رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
توبة هارون الرشيد !!
هذه قصه توبة الخليفة العباسي هارون الرشيد . حدثنا الفضل بن الربيع (أبو العباس
الفضل بن الربيع بن يونس، من الوزراء العباسيين، كان حاجباً للرشيد وابنيه
من بعده، توفي سنة 208هـ، قال:
حج أمير المؤمنين هارون الرشيد، فبينما
أنا نائم بمكة إذا سمعت قرع الباب، فقلت: من هذا؟، قال أجب أمير المؤمنين
(هارون)..فخرجت مسرعاً، فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي لأتيتك. فقال:
ويحك.. قد خطر في نفسي شيء ..فأنظر لي رجلاً أسأله. فقلت: ها هنا سفيان بن
عيينة. فقال: إمض بنا إليه .فأتيناه. فقرعت الباب، فقال : من ذا ؟ قلت:
أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعاً. فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي
لأتيتك. فقال له: خذ لما جئناك له- رحمك الله- فحدثه ساعة.. ثم قال له:
عليك دين ؟ قال: نعم. قال: إقض دينه.
فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك
شيئا.. أنظر لي رجلاً أسأله. فقلت: هاهنا عبدالرزاق بن همام (أبو بكر
عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني، حافظ و محدث و صاحب كتاب
المصنف، توفي سنة 211 هـ). فقال: إمض بنا إليه. فأتيناه. فقرعت عليه الباب.
فقال: من هذا ؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين. فخرج مسرعاً. فقال:يا أمير
المؤمنين لو أرسلت إلي لأتيتك. قال:خذ لما جئناك له- رحمك الله- فحادثه
ساعة. ثم قال:أعليك دين ؟ قال: نعم .قال: ياعباسي. إقض دينه. ثم أنصرف.
فقال
لي: ما أغنى عني صاحبك شيئا ..أنظر لي رجلاً أسأله.. قلت: هاهنا الفضيل بن
عياض. فقال: إمض بنا إليه. فأتيناه .و إذا هو قائم يصلي يتلو آية من
القرآن يرددها. قال: اقرع الباب. فقرعته. فقال: من هذا ؟ قلت: أجب أمير
المؤمنين. فقال: مالي و لإمير المؤمنين؟ فقلت: سبحان الله.. أما عليك
طاعته؟ فنزل ففتح الباب.. ثم ارتقى إلى الغرفة..فأطفأ السراج.. ثم التجأ
إلى زاوية البيت. فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا.. فسبقت كف (هارون) قبلي
إليه. فقال: يا لها من كف.. ما أنعمها و ألينها إن نجت غداً من عذاب الله.
فقلت في نفسي: ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب نقي..
فقال له: خذ
ماجئناك له- رحمك الله- فقال: إن عمر بن عبدالعزيز لما ولي الخلافة دعا
سالم بن عبدالله (سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أحد
فقهاء المدينة السبعة، و من علماء التابعين، توفي سنة 106هـ)، و محمد بن
كعب القرظي (أبوحمزة محمد بن سليم القرظي المدني، تابعي و فقيه، توفي سنة
120هـ)، و رجاء بن حيوة (أبوالمقدام رجاء بن حيوة بن جرول الكندي، شيخ أهل
الشام، علماً في عصره، توفي 120هـ)، فقال لهم: قد ابتليت بهذا البلاء
..فأشيروا علي.. أي أنه أعد الخلافة بلاء.. و عددتها أنت و أصحابك نعمة.
فقال له سالم بن عبدالله: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عن الدنيا و ليكن إفطارك منها الموت..
و
قال له محمد بن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين
عندك أباً و أوسطهم عندك أخاً و أصغرهم عندك ولداً.. فوقر أباك و أكرم أخاك
و تحنّن على ولدك .
و قال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة من عذاب الله فأحب للمسلمين ماتحب لنفسك و اكره لهم ماتكره لنفسك.. ثم مت إذا شئت..
و إني لأقول لك هذا.. و إني لأخاف عليك أشد الخوف في يوم تزل فيه الأقدام ..
فهل معك- رحمك الله- مثل هؤلاء.. من يشير عليك أو يأمرك بمثل هذا ؟ فبكى هارون بكاء شديداً حتى غشي عليه..
فقلت له: أرفق بأمير المؤمنين.. قال: يا ابن أم الربيع تقتله أنت و أصحابك، و أرفق به أنا!
ثم
أفاق..فقال: زدني رحمك الله..فقال: بلغني يا أمير المؤمنين أن عاملاً لعمر
بن عبدالعزيز شُكي إليه..قال: فكتب إليه عمر: يا أخي اذكر طول سهر أهل
النار في النار مع خلود إلى الأبد.. فإن ذلك يطرد بك إلى باب الرب نائماً و
يقظان.. و إياك أن ينصرف بك من عند الله إلى النار فيكون آخر العهد و
منقطع الرجاء.. قال: فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر، فقال له:
ما أقدمك؟ قال: خلعت قلبي بكتابك.. و لا وليت لك ولاية حتى ألقى الله ..
فبكى
هارون بكاء شديدا.. ثم قال له: زدني- رحمك الله- فقال: يا أمير المؤمنين..
إن العباس عم المصطفى صلى الله عليه وسلم.. و عندما جاء إلى النبي عليه
أفضل الصلاة والتسليم فقال له:أمّرني. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ياعباس.. يا عم النبي.. نفس تجنيها خير من إمارة لا تحصيها.. إن الإمارة
حسرة و ندامة يوم القيامة..فإن استطعت أن لا تتأمرن على أحد فافعل)*.
قال
فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له: زدني رحمك الله.. قال:: يا حسن الوجه..
أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق.. فإذا استطعت أن تقي هذا الوجه من النار
فافعل.. و إياك أن تصبح و تمسي و في قلبك غش لرعيتك.. فإن النبي صلى الله
عليه وسلم قال:(من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة)).البخاري (7151)،
مسلم..إيمان (142).
فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال: عليك دين ؟ قال:
نعم.. دين لربي لم يحاسبني عليه.. فالويل لي إن سألني و الويل لي إن ناقشني
و الويل لي إن لم ألهم حجتي.. فقال: إنما أعني من دين العباد .قال: إن ربي
لم يأمرني بهذا.. إن ربي أمرني أن أصدق وعده و أطيع أمره ..فقال: (و ما
خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون،
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). (الذاريات- الآيات 56 إلى 58).
فقال
له: هذه ألف دينار.. خذها فأنفقها و تقوَ بها على عبادة ربك.. فقال: يا
سبحان الله ..أنا أدلك على النجاة و أنت تكافئني بمثل هذا..! سلمك الله و
فقك، ثم صمت.. فلم يكلمنا.. فخرجنا من عنده.. فلما أن صرنا على الباب.. قال
لي هارون: يا عباسي.. إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا.. هذا سيد
المسلمين ..
قال: فبينما نحن كذلك إذ دخلت عليه امرأة من نسائه.. فقالت:
يا هذا.. قد ترى سوء ما نحن فيه من ضيق الحال.. فلو قبلت هذا المال تفرجنا
به.. قال: مثلي و مثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه، فلما كبر
نحروه و أكلوا لحمه.. فلما سمع هارون الكلام قال: نرجع فعسى أن يقبل
المال..قال: فدخل فلما علم فضيل خرج فجلس على تراب في السطح على باب
الغرفة.. و جاء هارون فجلس إلى جنبه.. فجعل يكلمه.. فلم يجبه.. فبينما نحن
كذلك إذا خرجت جارية سوداء.. فقالت: ياهذا.. قد آذيت الشيخ منذ الليلة
فأنصرف - رحمك الله - قال فانصرف * هذا الحديث ملفق و مركب من ثلاث
أحاديث، فثلثه الأول: "يا عباس ..يا عم النبي.. نفس تجنيها خير من إمارة لا
تحصيها" رواه البيهقي في سننه 15\96 كنز العمال (14766). و ثلثه
الثاني:"إن الإمارة حسرة و ندامة يوم القيامة" رواه البخاري (7148) و أحمد
2\448. أما ثلثه الأخير فرواه مسلم، إمارة (1826)و أبوداود(2868).
عن موقع إذاعة القرآن الكريم – نابلس - فلسطين
هذه قصه توبة الخليفة العباسي هارون الرشيد . حدثنا الفضل بن الربيع (أبو العباس
الفضل بن الربيع بن يونس، من الوزراء العباسيين، كان حاجباً للرشيد وابنيه
من بعده، توفي سنة 208هـ، قال:
حج أمير المؤمنين هارون الرشيد، فبينما
أنا نائم بمكة إذا سمعت قرع الباب، فقلت: من هذا؟، قال أجب أمير المؤمنين
(هارون)..فخرجت مسرعاً، فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي لأتيتك. فقال:
ويحك.. قد خطر في نفسي شيء ..فأنظر لي رجلاً أسأله. فقلت: ها هنا سفيان بن
عيينة. فقال: إمض بنا إليه .فأتيناه. فقرعت الباب، فقال : من ذا ؟ قلت:
أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعاً. فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي
لأتيتك. فقال له: خذ لما جئناك له- رحمك الله- فحدثه ساعة.. ثم قال له:
عليك دين ؟ قال: نعم. قال: إقض دينه.
فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك
شيئا.. أنظر لي رجلاً أسأله. فقلت: هاهنا عبدالرزاق بن همام (أبو بكر
عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني، حافظ و محدث و صاحب كتاب
المصنف، توفي سنة 211 هـ). فقال: إمض بنا إليه. فأتيناه. فقرعت عليه الباب.
فقال: من هذا ؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين. فخرج مسرعاً. فقال:يا أمير
المؤمنين لو أرسلت إلي لأتيتك. قال:خذ لما جئناك له- رحمك الله- فحادثه
ساعة. ثم قال:أعليك دين ؟ قال: نعم .قال: ياعباسي. إقض دينه. ثم أنصرف.
فقال
لي: ما أغنى عني صاحبك شيئا ..أنظر لي رجلاً أسأله.. قلت: هاهنا الفضيل بن
عياض. فقال: إمض بنا إليه. فأتيناه .و إذا هو قائم يصلي يتلو آية من
القرآن يرددها. قال: اقرع الباب. فقرعته. فقال: من هذا ؟ قلت: أجب أمير
المؤمنين. فقال: مالي و لإمير المؤمنين؟ فقلت: سبحان الله.. أما عليك
طاعته؟ فنزل ففتح الباب.. ثم ارتقى إلى الغرفة..فأطفأ السراج.. ثم التجأ
إلى زاوية البيت. فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا.. فسبقت كف (هارون) قبلي
إليه. فقال: يا لها من كف.. ما أنعمها و ألينها إن نجت غداً من عذاب الله.
فقلت في نفسي: ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب نقي..
فقال له: خذ
ماجئناك له- رحمك الله- فقال: إن عمر بن عبدالعزيز لما ولي الخلافة دعا
سالم بن عبدالله (سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أحد
فقهاء المدينة السبعة، و من علماء التابعين، توفي سنة 106هـ)، و محمد بن
كعب القرظي (أبوحمزة محمد بن سليم القرظي المدني، تابعي و فقيه، توفي سنة
120هـ)، و رجاء بن حيوة (أبوالمقدام رجاء بن حيوة بن جرول الكندي، شيخ أهل
الشام، علماً في عصره، توفي 120هـ)، فقال لهم: قد ابتليت بهذا البلاء
..فأشيروا علي.. أي أنه أعد الخلافة بلاء.. و عددتها أنت و أصحابك نعمة.
فقال له سالم بن عبدالله: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عن الدنيا و ليكن إفطارك منها الموت..
و
قال له محمد بن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين
عندك أباً و أوسطهم عندك أخاً و أصغرهم عندك ولداً.. فوقر أباك و أكرم أخاك
و تحنّن على ولدك .
و قال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة من عذاب الله فأحب للمسلمين ماتحب لنفسك و اكره لهم ماتكره لنفسك.. ثم مت إذا شئت..
و إني لأقول لك هذا.. و إني لأخاف عليك أشد الخوف في يوم تزل فيه الأقدام ..
فهل معك- رحمك الله- مثل هؤلاء.. من يشير عليك أو يأمرك بمثل هذا ؟ فبكى هارون بكاء شديداً حتى غشي عليه..
فقلت له: أرفق بأمير المؤمنين.. قال: يا ابن أم الربيع تقتله أنت و أصحابك، و أرفق به أنا!
ثم
أفاق..فقال: زدني رحمك الله..فقال: بلغني يا أمير المؤمنين أن عاملاً لعمر
بن عبدالعزيز شُكي إليه..قال: فكتب إليه عمر: يا أخي اذكر طول سهر أهل
النار في النار مع خلود إلى الأبد.. فإن ذلك يطرد بك إلى باب الرب نائماً و
يقظان.. و إياك أن ينصرف بك من عند الله إلى النار فيكون آخر العهد و
منقطع الرجاء.. قال: فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر، فقال له:
ما أقدمك؟ قال: خلعت قلبي بكتابك.. و لا وليت لك ولاية حتى ألقى الله ..
فبكى
هارون بكاء شديدا.. ثم قال له: زدني- رحمك الله- فقال: يا أمير المؤمنين..
إن العباس عم المصطفى صلى الله عليه وسلم.. و عندما جاء إلى النبي عليه
أفضل الصلاة والتسليم فقال له:أمّرني. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ياعباس.. يا عم النبي.. نفس تجنيها خير من إمارة لا تحصيها.. إن الإمارة
حسرة و ندامة يوم القيامة..فإن استطعت أن لا تتأمرن على أحد فافعل)*.
قال
فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له: زدني رحمك الله.. قال:: يا حسن الوجه..
أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق.. فإذا استطعت أن تقي هذا الوجه من النار
فافعل.. و إياك أن تصبح و تمسي و في قلبك غش لرعيتك.. فإن النبي صلى الله
عليه وسلم قال:(من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة)).البخاري (7151)،
مسلم..إيمان (142).
فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال: عليك دين ؟ قال:
نعم.. دين لربي لم يحاسبني عليه.. فالويل لي إن سألني و الويل لي إن ناقشني
و الويل لي إن لم ألهم حجتي.. فقال: إنما أعني من دين العباد .قال: إن ربي
لم يأمرني بهذا.. إن ربي أمرني أن أصدق وعده و أطيع أمره ..فقال: (و ما
خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق و ما أريد أن يطعمون،
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). (الذاريات- الآيات 56 إلى 58).
فقال
له: هذه ألف دينار.. خذها فأنفقها و تقوَ بها على عبادة ربك.. فقال: يا
سبحان الله ..أنا أدلك على النجاة و أنت تكافئني بمثل هذا..! سلمك الله و
فقك، ثم صمت.. فلم يكلمنا.. فخرجنا من عنده.. فلما أن صرنا على الباب.. قال
لي هارون: يا عباسي.. إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا.. هذا سيد
المسلمين ..
قال: فبينما نحن كذلك إذ دخلت عليه امرأة من نسائه.. فقالت:
يا هذا.. قد ترى سوء ما نحن فيه من ضيق الحال.. فلو قبلت هذا المال تفرجنا
به.. قال: مثلي و مثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه، فلما كبر
نحروه و أكلوا لحمه.. فلما سمع هارون الكلام قال: نرجع فعسى أن يقبل
المال..قال: فدخل فلما علم فضيل خرج فجلس على تراب في السطح على باب
الغرفة.. و جاء هارون فجلس إلى جنبه.. فجعل يكلمه.. فلم يجبه.. فبينما نحن
كذلك إذا خرجت جارية سوداء.. فقالت: ياهذا.. قد آذيت الشيخ منذ الليلة
فأنصرف - رحمك الله - قال فانصرف * هذا الحديث ملفق و مركب من ثلاث
أحاديث، فثلثه الأول: "يا عباس ..يا عم النبي.. نفس تجنيها خير من إمارة لا
تحصيها" رواه البيهقي في سننه 15\96 كنز العمال (14766). و ثلثه
الثاني:"إن الإمارة حسرة و ندامة يوم القيامة" رواه البخاري (7148) و أحمد
2\448. أما ثلثه الأخير فرواه مسلم، إمارة (1826)و أبوداود(2868).
عن موقع إذاعة القرآن الكريم – نابلس - فلسطين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى