لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

رمضان:موسمُ العزَّةِ وشهرُ التربية Empty رمضان:موسمُ العزَّةِ وشهرُ التربية {السبت 30 يوليو - 22:21}

ما
أنْ يُعلن دخولُ شهرِ رمضانَ الأغرِ حتى يملأَ النَّفسَ شعورٌ جديدٌ
ومشاعرُ فيَّاضةٌ قدْ يعجزُ القلمُ المبينُ عن وصفها؛ فكأنَّ الروحَ تسبحُ
في ملكوتِ الله مستبشرةً بقدومِ موسمِ النفحاتِ الربَّانيةِ وشهرِ
المكرماتِ الإلهية؛ وكأنَّ الجسمَ قدْ استبدلَ جلدَه وجوارحَه وقلبَه
بأُخرَ نقيةٍ لمْ تقارفْ ذنباً أوْ تواقعْ
معصيةً فهي بريئةٌ من العيبِ والدنس. هذا هو استقبالُ عامةِ المسلمينَ
لضيفهم الكبيرِ الكريمِ الذي يجيءُ في معيته وفدٌ طاهرٌ من الجلالِ
والبهاءِ والأنسِ والأنوارِ وشتى العباداتِ والقُرَبِ ويخلِّفُ المردةَ
مصفدِّين ممنوعين من التأثير؛ فياله من شهرٍ كثير البركاتِ والخيرات.

ورمضانُ
المباركُ شهرُ صمودٍ وتحدٍّ؛ وشهرُ ثباتٍ وتصدٍّ لا على طريقةِ القوميين
العربِ الفاشلةِ بلْ بمنهجٍ إسلاميٍّ رشيدٍ مسدَّد؛ فهذا الشهرُ يُعلنُ
للمنافقين جهاراً فشلَ كثيرٍ من مخططاتهم الإجراميةِ التي بذلوا لها
النَّفسَ والنَّفيسَ؛ فهاهيَ جموعُ المسلمين الغفيرةُ تُقبلُ على عبادةِ
امتناعٍ وتركٍ سرّيةِ لا يعلمُها إلا الله؛ وهاهيَ النفوسُ تؤوبُ لربها
وتثوبُ لرشدها متراجعةً خطواتٍ عمَّا أقدمتْ عليه من أخطاء، وهاهيَ
زُرافاتُ الصائمين تتسابقُ للخيراتِ تعبُّداً وتألهُّا وخشيةً ومحبةً
ورجاءَ الأجرِ والغفران. ويجتمعُ الفرقاءُ على
عبادةٍ يبغضها شياطينُ الإنسِ والجنِّ وهي العفوُ والتسامحُ وإزالةُ
أسبابِ القطيعةِ والتشاحن؛ فكم لهذا الشهرِ الكريمِ من آثارٍ تربويةٍ على
الأفرادِ والجموعِ وليس هذا بمستغربٍ على موسمٍ جليلٍ أراد الله منه " تقوى
" العبادِ وبراءةَ النّفوسِ من أوزارِ الحياةِ وطهارتِها من أوضارِ الهوى.


كما
أنَّ رمضانَ يُعيدُ للمسلمين شيئاً من عِزَّتِهم بتاريخهم وهويتهم
الإسلامية؛ فهو شهرٌ هجريٌّ قمريٌّ يخسأُ عنه سبتمبرُ وأيلول؛ وهو موسمٌ
يعيشُه الخلفُ كما عاشَه السلفُ رضوانُ الله عليهم؛ وهو زمنُ المعاركِ
الحاسمةِ والفتوحاتِ الخالدةِ فيما مضى؛ وشهرُ مراغمةٍ
للعدو المحتلِّ وتنكيلٍ بجنوده في البلدانِ المسلمةِ المحتلَّة. وفي
رمضانْ من معاني الوحدةِ والمشاعرِ المشتركةِ ما لا يخفى وإنْ تفاوتتْ
أيامُ ثُبوتِه من بلدٍ لآخر، كما أنَّ فيه إبرازٌ للمظاهرِ الشرعيةِ في
البلادِ التي غيَّرتْ الحضارةُ الغربيةُ من وجههِا الصبيحِ
ليعودَ للمدنِ والشوارعِ الطابعُ الإسلامي المميز الذي يسعى المفسدون
لطمسه حتى في رمضان كما حدثَ في الأردن لولا فضلُ الله ثمَّ هبَّةُ الأغيار.


ويفضحُ
الشهرُ الكريمُ أعداءَ الأمةِ بأوضحِ بيان؛ وما برامجُ الإعلامِ الهابطِ
وخيامُ الفجورِ إلاَّ خزيٌ متجددٌ لا يترفعُ عنه الأدعياءُ كلَّ عام؛
إضافةً إلى إثارةِ قضايا غيرِ مهمةٍ كمسألةِ توحيدِ دخولِ شهرِ رمضان مع
أنَّهم يعادونَ فكرةَ الوحدةِ الإسلاميةِ ويغضونَ الطرفَ عن قضايا خطيرةٍ
من الشركِ والكفرِ والبدعِ؛ ولوْ أنَّ غيرتَهم صادقةٌ لكانَ إعلامنا إعلامَ
حقٍّ ورشدٍ لا إعلامَ غيٍّ وضلالٍ في جملته إلاَّ مَنْ خافَ مقامَ ربِّه
ونهى النَّفسَ عن الهوى.


وصومُ
رمضانَ ليسَ امتناعاً عن الأكلِ والشربِ والجماعِ ساعاتٍ محددةً فقطْ؛ بلْ
هو صومُ الفرجِ والبطنِ واللسانِ والأذنِ عنْ كلِّ ما حرَّمَ الله ليلاً
ونهاراً وعنْ بعضَ ما أحلَّه الله طيلةَ النهارِ. وبعضُ النَّاسِ يتخذُ من
الصومِ حجةً للكسلِ وسبباً للساقطِ المرذولِ
من الأقوالِ وشفيعاً لثورةِ الغضبِ وسوءِ الأخلاق؛ وهذا منْ التناقضِ
البغيض؛ فشهرُنا موسمُ الانتصاراتِ الكُبرى والتاريخُ سجلٌّ منشور؛ ورمضانُ
فرصةٌ لكسرِ الحدَّةِ وإصلاحِ النَّفسِ وتقويمها فكيفَ نجعلُ منه ذريعةً
للانفعال والخصامِ وقبيحِ الفعال ؟


ورمضانُ
كالطبيبِ لعللِ النَّفوسِ وأمراضها الحسيةِ والمعنوية؛ فكمْ منْ علَّةٍ
شفائُها بتقليلِ الطعامِ والشراب؛ وكمْ منْ مريضٍ وسمي يرومُ الصحةَ
"والرشاقةَ " وفي رمضانَ بُرؤه فما للبطنةِ والبشمِ أفضلُ من حجزِ المعدةِ عن التلذذِ بكلِّ مطعومِ
ومشروب . ورمضانُ يُطِبُّ البخلَ بالجودِ والكرمِ إذ هو زمنُ البذلِ
والإحسانِ وشعورُ الأغنياءِ والمترفين بجوعِ الفقراءِ والمعوزين؛ وكمْ منْ
مبتلىً بلسانٍ لا يقرُّ في محلِّه ولا يسكنُ وفي الصومِ قطعٌ لشهوةِ
الكلامِ الباطلِ والثرثرةِ الممقوتة حتى أنَّ بعضَ العلماءِ عدَّ الغيبةَ
من مبطلاتِ الصيام. وفي الشبابِ مدخنونَ لا يفارقونَ السيجارَ وآخرونَ
مفتونونَ بالغناءِ الماجنِ والفنونِ الرخيصةِ فيجئُ الشهرُ المباركُ
ليبعدَهم عمَّا تعودوه وألزموا أنفسَهم به
وليقولَ لهم برفقٍ وإقناع: ها قدْ هجرتم اللذاتِ المحرَّمةَ نصفَ يومٍ فما
أيسرَ نصفَه الآخرَ عليكم لو توكلتم على الله وعزمتم على خطوةِ الخيرِ
الأولى.


وتسوءُ
كلَّ عاقلٍ المخازي التي يرتكبُها بعضُ الشبابِ في حقَّ نفسه وتجاهَ هذا
الضيفِ والموسمِ المنُتظرِ وما يفعلُه بعضُ الأغرارِ من استباقِ رمضان
بالولوغِ في المحرماتِ وتقَّحمِ الموبقاتِ على أملِ الفوزِ بالمغفرةِ
الرمضانية؛ وما علمَ هؤلاءِ أنَّ الموتَ قد ينزلُ فجأةً فيحرمَهم من إدراكِ
الموسم؛ أوْ قدْ يدركوه وهم محرومون من صيامهِ بعجزِ جسدٍ أو امتناعِ قلبٍ
والعياذُ بالله؛ ولو صاموه فمَنْ يضمنُ لهم القبولُ؟ ثمَّ هلْ يعلمونَ
أنَّ الكبيرةَ لا تُغتفرُ إلا بتوبةٍ صادقة ؟ ألا ما أضرَّ الجهلَ وما
أشنعَ الغرور. ومن البلاء أنَّ بعضَ الذين اتخذوا اللهوَ الحرامَ مطيةً
يحزنونَ بما تفرحُ له الأغلبيةُ المتلهفةُ شوقاً ويطربونَ لما يبكي منه
العُبَّادُ إثرَ توديعِ رمضان .


وهذه
الأيامُ المباركةُ والليالي الفاضلةُ موسمٌ رابحٌ لمن أرادَ ذكرَ الله
وشكرَه وتعظيمَه والثناءَ عليه؛ وموسمٌ مضمونُ الربحِ لمن رغبَ الاتجارَ
معَ الله في الآخرة؛ وموضعُ قبولِ الدعوات والتضرعاتِ وما أكثرَ ما نرجوه
وننشده في الآخرةِ والدنيا على صعيد الفردِ والأمة؛ وهو موسمُ الآثارِ
الباقيةِ والدعواتِ الناجحةِ والاحتسابِ النافذِ والخيرِ الذي لا يزولُ
وإنْ ذهبتْ أيامُه العظام؛ وجديرٌ بكلِّ مسلمٍ أنْ يشمرَ عن ساعدِ الجدِّ
الذي لا يعرفُ الكلالةَ عسى أنْ نكونَ فيه من الفائزين .

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى