رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
رب يسر
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت
رسل ربنا بالحق ومقال الصدق صلى الله عليهم أجمعين وعلى محمد خاتم النبيين
وعلى آله الكرام الطيبين الأخيار الطاهرين وبعد فاني تدبرت قراءة الأئمة
السبعة من أهل الأمصار الخمسة المعروفين بصحة النقل واتقان الحفظ
المأمونين على تأدية الرواية
سورة الفاتحة واللفظ فرأيت كلا منهم قد ذهب في اعراب ما انفرد
به من حرفه مذهبا من مذاهب العربية لا يدفع وقصد من القياس وجها لا يمنع
فوافق باللفظ والحكاية طريق النقل والرواية غير مؤثر للاختيار على واجب
الآثار وأنا بعون الله ذاكر في كتابي هذا ما احتج به أهل صناعة النحو لهم
في معاني اختلافهم وتارك ذكر اجتماعهم وائتلافهم معتمد فيه على ذكر
القراءة المشهورة ومنكب عن الروايات الشاذة المنكورة وقاصد قصد الابانة في
اقتصار من غير اطالة ولا اكثار محتذيا لمن تقدم في مقالهم مترجما عن
ألفاظهم واعتلالهم جامعا ذلك بلغظ بين جذل ومقال واضح سهل ليقرب على مريده
وليسهل على مستفيده والله الموفق للسداد والهادي الى سبيل الرشاد وهو حسبي
واليه معاد
ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب
قوله تعالى مالك يوم الدين يقرأ باثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها أن
الملك داخل تحت المالك والدليل له قوله تعالى قل اللهم مالك الملك والحجة
لمن طرحها أن الملك أخص من المالك وأمدح لأنه قد يكون المالك غير ملك ولا
يكون الملك الا مالكا
قرله تعالى الصراط تقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي فالحجة لمن قرأ بالسين
أنه جاء به على أصل الكلمة والحجة لمن قرأبالصاد أنه أبدلها من السين
لتؤاخي السين في الهمس والصفير وتؤاخي الطاء في الاطباق لأن السين مهموسة
والطاء مجهورة
سورة البقرة والحجة لمن أشم الزاي أنها تؤاخي السين في الصفير
وتؤاخي الطاء في الجهر
قوله تعالى عليهم يقرأ بكسر الهاء وضمها واسكان الميم وضمها والحاق واو
بعدها فالحجة لمن كسر الهاء أنها لما جاورت الياء كره الخروج من كسر الى
ضم لأن ذلك مما تستثقله العرب وتتجافاه في أسمائها والحجة لمن ضم الهاء
أنه أتى بها على أصل ما كانت عليه قبل دخول حرف الخفض عليها والحجة لمن ضم
الميم وألحقها الواو أنه جعل الواو علما للجمع كما كانت الألف علما
للتثنية والحجة لمن أسكنها وحذف الواو أن الواو لما وقعت طرفا وقبلها حركة
حذفها اذ لم يمكنه قلبها ونابت الميم عنها لأنها زائدة وليس قولك قاموا
كقولك عليهمو
الخلف في سورة البقرة
قوله تعالى فيه هدى يقرأ بالادغام والاظهار فالحجة لمن أدغم مماثلة
الحرفين لأن الادغام على وجهين مماثلة الحرفين ومقاربتهما فالمماثلة
كونهما من جنس واحد والمقاربة أن يتقاربا في المخرج كقرب القاف من الكاف
والميم من الباء واللام من النون وانما وجب الإدغام في ذلك لأن النطق
بالمتماثلين والمتقاربين ثقيل فخففوه بالادغام اذ لم يمكن حذف احد الحرفين
والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على أصل ما وجب له ووفاه حق لفظه لأن
الاظهار الأصل والادغام فرع عليه
فان كان الحرف الأول ساكنا لعله أو لعامل دخل عليه كان الادغام أولى من
الاظهار
سورة البقرة قوله تعالى الذين يؤمنون يقرأ بالهمز وتركه فيه
وفيما ضارعه فالحجة لمن همز أنه أتى بالكلمة على أصلها وكمال لفظها لأن
الهمزة حرف صحيح معدود في حروف المعجم والحجة لمن تركه أنه نحا التخفيف
فأدرج اللفظ وسهل ذلك عليه سكونها وبعد مخرجها وكان طرحها في ذلك لا يخل
بالكلام ولا يحيل المعنى فان كان سكونها علامة للجزم أو كان تركها أثقل من
الاتيان بها أثبتها لئلا تخرج من لغة الى أخرى كقوله تعالى أو ننسأها ان
تبد لكم تسؤكم وكقوله تؤوى اليك من تشاء
فان قيل فان تارك الهمز في يؤمنون يهمز الكأس والرأس والبأس فقل هذه أسماء
والاسم خفيف وتلك أفعال والفعل ثقيل فهمز لما استخف وحذف لما استثقل ومن
القراء من يهمز اذا أدرج ولا نهمز اذا وقف ويطرح حركة الهمزة على الساكن
قبلها أبدا فيقرأ اذا وقف موليا وأصحاب المشأمة ومنهن جزا لأن هذه الأحرف
في السواد كذلك فأما قرله هزوا وكفوا فبالواو لأنها ثابتة في السواد
ومنهم أيضا من يحذف الهمزات ساكنها أو متحركها وينقل الحركة الى الساكن
سورة البقرة قبلها فيقرأ قد أفلح فلن يقبل من أحدهم والحجة له
في ذلك أن الهمزة المتحركة أثقل من الساكنة فاذا طرحت الساكنة طلبا
للتخفيف كانت المتحركة بالطرح أولى
قوله تعالى بما أنزل اليك تقرأبمد الألف وقصرها فالحجة لمن مد أن الألف
خفيفة والهمزة كذلك فقواها بالمد ليصح في اللفظ وهذا مد حرف لحرف والحجة
لمن قصر أنه أتى بالكلام على أصله لأن الحرفين من كلمتين فكأن الوقف منوي
عند تمام الحرف
وقياس هذا الباب قياس الادغام في الحرفين المثلين اذا أتيا في كلمتين كنت
في ادغام الأول بالخيار واظهاره واذا كانا في كلمة واحدة وجب الادغام
كقوله وهي تمر مر السحاب وكذلك الممدود اذا كان في كلمتين كنت مخيرا واذا
كان في كلمة وجب مده كقوله من السماء ماء
والحروف اللواتي يقع بهن المد ثلاثة واو وياء وألف لكون ما قبلهن منهن
قالوا وكقوله قالوا إنا معكم والياء كقوله وفي آذانهم وقرا والألف كقوله
انما أنت منذر
قوله تعالى أأنذرتهم يقرأ وما شاكله من الهمزتين المتفقتين بتحقيق الأولى
سورة البقرة وتعويض مدة من الثانية وبتحقيقهما متواليتين
وبهمزتين بينهما مدة فالحجة لمن قرأبالهمز والتعويض أنه كره الجمع بين
همزتين متواليتين فخفف الثانية وعوض منها مدة كما قالوا آدم وآزر وان
تفاضلوا في المد على قدر أصولهم ومن حققهما فالحجة له أنه أتى بالكلام
محققا على واجبه لأن الهمزة الأولى ألف التسوية بلفظ الأستفهام والثانية
ألف القطع وكل واحدة منهما داخلة لمعنى والحجة لمن حققهما وفصل بمدة
بينهما أنه استجفى الجمع بينهما ففصل بالمدة لأنه كره تليين إحداهما فصحح
اللفظ بينهما وكل ذلك من فصيح كلام العرب
قوله تعالى وعلى أبصارهم تقرأ بالامالة والتفخيم وكذلك ما شاكله مما كانت
الراء مكسورة في آخره فالحجة لمن أماله أن للعرب في امالة ما كانت الراء
في آخره مكسورة رغبة ليست في غيرها من الحروف للتكرير الذي فيها فلما كانت
الكسرة للخفض في آخر الاسم والألف قبلها مستعلية أمال ما قبل الألف لتسهل
له الامالة ويكون اللفظ من وجه واحد والحجة لمن فخم أنه أتى بالكلام على
أصله ووجهه الذي كان له لأن الأصل التفخيم والامالة فرع عليه
سورة البقرة
فان قيل فيلزم من أمال النار أن يميل الجار فقل لما كثر دور النار في
القرآن أمالوها ولما قل دور الجار في القرآن أبقوه على أصله
قوله قوله تعالى غشاوة ولهم يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه استأنف
الكلام مبتدئا ونوى به التقديم بالخير التأخير فكأنه قال وغشاوة على
أبصارهم والحجة لمن نصب أنه أضمر مع الواو فعلا عطفه على قوله ختم الله
على قلوبهم وجعل على أبصارهم غشاوة واضمار الفعل اذا كان عليه دليل كثير
مستعمل في كلام العرب ومنه قول الشاعر ... ورأيت زوجك في الوغى ... متقلدا
سيفا ورمحا ...
يريد وحاملا رمحا
قوله تعالى من يقول يقرأ مدغما بغنه وبغير غنة لأن النون والتنوين يدغمان
عند ستة أحرف يجمعها قولك يرملون ويظهر ان عند ستة أحرف وهن الهمزة الهاء
والعين والحاء والغين والخاء ويخفيان عند سائر الحروف فالنون الساكنة
والتنوين يدغمان في اللام والراء بغير غنة وفي الواو كذلك في قراءة حمزة
ويدغمان في الميم والنون بغنة لا غير فالحجة لمن أدغم في اللام والراء
والياء والواو بغير غنة أن اللام والراء حرفان شديدان والغنة من الأنف
فبعدت منهما والياء والواو رخوتان فجرتا مع النون والتنوين في غنة
الخياشيم
واتفقوا على ادغام النون والتنوين عند الميم بغنة لا غير لمشاركة الميم
لهما في الخروج
سورة البقرة من الخياشيم واستدلوا على ذلك بأن المتكلم بالميم
والنون الساكنة لو أمسك بأنفه لأخل ذلك بلفظهما
قوله تعالى وما يخادعون يقرأبضم الياء واثبات الألف وبفتح الياء وطرح
الألف فالحجة لمن أثبتها أنه عطف لفظ الثاني على لفظ الأول ليشاكل بين
اللفظين والحجة لمن طرحها أن فاعل لا يأتي في الكلام الا من فاعلين
يتساويان في الفعل كقولك قاتلت فلانا وضاربته والمعنى بينهما قريب ألا ترى
الى قوله تعالى قاتلهم الله أي قتلهم فكذلك يخادعون بمعنى يخدعون
قوله تعالى فزادهم الله مرضا يقرأ بالأمالة والتفخيم وكذلك ما شاكله كقوله
شاء وخاف وجاء وضاق فالحجة لمن أمال كسر أوائل هذه الأفعال اذا أخبر بها
المخبر عن نفسه فقال زدت وخفت وما أشبه ذلك والحجة لمن فخم أنه أتى باللفظ
على أصل ما يجب للأفعال الثلاثية من فتح أوائلها اذا سمي فاعلوها
فان زدت في أوائل هذه الأفعال حرفا من حروف المضارعة اتفقوا على التفخيم
كقوله تعالى أزاغ الله قلوبهم فأجاءها المخاض
وقد أمال بعض القراء من هذه الأفعال بعضا وفخم بعضا والحجة له في ذلك أنه
اتى باللغتين ليعلم أن القارئ بهما غير خارج عن ألفاظ العرب
قوله تعالى بما كانوا يكذبون يقرأبالتشديد بالذال وبضم الياء وبفتح الياء
وتخفيف الذال فالحجة لمن شدد أن ذلك تردد منهم الى النبي صلى الله عليه و
سلم مرة بعد أخرى فيما جاء به والحجة لمن خفف أنه أراد بما كانوا يكذبون
عليك بأنك
سورة البقرة ساحر وأنك مجنون فأضمر حرف الجر لأن كذب بالتشديد
يتعدى بلفظه وكذب بالتخفيف لا يتعدى الا بحرف جر ومعنى القراءتين قريب لأن
من كذب بما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم فقد كذب
قوله تعالى واذا قيل لهم يقرأوما شاكله من الافعال بالكسر وباشمام أوله
الضم فالحجة لمن كسر أوله أنه استثقل الكسر على الواو التي كانت عين الفعل
في الأصل فنقلها الى فاء الفعل بعد أن أزال حركة الفاء فانقلبت الواو ياء
لانكسار ما قبلها كما قالوا ميزان وميعاد ومن ضم فالحجة له أنه بقى على
فعل ما لم يسم فاعله دليلا في الضم لئلا يزول بناؤه وقد قرأبعض القراء ذلك
بكسر بعض وضم بعض فالحجة له في ذلك ما قدمناه من اتيانه باللغتين معا
قوله تعالى السفهاء ألا يقرأ بتحقيق الهمزتين وتحقيق الأولى وتخفيف
الثانية تليينا فالحجة لمن حقق اتيانا باللفظ على واجبه ووفاه حقه والحجة
لمن حقق الأولى ولين الثانية انه نحا التخفيف وأزال عن نفسه لغة الثقل
فهذا معنى القراءة في الهمزتين المختلفتين
فأما المتفقتان فهم فيهما مختلفون فمنهم من يحول الأولى في المكسورة ياء
والمضمومة واوا ويترك الأولى في المفتوحة ويحقق الثانية ومنهم من يحقق
الهمزتين معا فالحجة لهم في ذلك أن العرب تتسع في الهمزة ما لا تتسع في
غيره فتحقق وتلين
سورة البقرة وتبدل وتطرح فهذه أربعة أوجه وورد القرآن بجميعها
ومنه قراءة الصابيون والخاطيون والحجة له تأتي في موضعه ان شاء الله تعالى
قوله تعالى في طغيانهم يقرأ بالامالة والتفخيم وبينهما فالحجة لمن أمال أن
النون مكسورة للخفض فقربت الياء منهما ليكون اللفظ من وجه واحد وسهل ذلك
عليه لأن الطغيان ها هنا مصدر كالطغوى في قوله تعالى بطغواها فلما اتفقا
في المعنى ساوى بينهما في الامالة والحجة لمن فتح أنه أتى بالكلام على أصل
ما بني عليه والحجة لمن قرأبين ذلك أنه عدل بين اللغتين فأخذ بأحسن
اللفظين فأما امالة الكسائي رحمه الله قوله تعالى في آذانهم من الصواعق
فان كان أماله سماعا من العرب فالسؤال عنه ويل وان كان أماله قياسا فقد
وهم لأن ألف الجمع في أمثال هذا لا تمال ويلزمه على قياسه أن يميل قوله
أنبئهم بأسمائهم ويطاف عليهم بآنية وامالة هذا محال
فان قيل فقد أمال غيره قد نبأنا الله من أخباركم فقل قد عرفناك رغبة العرب
سورة البقرة في امالة ذوات الراء حتى أمالوا برى وترا وكذلك فرق
أبو عمرو بين ذوات الراء وبين غيرها واللفظ بهما واحد فقرأ من أصوافها
بالتفخيم وأوبارها وأشعارها بالامالة
قوله تعالى بالهدى فما ربحت تجارتهم يقرأبالامالة والتفخيم وبينهما وكذلك
ما ضارعه من ذوات الياء اسما كان أو فعلا فمن فخم فالحجة له أنه أتى
بالكلام على أصل ما وضع له والحجة لمن أمال أنه قرب الحرف المستعلى من
الياء ليعمل لسانه بالنطق موضع واحد والحجة لمن قرأ بين بين أنه ساوى بين
اللفظين فأما حمزة فأمال ذوات الياء وفخم ذوات الواو ليفرق بين المعنيين
قوله تعالى مشوا فيه قرأابن كثير باشباع كسرة الهاء ووصلها بالياء وكذلك
كل هاء قبلها فان كان قبل الهاء حرف مفتوح أو ساكن ضم الهاء ووصلها بواو
نحو فقد رهو فلما كشفنا عنه ضرهو والحجة له في ذلك أن الهاء حرف خفي فقواه
بحركته وحرف من جنس الحركة وقرأ الباقون باشارة الى الضم والكسر من غير
اثبات حرف بعد الهاء والحجة لهم في ذلك أنهم كرهوا أن يجمعوا بين حرفين
ساكنين ليس بينهما حاجز الا الهاء وهي حرف خفي فأسقطوه
سورة البقرة وبقوا الهاء على حركتها وأصل حركتها الضم وانما
يكسر اذا جاوز بها الهاء وربما تركت على ضمها وقبلها الياء
قوله تعالى ان الله على كل شيء قدير قرأه حمزة باشباع فتح الشين ووقفة على
الياء قبل الهمزة وكذلك يفعل بكل حرف سكن قبل الهمزة والحجة له في ذلك أنه
أراد صحة اللفظ بالهمزة وتحقيقها على أصلها فجعلها كالمبتدأ وسهل ذلك عليه
أنها في حرف عبد الله مكتوبة في السواد شاىء بألف
وقرأه الباقون وما شاكله مدرجا على لفظه بالهمز من غير وقفة ولا سكتة
والحجة لهم في ذلك أنه لا يوقف على بعض الاسم دون الاتيان على آخره ولذلك
صار الاعراب في آخر الاسم دون أوله وأوسطه لأنه تمامه وانتهاؤه
قوله تعالى من السماء ماء وقوله الا دعاء ونداء وما أشبه ذلك من الممدود
المنصوب المنون يقرأعند الوقف عليه باثبات الألف عوضا من التنوين وبالمد
على الأصل وبالقصر وطرح الألف فالحجة لمن مد وأثبت الألف أن الأصل في
الاسم ثلاث الفات فالأصل في ماء موه فقلبت من الواو ألفا لتحركها وانفتاح
ما قبلها فصار ماه ثم قلبوا من الهاء الفا لأنها أجلد منها وأحمل للحركة
فصار فيه ألفان والثالثة العوض من التنوين عند الوقف على المنصوب والدليل
على أن الأصل في ماء ما ذكرناه جمعه على أمواه ودعاء نداء فيهما ألفان
مجهولتان وألفان أصليتان وألفان عوض من التنوين فوفى اللفظ حقه من النطق
والحجة لمن قصر وطرح الألف أن يقول الوقف يزيل الحركة في الرفع والخفض
فاذا زالت الحركة في الرفع والخفض سقط التنوين لأنه تابع لها فجعل النصب
قياسا على الرفع والخفض ويستدل على ذلك أنها مكتوبة في السواد بألف واحد
سورة البقرة
قوله تعالى والله محيط بالكافرين يقرأ بامالة الكافرين وبتفخيمها في موضع
النصب والجر فالحجة لمن أمال أنه لما اجتمع في الكلمة أربع كسرات كسرة
الفاء والراء والياء والراء يقوم مقام كسرتين جذبن الألف لسكونها بقوتهن
فأملنها
فان قيل فيلزم على هذا الأصل أن يميل الشاكرين و الجبارين فقل لا يلزمه
ذلك لثلاث علل احداهن الادغام الذي فيهما وهو فرع والامالة فرع ولا يجمع
بين فرعين في اسم والأخرى أن هذين الاسمين قليلا الدور في القرآن ولم
يكثرا ككثرة الكافرين فترك امالتهما والثالثة أن الشين والجيم والياء
يخرجن من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك فلما كانتا مجاورتين للياء كرهوا
الامالة فيهما كما كرهوا في الياء
قوله تعالى فأحياكم يقرأ بالامالة والتفخيم على ما قدمنا القول في ذلك
وانما ذكرت هذا الحرف لأن حمزة يميل أمثاله اذا كانت قبله الواو ولا يميله
مع الفاء والحجة له في ذلك أنه فرق بين المتصل والمنفصل لخفة أحدهما وثقل
الآخر وعلته في ذلك أن الثقل واقع في اللفظ لا في الحظ واللفظ بهذين
الحرفين واحد فمن استعمل وجها مع أحدهما لزمه استعماله مع الآخر أيضا
قوله تعالى وهو بكل شيء عليم يقرأ باسكان الهاء مع الواو والفاء وثم
واللام وبحركتها بالضم فالحجة لمن اسكن أنه لما اتصلت هذه الهاء بهذه
الحروف أسكنت تخفيفا كما أسكنت لام الأمر في قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا
والحجة لمن ضم أنه أتى بلفظ الاسم على أصله قبل دخوله هذه الحروف عليه
سورة البقرة
وقد فرق بعض القراء بين هذه الحروف فأسكن مع ما لا يوقف عليه منها وحرك ما
يوقف عليه والحجة له في ذلك أن الحرف اذا اتصل بالاسم اتصالا لا يمكن
الوقف عليه دونه ثقل فخفف بالاسكان واذا قام بنفسه قياما يمكن الوقوف عليه
كان الاسم بعده كالمبتدأ فلم يمكن اسكانه
قوله تعالى اني أعلم ما لا تعلمون يقرأ بتحريك الياء واسكانها فالحجة لمن
فتحها أنها ها هنا كالهاء والكاف في قولك إنه وانك وهي اسم مكنى والمكنى
مبنى على حركة ما فكان الفتح أولى بها لأنها جاءت بعد الكسر والحجة لمن
أسكن أن يقول الحركة على الياء ثقيلة وأصل البناء السكون فأسكنتها تخفيفا
والقراء يختلفون في هذه الياء وما شاكلها من ياءات الاضافة عند استقبال
الهمزة فمنهم من يفتحها مع المفتوحة ويسكنها مع المضمومة والمكسورة
استثقالا للحركة معهما ومنهم من يسكنها مع المضمومة ويفتحها مع ما سواها
لأن الضمة أثقل الحركات فخفف الكلمة بالسكون لأنه أخف من الحركة ومنهم من
يحذفها أصلا ويجتزي بالحركة منها
فان اتصلت بحرف واحد فالوجه فتحها لئلا تسقط لالتقاء الساكنين فتبقى
الكلمة على حرف واحد واسكانها جائز
وللعرب في ياءات الاضافة أربعة أوجه فتحها على الأصل واسكانها تخفيفا
وإثبات الألف بعدها تليينا للحركة وحذفها اختصارا
قوله تعالى فأزلهما يقرأباثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد فالحجة
لمن أثبت الألف أن يجعله من الزوال والانتقال عن الجنة والحجة لمن طرحها
أن يجعله من الزلل وأصله فأزللهما فنقلت فتحة اللام الى الزاي فسكنت اللام
فأدغمت للمماثلة
سورة البقرة
قوله تعالى أنبئهم قرأه ابن عامر بطرح الهمزة واثبات الباء وكسر الهاء فان
كان جعله من أنبى ينبى غير مهموز فهو لحن وان كان خفف الهمزة وجعلها ياء
وهو يريدها كان وجها
قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات تقرأ برفع آدم ونصب الكلمات وبنصب آدم
ورفع الكلمات فالحجة لمن رفع آدم أن الله تعالى لما علم آدم الكلمات فأمره
بهن تلقاهن بالقبول عنه والحجة لمن نصب آدم أن يقول ما تلقاك فقد تلقيته
وما نالك فقد نلته وهذا يسميه النحويون المشاركة في الفعل
قوله تعالى فمن تبع هداي رواه ورش عن نافع باسكان الياء وما شاكل ذلك من
الياءات فجمع بين ساكنين لأن الألف قبل الياء كالمتحركة للمد الذي قبلها
ولذلك قرأ أبو عمرو واللاي يئسن باسكان الياء والإختيار ما عليه القراء من
فتحها
فأما قوله تعالى علي وإلي و لدي فلا يجوز في يائهن الا الفتح لالتقاء
الساكنين
وأمال الكسائي هداي وفتحه الباقون فالحجة لمن أمال أنها من ذوات الياء
لتثنيتهم أياها هديان كما تقول فتيان والحجة لمن فخم أنها وان كانت في
سورة البقرة الاصل من ذوات الياء فقد انقلبت الياء فيها
بالاضافة الى لفظ الألف فاستعمال اللفظ أولى من الرجوع الى الأصل
قوله تعالى يا بني اسرائيل كان ابن كثير يمد اسرائيل أكثر من مد بني
والحجة له في ذلك أن مد بني لأجل استقبال الهمزة فهي مد حرف لحرف والمد في
اسرائيل من أصل بنية الكلمة لا لأجل غيرها وسوى الباقون بين مدتيهما
لأنهما في اللفظ بهما سيان
قوله تعالى ولا تقبل منهما شفاعة تقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ
بالتاء أنه دل بها على تأنيث الشفاعة
ولمن قرأبالياء ثلاث حجج أولاهن أنه لما فصل بين الفعل والاسم بفاصل جعله
عوضا من تأنيث الفعل والثانية أن تأنيث الشفاعة لا حقيقة له ولا معنى تحته
فتأنيثه وتذكيره سيان والثالثة قول ابن مسعود اذا اختلفتم في التاء والياء
فاجعلوه بالياء
قوله تعالى واذ وعدنا ها هنا وفي الأعراف وطه يقرأن باثبات ألف
سورة البقرة بين الواو والعين وبطرحها فالحجة لمن أثبت الالف أن
الله تعالى وعد موسى عليه السلام وعدا فقبله فصار شريكا فيه فجاء الفعل ب
فاعلت لأنه بنية فعل الاثنين فاذا جاء للواحد فهو قليل والحجة لمن طرح
الألف أن يقول الله هو المنفرد بالوعد والوعيد وانما تكون المواعدة بين
المخلوقين فلما انفرد الله تعالى بذلك كان فعلت فيه أولى من فاعلت
قوله تعالى ثم اتخذتم تقرأبالاظهار والادغام فالحجة لمن أظهر أنه أتى
بالكلمة على أصلها واغتنم الثواب على كل حرف منها والحجة لمن أدغم أن
الظاء والثاء والذال مخرجهن من طرف اللسان وأطراف الثنايا العلى فوجب
الادغام لمقاربة المخرج والمجانسة
فان قيل فيلزم من أدغم اتخذتم أن يدغم لبثتم فقل ان مدغم اتخذتم ومظهر
لبثتم أتى باللغتين معا ليعلم من قرأبهما أنه غير خارج عن الصواب
قوله تعالى الى بارئكم رواه اليزيدي عن أبي عمرو باسكان الهمزة فيه وفي
قوله يأمركم وينصركم ويلعنهم ويجمعكم وأسلحتكم يسكن ذلك كله كراهية لتوالي
الحركات واستشهد على ذلك بقول امرئ القيس
سورة البقرة ... فاليوم أشرب غير مستحقب ... اثما من الله ولا
واغل ...
أراد أشرب فأسكن الباء تخفيفا
وحكى سيبويه عن هارون بارئكم باختلاس الهمزة والحركة فيما رواه اليزيدي
عنه بالاسكان لأن أبا عمرو كان يميل الى التخفيف فيرى من سمعه يختلس بسرعة
أنه أسكن
وقرأالباقون بالاشباع والحركة والحجة لهم أنهم أتوا بالكلمة على أصل ما
وجب لها
قوله تعالى أرنا الله جهرة وأرنا مناسكنا وما شاكله يقرأبكسر الراء
واسكانها فالحجة لمن كسر أنه يقول الأصل في هذا الفعل أراينا على وزن
أكرمنا فنقلت كسرة الهمزة الى الراء وحذفت الهمزة تخفيفا للكلمة وسقطت
الياء للأمر
ولمن أسكن الراء حجتان احداهما أنه أسكنها والأصل كسرها تخفيفا كما قالوا
في فخذ فخذ والثانية أنه بقى الراء على سكونها وحذف الهمزة بحركتها ولم
ينقلها
فأما ما روي عن أبي عمرو من امالة قوله فلما رأى القمر وما شاكله فغلط
سورة البقرة عليه لأن الامالة من أجل الياء فلما سقطت الياء
سقطت الامالة
فان قيل فيلزم على هذا أن لا يقف على المخفوض بالامالة لأن الكسرة قد زالت
بالوقف فقل من شرطه أن يشم الكسرة في الوقف فأمال الاشارة ليعلم أنه كذلك
يصل فان كانت هذه الرواية صحت فانما أراد أن يعلم أنه كذلك يقف وفي هذا
بعض الوهن ولكنه عذر له والمشهور عنه في ذلك الفتح
قوله تعالى يغفر لكم خطاياكم تقرأبالتاء والياء وضمهما وبالنون فالحجة لمن
قرأها بالتاء والياء ما قدمناه في قوله ولا تقبل منها شفاعة والضم دلالة
على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
ولمن قرأبالياء حجة رابعة وهي أن خطايا جمع وجمع مالا يعقل مشبه لجمع من
يعقل من النساء فكما ذكر الفعل في قوله وقال نسوة لتذكير لفظ الجمع فكذلك
يجوز التذكير في قوله يغفر لأنه فعل للخطايا ولفظها لفظ جمع
فان قيل لم اتفقت القراء على قوله خطاياكم ها هنا واختلفوا في الأعراف
وسورة نوح فقل لأن هذه كتبت بالألف في المصحف فأدى اللفظ ما تضمنه السواد
وتينك كتبتا بالتاء من غير ألف وهما في الحالين جمعان ل خطية فخطايا جمع
تكسير وخطيئات جمع سلامة وكان الأصل في خطايا خطايء على وزن فعائل فاستثقل
الجمع بين همزتين فقبلوا الثانية ياء لانكسار ما قبلها فصار خطائي فوجب
سقوط الياء لسكونها وسكون التنوين فكرهوا ذهاب الياء مع خفاء الهمزة
سورة البقرة فقلبوا من الكسرة فتحة ومن الياء ألفا فصار خطاءا
بثلاث ألفات فكرهوا الجمع من ثلاث صور فقلبوا من الألف الوسطى ياء فصار
خطايا
وأدغم أبو عمرو وحده الراء في اللام من يغفر لكم وما شاكله في القرآن وهو
ضعيف عند البصريين وقد روى عنه الاظهار والحجة له في ذلك أنه لما كانت
تدغم في الراء كقوله قل رب بل ران كانت الراء بهذه المثابة تدغم في اللام
قوله تعالى وضربت عليهم الذلة يقرأ بكسر الهاء والميم وبضمهما وبكسر الهاء
وضم الميم في كل موضع استقبلتهما فيه ألف ولام فالحجة لمن كسرهما أنه كسر
الهاء لمجاورة الياء وكسر الميم لالتقاء الساكنين والحجة لمن ضمهما أنه
لما ضم الهاء على أصل ما كانت عليه حرك الميم ايضا بالضم على الأصل لأنه
كان همو قبل دخول حرف الجر عليه والحجة لمن كسر الهاء مجاورة الياء وضم
الميم لأنه لم يجد بدا من حركتها فحركها بما قد كان في الأصل لها
فان قيل فلم وافق الكسائي حمزة ها هنا وخالفه في قوله أنعمت عليهم فقل لما
كانت الميم ساكنة كره الخروج من ياء الى ضمة فكسر الهاء لمجاورة الياء
هناك وبقى الميم على سكونها ولما لم يجد ها هنا بدا من حركة الميم لالتقاء
الساكنين فلو ترك الهاء على كسرها لمجاورة الياء لخرج من كسر الى ضم رد
الهاء الى أصلها وحرك الميم بالضم لالتقاء الساكنين
قوله تعالى ويقتلون النبيين يقرأبالهمز وتركه وكذلك النبوة والأنبياء
فالحجة لمن همز أنه أخذه من قوله أنبأبالحق اذا أخبر به ومنه أنبئوني
بأسماء هؤلاء والحجة لمن ترك من ثلاثة أوجه أولها أن الهمز مستثقل في
كلامهم والدليل عليه قوله صلى الله عليه و سلم لست نبيء الله كأنه كره
الهمز لأن قريشا
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت
رسل ربنا بالحق ومقال الصدق صلى الله عليهم أجمعين وعلى محمد خاتم النبيين
وعلى آله الكرام الطيبين الأخيار الطاهرين وبعد فاني تدبرت قراءة الأئمة
السبعة من أهل الأمصار الخمسة المعروفين بصحة النقل واتقان الحفظ
المأمونين على تأدية الرواية
سورة الفاتحة واللفظ فرأيت كلا منهم قد ذهب في اعراب ما انفرد
به من حرفه مذهبا من مذاهب العربية لا يدفع وقصد من القياس وجها لا يمنع
فوافق باللفظ والحكاية طريق النقل والرواية غير مؤثر للاختيار على واجب
الآثار وأنا بعون الله ذاكر في كتابي هذا ما احتج به أهل صناعة النحو لهم
في معاني اختلافهم وتارك ذكر اجتماعهم وائتلافهم معتمد فيه على ذكر
القراءة المشهورة ومنكب عن الروايات الشاذة المنكورة وقاصد قصد الابانة في
اقتصار من غير اطالة ولا اكثار محتذيا لمن تقدم في مقالهم مترجما عن
ألفاظهم واعتلالهم جامعا ذلك بلغظ بين جذل ومقال واضح سهل ليقرب على مريده
وليسهل على مستفيده والله الموفق للسداد والهادي الى سبيل الرشاد وهو حسبي
واليه معاد
ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب
قوله تعالى مالك يوم الدين يقرأ باثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها أن
الملك داخل تحت المالك والدليل له قوله تعالى قل اللهم مالك الملك والحجة
لمن طرحها أن الملك أخص من المالك وأمدح لأنه قد يكون المالك غير ملك ولا
يكون الملك الا مالكا
قرله تعالى الصراط تقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي فالحجة لمن قرأ بالسين
أنه جاء به على أصل الكلمة والحجة لمن قرأبالصاد أنه أبدلها من السين
لتؤاخي السين في الهمس والصفير وتؤاخي الطاء في الاطباق لأن السين مهموسة
والطاء مجهورة
سورة البقرة والحجة لمن أشم الزاي أنها تؤاخي السين في الصفير
وتؤاخي الطاء في الجهر
قوله تعالى عليهم يقرأ بكسر الهاء وضمها واسكان الميم وضمها والحاق واو
بعدها فالحجة لمن كسر الهاء أنها لما جاورت الياء كره الخروج من كسر الى
ضم لأن ذلك مما تستثقله العرب وتتجافاه في أسمائها والحجة لمن ضم الهاء
أنه أتى بها على أصل ما كانت عليه قبل دخول حرف الخفض عليها والحجة لمن ضم
الميم وألحقها الواو أنه جعل الواو علما للجمع كما كانت الألف علما
للتثنية والحجة لمن أسكنها وحذف الواو أن الواو لما وقعت طرفا وقبلها حركة
حذفها اذ لم يمكنه قلبها ونابت الميم عنها لأنها زائدة وليس قولك قاموا
كقولك عليهمو
الخلف في سورة البقرة
قوله تعالى فيه هدى يقرأ بالادغام والاظهار فالحجة لمن أدغم مماثلة
الحرفين لأن الادغام على وجهين مماثلة الحرفين ومقاربتهما فالمماثلة
كونهما من جنس واحد والمقاربة أن يتقاربا في المخرج كقرب القاف من الكاف
والميم من الباء واللام من النون وانما وجب الإدغام في ذلك لأن النطق
بالمتماثلين والمتقاربين ثقيل فخففوه بالادغام اذ لم يمكن حذف احد الحرفين
والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على أصل ما وجب له ووفاه حق لفظه لأن
الاظهار الأصل والادغام فرع عليه
فان كان الحرف الأول ساكنا لعله أو لعامل دخل عليه كان الادغام أولى من
الاظهار
سورة البقرة قوله تعالى الذين يؤمنون يقرأ بالهمز وتركه فيه
وفيما ضارعه فالحجة لمن همز أنه أتى بالكلمة على أصلها وكمال لفظها لأن
الهمزة حرف صحيح معدود في حروف المعجم والحجة لمن تركه أنه نحا التخفيف
فأدرج اللفظ وسهل ذلك عليه سكونها وبعد مخرجها وكان طرحها في ذلك لا يخل
بالكلام ولا يحيل المعنى فان كان سكونها علامة للجزم أو كان تركها أثقل من
الاتيان بها أثبتها لئلا تخرج من لغة الى أخرى كقوله تعالى أو ننسأها ان
تبد لكم تسؤكم وكقوله تؤوى اليك من تشاء
فان قيل فان تارك الهمز في يؤمنون يهمز الكأس والرأس والبأس فقل هذه أسماء
والاسم خفيف وتلك أفعال والفعل ثقيل فهمز لما استخف وحذف لما استثقل ومن
القراء من يهمز اذا أدرج ولا نهمز اذا وقف ويطرح حركة الهمزة على الساكن
قبلها أبدا فيقرأ اذا وقف موليا وأصحاب المشأمة ومنهن جزا لأن هذه الأحرف
في السواد كذلك فأما قرله هزوا وكفوا فبالواو لأنها ثابتة في السواد
ومنهم أيضا من يحذف الهمزات ساكنها أو متحركها وينقل الحركة الى الساكن
سورة البقرة قبلها فيقرأ قد أفلح فلن يقبل من أحدهم والحجة له
في ذلك أن الهمزة المتحركة أثقل من الساكنة فاذا طرحت الساكنة طلبا
للتخفيف كانت المتحركة بالطرح أولى
قوله تعالى بما أنزل اليك تقرأبمد الألف وقصرها فالحجة لمن مد أن الألف
خفيفة والهمزة كذلك فقواها بالمد ليصح في اللفظ وهذا مد حرف لحرف والحجة
لمن قصر أنه أتى بالكلام على أصله لأن الحرفين من كلمتين فكأن الوقف منوي
عند تمام الحرف
وقياس هذا الباب قياس الادغام في الحرفين المثلين اذا أتيا في كلمتين كنت
في ادغام الأول بالخيار واظهاره واذا كانا في كلمة واحدة وجب الادغام
كقوله وهي تمر مر السحاب وكذلك الممدود اذا كان في كلمتين كنت مخيرا واذا
كان في كلمة وجب مده كقوله من السماء ماء
والحروف اللواتي يقع بهن المد ثلاثة واو وياء وألف لكون ما قبلهن منهن
قالوا وكقوله قالوا إنا معكم والياء كقوله وفي آذانهم وقرا والألف كقوله
انما أنت منذر
قوله تعالى أأنذرتهم يقرأ وما شاكله من الهمزتين المتفقتين بتحقيق الأولى
سورة البقرة وتعويض مدة من الثانية وبتحقيقهما متواليتين
وبهمزتين بينهما مدة فالحجة لمن قرأبالهمز والتعويض أنه كره الجمع بين
همزتين متواليتين فخفف الثانية وعوض منها مدة كما قالوا آدم وآزر وان
تفاضلوا في المد على قدر أصولهم ومن حققهما فالحجة له أنه أتى بالكلام
محققا على واجبه لأن الهمزة الأولى ألف التسوية بلفظ الأستفهام والثانية
ألف القطع وكل واحدة منهما داخلة لمعنى والحجة لمن حققهما وفصل بمدة
بينهما أنه استجفى الجمع بينهما ففصل بالمدة لأنه كره تليين إحداهما فصحح
اللفظ بينهما وكل ذلك من فصيح كلام العرب
قوله تعالى وعلى أبصارهم تقرأ بالامالة والتفخيم وكذلك ما شاكله مما كانت
الراء مكسورة في آخره فالحجة لمن أماله أن للعرب في امالة ما كانت الراء
في آخره مكسورة رغبة ليست في غيرها من الحروف للتكرير الذي فيها فلما كانت
الكسرة للخفض في آخر الاسم والألف قبلها مستعلية أمال ما قبل الألف لتسهل
له الامالة ويكون اللفظ من وجه واحد والحجة لمن فخم أنه أتى بالكلام على
أصله ووجهه الذي كان له لأن الأصل التفخيم والامالة فرع عليه
سورة البقرة
فان قيل فيلزم من أمال النار أن يميل الجار فقل لما كثر دور النار في
القرآن أمالوها ولما قل دور الجار في القرآن أبقوه على أصله
قوله قوله تعالى غشاوة ولهم يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه استأنف
الكلام مبتدئا ونوى به التقديم بالخير التأخير فكأنه قال وغشاوة على
أبصارهم والحجة لمن نصب أنه أضمر مع الواو فعلا عطفه على قوله ختم الله
على قلوبهم وجعل على أبصارهم غشاوة واضمار الفعل اذا كان عليه دليل كثير
مستعمل في كلام العرب ومنه قول الشاعر ... ورأيت زوجك في الوغى ... متقلدا
سيفا ورمحا ...
يريد وحاملا رمحا
قوله تعالى من يقول يقرأ مدغما بغنه وبغير غنة لأن النون والتنوين يدغمان
عند ستة أحرف يجمعها قولك يرملون ويظهر ان عند ستة أحرف وهن الهمزة الهاء
والعين والحاء والغين والخاء ويخفيان عند سائر الحروف فالنون الساكنة
والتنوين يدغمان في اللام والراء بغير غنة وفي الواو كذلك في قراءة حمزة
ويدغمان في الميم والنون بغنة لا غير فالحجة لمن أدغم في اللام والراء
والياء والواو بغير غنة أن اللام والراء حرفان شديدان والغنة من الأنف
فبعدت منهما والياء والواو رخوتان فجرتا مع النون والتنوين في غنة
الخياشيم
واتفقوا على ادغام النون والتنوين عند الميم بغنة لا غير لمشاركة الميم
لهما في الخروج
سورة البقرة من الخياشيم واستدلوا على ذلك بأن المتكلم بالميم
والنون الساكنة لو أمسك بأنفه لأخل ذلك بلفظهما
قوله تعالى وما يخادعون يقرأبضم الياء واثبات الألف وبفتح الياء وطرح
الألف فالحجة لمن أثبتها أنه عطف لفظ الثاني على لفظ الأول ليشاكل بين
اللفظين والحجة لمن طرحها أن فاعل لا يأتي في الكلام الا من فاعلين
يتساويان في الفعل كقولك قاتلت فلانا وضاربته والمعنى بينهما قريب ألا ترى
الى قوله تعالى قاتلهم الله أي قتلهم فكذلك يخادعون بمعنى يخدعون
قوله تعالى فزادهم الله مرضا يقرأ بالأمالة والتفخيم وكذلك ما شاكله كقوله
شاء وخاف وجاء وضاق فالحجة لمن أمال كسر أوائل هذه الأفعال اذا أخبر بها
المخبر عن نفسه فقال زدت وخفت وما أشبه ذلك والحجة لمن فخم أنه أتى باللفظ
على أصل ما يجب للأفعال الثلاثية من فتح أوائلها اذا سمي فاعلوها
فان زدت في أوائل هذه الأفعال حرفا من حروف المضارعة اتفقوا على التفخيم
كقوله تعالى أزاغ الله قلوبهم فأجاءها المخاض
وقد أمال بعض القراء من هذه الأفعال بعضا وفخم بعضا والحجة له في ذلك أنه
اتى باللغتين ليعلم أن القارئ بهما غير خارج عن ألفاظ العرب
قوله تعالى بما كانوا يكذبون يقرأبالتشديد بالذال وبضم الياء وبفتح الياء
وتخفيف الذال فالحجة لمن شدد أن ذلك تردد منهم الى النبي صلى الله عليه و
سلم مرة بعد أخرى فيما جاء به والحجة لمن خفف أنه أراد بما كانوا يكذبون
عليك بأنك
سورة البقرة ساحر وأنك مجنون فأضمر حرف الجر لأن كذب بالتشديد
يتعدى بلفظه وكذب بالتخفيف لا يتعدى الا بحرف جر ومعنى القراءتين قريب لأن
من كذب بما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم فقد كذب
قوله تعالى واذا قيل لهم يقرأوما شاكله من الافعال بالكسر وباشمام أوله
الضم فالحجة لمن كسر أوله أنه استثقل الكسر على الواو التي كانت عين الفعل
في الأصل فنقلها الى فاء الفعل بعد أن أزال حركة الفاء فانقلبت الواو ياء
لانكسار ما قبلها كما قالوا ميزان وميعاد ومن ضم فالحجة له أنه بقى على
فعل ما لم يسم فاعله دليلا في الضم لئلا يزول بناؤه وقد قرأبعض القراء ذلك
بكسر بعض وضم بعض فالحجة له في ذلك ما قدمناه من اتيانه باللغتين معا
قوله تعالى السفهاء ألا يقرأ بتحقيق الهمزتين وتحقيق الأولى وتخفيف
الثانية تليينا فالحجة لمن حقق اتيانا باللفظ على واجبه ووفاه حقه والحجة
لمن حقق الأولى ولين الثانية انه نحا التخفيف وأزال عن نفسه لغة الثقل
فهذا معنى القراءة في الهمزتين المختلفتين
فأما المتفقتان فهم فيهما مختلفون فمنهم من يحول الأولى في المكسورة ياء
والمضمومة واوا ويترك الأولى في المفتوحة ويحقق الثانية ومنهم من يحقق
الهمزتين معا فالحجة لهم في ذلك أن العرب تتسع في الهمزة ما لا تتسع في
غيره فتحقق وتلين
سورة البقرة وتبدل وتطرح فهذه أربعة أوجه وورد القرآن بجميعها
ومنه قراءة الصابيون والخاطيون والحجة له تأتي في موضعه ان شاء الله تعالى
قوله تعالى في طغيانهم يقرأ بالامالة والتفخيم وبينهما فالحجة لمن أمال أن
النون مكسورة للخفض فقربت الياء منهما ليكون اللفظ من وجه واحد وسهل ذلك
عليه لأن الطغيان ها هنا مصدر كالطغوى في قوله تعالى بطغواها فلما اتفقا
في المعنى ساوى بينهما في الامالة والحجة لمن فتح أنه أتى بالكلام على أصل
ما بني عليه والحجة لمن قرأبين ذلك أنه عدل بين اللغتين فأخذ بأحسن
اللفظين فأما امالة الكسائي رحمه الله قوله تعالى في آذانهم من الصواعق
فان كان أماله سماعا من العرب فالسؤال عنه ويل وان كان أماله قياسا فقد
وهم لأن ألف الجمع في أمثال هذا لا تمال ويلزمه على قياسه أن يميل قوله
أنبئهم بأسمائهم ويطاف عليهم بآنية وامالة هذا محال
فان قيل فقد أمال غيره قد نبأنا الله من أخباركم فقل قد عرفناك رغبة العرب
سورة البقرة في امالة ذوات الراء حتى أمالوا برى وترا وكذلك فرق
أبو عمرو بين ذوات الراء وبين غيرها واللفظ بهما واحد فقرأ من أصوافها
بالتفخيم وأوبارها وأشعارها بالامالة
قوله تعالى بالهدى فما ربحت تجارتهم يقرأبالامالة والتفخيم وبينهما وكذلك
ما ضارعه من ذوات الياء اسما كان أو فعلا فمن فخم فالحجة له أنه أتى
بالكلام على أصل ما وضع له والحجة لمن أمال أنه قرب الحرف المستعلى من
الياء ليعمل لسانه بالنطق موضع واحد والحجة لمن قرأ بين بين أنه ساوى بين
اللفظين فأما حمزة فأمال ذوات الياء وفخم ذوات الواو ليفرق بين المعنيين
قوله تعالى مشوا فيه قرأابن كثير باشباع كسرة الهاء ووصلها بالياء وكذلك
كل هاء قبلها فان كان قبل الهاء حرف مفتوح أو ساكن ضم الهاء ووصلها بواو
نحو فقد رهو فلما كشفنا عنه ضرهو والحجة له في ذلك أن الهاء حرف خفي فقواه
بحركته وحرف من جنس الحركة وقرأ الباقون باشارة الى الضم والكسر من غير
اثبات حرف بعد الهاء والحجة لهم في ذلك أنهم كرهوا أن يجمعوا بين حرفين
ساكنين ليس بينهما حاجز الا الهاء وهي حرف خفي فأسقطوه
سورة البقرة وبقوا الهاء على حركتها وأصل حركتها الضم وانما
يكسر اذا جاوز بها الهاء وربما تركت على ضمها وقبلها الياء
قوله تعالى ان الله على كل شيء قدير قرأه حمزة باشباع فتح الشين ووقفة على
الياء قبل الهمزة وكذلك يفعل بكل حرف سكن قبل الهمزة والحجة له في ذلك أنه
أراد صحة اللفظ بالهمزة وتحقيقها على أصلها فجعلها كالمبتدأ وسهل ذلك عليه
أنها في حرف عبد الله مكتوبة في السواد شاىء بألف
وقرأه الباقون وما شاكله مدرجا على لفظه بالهمز من غير وقفة ولا سكتة
والحجة لهم في ذلك أنه لا يوقف على بعض الاسم دون الاتيان على آخره ولذلك
صار الاعراب في آخر الاسم دون أوله وأوسطه لأنه تمامه وانتهاؤه
قوله تعالى من السماء ماء وقوله الا دعاء ونداء وما أشبه ذلك من الممدود
المنصوب المنون يقرأعند الوقف عليه باثبات الألف عوضا من التنوين وبالمد
على الأصل وبالقصر وطرح الألف فالحجة لمن مد وأثبت الألف أن الأصل في
الاسم ثلاث الفات فالأصل في ماء موه فقلبت من الواو ألفا لتحركها وانفتاح
ما قبلها فصار ماه ثم قلبوا من الهاء الفا لأنها أجلد منها وأحمل للحركة
فصار فيه ألفان والثالثة العوض من التنوين عند الوقف على المنصوب والدليل
على أن الأصل في ماء ما ذكرناه جمعه على أمواه ودعاء نداء فيهما ألفان
مجهولتان وألفان أصليتان وألفان عوض من التنوين فوفى اللفظ حقه من النطق
والحجة لمن قصر وطرح الألف أن يقول الوقف يزيل الحركة في الرفع والخفض
فاذا زالت الحركة في الرفع والخفض سقط التنوين لأنه تابع لها فجعل النصب
قياسا على الرفع والخفض ويستدل على ذلك أنها مكتوبة في السواد بألف واحد
سورة البقرة
قوله تعالى والله محيط بالكافرين يقرأ بامالة الكافرين وبتفخيمها في موضع
النصب والجر فالحجة لمن أمال أنه لما اجتمع في الكلمة أربع كسرات كسرة
الفاء والراء والياء والراء يقوم مقام كسرتين جذبن الألف لسكونها بقوتهن
فأملنها
فان قيل فيلزم على هذا الأصل أن يميل الشاكرين و الجبارين فقل لا يلزمه
ذلك لثلاث علل احداهن الادغام الذي فيهما وهو فرع والامالة فرع ولا يجمع
بين فرعين في اسم والأخرى أن هذين الاسمين قليلا الدور في القرآن ولم
يكثرا ككثرة الكافرين فترك امالتهما والثالثة أن الشين والجيم والياء
يخرجن من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك فلما كانتا مجاورتين للياء كرهوا
الامالة فيهما كما كرهوا في الياء
قوله تعالى فأحياكم يقرأ بالامالة والتفخيم على ما قدمنا القول في ذلك
وانما ذكرت هذا الحرف لأن حمزة يميل أمثاله اذا كانت قبله الواو ولا يميله
مع الفاء والحجة له في ذلك أنه فرق بين المتصل والمنفصل لخفة أحدهما وثقل
الآخر وعلته في ذلك أن الثقل واقع في اللفظ لا في الحظ واللفظ بهذين
الحرفين واحد فمن استعمل وجها مع أحدهما لزمه استعماله مع الآخر أيضا
قوله تعالى وهو بكل شيء عليم يقرأ باسكان الهاء مع الواو والفاء وثم
واللام وبحركتها بالضم فالحجة لمن اسكن أنه لما اتصلت هذه الهاء بهذه
الحروف أسكنت تخفيفا كما أسكنت لام الأمر في قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا
والحجة لمن ضم أنه أتى بلفظ الاسم على أصله قبل دخوله هذه الحروف عليه
سورة البقرة
وقد فرق بعض القراء بين هذه الحروف فأسكن مع ما لا يوقف عليه منها وحرك ما
يوقف عليه والحجة له في ذلك أن الحرف اذا اتصل بالاسم اتصالا لا يمكن
الوقف عليه دونه ثقل فخفف بالاسكان واذا قام بنفسه قياما يمكن الوقوف عليه
كان الاسم بعده كالمبتدأ فلم يمكن اسكانه
قوله تعالى اني أعلم ما لا تعلمون يقرأ بتحريك الياء واسكانها فالحجة لمن
فتحها أنها ها هنا كالهاء والكاف في قولك إنه وانك وهي اسم مكنى والمكنى
مبنى على حركة ما فكان الفتح أولى بها لأنها جاءت بعد الكسر والحجة لمن
أسكن أن يقول الحركة على الياء ثقيلة وأصل البناء السكون فأسكنتها تخفيفا
والقراء يختلفون في هذه الياء وما شاكلها من ياءات الاضافة عند استقبال
الهمزة فمنهم من يفتحها مع المفتوحة ويسكنها مع المضمومة والمكسورة
استثقالا للحركة معهما ومنهم من يسكنها مع المضمومة ويفتحها مع ما سواها
لأن الضمة أثقل الحركات فخفف الكلمة بالسكون لأنه أخف من الحركة ومنهم من
يحذفها أصلا ويجتزي بالحركة منها
فان اتصلت بحرف واحد فالوجه فتحها لئلا تسقط لالتقاء الساكنين فتبقى
الكلمة على حرف واحد واسكانها جائز
وللعرب في ياءات الاضافة أربعة أوجه فتحها على الأصل واسكانها تخفيفا
وإثبات الألف بعدها تليينا للحركة وحذفها اختصارا
قوله تعالى فأزلهما يقرأباثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد فالحجة
لمن أثبت الألف أن يجعله من الزوال والانتقال عن الجنة والحجة لمن طرحها
أن يجعله من الزلل وأصله فأزللهما فنقلت فتحة اللام الى الزاي فسكنت اللام
فأدغمت للمماثلة
سورة البقرة
قوله تعالى أنبئهم قرأه ابن عامر بطرح الهمزة واثبات الباء وكسر الهاء فان
كان جعله من أنبى ينبى غير مهموز فهو لحن وان كان خفف الهمزة وجعلها ياء
وهو يريدها كان وجها
قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات تقرأ برفع آدم ونصب الكلمات وبنصب آدم
ورفع الكلمات فالحجة لمن رفع آدم أن الله تعالى لما علم آدم الكلمات فأمره
بهن تلقاهن بالقبول عنه والحجة لمن نصب آدم أن يقول ما تلقاك فقد تلقيته
وما نالك فقد نلته وهذا يسميه النحويون المشاركة في الفعل
قوله تعالى فمن تبع هداي رواه ورش عن نافع باسكان الياء وما شاكل ذلك من
الياءات فجمع بين ساكنين لأن الألف قبل الياء كالمتحركة للمد الذي قبلها
ولذلك قرأ أبو عمرو واللاي يئسن باسكان الياء والإختيار ما عليه القراء من
فتحها
فأما قوله تعالى علي وإلي و لدي فلا يجوز في يائهن الا الفتح لالتقاء
الساكنين
وأمال الكسائي هداي وفتحه الباقون فالحجة لمن أمال أنها من ذوات الياء
لتثنيتهم أياها هديان كما تقول فتيان والحجة لمن فخم أنها وان كانت في
سورة البقرة الاصل من ذوات الياء فقد انقلبت الياء فيها
بالاضافة الى لفظ الألف فاستعمال اللفظ أولى من الرجوع الى الأصل
قوله تعالى يا بني اسرائيل كان ابن كثير يمد اسرائيل أكثر من مد بني
والحجة له في ذلك أن مد بني لأجل استقبال الهمزة فهي مد حرف لحرف والمد في
اسرائيل من أصل بنية الكلمة لا لأجل غيرها وسوى الباقون بين مدتيهما
لأنهما في اللفظ بهما سيان
قوله تعالى ولا تقبل منهما شفاعة تقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ
بالتاء أنه دل بها على تأنيث الشفاعة
ولمن قرأبالياء ثلاث حجج أولاهن أنه لما فصل بين الفعل والاسم بفاصل جعله
عوضا من تأنيث الفعل والثانية أن تأنيث الشفاعة لا حقيقة له ولا معنى تحته
فتأنيثه وتذكيره سيان والثالثة قول ابن مسعود اذا اختلفتم في التاء والياء
فاجعلوه بالياء
قوله تعالى واذ وعدنا ها هنا وفي الأعراف وطه يقرأن باثبات ألف
سورة البقرة بين الواو والعين وبطرحها فالحجة لمن أثبت الالف أن
الله تعالى وعد موسى عليه السلام وعدا فقبله فصار شريكا فيه فجاء الفعل ب
فاعلت لأنه بنية فعل الاثنين فاذا جاء للواحد فهو قليل والحجة لمن طرح
الألف أن يقول الله هو المنفرد بالوعد والوعيد وانما تكون المواعدة بين
المخلوقين فلما انفرد الله تعالى بذلك كان فعلت فيه أولى من فاعلت
قوله تعالى ثم اتخذتم تقرأبالاظهار والادغام فالحجة لمن أظهر أنه أتى
بالكلمة على أصلها واغتنم الثواب على كل حرف منها والحجة لمن أدغم أن
الظاء والثاء والذال مخرجهن من طرف اللسان وأطراف الثنايا العلى فوجب
الادغام لمقاربة المخرج والمجانسة
فان قيل فيلزم من أدغم اتخذتم أن يدغم لبثتم فقل ان مدغم اتخذتم ومظهر
لبثتم أتى باللغتين معا ليعلم من قرأبهما أنه غير خارج عن الصواب
قوله تعالى الى بارئكم رواه اليزيدي عن أبي عمرو باسكان الهمزة فيه وفي
قوله يأمركم وينصركم ويلعنهم ويجمعكم وأسلحتكم يسكن ذلك كله كراهية لتوالي
الحركات واستشهد على ذلك بقول امرئ القيس
سورة البقرة ... فاليوم أشرب غير مستحقب ... اثما من الله ولا
واغل ...
أراد أشرب فأسكن الباء تخفيفا
وحكى سيبويه عن هارون بارئكم باختلاس الهمزة والحركة فيما رواه اليزيدي
عنه بالاسكان لأن أبا عمرو كان يميل الى التخفيف فيرى من سمعه يختلس بسرعة
أنه أسكن
وقرأالباقون بالاشباع والحركة والحجة لهم أنهم أتوا بالكلمة على أصل ما
وجب لها
قوله تعالى أرنا الله جهرة وأرنا مناسكنا وما شاكله يقرأبكسر الراء
واسكانها فالحجة لمن كسر أنه يقول الأصل في هذا الفعل أراينا على وزن
أكرمنا فنقلت كسرة الهمزة الى الراء وحذفت الهمزة تخفيفا للكلمة وسقطت
الياء للأمر
ولمن أسكن الراء حجتان احداهما أنه أسكنها والأصل كسرها تخفيفا كما قالوا
في فخذ فخذ والثانية أنه بقى الراء على سكونها وحذف الهمزة بحركتها ولم
ينقلها
فأما ما روي عن أبي عمرو من امالة قوله فلما رأى القمر وما شاكله فغلط
سورة البقرة عليه لأن الامالة من أجل الياء فلما سقطت الياء
سقطت الامالة
فان قيل فيلزم على هذا أن لا يقف على المخفوض بالامالة لأن الكسرة قد زالت
بالوقف فقل من شرطه أن يشم الكسرة في الوقف فأمال الاشارة ليعلم أنه كذلك
يصل فان كانت هذه الرواية صحت فانما أراد أن يعلم أنه كذلك يقف وفي هذا
بعض الوهن ولكنه عذر له والمشهور عنه في ذلك الفتح
قوله تعالى يغفر لكم خطاياكم تقرأبالتاء والياء وضمهما وبالنون فالحجة لمن
قرأها بالتاء والياء ما قدمناه في قوله ولا تقبل منها شفاعة والضم دلالة
على بناء الفعل لما لم يسم فاعله
ولمن قرأبالياء حجة رابعة وهي أن خطايا جمع وجمع مالا يعقل مشبه لجمع من
يعقل من النساء فكما ذكر الفعل في قوله وقال نسوة لتذكير لفظ الجمع فكذلك
يجوز التذكير في قوله يغفر لأنه فعل للخطايا ولفظها لفظ جمع
فان قيل لم اتفقت القراء على قوله خطاياكم ها هنا واختلفوا في الأعراف
وسورة نوح فقل لأن هذه كتبت بالألف في المصحف فأدى اللفظ ما تضمنه السواد
وتينك كتبتا بالتاء من غير ألف وهما في الحالين جمعان ل خطية فخطايا جمع
تكسير وخطيئات جمع سلامة وكان الأصل في خطايا خطايء على وزن فعائل فاستثقل
الجمع بين همزتين فقبلوا الثانية ياء لانكسار ما قبلها فصار خطائي فوجب
سقوط الياء لسكونها وسكون التنوين فكرهوا ذهاب الياء مع خفاء الهمزة
سورة البقرة فقلبوا من الكسرة فتحة ومن الياء ألفا فصار خطاءا
بثلاث ألفات فكرهوا الجمع من ثلاث صور فقلبوا من الألف الوسطى ياء فصار
خطايا
وأدغم أبو عمرو وحده الراء في اللام من يغفر لكم وما شاكله في القرآن وهو
ضعيف عند البصريين وقد روى عنه الاظهار والحجة له في ذلك أنه لما كانت
تدغم في الراء كقوله قل رب بل ران كانت الراء بهذه المثابة تدغم في اللام
قوله تعالى وضربت عليهم الذلة يقرأ بكسر الهاء والميم وبضمهما وبكسر الهاء
وضم الميم في كل موضع استقبلتهما فيه ألف ولام فالحجة لمن كسرهما أنه كسر
الهاء لمجاورة الياء وكسر الميم لالتقاء الساكنين والحجة لمن ضمهما أنه
لما ضم الهاء على أصل ما كانت عليه حرك الميم ايضا بالضم على الأصل لأنه
كان همو قبل دخول حرف الجر عليه والحجة لمن كسر الهاء مجاورة الياء وضم
الميم لأنه لم يجد بدا من حركتها فحركها بما قد كان في الأصل لها
فان قيل فلم وافق الكسائي حمزة ها هنا وخالفه في قوله أنعمت عليهم فقل لما
كانت الميم ساكنة كره الخروج من ياء الى ضمة فكسر الهاء لمجاورة الياء
هناك وبقى الميم على سكونها ولما لم يجد ها هنا بدا من حركة الميم لالتقاء
الساكنين فلو ترك الهاء على كسرها لمجاورة الياء لخرج من كسر الى ضم رد
الهاء الى أصلها وحرك الميم بالضم لالتقاء الساكنين
قوله تعالى ويقتلون النبيين يقرأبالهمز وتركه وكذلك النبوة والأنبياء
فالحجة لمن همز أنه أخذه من قوله أنبأبالحق اذا أخبر به ومنه أنبئوني
بأسماء هؤلاء والحجة لمن ترك من ثلاثة أوجه أولها أن الهمز مستثقل في
كلامهم والدليل عليه قوله صلى الله عليه و سلم لست نبيء الله كأنه كره
الهمز لأن قريشا
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة البقرة لا تهمز والثاني أنه مأخوذ من النبوة وهي ما ارتفع
من الأرض وعلا لأنه أخبر عن العالم العلوي وأتى به عن الله تعالى والثالث
أن العرب تدع الهمزة من النبي وهو من أنبأت ومن الخابية وهي من خبأت ومن
البرية وهي من برأ الله الخلق ومن الذرية وهي من ذرأهم ومن الروية وهي من
روأت في الأمر
قوله تعالى والصابئين يقرأوما شاكله بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه
مأخوذ من صبأ فلان اذا خرج من دين الى دين والحجة لمن لم يهمز أن يكون
أراد الهمز فلين وترك أو يكون أخذه من صبا يصبو اذا مال وبه سمى الصبي
صبيا لأن قلبه يميل الى كل لعب لفراغه
فان قيل فلم أجمع على همز الصابئين وترك الهمز في النبيين فقل لأن من ترك
الهمز في النبيين بقى خلفا وهو الياء ومن ترك الهمز في الصابئين لم يبق
خلفا لأنه كتب في المصحف بغير واو ولا ياء
قوله تعالى أتتخذنا هزوا يقرأ هزؤا وكفؤا بالضم والهمز وجزءا باسكان الزاي
والهمز والحجة في ذلك اتباع الخط لأن هزؤا وكفؤا في المصحف مكتوبان بالواو
وجزءا بغير واو فاتبعوا في القراءة تأدية الخط
وقرأحمزة ذلك كله مسكنا مخففا ووقف على هزوا وكفوا بالواو
سورة البقرة ووقف على جزءا بغير واو ليجتمع له بذلك الاشراك بين
الحروف اذ كان الجزء والهزء سيان ويتبع الخط في الوقف عليها
وفي جزءا أربع لغات جزؤ بالضم الهمز وجزء بالاسكان والهمز وجزو بالاسكان
والواو وجزؤ بضم الزاي والواو من غير همز وهو رديء لأنه ليس في كلامهم اسم
آخره واو قبلها حركة الا الربو وهذا شاذ فان كان أراد أن أصل الواو فيه
الهمز جاز وقرأ عاصم ذلك كله في رواية أبي بكر بالهمز والتثقيل ولم يلتفت
الى اختلاف صورهن في الخط لأن فيه ما قد أثبت في موضع وحذف من نظيره لغير
ما علة كقوله لأعذبنه أو لاأذبحنه كتب الأول بغير ألف والثاني بزيادة ألف
ولفظهما واحد فحمله على هذا
وروى عنه حفص جزءا ساكن الزاي مهموزا وهزوا وكفوا بالواو من غير همز
اتباعا للسواد
قوله تعالى من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ن وقوله الى أشد
العذاب وما الله بغافل عما تعملون وقوله انه الحق من ربهم وما الله بغافل
عما يعملون وقوله وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما يعملون يقرأن
بالياء والتاء فالتاء في الأول أكثر لقوله تعالى مخاطبا لهم ثم قست قلوبكم
والياء والتاء في الثاني معتدلتان فالحجة لمن قرأ بالتاء أنه أراد وما
الله بغافل عما تعملون أنتم وهم والاختيار فيه التاء لعلتين احداهما أن رد
اللفظ على اللفظ أحسن والثانية أنه لما ثبت أن الله ليس
سورة البقرة بغافل عما يعمل كل أحد اعتدلت التاء والياء فيهما
والحجة لمن قرأبالياء أن العرب ترجع من المخاطبة الى الغيبة كقوله تعالى
حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم ولم يقل بكم
والياء والتاء في الثالث قريبتان والاختيار الياء لقوله من ربهم والياء
والتاء في الرابع متساويتان لأنه لم يتقدم في قوله وانه للحق من ربك ما
تكون احداهما أولى بالرد عليه الى أن يجعل قوله من ربك إفرادا للنبي عليه
السلام بالخطاب والمعنى له ولأمته فيكون الإختيار على هذا الوجه التاء كما
قال تعالى يأيها النبي اذا طلقتم النساء
قوله تعالى وأحاطت به خطيئته يقرأبالتوحيد والجمع فلمن أفراد حجتان
احداهما أن الخطيئة ها هنا يعني بها الشرك والأخرى أنه عطف لفظ الخطيئة
على لفظ السيئة قبلها لأن الخطيئة سيئة والسيئة خطيئة والحجة لمن جمع أن
السيئة والخطيئة وان انفردتا لفظا فمعناهما الجمع ودليله على ذلك أن
الاحاطة لا تكون لشيء مفرد وانما تكون لجمع أشياء
فأما قوله أحاط بهم سرادقها فانه وان كان واحدا فهو جمع للشيء المحيط
بجميع أجزاء المحاط به ويمكن أن يكون أراد بالجمع ها هنا وأحاطت به عقوبات
خطيئته والدليل على ذلك قول قتادة السيئة الشرك والخطيئة الكبائر
قوله تعالى لا تعبدون الا الله يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالتاء
مواجهة الخطاب فيكون أخذ الميثاق قولا لهم والحجة لمن قرأ بالياء معنى
الغيبة
قوله تعالى وتولوا للناس حسنا يقرا بضم الحاء واسكان السين وبفتح الحاء
سورة البقرة والسين فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر والاسم
ودليله قوله ووصينا الانسان بوالديه حسنا والحجة لمن فتح أنه أراد قولا
حسنا فأقام الصفة مقام الموصوف والاول أصوب لأن الصفة مفتقرة الى الموصوف
كافتقار الفعل الى الاسم
قوله تعالى تظاهرون يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أراد
تتظاهرون بتائين فأسكن الثانية وأدغمها في الظاء فشددها لذلك والحجة لمن
خفف انه أراد أيضا تتظاهرون فأسقط احدى التاءين تخفيفا وكراهية للادغام
وثقله
فان قيل فأي التاءين الساقط فقل قال سيبويه الساقط الاول وقال هشام الثاني
وقال الفراء احداهما بغير تعيينها ولكل حجة ودليل
قوله تعالى أسارى تفادوهم يقرأ باثبات الألف فيهما جميعا وباسقاطها فيهما
وباثباتها في الأول وطرحها من الثاني فالحجة لمن أثبتها فيهما أنه جعله
جمع الجمع وجعل تفادوهم فعلا من اثنين لأن الفداء أن تأخذ ما عنده وتعطي
ما عندك فتفعل به كما يفعل بك والحجة لمن أسقطها أن جمع أسير أسرى كما
تقول مريض ومرضى وجعل الفعل من فدى يفدي وأصل الأسر الشد وبه سمى الأسير
والحجة لمن أثبت وطرح ما قدمناه من الوجهين
قوله تعالى بل طبع يقرأ بالادغام والاظهار فالحجة لمن أدغم مقاربة مخرج
اللام من الطاء والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل ليفرق بين ما
يتصل فلا يجوز اظهاره ولا الوقوف عليه كقوله والطارق وبين ما ينفصل ويوقف
عليه كقوله بل طبع
سورة البقرة
فان قيل فيلزم من أدغم هذا للمقاربة أن يدغم قوله ومن يفعل ذلك للمقاربة
أيضا فقل سكون اللام في يفعل عارض للجزم وسكون اللام في بل سكون بناء فهذا
فرقان واضح
قوله تعالى بروح القدس قرأه ابن كثير باسكان الدال والحجة له أنه كره
توالي ضمتين في اسم فأسكن تخفيفا أو يكون الاسكان لغة والحجة لمن ضم أنه
أتى بالكلمة على أصلها والروح ها هنا جبريل عليه السلام والقدس في اللغة
الطهر
قوله تعالى أن ينزل الله يقرا بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أخذه
من نزل ينزل ومن خفف أخذه من أنزل ينزل
والقراء فيه مختلفون فقرأ عاصم ونافع وابن عامر ذلك حيث وقع بالتشديد
وقرأه أبو عمرو بالتخفيف الا قوله في الحجر وما ننزله الا بقدر معلوم وفي
الأنعام على أن ينزل آية وزاد ابن كثير حرفا ثالثا قوله وننزل من القرآن
ما هو شفاء ورحمة والحجة لهما في ذلك تكرار النزول ومداومته شيئا بعد شيء
وقرأ الكسائي وحمزة ذلك كله بالتشديد الا قوله في لقمان وينزل الغيث وفي
عسق وهو الذي ينزل الغيث والحجة لهما في ذلك قوله وأنزلنا من السماء ماء
طهورا فمضارع أنزل ينزل بالتخفيف فاعرفه
قوله تعالى وجبريل وميكال فيهما أربع قراءات جبرئيل بفتح الجيم والراء
وبالهمز وبكسر الجيم والراء وترك الهمز وبفتح الجيم وكسر الراء وترك الهمز
سورة البقرة وبفتح الجيم والراء واختلاس الهمز
وميكال يقرأبالمد والهمز وبالألف من غير مد ولا همز وبالهمز من غير ألف
وبالقصر والهمز والحجة في ذلك أن العرب اذا أعربت اسما من غير لغتها أو
بنته اتسعت في لفظه لجهل الاشتقاق فيه
قوله تعالى ولكن الشياطين يقرا بتخفيف النون والرفع وبتشديدها والنصب
وكذلك ما شاكله والحجة لمن خفف ورفع أن لكن وأخواتها انما عملن لشبههن
بالفعل لفظا ومعنى فاذا زال اللفظ زال العمل والدليل على ذلك أن لكن اذا
خففت وليها الاسم والفعل وكل حرف كان كذلك ابتدئ ما بعده والحجة لمن شدد
ونصب أنه أتى بلفظ الحرف على أصله والمعنى فيه شدد أو خفف الاستدراك بعد
النفي
قوله تعالى ما ننسخ من آية يقرأبضم النون وفتحها فالحجة لمن ضم أن المعنى
ما ننسخك يا محمد من آية كقولك أنسخت زيدا الكتاب ويجوز أن يكون ما ننسخ
من آية أي نجعلها ذات نسخ كقوله تعالى فأقبره أي جعله ذا قبر والحجة لمن
فتح أنه جعله من الأفعال اللازمة لمفعول واحد
قوله تعالى أو ننسأها يقرأ بفتح النون والهمز وبضمها وترك الهمز فالحجة
لمن فتح النون وهمز أنه جعله من التأخير أو من الزيادة ومنه قولهم نسأالله
أجلك وأنسأفي أجلك والحجة لمن ضم وترك الهمز أنه أراد الترك يريد أو
نتركها فلا ننسخها وقوله نأت بخير منها قيل بأخف منها في العبادة وقيل
نبدل آية العذاب بآية رحمة فذلك خير وقيل بل بأشد منها لأنه تخويف من الله
لعباده وترغيب فيما عنده فذلك خير
والنسخ على وجوه نسخ اللفظ والحكم ونسخ اللفظ وابقاء الحكم ونسخ الحكم
وابقاء اللفظ
سورة البقرة
فان قيل ما معنى قوله أو مثلها فقل المماثلة موافقة الشيء من وجه من
الوجوه ولو ماثله من جميع وجوهه لكان هو ولم يكن له مثلا والمعنى هاهنا
أنها قرآن مثلها وهي في المعنى غيرها لأن هذه آية رحمة وهذه آية عذاب
قوله تعالى ولا تسأل يقرأ بالرفع والجزم فالحجة لمن رفع أنه أخبر بذلك
وجعل لا نافية بمعنى ليس ودليله قراءة عبدالله وأبي ولن تسأل والحجة لمن
جزم أنه جعله نهيا ودليله ما روى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوما
ليت شعري ما فعل أبواي فأنزل الله تعالى ولا تسأل عن أصحاب الجحيم فانا لا
نؤاخذك بهم والزم دينك
فأما من ضم التاء فانه جعله فعل ما لم يسم فاعله ومن فتحها جعلها فعل فاعل
قوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى يقرأ بكسر الخاء وفتحها فالحجة
لمن كسر أنهم أمروا بذلك ودليله قول عمر أفلا نتخذه مصلى فأنزل الله ذلك
موافقا به قوله والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه
فان قيل فان الأمر ضد الماضي وكيف جاء القرآن بالشيء وضده فقل ان الله
تعالى أمرهم بذلك مبتدئا ففعلوا ما أمروا به فأثنى بذلك عليهم وأخبر به
وأنزله في العرضة الثانية
قوله تعالى فأمتعه قليلا يقرأبتشديد التاء وتخفيفها فالحجة لمن شدد
سورة البقرة تكرير الفعل ومداومته ودليله قوله ومتعناهم الى حين
والحجة لمن خفف أن تكرير الفعل لا يكون معه قليلا فلما جاء معه ب قليل كان
أمتع أولى به من أمتع على أن أفعل وفعل يأتيان في الكلام بمعنى واحد كقولك
أكرمت وكرمت ويأتيان والمعنى مختلف كقولك أفرطت تقدمت وتجاوزت الحد وفرطت
قصرت وتأتي فعلت بما لا يأتي له أفعلت كقولك كلمت زيدا ولا يقال أكلمت
وأجلست زيدا ولا يقال جلست
قوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا قرأه ابن عامر بغير واو والحجة له أنه
استأنف القول مخبرا به ولم يعطفه على ما قبله
وقرأه الباقون بالواو والحجة لهم أنهم عطفوا جملة على جملة وأتوا بالكلام
متصلا بعضه ببعض وكل من كلام العرب
قوله تعالى كن فيكون قرأه ابن عامر بالنصب والحجة له الجواب الفاء وليس
هذا من مواضع الجواب لأن الفاء لا ينصب الا اذا جاءت بعد الفعل المستقبل
كقوله لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم ومعناه فان تفتروا يسحتكمم وهذا لا
يجوز في قوله كن فيكون لأن الله تعالى أوجد بهذه اللفظة شيئا معدوما
ودليله حسن الماضي في موضعه اذا قلت كن فكان
وقرأه الباقون بالرفع والحجة لهم ما قدمناه من القول
قوله تعالى واذ قال ابراهيم قرأه ابن عامر بألف موضع الياء ها هنا لأنه في
السواد بغير ياء
سورة البقرة
وفيه أربع لغات ابراهيم وابراهام واراهم وابراهم قال الشاعر ... عذت بما
عاذ به ابراهم ...
وقال الآخر ... نحن آل الله في قبلته ... لم يزل ذاك على عهد ابرهم ...
وقد عرفتك اتساع العرب في الأسماء الأعجمية اذا عربتها
قوله تعالى ووصى بها ابراهيم يقرأ بالتشديد من غير ألف وبالتخفيف واثبات
الألف وقد تقدم القول في ذلك وأوضحنا الفرق بين فعل وأفعل
قوله تعالى
قوله تعالى أم يقولون تقرأ بالتاء والياء فالحجة لمن قرأه بالياء أن
الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم والمعنى لمن قال ذلك لا للنبي فأخبر
عنهم بما قالوه والحجة لمن قرأ بالتاء أنه عطف باللفظ على معنى الخطاب في
قوله أتحاجوننا أم تقولون قل أأنتم فأتى بالكلام على سياقه
قوله تعالى لرؤف رحيم يقرأ باثبات الواو والهمز وبطرحها والهمز فالحجة لمن
أثبت الواو أن صفات الله تعالى على هذا الوزن جاءت كقوله غفور شكور ودود
وهو أفخم لأن ذلك لا يقال الا لمن دام الفعل منه وثبت له كقول الشاعر ...
نبي هدى طيب صادق ... رؤف رحيم بوصل الرحم ...
والحجة لمن طرح الواو وهمز أنه مال الى التخفيف لاجتماع الهمز والواو وكان
سورة البقرة طرحها لا يزيل لفظا ولا يحيل معنى فاستجاز ذلك قال
الشاعر ... يرى للمسلمين عليه حقا ... كفعل الوالد الرءف الرحيم ...
قوله تعالى هو موليها قرأه ابن عامر مولاها والحجة له في ذلك أنه جعل
المولى مفعولا به وأصله موليها فلما تحركت الياء انقلبت ألفا والحجة لمن
قرأها بالياء وكسر اللام أنه أراد مولي وجهه اليها فتكون الهاء كناية عن
محذوف لأن كلا يقتضي مضافا والمولى ها هنا هو الفاعل
قوله تعالى لئلا يكون يقرأ بالهمز وتركه فالحجة لمن همز أنه أتى باللفظ
على الأصل لأنها أن دخلت عليها اللام والحجة لمن خفف أن العرب تستثقل
الهمز ولا زيادة معه فلما قارن الهمزة لام مكسورة واجتمع في الكلمة كسر
اللام وزيادتها ثقل الهمز لينها تخفيفا وقلبها ياء للكسرة التي قبلها
قوله تعالى فمن تطوع خيرا يقرأبالتاء وفتح العين وبالياء واسكان العين
فالحجة لمن قرأبالتاء والفتح أنه جعله فعلا ماضيا على بنائه في موضع
الاستقبال لأن الماضي يقوم مقام المستقبل في الشرط والجواب الفاء في قوله
فهو خير له والحجة لمن قرأ بالياء واسكان العين أنه أراد يتطوع فأسكن
التاء وأدغمها في الطاء وبقى الياء ليدل بها على الاستقبال وجزمه بحرف
الشرط
سورة البقرة
قوله تعالى وتصريف الرياح يقرأبالافراد والجمع اذا كانت فيه الألف واللام
في اثني عشر موضعا فالحجة لمن أفرد أنه جعلها عذابا واستدل بقول النبي صلى
الله عليه و سلم اللهم اجعلها رياحا لا ريحا والحجة لمن جمع أنه فرق بين
رياح الرحمة ورياح العذاب فجعل ما أفرده للعذاب وما جعله للرحمة
والأرواح أربعة أسست أسماؤها على الكعبة فما استقبلها منها فهي الصبا
والقبول وما جاء عن يمينها فهي الجنوب وما جاء عن شمالها فهي الشمال وما
جاء من مؤخرها فهي الدبور وهي ريح العذاب نعوذ بالله منها وباقيها ريح
الرحمة
قوله تعالى ولو ترى الذين ظلموا يقرأ بالتاء والياء فالحجة لمن قرا بالتاء
أنه أراد ولو ترى يا محمد الذين ظلموا اذ عاينوا العذاب لرحمتهم والحجة
لمن قرأ بالياء أنه جعل الفعل لهم ومعناه ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون
العذاب أن القوة لله ولو ابتدأت ان مع التاء بالكسر لكان وجها كقوله تعالى
ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون أي لو عاينتهم في هذا الحال
لرحمتهم وترفع الملائكة وتحذف جواب لو كقوله ولو أن قرآنا سيرت به الجبال
يريد لكان هذا فحذفه
قوله تعالى ولا تتبعوا خطوات الشيطان يقرأ بضم الطاء واسكانها فالحجة لمن
ضم أنه أتى بلفظ الجمع على حقيقة ما وجب له لأنه جمع خطوة ودليله قوله وهم
سورة البقرة في الغرفات آمنون لأنه جمع غرفة والحجة لمن أسكن
أنه خفف الكلمة لاجتماع ضمتين متواليتين وواو فلما كانوا يسكنون مثل ذلك
مع غير الواو كان السكون مع الواو لثقلها أولى ومعنى خطوات الشيطان طرقه
والخطوة بفتح الخاء الاسم وبضمها قدر ما بين قدميك
قوله تعالى فمن اضطر يقرأ وما شاكله من النونات الخفيفة والتنوين والحروف
المبنية على السكون بالضم والكسر فالحجة لمن كسر التقاء السايين والحجة
لمن ضم أنه لما احتاج الى حركة هذه الحروف كره الخروج من كسر الى ضم فأتبع
الضم الضم ليأتي باللفظ من موضع واحد
فان قيل فلم وافقهم أبو عمرو على الكسر الا في الواو واللام وحدهما فقل
لما احتاج الى حركة الواو حركها بحركة هي منها لأن الضم فيها أسهل من
الكسر ودليله قوله اشتروا الضلالة بالهدى
فان قيل فما حجة ابن عامر في ضم التنوين فقل الحجة له أن التنوين حركة لا
تثبت خطا ولا يوقف عليه فكانت الحركة بما بعده أولى من الكسر
قوله تعالى ليس البر أن تولوا يقرأالبر بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه
جعله اسم ليس والخبر أن تولوا لأن معناه توليتكم والحجة لمن قرأ بالنصب
أنه جعله خبر ليس والاسم أن تولوا ودليله أن ليس وأخواتها اذا أتى بعدهن
معرفتان كنت مخيرا فيهما وان أتى بعدهن معرفة ونكرة كان الاختيار أن تجعل
المعرفة الاسم والنكرة الخبر
سورة البقرة
قوله تعالى من موص يقرأ بفتح الواو وتشديد الصاد وباسكان الواو وتخفيف
الصاد فالحجة لمن شدد أنه أخذه من وصى ودليله قوله وما وصينا به ابراهيم
والحجة لمن خفف أنه أخذه من أوصى ودليله قوله يوصيكم الله
قوله تعالى فدية طعام مسكين يقرأ بالتنوين والتوحيد وبالاضافة والجمع
فالحجة لمن رفع ووحد أن الفدية مبتدأ وطعام بدل منها ومسكين واحد لأن عليه
عن كل يوم يفطره اطعام مسكين والحجة لمن أضاف وجمع أنه جعل الفدية عن أيام
متتابعة لا عن يوم واحد
قوله تعالى ولتكملوا العدة يقرا بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد تكرير
فعل الصيام في الشهر الى اتمام عدته والحجة لمن خفف أنه جعل عقد شهر رمضان
عقدا واحدا ودليله قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم
قوله تعالى وأتوا البيوت من أبوابها يقرأ وما شاكله من الجموع بالضم
والكسر فالحجة لمن ضم أنه أتى بالكلام على أصل ما وجب للجمع لأن هذا الوزن
ينقسم في الكلام قسمين جمعا كقولك فلوس ومصدرا كقولك قعد قعودا والحجة لمن
كسر أنه لما كان ثاني الكلمة ياء كرهوا الخروج من ضم الى ياء فكسروا أول
الاسم لمجاورة الياء ولم يجمعوا بين ضمتين احداهما على ياء
فان قيل فما حجة من ضم العين من العيون والجيم من الجيوب وكسر الباء من
البيوت فقل العين حرف مستعل مانع من الامالة فاستثقل الكسر فيه فبقاه على
أصله والجيم حرف شديد متفش فثقل عليه أن يخرج به من كسر الى ضم فأجراه على
سورة البقرة أصله والحجة لمن كسر الباء كثرة استعمال العرب لذلك
وهم يخففون ما يكثرون استعماله اما بحذف واما بامالة واما بتخفيف ودليل
ذلك امالتهم النار لكثرة الاستعمال وتفخيم الجار لقلة الاستعمال
قوله تعالى ولا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم فان قاتلوكم يقرأ باثبات الألف
وطرحها ومعناهما قريب والوجه فيهما لا تبادؤوهم بقتال ولا بقتل حتى
يبدؤوكم بهما فان بدءوكم فابدءوهم
قوله تعالى فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج يقرا بالرفع والتنوين في
الفسوق والرفث فقط وبالنصب وترك التنوين في الجميع فالحجة لمن نصب أنه قصد
التبرئة ب لا في الثلاثة فبنى الاسم مع الحرف فزال التنوين للبناء والحجة
لمن رفع الرفث وهو الجماع والفسوق وهو الخروج عن الحد أنهما قد يكونان في
حال من أحوال الحج فجعل لا بمعنى ليس فيهما ونصب الجدال في الحج على
التبرئة لأنه يريد به المراء والشك في تأخيره وتقديمه على ما كانت العرب
تعرفه من أفعالها
واختار بعض النحويين الرفع في الأولين بمعنى فلا يكون ممن فرض الحج رفث
ولا فسوق ثم يبتدئ بنفي الجدال فيه فينصبه ويبنيه والاختيار في النفي اذا
أفرد ولم يتكرر النصب واذا تكرر استوى فيه الرفع والنصب
قوله تعالى ابتغاء مرضات الله أماله الكسائي والحجة له ان ذوات الواو اذا
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة البقرة زيد فيها ألحقت بذوات الياء فأمالها ليدل بالامالة
على ذلك
وفخمها الباقون والحجة لهم أن ألفها منقلبة من واو وأصلها مرضوة من
الرضوان فقلبت الواو ألفا لتحريكها وانفتاح ما قبلها فكان التفخيم أولى
بها من الامالة ووفق حمزة عليها بالتاء ومثله هيهات هيهات ولات واللات
والتورات ويا أبت والحجة له في ذلك أن التاء أصل علامة التأنيث ودليله على
أصل ذلك أن الهاء تصير في الدرج تاء والتاء لاتصير هاء وقفا ولا درجا
ووقف الباقون بالهاء ولهم في ذلك حجتان احداهما أنه فرق بين التاء الاصلية
في صوت وبيت وبين الزائدة لمعنى والثانية أنه أراد أن يفرق بين التاء
المتصلة بالاسم كنعمة ورحمة وبين التاء المتصلة بالفعل كقولك قامت ونامت
قوله تعالى ادخلوا في السلم كافة يقرأ ها هنا وفي الانفال وفي سورة محمد
صلى الله عليه و سلم بفتح السين وكسرها والحجة لمن فتح أنه أراد الصلح ومن
كسر أراد الاسلام وانشد ... في جاهليات مضت أو سلم ...
قوله تعالى والى الله ترجع الامور يقرأبفتح التاء وضمها فالحجةلمن فتحها
أنه أراد تصير والحجة لمن ضمها أنه أراد ترد
قوله تعالى حتى يقول تقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد
سورة البقرة بقوله وزلزلوا المضي وبقوله حتى يقول الحال ومنه
قول العرب قد مرض زيد حتى لا يرجونه فالمرض قد مضى وهو الآن في هذه الحال
والحجة لمن نصب أنه لم يجعل القول من سبب قوله وزلزلوا ومنه قول العرب
قعدت حتى تغيب الشمس فليس قعودك سببا لغيبوبة الشمس
وتلخيص ذلك أن من رفع الفعل بعد حتى كان بمعنى الماضي ومن نصبه كان بمعنى
الاستقبال وأضمرت له عند البصريين مع حتى أن لأنها من عوامل الأسماء
فأضمروا مع الفعل ما يكون به اسما
قوله تعالى قل فيهما اثم كبير يقرأبالباء والثاء فالحجة لمن قرأبالياء
قوله بعد ذلك وإثمهما أكبر من نفعهما ولم يقل أكثر والحجة لمن قرأبالثاء
أنه لما وقع اللفظ على أعداد وهي الخمرة المشروبة والميسر وهو القمار كانت
الثاء في ذلك أولى ودليله قوله تعالى ولا أدنى من ذلك ولا أكثر ولم يقل
أكبر
قوله تعالى قل العفو يقرأبالرفع والنصب فمن رفع جعل ذا منفصلة من ما فيكون
بمعنى الذي فكأنه قال ما الذي ينفقون فقال الذي ينفقون العفو فترفعه بخبر
الابتداء لأنه جعل الجواب من حيث سألوا والحجة لمن نصب أنه جعل ماذا كلمة
واحدة ونصب العفو بقوله ينفقون كأنه قال قال ينفقون العفو فان قيل فلم
بنيت ما مع ذا ولم تبن من معها فقل لما كانت ما عامة لمن يعقل ولما لا
يعقل وذا مثلها في الابهام والعموم بنوهما للمشاركة ولما اختصت من بمن
يعقل لم يبنوها مع ذا لهذه العلة
قوله تعالى حتى يطهرن يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه طابق بين
اللفظين لقوله فاذا تطهرن والحجة لمن خفف أنه أراد حتى ينقطع الدم لأن ذلك
ليس من فعلهن ثم قال فاذا تطهرن يعنى بالماء ودليله على ذلك قول العرب
طهرت المرأة من الحيض فهي طاهر
سورة البقرة
قوله تعالى الا أن يخافا يقرأ بفتح الياء وضمها فمن فتح الياء جعل الفعل
لهما وسمى الفاعل ومن ضم الياء جعله فعل ما لم يسم فاعله ومعنى يخافا ها
هنا تيقنا لأن الخوف يكون يقينا وشكا
قوله تعالى يبينها يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأ بالياء تقدم اسم
الله عز و جل ليأتي الكلام على سنن واحد لمكان حرف العطف والحجة لمن
قرأبالنون أن الله تعالى أخبر بذلك عن نفسه مستأنفا بالواو وجعل تلك اشارة
الى ما تقدم من الأحكام والحدود
قوله تعالى
لا تضار يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن جعله مرفوعا أنه أخبر ب لا فرده
على قوله لا تكلف نفس الا وسعها لا تضار والحجة لمن نصب أنه عنده مجزوم
بحرف النهي والأصل فيه لا تضارر فأدغم الراء في الراء وفتح لالتقاء
الساكنين ومثله ولا يضار كاتب ولا شهيد
قوله تعالى ما آتيتم بالمعروف يقرأبالمد والقصر وهما فعلان ماضيان فالحجة
لمن مد أنه من الاعطاء ووزنه أفعلتم ودليله قوله اذا سلمتم والتسليم
لايكون الا بالاعطاء والحجة لمن قصر أنه من المجيء ووزنه فعلتم وفيه اضمار
معناه به فنابت عنه قوله بالمعروف
وكل ما في كتاب الله من آتى بالمد فمعناه الاعطاء وما كان فيه من أتى
بالقصر فهو من المجيء الا قوله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا أي أخذهم
وقوله في قراءة ل مجاهد أتينا بها جازينا بها وقوله كم آتيناهم من آية أي
أريناهم
سورة البقرة
قوله تعالى على الموسع قدره وعلى المقتر قدره يقرأ باسكان الدال وحركتها
فالحجة لمن أسكن أنه أراد المصدر والحجة لمن حرك أنه أراد الاسم وقيل هما
لغتان
قوله تعالى ما لم تمسوهن يقرأبضم التاء واثبات الالف بعد الميم وبفتح
التاء وطرح الألف فالحجة لمن أثبت الألف ان ماس فعل من اثنين ودليله قوله
من قبل أن يتماسا والحجة لمن طرحها أنه جعل الفعل للرجال ودليله قوله ولم
يمسسني بشر
قوله تعالى وصية لأزواجهم يقرأبالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه أراد
فلتكن وصية أو فأمرنا وصية ودليله قراءة عبد الله فالوصية لأزواجهم متاعا
والحجة لمن نصب أنها مصدر والاختبار في المصادر النصب اذا هي وقعت مواقع
الأمر كقوله فضرب الرقاب ومنه قول الراجز ... شكا الي جملي طول السرى ...
صبرا جميلا فكلانا مبتلى ...
قوله تعالى فيضاعفه يقرأ بالتخفيف واثبات الألف وبالتشديد وطرحها فالحجة
لمن خفف أن ضاعف أكثر من ضعف لقوله أضعافا كثيرة ودليله قوله عشر أمثالها
والحجة لمن شدد التكرير ومداومة الفعل
ويقرأ برفع الفاء ونصبها فمن رفع عطف على يقرض ومن نصب فعلى جواب
الاستفهام
سورة البقرة
قوله تعالى والله يقبض ويبسط وقوله وزاده بسطة هاهنا وفي الأعراف يقرأ ذلك
بالسين والصاد وقد ذكرت علله في أم القرآن
قوله تعالى الا من اغترف غرفة يقرأ بالفتح والضم فالغرفة باليد مفتوح وفي
الاناء مضموم
قوله تعالى لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة يقرأ ذلك بالرفع والتنوين
وبالنصب وترك التنوين فالحجة لمن رفع أنه جعله جوابا لقول قائل هل عندك
رجل فقال لارجل فلم يعمل لا لأن هل غير عامله والحجة لمن نصب أنه جعله
جوابا لقول قائل هل من رجل فقال لا رجل لأن من لما كانت عاملة في الاسم
كان الجواب عاملا فيه النصب وسقط التنوين للبناء كما سقط في رام هرمز
قوله تعالى
ولولا دفع الله الناس ها هنا وفي الحج يقرآن دفع ودفاع فالحجة لمن أسقط
الألف أنه أراد المصدر من دفع دفعا والحجة لمن أثبتها أنه أراد المصدر من
دافع دفاعا ومعنى الآية أنه لولا مجاهدة المشركين واذلالهم لفسدت الارض
قوله تعالى أنا أحيي وأميت يقرأ بإثبات الألف في كل ما استقبلته الهمزة
وطرحها في درج فالحجة لمن أثبتها أنه أتى بالكلمة على أصلها وما وجب في
الأصل لها لأن الألف في أنا كالتاء في أنت والحجة لمن طرحها أنه اجتزأ
بفتحة النون ونابت الهمزة عن إثبات الألف وهذا في الادراج فأما في الوقف
على أنافلا خلف في إثباتها
سورة البقرة وفي أنا أربع لغات أنا فعلت وأن فعلت وأن فعلت وأنه
فعلت
قوله تعالى كم لبثت يقرأ بادغام الثاء في التاء وبإظهارها فالحجة لمن أدغم
قرب مخرج الثاء من التاء والحجة لمن أظهر إتيانه بالكلام على أصله
قوله تعالى قال أعلم يقرأبقطع الألف والرفع وبوصلها والوقف فالحجة لمن قطع
أنه جعله من اخبار المتكلم عن نفسه والحجة لمن وصل أنه جعله من أمر الله
تعالى للمخاطب
قوله تعالى لم يتسنه يقرأ وما شاكله باثبات الهاء وطرحها في الادراج
فالحجة لمن أثبتها أنه اتبع الخط فأدى ما تضمنه السواد والحجة لمن طرحها
أنه انما أثبت ليتبين بها حركة ما قبلها في الوقف فلما اتصل الكلام صار
عوضا منها فغنوا عنها
وميزانها في آخر الكلام كألف الوصل في أوله
وكان بعض القراء يتعمد الوقوف على الهاء ليجمع بذلك موافقة الخط وتأدية
اللفظ وبعضهم يثبت بعضا ويطرح بعضا لغير ما علة لكن ليعلم أن كلا جائز
وللهاء في يتسنه وجهان أحدهما أن تكون أصلية فتسكن للجزم والثاني أن يكون
الأصل لم يتسنن فأبدلوا من أحدى النونات ألفا ثم أسقطوها للجزم وألحقت
الهاء للسكت وهما في ذلك لمعنى لم تأت عليه السنون فتغيره
فأما من جعله من قولهم أسن فقد وهم لأنه لو كان كذلك لقيل فيه يتأسن
قوله تعالى كيف ننشرها يقرأبالراء والزاي
سورة البقرة
فمن قرأ بالزاي فالحجة له أن العظام اذا كانت بحالها لم تبل فالزاي أولى
بها لأنها ترفع ثم تكسى اللحم والدليل على ذلك قوله تعالى واليه النشور أي
الرجوع بعد البلى والحجة لمن قرأ بالراء أن الاعادة في البلى وغيره سواء
عليه فإنما يقول له كن فيكون ودليله قوله تعالى ثم اذا شاء أنشره
قوله تعالى فصرهن اليك يقرأبضم الصاد وكسرها فالحجة لمن ضم أنه اخذه من
صار يصور اذا مال وعطف وأنشد شاهدا لذلك ... يصور عنوقها أحوى زنيم ... له
ظأب كما صخب الغريم ...
والحجة لمن كسر أنه أخذه من صار يصير اذا جمع ومعناه فقطعهن واجمعهن إليك
سورة البقرة قوله تعالى بربوة ها هنا وفي المؤمنين يقرآن بضم
الراء وفتحها وهما لغتان فصيحتان وفيها سبع لغات وهي ما ارتفع من الأرض
وعلا
قوله تعالى فأتت أكلها يقرأ بضم الكاف واسكانها فالحجة لمن ضم أنه أتى
بالكلام على أصل ما كان عليه ودليله إجماعهم على الضم في قوله ذواتي أكل
خمط والحجة لمن أسكن أن هذه اللفظة لما اتصلت بالمكنى ثقلت وتوالي الضمتين
ثقيل أيضا فخفف بالاسكان
قوله تعالى فنعما هي يقرأ ها هنا وفي النساء بكسر النون والعين وبفتح
النون وكسر العين وبكسر النون وإسكان العين فالحجة لمن كسر النون أنه
قربها من العين ليوافق بها لفظ أختها بئس لأن هذه في المدح كهذه في الذم
والحجة لمن فتح النون وكسر العين أنه أتى بلفظ الكلمة على الأصل لأن
أصلهما نعم وبئس والحجة لمن أسكن العين وجمع بين ساكنين فاحتمل ذلك لأنه
جعل نعم وما كلمة واحدة فخففها باسكان ولا خلف في تشديد الميم
قوله تعالى ويكفر يقرأبالنون والياء وبالرفع والجزم فالحجة لمن قرأ بالنون
والياء قد تقدمت والحجة لمن جزم أنه عطفه على قوله وان تخفوها فجعل
التكفير مع قبول الصدقات والحجة لمن رفع أن ما أتى بعد الفاء المجاب بها
الشرط مستأنف مرفوع ودليله قوله تعالى ومن عاد فينتقم الله منه
سورة البقرة
قوله تعالى الى ميسرة يقرأ بضم السين وفتحها وهما لغتان والفتح أفصح وأشهر
قوله تعالى إلا أن تكون تجارة يقرأ بالرفع والنصب
فلمن رفع وجهان أحدهما أنه جعل تجارة اسم كان وتديرونها الخبر والثاني أن
يجعل كان بمعنى حدث ووقع فلا يحتاج الى خبر كقوله وإن كان ذو عسرة والحجة
لمن نصب أنه أضمر في كان الاسم ونصب التجارة على الخبر وفيه ضعف فأما قوله
في النساء إلا أن تكون تجارة بالنصب فوجه صحيح لتقدم ذكر الأموال قبل ذلك
قوله تعالى يحسبهم يقرأبكسر السين وفتحها فالحجة لمن فتح أنه أتى بلفظ
الفعل المضارع على ما أوجبه بناء ماضيه لأن فعل بالكسر يأتي مضارعه على
يفعل بالفتح قياس مطرد والحجة لمن كسر أن العرب استعملت الكسر والفتح في
مضارع أربعة أفعال يحسب وينعم وييئس وييبس حتى صار الكسر فيهم أفصح
قوله تعالى فأذنوا يقرأ بالقصر وفتح الذال وبالمد وكسر الذال فالحجة لمن
قصر أنه أراد فاعلموا أنتم أي كونوا على علم والحجة لمن مد أنه أراد
فأعلموا غيركم أي اجعلوهم على علم
قوله تعالى وأن تصدقوا يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علة ذلك فيما سلف
سورة البقرة قوله تعالى لا تظلمون ولا تظلمون يقرا بتقديم
الفاعل وتأخير ما لم يسم فاعله على الترتيب وبتقديم ما لم يسم فاعله
وتأخير الفاعل على السعة ومعنى الظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه
قوله تعالى أن تضل احداهما يقرأبكسر الهمزة وفتحها فالحجة لمن كسر أنه
جعلها حرف شرط وجزم بها تضل وبناه على الفتح لالتقاء الساكنين والحجة لمن
فتح أنه أراد ادخال اللام على أن ففتحها كقوله تعالى يبين الله لكم أن
تضلوا يريد لئلا تضلوا
قوله تعالى فتذكر يقرا بالتشديد والتخفيف وبالرفع والنصب فأما علة التشديد
التخفيف فمذكورة آنفا والحجة لمن رفع أنه استأنف الفعل بعد الجواب بالفاء
وله أن يجزم الفعل عاطفا وينصبه مجيبا والحجة لمن نصب أنه عطفه على تضل
وقد عملت فيه أن المفتوحة ولا يجوز فيه ما أجيز في الوجه الأول
ومثله في الوجوه الثلاثة قوله تعالى فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء
قوله تعالى فرهان مقبوضة يقرأ بضم الراء والهاء وبكسر الراء واثبات الف
بعد الهاء فالحجة لمن ضم أنه جمع رهنا رهانا وجمع رهانا رهنا وليس في كلام
العرب جمع لاسم على هذا الوزن غير رهن وسقف والحجة لمن كسر وأثبت الألف
أنه أراد جمع رهن
سورة آل عمران
وقيل لأبي عمرو لم اخترت الضم فقال لأفرق بين الرهن في الدين وبين الرهان
في سباق الخيل
قوله تعالى الذي أؤتمن روي عن عاصم وحمزة أنهما قرآ بإشمام الهمزة الضمة
في الوصل وهذا وهم لأنها ألف وصل دخلت على ألف أصل ووزن اؤتمن افتعل من
الأمانه
قوله تعالى وكتبه يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن جمع أنه شاكل بين
اللفظين وحقق المعنى لأن الله تعالى قد أنزل كتبا وأرسل رسلا والحجة لمن
وحد أنه أراد القرآن لأن اهل الأديان المتقدمة قد اعترف بعضهم لبعض بكتبهم
وآمنوا بها إلا القرآن فإنهم أنكروه فلذلك أفرد وجمع الرسل لأنهم لم
يجمعوا على الايمان بهم
قوله تعالى أو أخطأنا يقرأ بإثبات الهمز وتخفيفه وبحذفه والتعويض بالألف
منه وقد ذكرت علل الهمز في إثباته وطرحه والتعويض منه مستقاة فيما تقدم
فأغنى عن إعادته
ومن سورة آل عمران
قوله تعالى الم الله يقرأبإسكان الميم وقطع الألف التي بعدها وبفتح الميم
ووصل الألف فالحجة لمن أسكن وقطع الألف أن الحروف التي في أوائل السور علم
لها فوجب أن تأتي ساكنة فقطعت الألف لأنها عوض من الهمزة في إله
ولمن فتح الميم وجهان أحدهما أنه نقل اليها فتحة الهمزة ولينها فعادت الف
وصل كما يجب لها أو فتح الميم لسكون الياء قبلها ووصل الألف على أصلها
قوله تعالى وأنزل التوراة يقرأبالتفخيم والامالة وبين ذلك فالحجة لمن
سورة آل عمران فخم أنه أتى بالكلام على أصله والحجة لمن أمال
أنه دل بالامالة على الياء المنقلبة ومجيء الراء في الكلمة لأن الأصل
وورية وأبدلت الواو الأولى تاء والثانية ياء وقلب الياء ألفا لأنها مأخوذة
من ورى الزند ومن قرأبين ذلك أتى بأعدل اللفظين وقارب بين اللغتين
قوله تعالى ستغلبون وتحشرون و ترونهم يقرأن بالتاء والياء فالحجة لمن
قرأهن بالتاء أنه أراد قل لهم يا محمد مواجها بالخطاب ستغلبون وهذا من أدل
دليل على نبوته صلى الله عليه و سلم لأنه أخبرهم عن الغيب بما لم يكن أنه
سيكون فكان كما قال والحجة لمن قرأ بالياء أنه خاطب نبيه بذلك وهم غيب
فكانت الياء أولى لمكان الغيبة والاختيار في ترونهم التاء كقوله قد كان
لكم ولم يقل لهم لأن الرؤية للكفار والهاء والميم كناية عن المسلمين
قوله تعالى ورضوان من الله يقرأ بكسر الراء وضمها فالحجة لمن كسرها أنه
مصدر والأصل فيه رضيت رضى ثم زيدت الألف والنون فردت الياء الى أصلها كما
كان الأصل في كفران كفرا
ولمن ضم حجتان أحداهما أنه فرق بين الاسم والمصدر والثانية أن الضم في
المصادر مع زيادة الألف والنون أكثر وأشهر كقوله فلا كفران لسعيه والشمس
والقمر بحسبان
فان قيل فان من قرا بالضم ها هنا قرأ بالكسر في قوله من اتبع رضوانه فقل
انما أتى باللغتين ليعلمك جوازهما
سورة آل عمران
قوله تعالى
إن الدين عند الله الاسلام يقرأ بفتح همزة إن وكسرها فالحجة فتح أنه أوقع
عليها الشهادة فجعلها بدلا من الأولى
ومن كسرها جعلها مبتدأة لأن الكلام قد تم دونها بوقوع الشهادة على الأولى
قوله تعالى ويقتلون النبيين قرئت بألف من المقاتلة وبغير ألف من القتل
فالحجة لمن قرأه بالألف أن المشهور من أفعالهم كان المقاتلة لا القتل
والحجة لمن قرأه بغير ألف ما أخبر الله تعالى عنهم في قوله فلم تقتلون
أنبياء الله لأن ذلك أبلغ في ذمهم وأثبت للحجة عليهم
قوله تعالى وتخرج الحي من الميت يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أن
الأصل فيه عند الفراء مويت وعند سيبويه ميوت فلما اجتمعت الواو والياء
والسابق منهما ساكن قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء فالتشديد لأجل ذلك
ومثله صيب وسيد وهين ولين والحجة لمن خفف أنه كره الجمع بين ياءين
والتشديد ثقيل فخفف باختزال احدى الياءين اذ كان اختزالها لا يخل بلفظ
الاسم ولا يحيل معناه
قوله تعالى تقاة يقرأ بالامالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه دل بالامالة
على أن أصل الألف الياء لأنها تقية فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما
قبلها كما قالوا سار وباع والحجة لمن فخم أن لفظ الياء قد زال بانقلابها
فزال حكمها كما قالوا قضاة ورماة
فإن قيل فلم أمال حمزة هذه وفتح قوله حق تقاته فقل له في ذلك حجتان
احداهما أنه اتبع بلفظه خط السواد فأمال ما ثبت فيه بالياء وفخم ما ثبت
فيه بالألف والأخرى أنه أتى باللغتين لجوازهما عنده
سورة آل عمران
قوله تعالى بما وضعت يقرأبإسكان التاء وضمها فالحجة لم أسكن أنه جعله من
إخبار الله تعالى عن أم مريم والتاء دليل على التأنيث وليست باسم والحجة
لمن ضم أنه حكى عن أم مريم ما أخبرت به عن نفسها فالتاء ها هنا اسم وانما
بني على الحركة لضعفه بأنه حرف واحد
قوله تعالى وكفلها يقرأ بتشديد الفاء وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه عدى
بالتشديد الفعل الى مفعولين إحداهما الهاء والالف المتصلتان بالفعل
والثاني زكريا وبه ينتصب زكريا في قراءة من شدد الفاء لأنه عطفه على قوله
فتقبلها ربها وكفلها والحجة لمن خفف الفاء أنه جعل الفعل ل زكريا فرفعه
بالحديث عنه وجعل ما اتصل بالفعل من الكناية مفعولا له ودليله على ذلك
قوله أيهم يكفل مريم وزكريا يمد ويقصر ولا يجرى للتعريف والعجمة
قوله تعالى فنادته الملائكة يقرأبالتاء والألف فالحجة لمن قرأ بالتاء أن
الملائكة جماعة فدل بالتاء على معنى الجماعة والدليل على ذلك قوله وإذا
قالت الملائكة والحجة لمن قرأ بالألف أن الفعل مقدم فأثبت بالألف كما أقول
رماه القوم وعاداه الرجال ومع ذلك فالملائكة هاهنا جبريل فذكر الفعل
للمعنى
قوله تعالى أن الله يبشرك يقرأ بضم الياء مع التشديد وبفتحها مع التخفيف
سورة آل عمران
وهما لغتان فصيحتان والتشديد أكثر والتخفيف حسن مستعمل
فإن قيل لم خالف أبو عمرو أصله فخفف قوله ذلك الذي يبشر الله عباده فقل ان
أبا عمرو فرق بين البشارة والنضارة فما صحبته الباء شدد فيه لأنه من
البشرى وما سقطت منه الباء خففه لأنه من الحسن والنضرة وهذا من أدل الدليل
على معرفته بتصاريف الكلام غير أن التخفيف لا يقع إلا فيما سر والتشديد
يقع فيما سر وضر فإن قيل فما وجه قوله تعالى وأبشروا بالجنة فقل كل فعل
جاز فيه فعل وفعل اعترض بينهما أفعل
قوله تعالى ونعلمه يقرا بالنون والياء فالحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من
إخبار الله تعالى عن نفسه عاطفا به على قوله نوحيه إليك
فإن قيل فالنون اخبار عن الجماعة فقل هذه النون لا يخبر بها عن نفسه إلا
ذو الممالك والاتباع لأن من تحويه يده لا يخرج عن أمره فكان إخباره بالنون
عن نفسه وعنهم والحجة لمن قرأ بالياء أنه من أخبار الملك عن الله عز و جل
بما يفعله به عطفا على قوله كذلك الله يخلق ما يشاء
قوله تعالى أني أخلق لكم يقرأ بكسر همزة إن وفتحها فالحجة لمن كسر أنه
أضمر القول يريد ورسولا يقول إني أو يبتدئها مستأنفا من غير إضمار والحجة
لمن فتح أنه جعلها بدلا من قوله أني قد جئتكم
سورة آل عمران
قوله تعالى فيوفيهم يقرا بالياء والنون فالحجة لمن قرأ بالنون أنه رده على
قوله فأعذبهم والحجة لمن قرأ بالياء قوله بعد ذلك والله لا يحب الظالمين
قوله تعالى كن فيكون يقرأ بالرفع والنصب وقد تقدمت الحجة للقراءتين في
البقرة
وجملة القول فيه أن الماضي إذا صلح لفظه بعد الجواب بالفاء لم يجز فيه الا
الرفع لأنه واجب وانما يصح النصب فيما لم يجب وليس يمتنع في قوله تعالى أن
يقول كن فكان
قوله تعالى ها أنتم هؤلاء يقرا بالمد والقصر والهمز وبالمد من غير همز
فالحجةلمن مد وهمز أنه جعل ها تنبيها ثم اتى بعدها بقوله أنتم على طريق
الإخبار من غير استفهام ومد حرفا لحرف أو يكون أراد الاستفهام والتفرقة
بين الهمزتين بمدة ثم قلب من الهمزة الأولى هاء كما قالوا هياك أردت وبقى
الكلام على ما كان عليه والحجة لمن قصر وهمز أنه أراد أأنتم بهمزتين فقلب
الأولى هاء كراهية للجمع بينهما وبقى همزة أنتم بحالها والحجة لمن مد من
غير همز أنه أراد آنتم بهمزة ومدة فقلب الهمزة هاء وبقى المد وهذا والوجه
ضعيف لأنه إنما جعل الهمزة مدة لاجتماع همزتين فإدا قلب الأولى فقد زال
الثقل
قوله تعالى أن يؤتى يقرأبالمد والقصر فالحجة لمن مد أنه أراد التقرير
والتوبيخ بلفظ الاستفهام فمد ملينا للهمزة الثانية والحجة لمن قصر أنه أتى
بلفظ
سورة آل عمران أن على جهة الإخبار ومعناه إن الهدى هدى الله لأن
يؤتى وبأن يؤتى
قوله تعالى يؤده إليك يقرأ بإشباع كسرة الهاء ولفظ ياء بعدها وباختلاس
الحركة من غير ياء وبإسكان الهاء من غير حركة فالحجة لمن أشبع وأتى بالباء
أنه لما سقطت الياء للجزم أفضى الكلام إلى هاء قبلها كسرة فأشبع حركتها
فرد ما كان يجب في الأصل لها والحجة لمن اختلس الحركة أن الأصل عنده يؤديه
إليك فزالت الياء للجزم وبقيت الحركة مختلسة على أصل ما كانت عليه والحجة
لمن أسكن أنه لما أتصلت الهاء بالفعل اتصالا صارت معه كبعض حروفه ولم
ينفصل منه وكان كالكلمة الواحدة خففه بإسكان الهاء كما خفف يأمركم وينصركم
وليس بمجزوم وقد عيب بذلك في غير موضع عيب فهذا أصل لكل فعل مجزوم اتصلت
به هاء فإن كان قبل الهاء كسرة فاكسره واختلس وأسكن وإن كان قبل الهاء
فتحة فاضمم الهاء وألحق الواو واختلس أو أسكن والحجة في ذلك ما قدمناه
فاعرفه فإنه أصل لما يرد من إشكاله إن شاء الله
قوله تعالى ولا يأمركم يقرأ بالرفع والنصب والإسكان فالحجة لمن نصب أنه
رده على قوله أن يؤتيه الله الكتاب والحجة لمن رفع أنه استأنف مبتدئا
ودليله أنه في قراءة عبد الله ولن يأمركم فلما فقد الناصب عاد إلى أعراب
ما وجب له بالمضارعة والحجة لمن أسكن تخفيفا في ذوات الراء فقد أتينا
عليها فيما مضى
قوله تعالى لما آتيتكم يقرأ بكسر اللام وفتحها فالحجةلمن كسر أنه جعلها
خافضة وجعل ما بمعنى الذي والمعنى للذي أتيتكم والحجة لمن فتح أنه جعلها
لام التأكيد وجعل ما فاصلة كقوله فبما رحمة من الله أو تكون لام اليمين
وما
سورة آل عمران بعدها شرط والجواب لتؤمنن به
قوله تعالى آتيتكم يقرا يالنون والألف وبالتاء من غير ألف فالحجة لمن قرا
بالنون أن الله تعالى أخبر عن نفسه بنون الملكوت على ما قدمناه والحجة لمن
قرا بالتاء أنه أتى بالكلام على ما يوجبه الإخبار عن المتكلم إذا أخبر
بفعله عن نفسه ومثله في الحج فكأين من قرية أهلكتها وأهلكناها والخبران
باللفظين عن الله عز و جل
قوله تعالى بما كنتم تعلمون الكتاب يقرأ بضم التاء والتشديد وبفتحها
والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أبلغ وأمدح لأنهم ما علموا حتى علموا فعلموا
غيرهم ودرسوا لأنفسهم والحجة لمن خفف أنه أتى باللفظ الأول ليوافق به
اللفظ الثاني وهذا من شرطه أنه يحمل بعض الكلام على بعض للموافقة
قوله تعالى أفغير دين الله يبغون وإليه يرجعون يقرآن بالياء والتاء فالحجة
لمن قرأهم بالتاء أنه أراد قل لهم يا محمد مخاطبا أفغير دين الله تبغون أي
تطلبون وأنتم عالمون أنكم إليه ترجعون والحجة لمن قرا بالياء أنه إخبار من
الكفار كأن الله عز و جل عجب نبيه عليه السلام منهم فقال له أفغير دين
الله يبغون مع علمهم أنهم إليه يرجعون والحجة لمن قرا الأول بالياء
والثاني بالتاء أنه فرق بين المعنيين فجعل الأول للكفار وأشرك المؤمنين في
الرجوع معهم وهذا حذق بالقراءة ومعرفة بمعانيها
قوله تعالى ولله على الناس حج البيت يقرأ بكسر الحاء وفتحها فالحجة لمن
كسر أنه أراد الاسم والحجة لمن فتح أنه أراد المصدر ومعناهما في اللغة
القصد
سورة آل عمران
قوله تعالى وما يفعلوا من خير فلن يكفروه يقرأ بالياء والتاء والأمر فيهما
قريب
فمن قرأهما بالتاء جعل الخطاب للحاضرين وأدخل الغيب في الجملة
ومن قرأ بالياء وجه الخطاب إلى الغيب وأدخل الحاضرين في الجملة ولهذا
المعنى كان أبو عمرو يخير بينهما
قوله تعالى ولا يضركم يقرأ بكسر الضاد وإسكان الراء والتخفيف وبضم الضاد
والراء والتشديد فالحجة لمن كسر وخفف أنه أخذه من الضير ودليله قوله تعالى
لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون وسكون الراء علامة للجزم لأنه جواب للشرط
والحجة لمن شدد أنه أخذه من الضر الذي هو ضد النفع وأصله يضرركم فنقل حركة
الراء إلى الضاد وأسكن الراء الأولى ودخل الجازم فأسكن الثانية فصارتا راء
مشددة وحركت لالتقاء الساكنين فلا علامة للجزم فيها وشاهد ذلك قول الشماخ
... متى ما تقع أرساغه مطمئنة ... على حجر يرفض أو يتدحرج ...
قوله تعالى منزلين يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أخذه من نزل
فهو منزل والملائكة منزلون والحجة لمن خفف أنه أخذه من أنزل فهو منزل
والملائكة منزلون إلا أن التشديد لتكرير الفعل ومداومته كما ذكرت لك
قوله تعالى مسومين يقرأ بكسر الواو وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل التسويم
للخيل والملائكة مسومة لها والحجة لمن فتح أنه جعل التسويم للملائكة والله
عز و جل فاعل بها والتسويم الإعلام فهو في الخيل صوف أحمر وقيل أبيض في
أذنابها وآذانها وفي الملائكة بعمائم صفر ولذلك أعلم حمزة في ذلك اليوم
بريشة
سورة آل عمران نعام ومنه قوله عز و جل سيماهم في وجوههم
قوله تعالى إن يمسسكم قرح يقرأ بفتح القاف وضمها فالحجة لمن فتح أنه أراد
الجرح بأعيانها والحجة لمن ضم أنه أراد ألم الجراح وقيل هما لغتان فصيحتان
كالجهد والجهد
قوله تعالى وكأين من نبي يقرا وكأين على وزن كعين ويقرأ وكائن على وزن
كاعن وهما لغتان معناهما معنى كم التي يسأل بها عن العدد إلا أنها لم تقو
على نصب التمييز قوة كم فألزمت من لضعفها عن العمل
قوله تعالى قاتل معه يقرا بفتح القاف وإثبات الألف وبضمها وحذف الألف
فالحجة لمن أثبت الألف أنه جعل الفعل للربيين فرفعهم به لأنه حديث عنهم
والحجة لمن ضم القاف أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وأخبر به عن النبي صلى
الله عليه و سلم ورفع الربيون بالابتداء والخبر معه ودليله قوله أفإن مات
أو قتل
قوله تعالى الرعب يقرأبإسكان العين وضمها فالحجة لمن أسكن أن الأصل الضم
فثقل عليه الجمع بين ضمتين متواليتين فأسكن والحجة لمن ضم أن الأصل عنده
الإسكان فأتبع الضم الضم ليكون اللفظ في موضع واحد كما قرأ عيسى بن عمر
تبارك الذي بيده الملك بضمتين وكيف كان الاصل فهما لغتان
قوله تعالى يغشى طائفة منكم يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
سورة آل عمران أنه رده على النعاس والحجة لمن قرأه بالتاء أنه
رده على الأمنة
وكل ما في كتاب الله مما قد رد آخره على أوله يجري على وجوه أولها أنه يرد
على أقرب اللفظين كقوله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها والثاني
أن يرد إلى الأهم عندهم كقوله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها
والثالث أن يرد إلى الأجل عندهم كقوله والله ورسوله أحق أن يرضوه والرابع
أن يجتزا بالاخبار عن أحدهما ويضمر للآخر مثل ما أظهر كقوله أن الله بريء
من المشركين ورسوله
قوله تعالى قل إن الأمر كله لله يقرأبالنصب والرفع فالحجة لمن نصب أنه
جعله تأكيدا للأمر ولله الخبر والحجة لمن رفع أنه جعله مبتدأ ولله الخبر
والجملة خبر إن
قوله تعالى ولئن متم أو قتلتم يقرأبضم الميم وكسرها فالحجة لمن ضم أنه
أجراه على أصله من ذوات الواو كقولك قلت تقول وجلت تجول والحجة لمن كسر
أنه بناه على خفت تخاف ونمت تنام والضم أفصح وأشهر
قوله تعالى والله بما تعملون بصير يقرأ بالياء والتاء وقد تقدم من الحجة
في أمثاله ما يغني عن إعادته
قوله تعالى وما كان لنبيي أن يغل يقرأ بفتح الياء وضم الغين وبضم الياء
وفتح الغين فالحجة لمن فتح الياء أنه جعله من الغلول ومعناه أن يخون
أصحابه بأخذ شيء من الغنيمة خفية
سورة آل عمران والحجة لمن ضم الياء أنه أراد أحد وجهين إما من
الغلول ومعناه أن يخون لأن بعض المنافقين قال يوم بدر وقد فقدت قطيفة
حمراء من الغنيمة خاننا محمد وغلنا فأكذبه الله عز و جل وإما من الغل وهو
قبض اليد إلى العنق ودليله قول ابن عباس قد كان لهم أن يغلو النبي صلى
الله عليه و سلم وأن يقتلوه والغل معروف والغل المصدر والغل الحقد والغلل
الماء في اصول الشجر والغليل حرارة العطش
قوله تعالى وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين يقرأ بكسر الهمزة وفتحها فالحجة
لمن كسر أنه جعلها مبتدأة ودليله قراءة عبد الله والله لا يضيع بغير إن
والحجة لمن فتح أنه عطف على قوله يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله
يريد وبأن الله
قوله تعالى ولا يحزنك يقرأ بفتح الياء وضم الزاي وبضم الياء وكسر الزاي
فالحجةلمن فتح الياء أنه أخذه من حزن يحزن حزنا والحجة لمن ضم الياء أنه
أخذه من أحزن يحزن حزنا ولم يسمع إحزانا وإن كان القياس يوجبه
وقال الخليل جاء عنهم ضم الحاء في موضع الرفع والخفض كقوله وابيصت عيناه
من الحزن وجاء عنهم الفتح في موضع النصب كقوله أذهب عنا الحزن قوله تعالى
ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم وما بعده في الأربعة مواضع يقرأن
بالياء والتاء
سورة آل عمران
فمن قرأبالتاء جعل الخطاب للنبي محمد صلى الله عليه و سلم وكان الذين في
موضع نصب بالحسبان وهو المفعول الأول وما بعده موضع المفعول الثاني
ومن قرا بالياء جعل الذين في موضع رفع بفعلهم وما بعدهم مفعول لهم
فأما قوله يحسبنهم بالياء فمعناه فلا يحسبن أنفسهم وإنما يجوز الإخبار
بالكناية عن النفس في أفعال الشك لأنها ليست بأفعال حقيقية فأما قولك ضرب
زيد نفسه فلا يجوز فيه ضربها لأن الفاعل بالكلية لا يكون مفعولا بالكلية
وإنما جاء ذلك عن العرب في حسبتني وخلتني ورأيتني ومنه قوله أن رآه استغنى
والمفازة ها هنا البعد والفوز والظفر
فإن قيل فإذا كانت أفعال الظن لا بد لها من مغعولين فأين هما في قوله أنما
نملي لهم على قراءة من قرأ بالياء فقل لما كانت حسب لا بد لها من اسمين أو
ما قام مقامهما وكان الظن كذلك ناب شيئان عن شيئين
قوله تعالى لقد سمع الله يقرأ بإدغام الدال في السين وإظهارها وكان
الكسائي يقول إدغامها أكثر وافصح وأشهر وإظهارها لكنة ولحن وقد ذكرت العلة
في الإدغام والإظهار آنفا
قوله تعالى سنكتب ما قالوا يقرأ بالنون مفتوحة وبالياء مضمومة
فمن قرأ بالنون جعله إخبارا من الله تعالى عن نفسه وهو الفاعل لذلك وما في
موضع نصب يتعدى الفعل إليها وهي وصلتها بمعنى المصدر وقتلهم عطف عليه
ومن قرأ بالياء جعله فعل ما لم يسم فاعله فيكون حينئذ ما وما عطف عليها في
موضع رفع
سورة النساء
قوله تعالى حتى يميز يقرأبضم الياء والتشديد وبفتحها والتخفيف فالحجة لمن
خفف أنه أخذه من ماز يميز والحجة لمن شدد أنه أخذه من ميز يميز ومعناه
التفرقة بين الشيئين
قوله تعالى بالبينات والزبر يقرا بإثبات الباء في الزبر وطرحها وهي في
مصاحف أهل الشام بالباء
واختلف النحويون في ذلك فقالت طائفة إثباتها وطرحها بمعنى واحد
وفرق الخليل بينهما فقال إذا قلت مررت بزيد وعمرو فكأنك مررت بهما في مرور
واحد وإذا قلت مررت بزيد وبعمرو فكأنك قد مررت بهما في مرورين حتى تقع
الفائدة بإثبات الحرف لأنه جاء لمعنى
ومن سورة النساء
قوله تعالى الذي تساءلون به والأرحام يقرا بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن
خفف أنه أراد تتساءلون فأسقط إحدى التاءين تخفيفا والحجة لمن شدد أنه أسكن
التاء الثانية وأدغمها في السين للمقاربة فلزمه التشديد لذلك
قوله تعالى والأرحام يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه عطفه على الله
تعالى وأراد واتقوا الأرحام لا تقطعوها فهذا وجه القراءة عند البصريين
لأنهم أنكروا الخفض ولحنوا القارئ به وأبطلوه من وجوه أحدها أنه لا يعطف
بالظاهر على مضمر المخفوض إلا بإعادة الخافض لأنه معه كشيء واحد لا ينفرد
منه ولا يحال بينه وبينه ولا يعطف عليه غلا بإعادة الخافض والعلة في ذلك
أنه لما كان العطف على المضمر المرفوع قبيحا حتى يؤكد لم يكن بعد القبح
إلا الامتناع وأيضا فإن النبي صلى الله عليه و سلم نهانا أن نحلف بغير
الله فكيف ننهى عن شيء ويؤتى به وإنما يجوز مثل ذلك في نظام الشعر ووزنه
اضطرارا كما قال الشاعر
سورة النساء ... فاليوم قد بت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك
والايام من عجب ...
وليس في القرآن بحمد الله موضع اضطرار هذا احتجاج البصريين
فأما الكوفيون فأجازوا الخفض واحتجوا للقارئ بأنه أضمر الخافض واستدلوا
بأن العجاج كان إذا قيل له كيف تجدك يقول خير عافاك الله يريد بخير
وقال بعضهم معناه واتقوه في الأرحام أن تقطعوها
وإذا كان البصريون لم يسمعوا الخفض في مثل هذا ولا عرفوا إضمار الخافض فقد
عرفه غيرهم وأنشد ... رسم دار وقفت في طلله ... كدت أقضي الحياة من خلله
...
أراد ورب رسم دار إلا أنهم مع إجازتهم ذلك واحتجاجهم للقارئ به يختارون
النصب في القراءة
قوله تعالى التي جعل الله لكم قياما يقرأ بإثبات الألف وطرحها وهما لغتان
وأصل الياء فيهما واو وقلبت ياء لكسرة ما قبلها كما قالوا ميعاد وميزان
فالحجة لمن أثبت الألف أن الله تعالى جعل الأموال قياما لإمور عباده
والحجة لمن طرحها أنه أراد جمع قيمة لأن الأموال قيم لجميع المتلفات
فإن قيل فإن التي اسم واحد والأموال جمع فقل إن كل جمع خالف الادميين كان
كواحده المؤنث لأن لفظه وإن كان جمعا كلفظ الواحد ومنه قوله حدائق ذات
بهجة فإن قيل فهلا كان في التثنية كذلك فقل لما صح لفظ التثنية ومعناها
اقتصروا فيها على لفظ واحد ولما وقع الجمع بألفاظ في القلة والكثرة اتسعوا
فيه لاتساع معانيه
سورة النساء
قوله تعالى وسيصلون سعيرا يقرأبضم الياء وفتحها وهما لغتان فالحجة لمن ضم
أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لهم ودليله
قوله إلا من هو صال الجحيم وقال بعض اللغويين صليته النار شويته بها
واصليته النار أحرقته فيها
قوله تعالى وإن كانت واحدة يقرأ بالنصب والرفع والنصب أصوب إلا أن يجعل
بمعنى حدث ووقع وقد ذكر ذلك في البقرة
قوله تعالى فلأمه السدس يقرأ بضم الهمزة وكسرها فمن كسرها فلكسرة اللام
قبلها لئلا يخرج من كسر الى ضم ومن ضم أتى بالكلمة على أصلها لأنه لا خلف
بين العرب في ضمها عند إفرادها
قوله تعالى يوصي بها يقرأ بكسر الصاد وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعل الفعل
للموصي لأنه قد تقدم ذكره في قوله فلأمه والحجة لمن فتح أنه جعله فعل ما
لم يسم فاعله
قوله تعالى يدخله جنات يقرأ بالنون والياء وكذلك يدخله نارا فالحجة لمن
قرأها بالياء قوله تعالى في أول الكلام ومن يطع الله يدخله ولو كان بالنون
لقال ومن يطعنا والحجة لمن قراهما بالنون أن العرب ترجع من الخطاب إلى
الغيبة ومن الغيبة إلى الخطاب كقوله تعالى حتى إذا كنتم في الفلك وجرين
بهم ولم يقل بكم ومن ذلك قول عنترة
سورة النساء ... حلت بأرض الزائرين فأصبحت ... عسرا على طلابك
ابنة مخرم ...
قوله تعالى واللذان يأتيانها منكم يقرأ بتشديد النون وتخفيفها وكذلك ما
كان في القرآن من نون التثنية في مثل هذا فالحجة لمن شدد أنه جعل التشديد
عوضا من الياء المحذوفة في الذي كما جعلها عوضا من الألف في إن هذان
لساحران ليفرق بين ما قد سقط منه حرف وبين ما قد بنى على لفظه وتمامه
والحجة لمن خفف أن العرب قد تخذف طلبا للتخفيف من غير تعويض وتعوض طلبا
للإتمام وكل من ألفاظها ومستعمل في كلامها فأما قوله فذانك فإن من شدد
النون جعله تثنية ذلك وتقديره ذان لك فقلب من اللام نونا وأدغم
ومن خفف جعله تثنية ذاك فأتى بالنون الخفيفة للاثنين فأما دخول الكاف فيها
فلمعنى الخطاب ولا موضع لها من الإعراب والدليل على ذلك أن النون لا تثبت
مع الإضافة وإنما كسرت اللام في ذلك لسكونها وسكون الألف قبلها واختير لها
لئلا يلتبس بقولهم في الإشارة ذالك إذا أردت هذا لك ثم خزلت الهاء فأما
جمع ذلك ف أولئك وأما جمع ذاك ف أولاك واللام في ذلك زائدة لتراخي المشار
إليه
قوله تعالى بفاحشة مبينة يقرأ بكسر الياء وفتحها ها هنا وفي الأحزاب
والطلاق فالحجة لمن كسر أنه جعل الفاحشة هي الفاعلة والمبينة على فاعلها
والحجة لمن فتح أنه جعل الفاحشة مفعولا بها والله تعالى بينها فأما قوله
آيات مبينات فالفتح فيها بمعنى مفسرات والكسر بمعنى مفصلات
سورة النساء
قوله تعالى أن ترثوا النساء كرها يقرأ بفتح الكاف وضمها فقيل هما لغتان
بمعنى وقيل الفتح للمصدر والضم للاسم وقيل الفتح لما كرهته والضم لما
استكرهت عليه أو شق عليك
قوله تعالى المحصنات يقرأ بفتح الصاد وكسرها فالحجة لمن فتح أنه جعلهن
مفعولا بهن لأن أزواجهن أحصنوهن والحجة لمن كسر أنه جعل الفعل لهن أي أحصن
أنفسهن فهن محصنات لها أي عفيفات أو تكون أحصنت نفسها بالإسلام من الفجور
فصارت محصنة
وكل ما في كلام العرب من أفعل فاسم الفاعل فيه مفعل إلا ثلاثة أحرف فإنها
جاءت بفتح العين أحصن فهو محصن وأسهب في القول فهو مسهب وألفح إذا أفلس
فهو ملفح
قوله تعالى وأحل لكم يقرأبفتح الهمزة وضمها فالحجة لمن فتح قوله كتاب الله
عليكم لأن معناه كتب الله كتابا عليكم وأحل لكم لأن ذلك أقرب إلى ذكر الله
تعالى والحجة لمن ضم أنه عطفه على قوله حرمت عليكم وجاز له ذلك لأنه إنما
يأتي محظور بعد مباح أو مباح بعد محظور وأحل بعد حرم أحسن وأليق بمعنى
الكلام
قوله تعالى مدخلا كريما يقرأ بضم الميم وفتحها وكذلك مما شاكله فالحجة لمن
ضم أنه جعله مصدرا من أدخل يدخل ودليله قوله تعالى وقل رب أدخلني مدخل
مصدق وأخرجني مخرج صدق والحجة لمن فتح أنه جعله مصدرا من دخل يدخل
سورة النساء مدخلا ودخولا ودليله قوله تعالى حتى مطلع الفجر
ويجوز أن يكون الفتح اسما للمكان وربما جاء بالضم
قوله تعالى واسألوا الله من فضله يقرأ هو وما شاكله من الأمر بالهمز وتركه
إذا تقدمت الواو والفاء قبل الفعل فالحجة لمن همز أن الهمزة إنما تسقط
فيما كثر استعماله من الأفعال في الأمر فإذا تقدمت الواو عادت الهمزة إلى
أصلها ودليله قوله تعالى وأمر أهلك بالصلاة فاتفاقهم على همز ذلك يدل على
ثبات الهمز في هذا وما ماثله والحجة لمن ترك الهمز أنه لما اتفقت القراء
والخط على حذف الألف من قوله سل بني إسرائيل وكان أصله أسأل في الأمر
فنقلوا فتحة الهمزة إلى السين فغنوا عن ألف الوصل لحركتها وسقطت الهمزة
المنقولة الحركة لسكونها بالتليين وسكون لام الفعل فلما تقدمت الواو بقي
الكلام على ما كان عليه قبل دخولها
قوله تعالى والذين عقدت يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبترك الألف وتخفيف
القاف فالحجة لمن أثبت الألف أنه جعله من المعاقدة وهي المحالفة في
الجاهلية أنه يواليه ويرثه ويقوم بثأره فأمروا بالوفاء لهم ثم نسخ ذلك
بآية المواريث فحسنت الألف ها هنا لأنها تجيء في بناء فعل الاثنين والحجة
لمن حذف الألف أنه يقول ها هنا صفة محذوفة والمعنى والذين عقدت أيمانكم
لهم الحلف
قوله تعالى ويأمرون الناس بالبخل يقرأ بضم الياء واسكان الخاء وبفتحهما
وهما لغتان كالعدم والعدم والحزن والحزن وقيل التحريك المصدر والإسكان
الاسم
قوله تعالى وإن تك حسنة يضاعفها يقرأ بنصب حسنة ورفعها وبإثبات الألف
وطرحها وقد ذكرت الحجة فيهما آنفا فأغنى عن الإعادة ها هنا
سورة النساء
قوله تعالى لو تسوى بهم الأرض يقرا بضم التاء والتخفيف وبفتحها والتشديد
وقد ذكرت من علة ذلك فيما سلف ما يدل على معناه
قوله تعالى بهم الأرض يقرأ بكسر الهاء والميم وبضمهما وبكسر الهاء وضم
الميم فالحجة لمن كسرهما أنه كسر الهاء لمجاورة الباء والميم لالتقاء
الساكنين والحجة لمن صمهما أنه ردهما إلى الأصل الذي كانا عليه قبل دخول
الباء
ومن كسر الهاء فلمجاورة الباء وبقي الميم على أصل ما كانت عليه وأسقط
الواو بعدها تخفيفا وحرك الميم بحركة قد كانت لها في الأصل
قوله تعالى أو لامستم النساء يقرأبإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها
أنه جعل الفعل للرجل والمرأة ودليله أن فعل الاثنين لم يأت عن فصحاء العرب
إلا ب فاعلت وب المفاعلة وأوضح الأدلة على ذلك قولهم جامعت المرأة ولم
يسمع منهم جمعت والحجة لمن طرحها أنه جعلها فعلا للرجل دون المرأة ودليله
قوله تعالى إذا نكحتم المؤمنات ولم يقل ناكحتم
وكل قد ذهب من العربية مذهبا أبان به عن فضله وفصاحته
قوله تعالى أن اقتلوا 000 أو اخرجوا قد تقدم القول في الحجة له
قوله تعالى ما فعلوه إلا قليل منهم تفرد ابن عامر بنصبه والرفع وجه
القراءة لأن من شرط المستثنى إذا أتى بعد موجب نصب وإذا أتى بعد منفي رفع
فقال الفراء محتتجا له إنما نصب لأنه أراد ما فعلوه إلا قليلالأن إلاعنده
مركبة من إن
سورة النساء ولا كما كانت لولامركبة من لو ولا
وقال غيره هو منصوب بفعل مضمر معناه استثنى قليلا منهم وهذا احتجاج فيه
بعض الوهن لأنه يدخل عليه ما يفسده
والاختيار في هذا أنه رد لفظ النفي على ما كان في الإيجاب كأن قائلا قال
قد فعلوه إلا قليلا منهم فرد عليه لفظه مجحودا فقال ما فعلوه إلا قليلا
منهم كما يقول قد قام زيد فيرد عليك ما قام زيد فهذا وجه قريب
ووجه ثان أنك إذا قلت ما قام أحد إلا زيد أبدلت زيدا من أحد فرفعته فكأنك
قلت ما قام إلا زيد ولم تأت بأحد فإن لم تقدر البدل في كلامك وجعلت قولك
ما قام أحد كلاما تاما لا تنوي فيه الإبدال من أحد ثم استثنيت على هذا
نصبت فقلت ما قام أحد إلا زيدا فعلى هذا تصح قراءة ابن عامر بالنصب كأنه
قال ما فعلوه على تمام الكلام وترك تقدير البدل فيه ثم قال بعد ذلك إلا
قليلا منهم فهذا وجه صحيح وما قبله ليس بخارج عنه
قوله تعالى كأن لم تكن بينكم يقرأ بالياء والتاء وقد قلنا فيمن قرأه وما
أشبهه بالياء أنه أقام الفصل مقام علامة التأنيث أو أن تأنيثه ليس بحقيقي
أو أن المودة والود بمعنى وأن من قرأه بالتاء أتى بالكلام على ما أوجبه له
من لفظ التأنيث
قوله تعالى ولا تظلمون فتيلا يقرأ بالتاء والياء فالتاء جامعة للخطاب
والغيبة يريد بذلك أنتم وهم والياء لمعنى الغيبة فقط وقيل في الفتيل هو ما
كان في شق النواة وقيل ما فتلته بين أصابعك من الوسخ والنقير نقطة في
ظهرها والقطمير غشاوتها وقيل قمعها
قوله تعالى حصرت صدورهم يقرأبالإدغام والإظهار فالحجة لمن أدغم مقاربة
التاء من الصاد لأن السكون في تاء التأنيث بنية فلما كان السكون لها لازما
كان إدغامها واجبا والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على ما يجب في الأصل
من البيان
سورة النساء قوله تعالى فتبينوا يقرأبالياء من التبيين وبالتاء
من التثبت ها هنا وفي الحجرات والأمر بينهما قريب لأن من تبين فقد تثبت
ومن تثبت فقد تبين
قوله تعالى ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام يقرأ بإثبات الألف وطرحها
فالحجة لمن أثبتها أنه أراد التحية ودليله أن رجلا سلم عليهم فقتلوه لأنهم
قدروا أنه فعل ذلك خوفا فقرعهم الله به والحجة لمن طرحها أنه جعله من
الاستسلام وإعطاء المقادة من غير امتناع
قوله تعالى غير أولي الضرر يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعله من
وصف القاعدين والوصف تابع للموصوف والحجة لمن نصب أنه جعل غير استثناء
بمعنى إلا فأعربها بإعراب الاسم بعد إلا وخفض بها ما بعدها ودليله على ذلك
أنها نزلت في ابن أم مكتوم الضرير
قوله تعالى فسوف يؤتيه يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأ بالياء أنه من
إخبار الرسول عليه السلام عن الله عز و جل والحجة لمن قرأ بالنون أنه من
إخبار الله عز و جل عن نفسه بالنون
قوله تعالى إلا أن يصالحا يقرأ بفتح الياء والتشديد وبضمها والتخفيف
فالحجة لمن شدد أنه أراد يتصالحا فأسكن التاء وأدغم فلذلك شدد والحجة لمن
خفف أنه أخذه من أصلح
فإن قيل فلو كان كذلك لجاء المصدر على إصلاح فقل العرب تقيم الاسم مقام
المصدر كقوله من ذا يقرض الله قرضا ولم يقل إقراضا
سورة النساء
قوله تعالى فأولئل يدخلون الجنة يقرأبضم الياء وفتحها فالحجة لمن ضم أنه
جعله فعل ما لم يسم فاعله طابق بذلك بين لفظي الفعلين والحجة لمن فتح أنه
جعل الفعل للداخلين لأن من أذن له الله في دخول الجنة كان هو الداخل وخالف
بين الفعلين لأن الدخول إليهم وترك الظلم ليس إليهم
قوله تعالى والكتاب الذي نزل على رسوله يقرأ بفتح النون وضمها والتشديد
فالحجة لمن فتح أنه جعل الفعل لله تعالى وعطف الثاني بفتح الهمزة عليه
والحجة لمن ضم أنه جعله فعلا لما لم يسم فاعله وعطف الثاني بضم الهمزة
عليه
قوله تعالى وإن تلووا يقرأ بإسكان اللام وواوين بعده وبضمها وواو واحدة
ساكنة فالحجة لمن قرأ بواوين جعله فعلا من لويت حقه وأصله تلويوا فاستثقلت
الضمة على الياء فحذفت وخزلت الواو لالتقاء الساكنين ثم ضمت الواو الأولى
لمجاورة الثانية وسقطت النون علامة للجزم والحجةلمن قرأه بواو واحدة أنه
جعله من الولاية يريد وإن تلوا ذلك أو تتركوه معناه أو تعرضوا عنه تاركين
له وأصله توليوا فخزلت الواو الأولى لوقوعها بين ياء وكسرة وخزلت الياء
لوقوع الحركة عليها وضمت اللام لمجاورة الواو
قوله تعالى في الدرك الأسفل يقرأ بإسكان الراء وفتحها فالحجة لمن حرك أنه
أتى بالكلام على أصله لأن التحريك فيه أيسر وأشهر والحجة لمن أسكن أنه أتى
به على طريق التخفيف والدرجات للنار كالدرجات للجنة والدرجات في العلو
كالدرجات في السفل
سورة المائدة
قوله تعالى فسوف يؤتيه و أولئك سنؤتيهم يقرآن بالنون والياء وقد تقدم
القول في أمثاله بما يغني عن إعادته
قوله تعالى لاتعدوا في السبت يقرا بإسكان العين والتخفيف وبفتحها والتشديد
فالحجة لمن فتح وشدد أنه أراد تعتدوا فنقل حركة التاء إلى العين وادغم
التاء في الدال فالتشديد لذلك وأصله تفتعلوا من الاعتداء ومثله تخطف وتهدي
والحجة لمن أسكن وخفف أنه أراد لا تفعلوا من العدوان وروى عن نافع إسكان
العين وتشديد الدال وهو قبيح لجمعه بين ساكنين ليس أحدهما بحرف مد ولين في
كلمة واحدة فالحجةله أنه أسكن وهو يريد الحركة وذلك من لغة عبد القيس
لأنهم يقولون اسل زيدا فيدخلون ألف الوصل على متحرك لأنهم يريدون فيه
الإسكان فعلى ذلك أسكن نافع وهو ينوي الحركة
قوله تعالى وآتينا داود زبورا يقرأ بفتح الزاي وضمها فالحجة لمن فتح أنه
أراد واحدا مفردا والحجة لمن ضم أنه أراد الجمع فالأول كقولك عمود والثاني
كقولك عمد والزبر الكتب تقول العرب زبرت الكتاب بالزاي كتبته وذبرته
بالذال قرأته فأما زبر الحديد فواحدتها زبرة كقولك سدفة وسدف
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ومن سورة المائدة
قوله تعالى شنآن قوم يقرأ بإسكان النون وفتحها فالحجة لمن أسكن أنه بنى
المصدر على أصله قبل دخول الألف والنون عليه والحجة لمن فتح أنه أتى به
على
سورة المائدة ما تأتي أمثاله من المصادر المزيد فيها كقولك
الضربان والهملان
ومعنى قوله ولا يجرمنكم يريد لا يكسبنكم من قولهم فلان جريمة أهله أي
كاسبهم
قوله تعالى أن صدوكم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد لا
يكسبنكم بعض قوم لأن صدوكم أي لصدهم إياكم والحجة لمن كسر أنه جعلها حرف
شرط وجعل الماضي بعدها بمعنى المضارع
قوله تعالى وأرجلكم يقرأ بالنصب والخفض فالحجةلمن نصب أنه رده بالواو على
أول الكلام لأنه عطف محدودا على محدود لأن ما أوجب الله غسله فقد حصره بحد
وما أوجب مسحه أهمله بغير حد والحجة لمن خفض أن الله تعالى أنزل القرآن
بالمسح على الرأس والرجل ثم عادت السنة للغسل ولا وجه لمن أدعى أن الأرجل
مخفوضة بالجوار لأن ذلك مستعمل في نظم الشعر للاضطرار وفي الأمثال والقرآن
لا يحمل على الضرورة وألفاظ الأمثال
قوله تعالى قلوبهم قاسية يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد
فالحجة لمن خفف أنه قال أصله قاسوة لأنه من القسوة فانقلبت ياء لكسرة
السين والحجة لمن شدد أنه قال أصلها قسيوة فلما اجتمعت الياء والواو
والسابق ساكن قلبوا الواو ياء وأدغموها فالتشديد لذلك
وقال بعض اللغويين معنى قاسية شديدة ومعنى قسية رديئة من قولهم درهم قسى
أي بهرج وقيل معناهما لا يرق بالرحمة
سورة المائدة
قوله تعالى واخشون ولا تشتروا يقرا بإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبت
أنه أتى به على الأصل والحجة لمن حذف أنه اتبع الخط وهذا في كتاب الله عز
و جل في ثلاثة مواضع في البقرة واخشوني وصله ووقفه بالياء وفي المائدة
واخشون اليوم وصله ووقفه بغير ياء وفيها واخشوني ولا تشتروا قرئ وصلا
بالياء ووقفا بغير ياء
قوله تعالى من أجل ذلك أجمع القراء على إسكان النون وتحقيق الهمزة إلا ما
رواه ورش عن نافع من فتح النون وحذف الهمزة وطرح حركتها على النون والحجة
له أنه استثقل الهمزة محققة فلما وقع قبلها ساكن استروح إلى نقل حركتها
إليه وإلقائها لأنه قد صار عليها دليل من حركة الساكن ومثله في قراءته قد
أفلح ومعنى من أجل ذلك من أجل قتل ابن آدم أخاه
قوله تعالى السحت يقرأ بضم الحاء وإسكانها وقد ذكرنا الحجة للقارئ بها
فيما سلف
قوله تعالى أن النفس بالنفس يقرأ بنصب النفس فقط ورفع ما بعدها وبنصب
النفس وما بعدها إلى آخر الكلام وبنصب النفس وما بعدها إلى قوله والجروح
قصاص فإنه رفع فالحجة لمن نصب النفس ورفع ما بعدها أن النفس منصوبة بأن
وبالنفس خبرها وإذا تمت أن باسمها وخبرها كان الاختيار فيما أتى بعد ذلك
الرفع لأنه حرف دخل على المبتدأ وخبره ودليله على ذلك قوله تعالى أن الله
بريء من المشركين ورسوله والحجة لمن نصب إلى آخر الكلام أن أن وإن كانت
حرفا فهي شبيهة
سورة المائدة بالفعل الماضي لبنائها على فتح آخرها كبنائه وصحة
كناية الاسم المنصوب فيها كصحة كنايته في الفعل إذا قلت ضربني وأنني فلما
كانت بهذه المنزلة وكان الاسم الأول منصوبا بها كان حق المعطوف بالواو أن
يتبع لفظ ما عطف عليه إلى انتهائه والحجة لمن نصب الكلام ورفع الجروح أن
الله تعالى كتب في التوراة على بني إسرائيل أن النفس بالنفس إلى قوله
والسن بالسن ثم كأنه قال والله أعلم ومن بعد ذلك الجروح قصاص والدليل على
انقطاع ذلك من الأول أنه لم يقل فيه والجروح بالجروح قصاص فكان الرفع
بالابتداء أولى لأنه لما فقد لفظ أن استأنف لطول الكلام
قوله تعالى والأذن بالأذن يقرأ بضم الذال وإسكانها فالحجة لمن ضم أنه أتى
ذلك ليتبع الضم الضم والأصل عنده الإسكان
ومن أسكن فالحجة له أنه خفف لثقل توالي الضمتين والأصل عنده الضم ويمكن أن
يكون الضم والإسكان لغتين
قوله تعالى وليحكم أهل الإنجيل يقرا بإسكان اللام وكسرها فالحجة لمن أسكن
أنه جعلها لام الأمر فجزم بها الفعل وأسكنها تخفيفا وإن كان الأصل فيها
الكسر والحجة لمن كسر أنه جعلها لام كي فنصب بها الفعل وتقدير الكلام
وآتيناه الإنجيل ليحكم أهله بما أنزل الله فيه
والوجه أن يكون لام الأمر لأنها في حرف عبد الله وأبي وأن ليحكم
قوله تعالى أفحكم الجاهلية يبغون يقرأ بالتاء والياء فالحجة لمن قرأ
بالتاء أن معناه والله أعلم قل يا محمد للكفرة إذا كنتم لا تحكمون بما في
كتب الله عز و جل أفتبغون حكم الجاهلية والحجة لمن قرأه بالياء أنه إخبار
من الله تعالى عنهم في حال الغيبة فدل بالياء على ذلك قوله تعالى ويقول
الذين آمنوا يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع
سورة المائدة أنه ابتدأ بالفعل فأعربه بما وجب له بلفظ المضارعة
والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أن يأتي وأن يقول
قوله تعالى من يرتد منكم تقرأ بالإدغام والفتح وبالإظهار والجزم فالحجة
لمن أدغم أنه لغة أهل الحجاز لأنهم يدغمون الأفعال لثقلها كقوله تعالى
إنما نعد لهم عدا ويظهرون الأسماء لخفتها كقوله عدد سنين ليفرقوا بذلك بين
الاسم والفعل والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل ورغب مع موافقة
اللغة في الثواب إذ كان له بكل حرف عشر حسنات
قوله تعالى والكفار أولياء يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه رده على
قوله لا تتخذوا الذين أتخذوا دينكم والكفار لأن معنى الألف واللام في
الكفار بمعنى الذي
ويجوز أن يكون معطوفا على موضع من في قوله من الذين لأن موضعه نصب فيكون
كقول الشاعر ... معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا ...
فعطف الحديد على موضع الباء والجبال لأن موضعهما نصب بخبر ليس والحجة لمن
خفض أنه عطفه على قوله من الذين لفظا يريد ومن الكفار لأنه كذلك في حرف
عبد الله وأبي والحجة لمن أماله كسر الراء في آخره والحجة لمن فخمه أنه
جمع والجمع يستثقل فيه ما يستخف في الواحد
قوله تعالى وعبد الطاغوت يقرا بفتح الباء ونصب التاء وبضم الباء وخفض
سورة المائدة التاء فالحجة لمن فتح الباء أنه جعله فعلا ماضيا
مردودا على قوله من لعنه الله ومن عبد الطاغوت والحجة لمن ضم الباء أنه
جعله جمع عبد واضافه إلى الطاغوت
وعبد يجمع على ثمانية أوجه هذا أقلها وقال الفراء ويجوز أن يكون عبد ها
هنا واحدا ضمت الباء منه دلالة على المبالغة كما قالوا حذر ويقظ ومعناه
وخدم الطاغوت والطاغوت يكون واحدا وجمعا ومذكرا ومؤنثا وشاهد ذلك في
القرآن موجود
قوله تعالى فما بلفت رسالته و حيث يجعل رسالته وعلى الناس برسالتي يقرأن
بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه جعل الخطاب للرسول عليه السلام والحجة
لمن جمع أنه جعل كل وحي رسالة فالاختيار في قوله حيث يجعل رسالته الجمع
لقوله مثل ما أوتي رسل الله
قوله تعالى وحسبوا أن لا تكون يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل
لا بمعنى ليس لأنها يجحد بها كما يجحد ب لا فحالت بين أن وبين النصب وقال
البصريون أن هذه مخففة من المشددة وليست أن التي وضعت
سورة المائدة لنصب الفعل فلا تدخل عليه إلا بفاصلة إما ب لا أو
بالسين ليكون لك عوضا من التشديد وفاصلة بينها وبين غيرها ومنه قوله تعالى
علم أن سيكون منكم مرضى أفلا يرون ألا يرجع لم يختلف القراء في رفعه ولا
النحويون أنها مخففة من الشديدة وأن الأصل فيه أنه لا يرجع وأنه سيكون
والحجة لمن نصب أنه جعل أن الناصبة للفعل ولم يحل ب لا بينها وبين الفعل
كما قال تعالى ما منعك أن تسجد و ألا تسجد
قوله تعالى بما عاقدتم يقرأ بإثبات الألف وبالتخفيف وبطرحها والتشديد
فالحجة لمن أثبتها أنه فعل من اثنين فما زاد والحجة لمن خفف أنه أراد
فعلتم ذلك من العقد والحجة لمن شدد أنه اراد أكدتم وقد ذكر في النساء
بأبين من هذا وكذلك قيما وقياما أيضا
قوله تعالى فجزاء مثل ما قتل يقرأ بالتنوين ورفع مثل وبطرح التنوين وإضافة
مثل فالحجة لمن نون أنه جعل قوله فجزاء مبتدأ وجعل قوله مثل الخبر أو
برفعه بإضمار يريد فعليه جزاء ويكون مثل بدلا من جزاء والحجة لمن أضاف أنه
رفعه بالابتداء والخبر قوله من النعم وما ها هنا على وجهين أحدهما أن يكون
بمعنى مثل الذي قبل والثاني أن يكون بمعنى مثل المقتول
قوله تعالى
قوله تعالى أو كفارة طعام يقرأ بالتنوين ورفعهما وبطرح التنوين والإضافة
فالحجة لمن رفع الطعام أنه جعله بدلا من الكفارة لأنه هي في المعنى وهذا
بدل الشيء من الشيء وهو هو وفيه أنه بدل معرفة من نكرة والحجة لمن أضاف
أنه أقام
سورة المائدة الاسم مقام المصدر فجعل الطعام مكان الإطعام
قوله تعالى هل يستطيع ربك يقرأ بالياء والرفع وبالتاء والنصب فالحجة لمن
قر أ بالرفع أنه جعل الفعل لله تعالى فرفعه به وهم في هذا السؤال عالمون
أنه يستطيع ذلك فلفظه لفظ الاستفهام ومعناه معنى الطلب والسؤال والحجة لمن
قرأ بالنصب أنه أراد هل تستطيع سؤال ربك ثم حذف السؤال وأقام ربك مقامه
كما قال واسأل القرية يريد أهل القرية
ومعناه سل ربك أن يفعل بنا ذلك فإنه عليه قادر
قوله تعالى إن هذا إلا سحر مبين بإثبات الألف وطرحها في أربعة مواضع ها
هنا وفي أول يونس وفي هود وفي الصف فالحجة لمن أثبت الألف أنه أراد به اسم
الفاعل والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر
قوله تعالى من الذين استحق يقرأ بضم التاء وكسر الحاء وبفتحها فالحجة لمن
ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لفاعل
قوله تعالى الأوليان يقرأ بالتثنية والجمع فالحجة لمن قرأه بالتثنية أنه
رده على قوله وآخران فأبدله منهما دلالة عليهما والحجة لمن قرأه بالجمع
أنه رده على قوله يأيها الذين آمنوا
قوله تعالى إني منزلها يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه
سورة الأنعام أخذه من نزل فهو منزل والحجة لمن خفف أنه أخذه من
أنزل فهو منزل
قوله تعالى فتكون طيرا يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبت أنه اراد
الواحد من هذا الجنس والحجة لمن طرح أنه أراد الجمع
قوله تعالى هذا يوم ينفع يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل هذا
مبتدأ ويوم ينفع الخبر والحجة لمن نصب أنه جعله ظرفا للفعل وجعل هذا إشارة
إلى ما تقدم من الكلام يريد والله أعلم هذا الغفران والعذاب في يوم ينفع
الصادقين صدقهم أو يكون اليوم ها هنا مبنيا على الفتح لإضافته إلى أسماء
الزمان لأنه مفعول فيه فإن قيل فالأفعال لا تضاف ولا يضاف إليها فقل إن
الفعل وإن أضيف ها هنا إلى أسماء الزمان فالمراد به المصدر دون الفعل
قوله تعالى شنآن قوم يقرأ بإسكان النون وفتحها فالحجة لمن أسكن أنه بنى
المصدر على أصله قبل دخول الألف والنون عليه والحجة لمن فتح أنه أتى به
على
سورة المائدة ما تأتي أمثاله من المصادر المزيد فيها كقولك
الضربان والهملان
ومعنى قوله ولا يجرمنكم يريد لا يكسبنكم من قولهم فلان جريمة أهله أي
كاسبهم
قوله تعالى أن صدوكم يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد لا
يكسبنكم بعض قوم لأن صدوكم أي لصدهم إياكم والحجة لمن كسر أنه جعلها حرف
شرط وجعل الماضي بعدها بمعنى المضارع
قوله تعالى وأرجلكم يقرأ بالنصب والخفض فالحجةلمن نصب أنه رده بالواو على
أول الكلام لأنه عطف محدودا على محدود لأن ما أوجب الله غسله فقد حصره بحد
وما أوجب مسحه أهمله بغير حد والحجة لمن خفض أن الله تعالى أنزل القرآن
بالمسح على الرأس والرجل ثم عادت السنة للغسل ولا وجه لمن أدعى أن الأرجل
مخفوضة بالجوار لأن ذلك مستعمل في نظم الشعر للاضطرار وفي الأمثال والقرآن
لا يحمل على الضرورة وألفاظ الأمثال
قوله تعالى قلوبهم قاسية يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد
فالحجة لمن خفف أنه قال أصله قاسوة لأنه من القسوة فانقلبت ياء لكسرة
السين والحجة لمن شدد أنه قال أصلها قسيوة فلما اجتمعت الياء والواو
والسابق ساكن قلبوا الواو ياء وأدغموها فالتشديد لذلك
وقال بعض اللغويين معنى قاسية شديدة ومعنى قسية رديئة من قولهم درهم قسى
أي بهرج وقيل معناهما لا يرق بالرحمة
سورة المائدة
قوله تعالى واخشون ولا تشتروا يقرا بإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبت
أنه أتى به على الأصل والحجة لمن حذف أنه اتبع الخط وهذا في كتاب الله عز
و جل في ثلاثة مواضع في البقرة واخشوني وصله ووقفه بالياء وفي المائدة
واخشون اليوم وصله ووقفه بغير ياء وفيها واخشوني ولا تشتروا قرئ وصلا
بالياء ووقفا بغير ياء
قوله تعالى من أجل ذلك أجمع القراء على إسكان النون وتحقيق الهمزة إلا ما
رواه ورش عن نافع من فتح النون وحذف الهمزة وطرح حركتها على النون والحجة
له أنه استثقل الهمزة محققة فلما وقع قبلها ساكن استروح إلى نقل حركتها
إليه وإلقائها لأنه قد صار عليها دليل من حركة الساكن ومثله في قراءته قد
أفلح ومعنى من أجل ذلك من أجل قتل ابن آدم أخاه
قوله تعالى السحت يقرأ بضم الحاء وإسكانها وقد ذكرنا الحجة للقارئ بها
فيما سلف
قوله تعالى أن النفس بالنفس يقرأ بنصب النفس فقط ورفع ما بعدها وبنصب
النفس وما بعدها إلى آخر الكلام وبنصب النفس وما بعدها إلى قوله والجروح
قصاص فإنه رفع فالحجة لمن نصب النفس ورفع ما بعدها أن النفس منصوبة بأن
وبالنفس خبرها وإذا تمت أن باسمها وخبرها كان الاختيار فيما أتى بعد ذلك
الرفع لأنه حرف دخل على المبتدأ وخبره ودليله على ذلك قوله تعالى أن الله
بريء من المشركين ورسوله والحجة لمن نصب إلى آخر الكلام أن أن وإن كانت
حرفا فهي شبيهة
سورة المائدة بالفعل الماضي لبنائها على فتح آخرها كبنائه وصحة
كناية الاسم المنصوب فيها كصحة كنايته في الفعل إذا قلت ضربني وأنني فلما
كانت بهذه المنزلة وكان الاسم الأول منصوبا بها كان حق المعطوف بالواو أن
يتبع لفظ ما عطف عليه إلى انتهائه والحجة لمن نصب الكلام ورفع الجروح أن
الله تعالى كتب في التوراة على بني إسرائيل أن النفس بالنفس إلى قوله
والسن بالسن ثم كأنه قال والله أعلم ومن بعد ذلك الجروح قصاص والدليل على
انقطاع ذلك من الأول أنه لم يقل فيه والجروح بالجروح قصاص فكان الرفع
بالابتداء أولى لأنه لما فقد لفظ أن استأنف لطول الكلام
قوله تعالى والأذن بالأذن يقرأ بضم الذال وإسكانها فالحجة لمن ضم أنه أتى
ذلك ليتبع الضم الضم والأصل عنده الإسكان
ومن أسكن فالحجة له أنه خفف لثقل توالي الضمتين والأصل عنده الضم ويمكن أن
يكون الضم والإسكان لغتين
قوله تعالى وليحكم أهل الإنجيل يقرا بإسكان اللام وكسرها فالحجة لمن أسكن
أنه جعلها لام الأمر فجزم بها الفعل وأسكنها تخفيفا وإن كان الأصل فيها
الكسر والحجة لمن كسر أنه جعلها لام كي فنصب بها الفعل وتقدير الكلام
وآتيناه الإنجيل ليحكم أهله بما أنزل الله فيه
والوجه أن يكون لام الأمر لأنها في حرف عبد الله وأبي وأن ليحكم
قوله تعالى أفحكم الجاهلية يبغون يقرأ بالتاء والياء فالحجة لمن قرأ
بالتاء أن معناه والله أعلم قل يا محمد للكفرة إذا كنتم لا تحكمون بما في
كتب الله عز و جل أفتبغون حكم الجاهلية والحجة لمن قرأه بالياء أنه إخبار
من الله تعالى عنهم في حال الغيبة فدل بالياء على ذلك قوله تعالى ويقول
الذين آمنوا يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع
سورة المائدة أنه ابتدأ بالفعل فأعربه بما وجب له بلفظ المضارعة
والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أن يأتي وأن يقول
قوله تعالى من يرتد منكم تقرأ بالإدغام والفتح وبالإظهار والجزم فالحجة
لمن أدغم أنه لغة أهل الحجاز لأنهم يدغمون الأفعال لثقلها كقوله تعالى
إنما نعد لهم عدا ويظهرون الأسماء لخفتها كقوله عدد سنين ليفرقوا بذلك بين
الاسم والفعل والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل ورغب مع موافقة
اللغة في الثواب إذ كان له بكل حرف عشر حسنات
قوله تعالى والكفار أولياء يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه رده على
قوله لا تتخذوا الذين أتخذوا دينكم والكفار لأن معنى الألف واللام في
الكفار بمعنى الذي
ويجوز أن يكون معطوفا على موضع من في قوله من الذين لأن موضعه نصب فيكون
كقول الشاعر ... معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا ...
فعطف الحديد على موضع الباء والجبال لأن موضعهما نصب بخبر ليس والحجة لمن
خفض أنه عطفه على قوله من الذين لفظا يريد ومن الكفار لأنه كذلك في حرف
عبد الله وأبي والحجة لمن أماله كسر الراء في آخره والحجة لمن فخمه أنه
جمع والجمع يستثقل فيه ما يستخف في الواحد
قوله تعالى وعبد الطاغوت يقرا بفتح الباء ونصب التاء وبضم الباء وخفض
سورة المائدة التاء فالحجة لمن فتح الباء أنه جعله فعلا ماضيا
مردودا على قوله من لعنه الله ومن عبد الطاغوت والحجة لمن ضم الباء أنه
جعله جمع عبد واضافه إلى الطاغوت
وعبد يجمع على ثمانية أوجه هذا أقلها وقال الفراء ويجوز أن يكون عبد ها
هنا واحدا ضمت الباء منه دلالة على المبالغة كما قالوا حذر ويقظ ومعناه
وخدم الطاغوت والطاغوت يكون واحدا وجمعا ومذكرا ومؤنثا وشاهد ذلك في
القرآن موجود
قوله تعالى فما بلفت رسالته و حيث يجعل رسالته وعلى الناس برسالتي يقرأن
بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه جعل الخطاب للرسول عليه السلام والحجة
لمن جمع أنه جعل كل وحي رسالة فالاختيار في قوله حيث يجعل رسالته الجمع
لقوله مثل ما أوتي رسل الله
قوله تعالى وحسبوا أن لا تكون يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل
لا بمعنى ليس لأنها يجحد بها كما يجحد ب لا فحالت بين أن وبين النصب وقال
البصريون أن هذه مخففة من المشددة وليست أن التي وضعت
سورة المائدة لنصب الفعل فلا تدخل عليه إلا بفاصلة إما ب لا أو
بالسين ليكون لك عوضا من التشديد وفاصلة بينها وبين غيرها ومنه قوله تعالى
علم أن سيكون منكم مرضى أفلا يرون ألا يرجع لم يختلف القراء في رفعه ولا
النحويون أنها مخففة من الشديدة وأن الأصل فيه أنه لا يرجع وأنه سيكون
والحجة لمن نصب أنه جعل أن الناصبة للفعل ولم يحل ب لا بينها وبين الفعل
كما قال تعالى ما منعك أن تسجد و ألا تسجد
قوله تعالى بما عاقدتم يقرأ بإثبات الألف وبالتخفيف وبطرحها والتشديد
فالحجة لمن أثبتها أنه فعل من اثنين فما زاد والحجة لمن خفف أنه أراد
فعلتم ذلك من العقد والحجة لمن شدد أنه اراد أكدتم وقد ذكر في النساء
بأبين من هذا وكذلك قيما وقياما أيضا
قوله تعالى فجزاء مثل ما قتل يقرأ بالتنوين ورفع مثل وبطرح التنوين وإضافة
مثل فالحجة لمن نون أنه جعل قوله فجزاء مبتدأ وجعل قوله مثل الخبر أو
برفعه بإضمار يريد فعليه جزاء ويكون مثل بدلا من جزاء والحجة لمن أضاف أنه
رفعه بالابتداء والخبر قوله من النعم وما ها هنا على وجهين أحدهما أن يكون
بمعنى مثل الذي قبل والثاني أن يكون بمعنى مثل المقتول
قوله تعالى
قوله تعالى أو كفارة طعام يقرأ بالتنوين ورفعهما وبطرح التنوين والإضافة
فالحجة لمن رفع الطعام أنه جعله بدلا من الكفارة لأنه هي في المعنى وهذا
بدل الشيء من الشيء وهو هو وفيه أنه بدل معرفة من نكرة والحجة لمن أضاف
أنه أقام
سورة المائدة الاسم مقام المصدر فجعل الطعام مكان الإطعام
قوله تعالى هل يستطيع ربك يقرأ بالياء والرفع وبالتاء والنصب فالحجة لمن
قر أ بالرفع أنه جعل الفعل لله تعالى فرفعه به وهم في هذا السؤال عالمون
أنه يستطيع ذلك فلفظه لفظ الاستفهام ومعناه معنى الطلب والسؤال والحجة لمن
قرأ بالنصب أنه أراد هل تستطيع سؤال ربك ثم حذف السؤال وأقام ربك مقامه
كما قال واسأل القرية يريد أهل القرية
ومعناه سل ربك أن يفعل بنا ذلك فإنه عليه قادر
قوله تعالى إن هذا إلا سحر مبين بإثبات الألف وطرحها في أربعة مواضع ها
هنا وفي أول يونس وفي هود وفي الصف فالحجة لمن أثبت الألف أنه أراد به اسم
الفاعل والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر
قوله تعالى من الذين استحق يقرأ بضم التاء وكسر الحاء وبفتحها فالحجة لمن
ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لفاعل
قوله تعالى الأوليان يقرأ بالتثنية والجمع فالحجة لمن قرأه بالتثنية أنه
رده على قوله وآخران فأبدله منهما دلالة عليهما والحجة لمن قرأه بالجمع
أنه رده على قوله يأيها الذين آمنوا
قوله تعالى إني منزلها يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه
سورة الأنعام أخذه من نزل فهو منزل والحجة لمن خفف أنه أخذه من
أنزل فهو منزل
قوله تعالى فتكون طيرا يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبت أنه اراد
الواحد من هذا الجنس والحجة لمن طرح أنه أراد الجمع
قوله تعالى هذا يوم ينفع يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل هذا
مبتدأ ويوم ينفع الخبر والحجة لمن نصب أنه جعله ظرفا للفعل وجعل هذا إشارة
إلى ما تقدم من الكلام يريد والله أعلم هذا الغفران والعذاب في يوم ينفع
الصادقين صدقهم أو يكون اليوم ها هنا مبنيا على الفتح لإضافته إلى أسماء
الزمان لأنه مفعول فيه فإن قيل فالأفعال لا تضاف ولا يضاف إليها فقل إن
الفعل وإن أضيف ها هنا إلى أسماء الزمان فالمراد به المصدر دون الفعل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى