رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هذه قصة واقعية حدثت منذ مائة سنة تقريباً، و أذيعت في الإذاعة السعودية.
يذكر رجل يُسمى ابن جدعان، يقول: خرجت في فصل الربيع، و إذا بي أرى ابلي سماناً يكاد الربيع أن يفجر الحليب من أثدائها، و كلما اقترب الحوار(ابن الناقة)
من أمه، درت عليه و انهال الحليب منها، لكثرة الخير و البركة، فنظرت إلى
ناقة من نياقي، ابنها خلفها، و تذكرت جاراً لي له بنيات سبع فقير الحال،
فقلت: و الله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري، و الله يقول: ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون))
–آل عمران92- و أحب حلالي هذه الناقة، يقول: فأخذتها و ابنها، و طرقت
الباب على الجار، و قلت: خذها هدية مني لك، فرأيت الفرح على وجهه، لا يدري
ماذا يقول، فكان يشرب من لبنها و يحتطب على ظهرها، و ينتظر وليدها يكبر
ليبيعه، و جاءه منها خير عظيم، فلما انتهى الربيع، و جاء الصيف بجفافه و
قحطه، تشققت الأرض و بدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء و الكلأ، يقول:
شددنا الرحال، و ظعنا من مكاننا نبحث عن الماء في الدحول، و الدحول هي حفر
في الأرض، توصل إلى محابس مائية، أقبية مائية تحت الأرض، لها فتحات فوق
الأرض يعرفها أهل البادية.
يقول:
فدخلت في هذا الدحل حتى احضر الماء لنشرب – و أولاده الثلاثة خارج الدحل
ينتظرون- فتاه في ارض، و لم يعرف الخروج، و انتظر أبناؤه يوماً و يومين و
ثلاثة حتى يئسوا، قالوا: لعل ثعباناً لدغه و مات، لعله تاه تحت الأرض و
هلك، و كانوا-و العياذ بالله- ينتظرون هلاكه طمعاً في تقسيم المال و
الحلال، فذهبوا إلى البيت و قسموا، و تذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم
الفقير، فذهبوا إليه و قالوا له: أعد الناقة خيراً لك، و خذ هذا الجمل
مكانها، و إلا سنسحبها عنوة الآن، و لن نعطيك شيئاً.
قال: أشتكيكم إلى أبيكم.
قالوا: اشتك إليه، فانه قد مات.
قال: مات، كيف مات؟ و أين مات، و لِمَ لَم أعلم بذلك؟
قالوا: دخل دحلاً في الصحراء و لم يخرج.
قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان هذا الدحل، ثم خذوا الناقة، و افعلوا ما شئتم، و لا أريد جملكم.
فذهبوا
به، فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب و أحضر حبلاً، و أشعل
شمعة، ثم ربطه خارج الدحل، و نزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى أماكن فيها
يحبوا، و أماكن فيها يزحف، و أماكن فيها يتدحرج، و يشم رائحة الرطوبة تقترب
منه، و إذا به يسمع أنين الرجل عن الماء، فأخذ يهرف تجاه الأنين في الظلام
و يتلمس الأرض، فوقعت يده على الطين، ثم وقعت يده على الرجل، فوضع يده على
أنفاسه فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع، فقام و جره و ربط عينيه حتى لا تنبهر
بضوء الشمس، ثم أخرجه معه خارج الدحل، و مرس له التمر و سقاه، و حمله على
ظهره، وجاء به إلى داره، و دبت الحياة في الرجل من جديد، و أولاده لا
يعلمون، فقال: اخبرني بالله عليك، أسبوعاً كاملاً و أنت تحت الأرض، و لم
تمت، قال: سأحدثك حديثاً عجباً، لما نزلت ضعت، و تشعبت بي الطرق، فقلت: آوي إلى الماء الذي وصلت إليه، و أخذت اشرب منه، و لكن الجوع لا يرحم، فالماء لا يكفي.
يقول: و بعد ثلاثة أيام، و قد اخذ الجوع مني كل مأخذ، و بينما أنا مستلق على قفاه قد أسلمت و فوضت أمري إلى الله، و إذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي.
يقول: فاعتدلت في جلستي، و إذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي، فاشرب حتى أرتوي، ثم يذهب، فاخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم، و لكنه منذ يومين انقطع ما أدري ما سبب انقطاعه؟
يقول
فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت، ظن أولادك أنك مت، و جاؤوا إلي و
سحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها و المسلم في ظل صدقته. ((و من يتق الله يجعل له مخرجاً- و يرزقه من حيث لا يحتسب)) –سورة الطلاق-
و عن ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، و صدقة السر تطفىء غضب الرب، و صلة الرحم تزيد في العمر)). –حديث حسن صحيح-
يذكر رجل يُسمى ابن جدعان، يقول: خرجت في فصل الربيع، و إذا بي أرى ابلي سماناً يكاد الربيع أن يفجر الحليب من أثدائها، و كلما اقترب الحوار(ابن الناقة)
من أمه، درت عليه و انهال الحليب منها، لكثرة الخير و البركة، فنظرت إلى
ناقة من نياقي، ابنها خلفها، و تذكرت جاراً لي له بنيات سبع فقير الحال،
فقلت: و الله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري، و الله يقول: ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون))
–آل عمران92- و أحب حلالي هذه الناقة، يقول: فأخذتها و ابنها، و طرقت
الباب على الجار، و قلت: خذها هدية مني لك، فرأيت الفرح على وجهه، لا يدري
ماذا يقول، فكان يشرب من لبنها و يحتطب على ظهرها، و ينتظر وليدها يكبر
ليبيعه، و جاءه منها خير عظيم، فلما انتهى الربيع، و جاء الصيف بجفافه و
قحطه، تشققت الأرض و بدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء و الكلأ، يقول:
شددنا الرحال، و ظعنا من مكاننا نبحث عن الماء في الدحول، و الدحول هي حفر
في الأرض، توصل إلى محابس مائية، أقبية مائية تحت الأرض، لها فتحات فوق
الأرض يعرفها أهل البادية.
يقول:
فدخلت في هذا الدحل حتى احضر الماء لنشرب – و أولاده الثلاثة خارج الدحل
ينتظرون- فتاه في ارض، و لم يعرف الخروج، و انتظر أبناؤه يوماً و يومين و
ثلاثة حتى يئسوا، قالوا: لعل ثعباناً لدغه و مات، لعله تاه تحت الأرض و
هلك، و كانوا-و العياذ بالله- ينتظرون هلاكه طمعاً في تقسيم المال و
الحلال، فذهبوا إلى البيت و قسموا، و تذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم
الفقير، فذهبوا إليه و قالوا له: أعد الناقة خيراً لك، و خذ هذا الجمل
مكانها، و إلا سنسحبها عنوة الآن، و لن نعطيك شيئاً.
قال: أشتكيكم إلى أبيكم.
قالوا: اشتك إليه، فانه قد مات.
قال: مات، كيف مات؟ و أين مات، و لِمَ لَم أعلم بذلك؟
قالوا: دخل دحلاً في الصحراء و لم يخرج.
قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان هذا الدحل، ثم خذوا الناقة، و افعلوا ما شئتم، و لا أريد جملكم.
فذهبوا
به، فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب و أحضر حبلاً، و أشعل
شمعة، ثم ربطه خارج الدحل، و نزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى أماكن فيها
يحبوا، و أماكن فيها يزحف، و أماكن فيها يتدحرج، و يشم رائحة الرطوبة تقترب
منه، و إذا به يسمع أنين الرجل عن الماء، فأخذ يهرف تجاه الأنين في الظلام
و يتلمس الأرض، فوقعت يده على الطين، ثم وقعت يده على الرجل، فوضع يده على
أنفاسه فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع، فقام و جره و ربط عينيه حتى لا تنبهر
بضوء الشمس، ثم أخرجه معه خارج الدحل، و مرس له التمر و سقاه، و حمله على
ظهره، وجاء به إلى داره، و دبت الحياة في الرجل من جديد، و أولاده لا
يعلمون، فقال: اخبرني بالله عليك، أسبوعاً كاملاً و أنت تحت الأرض، و لم
تمت، قال: سأحدثك حديثاً عجباً، لما نزلت ضعت، و تشعبت بي الطرق، فقلت: آوي إلى الماء الذي وصلت إليه، و أخذت اشرب منه، و لكن الجوع لا يرحم، فالماء لا يكفي.
يقول: و بعد ثلاثة أيام، و قد اخذ الجوع مني كل مأخذ، و بينما أنا مستلق على قفاه قد أسلمت و فوضت أمري إلى الله، و إذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي.
يقول: فاعتدلت في جلستي، و إذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي، فاشرب حتى أرتوي، ثم يذهب، فاخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم، و لكنه منذ يومين انقطع ما أدري ما سبب انقطاعه؟
يقول
فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت، ظن أولادك أنك مت، و جاؤوا إلي و
سحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها و المسلم في ظل صدقته. ((و من يتق الله يجعل له مخرجاً- و يرزقه من حيث لا يحتسب)) –سورة الطلاق-
و عن ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، و صدقة السر تطفىء غضب الرب، و صلة الرحم تزيد في العمر)). –حديث حسن صحيح-
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى