر وحرم وجهي
على النار مر الحديث أخرجه ابن حبان وابن مردويه كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا نظر وجهه في المرآة قال حديث الخ وصححه ابن حبان وأخرجه من حديثه أحمد
وأبو يعلى برجال ثقات ورواه البيهقي في كتاب الدعوات عن عائشة رضي الله
عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر وجهه في المرآة فذكره
وأخرجه أيضا أحمد من حديثها بإسناد رجاله رجال الصحيح وأخرجه أبو بكر بن
مردويه في كتاب الأدعية من حديث أبي هريرة وعائشة وزاد وحرم وجهي على
النار ورواه باللفظ الأول ابن السني من حديث علي رضي الله عنه الحمد لله
الذي سوى خلقي فعدله طس الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا نظر وجهه في المرآة قال الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وصور صورة
خلقي فأحسنها وجعلني من المسلمين قال في مجمع الزوائد وفيه هاشم بن عيسى
ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات وأحسن صورتي وزان مني ما شان من غيري ز الحديث
أخرجه البزار كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذي
سوى خلقي وأحسن صورتي وزان مني ما شان من غيري قال في مجمع الزوائد وفي
إسناده داود بن المجبر وهو ضعيف جدا وقد وثقه غير واحد وبقية



رجاله
ثقات وأخرج الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بدون قوله وأحسن صورتي وفي إسناده
عمرو ابن الحصين العقيلي وهو متروك وصور صورة وجهي فأحسنها وجعلني من
المسلمين طس الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أنس المتقدم ذكره وهذا اللفظ الذي ذكره المصنف رحمه الله فيما
تقدم وعزا إلى الطبراني في الأوسط هما حديث واحد عن صحابي واحد في كتاب
واحد ففصله عنه وتوسيط الحديث الذي أخرجه البزار ليس كما ينبغي وكان على
المصنف أن لا يفصل بين لفظي الحديث ويدخل بينهما فاصلا أجنبيا وقد روى هذا
الحديث جامعا بين طرفيه ابن السني في عمل اليوم والليلة كما جمع بينهما
الطبراني في الأوسط وهذه الأحاديث تدل على أنه يستحب لمن نظر في المرآة أن
يدعو بهما جميعا فإن ذلك أتم وأكثر ثوابا وإذا رأى باكورة ثمرة قال اللهم
بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في
مدنا م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه قال كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم
بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في
مدنا اللهم إن إبراهيم عبدك ونبيك وخليلك وإني عبدك ونبيك وإنه دعا لمكة
وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا لمكة ومثله معه ثم يدعو أصغر وليد معه
فيعطيه الثمر وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه وفي لفظ مسلم ثم
يعطيه أصغر من



يحضر من الولدان وفي رواية لابن السني من هذا الحديث
أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا أتى بباكورة تمر وضعها على يمينه ثم على
شفتيه ثم قال اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره ثم يعطيه من يكون عنده من
الصبيان قوله باكورة تمر هي أول الفاكهة وإذا رأى أخاه المسلم يضحك قال
أضحك الله سنك خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال استأذن على رسول الله صلى
الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده نسوة من قريش يكلمنه
ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قمن فابتدرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول
الله يضحك فقال له عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك قمن فابتدرن
الحجاب فقال عمر لهن يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك
الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك وأخرجه أيضا النسائي ووجه
الاستدلال بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في حضرة رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقرره فكان القول بذلك لمن ضحك فيما لا بأس به سنة وإذا
رأى عليه ثوبا جديدا قال تبلي ويخلف الله د الحديث أخرجه أبو داود كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي قدمنا
ذكره فيما يقول الإنسان إذا لبس ثوبا جديدا وفي رواية لأبي داود قال أبو
نضرة فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا
قيل له تبلى ويخلف الله وقد حسن أصل هذا الحديث الترمذي وصححه الحاكم وابن
حبان كما تقدم وفي الحديث الجمع بين الدعاء للابس بأن يعيش حتى يبلى ذلك
الثوب



وأن يخلف الله عليه ما يلبسه
أبل وأخلق ثم أبل وأخلق ثم
أبل وأخلق خ د الحديث أخرجه البخاري وأبو داود كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أم خالد بنت أسيد قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
أبي وعلي قميص أصفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سنه سنه وهي
بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة ويردني أبى فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلي واخلقي
ثم أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي وفي الحديث الدعاء للابس الثوب بأن يطول
عمره حتى يبلي ذلك الثوب الذي لبسه ويصير خلقا ثم تأكيد بالتكرير وقد عاشت
هذه أم خالد دهرا كما وقع في بعض طرق هذا الحديث بسبب هذه الدعوة النبوية
وإذا رأى الحريق فليطفئه بالتكبير ص مجرب الحديث أخرجه أبو يعلى الموصلي
في مسنده كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أطفئوا الحريق بالتكبير وأخرجه أيضا من حديثه
الطبراني في الأوسط وفي إسناد راو لم يسم وأخرجه أيضا ابن السني عن عمرو
بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم
الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه وذكر المصنف رحمه الله هاهنا أن ذلك مجرب
وأذا قد جرب فبها ونعمت وإذا رأى مبتلى قال الحمد لله الذي عافاني مما
ابتلاك به وفضلني على كثير من خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء ت طس الحديث
أخرجه الترمذي والطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى
مبتلى فقال الحمد لله الحديث الخ قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب من هذا
الوجه وأخرجه الطبراني في الصغير والأوسط والبزار من حديثه بنحوه



قال
في مجمع الزوائد وإسناده حسن وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر
رضي الله عنهما بلفظ حديث أبي هريرة قال في مجمع الزوائد وفيه زكريا بن
يحيى ابن أيوب الضرير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات وأخرجه أيضا الترمذي من
حديث عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى صاحب
البلاء قال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق
تفضيلا إلا عوفى من ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش وقد ضعف الترمذي إسناد
هذا الحديث وقد ذكر أهل العلم أنه ينبغي أن يقول هذا الذكر سرا بحيث لا
يسمعه المبتلى لئلا يتألم بذلك


فصل في بيان ما يقال عند سماع صياح الديكة وغيرها


إذا
سمع صياح الديكة فليسأل الله من فضله خ م وإذا سمع نهيق الحمار فليتعوذ
بالله من الشيطان الرجيم خ م وكذلك إذا سمع نباح الكلاب د س الحديث أخرجه
البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما أما حديث أبي هريرة فقال إن النبي صلى
الله عليه وسلم قال إذا سمعتم صياح الديكة فاسئلوا الله من فضله فإنها رأت
ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنه رأى
شيطانا وبهذا تعرف أنه لا وجه لتكرير رمز البخاري ومسلم كما فعل المصنف
فالحديث بلفظ واحد عن صحابي واحد فكان الرمز في آخره يغني عن الرمز في
وسطه وأما حديث جابر فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم
نباح الكلاب ونهيق الحمير من الليل فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها
ترى ما لا ترون وأخرجه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح
على شرط مسلم وقوله في الحديث الآخر من الليل يفيد المطلق فتكون الاستعاذة
إذا سمع النباح ليلا لا نهارا وإذا كان في أمر وسمع ما يكره فلا يتطير قال
صلى الله عليه وسلم من ردته الطيرة عن

حاجة فقد أشرك وكفارة ذلك ان يقول
اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك أ ط الحديث أخرجه
أحمد والطبراني كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو
ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردته
الطيرة عن حاجة فقد أشرك فقالوا يا رسول الله فما كفارة ذلك قال يقول
أحدهم اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك قال في مجمع
الزوائد رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية
رجاله ثقات وأخرج الترمذي من حديث بريده قال ذكرت الطيرة عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال من أصابه من ذلك شيء ولا بد فكان قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا بد أحب إلينا من كذا فليقل اللهم لا طير إلا طيرك
ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك قال في مجمع الزوائد وفيه الحسن بن جعفر
وهو متروك وقد قيل فيه صدوق منكر الحديث وأخرج البزار من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا طائر إلا
طائرك ثلاث مرات قال في مجمع الزوائد وفيه عمرو بن أبي سلمة وثقه ابن حبان
وغيره وضعفه شعبة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح وفي الحديث دليل على أن
من وقع في قلبه شيء من الطيرة فقال هذا القول فإن ذلك كفارته وإذا رأيتم
من الطيرة ما تكرهون فقولوا اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب
بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك د مص الحديث أخرجه أبو داود وأبن
أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عروة بن عامر
القرشي رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أحسنها الفأل ولا يرد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم
الحديث الخ وعروة هذا هو الجهني وقيل القرشي قال ابن عساكر ولا صحبه له
تصح ولم يرو له إلا هذا الحديث وذكر البخاري وغيره أنه سمع من ابن عباس
رضي الله عنهما فعلى هذا يكون حديثه مرسلا



وأخرج هذا الحديث من
طريقه ابن السني قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطيرة فقال أصدقها
الفأل ولا يرد مسلما فإذا رأيتم من الطيرة شيئا تكرهونه فقولوا اللهم وقال
في آخره ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأخرج مسلم وغيره عن
معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله منا رجال يتطيرون قال ذلك
شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدهم وقد جمعنا في ذلك رسالة سميناها الرياض
النضره في الكلام على العدوى أو الطيرة وذكرنا في شرح المنتقي الأحاديث
الواردة في ذلك وكلام أهل العلم وترجيح ما هو الراجح فليرجع إليه وإذا بشر
بما يسر فليحمد الله خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك قالت فلما سرى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي يا عائشة
احمدي الله فقد برأك الله وهو حديث طويل هذا طرف منه وأخرجه أيضا من
حديثها أبو داود والنسائي وابن ماجه حمد وكبر خ م وسجد لله شكرا أ مس
الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده
إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي نفسي
بيده إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فحمدنا الله وكبرنا ثم قال والذي
نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة إن مثلكم في الأمم كمثل
الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود و كالرقمة في ذراع الحمار والحديث
الثاني أخرجه أحمد والحاكم في المستدرك من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي
الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل
فاستقبل



القبلة فخر ساجدا فأطال السجود حتى ظننت أن الله قد قبض
نفسه فيها فدنوت منه فرفع رأسه فقال من هذا فقلت عبد الرحمن بن عوف فقال
ما شأنك فقلت يا رسول الله سجدت سجدة حسبت أن الله قد قبض نفسك فيها فقال
إن جبريل أتاني فبشرني فقال إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه
ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا قال في مجمع الزوائد رجاله ثقات
وأخرج الطبراني نحوه في الأوسط والصغير من حديث جابر قال في مجمع الزوائد
ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمد بن عبد الرحيم بن بحير ولم أجد
من ذكره وفي الباب أحاديث في سجود الشكر عند حادث النعمة


فصل في كيفية السلام ورده


إذا
سلم على أحد فليقل السلام عليكم خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله
عليه وسلم خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا فلما خلقه الله قال اذهب
فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية
ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله
فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن وأخرجه من
حديثه النسائي وإفشاء السلام من آكد السنن وقد ورد الترغيب العظيم فيه في
أحاديث كثيرة بل ورد أنه من حقوق المسلم كما في حديث أبي هريرة عند
البخاري ومسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من حق المسلم على المسلم
خمس وفي رواية قيل وما هي يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذ دعاك
فأجبه وإذا استنصحك فانصحه وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه
ورحمة الله وبركاته د ت

الحديث أخرجه أبو داود والترمذي كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه ثم جلس فقال النبي صلى
الله عليه وسلم عشرا ثم جاء رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد
عليه فجلس فقال عشرون ثم جاء رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته فرد عليه فجلس فقال ثلاثون قال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه
وأخرجه أيضا النسائي والبيهقي وحسنه ورواه أبو داود أيضا من حديث معاذ بن
أنس بمعناه وزاد فيه ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومغفرته فقال أربعون وهكذا تكون الفضائل وفي إسناده عبد الرحيم بن مرحوم
بن ميمون وقد تقدم الكلام عليه وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة فذكر
نحو حديث عمران وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حنيف قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات ومن قال السلام
عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنه ومن قال السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته كتب له ثلاثون حسنة وفي إسناده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف
وأخرجه أيضا الطبراني من حديث مالك بن التيهان وفي إسناده موسى المذكور
فإذا رد السلام وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ع الحديث أخرجه البخاري
ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه
السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا نرى تعني النبي صلى الله عليه وسلم
وفي الحديث مشروعية أن يكون الجواب هكذا لتقرير النبي صلى الله عليه وسلم
لعائشة على هذا الجواب الواقع منها



وعلى أهل الكتاب عليك م وعليك خ
م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن
عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سلم عليكم
اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك فقل وعليك وأخرجه أيضا أبو داود
والترمذي والنسائي وفي رواية لمسلم والترمذي والنسائي فقل عليك بغير واو
وقال الخطابي هكذا يرويه عامة المحدثين بالواو وكان سفيان بن عيينة يرويه
عليك بحذف الواو وهو الصواب وذلك لأنه إذا حذف الواو صار قولهم الذين
قالوه بعينه مردودا عليهم وبإدخال الواو يقع الاشتراك معهم والدخول فيما
قالوه فإن الواو حرف عطف يقتضي الاشتراك والاجتماع بين الشيئين والسام
فسروه بالموت وقال غيره أما من فسر السام بالموت فلا يبعد الواو ومن فسره
بالسآمة وهي الملالة أي تسأمون دينكم فإسقاط الواو هو الوجه وإذا بلغ
سلاما وعليك س الحديث أخرجه النسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أنس رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة
فقال إن الله يقرئ خديجة السلام فقالت إن الله هو السلام وعلى جبريل
السلام وعليك السلام ورحمة الله وأخرج ابن القطان في سننه عن رجل قال
حدثني أبي عن جدي قال بعثني أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أبوه فاقرئه السلام فأتيته فقلت إن أبي يقرئك السلام فقال عليك وعلى أبيك
السلام وفي إسناده مجاهيل وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ع الحديث أخرجه
البخاري ومسلم وأهل السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي
الله عنها المذكور قريبا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها هذا جبريل
يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته وفي هذا الحديث
الاقتصار في الرد على الذي أرسل بالسلام دون المبلغ له وفي



الأول
الرد عليهما جميعا فيحسن أن يكون الرد بهذا اللفظ الكامل ويكون عليهما
فيقول عليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته وإذا قيل له إني أحبك قال
أحبك الذي أحبتني له س د حب الحديث أخرجه النسائي وأبو داود وابن حبان كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال كنت جالسا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم يا نبي الله
والله إني لأحب هذا الرجل فقال هل أعلمته ذلك قال لا قال قم فأعلمه فقام
إليه فقال يا هذا والله إني لأحبك فقال أحبك الذي أحببتني له هذا لفظ
النسائي وصحح هذا الحديث ابن حبان وفيه مشروعية الإعلام بالحب لأن في ذلك
بعثا على الوداد من الجانب الآخر وبه يكون التراحم والتعاطف وينبغي أن
يكون الجواب كما تضمنه الحديث ومن أحبه الله سبحانه وتعالى فقد فاز وإذا
قال غفر الله لك قال ولك س الحديث أخرجه النسائي كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما أو قال ثريدا قال فقلت له استغفر لك يا
رسول الله قال نعم ولك ثم تلا هذه الآية واستغفر لذنبك وللمؤمنين
والمؤمنات وأخرجه بهذا اللفظ مسلم وفي رواية للنسائي فقلت غفر الله لك يا
رسول الله قال ولك وفي الحديث مشروعية أن يقول الرجل لمن قال له غفر الله
لك ولك وإذا قيل كيف أصبحت قال أحمد الله إليك ط الحديث أخرجه الطبراني في
الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل كيف أصبحت يا
فلان قال أحمد الله إليك يا رسول الله قال ذلك الذي أردت منك قال في مجمع
الزوائد وإسناده حسن وأخرجه الطبراني في



الأوسط من حديثه بهذا اللفظ
وفي إسناده رشدين بن سعد وهو ضعيف وقد قال الطبراني لا يروي عن النبي صلى
الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد وقد عقد البخاري في صحيحه بابا فقال باب
قول الرجل كيف أصبحت وذكر فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن عليا رضي
الله عنه خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه فقيل
له يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصبح بحمد
الله بارئا وأخرج أحمد في المسند من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يلقي الرجل فيقول يا فلان كيف أنت فيقول بخير أحمد
الله فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم جعلك الله بخير قال في مجمع
الزوائد ورجاله رجال الصحيح غير مؤمل بن إسماعيل وهو ثقة وفيه ضعف وأخرج
أبو يعلى من حديث ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
كيف أصبحت فقال بخير من قوم لم يعودوا مريضا ولم يشهدوا جنازة وإسناده حسن
وإذا ناداه رد عليه لبيك ي الحديث أخرجه ابن السني كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث معاذ رضي الله عنه قال في عمل اليوم والليلة أخبرنا أبو
يعلى أخبرنا هدية بن خالد حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن معاذ رضي الله
عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ما بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل
فقال يا معاذ فقلت لبيك يا رسول الله وسعديك الحديث وهو في الصحيح فما كان
ينبغي للمصنف أن يقتصرعلى العزو إلى ابن السني وكان يغني عن ذلك ما ثبت في
غير حديث في الصحيحين وغيرهما أن الصحابة كانوا إذا ناداهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم قالوا



لبيك يا رسول الله وسيأتي في حديث الرقية لمن
به حرق أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب أم جميل بقوله لبيك وسعديك وهو
حديث صحيح كما سيأتي قال النووي في الأذكار مسألة ويستحب إجابة من ناداك
بلبيك وسعديك أو لبيك وحدها ويستحب أن يقول لمن ورد عليه مرحبا وأن يقول
لمن أحسن إليه أو رأى منه فعلا جميلا حفظك الله أو جزاك الله خيرا أو ما
أشبه ذلك ودلائل هذا من الحديث الصحيح كثيرة مشهورة وإذا عرض عليه من أهله
وماله قال له بارك الله لك في أهلك ومالك خ الحديث أخرجه البخاري كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم عبد
الرحمن بن عوف رضي الله عنه فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد
بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه وعند الأنصاري امرأتان فعرض عليه أن
يناصفه أهله وماله فقال بارك الله لك في أهلك ومالك وأخرجه أيضا الترمذي
والنسائي وفيه دليل على أنه يستحب للمعروض عليه أن يدعو للمعارض بالبركة
فيما عرض عليه من أهل أو مال وإذا استوفى دينه قال أوفيتني أوفي الله بك
أو بارك الله لك خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال كان لرجل على النبي صلى الله عليه
وسلم سن من الإبل فجاء يتقاضاه فقال أعطوه فطلبوا سنة فلم يجدوا إلا سنا
فوقها فقال أعطوه فقال أوفيتني أوفى الله بك فقال النبي صلى الله عليه
وسلم إن خياركم أحسنكم قضاء وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه وفي
رواية للبخاري أوفاك الله وكذا في مسلم وفي الحديث مشروعية الدعاء من صاحب
الدين لمن عليه الدين بهذا الدعاء عند أن يوفيه دينه



ومن صنع إليه
معروفا لصاحبه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء ت حب الحديث أخرجه
الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أسامة بن زيد رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنع إليه معروف فقال
لصاحبه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء قال الترمذي بعد إخراجه حسن
غريب لا نعرفه من حديث أسامة ابن زيد إلا من هذا الوجه وصححه ابن حبان
وأخرجه أيضا النسائي وأخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان وصححاه
من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه
ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا الله حتى تعلموا أن قد
كافأتموه وأخرج أبو داود والنسائي من حديث أنس قال قالت المهاجرون يا رسول
الله ذهب الأنصار بالأجر كله ما رأينا قوما أحسن بذلا للكثير ولا أحسن
مواساة للقليل منهم ولقد كفونا المؤنة جزاهم الله خيرا قال أليس تثنون
عليهم به وتدعون الله لهم قالوا بلى قال فذاك فذاك ويعلم من اسلم اللهم
اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني عو الحديث أخرجه أبو عوانة كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث طارق بن الأشيم والحديث في صحيح مسلم من حديث طارق
بن الأشيم هذا قال كان الرجل إذا أسلم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة ثم يأمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات اللهم اغفر لي وارحمني واهدني
وعافني وارزقني فالعجب من المصنف رحمه الله حيث يترك وعز الحديث إلي صحيح
مسلم ويعزوه إلى أبي عوانة وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن أبي أوفى قال قال
أعرابي يا رسول الله

إني قد عالجت القرآن فلم استطعه فعلمني شيئا
يجزئ من القرآن قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
فقالها وأمسكها بأصابعه وقال يا رسول الله هذا لربي فما لي قال تقول اللهم
اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني وأحسبه قال واهدني ومضى الأعرابي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب الأعرابي وقد ملأ يديه خيرا قال المنذري
وإسناده جيد وأخرجه البيهقي مختصرا وفي حديث الباب دلالة على أنه ينبغي
عند إسلام من أسلم أن يعلم هذا الدعاء لأن فيه الجمع بين المغفرة والرحمة
والهداية وتيسير الرزق
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع Empty رد: كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع {الثلاثاء 5 يوليو - 15:08}

الباب الثامن فيما يهم من عوارض وآفات في الحياة إلى الممات


دعاء
الكرب والهم والغم والحزن لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله
رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم خ
م لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله
إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم خ م ثم يدعو بعد ذلك عو
الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو عوانة كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
عند الكرب لا إله إلا الله الحديث الخ وأخرجه أيضا النسائي والترمذي وابن
ماجه وغيرهم وفي رواية للبخاري لا إله إلا الله الحليم الكريم وزاد أبو
عوانة في مسنده الصحيح ثم يدعو بعد ذلك وفي رواية للبخاري حسبنا الله ونعم
الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار وقالها محمد صلى الله
عليه وسلم يوم الخندق حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم
إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وفي رواية للبخاري أيضا كان آخر قول
إبراهيم

عليه السلام حين ألقى في النار حسبنا الله ونعم الوكيل وفي
رواية لمسلم كان إذا أحزنه أمر أي نزل به أمر مهم وفي الحديث مشروعية
الدعاء بما اشتمل عليه لمن نزل به كرب وبعد فراغه يدعو بأن يكشف الله عنه
كربه ويذهب ما أصابه ويدفع ما نزل به ولعل قول المصنف دعاء الكرب هو
باعتبار رواية أبي عوانة حيث قال ثم يدعو بعد ذلك لأن هذا المذكور ذكر
وليس بدعاء لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتبارك الله رب
العرش العظيم والحمد لله رب العالمين مص س حب الحديث أخرجه ابن أبي شيبة
في مصنفه والنسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي
كرب أن أقول لا إله إلا الله الحديث الخ وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا
الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وهذا المذكور في الحديث هو ذكر وليس بدعاء
ولعل المراد أنه يستفتح به الدعاء فيقوله ابتداء ثم يدعو بعد ذلك فإن الله
سبحانه وتعالى يكشف كربه لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب
السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم إني أعوذ بك
من شر عبادك حسبنا الله ونعم الوكيل خ حسبي الله ونعم الوكيل خ الحديث
أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو إحدى رواياته للحديث السابق
وفيه أنه ينبغي تقديم هذا الذكر ثم تعقيبه بالاستعاذة من شر عباد الله ثم
يختم بقوله حسبنا الله ونعم الوكيل الله الله ربي لا أشرك به شيئا د س
الله الله ربي لا أشرك به شيئا الله الله ربي لا أشرك به شيئا حب الله
الله ربي لا أشرك به شيئا ثلاث مرات ط



الحديث أخرجه أبو داود
والنسائي وابن حبان والطبراني في الدعاء له كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب الله الله ربي لا أشرك به
شيئا وزاد الطبراني في الدعاء له ثلاث مرات وأخرجه أيضا ابن ماجه وأخرجه
ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم جمع أهل بيته فقال إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل الله الله ربي لا
أشرك به شيئا وصححه ابن حبان وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضادتي
الباب ونحن في البيت فقال يا بني عبد المطلب إذا أنزل بكم كرب أو جهد أو
لأواء فقولوا الله الله ربنا لا نشرك به شيئا وفي إسناده صالح بن عبد الله
أبو يحيى وهو ضعيف وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث عائشة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لنفر من بني هاشم هل معكم أحد غيركم فقالوا لا
إلا ابن أختنا أو مولانا فقال إذا أصاب أحدكم هم أو لأواء فليقل الله الله
ربي لا أشرك به شيئا توكلت على الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ
ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماكريني أمر
إلا تمثل لي جبريل عليه السلام فقال يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا
يموت الخ قال الحاكم صحيح الإسناد اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي
طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت حب الحديث أخرجه ابن حبان كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال دعوة المكروب اللهم رحمتك أرجو



الحديث الخ وصححه ابن
حبان قوله شأني الشأن يطلق على الأمر والحال والخطب وجمعه شئون والمراد
هنا إصلاح حاله وما يحتاج إليه من أمره في حياته وبعد موته وأخرجه أيضا من
حديثه الطبراني في الكبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلمات
المكروب اللهم رحمتك أرجو الحديث الخ قال في مجمع الزوائد وإسناده حسن يا
حي يا قيوم برحمتك أستغيث مس ويكرر وهو ساجد يا حي يا قيوم س مس الحديث
أخرج اللفظ الأول الحاكم في المستدرك واللفظ الثاني النسائي والحاكم في
المستدرك كما قال المصنف والأول هو من حديث أبن مسعود رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل به هم أو غم قال يا حي يا قيوم
برحمتك أستغيث قال الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه الترمذي من حديث أنس رضي
الله عنه والنسائي من حديث ربيعة بن عامر واللفظ الآخر هو من حديث علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما صنع فجئت وإذا هو ساجد يقول يا حي
يا قيوم ثم رجعت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك ففتح الله هذا
لفظ النسائي وقال الحاكم صحيح الإسناد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
الظالمين ت مس أ ص الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك وأحمد وأبو
يعلى الموصلي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سعد بن أبي وقاص رضي
الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون إذ دعا وهو في
بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل
مسلم إلا استجاب الله له هذا لفظ الترمذي وقال الحاكم صحيح الإسناد وزاد
فيه من طريق أخرى فقال رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين
عامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تسمع إلى قول الله عز وجل
ونجيناه من الغم وكذلك ننجي



المؤمنين وقد تقدم الكلام على هذا
الحديث وأنه اسم الله الأعظم على خلاف في ذلك أوضحناه هنالك وما قال عبد
أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في
حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك
أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن
ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وغمه
وأبدله مكان حزنه فرحا حب أ ز الحديث أخرجه ابن حبان وأحمد والبزار كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني
عبدك وابن عبدك الحديث الخ وفي آخره قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن
نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن وصححه ابن حبان
وأخرجه من حديثه أيضا الحاكم وصححه وقال في مجمع الزوائد رواه أحمد وأبو
يعلى والبزار والطبراني ورجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة
الجهني وقد وثقه ابن حبان وأخرجه الطبراني وابن السني أيضا من حديث أبى
موسى بهذا اللفظ وقال في آخره قال قائل يا رسول الله إن المغبون من غبن
هؤلاء الكلمات قال أجل فقولوهن وعلموهن فإنه من قالهن وعلمهن الناس أذهب
الله كربه وأطال فرحه قال في مجمع الزوائد وفيه من لم أعرفه قوله أسألك
بكل اسم هو لك الحديث الخ أقول فيه دليل أن لله سبحانه وتعالى أسماء غير
التسعة والتسعين الاسم المتقدم ذكرها قوله أو استأثرت به الاستئثار
الانفراد بالشيء أي انفردت بعلمه عندك لا يعلمه إلا أنت قوله أن تجعل
القرآن ربيع قلبي أي أسألك أن تجعل القرآن كالربيع الذي يرتبع فيه الحيوان



وكذلك
القرآن ربيع القلوب أي يجعل قلبه مرتاحا إلى القرآن مائلا إليه راغبا في
تلاوته وتدبره قوله ونور بصري سأله أن يجعله منور البصيرة والنور مادة
الحياة وبه يتم معاش العباد وسأله أن يجعله شفاء همه وغمه ليكون بمنزلة
الدواء الذي يستأصل الداء ويعيد البدن إلى صحته واعتداله وأن يجعله لحزنه
كالجلاء الذي يجلو الطبوع والأصدية من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت
له دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم مس ط الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك والطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا حول
ولا قوة إلا بالله كانت له دواء الحديث الخ قال الحاكم صحيح الإسناد قوله
من تسعة وتسعين داء ظاهره أن هذا الذكر شفاء هذا العدد المذكور ويمكن أن
يكون خارجا مخرج المبالغة كما في قوله تعالى ذرعها سبعون ذراعا فيكون
المراد أنه شفاء من جميع الأمراض والعلل التي أيسرها الهم ومن لزم
الاستغفار حب د ومن أكثر منه س جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم
فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب د حب س الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار الحديث الخ وصححه
ابن حبان وأخرجه من حديثه ابن ماجه ولفظ النسائي من اكثر الاستغفار وفي
الحديث فضيلة عظيمة وهي أن الاستكثار من الاستغفار فيه المخرج من كل ضيق
والفرج من كل هم وحصول الأرزاق له من حيث لا يحتسب ولا يكتسب فمن حصل له
ذلك



عاش في نعمة سالما من كل نقمة من نزل به كرب أو شدة فليتحين
المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حي على الصلاة قال حي على
الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول اللهم رب هذه
الدعوة الصادقة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها وأمتنا
عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم يسأل الله
حاجته مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبى أمامة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نادى
المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة الحديث
الخ قال الحاكم صحيح الإسناد قوله فليتحين المنادي أي يطلب حين النداء
بالصلاة وهو الأذان والحين الوقت أي وقت الأذان فيقول كما يقول المؤذن ثم
يدعو بهذا الدعاء ثم يسأل الله حاجته كائنة ما كانت وقد قدمنا ذكر هذا في
كلام المصنف على أوقات الإجابة وإن توقع بلاء أو أمرا مهولا قال حسبنا
الله ونعم الوكيل على الله توكلنا ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الأذن
متى يؤمر بالنفخ فينفخ فكأن ذلك ثقل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال لهم قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا قال الترمذي
بعد إخراجه حديث حسن قوله بلاء يعني وإن كان حقيرا كما يفيده التنكير قوله
أمرا مهولا هو الأمر الذي يهول سامعه لعظمه وشدته كهذا الأمر الذي قصه
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضي الله عنهم



وإن وقع له
مالا يختاره فليقل بقدر الله وما شاء فعل م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف وفي
كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو
أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل
الشيطان وأخرجه من حديثه النسائي وابن ماجه وفي رواية للنسائي ولا تضجر
فإن غلبك أمر فقد قدر الله وما شاء صنع وإياك واللو فإن اللو تفتح عمل
الشيطان قوله بقدر الله لفظ الحديث كما عرفت قدر الله ولعل ما ذكره المصنف
ثابت في بعض الروايات بهذا اللفظ والمعنى أن هذا الأمر جرى بقدر الله أو
أن هذا الأمر قدر الله والقدر بفتح الدال عبارة عما قضى الله وحكم به على
عباده وإن غلبه فليقل حسبنا الله ونعم الوكيل د الحديث أخرجه أبو داود كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه حسبي الله ونعم الوكيل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا علي الرجل فقال ما قلت قال قلت
حسبي الله ونعم الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يلوم
على العجز ولكن عليك بالكيس وإن غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل وفي
الحديث دليل على أنه لا يقال هذا الدعاء إلا إذا غلبه أمر وعجز عن دفعه
قوله نعم الوكيل أي نعم الكفيل بأمور عباده العالم بها فهو المستقل
بالأمور وكلها موكولة إليه وإن أصابته مصيبة قال إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني خيرا منها ت مس



الحديث
أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي سلمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أصابت
أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون وبعده فلما احتضر أبو سلمة
قال اللهم اخلف في أهلي خيرا مني فلما قبض قالت أم سلمة رضي الله عنها إنا
لله وإنا إليه راجعون عندك الله أحتسب مصيبتي فأجرني فيها قال الترمذي بعد
إخراجه حسن غريب من هذا الوجه وأخرجه ابن ماجه وقد أخرجه مسلم من حديث أم
سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد مسلم تصيبه
مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي
خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة قلت ما أمرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاخلف لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن استصعب عليه شيء
قال اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا حب
الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله
عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا سهل الحديث الخ
وصححه ابن حبان قوله الحزن بفتح الحاء المهملة المفتوحة والزاي المعجمة
الساكنة والنون المكان الخشن والصعب والوعر وهو ضد السهل ويطلق على كل شيء
لا سهولة فيه من عين أو معنى وفي الحديث الدعاء بأن الله سبحانه وتعالى
يجعل كل صعب من الأمور سهلا يمكن الوصول إليه بلا صعوبة وإن أخذه إعياء من
شغل أو طلب زيادة قوت فليسبح الله عند نومه كل ليلة ثلاثا وثلاثين وليحمد
الله ثلاثا وثلاثين وليكبر أربعا وثلاثين خ م أوفي دبر كل صلاة عشرا وعند
النوم ما تقدم أ الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو
من



حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن فاطمة رضي الله عنها
أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فأمرها أن تقول ذلك عند
منامها وفي رواية للبخاري أنها شكت ما تلقى في يدها من الرحى وقد ذكر
المصنف رحمه الله هذا الحديث في فصل النوم واليقظة وذكرنا هنالك لفظ
الحديث وطرقه والحديث الثاني أخرجه أحمد كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقد ذكره المصنف في الأذكار التي
تقال بعد الصلاة وذكره هنالك وذكرنا الكلام عليه قوله وإن أخذه إعياء من
شغل الإعياء التعب والنصب والعجز يقال أعي الرجل وأعي عليه الأمر إذا غلبه
وإن خاف سلطانا أو ظالما قال الله أكبر الله أكبر الله أعز من خلقه جميعا
الله أعز مما أخاف وأحاذر أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السماء أن
تقع على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن
والإنس اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك ولا إله غيرك ثلاث
مرات اللهم إنا نعوذ بك أن يفرط علينا أحد منهم أو أن يطغى ط مص مو الحديث
أخرجه الطبراني في الكبير وابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أتيت سلطان مهيبا
تخاف أن يسطو عليك فقل الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعا الله أعز مما
أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السموات السبع أن يقعن
على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح وهو موقوف على ابن عباس كما ترى وقد عزاه المصنف إلى
الطبراني ولم ينبه على انه موقوف بل جعل الموقوف رواية ابن أبي شيبة في
مصنفه كما تراه وقد أخرجه ابن أبي



شيبة في مصنفه بهذا اللفظ الذي
ذكره المصنف رحمه الله ولم يكن قوله ثلاث مرات عند الطبراني بل هي عند ابن
أبي شيبة والحاصل أن الحديث موقوف على ابن عباس عند ابن أبي شيبة وعند
الطبراني وهذه الزيادة التي عزاها المصنف إلى ابن أبي شيبة في مصنفه هي في
الأدعية لابن مردويه بلفظ اللهم إنا نعوذ بك أن يفرط علينا أحد منهم أو أن
يطغى موقوفه على ابن عباس وأخرج هذا الحديث موقوفا على ابن عباس ابن خزيمة
وأخرج الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل اللهم رب السموات السبع
ورب العرش العظيم كن لي جارا من شر فلان بن فلان الذي يريد وشر الجن
والإنس وأتباعهم أن يفرط على أحد منهم عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك قال
في مجمع الزوائد وفيه جنادة بن مسلم وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله
رجال الصحيح اللهم إله جبريل وميكائيل وإسرافيل وإله إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق عافني ولا تسلطن أحدا من خلقك علي بشيء لا طاقة لي به مص مو هذا
الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا كما قال عن علقمة بن يزيد قال
كان الرجل إذا كان من خاصة الشعبي أخبره بهذا الدعاء اللهم رب جبريل
الحديث الخ وقال في آخره وذكر أن رجلا أتى أميرا فقالها فأرسله والشعبي هو
الإمام الكبير التابعي عامر بن شراحيل الذي قتله الحجاج ظلما رضيت بالله
ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن حكما وإماما مص مو هذا الأثر
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا قال عن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد
قال من خاف أميرا أو ظالما فقال رضيت بالله ربا



وبالإسلام دينا
وبمحمد نبيا وبالقرآن حكما وإماما نجاه الله منه وهذا الأثر والذي قبله
يمكن أن يكونا مرويين عن الصحابة رضي الله عنهم ويمكن أن يكون مستند هذين
الإمامين الكبيرين التجريب فإنهما قد جرباه فوجداه صحيحا وإن خاف شيطانا
أو غيره أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر
ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج
فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل
والنهار ومن شر طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن س أ ط الحديث أخرجه
النسائي وأحمد في المسند والطبراني كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
ابن مسعود رضي الله عنه رواه النسائي من حديث يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد
الرحمن بن سعد بن زرارة عن عباس السلمي عن ابن مسعود مرفوعا وأخرجه مالك
في الموطأ بنحو هذا اللفظ الذي ذكره المصنف رحمه الله ولكنه لم يذكر
إسناده بل قال عن يحيى بن سعيد أنه قال لما أسري برسول الله صلى الله عليه
وسلم رأى عفريتا يطلبه بشعلة من نار كلما التفت إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم رآه فقال له جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته
وخر لفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه
الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما
ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما
يخرج منها و من فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق
بخير يا رحمن وقد قدمنا الكلام على هذا الحديث وفسرنا منه ما يحتاج إلى
تفسير ما يقال عند الفزع أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر
عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون د ت



الحديث أخرجه أبو داود
والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات أعوذ بكلمات
الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون
الحديث وقد قدمنا الكلام عليه وشرحنا ما يحتاج منه إلى شرح وأخرجه أيضا
النسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي حسن غريب قوله ومن همزات
الشياطين جمع همزة وهي النخس والغمز وكل شيء همزته فقد دفعته قوله وأن
يحضرون بكسر النون وأصله يحضرونني فحذفت النون الأولى لدخول الناصب عليه
وحذفت الياء تخفيفا وبقيت نون الوقاية مكسورة لتدل على الياء المحذوفة ما
يقال لهرب الشياطين أية الكرسي ت وكذا الأذان م وكذا إذا تغولت الغيلان مص
الحديث أخرجه مسلم والترمذي وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه
الله وهو مروى من حديث جابر وأبي هريرة رضي الله عنهما وسعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه وحديث أبي هريرة هو ثابت في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى له حصاص أي ضراط وقد
تقدم حديث أبي هريرة وغيره في أمر الشيطان الذي جاء يسرق تمر الصدقة
فأرشده إلى قراءة آية الكرسي فقال صلى الله عليه وسلم فلقد صدقك وهو كذوب
فكون الشيطان يهرب من آية الكرسي هو ثابت في الصحيحين كما قدمنا وحديث سعد
بن أبي وقاص أخرجه البزار قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
تغولت لنا الغول أو إذا رأينا الغول أن ننادي بالأذان قال في مجمع الزوائد



ورجاله
ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب ولفظ الطبراني في
الأوسط من حديث أبي هريرة المذكور قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا تغولت لكم الغول فنادوا بالأذان فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله
حصاص وفي إسناده عدي بن الفضل وهو متروك قوله تغولت الغيلان هم جنس من
الجن قيل هم سحرتهم ومعنى تغولت تلونت في صور والمراد ادفعوا شرها بالأذان
وقيل الغول بالضم هم السعالى وهم أخبث الجن ومن ابتلى بالوسوسة فليستعذ
بالله ولينته خ م أو ليقل آمنت بالله ورسله م الله أحد الله الصمد لم يلد
ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من
الشيطان الرجيم ومن فتنتة س د الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فليقل من خلق
كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغ فليستعذ بالله ولينته وفي
لفظ لمسلم من حديثه فليقل آمنت بالله ورسله وفي رواية لأبي داود والنسائي
من حديثه أيضا فقولوا الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم وفي
لفظ للنسائي ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله منه ومن فتنته وفي
الحديث دليل على أنه يجب على من بلغت به الوسوسة الشيطانيه إلى هذا الحد
أن ينتهي عن ذلك ويترك ويشتغل بغيره مما يلهيه ويصرف ذهنه عنه ويقول أمنت
بالله ويتلو قل هو الله أحد ويتفل ثلاثا عن يساره دفعا للشيطان الذي قد
أتى بهذه الوسوسة ويستعيذ بالله منه ومن فتنته



وإن كانت الوسوسة في
الأعمال فإن ذلك شيطان يقال له خنزب فليتعوذ بالله منه وليتفل عن يساره
ثلاثا م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عثمان بن
أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان
قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك
ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني قوله خنزب بخاء معجمة مكسورة ثم نون
ساكنة ثم زاي مفتوحة ثم باء موحدة قال النووي واختلف العلماء في ضبط الخاء
منه فمنهم من فتحها ومنهم من كسرها وهذان مشهوران ومنهم من ضمها حكاه ابن
الأثير في نهاية الغريب والمعروف الفتح والكسر انتهى وأخرج أبو داود
بإسناد جيد عن أبي زميل قال قلت لابن عباس ما شيء أجده في صدري قال ما هو
قلت والله لا أتكلم به قال لي أشيء من شك وضحك قال ما نجا منه أحد حتى
أنزل الله سبحانه وتعالى فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك الآية فقال إذا
وجدت في نفسك شيئا فقل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
وفي الباب أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من
إبراهيم وهو في الصحيح وورد في بعض الأحاديث أن هذا الشك هو صريح الإيمان
وقد كتبنا في ذلك رسالة جوابا عن سؤال بعض الأعلام من أهل الديار البعيدة
فليرجع إليها فإن فيها ما يدفع الشبهة ويرفع الشك مع الجمع بين الأحاديث
الواردة في هذا الشأن وإذا عطس فليقل الحمد لله على كل حال خ د الحديث
أخرجه البخاري وأبو داود كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عطس أحدكم فليقل الحمد
لله وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل
يهديكم الله ويصلح بالكم وزاد أبو داود والنسائي بإسناد صحيح على كل حال



الحمد
لله رب العالمين د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث سالم بن عبيد أنه كان في سفر فعطس رجل من القوم
فقال السلام عليك فقال عليك وعلى أمك وكأن الرجل وجد أي غضب أو حزن نفسه
فقال إني لم أقل إلا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم عطس رجل عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليك
وعلى أمك إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل له من يرد عليه
يرحمك الله وليقل يغفر الله لي ولكم وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا من حديثه
النسائي والترمذي وقال هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور وقد أدخلوا
بين هلال بن سنان وبين سالم رجلا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى د ت الحديث أخرجه أبو داود والترمذي كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال صليت
خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا
مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فلما صلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم انصرف فقال من المتكلم في الصلاة فقال له رفاعة بن رافع أنا يا
رسول الله قال له كيف قلت قال قلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي
نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها قال الترمذي حديث
حسن قال كأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم في التطوع لأن غير واحد من
التابعين قالوا إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه
ولم يوسعوا له بأكثر من ذلك



وليقل له يرحمك الله خ د ت س وليرد عليه
يهديكم الله ويصلح بالكم خ الحديث هو طرف من حديث أبي هريرة المتقدم قريبا
وقد ذكرنا لفظه قوله بالكم البال الشأن والمعنى أصلح الله شأنكم وقد قدمنا
حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح الوارد في التشميت بلفظ حق المسلم على
المسلم ست ومنها إذا عطس فشمته والأحاديث الواردة في التشميت متضمنة
الأوامر كقوله فليحمد الله وليقل الآخر يرحمك الله وإذا قال يرحمك الله
فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم والأمر معناه الحقيقي الوجوب على ما هو
الحق فالظاهر وجوب الحمد عند أن يعطس العاطس ثم وجوب أن يقول له أخوه
يرحمك الله ثم وجوب أن يرد عليه بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم والأصل عدم
وجود الصارف عن المعنى الحقيقي وقد تأكد ذلك بكونه من حق المسلم على
المسلم وقد قال بالوجوب ابن العربي المالكي وابن أبي زيد كما حكى ذلك ابن
القيم في زاد المعاد قال ولا دافع له بحديث البخاري وأنه فرض عين يغفر
الله لي ولكم د ت حب الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث رفاعه بن رافع المتقدم قريبا وقد ذكرنا لفظه
والأولى العمل بما في الصحيح من قوله يهديكم الله ويصلح بالكم ولا سيما مع
الاختلاف في إسناد هذا الحديث كما قدمنا عن الترمذي وأخرجه الطبراني في
الكبير والأوسط من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعلمنا إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين فإذا
قال ذلك فليقل من عنده يرحمك الله فإذا قال ذلك فليقل يغفر الله لي ولكم
وفي إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط يرحمنا الله وإياكم ويغفر الله لنا
ولكم ط



الحديث أخرجه مالك في الموطأ كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث ابن عمر رضي الله عنهما موقوفا عليه أنه كان إذا عطس فقيل له
يرحمك الله قال يرحمنا الله وإياكم ويغفر الله لنا ولكم ووقع في بعض النسخ
في كتاب المصنف هنا مكان رمز الموطأ رمز الطبراني وهو غلط وقد قدمنا أن
الأولى التشميت بما ثبت في الصحيح وهو أيضا ثبت بذلك اللفظ المذكور في
الصحيح من حديث جماعة في غير الصحيح وأكثرها أحاديث صحيحة فما يحسن العدول
عنها إلى حديث ضعيف أو إلى قول صحابي وإن كان كتابيا قيل له يهديكم الله
ويصلح بالكم ت د مس الحديث أخرجه الترمذي وأبو داود والحاكم في المستدرك
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال كان
اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم يرحمكم
الله فيقول لهم يهديكم الله ويصلح بالكم فهذا لفظ الترمذي قال بعد إخراجه
حسن صحيح وكذا صححه الحاكم وأخرجه أيضا النسائي وفي الحديث تشميت الذمي
بهذا اللفظ ولا يقال له إذا عطس يرحمك الله كما يقال للمسلم ومن قال كل
عطسة الحمد لله رب العالمين على كل حال ما كان لم يجد وجع ضرس ولا أذن
أبدا مص مو الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا كما قال المصنف
رحمه الله على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويمكن أن يكون ذلك لشيء قد
حفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن أن يكون مستند ذلك التجريب ومما
يؤيد الأول ما أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث حذيفة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس العاطس فشمته ولو خلف سبعة أبحر
ومن شمت عاطسا ذهب عنه ذات الجنب ووجع الضرس والأذنين وفي إسناده محمد بن
محصن العكاشي وهو متروك ومن آداب العطاس ما أخرجه الترمذي وأبو داود من
حديث أبي



هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا عطس وضع ثوبه أو يده على فيه وخفض صوته أو غض بها صوته شك الراوي أي
اللفظين قاله صلى الله عليه وسلم قال الترمذي حديث حسن صحيح ومن ذلك ما
أخرجه ابن السني عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه فإن زاد على الثلاث فهو مزكوم ولا يشمت بعد
الثلاث قال النووي في هذا الحديث رجل لم أتحقق حاله وباقي إسناده صحيح ا ه
وقد أخرج ابن السني بعد هذا الحديث حديثا آخر عن رفاعة بن رافع وفيه تشميت
العاطس ثلاثا فإن زاد فإن شاء يشامته وإن شاء تركه وإذا طنت أذنه فليذكر
النبي صلى الله عليه وسلم وليصل عليه وليقل ذكر الله بخير من ذكرني ط
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل ذكر الله بخير من ذكرني
قال في مجمع الزوائد بعد أن عزاه إلى معاجم الطبراني الثلاثة وإلى مسند
البزار إن إسناد الطبراني في الكبير حسن وفيه أنه يحسن عند طنين الأذن
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول ذكر الله بخير من ذكرني
وفيه إشارة إلى أن سبب ذلك ذكر بعض من يذكره وقد ذكر أهل علم الطب أن ذلك
يكون من تصعد الأبخرة ولكن هذه الإشارة من الصادق المصدوق صلى الله عليه
وسلم وإن لم تكن صريحة في السببية فهي أقدم من كلام أهل الطب وأخرج هذا
الحديث ابن السني في عمل اليوم والليلة ما يقوله من خدرت رجله وإذا خدرت
رجله فليذكر أحب الناس إليه ي مو



هذا الأثر أخرجه ابن السني موقوفا
على ابن عباس وعلى ابن عمر رضي الله عنهم كما قال المصنف رحمه الله فرواه
عن ابن عباس من طريق جعفر بن عيسى أبو أحمد قال حدثنا عبد الله بن روح
حدثنا سلام بن سليم حدثنا غياث بن إبراهيم عن عبد الله بن خيثم عن مجاهد
عن ابن عباس ورواه عن ابن عمر من طريق محمد بن خالد البرذعي حدثنا حاجب بن
سليم حدثنا محمد بن مصعب حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الهيثم بن حنش قال
كنا عند ابن عمر فذكره وليس في هذا ما يفيد أن لذلك حكم الرفع فقد يكون
مرجع مثل هذا التجريب والمحبوب الأعظم لكل مسلم هو رسول الله صلى الله
عليه وسلم فينبغي ذكره عند ذلك كما ورد ما يفيد ذلك في كتاب الله سبحانه
وتعالى مثل قوله قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وكما في حديث
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب أليه من أهله وماله والناس أجمعين وأما أهل
علم الطب فقد ذكروا أن سبب الخدر اختلاطات بلغمية ورياحات غليظة قال في
النهاية ومنه حديث ابن عمر أنها خدرت رجله فقيل له مالرجلك فقال اجتمع
عصبها قيل اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد فبسطها انتهى قال النووي في
الأذكار باب ما يقول إذا خدرت رجله روينا في كتاب ابن السني عن الهيثم ابن
الحنش قال كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال رجل
اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد صلى الله عليه وسلم فكأنما نشط من عقال
ورويناه عن مجاهد قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس فقال ابن عباس اذكر أحب
الناس إليك فقال محمد صلى الله عليه وسلم فذهب خدره وروينا عن إبراهيم بن
المنذر الخزامي أحد شيوخ البخاري الذي روى عنهم في صحيحه قال أهل المدينة
يتعجبون من حسن بيت أبي العتاهية وتخدر في بعض الأحايين رجله فإن لم يقل
يا عتب لم يذهب الخدر انتهى من الأذكار وفيه بيان لفظ الروايتين
الموقوفتين ما يقال عند الغضب ومن غضب فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ذهب عنه ما يجد خ م



الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث سليمان بن صرف قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه
وسلم ونحن جلوس عنده وأحدهما يسب صاحبه وهو مغضب قد احمرت عيناه ووجهه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها أذهبت عنه ما
يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لست بمجنون وأخرجه أيضا أبو داود
والنسائي والترمذي وفي رواية لهؤلاء الثلاثة من حديث معاذ اللهم إني أعوذ
بك من الشيطان الرجيم وفي الحديث دليل على أن الغضب متسبب عن عمل الشيطان
ولهذا كانت الاستعاذة مذهبة للغضب فمن غضب في غير حق ولا موعظة صدق فليعلم
أن الشيطان هو الذي يتلاعب به وأنه مسه طائف منه وفي هذا ما يزجر عن الغضب
لكل من يود أن لا يكون في يد الشيطان يصرفه يف يشاء


فصل فيما يقوله حد اللسان


ومن
كان حد اللسان فاحشه فليستغفر الله لحديث حذيفة شكوت إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ذرب لساني فقال أين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله في اليوم
مائة مرة س مس الحديث أخرجه النسائي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث حذيفة باللفظ الذي ذكره المصنف قال الحاكم صحيح
الإسناد على شرط مسلم وفي رواية للنسائي إني لاستغفر الله وأتوب إليه في
اليوم مائة مرة وأخرج هذا الحديث ابن السني من حديثه قوله ذرب لساني الذرب
بفتح الذال المعجمة والراء قال أبو زيد وغيره من أهل اللغة هو فحش اللسان
وفي الحديث دليل على أن سبب ذرب اللسان هو الذنوب فإذا غفرها الله سبحانه
وتعالى بالاستغفار ذهب ذلك عن صاحبه وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو معصوم عن ذلك وإنما قال هذه المقالة واستغفر هذا الاستغفار ليبين
لأمته ما

يفعلون إذا بلى أحدهم بذلك وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله
عليه وسلم أنه قال إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم والليلة
سبعين مرة أو كما قال ما يقال إذا ابتلي بالدين وإذا ابتلي بالدين اللهم
اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك ت س الحديث أخرجه الترمذي
والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي بن أبي
طالب رضي الله عنه إن مكاتبا جاءه فقال إني عجزت عن كتابتي فأعني فقال ألا
أعلمك كلمات تقولهن علنيمهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل
جبل صبر دينا أداه الله عنك قال اللهم الخ قال الترمذي حسن غريب وقال
الحاكم صحيح وجبل صبر بفتح الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة وآخره راء
مهملة جبل باليمن مشهور اللهم فارج اللهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين
رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنيني بها عن
رحمة من سواك مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي أبو بكر رضي الله عنه
فقال هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علميه قالت ما هو قال
كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه قال لو كان على أحدكم جبل ذهب فدعا الله
بذلك لقضاه الله عنه وهو اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين
رحمن الدنيا والآخرة الحديث الخ قال أبو بكر وكان علي بقية من الدين وكنت
أدعو بذلك فقضاه الله عني قالت عائشة كان لأسماء بنت عميس على دينار وثلاثة



دراهم
فكانت تدخل علي فأستحي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو
بذلك فما لبثت إلا قليلا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق علي به ولا
ميراث ورثته فقضاه الله عني وقسمت في أهلي قسما حسنا وحليت ابنة عبد
الرحمن بثلاث أواق ورق وفضل لنا فضل حسن قال الحاكم في المستدرك بعد أن
ذكر هذا السياق أنه صحيح الإسناد وأخرجه البزار من حديثها قال في مجمع
الزوائد وفيه الحكم بن عبد الله الايلي وهو متروك اللهم مالك الملك تؤتي
الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير
إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة تعطيهما من تشاء وتمنعهما من
تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك صط علمه رسول الله صلى الله
عليه وسلم معاذا وقال لو كان عليك مثل أحد ذهبا لوفاه الله عنك صط وتقدم
ما يقول من عليه دين إذا أصبح وإذا أمسى في مكانه الحديث أخرجه الطبراني
في الصغير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ وأنس رضي الله عنهما
أما حديث معاذ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة
فلم يجده فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذا فقال يا معاذ
مالي لم أرك فقال يا رسول الله اليهودي علي أوقية من تبر فخرجت إليك
فحبسني عنك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ ألا أعلمك دعاء
تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل جبل صبر أداه الله عنك وصبر جبل اليمن
فادع الله يا معاذ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج
الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت
من الحي وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحميمهما تعطي
منهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من



سواك
وفي رواية لمعاذ رضي الله عنه قال كان لرجل علي بعض الحق فخشيته فلبثت
يومين لا أخرج فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أخبرك بكلمات
لو كان عليك مثل الجبال قضاه الله عنك قلت بلى قال قل اللهم مالك الملك
فذكر نحوه باختصار وزاد في آخره اللهم أغنني من الفقر واقض عني الدين
وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك قال في مجمع الزوائد رواه كله الطبراني
وفي الرواية الأولى نصر ابن مرزوق ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات إلا أن سعيد
بن المسيب لم يسمع من معاذ وفي الرواية الثانية من لا أعرفه وأما حديث أنس
فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به لو
كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك
تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك
الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها تعطيهما من تشاء
وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك قال في مجمع
الزوائد رواه الطبراني في الصغير ورواته ثقات قوله ونقدم ما يقول من عليه
دين أقول تقدم في فصل ما يقال في النوم واليقظة وذكر هنالك الحديث الذي
أخرجه مسلم وفي آخره اقض عنا الدين وأغننا من الفقر وقد قدمنا شرحه هنالك
وكذلك تقدم في أدعية الصباح والمساء حديث اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من
غلبة الدين وقهر الرجال وشرحناه هنالك ما يقول لمن أصيب بعين ومن أصيب
بعين رقي بقوله بسم الله اللهم أذهب حرها وبردها ووصبها ثم يقول قم بإذن
الله س مس الحديث أخرجه النسائي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه
الله



وهو من حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال خرجت أنا وسهل بن
حنيف رضي الله عنه نلتمس الخمر فأصبنا غديرا خمرا فكان أحدنا يستحي أن
يتجرد وأحد يراه فاستتر صاحبي حتى إذا رأى أن قد فعل نزع جبة صوف عليه
فنظرت إليه فأعجبني خلقه فأصبته بعيني فأخذته قعقعة فدعوته فلم يجبني
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال قوموا بنا فرفع عن ساقية حتى
خاض إليه الماء وكأني أنظر إلى وضح ساقي النبي صلى الله عليه وسلم فضرب
صدره ثم قال بسم الله اللهم أذهب حرها وبردها ووصبها ثم قال قم بإذن الله
تعالى فقام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم من نفسه أو
ماله أو أخيه شيئا يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق هذا لفظ النسائي
والحاكم وأخرجه أيضا ابن ماجه وأحمد في المسند قوله ووصبها الوصب بفتح
الواو والصاد دوام الوجع ولزومه كذا قيل والظاهر أنه التعب مطلقا وقوله في
الحديث الخمر هو بفتح الخاء المعجمة والميم كل ما يستر من شجر أو جبل أو
نحوه والغدير مستنقع الماء من المطر والواضح بفتح الواو والضاد المعجمة
وبالحاء المهملة البياض وفي الحديث مشروعية الرقية من العين بما ذكر وقد
ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء يسابق القدر لسبقته العين وإذا
استغسلتم



فاغسلوا وثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند مسلم
وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال العين حق وفي الباب أحاديث وإن
كانت دابة نفث في منخرها الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا وقال لا بأس أذهب
الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت مص مو هذا الأثر
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا كما قال المصنف رحمه الله وهو موقوف
على ابن مسعود رضي الله عنه وهو يحتمل أن يكون قال ذلك لشيء سمعه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأن يكون قاله اعتمادا على التجريب وقع له أو لمن
في عصره من العرب أو لمن قبلهم فقد كان للعرب رقي يرقون بها مختلفة متعددة
ولا يخفاك أن الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العين
ليست بخاصة في بني آدم بل ثابتة لكل من أصابته العين من آدمي أو غيره
وسيأتي منها أحاديث ومنها الحديث الذي سيأتي بلفظ أذهب الباس رب الناس اشف
أنت الشافي لا شافي إلا أنت وهو بمعنى هذا الموقوف بل بأكثر لفظه فكان
للمصنف رحمه الله في العدول عن هذا الأثر الموقوف إلى ما قد ذكر هو وغيره
من المرفوع سعة وسيأتي شرح ما اشتمل عليه هذا الحديث في شرح الحديث
المرفوع والظاهر أن ابن مسعود رضي الله عنه رقى هذه الدابة بهذه الألفاظ
اعتمادا على الحديث الآتي لما ذكرنا من عدم اختصاص الوارد عنه صلى الله
عليه وسلم ببني آدم ما يقال للمصاب بلمة من الجن وإن أصيب بلمة من جن وضعه
بين يديه وعوذه بالفاتحة ومن أول البقرة إلى المفلحون ومنها وإلهكم إله
واحد إلى يعقلون وآية الكرسي ولله ما في السماوات وما في الأرض إلى آخر
البقرة ومن آل عمران شهد الله أنه لا إله إلا ه
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع Empty رد: كتاب : تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني الجزءالرابع {الثلاثاء 5 يوليو - 15:09}


الذي
لدغته الحية أو الأفعى أو العقرب أو نحوها أي أصابته بسمها وقوله في
الحديث وما به قلبه هو بفتح القاف واللام والباء الموحدة وهو الوجع وفي
الحديث دليل على أن فاتحة الكتاب رقية نافعة وأنه يجوز أن يداوي بهذا
الملدوغ على الصفة المذكورة في الحديث ويمسح لدغة العقرب بماء وملح ويقرأ
عليها الكافرون والمعوذتين صط الحديث أخرجه الطبراني في معجمه الصغير كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال لدغت
عقرب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فلما فرغ قال لعن الله العقرب لا
تدع مصليا ولا غيره ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ قل يا أيها
الكافرون و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس قال في مجمع الزوائد
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن وفي الحديث جواز الرقية بهذه السور
مع مسح موضع اللدغة بالماء والملح وقد أخرج هذا الحديث ابن أبي شيبة في
مصنفه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بنحو ما قلنا وفيه لعن الله العقرب
ما تدع نبيا ولا غيره وقد اجتمع في هذا الحديث العلاج بأمرين الالهي
والطبيعي وتقدم ضبط اللدغة وتفسيرها بسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا طس
الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
رقية من الحمة فأذن لنا فيها وقال إنما هي مواثيق والرقية بسم الله الحديث
الخ قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن قوله



شجة
بفتح المعجمة وتشديد الجيم قوله قرنية بفتح القاف والراء وبالنون قوله
ملحة بكسر الميم وإسكان اللام وبالحاء المهملة وقفطا بفتح القاف وأسكان
الفاء وبالطاء المهملة هكذا ضبطهما المصنف في مفتاح الحصن وقال هي كلمات
لا يعرف معناها يرقي بها كما ورد وأخرج الطبراني في الكبير من حديث عبد
الله بن مسعود قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية من الحمة فقال
أعرضوها علي فعرضوها عليه بسم الله شجية قرنية ملحة بحر قفطا فقال هذه
مواثيق أخذها سليمان صلى الله عليه وسلم على الهوام لا أرى بها بأسا قال
فلدغ رجل وهو مع علقمة فرقاه بها فكأنما نشط من عقال قال في مجمع الزوائد
في إسناده من لم أعرفه وفي الحديث دليل على أنها تجوز الرقية بالألفاظ
التي لا يعرف معناها إذا حصل التجريب بنفعها وتأثيرها لكن لا بد أن يعرف
الراقي أنها ليست من السحر الذي لا يجوز استعماله فإن النبي صلى الله عليه
وسلم قد أخبرنا أنها مواثيق كما في الحديث الأول وأنها مواثيق أخذها
سليمان على الهوام وبهذا يتبين أنها لا تجوز الرقية إلا بما عرف الراقي
معناه أو عرف أنه قد قرره الشارع صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث
ولا تجوز بغير ذلك لأنه قد قسم النبي صلى الله عليه وسلم الرقية إلى قسمين
رقية حق ورقية باطل فرقية الحق ما كان بالقرآن أو بما ورد عن النبي صلى
الله عليه وسلم من قوله أو فعله أو تقريره ورقية الباطل ما لم تكن كذلك
وعلى الرقية الباطل تحمل الأحاديث الواردة في النهي عن الرقي وعلى رقية
الحق تحمل الأحاديث الواردة بالإذن بها ومن ذلك ما أخرجه الطبراني في
الكبير من حديث جابر رضي الله عنه قال جاء رجل من الأنصار يقال له عمرو بن
حية وكان يرقى من الحمة فقال يا رسول الله إني نهيت عن الرقي وإني أرقي من
الحمة قال قصها علي فقصصتها عليه فقال لا بأس بهذه هذه مواثيق قال وجاء
رجل من الأنصار كان يرقي من العقرب فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه



فليفعل قال في مجمع الزوائد هو في الصحيح
باختصار
ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة
والثوري وضعفه جماعة ما يقال للمحروق والمحروق أذهب الباس رب الناس اشف
أنت الشافي لا شافي إلا أنت س أ الحديث أخرجه النسائي وأحمد كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث محمد بن حاطب قال تناولت قدرا كانت لي
فاحترقت يدي فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس فقالت يا رسول الله قال لبيك
وسعديك ثم أدناني منه وجعل يتفل ويتكلم بكلام ما أدري ما هو فسألت أمي بعد
ذلك ما كان يقول قالت كان يقول أذهب الباس رب الناس ورجال أحمد والنسائي
رجال الصحيح وأخرجه أيضا أحمد من طريق أخرى من حديث محمد بن حاطب ورجاله
رجال الصحيح وأخرجه أيضا من حديثه الطبراني من طرق وأم محمد بن حاطب هذه
هي أم جميل بنت المحلل واسمها فاطمة وقيل جويرية وهذا الحديث وأن كان
الرقية به لمحروق فإنه لا يدل على أنه لا يرقي بها إلا المحروق بل يرقي
بها كل من أصيب بشيء كائنا ما كان ولا تخصيص بمجرد السبب كما هو معروف في
الأصول ويدل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقي بهذه الألفاظ غير
من به حرق كما في حديث السائب بن يزيد عند الطبراني في الأوسط وكما في
حديث ميمونة رضي الله عنها عند الطبراني في الكبير والأوسط وكما في حديث
رافع بن خديج عند الطبراني ورجاله رجال الصحيح ما يقول من احتبس بوله أو
به حصاة ومن احتبس بوله أو به حصاة ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك



أمرك
في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا
حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين فأنزل شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك على
هذا الوجع فيبرأ د س الحديث أخرجه أبو داود والنسائي كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتاه رجل يذكر أن أباه
احتبس بوله وأصابته حصاة البول فعلمه رقية سمعها من رسول الله صلى الله
عليه وسلم ربنا أنت الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض
الحديث الخ هذا لفظ النسائي وفيه بعد قوله فيبرأ ما لفظه فأمره أن يرقيه
بها فرقاه بها فبرئ قوله حوبنا بفتح الحاء المهملة وضمها وهو الاثم قوله
على هذا الوجع بكسر الجيم وهو من به وجع قوله أنت رب الطيبين جمع طيب
وخصهم بالذكر لما اتصفوا به من الطيب ومعلوم أنه رب كل شيء بما يتصف
بالطيب والخبيث وغيرهما ما يقال لمن به قرحة أو جرح ومن به قرحة أو جرح
تضع أصبعك السبابة في الأرض ثم ترفعها قائلا بسم الله تربة أرضنا بريقه
بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان إذا اشتكى الإنسان الشيء
منه وكان به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا ووضع
سفيان سبابتيه بالأرض ثم رفعهما بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى
سقيمنا بإذن ربنا وأخرجه أيضا البخاري وأهل السنن إلا الترمذي من حديثها
بلفظ كان يقول للمريض بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفي سقيمنا وإنما
عزاه المصنف رحمه الله إلى مسلم وحده لأن اللفظ الذي ذكره مسلم هو لفظه



ومعنى
الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ووضعها على التراب يعلق بها
شيء منه فمسح بها على الموضع العليل أو الجرح قائلا بسم الله الخ قوله
يشفي سقيمنا مبني للمفعول ورفع سقيمنا على النيابة وفي لفظ ليشفي سقيمنا
بزيادة اللام ولوجع الأذن والضرس ما تقدم في العطاس أقول قد قدمنا الكلام
هنالك على ما ذكره المصنف رحمه الله حيث ذكر حديث من قال عند كل عطسة
الحمد لله رب العالمين على كل حال ما كان لم يجد وجع ضرس ولا أذن أبدا ما
يقول من أصابه رمد ومن أصابه رمد اللهم متعني ببصري واجعله الوارث مني
وأرني في العدو ثأري وانصرني على من ظلمني مس الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصابه رمد أو أحدا من أهله أو أصحابه دعا
بهؤلاء الكلمات اللهم متعني الخ وفيه جواز الدعاء على العدو بأن يريه الله
ثأره فيه وعلى الظالم بأن ينصره الله عليه وقد ورد بذلك أحاديث ودلت عليه
آيات قرآنية ما يقول من حصل له حمى ومن حصل به حمى يقول بسم الله الكبير
مس مص نعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار مس مص الحديث
أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من



حديث ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الأوجاع
أو لمن به حمى أن يقول بسم الله الكبير نعوذ بالله العظيم من شر كل عرق
نعار ومن شر حر النار هذا لفظ الحاكم وصححه قوله نعار بفتح النون وتشديد
العين المهملة وبالراء المهملة يقال نعر العرق بالدم إذا علا وارتفع وجرح
نعار و نعور إذا تصوب دمه وفي الحديث إشارة إلى أن الحمى تكون من فوران
الدم في البدن وأنها نوع من حر النار وثبت في صحيح البخاري من حديث ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده
فقال لا بأس طهور إن شاء الله وكان إذا دخل على من يعوده قال لا بأس طهور
إن شاء الله وقد وردت أحاديث في أن الحمى من فيح النار وأنها تبرد بالماء
ما يقول من اشتكى ألما أو شيئا في جسده وإذا اشتكى ألما أو شيئا في جسده
فليضع يده على المكان الذي يألم منه وليقل بسم الله ثلاث مرات وليقل سبع
مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر م أعوذ بعزة الله وقدره من شر
ما أجد سبعا طا مص الحديث أخرجه مسلم ومالك في الموطأ وابن أبي شيبة في
مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي
أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل
بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر هذا
لفظ مسلم وأخرجه من حديثه أيضا أهل السنن الأربع وزاد النسائي فأذهب الله
ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم ولفظ مالك في الموطأ من حديثه أنه
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عثمان وبي وجع قد كاد يهلكني قال
فقال لي امسح بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر قال فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وفي الحديث
أن من تألم بشيء من جسده وضع عليه يده قائلا بسم الله



الخ هذا إذا كان الألم في موضع واحد من جسده
فإن
كان في مواضع منه وضع يده على موضع موضع منها ويقول في كل موضع بسم الله
الخ وفي الأعداد التي ترد في مثل هذا الحديث سر من أسرار النبوة وليس لنا
أن نطلب العلة والسبب الذي يقتضيه كما في أعداد الركعات والأنصباء والحدود
أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شيء من شر ما أجد سبعا يضع يده تحت ألمه أ ط
الحديث أخرجه أحمد والطبراني كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث كعب بن
مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم
ألما فليضع يده تحت ألمه ثم ليقل سبع مرات أعوذ بعزة وقدرته على كل شيء من
شر ما أجد سبعا قال في مجمع الزوائد رواه أحمد والطبراني وفيه أبو معشر لا
يحتج به وقد وثق على أن جماعة كثيرة ضعفوه وتوثيقه لين وبقية رجاله ثقات
وفي هذا الحديث أنه يضع يده تحت ألمه وفي الحديث الأول أنه يضع يده على
المكان الذي يألم منه ويمكن الجمع بأن يضع يده بحيث يكون بعضها فوق الألم
وبعضها تحته وهذا الحديث وإن كان في إسناده أبو معشر فالحديث الأول الثابت
في الصحيح يشهد له أتم شهادة ويشد من عضده أوثق شد بسم الله أعوذ بعزة
الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا وترا ثم يرفع يده ثم يعيدها ت
الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله
عنه ولفظه فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر
ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا والمراد بقوله وترا ثلاث
مرات أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك وظاهر هذا الحديث أنه يقول بسم الله
الخ وترا واضعا يده على موضع الألم ثم يرفعها ثم يعيدها ثم يقول ذلك ولا
منافاة بين هذا وبين ما تقدم فالجمع



ممكن بأن يضع يده ويقول ذلك
سبعا ثم يعيدها ويقول ذلك سبعا فمن صنع هكذا فقد عمل بالحديث هذا
وبالحديثين المذكورين قبله ويزيد ما فيه زيادة من الألفاظ فيقوله سبعا
وذلك بان يقول بسم الله أعوذ بالله وعزته وقدرته على كل شيء من شر ما أجد
وأحاذر من وجعي هذا ويقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات
وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وامسح بيده رجاء بركتها وأخرجه أيضا
أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديثها والنفث المذكور في الحديث قد تقدم
تفسيره غير مرة ويكون على موضع الألم إن كان موضعا مخصوصا وإن كان الألم
في جميع البدن نفث على مواضع منه أو على ما أراد من بدنه إن لم يتمكن من
النفث على جميعه وقد ثبت في رواية من هذا الحديث أنه كان صلى الله عليه
وسلم يمسح بيده ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من
جسده يفعل ذلك ثلاث مرات هكذا في الصحيحين من حديثها وبهذه الرواية تتبين
كيفية المسح وإن أصابه ضر وسئم الحياة فلا يتمنى الموت وليقل اللهم أحيني
ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى أحدكم الموت من ضر أصابه فإن
كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحييني ما كانت الحياة خير لي الحديث الخ قال
النووي قال العلماء من أصحابنا وغيرهم هذا إذا تمنى لضر أو نحوه فإن تمنى
الموت خوفا على دينه لفساد الزمان ونحو ذاك لم يكره وهذا تخصيص بمجرد
الاستحسان فإن النهي عام فلا يجوز التمني بحال من



الأحوال لكن إذا
نزل به الضر وسئم الحياة قال هذه المقالة التي ارشد إليها الشارع صلى الله
عليه وسلم والخشية على دينه لفساد الزمان هي من جملة ما يصدق عليه أنه ضر
بل الضر العائد إلى الدين أشد عند المؤمن من الضر العائد إلى البدن أو
العائد إلى الدنيا فالحاصل أنه ليس لأحد أن يتمنى الموت لشيء من الأشياء
كائنا ما كان بل يعدل عن ذلك إلى هذا الدعاء الذي جاء عن الشارع صلى الله
عليه وسلم ما يقول إذا عاد مريضا وإذا عاد مريضا قال لا بأس طهور إن شاء
الله مرتين بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقيمنا خ م بإذن الله خ
الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة
رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض بسم الله الخ
وفي لفظ للبخاري بإذن ربنا وفي لفظ آخر له بإذن الله وأخرجه أيضا أبو داود
والنسائي وابن ماجه وأما قوله لا بأس طهور إن شاء الله مرتين فهو ثابت في
البخاري والنسائي لكن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده فقال لا بأس طهور إن شاء الله وكان إذا
دخل على من يعود قال لا بأس طهور إن شاء الله تعالى وقد قدمنا الكلام على
قوله تربة أرضنا ويمسح بيده اليمنى ويقول اللهم أذهب الباس رب الناس اشفه
وأنت الشافي ولا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما خ م الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها
قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعود بعض أهله ويمسح بيده اليمنى ويقول
اللهم أذهب الباس الخ ولهما في رواية أخرى من حديثها أمسح الباس رب الناس
بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت



وأخرجه أيضا النسائي من حديثها وفي
لفظ لهما من حديثها كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت قرحة أو جرح
قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا ووضع سفيان بن عيينة الراوي
سبابته على الأرض ثم رفعها وقال بسم الله تربة أرضنا إلى آخر ما في الحديث
الذي تقدم قبل هذا وفي البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله
عليه وسلم كان يقول اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافي شفاء إلى
آخر ما في حديث عائشة رضي الله عنها قوله شفاء منصوب على المصدر بفعل مقدر
أي اشف شفاء والشافي اسم فاعل وليس بعلم قوله لا يغادر سقما أي لا يترك
سقما قد تقدم بيان هذا بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو
عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت قال نعم قال بسم الله أرقيك الخ وأخرجه
أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه قوله أرقيك بفتح الهمزة أي أعوذك من كل
شيء يؤذيك من أنواع المرض قوله ومن شر كل نفس النفس العين والتكرار في
قوله بسم الله أرقيك للتأكيد لما سبق قوله يشفيك يجوز أن يكون بفتح حرف
المضارعة ويجوز أن يكون بضمه من أشفاه بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل
داء فيك ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد مس مص ثلاث مرات مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءني النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ألا أرقيك رقية رقاني بها جبريل فقلت بأبي أنت وأمي فقال
بسم الله الخ وفي آخره فرقى بها ثلاث مرات وأخرجه أيضا من حديثه ابن ماجه
وصححه السيوطي قوله منشر النفاثات في العقد هن السواحر اللاتي ينفثن في
عقدهن إذا سحرن ورقين



اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك إلى
جنازة د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل الله اشف عبدك الخ هذا لفظ أبي
داود وصححه بن حبان وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط
مسلم قوله ينكأ لك بفتح حرف المضارعة وآخره همزة يقال نكأت في العدو أنكأ
نكاية فأنا ناكئ إذا أكثرت فيهم الجروح والقتل فوهنوا لذلك ويقال نكأت
القرحة أنكؤها إذا قشرتها قوله أو يمشي لك إلى جنازة أي يطلب ثوابك ويطيعك
بامتثال أمرك الذي من جملته المشي مع الجنازة والجنازة بفتح الجيم وكسرها
الميت وسريره الذي يحمل عليه وقيل بالكسر السرير وبالفتح الميت وقيل
بالعكس وهو الأشهر اللهم اشفه اللهم عافه مس تحب الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك والترمذي وابن حبان في صحيحه كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فارحمني وإن كان
متأخرا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف
قلت قال فأعاد عليه ما قال فضربه برجله فقال اللهم اشفه أو عافه الشاك
شعبة قال فما شكيت وجعي بعد هذا هذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح وصححه ابن
حبان وأخرجه أيضا من حديثه النسائي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
ولفظه اللهم اشفه اللهم عافه ولفظ النسائي اللهم اشفه اللهم اعفه وفي
الحديث معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان شفى الله سقمك وغفر
ذنبك وعافاك في دينك وجسمك إلى مدة أجلك مس



الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سلمان الفارسي رضي الله
عنه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عليل فقال يا سلمان شفى
الله سقمك الخ وفي الحديث الدعاء للسقيم بالشفاء لسقمه وغفران ذنبه
ومعافاته في دينه وجسمه إلى حضور أجله المحتوم ومن عاد مريضا لم يحضر أجله
فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه
الله من ذلك المرض د ت حب الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات الخ هذا
لفظ أبي داود قال الترمذي حديث حسن وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا النسائي
والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وفي لفظ للنسائي وابن حبان قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا جلس عند رأسه ثم قال فذكره
والحديث مقيد بعدم حضور الأجل فإذا كان قد حضر فكما قال الشاعر وإذا
المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع وهذا العدد من أسرار النبوة
فليس لأحد أن يطلب العلة لذلك أو يبحث عن السبب وهكذا كل عدد يرد عن
الشارع صلى الله عليه وسلم وأيما مسلم دعا بقوله لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين أربعين مرة فمات من مرضه ذلك أعطي أجر شهيد وإن برأ
برأ وقد غفر له جميع ذنوبه مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث سعد بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال في قوله تعالى لا



إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
الظالمين أيما مسلم دعا بها أربعين مرة الخ وفي الحديث فائدة جليلة ومكرمة
نبيلة هي أن هذا الدعاء ينزل المريض إذا مات من مرضه ذلك منازل الشهداء
وإن برأ غفر الله له جميع ذنوبه وغير مستبعد هذا فإنه قد تقدم ما يفيد أن
هذه الآية هي الاسم الأعظم وقد تقرر أن الحاكم في مستدركه لا يذكر إلا ما
هو صحيح على شرط الشيخين أو أحدهما ولهذا سماه المستدرك وقد تعقب عليه ما
تعقب ومن جملة من تعقبه الذهبي في بعض ما في المستدرك وقرر البعض منه ومن
قال في مرضه لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا إله إلا
الله وحده لا شريك له لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا إله إلا الله
ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم مات لم تطعمه النار ت حب الحديث أخرجه
الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من رواية الأغر أبي مسلم
قال أشهد على أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه
ربه وقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده قال
يقول الله لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له
قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله له
الملك وله الحمد قال الله لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا
إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الله لا إله إلا أنا ولا حول
ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار وهذا
لفظ الترمذي وقال حديث حسن وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه
والحاكم وصححه ورواه النسائي من حديث أبي هريرة وحده



باللفظ الذي
ذكره المصنف وزاد بعد قوله ولا حول ولا قوة إلا بالله يعقدهن خمسا بأصبعه
ثم قال من قالهن في يوم أو في ليلة أو في شهر ثم مات في ذلك اليوم أو في
تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفر له ذنبه قوله ثم مات لم تطعمه النار وجه
هذا أن هذه الكلمات قد اشتملت على التوحيد خمس مرات وقد ثبت في الأحاديث
الصحيحة أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وسيأتي أن من كان آخر
كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ووردت بهذا المعنى أحاديث كثيرة عن جماعة
من الصحابة في الصحيحين وغيرهما ما يقول المحتضر ويقول المحتضر لا إله إلا
الله إن للموت سكرات اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى خ م
الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة
رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت وهو
مسند إلى ظهره يقول اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى وأخرجه
أيضا الترمذي من حديثها قوله بالرفيق الأعلى هم الأنبياء والصديقون
والشهداء والصالحون المذكورون في قوله تعالى وحسن أولئك رفيقا وكما في
الحديث الآخر أنه صلى الله عليه وسلم جعل يقول مع الذين أنعم الله عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وقيل هم الملائكة المقربون كما
في قوله تعالى لا يسمعون إلى الملإ الأعلى يعني الملائكة وقال الجوهري
الرفيق الأعلى الجنة وقيل هو دعاء بأن يلحق بالله عز وجل كما يقال الله
رفيق بعباده من الرفق والرأفة فهو فعيل بمعنى فاعل اللهم أعنى على غمرات
الموت وسكرات الموت ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين
يديه ركوة أو علبة شك عمر فجعل يدخل يديه في الماء ويمسح بهما وجهه ويقول
لا إله إلا الله إن



للموت سكرات ثم جعل يقول في الرفيق الأعلى حتى
قبض ومالت يده هكذا أخرجه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه ولفظ
الترمذي اللهم أعني على غمرات الموت وسكرات الموت قوله اللهم أعني على
غمرات الموت هي جمع غمرة وهي الشدة والمعنى أعني على شدائد الموت ويلقنه
من حضر عنده لا إله إلا الله م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله وأخرجه أيضا من حديثه أبو
داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ولفظ أبي داود لقنوا موتاكم قول لا إله
إلا الله وقد ورد بهذا المعنى أحاديث عن جماعة من الصحابة قد ذكرناها في
شرحنا للمنتقي قوله ويلقنه من حضر لا إله إلا الله أي يذكره لا إله إلا
الله ليكون آخر كلامه وقد أجمع العلماء على مشروعية هذا التلقين من كان
آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة د الحديث أخرجه أبو داود كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كان الخ وفي إسناده صالح بن أبي عريب قال ابن
القطان لا يعرف وتعقب بأنه قد ذكره ابن حبان في الثقات وأخرج هذا الحديث
من حديثه أيضا أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد ووردت أحاديث بمعناه وقد
ذكرناها في شرحنا للمنتقي من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل
الشهداء وإن مات على فراشه م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله
الشهادة الخ وأخرجه أبو داود



والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديثه
والحديث يدل على مشروعية سؤال العبد ربه أن يكتب له الشهادة فإن كتبها له
فيها ونعمت وإن لم يكتبها له نال منازل الشهداء وبلغه الله إليها وأعطاه
مثل ما أعطاهم وإذا غمضه دعا لنفسه بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما يقول
اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة
يؤمنون على ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله
أعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت ذلك فأعقبني من هو خير لي منه محمد صلى
الله عليه وسلم وأخرجه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه اللهم
اغفر لفلان وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا
وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه م الحديث أخرجه مسلم كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه فقال إن الروح
إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير
فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع
درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب
العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود
والنسائي وابن ماجه وقد ذكرنا هذا الحديث عند ذكر المصنف لأوقات الإجابة
قوله في الغابرين بالغين المعجمة أي الباقين وقد تأتى بمعنى الماضين في
غير هذا الموضع وليقرأ عليه يس س د ت



الحديث أخرجه أبو داود
والنسائي والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل بن يسار أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله
ورسوله والدار الآخرة إلا غفر له اقرءوها على موتاكم وأخرجه أيضا من حديثه
ابن ماجه وأحمد وابن حبان والحاكم وصححاه وأعله ابن القطان بالاضطراب و
بالوقف وبجهالة حال الراوي أبي عثمان وابنه المذكورين في إسناده وقال
الدارقطني هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب حديث انتهى
والمراد بقوله اقرءوها على موتاكم على من حضره الموت كذا قال ابن حبان في
صحيحه ورده المحب الطبري وقال هو على ظاهره وهذا هو الصواب ولا وجه
لإخراجه عن معناه الحقيقي ويقول صاحب المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه
راجعون اللهم أوجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في
مصيبته وأخلفه خيرا منها قالت ولما توفى أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا الحديث بهذا اللفظ مفرد به مسلم وفيه دليل على أنه يشرع لمن له ميت أن
يقول هذا القول فإن ذلك يدفع عنه ما يجده من ثقل المصيبة ويوجب له تحصيل
بدل خير منها فينتفع بهذا الدعاء عاجلا وآجلا كما قال الله تعالى الذين
إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من
ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون



ما يقوله من مات له ولد وإذا مات ولد
العبد قال الله تعالى للملائكة قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول ماذا قال
عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنو لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت
الحمد ت حب الحديث أخرجه الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم قبضتم
ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي الخ هذا لفظ الترمذي وقال حسن
غريب وصححه ابن حبان قوله واسترجع أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون وأخرج
أحمد وابن ماجه من حديث الحسين بن على رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن قدم
عهدها فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم
أصيب وفي إسناده هشام بن يزيد وفيه ضعف عن أمه وهي لا تعرف ما يقال في
العزاء وفي العزاء يسلم ويقول إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده
بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال أرسلت ابنة النبي
صلى الله عليه وسلم إليه أن ابنا لها في الموت فأتنا فأرسل يقرئ السلام
ويقول إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب
فأرسلت تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن
كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي
ونفسه تقعقع كأنها شن وفاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذه قال هذا
رحمة جعلها الله في قلوب عباده فإنما يرحم الله من عباده الرحماء وأخرجه
أيضا من حديثه أبو داود



والنسائي وابن ماجه وفي الحديث تذكير أهل
المصيبة بأن ذلك الذي توفاه الله هو لله ومنه فليس لهم أن يريدوا غير ما
يريده ثم تذكيرهم بأن ذلك قضاه الله الذي لا يدفع وقدره الذي هو حتم في
رقاب العباد فلا مفر منه ولا مذهب عنه ثم أمرهم بالصبر والاحتساب فإن قال
بذلك تحصل له الأجر العظيم وتخف عنه صدمة المصيبة والله مع الصابرين كما
نطق به كتابه العزيز وكتب محمد صلى الله عليه وسلم إلى معاذ يعزيه في ابنه
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني
أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد فأعظم الله لك الأجر وألهمك
الصبر ورزقنا وإياك الشكر فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب
الله عز وجل الهنية وعواريه المستودعة يمتع بها إلى أجل معدود ويقبضها
بوقت معلوم ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى وكان ابنك من
مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة متعك به في غبطة وسرور وقبضه منك
بأجر كثير الصلاة والرحمة والهدى إن احتسبت واصبر ولا يحبطك جزعك أجرك
فتندم واعلم أن الجزع لا يرد شيئا ولا يدفع حزنا وما هو نازل فكأن قد
والسلام مس مر الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وابن مردويه وهو من الحديث
المكتوب إلى معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال أنه مات ابن له فكتب إليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعزيه بسم الله الرحمن الرحيم الخ قال الحاكم بعد
إخراجه غريب حسن وزاد الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب الأدعية فليذهب

أسفك
ما هو نازل لك فكأن قد والسلام وأخرج النسائي بإسناد حسن عن معاوية بن قرة
بن أياس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم فقد بعض أصحابه فسأل عنه
فقالوا يا رسول الله بنيه الذي رأيته هلك فعزاه عليه ثم قال يا فلان أيما
كان أحب إليك أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدا بابا من أبواب الجنة إلا
وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك قال يا رسول الله بل يسبقني إلى الجنة
فيفتحها لي هو أحب إلي قال فذلك لك قوله غبطة بكسر الغين المعجمة هي
النعمة والخير وحسن الحال قوله إن الجزع بفتح الجيم والزاي هو الحزن وهو
ضد الصبر قوله فكأن قد أي فكان قد وقع ما هو نازل وقد حصل فلا فائدة في
الجزع قال النووي في الأذكار
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى