رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قصة ذهبية السند
حدثني بها شيخي ووالدي حفظه الله تعالى ، قال :
عندما كنت شاباً سافرت لأطلب العلم ونزلت في مدينة مترامية الأطراف فسألت
عن مأوى لأستريح فيه فأخذني السائق إلى فندق كبير , فلما دفعت إلى المحاسب
ما يريد ، أمر الخادم أن يرافقني إلى غرفتي و سألته عن أحوال الفندق !.
هل هو نظيف
..خال من الخمر ووو ؟.
فقال : هذا الفندق يوجد فيه كل شيء .
ملهى وخمر وو... !.
قلت أستغفر الله .. كل هذا ...!. و لكن و الله لن أنام في هذا
المكان .. فأمرت الخادم قبل أن يفتح باب الغرفة أن ينزل بالحقيبة ؛ و فعلاً
جئت إلى المحاسب و قلت له أعد إلي ما أعطيتك و علي أن أغادر المكان حالاً
.. فقال لن نعيد لك شيئاً قبل أن تخبرنا عن السبب و صار يلوم الخادم
لاحتمال أن يكون قد أساء الاستقبال أو التصرف ،،، ...
فقال الشيخ : ليس للخادم أي يد في الموضوع ،فالأمر متعلق بي فقال : ما
السبب إذاً فقال الشيخ: إذا أردت أن تعرف ففي غير هذا المكان!. و يجب أن
أغادره بسرعة .. و فعلا خرجا إلى حديقة بجوار الفندق ... فقال الشيخ له :
إن الله حرم الخمر و إيماني لا يسمح لي أن أبقى في مكان يُعصى الله فيه
فقال الرجل و الدموع تملء عينيه و نحن ماذا سيفعل الله بنا فأنت لا تستطيع
أن تبقى لحظة تحت سقف هذا المكان .. فيا ويلنا من عذاب الله ؟.
و صار
الرجل يبكي و يصرخ .. و يقول يا شيخ و ما الحل ؟.
و من أين يأكل أولادي ؟.
و من ينفق علينا؟.
قال الشيخ : الله يرزقك..و يرزق أولادك ... . و في السماء رزقكم .. لم
يكره الله أحداً على معصيته ... و لم يجعل رزق العباد في بيع الخمر و إلهاء
الناس بالمنكرات و المعاصي ...فقال الرجل أنت متأكد أن الله سيرزقني قال :
لك رب لن ينساك و لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء.. ومضت الأيام..
يقول الشيخ : و بعد خمس سنوات سافرت إلى تلك البلاد ، و بينما أنا أصلي
في أحد مساجدها و إذا برجل غريب يتقدم و يصافحني و يعانقني بحرارة ، يبدو
من تصرفه أنه يعرفني و لكنني لا أذكر أني التقيت به ثم قال ياشيخ ألا
تعرفني ؟.
قلت لا من أنت فقال تأمل جيداً قلت له من أنت يرحمك الله ؟.
قال ألا تذكر رجلاً كان يعمل في فندق وصار
يذكرني بقصة مثل الخيال فتذكرت رؤوس الحديث العابر و أطرافه .. فقلت له كيف
وجدت الإيمان و ترك المعاصي و بيع المنكرات فقال
يا شيخ لقد مررت بامتحان شديد لم يمر بي في حياتي امتحان مثله واسمح لي أن
أروي لك قصتي بالتفصيل ...
المحنة و الامتحان.. لقد تركت المكان مباشرة رغم الإغراءات التي قدمت لي لأبقى
في عملي فرفضت و قاومت بشدة و حاول من حولي إقناعي فأصررت على ترك العمل في
الفندق و صرت أبحث عن عمل آخر ، و بدأ المال المدخر بالعد التنازلي و
النفاد حتى لم يبق لدي مال
ولقد كانت الوظائف تنفر مني وتهرب هروباً ، فقلت في نفسي: الآن حلت لي الميتة وأصبحت
مضطراً لبيع الخمر من أجل لقمة العيش و سأرجع بحكم المضطر .. وللضرورة
أحكام .. فذهبت للخمارة عامداً متعمداً و معي دليل على أني غير باغ و لا
عاد فطردوني و بدون مساومة ،و لم يسمحوا لي بالعودة إلى سابق عملي في
الفندق فذهبت إلى المسجد باكياً حزيناً و صليت ركعتين و رفعت يدي بالدعاء
ضارعاً ( أن يخرب الله بيتك مثلما
خربت بيتي ) و بعد ذلك كلما طلبت وظيفة و طردوني رفعت يدي بالدعاء
عليك حتى مرت علي ثلاث سنوات ذقت فيها مرارة الفقر و الحاجة و تراكمت علي
الديون و ملني الناس و ما عاد أحد يثق بي . <
و كلما ضاقت الدنيا علي أذهب للمسجد فأدعو
الله أن يفرج كربي و أن ينتقم منك ...
المنحة و الفرج .. و في يوم من الأيام و بينما دموعي تملء عيني و أنا أنتظر
الفرج بكل شوق و إذا برجل محترم وقور يتقدم و يسألني ما قصتك ؟.
منذ فترة و أنا أراقبك ما حكايتك و ما هذا
البكاء و ما عملك ؟؟؟.
فقلت له بكل بساطة كنت أعمل في خمارة و قال
لي شيخ اترك هذا العمل و الله يرزقك ومنذ ثلاث سنوات و أنا أنتظر حتى لم
يبق في بيتي شيء و أطفالي جائعون و قتلنا الفقر و الجوع ...
فقال لي: ماذا تجيد من أعمال فقلت : أي عمل أكلف به فأنا مستعد
للقيام به فقال: ماذا تتقن قلت المحاسبة فقال : ممتاز تعال معي فذهبت معه
إلى مخزن شركته فحمّلني من الطعام مالا أطيق حمله و قال خذه لأولادك ..
وارجع إليّ بسرعة فأنا بحاجة إلى مثلك في
شركتي .
ففعلت ورجعت فصرف لي
مبلغاً من المال مقدماً و قرر لي شهرياً راتباً مغرياً و أمر لي من
المستودع من التموين بدون حساب ما يكفيني و زيادة في بداية كل شهر و أضاف
لي أجراً مقابل كل عمل أقوم به خارج المكتب و منذ سنتين و أنا أدعو الله لك و أسأله المغفرة على ما
كان مني فجزاك الله كل خير .. ..
من كتاب مهارات أسرية حانية
للدكتور عمار إبراهيم حسن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى