ابو اسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
يأتـي يوم
العيد ببُشريات متجددة كل عام؛ ففي المغزى الاجتماعي والمعنى الإنساني لهذا
اليوم ســرّ الـفـرح، وروعة الانتقال من طور إلى طور؛ إذ هو يوم الخروج من
الزمن إلى زمن جديد، زمن قـصـيـر ضــاحـك بين الحين والحين؛ ليكون يوماً
طبيعياً في هذه الحياة التي تعقدت وانتقلت عن طبيعتها!!
يوم يعمّ فيه الناسَ ألفاظُ الدعاء والتهنئة ليرتفعوا فوق منازعات الحياة وجاذبيات التراب.
يوم سنّ فيه الإسلام الثياب الـجـديــدة إشعاراً للجميع بأن الوحي
الإنساني جديد في هذا اليوم، فلا معنى فيه للأخلاق البالية من القطيعة
والقسوة.
في هذا اليوم الجديد الأطفال هم المعلمون لنا ـ على نحو ما
قال "الرافعي" - رحمه الله -، فلِمَ لا نجتلي حالهم لنتعلم منهم أن الحياة
وراء الحياة وليست فيها؟!
هؤلاء السّحرة الصغار الذين يخرجون لأنفسهم معنى الكنز الثمين من دراهم معدودة.
هؤلاء الأطفال هم السهولة قبل أن تـتـعـقــد، يأخـذون من الأشياء لأنفسهم
فيفـرحـون بها قانعين يكتفون بالتمـرة ولا يحاولـون اقتلاع الشجرة التي
تحملها، فهلاّ تعلمنا منهم!؟
إن العبرة بروح النعمة لا بمقدارها،
فــإذا لم تكثر الأشياء في النفس كثرت السعادة ولو من قلة؛ فالطفل يقلّب
عينيه في نساء كـثـيـرات، ولـكــن أمه هي أجملهن، وإن كانت شوهاء؛ فأمه
وحدها هي أم قلبه، ومن ثم فلا معنى للكثرة في هذا القلب، هذا هو السرّ،
فهلاَّ أخذه الكبار عن الصغار؟!
يـا إلـهــــــي! ما أبعدنا عن سر
الخلق وعن كلمة الروح بأطماعنا وآثامنا! وما أبعدنا عـن البهجـة بهـذه
الغرائز التي لا تؤمن إلا بالمادة، ولا تستقر إلا بإحراز أوفر الأنصبة
منها! فيا أسفا علينا ـ نحن الكبار ـ، وما أبعدنا عن حقيقة الفرح وسر
الحياة!".
إذا كانت كـلـمــة الروح في ذلك اليوم هي تذكير للناس بسهولة
الحياة قبل أن تتعقد فهي أيضاً تذكير للناس بحق الضعفاء والعاجزين حتى
تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وحتى لا نرى النموذج البـائـس "الجـائع
العاري"، وإلى هذا المغزى الاجتماعي العظيم يرمز تشريع صدقة الفطر، ونحر
الأضاحي فـي عـيـد الأضـحى، إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال البر، حتى لا
تشرق شمس العيد إلا والبسمة تعلو شفاه الناس جميعاً.
فهلاَّ أرينا الله
من أخلاقنا ما يحب! إن ألوف الـمـؤمنين والمؤمنات تعوّدوا السماحة وبذل
الخير وصنائع المعروف، وتلك من سمات الخير في أمـتـنـا، فإنما يتسرّب
الشقاء إلى الناس عندما يحيون متقاطعين لا يعرفون إلا أنفسهم ومطالبها
فـحـسـب؛ فمن أراد معرفة أخلاق أمة فليراقبها في أعيادها؛ إذ تنطلق فيها
السجايا على فطرتها، وتـبـرز الـعـواطـــف على حقـيقـتـهـا، والمجتمع
السعيد هو الذي تسمو أخلاقه الاجتماعية في العيد إلى أرفع ذروة، ويمتد
شـعــوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو متماسكاً متراحماً فيخفق
فيه كل قلب بالحب والمرحمة.
إن الفقر محنة، إذا لصقـت بالإنسان أحرجته
وربما هبطت به دون المكانة التي كتب الله - تعالى - للـبـشـــــر، وقضية
الإيمان قديماً وحديثاً أن يرهب الإنسان ربه في أمثال هؤلاء البائسين، وأن
يذكر مصائب إخوانه من الأقطار الأخرى المشردين في هوان، وامتدت إليهم
الأيادي الآثمة الملوثة لتنفرد هي بالحياة!!
إن من حقنا أن نفرح، لكن من واجبنا أن نذكر فواجعنا.. نذكر أطفالنا في إفريقيا وفي شتى البقاع.
إن دنيانا تمتلئ بالكوارث والأرزاء، فلنظهر بمظهر الأمة الواعية التي لا
يحُول احتفالها بذكرياتها الحبيبة وأعيادها دون الشعور بمصابها.
وقالها
الدكتور مصطفى السـبـاعـي - رحمــه الله -: "فـلـنقـتـصد في لهونا، ولنخفف
من سرَفنا؛ لنشعر بالإخاء قوياً حتى تقوى العزائم، وهنا روح الإيمـــــان
الحي ولُباب المشاعر الرقيقة التي يكنّها المسلم لإخوانه، حتى إنه ليحيا
بهم ويحيا لـهـــم، فـكـأنـهـم أغصان انبثقت من دوحة واحدة، أو روح واحدة
حلت في أجسام متعددة، وحتى يوقن المرء بهذه المعاني في هذا اليوم كانت صلاة
العيد تجمع الناس صفاً وراء صفٍ، ونسقاً على نـســــــق كـالـسـنـبـلـــة
ليس فيها ـ على الكثرة ـ حبة متميزة!! فلنعش بهذه الروح، ولنمحُ ساعة
بساعة، فالزمــن يمحو الزمن، والعمل يغير العمل، ودقيقة باقية في العمر هي
أمل كبير في رحمة الله".
العيد ببُشريات متجددة كل عام؛ ففي المغزى الاجتماعي والمعنى الإنساني لهذا
اليوم ســرّ الـفـرح، وروعة الانتقال من طور إلى طور؛ إذ هو يوم الخروج من
الزمن إلى زمن جديد، زمن قـصـيـر ضــاحـك بين الحين والحين؛ ليكون يوماً
طبيعياً في هذه الحياة التي تعقدت وانتقلت عن طبيعتها!!
يوم يعمّ فيه الناسَ ألفاظُ الدعاء والتهنئة ليرتفعوا فوق منازعات الحياة وجاذبيات التراب.
يوم سنّ فيه الإسلام الثياب الـجـديــدة إشعاراً للجميع بأن الوحي
الإنساني جديد في هذا اليوم، فلا معنى فيه للأخلاق البالية من القطيعة
والقسوة.
في هذا اليوم الجديد الأطفال هم المعلمون لنا ـ على نحو ما
قال "الرافعي" - رحمه الله -، فلِمَ لا نجتلي حالهم لنتعلم منهم أن الحياة
وراء الحياة وليست فيها؟!
هؤلاء السّحرة الصغار الذين يخرجون لأنفسهم معنى الكنز الثمين من دراهم معدودة.
هؤلاء الأطفال هم السهولة قبل أن تـتـعـقــد، يأخـذون من الأشياء لأنفسهم
فيفـرحـون بها قانعين يكتفون بالتمـرة ولا يحاولـون اقتلاع الشجرة التي
تحملها، فهلاّ تعلمنا منهم!؟
إن العبرة بروح النعمة لا بمقدارها،
فــإذا لم تكثر الأشياء في النفس كثرت السعادة ولو من قلة؛ فالطفل يقلّب
عينيه في نساء كـثـيـرات، ولـكــن أمه هي أجملهن، وإن كانت شوهاء؛ فأمه
وحدها هي أم قلبه، ومن ثم فلا معنى للكثرة في هذا القلب، هذا هو السرّ،
فهلاَّ أخذه الكبار عن الصغار؟!
يـا إلـهــــــي! ما أبعدنا عن سر
الخلق وعن كلمة الروح بأطماعنا وآثامنا! وما أبعدنا عـن البهجـة بهـذه
الغرائز التي لا تؤمن إلا بالمادة، ولا تستقر إلا بإحراز أوفر الأنصبة
منها! فيا أسفا علينا ـ نحن الكبار ـ، وما أبعدنا عن حقيقة الفرح وسر
الحياة!".
إذا كانت كـلـمــة الروح في ذلك اليوم هي تذكير للناس بسهولة
الحياة قبل أن تتعقد فهي أيضاً تذكير للناس بحق الضعفاء والعاجزين حتى
تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وحتى لا نرى النموذج البـائـس "الجـائع
العاري"، وإلى هذا المغزى الاجتماعي العظيم يرمز تشريع صدقة الفطر، ونحر
الأضاحي فـي عـيـد الأضـحى، إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال البر، حتى لا
تشرق شمس العيد إلا والبسمة تعلو شفاه الناس جميعاً.
فهلاَّ أرينا الله
من أخلاقنا ما يحب! إن ألوف الـمـؤمنين والمؤمنات تعوّدوا السماحة وبذل
الخير وصنائع المعروف، وتلك من سمات الخير في أمـتـنـا، فإنما يتسرّب
الشقاء إلى الناس عندما يحيون متقاطعين لا يعرفون إلا أنفسهم ومطالبها
فـحـسـب؛ فمن أراد معرفة أخلاق أمة فليراقبها في أعيادها؛ إذ تنطلق فيها
السجايا على فطرتها، وتـبـرز الـعـواطـــف على حقـيقـتـهـا، والمجتمع
السعيد هو الذي تسمو أخلاقه الاجتماعية في العيد إلى أرفع ذروة، ويمتد
شـعــوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو متماسكاً متراحماً فيخفق
فيه كل قلب بالحب والمرحمة.
إن الفقر محنة، إذا لصقـت بالإنسان أحرجته
وربما هبطت به دون المكانة التي كتب الله - تعالى - للـبـشـــــر، وقضية
الإيمان قديماً وحديثاً أن يرهب الإنسان ربه في أمثال هؤلاء البائسين، وأن
يذكر مصائب إخوانه من الأقطار الأخرى المشردين في هوان، وامتدت إليهم
الأيادي الآثمة الملوثة لتنفرد هي بالحياة!!
إن من حقنا أن نفرح، لكن من واجبنا أن نذكر فواجعنا.. نذكر أطفالنا في إفريقيا وفي شتى البقاع.
إن دنيانا تمتلئ بالكوارث والأرزاء، فلنظهر بمظهر الأمة الواعية التي لا
يحُول احتفالها بذكرياتها الحبيبة وأعيادها دون الشعور بمصابها.
وقالها
الدكتور مصطفى السـبـاعـي - رحمــه الله -: "فـلـنقـتـصد في لهونا، ولنخفف
من سرَفنا؛ لنشعر بالإخاء قوياً حتى تقوى العزائم، وهنا روح الإيمـــــان
الحي ولُباب المشاعر الرقيقة التي يكنّها المسلم لإخوانه، حتى إنه ليحيا
بهم ويحيا لـهـــم، فـكـأنـهـم أغصان انبثقت من دوحة واحدة، أو روح واحدة
حلت في أجسام متعددة، وحتى يوقن المرء بهذه المعاني في هذا اليوم كانت صلاة
العيد تجمع الناس صفاً وراء صفٍ، ونسقاً على نـســــــق كـالـسـنـبـلـــة
ليس فيها ـ على الكثرة ـ حبة متميزة!! فلنعش بهذه الروح، ولنمحُ ساعة
بساعة، فالزمــن يمحو الزمن، والعمل يغير العمل، ودقيقة باقية في العمر هي
أمل كبير في رحمة الله".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى