رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
الهتماء من الأضاحي
الشيخ: عبد الكريم الخضير
"التي لم تسن" يعني ليس لها أسنان،
ما وهبت ولا أعطيت أسنان "والتي نقص من خلقها" طيب الهتماء التي سقطت
أسنانها، مر علينا اليوم في التفسير، درس التفسير التفريق بين التي سقطت أسنانها
وهي كبيرة والتي سقطت أسنانها وهي فتية، قالوا: الفتية لا تجزئ إذا سقطت أسنانها،
والكبيرة إذا سقطت أسنانها وهي سمينة تجزئ، سبب التفريق بين الكبيرة والصغيرة عند
من يرى ذلك أنه في الكبير ليس بعيب، وفي الصغير عيب، كلام ظاهر وإلا ما هو بظاهر؟
ظاهر، يعني إن رأيت رجل عمره ثمانين سنة وساقطة أسنانه، ما قلت: معيب، المسكين هذا
ساقطة أسنانه، لكن لو تشوفه ثلاثين ما في فمه ولا سن، قلت: هذا عيب، ومن هذه
الحيثية ليس بعيب بالنسبة للكبير، وعيب بالنسبة للصغير.
والأمر الثاني: أن الكبيرة إذا سقطت أسنانها لا يعوقها هذا العيب من تناول ما
يناسبها من الطعام، بينما الصغير إذا سقطت أسنانه يحول دونه ودون ما يحتاجه من
طعام، لماذا؟ لأن جسم الإنسان تركيبته متناسقة، ولذا يوصي بعضهم -وإن كان الناس لا
يأخذون بوصيته- يقول: إن طاحت الأسنان لا تركب غيرها، دليل على أن المعدة لا تحتمل
ما يحتاج إلى أسنان، واضح وإلا ما هو بواضح؟ يقول: الله حكيم عليم، يعني ركب البدن
تركيب متناسق ومتناسب، فما دام المعدة جيدة، وتهضم الأمور العسرة الله -جل وعلا-
ركب لك أسنان، لكن لما ضعفت المعدة واكب ذلك سقوط هذه الأسنان، هذه وصية ما عمل بها
أحد، ولذلك تجدون الناس يركبون أسنان، ولو على حافة الموت، من هذا فرقوا بين
الكبيرة التي سقطت أسنانها، ورأوا أن ذلك لا يعيبها بخلاف الفتية الصغيرة، وكان ابن
عمر يتقي التي لم تسن، والتي نقص من خلقها، يعني كانت كاملة، كاملة الأذن، كاملة
القرن، كاملة..، جميع ما تمدح به، فإذا نقص منها شيء يتقيها ابن عمر، لا على سبيل
الإلزام، وإنما على سبيل الاستحباب؛ لتكون كاملة، ولا شك أن الكمال له أثر في
القيمة، وعلى كل حال الأفضل في ذلك هو الأنفع للفقراء، وضحى النبي -عليه الصلاة
والسلام- بكبشين أقرنين سمينين، وفي رواية: ثمينين بدل سمينين، ولهذا يختلفون أيهما
الأفضل الأسمن والأكبر أو كثرة ارتفاع الثمن والقيمة؟ أيهما أفضل؟ فمن قال برواية:
السمينين قال: السمين أنفع للفقراء، ومن قال: ثمينين قال: إن هذا يدل على جود في
نفس الباذل الذي هو المضحي، يبذل لله -جل وعلا- هذا المبلغ الذي لا يجود به غيره،
فهو أفضل بالنسبة له، وينبغي أن يكون هناك فهم للتشريع؛ لأن بعض الناس قد يبخل بما
أوجب الله عليه من زكاة ونفقات واجبة، ثم إذا جاء وقت المفاخرة بذل، ويذكر شخص من
الثقات يقول: لقيت فلاناً وهو يقود كبشاً كبيراً، فقلت له: ما هذا الكبش؟ قال: هذه
أضحية للوالد -رحمه الله-، اشتريتها بألف وخمسمائة، قلت: جزاك الله خير إذ جادت
نفسك لأبيك بألف وخمسمائة، لكن عنده لي مبلغ ألف ريال، قال: ألحقه، يعني لا بد أن
يكون الإنسان عنده فقه في مثل هذه الأمور، يعني أيهما أولى وأهم الدين أو الأضحية؟
الدين أولى، يعني لو اشترى أضحية بخمسمائة، وسدد الألف انتهى الإشكال، صار عين
الحكمة، وكذلك إذا كان أهل بيته بحاجة ماسة إلى الأكل والشرب، ثم بعد ذلك يشتري
أضحية غالية الثمن، أو أي شيء يقترب به ويترك من يمون، لا شك أن مثل هذا يكون
مفضولاً بالنسبة له، نعم.
المصدر: شرح:
الموطأ - كتاب الضحايا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى