رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
من محمد عبدالعزيز المسند*
سنقف قليلاً مع إحدى الأخوات لتحدثنا عن
رحلتها مع عالم الأزياء و الجمال الزائف إلى عالم آخر، عالم الكتب و طلب
العلم، فتقول: (( عشت حياتي في ضلال و ضياع و غفلة، بين سهر على معاصي
الله، و تأخير للصلاة عن وقتها، و نوم و خروج إلى الحدائق و الأسواق، و مع
ذلك كله فقد كنت أصلي و أصوم، و أحاول أن ألتزم بأوامر الشرع التي تعلمتها
منذ نعومة أظافري، حتى أني - في المرحلة المتوسطة- كنت أُعد ملتزمة بالنسبة
لغيري من الفتيات الأخريات، ولكن حب المرآة للزينة و الجمال و الشهرة و
ميلها الغريزي إليه كان من أكبر مداخل الشيطان علي. فقد كنت مفتونةً جداً بالأناقة و حب
ابتكار " الموديلات"، التي قد يستصغرها البعض ويقول: أنها ليست بمعصية، و
لكني أقول: إنها قد تكون من أكبر المعاصي، فقد كانت هي وقتي كله، كنت أفكر
فيها عند الطعام و الشراب و النوم و السفر، و أثناء الحصص المدرسية، حتى في
الاختبارات، مع حرصي الشديد على المذاكرة و التفوق حيث كنت من الأوائل على
المرحلة بكاملها. و أعظم من ذلك أن مثل هذه الأمور
التافهة كانت تشغل تفكيري حتى في الصلاة و الوقوف بين يدي الله، فإذا
انتهيت من الصلاة بدأت في وصف الموديل الذي فكرت به في الصلاة لأختي، و هي
كذلك. و اذكر مرة أني حضرت زواجاً لإحدى
قريباتي، و حزت على إعجاب الكثيرات من بنات جيلي كم إطراء و مديح بطريقة
اللبس، مما زاد من غروري، و جعلني أتحسر و أتألم لِمَ لَم ألبس أفضل لأحوز
على مديح أكثر! و أخذت أتحسر لمدة سنة تقريباً!!!
قد تستغربون ذلك، و لكن هذا كله بسبب الصديقات المنحلات اللاتي كنت أختارهن فكنت بالنسبة لهم ملتزمة.
و في نهاية المرحلة الثانوية يسر الله
لي طريق الهداية، فقد كنت أذهب أثناء الاختبارات إلى مصلى المدرسة لأذاكر
مع صديقاتي، فأجد هناك بعض حلقات العلم فأجلس إليها استمع إلى زميلاتي،
فأثر ذلك في، مما جعلني بعد التخرج و دخول الجامعة ألتحق بقسم الدراسات
الإسلامية.و في الجامعة تعرفت على أخوات صالحات، و
بفضل الله ثم بفضل أخواتي الصالحات و مجالس الذكر و الإلحاح في الدعاء
أعانني الله على أن أستبدل حب الدنيا بطلب العلم، حتى أني أنسى حاجتي
للطعام و الشراب مع طلب العلم، و لا أزكي نفسي و لكن الله يقول: (( و أما
بنعمة ربك فحدث)) – سورة الضحى، الآية 11 كما أصبحت بعد الالتزام أشعر بسعادة
تغمر قلبي، فأقول بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني التزاماً أن يكون
أسعد مني، و لو كانت الدنيا كلها بين عينيه، و لو كان من أغنى الناس.
و هكذا تمت رحلتي من السهر على الفيديو و الأفلام الماجنة إلى كتب العقيدة و الحديث وأبحاث الفقه
و من النوم إلى الظهيرة إلى هدي الرسول
صلى الله عليه و سلم في النوم، فالإنسان محاسب على وقته، و عليه استغلال كل
دقيقة، فإذا كنت في وضع لا يسمح لي بطلب العلم فلساني لا يفتر – و لله
الحمد – من ذكر الله و الاستغفار. و في الختام أسأل الله لي و لجميع
المسلمين و المسلمات الهداية و الثبات.. فأكثر ما ساعدني على الثبات - بعد
توفيق الله - هو إلقائي للدروس في المصلى، بالإضافة إلى قراءاتي عن الجنة
بأن فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، من اللباس و
الجمال و الزينة، و الأسواق، و الزيارات بين الناس، و هذه من أحب الأشياء
إلى قلبي.
فكنت كلما أردت أن أشتري شيئاً من الملابس التي تزيد على حاجتي أقول: ألبسها في الآخرة أفضل.
فتذكري للجنة و نعيمها من أكثر الأسباب المرغمة لي في ترك ملذات الدنيا طمعاً في الحصول عليها كاملة بإذن الله.
و من أكثر الأسباب المرغمة لي في ترك المعاصي تذكري للصراط، و أهوال يوم القيامة، و
أن الأعمال تعرض على الله أمام جميع الخلائق، و هناك تكون الفضيحة.
*من كتابه العائدون إلى الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى