لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

حكمة الشــايب Empty حكمة الشــايب {الجمعة 22 يوليو - 19:31}


وضعت أمتعتي في غرفة الفندق الأوروبي
وأرتديت ملابسي الرياضية ثم توجهت الى النادي الصحي لأجري بعض التمارين. كان بجانبي
نزيل أوروبي أو ربما أمريكي يكبرني بالسن بل كان عجوزاً بالنسبة لي . تجاذبنا بعض
الأحاديث ووجدنا العديد من الاهتمامات المشتركة فكان الحوار ممتعاً
.




قبل أن أنصرف دعاني لمرافقته في رحلة
بحرية في الغد فاعتذرت لارتباطي بمواعيد العمل التي جئت من
أجلها.


اقترح علي أن نتناول العشاء سوياً في
مطعم متميز لكنني كنت مرتبطاً كذلك


بعشاء عمل لاستغل الأيام الثلاثة التي
سأمضيها في إنهاء كافة أعمالي .




كنت أصادفه أحيانا
خلال دخولي أو خروجي من الفندق فأرى منه ابتسامة ذات مغزى لكني لم أعلم مايقصد
بها؟




في آخر يوم لي وأنا أنهي إجراءات
المغادرة لمحته يجلس في صالة الفندق ويشير إلي. اتجهت إليه فدعاني إلى شرب كوب من
الشاي ، وكان لدي متسع من الوقت فلبيت طلبه وبادرته : ما سر الابتسامة التي تواجهني
بها كلما تلاقينا؟


تبسم.. وقال: إنني كلما رأيتك تذكرت نفسي
حينما كنت شاباً ، فقد أمضيت أجمل وأغلى سنوات عمري في تنمية أعمالي التجارية كما
تفعل أنت الآن ، وبعد أن كبرت وانتهيت إلى ما ترى وجدت أنني فقدت الكثير مما لا
يمكن تعويضه وخرجت بدرس ثمين يمكنك أن تسميه (حكمة الشايب) .




كان الأمر مشوقا
لي فبادرته قائلاً : وما هذه الحكمة؟




فأجاب: إن الرجل يمر
في حياته بثلاث مراحل ويحتاج الى أن يملك ثلاثة أشياء .


ففي الشباب يكون لديك الوقت لقلة انشغالك
ولديك النشاط والقوة لتستمتع ولكن ليس لديك المال الكافي لتسافر وتشتري السيارة
والمنزل الذي تتمناه و ترفه عن نفسك بعيش رغيد .




ثم إنك تنتقل إلى مرحلة الرجولة فتزاول
العمل والتجارة وتبدأ بجمع المال لتؤمن مستقبلاً أفضل لك ولأسرتك ، حينها يكون لديك
المال ولديك النشاط والقوة ولكن ليس لديك الوقت لتستمتع وترفه عن نفسك وأسرتك فأنت
مشغول بأعمالك وسفرياتك وتجد أنك تضحي بأشياء كثيرة من أجل (ضمان المستقبل)
.




وفي المرحلة الثالثة حين تكبر سنك تكون
قد جمعت المال الذي تريد ولديك الوقت لتستمتع به وتحقق ماكنت تحلم به ولكن .. ستجد
أنك قد فقدت الصحة والنشاط الذي كنت تتمتع بهما أيام الشباب ، فلم يعد لديك الجهد
للسفر ولا تجد نفس المتعة في شراء سيارة فخمة أو منزل كبير ! وتبحث عن أبنائك
وبناتك لتستمتع معهم في رحلات وجلسات وزيارات فتجدهم قد كبروا ولم يعد يهمهم أن
يشاركوك في مثل هذه الأنشطة فقد صار لكل منهم اهتماماته وعالمه ! بل وقد لا تجد
زملاء تلتقي بهم لأنك قد قطعتهم حين انشغلت بأعمالك التجارية .




ستجد أن هذا المال لن يعيد لك تلك الأيام
التي كان أبناؤك يتمنون أن تمضي معهم ولو ساعة واحدة أو أن تذهب بهم إلى رحلة أو
سفر إلى بلد قريب ! ستجد أن المال لن يعيد لك صحتك بعد أن داهمك الضغط والسكري فلم
تعد ذاك اليافع القوي !!




لذا استنتجت من تجربتي في الحياة ، وهو
ما أوصيك به ، أن بضعة الآلاف من الريالات وأنت في شبابك تستمتع بها مع أبنائك
وزوجك وتقنع بما لديك خير لك من مئات الآلاف بل والملايين حينما تكون كهلاَ مثلي !




قرأت هذه القصة في عامود الكاتب المعروف
داود الشريان في صحيفة الحياة منذ عدة سنوات وهو يرويها عن زميل له ، ولكنها بقيت
راسخة في ذاكرتي استرجعها كلما شاهدت أولئك الذين يلهثون خلف الدنيا من أجل المال
بشكل مبالغ فيه ، هم لم يكتفوا بتضييع أجمل أوقاتهم و ذروة نشاطهم بل أهملوا أسرهم
ونسوا أقرباءهم وقصروا في واجباتهم.




ومنهم من غامر بمستقبل أسرته فباع بيته
وعقاره ومدخراته واستدان من البنوك من أجل مغامرات تجارية قد تنتهي به مديونا مدى
الحياة ، هذا إن سلم من السجن .




بيد أن الطامة الكبرى هي أن يكون
الاندفاع وراء المال والطمع فيه سببا في إهمال العبادات والوقوع في معاملات محرمة ،
حينها سيخسرون كل شيء ولن يعرفوا ذلك إلا بعد فوات الأوان ، والسعيد من اتعظ بغيره!
فإن خسرت مالا أو صفقة فتذكر دوما أنها وسيلة وليست غاية !
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى