لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الله أكبر Empty الله أكبر {الجمعة 22 يوليو - 14:09}


الله أكبر
كانت رؤية العاصمة حلماً ذهبياً بالنسبة له .


لم يخرج من القرية إلا مرات معدودة ؛ كانت
لأقرب مدينة ، والتي لا تبعد سوى القليل من الكيلوات ، ولم يكن يحلم بذلك
اليوم الذي يُخـبر فيه أنه قد رشح للكلية بالقاهرة .


الأيام الأولى وقبل بدأ الدراسة ، خرج من
سكنه مع صديقه إبراهيم والذي يعرف القاهرة جيدا من كثرة تردده عليها فخاله
يسكن حيا من أحياء جنوبها .


أخذهم التجوال بأحياء القاهرة القديمة .

إلى أن وصلا حي البساتين بمبانيه القديمة .

كان شعوره يفيض مهابة ، ورجلاه تخطوان
الخطوات الأولى حين اقترابهما من مبني (جامع
الإمام الشافعي
) العريق في جذور تاريخ القاهرة .


تناولت يده اليسرى طرف ثيابه حتى لا تتعثر
أقدامه بعتبة الجامع العالية ، تأبط نعليه ، ولم يستطع نظره أن يحيط بما
حوله من مشاهد أبهرته عند تأملها .


الله أكبر Masged-shafaeey2المباني ـ مع قدمها ـ
شاهقة .


الجدار برسومه وخطوطه الدقيقة ، العريقة .

التي لم يشاهد مثلها في سالف أيامه .

كانت نظراته يملؤها العجب مما يرى ، وكأنه في
حلم .


ظل يقلب نظره في زوايا الجامع ، نسي أن صديقه
إبراهيم يرافقه .


كان يستمتع بغرز أصابع قدميه بالسجاد الذي
يفرش أرض الجامع ، وطبقاته الناعمة , وشُغل عقله ثواني : كم يساوي هذا السجاد الفاخر ؟ ومن دفع ثمنه كله !!
يااااه ! . . .


استدار استدارة كاملة ولم يشعر بصديقه لأنه
ظهر وكأنه يعد أعمدة المسجد الكبيرة ، الكثيرة ، الضخمة .


تعثرت قدماه في حمالة المصاحف الخشبية ،
أيقظه ذلك ، لينتقل بذاكرته للزاوية الصغيرة بقريته ، والتي كان يصلي فيها
مع شباب القرية وشيوخها الكبار ، والتي تطل على الترعة الصغيرة .


تذكر يوم أن تهدم بيت الشيخ صالح فتبرع ببعض
الأحجار ليتم بها ترميم ( السلالم )
التي تربط الزاوية بالترعة و يصلون بها إلى حافة الترعة للوضوء ، وتذكر يوم
اشتد المطر واضطرهم إلى تبرع كل بيت من القرية بما يستطيع لشراء أخشاب
وبعض الجريد لتكون سقفاً يحميهم عند الصلاة من بلل المطر في الشتاء ،
والمروحة الجميلة التي أحضرها الأستاذ سيد للزاوية عند ما رجع من الإعارة .


تذكر اجتماع رجال القرية وهم يفرشون الزاوية
بالحصير الجديد قبل سفره بعشرة أيام ؛ حيث يجتمعون لتجديده كل ثلاثة أو
أربعة أعوام .


وتذكر فرحتهم يوم رجوع ,, أبو أنس ,, من
السعودية وقد أحضر للزاوية سجادة متوسطة الحجم .


وكم كانت فرحتهم
برسومات الكعبة ، والمسجد النبوي عليها .


وظل الجميع يهنئون بعضهم بها حتى أخروا وقت
الصلاة قليلاً إلى انتهاء الحديث عنها، و كم كانت فرحة الحاج صالح كثيراً
بها ، فهو إمام الزاوية .


وقد ظل يحكي عنها وعن مصليات الحجاز وروعتها .


ياااااااه .

ذكريات لم يخرج منها
إلا عندما شده صديقه إبراهيم ، وناداه بصوت عال : إيه .


إيــه .

أين أنت الآن ؟ كم مرة أناديك ، ولا تجيب .

لم يرد عليه حيث لم يستجمع يقظته بكاملها إلى
الآن .


مشى إبراهيم شمال المسجد , ومشى هو خلفه
وكأنه ذاهل مما يراه .


تتابعت خطواتهما .

اقتربا من غرفة واسعة ، يطل بابها على داخل
المسجد وقريب من بابها لمح قبة كبيرة .


وقبل أن يسأل صديقه إبراهيم عن القبة لمح
عليها قماشاً أخضر .


وقبل تحرك لسانه بالحديث سمع صوتاً عالـيًا ؛
صراخا ، اقترب بنظره بسرعة .


لكن ارتفاع الصوت شده
للخلف ، هيبة المسجد ، ارتفاع الصوت ، امرأة ؟ بشعرها ا لمكشوف المتدلي على
أكتافها بطوله الملحوظ ، يرتفع صوتها بالبكاء .


لماذا ؟ أين ؟ ماذا تمسك بيدها ؟ إنها ,,
طرحتها ,, التي كانت تغطي بها شعرها .


إنها تكنس بها الأرض .

الله أكبر Masged-shafaeey1لم يستطع أن يفهم ما
يراه ، التمتمة مع ارتفاع حدة البكاء : انطـــق ، عرفــني وكأنه حلم مزعج
وقف لسانه مشدوهـاً لم يتحرك إلا بصعوبة كصعوبة فهمه لما يدور حوله .


وما استطاع النطق إلا بكلمات فهمها صديقه بعد
فترة .


ما هذا ؟؟ رد صديقه إبراهيم وقد وعى سبب ما
يدور بخاطره .


وأراد أن يزيل حيرته
قائلاً:
إنها تشكو لصاحب الضريح سرقة شقتها ،
وهي غاضبة لتكرر شكواها ، ولم يجبها ، ولم تعرف السارق .


سحبه إبراهيم من يده حتى وصلا إلى ,, حنفيات
,, الماء .


فتح الحنفية بشدة تنبئ عن عصبية ، نزل الماء
يتدفق .


تلقاه براحتيه ، ملأهما .

غمر به وجهه عدة مرات .

لم يشعر أنه أفاق رغم أنه كرر عدة مرات .

وضع رأسه تحت الماء
طويلاً .

لم يفق
إلا على صوت المؤذن : الله أكبر ، الله أكبر
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى