لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث - صفحة 2 Empty كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث {الأحد 10 يوليو - 18:51}

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

النوع الحادي عشر


ما تكرر نزوله

416 - صرح جماعة من
المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله قال ابن الحصار قد يتكرر
نزول الآية تذكيرا وموعظة وذكر من ذلك خواتيم سورة النحل وأول سورة الروم



ولا إشكال لأنها نزلت مرة بعد مرة قال وكذلك ما ورد في سورة الإخلاص من
أنها جواب للمشركين بمكة وجواب لأهل الكتاب بالمدينة وكذلك قوله ما كان
للنبي والذين آمنوا الآية قال والحكمة في هذا كله أنه قد يحدث سبب من سؤال
أو حادثة تقتضي نزول آية وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها فيوحى إلى النبي تلك
الآية بعينها تذكيرا لهم بها وبأنها تتضمن هذه
417 - وذكر ابن كثير منه آية الروح وذكر قوم منه الفاتحة وذكر بعضهم منه قوله ما كان للنبي والذين آمنوا الآية
418 - وقال الزركشي في البرهان قد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه وتذكيرا
عند حدوث سببه خوف نسيانه ثم ذكر منه آية الروح وقوله وأقم الصلاة طرفي
النهار الآية 419 - قال فإن سورة الإسراء وهود مكيتان وسبب نزولهما يدل على أنهما نزلتا بالمدينة ولهذا أشكل ذلك على بعضهم

1 - تنبيه


420 - قد يجعل من ذلك الأحرف التي تقرأ على وجهين فأكثر ويدل له ما أخرجه
مسلم من حديث أبي أن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن
هون على أمتي فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي
فأرسل إلي أن أقرأه على سبعة أحرف فهذا الحديث يدل على أن القرآن لم ينزل
من أول وهلة بل مرة بعد أخرى


421 - وفي جمال القراء للسخاوي بعد أن
حكى القول بنزول الفاتحة مرتين إن قيل فما فائدة نزولها مرة ثانية قلت يجوز
أن يكون نزلت أول مرة على حرف واحد ونزلت في الثانية ببقية وجوهها نحو ملك
ومالك والسراط والصراط ونحو ذلك انتهى 2 - تنبيه 422 - أنكر
بعضهم كون شيء من القرآن يتكرر نزوله كذا رأيته في كتاب الكفيل بمعاني
التنزيل وعلله بأن تحصيل ما هو حاصل لا فائدة فيه وهو مردود بما تقدم من
فوائده وبأنه يلزم منه أن يكون كل ما نزل بمكة نزل بالمدينة مرة أخرى فإن
جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة ورد بمنع الملازمة وبأنه لا معنى للإنزال
إلا أن جبريل كان ينزل على رسول الله بقرآن لم يكن نزل به من قبل فيقرئه
إياه ورد بمنع اشتراط قوله لم يكن نزل به من قبل ثم قال ولعلهم يعنون
بنزولها مرتين أن جبريل نزل حين حولت القبلة فأخبر الرسول أن الفاتحة ركن
في الصلاة كما كانت بمكة فظن ذلك نزولا لها مرة أخرى أو أقرأه فيها قراءة
أخرى لم يقرئها له بمكة فظن ذلك إنزالا انتهى

النوع الثاني عشر


ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه


423 - قال الزركشي في البرهان قد يكون النزول سابقا على الحكم كقوله قد
أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى فقد روى البيهقي وغيره عن ابن عمر أنها
نزلت في زكاة الفطر وأخرج البزار نحوه مرفوعا



424 - وقال بعضهم لا
أدري ما وجه هذا التأويل لأن السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة ولا
صوم وأجاب البغوي بأنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال لا
أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد فالسورة مكية وقد ظهر أثر الحل يوم فتح
مكة حتى قال أحلت لي ساعة من نهار وكذلك نزل بمكة سيهزم الجمع ويولون
الدبر قال عمر بن الخطاب فقلت أي جمع فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت
إلى رسول الله في آثارهم مصلتا بالسيف ويقول سيهزم الجمع ويولون الدبر
فكانت ليوم بدر أخرجه الطبراني في الأوسط 425 - وكذلك قوله جند ما
هنالك مهزوم من الأحزاب قال قتادة وعده الله وهو يومئذ بمكة أنه سيهزم جندا
من المشركين فجاء تأويلها يوم بدر أخرجه ابن أبي حاتم 426 - ومثله أيضا قوله تعالى قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد
427 - أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله قل جاء الحق قال السيف
والآية مكية متقدمة على فرض القتال ويؤيد تفسير ابن مسعود ما أخرجه


الشيخان من حديثه أيضا قال دخل النبي مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة
وستون نصبا فجعل يطعنها بعود كان في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد





428 - وقال ابن
الحصار ذكر الله الزكاة في السور المكيات كثيرا تصريحا وتعريضا بأن الله
سينجز وعده لرسوله ويقيم دينه ويظهره حتى تفرض الصلاة والزكاة وسائر
الشرائع ولم تؤخذ الزكاة إلا بالمدينة بلا خلاف وأورد من ذلك قوله تعالى
وآتوا حقه يوم حصاده وقوله في سورة المزمل وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ومن
ذلك قوله فيها وآخرون يقاتلون في سبيل الله 429 - ومن ذلك قوله تعالى
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا فقد قالت عائشة وابن عمر
وعكرمة وجماعة إنها نزلت في المؤذنين والآية مكية ولم يشرع الأذان إلا
بالمدينة 430 - ومن أمثلة ما تأخر نزوله عن حكمه آية الوضوء ففي صحيح
البخاري عن عائشة قالت سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ
رسول الله ونزل فثنى رأسه في حجري راقدا وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة
وقال حبست الناس في قلادة ثم إن النبي استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم
يوجد فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة إلى قوله لعلكم
تشكرون فالآية مدنية إجماعا وفرض الوضوء كان بمكة مع فرض الصلاة 431 -
قال ابن عبد البر معلوم عند جميع أهل المغازي أنه لم يصل منذ فرضت عليه
الصلاة إلا بوضوء ولا يدفع ذلك إلا جاهل أو معاند قال والحكمة في نزول آية
الوضوء مع تقدم العمل به ليكون فرضه متلوا بالتنزيل 432 - وقال غيره يحتمل أن يكون أول الآية نزل مقدما مع فرض الوضوء ثم نزل بقيتها وهو ذكر التيمم في هذه القصة 433 - قلت يرده الإجماع على أن الآية مدنية

434 - ومن أمثلته أيضا آية الجمعة فإنها مدنية والجمعة فرضت بمكة وقول ابن
الغرس إن إقامة الجمعة لم تكن بمكة قط يرده ما أخرجه ابن ماجة عن عبد
الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إلى
الجمعة فسمع الأذان يستغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فقلت يا أبتاه أرأيت
صلاتك على أسعد بن زرارة كلما سمعت النداء بالجمعة لم هذا قال أي بني كان
أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله من مكة

435 - ومن أمثلته قوله تعالى إنما الصدقات للفقراء الآية فإنها نزلت سنة تسع وقد فرضت الزكاة قبلها في أوائل الهجرة
436 - قال ابن الحصار فقد يكون مصرفها قبل ذلك معلوما ولم يكن فيه قرآن
متلو كما كان الوضوء معلوما قبل نزول الآية ثم نزلت تلاوة القرآن تأكيدا به

النوع الثالث عشر


ما نزل مفرقا وما نزل جمعا


437 - الأول غالب القرآن ومن أمثلته في السور القصار اقرأ أول ما نزل منها
إلى قوله ما لم يعلم والضحى أول ما نزل منها إلى قوله فترضى كما في حديث
الطبراني





438 - ومن أمثلة الثاني سورة الفاتحة والإخلاص والكوثر وتبت ولم يكن والنصر والمعوذتان نزلتا معا
439 - ومنه في السور الطوال المرسلات ففي المستدرك عن ابن مسعود قال كنا
مع النبي في غار فنزلت عليه والمرسلات عرفا فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها
فلا أدري بأيها ختم فبأي حديث بعده يؤمنون أو إذا قيل لهم اركعوا لا
يركعون 440 - ومنه سورة الصف لحديثها السابق في النوع الأول 441 - ومنه سورة الأنعام فقد أخرج أبو عبيد والطبراني عن ابن عباس قال نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة حولها سبعون ألف ملك
442 - وأخرج الطبراني من طريق يوسف بن عطية الصفار وهو متروك عن ابن عون
عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة
يشيعها سبعون ألف ملك 443 - وأخرج البيهقي في الشعب بسند فيه من لا
يعرف عن علي قال أنزل القرآن خمسا خمسا إلا سورة الأنعام فإنها نزلت جملة
في ألف يشيعها من كل سماء سبعون ملكا حتى أدوها إلى النبي

444 - وأخرج أبو الشيخ عن أبي بن كعب مرفوعا أنزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك


فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا
445 - وأخرج عن مجاهد قال نزلت الأنعام كلها جملة واحدة معها خمسمائة ملك 446 - وأخرج عن عطاء قال أنزلت الأنعام جميعا ومعها سبعون ألف ملك
447 - وقال ابن الصلاح في فتاويه الحديث الوارد في أنها نزلت جملة رويناه
من طريق أبي بن كعب وفي إسناده ضعف ولم نر له إسنادا صحيحا وقد روي ما
يخالفه فروي أنها لم تنزل جملة واحدة بل نزلت آيات منها بالمدينة اختلفوا
في عددها فقيل ثلاث وقيل ست وقيل غير ذلك انتهى والله أعلم
النوع الرابع عشر


ما نزل مشيعا وما نزل مفردا


448 - قال ابن حبيب وتبعه ابن النقيب من القرآن ما نزل مشيعا وهو سورة
الأنعام شيعها سبعون ألف ملك وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك وآية
الكرسي نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك وسورة يس نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك
واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا نزلت ومعها عشرون ألف ملك وسائر القرآن
نزل به جبريل مفردا بلا تشييع




449 - قلت أما سورة الأنعام فقد تقدم
حديثها بطرقه ومن طرقه أيضا ما أخرجه البيهقي في الشعب والطبراني بسند ضعيف
عن أنس مرفوعا نزلت سورة الأنعام ومعها موكب من الملائكة يسد ما بين
الخافقين لهم زجل بالتقديس والتسبيح والأرض ترتج 450 - وأخرج الحاكم
والبيهقي من حديث جابر قال لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله ثم قال شيع
هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق قال الحاكم صحيح على شرط مسلم لكن قال
الذهبي فيه انقطاع وأظنه موضوعا 451 - وأما الفاتحة وسورة يس و واسأل من أرسلنا فلم أقف على حديث فيها بذلك ولا أثر
452 - وأما آية الكرسي فقد ورد فيها وفي جميع آيات البقرة حديث أخرج أحمد
في مسنده عن معقل بن يسار أن رسول الله قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل
مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت الله لا إله إلا هو الحي القيوم من
تحت العرش فوصلت بها 453 - وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن الضحاك بن مزاحم قال

خواتيم سورة البقرة جاء بها جبريل ومعه من الملائكة ما شاء الله

454 - وبقي سور أخرى منها سورة الكهف قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا
يزيد بن عبد العزيز الطيالسي حدثنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع قال
بلغنا أن رسول الله قال ألا أخبركم بسورة ملء عظمتها ما بين السماء والأرض
شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف تنبيه

455 - لينظر في
التوفيق بين ما مضى وبين ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير
قال ما جاء جبريل بالقرآن إلى النبي إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة

456 - وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال كان النبي إذا بعث إليه الملك بعث
ملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه مخافة أن يتشبه الشيطان على صورة
الملك
فائدة

457 - قال ابن الضريس أخبرنا محمود بن غيلان عن يزيد
بن هارون أخبرني الوليد يعني ابن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال أربع
آيات نزلت من كنز العرش لم ينزل منه شيء غيرهن أم الكتاب وآية الكرسي
وخاتمة سورة البقرة والكوثر



458 - قلت أما الفاتحة فأخرج البيهقي في
الشعب من حديث أنس مرفوعا إن الله أعطاني فيما من به علي إني أعطيتك فاتحة
الكتاب وهي من كنوز عرشي 459 - وأخرج الحاكم عن معقل بن يسار مرفوعا أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش 460 - وأخرج ابن راهويه في مسنده عن علي أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال حدثنا نبي الله أنها نزلت من كنز تحت العرش
461 - وأما آخر البقرة فأخرج الدارمي في مسنده عن أيفع الكلاعي قال قال
رجل يا رسول الله أي آية تحب أن تصيبك وأمتك قال آخر سورة البقرة فإنها من
كنز الرحمة من تحت عرش الله

462 - وأخرج أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر مرفوعا اقرؤوا هاتين الآيتين فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش


وله طرق كثيرة عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم



463 - وأخرج من حديث حذيفة أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي 464 - وأخرج من حديث أبي ذر أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي 465 - وأما آية الكرسي فتقدمت في حديث معقل بن يسار السابق 466 - وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله إذا قرأ آية الكرسي ضحك وقال إنها من كنز الرحمن تحت العرش 467 - وأخرج أبو عبيد عن علي قال آية الكرسي أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش ولم يعطها أحد قبل نبيكم
468 - وأما سورة الكوثر فلم أقف فيها على حديث وقول أبي أمامة في ذلك يجري
مجرى المرفوع وقد أخرجه أبو الشيخ بن حيان والديلمي وغيرهما من طريق محمد
بن عبد الملك الدقيقي عن يزيد بن هارون بإسناده السابق عن أبي أمامة مرفوعا

النوع الخامس عشر


ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي

469 - من الثاني الفاتحة وآية الكرسي وخاتمة البقرة كما تقدم في الأحاديث قريبا





470 - وروى مسلم عن ابن عباس أتى النبي ملك فقال أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة 471 - وأخرج الطبراني عن عقبة بن عامر قال ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة آمن الرسول إلى خاتمتها فإن الله اصطفى بها محمدا
472 - وأخرج أبو عبيد في فضائله عن كعب قال إن محمدا أعطي أربع آيات لم
يعطهن موسى وإن موسى أعطي آية لم يعطها محمد قال والآيات التي أعطيهن محمد
لله ما في السماوات وما في الأرض حتى ختم البقرة فتلك ثلاث آيات وآية
الكرسي والآية التي أعطيها موسى اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا
منه من أجل أن لك الملكوت والأيد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء
الدهر الداهر أبدا أبدا آمين آمين 473 - وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبي وأعطي موسى منها اثنتين 474 - وأخرج الطبراني عن ابن عباس مرفوعا أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون 475 - ومن أمثلة الأول ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس قال لما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال كلها في صحف إبراهيم وموسى فلما نزلت

والنجم إذا هوى فبلغ وإبراهيم الذي وفى قال وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله هذا نذير من النذر الأولى







476 - وقال سعيد بن منصور حدثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس قال هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى 477 - وأخرجه ابن أبي حاتم بلفظ نسخ من صحف إبراهيم وموسى 478 - وأخرج عن السدي قال إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي 479 - وقال الفريابي نبأنا سفيان عن أبيه عن عكرمة إن هذا لفي الصحف الأولى قال هؤلاء الآيات
480 - وأخرج الحاكم من طريق القاسم عن أبي أمامة قال أنزل الله على
إبراهيم مما أنزل على محمد التائبون العابدون إلى قوله وبشر المؤمنين و قد
أفلح المؤمنون إلى قوله فيها خالدون و إن المسلمين والمسلمات الآية والتي
في سأل الذين هم على صلاتهم دائمون إلى قوله قائمون فلم يف بهذه السهام إلا
إبراهيم ومحمد 481 - وأخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال
إنه يعني النبي لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا
أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين الحديث 482 - وأخرج ابن
الضريس وغيره عن كعب قال فتحت التوراة ب الحمد لله الذي خلق السماوات
والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وختمت ب الحمد لله
الذي لم يتخذ ولدا إلى قوله وكبره تكبيرا 483 - وأخرج أيضا عنه قال
فاتحة التوراة فاتحة الأنعام الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل
الظلمات والنور وخاتمة التوراة خاتمة هود فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل
عما تعملون
484 - وأخرج من وجه أخر عنه قال أول ما أنزل في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخرها




485 - وأخرج أبو عبيد عنه قال أول ما أنزل الله في التوراة عشر آيات من
سورة الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا أتل الآيات قال بعضهم يعني
أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التي كتبها الله لموسى في التوراة
أول ما كتب وهي توحيد الله والنهي عن الشرك واليمين الكاذبة والعقوق والقتل
والزنا والسرقة والزور ومد العين إلى ما في يد الغير والأمر بتعظيم السبت 486 - وأخرج الدارقطني من حديث بريدة أن النبي قال لأعلمنك آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري بسم الله الرحمن الرحيم
487 - وروى البيهقي عن ابن عباس قال أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل
على أحد قبل النبي إلا أن يكون سليمان بن داود بسم الله الرحمن الرحيم
488 - وأخرج الحاكم عن ميسرة أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم أول
سورة الجمعة

رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث - صفحة 2 Empty رد: كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث {الأحد 10 يوليو - 18:55}

تنبيه

732 - قال الزركشي في البرهان ينبغي البحث عن تعداد الأسامي
هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات فإن كان الثاني فلم يعدم الفطن أن
يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها وهو بعيد


733 -
قال وينبغي النظر في اختصاص كل سورة بما سميت به ولا شك أن العرب تراعي في
كثير من المسميات أخد أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خلق أو
صفة تخصه أو يكون معه أحكم أو أكثر أو أسبق لإدراك الرائي للمسمى ويسمون
الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها وعلى ذلك جرت أسماء
سور القرآن كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة قصة البقرة المذكورة فيها
وعجيب الحكمة فيها وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردد فيها شيء كثير
من أحكام النساء وتسمية سورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل أحوالها وإن
كان قد ورد لفظ الأنعام في غيرها إلا أن التفصيل الوارد في قوله تعالى ومن
الأنعام حمولة وفرشا إلى قوله أم كنتم شهداء لم يرد في غيرها كما ورد ذكر
النساء في سور إلا أن ما تكرر وبسط من أحكامهن لم يرد في غير سورة النساء
وكذا سورة المائدة لم يرد ذكر المائدة في غيرها فسميت بما يخصها 734 -
قال فإن قيل قد ورد في سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى
فلم خصت باسم هود وحده مع أن قصة نوح فيها أوعب وأطول قيل تكررت هذه القصص
في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت في غيرها ولم يتكرر في
واحدة من هذه السور الثلاث اسم هود كتكرره في سورته فإنه تكرر فيها في
أربعة مواضع والتكرار من أقوى الأسباب التي ذكرنا 735 - قال فإن قيل
فقد تكرر اسم نوح فيها في ستة مواضع قيل لما أفردت لذكر نوح وقصته مع قومه
سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك كانت أولى

بأن تسمى باسمه من سورة تضمنت قصته وقصة غيره انتهى

736 - قلت ولك أن تسأل فتقول قد سميت سور جرت فيها قصص أنبياء بأسمائهم
كسورة نوح وسورة هود وسورة إبراهيم وسورة يونس وسورة آل عمران وسورة طس
سليمان وسورة يوسف وسورة محمد وسورة مريم وسورة لقمان وسورة المؤمن وقصة
أقوام كذلك كسورة بني إسرائيل وسورة أصحاب الكهف وسورة الحجر وسورة سبأ
وسورة الملائكة وسورة الجن وسورة المنافقين وسورة المطففين ومع هذا كله لم
يفرد لموسى سورة تسمى به مع كثرة ذكره في القرآن حتى قال بعضهم كاد القرآن
أن يكون كله موسى وكان أولى سورة أن تسمى به سورة طه أو القصص أو الأعراف
لبسط قصته في الثلاثة ما لم يبسط في غيرها وكذلك قصة آدم ذكرت في عدة سور
ولم تسم به سورة كأنه اكتفاء بسورة الإنسان وكذلك قصة الذبيح من بدائع
القصص ولم تسم به سورة الصافات وقصة داود ذكرت في ص ولم تسم به فانظر في
حكمة ذلك على أني رأيت بعد ذلك في جمال القراء للسخاوي أن سورة طه تسمى
سورة الكليم وسماها الهذلي في كامله سورة موسى وأن سورة ص تسمى سورة داود
ورأيت في كلام الجعبري أن سورة الصافات تسمى سورة الذبيح وذلك يحتاج إلى
مستند من الأثر فصل

737 - وكما سميت السورة الواحدة بأسماء سميت سور باسم واحد كالسور المسماة ب ألم أو الر على القول بأن فواتح السور أسماء لها
فائدة في إعراب أسماء السور

738 - قال أبو حيان في شرح التسهيل
ما سمي منها بجملة تحكى نحو قل أوحى و أتى أمر الله أو بفعل لا ضمير فيه
أعرب إعراب ما لا ينصرف إلا ما في أوله همزة وصل فتقطع ألفه وتقلب تاؤه هاء
في الوقف ويكتب بهاء على صورة الوقف فتقول قرأت إقتربة وفي الوقف إقتربه
أما الإعراب فلأنها صارت أسماء والأسماء معربة إلا لموجب بناء وأما قطع
همزة الوصل فلأنها لا تكون في الأسماء إلا في ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها

وأما قلب تائها هاء فلأن ذلك حكم تاء التأنيث التي في الأسماء وأما كتبها هاء فلأن الخط تابع للوقف غالبا


739 - وما سمي منها باسم فإن كان من حروف الهجاء وهو حرف واحد وأضفت إليه
سورة فعند ابن عصفور أنه موقوف لا إعراب فيه وعند الشلوبين يجوز فيه وجهان
الوقف والإعراب أما الأول ويعبر عنه بالحكاية فلأنها حروف مقطعة تحكى كما
هي وأما الثاني فعلى جعله اسما لحروف الهجاء وعلى هذا يجوز صرفه بناء على
تذكير الحرف ومنعه بناء على تأنيثه وإن لم تضف إليه سورة لا لفظا ولا
تقديرا فلك الوقف والإعراب مصروفا وممنوعا وإن كان أكثر من حرف فإن وزان
الأسماء الأعجمية كطاسين وحاميم وأضيفت إليه سورة أم لا فلك الحكاية
والإعراب ممنوعا لموازنة قابيل وهابيل وإن لم يوازن فإن أمكن فيه التركيب
كطاسين ميم وأضيفت إليه سورة فلك الحكاية والإعراب إما مركبا مفتوح النون
كحضرموت أو معرب النون مضافا لما بعده مصروفا وممنوعا على إعتقاد التذكير
والتأنيث وإن لم تضف إليه سورة فالوقف على الحكاية والبناء كخمسة عشر
والإعراب ممنوعا وإن لم يمكن التركيب فالوقف ليس إلا أضيفت إليه سورة أم لا
نحو كهيعص وحمعسق ولا يجوز إعرابه لأنه لا نظير له في الأسماء المعربة ولا
تركيبه مزجا لأنه لا يركب كذلك أسماء كثيرة وجوز يونس إعرابه ممنوعا
740 - وما سمي منها باسم غير حرف الهجاء فإن كان فيه اللام انجر نحو
الأنفال والأعراف والأنعام وإلا منع الصرف إن لم يضف إليه سورة نحو هذه هود
ونوح وقرأت هود ونوح وإن أضفت بقي على ما كان عليه قبل فإن كان فيه ما
يوجب المنع منع نحو قرأت سورة يونس وإلا صرف نحو سورة نوح وسورة هود انتهى
ملخصا خاتمة

741 - قسم القرآن إلى أربعة أقسام وجعل لكل قسم
منه اسم أخرج أحمد وغيره من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله قال أعطيت
مكان التوراة السبع الطول وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل
المثاني وفضلت بالمفصل وسيأتي مزيد كلام في النوع الذي يلي هذا إن شاء الله
تعالى
742 - وفي جمال القراء قال بعض السلف في القرآن ميادين وبساتين


ومقاصير وعرائس وديابيح ورياض فميادينه ما افتتح ب الم وبساتينه ما افتتح ب
الر ومقاصيره الحامدات وعرائسه المسبحات وديابيجه آل عمران ورياضه المفصل
وقالوا الطواسيم والطواسين وآل حم والحواميم

743 - قلت وأخرج الحاكم
عن ابن مسعود قال الحواميم ديباج القرآن قال السخاوي وقوارع القرآن الآيات
التي يتعوذ بها ويتحصن سميت بذلك لأنها تقرع الشيطان وتدفعه وتقمعه كآية
الكرسي والمعوذتين ونحوها 744 - قلت وفي مسند أحمد من حديث معاذ بن أنس مرفوعا آية العز الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا الآية
النوع الثامن عشر


في جمعه وترتيبه


745 - قال الديرعاقولي في فوائده حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن
عيينة عن الزهري عن عبيد عن زيد بن ثابت قال قبض النبي ولم يكن القرآن جمع
في شيء
746 - قال الخطابي إنما لم يجمع القرآن في المصحف لما كان
يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم
الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة
فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر وأما ما أخرجه مسلم من حديث أبي
سعيد قال قال رسول الله لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن . . . الحديث فلا
ينافي ذلك لأن الكلام في كتابة مخصوصة على صفة مخصوصة وقد كان القرآن كتب
كله في عهد رسول الله لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور
القول في جمع القرآن ثلاث مرات

747 - وقال الحاكم في المستدرك جمع القرآن ثلاث مرات
إحداها بحضرة النبي ثم أخرج بسند على شرط الشيخين عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع . . . الحديث

748 - قال البيهقي يشبه أن يكون أن المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي
749 - الثانية بحضرة أبي بكر روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت قال
أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو


بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر
القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن وإني أرى أن تأمر بجمع
القرآن فقلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله قال عمر وهو والله خير
فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد
قال أبو بكر إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع
القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما
أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله قال هو
والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح به صدر أبي
بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ووجدت آخر
سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره لقد جاءكم رسول حتى
خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم
عند حفصة بنت عمر

قال ابن حجر هذا الأثر ضعيف لانقطاعه وبتقدير صحته فمراده بجمعه حفظه في صدره وما تقدم من رواية عبد خير عنه أصح فهو المعتمد
750 - وأخرج ابن أبي داود في المصاحف بسند حسن عن
عبد خير قال سمعت عليا يقول أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر رحمة الله
على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله لكن أخرج أيضا من طريق ابن سيرين قال
قال علي لما مات رسول الله آليت ألا آخذ علي ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع
القرآن فجمعه
751 - قلت ورد من طريق آخر أخرجه ابن الضريس في فضائله حدثنا بشر ابن موسى
حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عون عن محمد بن سيرين عن عكرمة قال لما كان بعد
بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته فقيل لأبي بكر قد كره بيعتك
فأرسل إليه فقال أكرهت بيعتي قال لا والله قال ما أقعدك عني قال رأيت كتاب
الله يزاد فيه فحدثت نفسي ألا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه قال له أبو
بكر فإنك نعم ما رأيت قال محمد فقلت لعكرمة الفوه كما أنزل
الأول فالأول قال لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا







752 - وأخرجه ابن أشته في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين وفيه أنه كتب
في مصحفه الناسخ والمنسوخ وأن ابن سيرين قال فطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه
إلى المدينة فلم أقدر عليه 753 - وأخرج ابن أبي داود من طريق الحسن أن
عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان قتل يوم اليمامة فقال إنا
لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف إسناده منقطع والمراد
بقوله فكان أول من جمعه أي أشار بجمعه 754 - قلت ومن غريب ما ورد في
أول من جمعه ما أخرجه ابن اشته في كتاب المصاحف من طريق كهمس عن ابن بريدة
قال أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة أقسم لا يرتدي برداء
حتى يجمعه ثم ائتمروا ما يسمونه فقال بعضهم سموه السفر قال ذلك اسم تسميه
اليهود فكرهوه فقال رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف فاجتمع رأيهم على أن
يسموه المصحف إسناده منقطع أيضا وهو محمول على أنه كان أحد الجامعين بأمر
أبي بكر 755 - وأخرج ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب
قال قدم عمر فقال من كان تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأت به
وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى
يشهد شهيدان وهذا يدل على أن زيدا كان لا يكتفي لمجرد وجدانه مكتوبا حتى
يشهد به من تلقاه سماعا مع كون زيد كان يحفظ فكان يفعل ذلك مبالغة في
الاحتياط 756 - وأخرج ابن أبي داود أيضا من طريق هشام بن عروة عن أبيه
أن أبا بكر قال لعمر ولزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على
شيء من كتاب الله فاكتباه رجاله ثقات مع انقطاعه 757 - قال ابن حجر وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب 758 - وقال السخاوي في جمال القراء المراد أنهما يشهدان على أن ذلك
المكتوب كتب بين يدي رسول الله أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن






759 - قال أبو شامة وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي
لا من مجرد الحفظ قال ولذلك قال في آخر سورة التوبة لم أجدها مع غيره أي لم
أجدها مكتوبة مع غيره لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة 760 - قلت أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك مما عرض على النبي عام وفاته كما يؤخذ مما تقدم آخر النوع السادس عشر
761 - وقد أخرج ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد قال أول من جمع
القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية
إلا بشاهدي عدل وأن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت فقال
أكتبوها فإن رسول الله جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب وإن عمر أتي بآية
الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده 762 - وقال الحارث المحاسبي في كتاب
فهم السنن كتابة القرآن ليست بمحدثة فإنه كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا
في الرقاع والأكتاف والعسب فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان
مجتمعا وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله فيها القرآن منتشر
فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء 763 - قال فإن قيل كيف
وقعت الثقة بأصحاب القاع وصدور الرجال قيل لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز
ونظم معروف قد شاهدوا تلاوته من النبي عشرين سنة فكان تزوير ما ليس منه
مأمونا وإنما كان الخوف من ذهاب شيء من صحفه 764 - وقد تقدم في حديث زيد أنه جمع القرآن من العسب واللخاف وفي
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث - صفحة 2 Empty رد: كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث {الأحد 10 يوليو - 18:56}


رواية والرقاع وفي أخرى وقطع الأديم وفي أخرى والأكتاف وفي أخرى
والأضلاع وفي أخرى والأقتاب فالعسب جمع عسيب وهو جريد النخل كانوا يكشطون
الخوص ويكتبون في الطرف العريض واللخاف بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره
فاء جمع لخفة بفتح اللام وسكون الخاء وهي الحجارة الدقاق وقال الخطابي
صفائح الحجارة والرقاع جمع رقعة وقد تكون من جلد أو رق أو كاغد والأكتاف
جمع كتف وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه والأقتاب
جمع قتب هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه



قال والأول أصح إنما كان
في الأديم والعسب أولا قيل أن يجمع في عهد أبي بكر ثم جمع في الصحف في عهد
أبي بكر كما دلت عليه الأخبار الصحيحة المترادفة
765 - وفي موطأ
ابن وهب عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ابن عمر قال جمع أبو بكر
القرآن في قراطيس وكان سأل زيد بن ثابت في ذلك فأبى حتى استعان بعمر ففعل
766 - وفي مغازي موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال لما أصيب المسلمون باليمامة
فزع أبو بكر وخاف أن يذهب من القرآن طائفة فأقبل الناس بما كان معهم
وعندهم حتى جمع على عهد أبي بكر في الورق فكان أبو بكر أول من جمع القرآن
في الصحف 767 - قال ابن حجر ووقع في رواية عمارة بن غزية أن زيد بن
ثابت قال فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأديم والعسب فلما هلك أبو بكر
وكان عمر كتبت ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده 768 - قال الحاكم
والجمع الثالث هو ترتيب السور في زمن عثمان روى البخاري عن أنس أن حذيفة بن
اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع
أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان أدرك الأمة قبل أن
يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف
ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة
إلى عثمان فأمر
زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن
هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم
أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل
بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة
وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة
ومصحف أن يحرق قال زيد فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع
رسول الله يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري من
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقناها في سورتها في المصحف



769 - قال ابن حجر وكان ذلك في سنة خمس وعشرين قال وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثلاثين ولم يذكر له مستندا انتهى
770 - وأخرج ابن أشته من طريق أيوب عن أبي قلابة قال حدثني رجل من بني
عامر يقال له أنس بن مالك قال اختلفوا في القراءة على عهد عثمان حتى اقتتل
الغلمان والمعلمون فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال عندي تكذبون به وتلحنون فيه
فمن نأى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا
للناس إماما فاجتمعوا فكتبوا فكانوا إذا اختلفوا وتدارؤوا في آية قالوا هذه
أقرأها رسول الله فلانا فيرسل إليه وهو على رأس ثلاث من المدينة فقال له
كيف أقرأك رسول الله آية كذا وكذا فيقول كذا وكذا فيكتبونها وقد تركوا لذلك
مكانا 771 - وأخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن
أفلح قال لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش
والأنصار فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها وكان عثمان يتعاهدهم
فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه قال محمد فظننت أنما كانوا يؤخرونه
لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونه على قوله 772 - وأخرج ابن أبي داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال قال

علي لا تقولوا في عثمان إلا خيرا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا
عن ملأ منا قال ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول إن
قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفرا قلنا فما ترى قال أرى أن يجمع
الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف قلنا نعم ما رأيت



انتهى
773 -
قال ابن التين وغيره الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان
لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب جملته لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد
فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي وجمع عثمان كان
لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات فأدى
ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي من تفاقم الأمر في ذلك فنسخ تلك الصحف في
مصحف واحد مرتبا لسوره واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل
بلغتهم وإن كان قد وسع قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء
الأمر فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة 774 -
وقال القاضي أبو بكر في الانتصار لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس
القرآن بين لوحين وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي
وإلغاء ما ليس كذلك وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل أثبت مع
تنزيل ولا منسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته وحفظه خشية دخول
الفساد والشبهة على من يأتي بعد 775 - وقال الحارث المحاسبي المشهور
عند الناس إن جامع القرآن عثمان وليس كذلك إنما حمل عثمان الناس على
القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار
لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات فأما قبل
ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات على الحروف السبعة التي
نزل بها القرآن فأما السابق إلى الجمع من الحملة فهو الصديق وقد قال علي لو
وليت لعملت بالمصاحف عمل عثمان بها
فائدة

776 - اختلف في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق فالمشهور أنها خمسة


777 - وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال أرسل عثمان أربعة مصاحف
778 - قال ابن أبي داود وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول كتب سبعة مصاحف
فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة
وحبس بالمدينة واحدا 1 -
فصل

779 - الإجماع والنصوص
المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك وأما الإجماع فنقله
غير واحد منهم الزركشي في البرهان وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته وعبارته
ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه وأمره من غير خلاف في هذا بين
المسلمين انتهى
وسيأتي من نصوص العلماء ما يدل عليه

780 - وأما النصوص فمنها حديث زيد السابق كنا عند النبي نؤلف القرآن من الرقاع
781 - ومنها ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم
عن ابن عباس قال قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من
المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم
الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول فقال عثمان كان رسول الله
تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب
فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال
من أوائل ما نزل في المدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها
شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها فمن
أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها
في السبع الطول

782 - ومنها ما أخرجه أحمد بإسناد حسن عن عثمان بن أبي
العاص قال كنت جالسا عند رسول الله إذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال أتاني
جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة إن الله يأمر
بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى إلى آخرها









783 - ومنها ما أخرجه
البخاري عن ابن الزبير قال قلت لعثمان والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا قد
نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال يابن أخي لا أغير شيئا منه
من مكانه 784 - ومنها ما رواه مسلم عن عمر قال ما سألت النبي عن شيء
أكثر مما سألته عن الكلالة حتى طعن بإصبعه في صدري وقال تكفيك آية الصيف
التي في آخر سورة النساء 785 - ومنها الأحاديث في خواتيم سورة البقرة
786 - ومنها ما رواه مسلم عن أبي الدرداء مرفوعا من حفظ عشر آيات من أول
سورة الكهف عصم من الدجال وفي لفظ عنده من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف
787 - ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا ما ثبت من قراءته لسور عديدة
كسورة البقرة وآل عمران والنساء في حديث حذيفة والأعراف في صحيح البخاري
أنه قرأها في المغرب 788 - و قد أفلح روى النسائي أنه قرأها في الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سعلة فركع 789 - والروم روى الطبراني أنه قرأها في الصبح 790 - و ألم تنزيل و هل أتى على الإنسان روى الشيخان أنه كان يقرؤهما في صبح الجمعة 791 - و ق في صحيح مسلم أنه كان يقرؤها في الخطبة 792 - و الرحمن في المستدرك وغيره أنه قرأها على الجن
793 - و النجم في الصحيح قرأها بمكة على الكفار وسجد في آخرها








794 - و اقتربت عند مسلم أنه كان يقرؤها مع ق في العيد 795 - والجمعة والمنافقون في مسلم أنه كان يقرأ بهما في صلاة الجمعة
796 - والصف في المستدرك عن عبد الله بن سلام أنه قرأها عليهم حين أنزلت
حتى ختمها في سور شتى من المفصل تدل قراءته لها بمشهد من الصحابة أن ترتيب
آياتها توقيفي وما كان الصحابة ليرتبوا ترتيبا سمعوا النبي يقرأ على خلافه
فبلغ ذلك مبلغ التواتر ابن خزيمة 797 - نعم يشكل على ذلك ما أخرجه ابن
أبي داود في المصاحف من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله
بن الزبير عن أبيه قال أتى الحارث ابن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة
براءة فقال أشهد أني سمعتهما من رسول الله ووعيتهما فقال عمر وأنا أشهد لقد
سمعتهما ثم قال لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة فانظروا آخر سورة
من القرآن فألحقوها في آخرها 798 - قال ابن حجر ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف
799 - قلت يعارضه ما أخرجه ابن أبي داود أيضا من طريق أبي العالية عن أبي
بن كعب أنهم جمعوا القرآن فلما انتهوا إلى الآية التي في سورة براءة ثم
انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ظنوا أن هذا آخر ما أنزل فقال
أبي إن رسول الله أقرأني بعد هذا آيتين لقد جاءكم رسول إلى آخر السورة 800 - وقال مكي وغيره ترتيب الآيات في السور بأمر من النبي ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة 801 - وقال القاضي أبو بكر في الانتصار ترتيب الآيات أمر واجب وحكم لازم فقد كان جبريل يقول ضعوا آية كذا في موضع كذا
802 - وقال أيضا الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله وأمر
بإثبات رسمه ولم ينسخه ولا رفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين
الذي
حواه مصحف عثمان وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه وأن ترتيبه
ونظمه ثابت على ما نظمه الله تعالى ورتبه عليه رسوله من آي السور لم يقدم
من ذلك مؤخر ولا أخر منه مقدم وإن الأمة ضبطت عن النبي ترتيب آي كل سورة
ومواضعها وعرفت مواقعها كما ضبطت عنه نفس القراءات وذات التلاوة وإنه يمكن
أن يكون الرسول قد رتب سوره وأن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده ولم يتول
ذلك بنفسه قال وهذا الثاني أقرب




803 - وأخرج . . . عن ابن وهب قال سمعت مالكا يقول إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من النبي
804 - وقال البغوي في شرح السنة الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين
القرآن الذي أنزله الله على رسوله من غير أن زادوا أو نقصوا منه شيئا خوف
ذهاب بعضه بذهاب حفظته فكتبوه كما سمعوا من رسول الله من غير أن قدموا شيئا
أو أخروا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله وكان رسول الله يلقن
أصحابه ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا
بتوقيف جبريل إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب
آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في
ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب أنزله الله جملة
إلى السماء الدنيا ثم كان ينزله مفرقا عند الحاجة وترتيب النزول غير ترتيب
التلاوة 805 - وقال ابن الحصار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها إنما
كان بالوحي كان رسول الله يقول ضعوا آية كذا في موضع كذا وقد حصل اليقين
من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله ومما أجمع الصحابة على
وضعه هكذا في المصحف 2 - فصل 806 - وأما ترتيب السور فهل هو
توقيفي أيضا أو هو باجتهاد من الصحابة خلاف فجمهور العلماء على الثاني منهم
مالك والقاضي أبو بكر في قوليه
807 - قال ابن فارس جمع القرآن على
ضربين أحدهما تأليف السور كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين فهذا هو
الذي تولته الصحابة وأما الجمع الآخر وهو جمع الآيات في السور فهو توقيفي
تولاه النبي كما أخبر به جبريل عن أمر ربه ومما استدل به لذلك اختلاف مصاحف
السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي كان أوله
اقرأ ثم المدثر ثم ن ثم المزمل ثم تبت ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي
والمدني وكان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف
شديد وكذا مصحف أبي وغيره

وذهب إلى الأول جماعة منهم القاضي في أحد قوليه



808 - وأخرج ابن أشته في المصاحف من طريق
إسماعيل بن عياش عن حبان ابن يحيى عن أبي محمد القرشي قال أمرهم عثمان أن
يتابعوا الطوال فجعلت سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع ولم يفصل بينهما
ببسم الله الرحمن الرحيم
809 - قال أبو بكر الأنباري أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرقه
في بضع وعشرين فكانت السورة تنزل لأمر يحدث والآية جوابا لمستخبر ويوقف
جبريل النبي على موضع الآية والسورة فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف
كله عن النبي فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن 810 - وقال
الكرماني في البرهان ترتيب السور هكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على
هذا الترتيب وعليه كان يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه وعرضه
عليه في السنة التي توفي فيها مرتين وكان آخر الآيات نزولا واتقوا يوما
ترجعون فيه إلى الله فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين 811 -
وقال الطيبي أنزل القرآن أولا جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء
الدنيا ثم نزل مفرقا على حسب المصالح ثم أثبت في المصاحف على التأليف
والنظم المثبت في اللوح المحفوظ 812 - قال الزركشي في البرهان والخلاف
بين الفريقين لفظي لأن القائل بالثاني يقول إنه رمز إليهم بذلك ليعلمهم
بأسباب نزوله ومواقع كلماته ولهذا قال مالك إنما ألفوا القرآن على ما كانوا
يسمعونه من النبي مع قوله بأن ترتيب السور باجتهاد منهم فآل الخلاف إلى
أنه هل هو بتوقيف قولي أو بمجرد استناد فعلي
بحيث بقي لهم فيه مجال للنظر وسبقه إلى ذلك أبو جعفر بن الزبير
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث - صفحة 2 Empty رد: كتاب الاتقان فى علوم القراءن الجزء الثالث {الأحد 10 يوليو - 18:56}

- وقال البيهقي في المدخل كان القرآن على عهد النبي مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق






قال فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي وأنه من ذلك الوقت
وإنما جمع في المصحف على شيء واحد لأنه قد جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله
على تأليف القرآن


814 - ومال ابن عطية إلى أن كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته
كالسبع الطوال والحواميم والمفصل وإن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر
فيه إلى الأمة بعده 815 - وقال أبو جعفر بن الزبير الآثار تشهد بأكثر
مما نص عليه ابن عطية ويبقى منها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف كقوله
اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران رواه مسلم وكحديث سعيد بن خالد قرأ
بالسبع الطوال في ركعة رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وفيه أنه كان يجمع
المفصل في ركعة 816 - وروى البخاري عن ابن مسعود أنه قال في بني
إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء إنهن من العتاق الأول وهن من تلادي
فذكرها نسقا كما استقر ترتيبها 817 - وفي البخاري أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين
818 - وقال أبو جعفر النحاس المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من
رسول الله لحديث واثلة أعطيت مكان التوراة السبع الطوال . . . الحديث 819 - وقال ابن الحصار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها إنما كان بالوحي
820 - وقال ابن حجر ترتيب بعض السور على بعضها أو معظمها لا يمتنع أن يكون
توقيفيا قال ومما يدل على أن ترتيبها توقيفي ما أخرجه أحمد وأبو داود عن
أوس بن أبي أوس حذيفة الثقفي قال كنت في الوفد الذين أسلموا من


ثقيف . . . الحديث وفيه فقال لنا رسول الله طرأ علي حزبي من القرآن فأردت
ألا أخرج حتى أقضيه فسألنا أصحاب رسول الله قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا
نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب
المفصل من ق حتى نختم قال فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو في المصحف
الآن كان على عهد رسول الله قال ويحتمل أن الذي كان مرتبا حينئذ حزب
المفصل خاصة بخلاف ما عداه

821 - قلت ومما يدل على أنه توقيفي كون
الحواميم رتبت ولاء وكذا الطواسين ولم ترتب المسبحات ولاء بل فصل بين سورها
وفصل بين طسم الشعراء وطسم القصص بطس مع أنها أقصر منهما ولو كان الترتيب
اجتهاديا لذكرت المسبحات ولاء وأخرت طس عن القصص والذي ينشرح له الصدر ما
ذهب إليه البيهقي وهو أن جميع السور ترتيبها توقيفي إلا براءة والأنفال ولا
ينبغي أن يستدل بقراءته سورا ولاء على أن ترتيبها كذلك وحينئذ فلا يرد
حديث قراءته النساء قبل آل عمران لأن ترتيب السور في القراءة ليس بواجب
فلعله فعل ذلك لبيان الجواز 822 - وأخرج ابن أشته في كتاب المصاحف من
طريق ابن وهب عن سليمان ابن بلال قال سمعت ربيعة يسأل لم قدمت البقرة وآل
عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة وإنما أنزلتا بالمدينة فقال
قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه به ومن كان معه فيه واجتماعهم على
علمهم بذلك فهذا مما ينتهي إليه ولا يسأل عنه خاتمة

823 -
السبع الطوال أولها البقرة وآخرها براءة كذا قال جماعة لكن أخرج الحاكم
والنسائي وغيرهما عن ابن عباس قال السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء
والمائدة والأنعام والأعراف قال الراوي وذكر السابعة فنسيتها وفي رواية
صحيحة عن ابن أبي حاتم وغيره عن سعيد بن جبير أنها يونس وتقدم عن ابن عباس
مثله في النوع الأول وفي رواية عند الحاكم أنها الكهف

824 - والمئون ما وليها سميت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها 825 - والمثاني ما ولي المئين لأنها ثنتها أي كانت بعدها فهي لها ثوان


والمئون لها أوائل وقال الفراء هي السورة التي آيها أقل من مائة لأنها
تثنى أكثر مما يثنى الطوال والمئون وقيل لتثنية الأمثال فيها بالعبر والخبر
حكاه النكزاوي



أحدها ق لحديث أوس السابق قريبا
الثاني الحجرات وصححه النووي
الثالث القتال عزاه الماوردي للأكثرين
الرابع الجاثية حكاه القاضي عياض
والخامس الصافات
السادس الصف
السابع تبارك حكى الثلاثة ابن أبي الصيف اليمني في نكته على التنبيه
الثامن الفتح حكاه الكمال الذماري في شرح التنبيه
التاسع الرحمن حكاه ابن السيد في أمياله على الموطأ
العاشر الإنسان
الحادي عشر سبح حكاه ابن الفركاح في تعليقه عن المرزوقي
الثاني عشر الضحى حكاه الخطابي ووجهه بأن القارئ يفصل بين هذه السور
بالتكبير وعبارة الراغب في مفرداته المفصل من القرآن السبع الأخير
826 - وقال في جمال القراء هي السور التي ثنيت فيها القصص وقد تطلق على القرآن كله وعلى الفاتحة كما تقدم
827 - والمفصل ما ولي المثاني من قصار السور سمي بذلك لكثرة الفصول التي
بين السور بالبسملة وقيل لقلة المنسوخ منه ولهذا يسمى بالمحكم أيضا كما روى
البخاري عن سعيد بن جبير قال إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم وآخره سورة
الناس بلا نزاع 828 - واختلف في أوله على اثني عشر قولا فائدة

829 - للمفصل طوال وأوساط وقصار قال ابن معن فطواله إلى عم وأوساطه منها إلى الضحى ومنها إلى آخر القرآن قصاره هذا أقرب ما قيل فيه
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى