رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
منافع الحج
الشيخ: عبد الكريم بن عبد
الله الخضير
وقوله:
{مَنَافِعَ} [(27) سورة الحـج]
جمع منفعة، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي؟ وقد جاء بيان بعضها في بعض الآيات
القرآنية، وأن منها ما هو دنيوي، ومنها ما هو أخروي، أما الدنيوي فكأرباح التجارة؛
لأن الله أباح لهم أن يبتغوا فضلاً من ربهم، فكأرباح التجارة، إذا خرج الحاج بمال
تجارة معه، فإنه يحصل له الربح غالباً، وذلك نفع دنيوي.
يعني إذا كسدت البضاعة في بلده، واصطحبها معه إلى الحج لا بد أن يجد زبون، وذلك نفع
دنيوي... إلى آخر ما قال -رحمه الله تعالى-.
قلت: أما المنافع الأخروية فلو لم يكن منها إلا ما صح به الخبر من أن
((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه))
يعني هذه يقابلها شيء؟ ((والعمرة إلى العمرة كفارة لما
بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).
في التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور هذا تفسير من المعاصرين، تفسير جيد، فيه
فوائد ونفائس، وفيه أيضاً إطلاع للقارئ على أسرار التعبير القرآني، وإعجازه وبيانه.
المقدم: ابن عاشور معاصر.
إي نعم هو متوفى، لكنه من المتأخرين.
المقدم: مصري يا شيخ؟
لا، تونسي.
المقدم: تونسي، له غير التحرير والتنوير؟
إيه له، له، مكثر -رحمه الله-، وهو صاحب تحرير، والكتاب على اسمه، نعم.
قوله: {لِيَشْهَدُوا}
[(27) سورة الحـج]
يتعلق بقوله: {يَأْتُوكَ}
[(27) سورة الحـج]
فهو علة لإتيانهم الذي هو مسبب عن التأذين بالحج، فآل إلى كونه علة في التأذين
بالحج.
ومعنى {لِيَشْهَدُوا}
[(27) سورة الحـج] ليحضروا منافع
لهم، أي: ليحضروا فيحصلوا منافع لهم، إذ يحصل كل واحد ما فيه نفعه، وأهم المنافع ما
وعدهم الله على لسان إبراهيم -عليه السلام- من الثواب، فكنى بشهود المنافع عن
نيلها، ولا يعرف ما وعدهم الله ذلك بالتعيين، وأعظم ذلك اجتماع أهل التوحيد في صعيد
واحد ليتلقى بعضهم عن بعض ما به كمال إيمانه.
وتنكير منافع للتعظيم المراد منه الكثرة، وهي المصالح الدينية والدنيوية؛ لأن في
مجمع الحج فوائد جمة للناس لأفرادهم من الثواب، والمغفرة لكل حاج، يعني بشرطه، مع
انتفاء المانع، لا شك أن الحج سبب للمغفرة، لكن لا بد مع وجود الشرط والسبب انتفاء
المانع؛ لئلا يعتمد على مثل هذا؛ لأن بعض الناس يضمن أنه حج خلاص رجع من ذنوبه، لا
يلزم، قد يتلبس بمانع يمنع من قبول حجه، ولمجتمعهم؛ لأن في الاجتماع صلاحاً في
الدنيا بالتعارف والتعامل. انتهى كلامه -رحمه الله-.
أقول: للعلماء من هذه المنافع أوفر الحظ والنصيب، حيث يلتقون من أقطار الأرض،
العلماء من المشرق ومن المغرب، ومن كافة الأقطار والأقاليم، حيث يلتقون من أقطار
الأرض، ويبحثون ويتباحثون ما يشكل عليهم من مسائل علمية، ويروي بعضهم عن بعض، يعني
بعض الناس ما يتيسر له أن يرحل من المشرق إلى المغرب والعكس والرحلة معروفة عند أهل
العلم.
المقدم: ولذلك يلقى بعضهم بعضاً في الحج.
في الحج.
المقدم: ويروي بعضهم عن بعض.
ويروي بعضهم عن بعض، ويتباحثون بعض المسائل، وعند بعضهم إشكالات، وعند الآخر
إشكالات ليست عند الآخر، وتتلاقح الأفكار في مثل هذه الاجتماعات الطيبة.
ويروي بعضهم عن بعض وهكذا، وكم في رحلاتهم إلى هذه المشاعر من فوائد علمية عظيمة،
نعم، يعني لو أخذنا مثال رحلة ابن رشيد، يعني رحلة في خمسة أسفار، مملوءة بالفوائد
العلمية اسمها: (ملئ العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى مكة وطيبة)
يعني التقى بالعلماء في طريقه كله، ولا شك أن الرحلات فيها فوائد كثيرة، لكن بعضها
هي متفاوتة، يعني على أقدار المؤلفين وقدراتهم، بعض الرحلات لا قيمة لها، بل بعضها
ضار، يعني لا يعني أن كل الرحلات فيها فوائد، نعم فيها متعة من جهة، لكن يبقى أن
بعض الرحلات بعض الرحالة، يعنى بأمور حقيقة إماتتها أفضل من ذكرها، وقد يرتكب في
رحلاته بعض المخالفات، فيسطر هذه المخالفات، ويشهد الناس عليها، وهذا موجود في
المتقدمين والمتأخرين، يعني رحلة ابن بطوطة مشحونة بالأمور المخالفة لتوحيد
الإلهية، لا يعني أننا إذا مدحنا هذه الرحلات أن الرحلات كلها نافعة، لا، لكن رحلات
أهل العلم، أهل الورع أهل التقى لا شك أنها نافعة.
الساسة أيضاً لهم نصيبهم من هذه المنافع، بحيث يبحثون ويتباحثون ما يصلح شئون
رعاياهم، وللعامة أيضاً ما يناسبهم من منافع، ولذلك جاءت المنافع نكرة، ونكرة في
سياق الامتنان، فدلت على عموم هذه المنافع.
المصدر: شرح:
التجريد الصريح - كتاب الحج (2)
منافع الحج
الشيخ: عبد الكريم بن عبد
الله الخضير
وقوله:
{مَنَافِعَ} [(27) سورة الحـج]
جمع منفعة، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي؟ وقد جاء بيان بعضها في بعض الآيات
القرآنية، وأن منها ما هو دنيوي، ومنها ما هو أخروي، أما الدنيوي فكأرباح التجارة؛
لأن الله أباح لهم أن يبتغوا فضلاً من ربهم، فكأرباح التجارة، إذا خرج الحاج بمال
تجارة معه، فإنه يحصل له الربح غالباً، وذلك نفع دنيوي.
يعني إذا كسدت البضاعة في بلده، واصطحبها معه إلى الحج لا بد أن يجد زبون، وذلك نفع
دنيوي... إلى آخر ما قال -رحمه الله تعالى-.
قلت: أما المنافع الأخروية فلو لم يكن منها إلا ما صح به الخبر من أن
((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه))
يعني هذه يقابلها شيء؟ ((والعمرة إلى العمرة كفارة لما
بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)).
في التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور هذا تفسير من المعاصرين، تفسير جيد، فيه
فوائد ونفائس، وفيه أيضاً إطلاع للقارئ على أسرار التعبير القرآني، وإعجازه وبيانه.
المقدم: ابن عاشور معاصر.
إي نعم هو متوفى، لكنه من المتأخرين.
المقدم: مصري يا شيخ؟
لا، تونسي.
المقدم: تونسي، له غير التحرير والتنوير؟
إيه له، له، مكثر -رحمه الله-، وهو صاحب تحرير، والكتاب على اسمه، نعم.
قوله: {لِيَشْهَدُوا}
[(27) سورة الحـج]
يتعلق بقوله: {يَأْتُوكَ}
[(27) سورة الحـج]
فهو علة لإتيانهم الذي هو مسبب عن التأذين بالحج، فآل إلى كونه علة في التأذين
بالحج.
ومعنى {لِيَشْهَدُوا}
[(27) سورة الحـج] ليحضروا منافع
لهم، أي: ليحضروا فيحصلوا منافع لهم، إذ يحصل كل واحد ما فيه نفعه، وأهم المنافع ما
وعدهم الله على لسان إبراهيم -عليه السلام- من الثواب، فكنى بشهود المنافع عن
نيلها، ولا يعرف ما وعدهم الله ذلك بالتعيين، وأعظم ذلك اجتماع أهل التوحيد في صعيد
واحد ليتلقى بعضهم عن بعض ما به كمال إيمانه.
وتنكير منافع للتعظيم المراد منه الكثرة، وهي المصالح الدينية والدنيوية؛ لأن في
مجمع الحج فوائد جمة للناس لأفرادهم من الثواب، والمغفرة لكل حاج، يعني بشرطه، مع
انتفاء المانع، لا شك أن الحج سبب للمغفرة، لكن لا بد مع وجود الشرط والسبب انتفاء
المانع؛ لئلا يعتمد على مثل هذا؛ لأن بعض الناس يضمن أنه حج خلاص رجع من ذنوبه، لا
يلزم، قد يتلبس بمانع يمنع من قبول حجه، ولمجتمعهم؛ لأن في الاجتماع صلاحاً في
الدنيا بالتعارف والتعامل. انتهى كلامه -رحمه الله-.
أقول: للعلماء من هذه المنافع أوفر الحظ والنصيب، حيث يلتقون من أقطار الأرض،
العلماء من المشرق ومن المغرب، ومن كافة الأقطار والأقاليم، حيث يلتقون من أقطار
الأرض، ويبحثون ويتباحثون ما يشكل عليهم من مسائل علمية، ويروي بعضهم عن بعض، يعني
بعض الناس ما يتيسر له أن يرحل من المشرق إلى المغرب والعكس والرحلة معروفة عند أهل
العلم.
المقدم: ولذلك يلقى بعضهم بعضاً في الحج.
في الحج.
المقدم: ويروي بعضهم عن بعض.
ويروي بعضهم عن بعض، ويتباحثون بعض المسائل، وعند بعضهم إشكالات، وعند الآخر
إشكالات ليست عند الآخر، وتتلاقح الأفكار في مثل هذه الاجتماعات الطيبة.
ويروي بعضهم عن بعض وهكذا، وكم في رحلاتهم إلى هذه المشاعر من فوائد علمية عظيمة،
نعم، يعني لو أخذنا مثال رحلة ابن رشيد، يعني رحلة في خمسة أسفار، مملوءة بالفوائد
العلمية اسمها: (ملئ العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى مكة وطيبة)
يعني التقى بالعلماء في طريقه كله، ولا شك أن الرحلات فيها فوائد كثيرة، لكن بعضها
هي متفاوتة، يعني على أقدار المؤلفين وقدراتهم، بعض الرحلات لا قيمة لها، بل بعضها
ضار، يعني لا يعني أن كل الرحلات فيها فوائد، نعم فيها متعة من جهة، لكن يبقى أن
بعض الرحلات بعض الرحالة، يعنى بأمور حقيقة إماتتها أفضل من ذكرها، وقد يرتكب في
رحلاته بعض المخالفات، فيسطر هذه المخالفات، ويشهد الناس عليها، وهذا موجود في
المتقدمين والمتأخرين، يعني رحلة ابن بطوطة مشحونة بالأمور المخالفة لتوحيد
الإلهية، لا يعني أننا إذا مدحنا هذه الرحلات أن الرحلات كلها نافعة، لا، لكن رحلات
أهل العلم، أهل الورع أهل التقى لا شك أنها نافعة.
الساسة أيضاً لهم نصيبهم من هذه المنافع، بحيث يبحثون ويتباحثون ما يصلح شئون
رعاياهم، وللعامة أيضاً ما يناسبهم من منافع، ولذلك جاءت المنافع نكرة، ونكرة في
سياق الامتنان، فدلت على عموم هذه المنافع.
المصدر: شرح:
التجريد الصريح - كتاب الحج (2)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى