لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

 مواطــن Empty مواطــن {الجمعة 22 يوليو - 14:11}


مر عامان وهو يتجرع مر الغربة عن
الوطن ، عقله وفكره مع زوجه وأبنائه الثلاثة في وطنه .


الموعد السفر ، لم يصدق أنه عن قريب
يتجاوز " الحدود " فسرعة " الأتوبيس"
تشد قلبه وتفكيره للقرب أكثر إلى قريته وبيته .


وكأنه سيعود إلى طفولته وشبابه عند
وصوله إلى أهله.


كانت فرحته في ازدياد كلما نظر
للجانب الأمامي من " الأتوبيس " فيزداد
شعوره الوثاب بالشوق لجلسات كان يقضيها بين المزارع والبحر الذي يربط
بينهم وبين النماء ، والخير الذي طالما افتخروا لوطنهم بوجوده .


تنهد طويلا مع خروج الزفير من صدره
وكأنه ينفض ألم الغربة عن جنبيه .


حدث نفسه: تُـرى أذلك الماضي ؟ قطع تفكيره الصوت العالي الصادر من "الأتوبيس " ليعود إلى مقعده والذي بدأ يُشعره
بالتململ من طول الجلوس ، وما يضفيه على مكانه من حرارة صادرة من أسفل
الكرسي ، ومع امتداد يديه نحو جبهته ليمسح بعض قطرات العرق والتي بدأت
تنسحب على خديه ، بدأ يخفف عن نفسه هذه الحالة مع الانتقال بذاكرته إلى
الساعات الأخيرة قبل ركوبه ، وهو يحادث "زوجته
"
وأبناءه بالهاتف .


حدث نفسه بفرحهم عند وصوله ، هذا
الغوص في هذه الخواطر كاد أن يغسل وعثاء السفر ، ولأواء الطريق .


 مواطــن Ralaht-msafeer1شعوره وهم يفتحون حقيبة
سفره ليفرحوا بهداياه، كما فرحوا بقدومه عليهم .


وقد أغرق في الأمنيات أن يعجبهم كل
ما قضى فيه الكثير من الوقت ليرضيهم به ، والسلسلة الذهبية غالية الثمن
التي أحضرها لزوجته .


لم ينقله من بينهم سوى صوت
الميكروفون الداخلي من " الأتوبيس :
والذي يوجههم فيه السائق لتجهيز جوازات السفر .


ومع الاستعداد للنزول .

المكان .

الحدود .

التفتيش .

ذلك السور الحديدي .

الزحام .

الحقائب .

التأخير .

الصف الطويل .

مر ذلك كله سريعاً عبر زحام تفكيره .


تذكر الوطن .

كم اشتاق لوضع أقدامه بأرضه .

دخل ساحة كبيرة ليبحث عن حقائبه ،
تخطت قدماه ـ بصعوبة ـ زحام الأرض
بالحقائب والأجهزة وأكوام أحضرها المسافرون ، والجميع يبحث ، والبعض قد
استغرق وقتا طويلا في البحث عن بعض حاجياته دون جدوى .


وقف .

حار .

سأل .

وبعد فترة علم من أكوام النائمين
والمتعبين بأركان الساحة تأخر الشاحنة المحملة بالحقائب والأمتعة .


بدأ رحلة انتظار ، حتى أحس بالجوع
والعطش ، بحث عن مكان يجد فيه بغيته من الطعام والشراب .


أراد أن يغسل وجهه ببعض الماء
لاستعادة بعض النشاط .


تعجل ، وصل الماء ، ملأ كفيه ، ازداد
ألماً عندما آذت ملوحة الماء وجهه .


لملم أطراف ثيابه ليمسح ما علق بوجهه
من حبات الماء .


أحس أنه في صحراء تبعده عن ااوصول
لوطنه .


وضع يده تحت خده ونام وتحته ورق
كرتون قديم ، وبعض ورقات جريدة ملقاة بالأرض .


لم يشعر بما حوله من التعب إلا في
الساعات الأخيرة قبل انقضاء الليل .


صحا من نومته على صوت وصول الشاحنة
بالحقائب والأغراض .


ومن بين الأكوام التي نثرها العمال
من فوق العربة الكبيرة ، مع الأصوات ، والضجيج من كل جانب .


أخذ يجمع حاجياته من جوانب المكان .
..... وضعها فوق عربة صغيرة ، ساعده أحد العمال بعد الاتفاق على بعض
العشرات من النقود .


مشى وراء عربته منهكا ، اتجه نحو
صالة التفتيش ، وعند اقترابه نظر إلى الزحام والضجيج الصادر من " عسكري " يعمل على تنظيم الصف عبر
الألفاظ ، وحزامه ذي اللون الأسود .


إنها ضريبة دخول الوطن .

تحامل على نفسه .

إنها بعض الساعات الصعبة كي تحصل على
الراحة .


لكنه كان ـ لبعض اللحظات ـ ينسى نفسه ، ليعزي من كان معه
أطفاله في هذه الظروف وصعوبتها، اقترب دوره للتفتيش ، نظر لحاجياته والسكين
تغوص في كرتونة ورقية معه فأحس بهوانها على العامل والموظف عدم استطاعته
الاعتراض على التعامل مع حقائبه وأمتعته .


ومع صمته ، ونظرات عينيه ، بادره
الموظف بتوجيه بعض الضربات الكلامية والتي لم يسمع مثلها منذ عامين يوم أن
مر من هذا المكان مسافراً .


أخذ يلملم حاجياته ، استجمع قواه ،
وحاول دفع العربة بيديه وأجزاء صدره .


التفت على صوت
الموظف منادياً :
لقد نسيت حقيبة صغيرة .


نظر نظرة كليلة
إليه قائلاً :
ما تركتها نسياناً .


قال له : ولم لم تأخذها ؟ قال :
سآخذها عند رجوعي للخروج من الوطن مسافراً .

قال وما فيها ؟
قال : كرامتي .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى