لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

النجار المعلم Empty النجار المعلم {الأربعاء 27 يوليو - 21:45}

النجار المعلم
إعداد/ عبده مصطفى دسوقي
استدعى المسيو "سولنت الأخ حافظ ليصلح له بعض أدوات النجارة في منزله وسأله
عما يطلب من أجر فقال: 130 قرشًا، فقال المسيو "سولنت" بالعربي: "أنت
حرامي"، فتمالك الأخ نفسه وقال له بكل هدوء: ولماذا؟ فقال: لأنك تأخذ أكثر
من حقك، فقال له: لن آخذ منك شيئًا ومع ذلك فإنك تستطيع أن تسأل أحد
المهندسين من مرءوسيك، فإن رأى أنني طلبت أكثر من القدر المناسب فإن عقوبتي
أن أقوم بالعمل مجانًا، وإن رأى أنني طلبت أقل مما يصح أن أطلب فأسامحك في
الزيادة.
واستدعى الرجل فعلاً مهندسًا وسأله فقدر أن العمل يستوجب 200 قرش، فتأكد
المسيو "سولنت" مما قاله الأخ حافظ وأمره أن يبتدئ العمل، فقال له: سأفعل
ولكنك أهنتني فعليك أن تعتذر وأن تسحب كلمتك، فاستشاط الرجل غضبًا وغلبه
الطابع الفرنسي الحاد، وأخذته العزة بالإثم وقال: تريد أن أعتذر لك ومن
أنت؟! لو كان الملك فؤاد نفسه ما اعتذرت له، فقال حافظ في هدوء أيضًا: وهذه
غلطة أخرى يا مسيو "سولنت"، فأنت في بلد الملك فؤاد وكان أدب الضيافة
وعرفان الجميل يفرضان عليك ألا تقول مثل هذا الكلام، وأنا لا أسمح لك أن
تذكر اسمه إلا بكل أدب واحترام، فتركه وأخذ يتمشى في البهو الفسيح ويداه في
جيب بنطلونه.
ووضع حافظ عدته وجلس على كرسي واتكأ على منضدة، وسادت فترة سكوت لا يتخللها
إلا وقع أقدام المسيو الثائر الحائر، وبعد قليل تقدم من حافظ وقال له:
افرض أنني لم أعتذر لك فماذا تفعل؟ فقال: الأمر هين سأكتب تقريرًا إلى
قنصلكم هنا وإلى سفارتكم أولاً ثم إلى مجلس إدارة قناة السويس بباريس، ثم
الجرائد الفرنسية المحلية والأجنبية ثم أترقب كل قادم من أعضاء هذا المجلس
فأشكو له، فإذا لم أصل إلى حقي بعد ذلك استطعت أن أهينك في الشارع وعلى ملأ
من الناس، وأكون بذلك قد وصلت إلى ما أريد، ولا تنتظر أن أشكوك إلى
الحكومة المصرية التي قيدتموها بسلاسل الامتيازات الأجنبية الظالمة، ولكني
لن أهدأ حتى أصل إلى حقي بأي طريق.
فقال الرجل: يظهر أنني أتكلم مع "أفوكاتو" لا نجار، ألا تعلم أنني كبير
المهندسين في قناة السويس، فكيف تتصور أن أعتذر لك؟ فقال حافظ: وألا تعلم
أن قناة السويس في وطني لا في وطنك وأن مدة استيلائكم عليها مؤقتة وستنتهي
ثم تعود إلينا، فتكون أنت وأمثالك موظفين عندنا، فكيف تتصور أن أدع حقي لك؟
وانصرف الرجل إلى مشيته الأولى وبعد فترة عاد مرة ثانية وعلى وجهه أمارات
التأثر وطرق المنضدة بيده في عنف مرات وهو يقول: أعتذر يا حافظ سحبت كلمتي،
فقام الأخ حافظ بكل هدوء وقال: متشكر يا مسيو "سولنت" وزاول عمله حتى
أتمه.
وبعد الانتهاء أعطاه المسيو سولنت مائة وخمسين قرشًا فأخذ منها مائة
وثلاثين قرشًا ورد له العشرين، فقال له: خذها "بقشيشًا" فقال: لا، حتى لا
آخذ أكثر من حقي فأكون "حرامي". فدهش الرجل، وقال: إني مستغرب لماذا لا
يكون كل الصناع أولاد العرب مثلك؟ أنت "فاميلي محمد" فقال حافظ: يا مسيو
"سولنت" كل المسلمين "فاميلي محمد" ولكن الكثير منهم عاشروا "الخواجات"
وقلدوهم ففسدت أخلاقهم، فلم يرد الرجل بأكثر من أن مد يده مصافحًا قائلاً:
متشكر، متشكر، كتر خيرك، كان فيها الإذن بالانصراف.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى