لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
ابو اسلام
ابو اسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

السهم الخامس Empty السهم الخامس {الثلاثاء 19 يوليو - 18:11}


يد
الله مع الجماعة هل قرأ الحاج عبدالله شيئاً عن المدينة الفاضلة ؟ أم أنه
كان رجلاً فاضلاً عرف كيف يستن بسنة الحبيب فعلاً وقولاً عندما قرأ قوله : كان الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه
كانت البداية فكرة اكتملت فى زهن صاحبنا ، عرضها على أربعة من رفاقه ،
فاتفقت رؤاهم وقرروا خوض التجربة متوكلين على خير وكيل ، عندها تحرروا من
إسار الوظيفة الحكومية ، وانطلقوا إلى عالم الرزق الحلال المبارك .



تسلموا
مستحقاتهم من شركة السجاد التى يعملون فيها ، واستثمروها فى مشروعهم
الجديد ، أقاموا فى قريتهم الصغيرة مصنعاً للكليم والسجاد اليدوى ، كان أهم
ما أكد عليه الحاج عبد الله لشركائه هو ضرورة أن يكون للفقراء فى أرباحهم
نصيب ، وليكن رأس مال الشركة مقسم على أسهم سته ، لكل منهم سهماً ولله
السهم السادس ، فلم يماتع منهم أحد ، وهكذا توافقوا على أن يكون فى أموالهم
حق معلوم للسائل والمحروم .



كانت
القرية متعطشة لمشروع ينقذ أبنائها من غول البطالة ، ويستوعب المتسربين من
التعليم ، من بنين وبنات لمساعدة عائلاتهم ، مشروع يرحم العمال من شغل
التراحيل والسفر الزليل ، أما صاحبنا الحاج عبد الله ، فكان متعطشاً إلى
دور اجتماعى خيرى ، يلقى به وجه الله عز وجل وهو عنه راض ، أما شركائه
فكانوا مطمئنين إلى حكمته وأمانته ، وكذلك كانت دراسات الجدوى تنبئ بنجاح
المشروع .



الإفتتاح
اليوم هو موعد الإفتتاح الكبير للمصنع الصغير ، لقد اكتملت بفضل الله
عناصر الإنتاج ، فهذه هى الأنوال وتلك الخيوط ، وهؤلاء هم العمال والفنيون ،
ما أحلى الفرحة باكتمال الحلم ، وما أجمل أن ترى حلمك مجسداً أمام عينيك ،
بسم الله وعلى بركة الله نفتتح المصنع وما التوفيق إلا من عند الله عليه
توكلنا وبه نستعين ، هكذا نطق الحاج عبد الله وما أن أنتهى الجميع عمال
وعاملات ، من تناول طبق الأرز باللبن الذى أعد احتفالاً بهذه المناسبة حتى
بدأوا العمل فى همة ونشاط ، وتحركت الأنواال فى حركة منتظمة دائبة.



شئ
مهم أصبح يجمع الجميع ، هو التراحم والتآذر والإحساس أن كل منهم يعمل فى
عمله الخاص ، كان العمل فى المصنع يسير كالساعة ، أو قل كخلية النحل ، لا
صوت إلا خبط الأنوال ، ولا وجود للغيبة والنميمة ، ولا مبرر للحسد والتباغض
، فالكل إخوة يعملون ويعود عليهم عملهم على هيئة يسر فى الحياه ورخاء فى
العيش .



حين
يؤذن للصلاة تتوقف كل الأنوال ، ويتوافد الجميع لإقامتها خلف الشيخ عبد
الله فى قاعة مخصصة لذلك ، كان لديهم نصف ساعة يومية مخصصة لتناول وحبة
غداء ، تعدها عاملات مخصصات لذلك .



تجارة
مع الله فى الإجتماع الشهرى لمجلس الإدارة ، قال مسؤل حسابات المصنع : إن
أرباح كل سهم ألفين من الجنيهات ، وهذه هى الألفين التى تخص السهم الخامس
فماذا تقترحون بشأنها ؟ قال الحاج عبد الله : أرى أن نشترى بها مواد غذائية
أساسية ، ونوزعها على الفقراء فما رأيكم ؟ وافق الجميع ، وانفضوا عن
اجتماعهم ممتنين لما أفاء الله به عليهم من الرزق والعمل الصالح .



وفى
الشهر الذى تلاه وجدوا أن الإيراد قد زاد ، فقرروا أن يزيدوا مرتبات
العاملين وأن يعطوهم مكافأة عن تفانيهم فى العمل ، وأن تتحول أرباح السهم
الخامس إلى معاشات شهرية ، تدفع إلى بعض الأسر التى ليس لها عائل .



وهكذا
كانت الأيام تمر والإقبال يزيد على إنتاج المصنع ، وكان المصنع يتوسع
والعاملين فيه يزيدون ، وكلما زادت الأرباح كلما زادت المرتبات وزاد عدد
المستفيدين من السهم الخامس ، وكأنك تستطيع أن ترى البركة فى هذا المال رأى
العين ، فلا تملك إلا أن تعجب من أمر الله الرزاق الكريم وفى المساء وقبل
أن يضع الحاج عبد الله رأسه على الوسادة ، كان يسترجع أحداث اليوم ، فيشعر
براحة عجيبة واطمئنان نفسى هائل ، فيعلم أن الله معه فيستمر فيما خطه لنفسه
لما يرى من تأييد الله له .



احتفال
حركة غير عادية ونشاط زائد فى المصنع ، وفتاتان تتهامسان تقول إحداهن :
سمعت أنهم سوف يزيدون مرتباتنا مرة أخرى ، وستكون وجبة الغذاء ساخنة بداية
من هذا الشهر ... تقول الأخرى : ربنا يبارك لهم ... أنا ولله الحمد كدت أن
انتهى من شراء كل جهازى ، تقول الأولى : وأناأيضاً سوف أشترى ... (يأتى
المشرف فيقول لهما : هيا انتهيا من عملكما بسرعة حتى تلتحقا بالإحتفال )
تبتسمان لبعضهما وتتبادلان نظرات ذات مغزى ثم تنهمكان فى العمل .



بعد
صلاة الظهر فوجئ العاملين بأحد الشركاء يوزع عليهم وجبات مغلفه ، تناولها
كل منهم بفرحة ، منتوياً أن يبذل كل جهده فى خدمة هذا المصنع وأصحابه ، بعد
الإنتهاء من الطعام ترأس الحاج عبدالله الاجتماع وبعد الحمد والثناء على
الله قال:



أولاً : سوف نقيم مصنع آخر للتريكو ونستعين للعمل فيه بخريجات المدرسة الثانوية الصناعية .


ثانياً
: سوف نستمر بفضل الله فى تقديم وجبة الغذاء الساخنة يومياً فأنتم تستحقون
التكريم ، فبمجهودكم استطعنا التقدم والتوسع فى نشاطنا .



ثالثاً
: سوف تزيد مرتباتكم مرة أخرى بمقدار 10% ...!! صفق الجميع وانتابتهم فرحة
غامرة ، وأصبح كل منهم يفكر فى طموحاته الخاصة ، فمنهم من يجهز لزواجه ...
ومنهم من قرر إعادة بناء بيته القديم .... ومنهم من يستعد لزواج إبنه أو
ابنته ، بعد الإجتماع تفرق الجميع كل إلى عمله بجد وهمة .



مالم
يقله الحاج عبد الله فى الإجتماع ، أنه قرر مع شركاؤه أن يكون السهم
الخامس ربع ناتج المصنع ، حيث أصبحوا يستحون أن يتساوى سهمهم مع سهم الله ،
كان الحاج عبد الله هو صاحب الإقتراح وهوأيضاً من اقترح فى العام الذى
تلاه أن يكون السهم الخامس نصف عائد رأس المال ، على أن ينشئون به مصنع
للملابس الجاهزة ينفق ريعه كله فى سبيل الله .



هل
كانت موافقة الشركاء حينئذ من قبيل الرضوخ للأمر الواقع ، أم أنها كانت
استحياء من الحاج عبد الله ، أم من الله الذى منَ عليهم بما هم فيه ؟ هل
كان بودهم لو أنهم رفضوا هذا الإقتراح مع الإكتفاء بالسهم الخامس فقط ؟
الله أعلم . ولكن الأحداث أثبتت أنهم لم يكونوا مرتاحين تماماً لهذا
الإقتراح ....!! بركات من السماء ولكن ماذا حدث للقرية فى ظل هذه التحولات ؟



الواقع
أن الله أراد لها أن تودع عدواً لدوداً طالما قهرها ، وهل الفقر إلا ذلك
....!! فعندما عم الخير ولم يعد هناك فقير عم الحب بين الناس ، فتراحموا
وتوادوا ، وانعدمت الجرائم أو كادت ، ولم يجد مركز الشرطة ما يفعله ، فحين
يعم العدل يسود الرخاء بين الناس ، ويرتاح رجال الأمن ، لم يعد أيضاً فى
القرية من فاته قطار الزواج ، بينما لم تجد المقاهى رواداً لها فتحول معظم
أصحابها إلى مهن أخرى ، وعاد المسافرون للعمل فى أنحاء العالم إلى القرية ،
فحصلوا على عمل مجزى فى المصنع ، وأتيحت لهم فرصة الاستقرار بجوار نسائهم
وأولادهم ، فاستقرت الأسر واطمئن الأطفال وحسنت الأخلاق وسادت مكارمها ،
وانتظمت الحياة فى القرية وكأنها الساعة ، وامتلأت المساجد بالمصلين
الحامدين ، وأقيمت حلقات الدرس وتحفيظ القرآن بعد صلاتى الفجر والمغرب ،
يقوم عليها شباب من خريجى الأزهر عينهم الحاج عبد الله لهذا الغرض ، وأجرى
عليهم المرتبات المجزية من حصيلة السهم الخامس .



القرار
الصعب ودائماً ما يجد الشيطان مداخله ، ومدخله هذه المرة هو أحد الشركاء
الذى لم يعجبه أن يصبح السهم الخامس نصف الريع ، وأن يخصص مصنع الملابس
الجاهزة الجديد كله لله ، فأخذ يحرض باقى الشركاء على رفض الإقتراح ، وصار
ينتقل من هذا إلى ذاك ، محاولاً كسب تأييد الاثنان الآخران ، حتى نجح
بمساعدة الشيطان فى مسعاه .



وفى
لحظه فارقة قرر الثلاثة مواجهة الحاج عبد الله بما انتووه ، وكانت جلسة
عاصفة ...!! أصر فيها الحاج عبد الله على موقفه ، وأصر باقى الشركاء على ما
أرادوه ، أو أن يتخارجوا من الشركة ، ولما طال الإجتماع ولم يجد الحاج عبد
الله بداً من إثنائهم عن قرارهم ، إنكفأ على مكتبه وندت من عينه عبرة ،
حجزها جاهداً ثم رفع رأسه وقال : لكم ما أردتم ولنفض الشركة بالمعروف ،
مروا مراقب الحسابات فليجنب سهمى ، ويجنب أسهمكم كل فى ناحية ، وكان لهم ما
أرادوا وتم التقسيم ، وتراضوا على أن يتولى الحاج عبد الله متابعة مشروعات
السهم السادس القرية الفاضلة ياللدهشة ما أسرع ما عمل الشيطان عمله بين
الشركاء ، بعد أن تفانوا فى عملهم وتحابوا فى الله فبارك لهم ، حتى إذا وجد
الملعون فرجة دلف منها ليفعل فعله .



وياأسفاه
على بلدة طيبة حين يتفرق من كانوا سبباً فى جمع شملها ، لقد كان فراقهم
للقرية مأتماً كما كان اجتماعهم من قبل لها فرحاً ، بكت الفتيات والنساء ،
وكاد أن يتقبل الرجال العزاء ، أما صاحبنا ... الأب الروحى للمشروع المبارك
... فجلس فى بيته مهموماً مأزوماً يفكر ، أخذت تحدثه نفسه بينما قلبه
يعتصر ألماً ، هل أخطأ باتخاذه لهذا القرار ؟



هل كان يجب أن يحمل شركاؤه على ما يكرهون ، هل .. هل .. وماذا بعد ذلك ؟


ماذا أفعل من أجل المساكين الذين رتبوا حياتهم على ما يصلهم من إعانات السهم الخامس بعد انخفاض حصته إلى الربع ؟


فجأة برقت فى عقله فكرة إلتمعت لها عيناه .. لماذا لا يكون المال كله لله ؟


أخذ يحدث نفسه ، ما أقلنى تأدباً مع الله ،أيرزقنى فأقول هذا لى وهذا لك ؟


أليس المال ماله والبركة منه ؟


أليس هو المعطى وأنا خليفته فى أرضه ؟


أليس هو الوارث وله الملك وأنا الفانى وعلىَ الوزر؟


أليس هو صاحب الخزائن التى لا تنفذ وما أنا إلا عبد لا يبغى إلا وجهه وجنته ورضاه ؟


فمالى أتجرأ على مقامه وأشاركه فى ماله وما أنا إلا نطفة حقيرة كرمها الله بالوجود وبالعقل ؟


وكيف يانفسى تطاولى مقام العلى العظيم وتبوئين بإثم سوء إدارته ؟


إن من الحكمة أن يكون المال كله لله ....!! نعم المال كله لله.. ولكن أأترك عيالى فقراء يتكففون الناس ؟


وأجاب قلبه الحافظ قائلاً : ( وليخش الذين لو تركوا ذريةً ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليعملوا عملاً صالحاً
) فلأقدم لهم تقوى الله إذن ، ولأشترى ما عند الله بما أعطانيه الله
ولأترك لأولادى الله ولن يضيعهم إن شاء ، فما الحياة الدنيا إلا جسر نعبر
عليه للحياة الأبدية بحسب ما قدمنا فيها .



أرسل
فى طلب خطاط القرية ، وأمره بأن يخط الآية السابقة على لوحة كبيرة ، ثم
وضعها فى مدخل المصنع ، وعقد العزم على تنفيذ ما انتواه . توجه إلى
العاملين فى مصنعه ومصنع السهم الخامس بقراره : إن المال كله لله ....!فمن
أحب أن يتاجر مع الله فليساهم فى السهم الخامس ، فتدافع أهل القرية كلُ
يقدم مافاض عن حاجته راضياً مستبشراً .



دارت
الأيام دورتها فإذا بالمال يفيض والخير يعم ، فقرر الحاج عبدالله أن يكون
للفلاحين فى القرية نصيباً فى مشاريع السهم الخامس ، فاشترى أرضاً واستعمل
منهم من يزرعها ، وأراد أن تجد نساء القرية اللاتى لا تتيح لهن ظروفهن
العمل فى المصانع أن يجدن مصدراً لزيادة دخلهن ، فألحق بالأرض مزرعة
للأبقار وأخرى للدواجن ، تُسمد الأرض من مخلفاتها وتنتج الأرض أعلافها
وتقوم النساء بحلبها ، وتصنع المنتجات من ألبانها ، وتمد القرية من لحومها .



ثم
أنشأ بعد ذلك صندوق يسمى بيت مال المسلمين ، يقرض قروضاً حسنة للشباب
المقدم على الزواج ، أو لمن أراد أن يعيد بناء بيته ، أو ما شاكل ذلك من
مشاريع أسرية .



وتلفت
الحاج عبدالله بعد ذلك حوله ، فوجد طلبة العلم فى القرية يذهبون إلى
المدينة لتلقى العلم ومنهم من يذهب إلى العاصمة ، ورأى كيف يضيع وقت الطلبة
فى السفر ذهاباً وإياباً ، مع ما قد يتعرضون له من آفات الصحبة الفاسدة ،
وقد تسرقهم المدنية المزيفة وأضواء المدينة الكاذبة فتفسدهم .



فقرر
أن يكون المشروع القادم للسهم الخامس هو إقامة معهد دينى إبتدائى وإعدادى
وثانوى ، فإذا بكل أبناء القرية يتسابقون للمساهمة فى المشروع ، وإذا
بالأيدى التى تعودت على الأخذ تمتد للمساعدة والعطاء فهذا يساهم بماله وهذا
بجهده وذاك بالإشراف على تنفيذه ، وهكذا تم البناء وانتظم الطلاب يدرسون
سنةَ وحديثا ، ويحفظون آيات الله شرحاً وتفسيراً ، ثم أتبعه بعد عامين
بكلية شريعة تابعة للأزهر ، ما لبثت أن تكاثرت حتى غدت عدة كليات أزهرية
ببركة من الله وفضل .



إذن
تجاوزت القرية محنة الإنفصال ، وأصبحت يداً واحدة بل أنها ازدادت حباً
وترابط وصلابة ، علموا أن الله معهم فاطمأنوا وساد الأمن والأمان ، وأيقنوا
أن يده فوق أيديهم فوثقوا فيما عنده ، وقنع كل منهم بما لديه ثقة فيما عند
الله ، تلاحموا وتساندوا وكان لهم فى الحاج عبد الله قدوة قريبة وفى النبى
وصحابتة أسوة ومرجع .



إقترح
أحدهم أن تسمى قريتهم قرية السهم الخامس ، ووافق باقى أهل القرية فى
اجتماعهم السنوى على هذا المسمى الميمون ، وتسامع الناس بالتحول الكبير
الذى حدث فى قرية السهم الخامس ، فانطلقت الوفود من القرى المجاورة زائرة ،
لترى التجربة المزهلة عن كثب ، وتستعين بخبرة الحاج عبدالله فى إقامة
مشروعات خيرية مماثلة فى قراهم ، فكان يذهب معهم ويقيمون له سرادقات كبيرة ،
يجمعون فيها أهل تلك القرى فى احتفالات كبيرة ، فيتنافسون على التبرع
للمشروع الذى توافقوا على أن يقام فى قريتهم حسب أولوية حاجتهم إليه .



كانت
للحاج عبد الله طريقة طريفة فى استخراج الأموال من أشد الناس حرصاً عليها ،
فكان يجلس أولاً مع مقاول البناء والنخبة التى سوف تتولى الإشراف على
إقامة المشروع إلى أن يرى النور ، كى يتعرف تفصيلياً على مفردات ما
يحتاجونه ، ثم يتكلم فى الإحتفال عن أهمية البذل وثواب العطاء وفضل التصدق
فى سبيل الله ، ثم يفتتح التبرع بتبرعات وجوه الناس وخصوصاَ الوفد الذى أتى
إليه أولاَ ، ثم يتحول إلى الناس ، بالقول مثلاً (عاوزين ميت ألف طوبة مين
هيشترى طوب ربنا ) حتى إذا اكتمل ثمن الطوب انتقل للأسمنت ( عاوزين خمسين
طن اسمنت مين يشترى اسمنت ربنا ) وهكذا فى الحديد والرمل والمكاتب وحتى
مقابض الأبواب والدهانات ولافتة المشروع ، حتى إذا بقى جزء يسير دفعه هو من
بيت مال قرية السهم الخامس ، إلى أن يكتمل المبلغ المطلوب للمشروع .

هذه قصة رجل فاضل ، أجرى الله على يديه الخير ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( إن لله رجال اختصهم بقضاء حوائج الناس ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى