لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

رمضان شهر التوبة Empty رمضان شهر التوبة {الأحد 14 أغسطس - 22:10}


شهر رمضان فرصة
عظيمة للتوبة والإنابة، فهو شهر الرحمات، وإقالة الزلات، وتكفير الخطيئات، والنجاة
من النار والفوز بالجنات، والسعيد من علم ذلك وبادر إلى ما يقربه من مولاه بتوبة
وإنابة، واستغفار وندم على ما كان من زلل.



وإذا لم يتب أحدنا
في رمضان فمتى يتوب؟ إذا لم يتب وقد فتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران،
وسلسلت الشياطين؛ فمتى تكون التوبة؟ وفي أي حين يكون الإقلاع عن الخطيئة؟



إن شهر رمضان هو
شهر التوبة والمغفرة، والعتق من النار، ورَغِمَ أنف من أدركه ولم يخرج بذنب مغفور
كما في الحديث ((رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ
قبل أن يغفر له))
1.


ولماذا لا نتوب
وقد بسط الله يده للتائبين؟ وفتح باب توبته للنادمين؟ فعن أبي موسى الأشعري -رضي
الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((إن الله - عز
وجل - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل؛ حتى
تطلع الشمس من مغربها))
2،
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - فيما روى عن الله - تبارك وتعالى - أنه قال:

((يا عبادي
إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً؛ فاستغفروني أغفر لكم))
3.


فيا أيها المذنب
تذكر أن رحمة الله واسعة، أليس هو من فتح باب التوبة للمنافقين فقال - سبحانه -:


{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ
لَهُمْ نَصِيراً * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ
بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً}
4،
ولم يستثن اليهود والنصارى الذين سبوه وعابوه وقالوا:

{يَدُ اللّهِ
مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ}
5،
لم يستثنه من رحمته التي وسعت كل شيء:

{أَفَلاَ
يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
6،
وقال عن المشركين:

{فَإِن
تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي
الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
7.


أليس هو من دعا
المسرفين من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - إليه، والانطراح بين يديه فقال:
{قُلْ
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن
رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
8،
ونادى أهل الإيمان إلى التوبة فقال جل شأنه:

{يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن
يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ}
9،
وكيف لا يدعوهم ليتوب عليهم؛ وهذا أشرفهم، وأفضلهم، وأتقاهم محمد - صلى الله عليه
وسلم -، من غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر:

{إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن
ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}
10،

{وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ}
11،
ومع ذلك كان يقول كما جاء في صحيح مسلم عن الأغر بن يسار - رضي الله عنه -:

((يا أيها
الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة))
12.


أليس من حق أنفسنا
علينا أن نقبل على الله في هذا الشهر الكريم الذي تتعلق فيه بكرم الله، ومن كرمه
أنه يفرح بتوبة من عصاه، ويحب أوبة ممن خالف أمره أو أباه، يقول الله:

{إِنَّ اللّهَ
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
13،
ويقول - عليه الصلاة والسلام -:

((لله أشد
فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه
وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا
هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي
وأنا ربك؛ أخطأ من شدة الفرح))
14.


وهنا لابد أن نطرح
على أنفسنا سؤالاً عن مدى صحة توبتنا؟ ومدى قبولها عند ربنا؟



إذ للتوبة علامات
صحة تُعرَف بها جاء ذكرها في كتاب مدارج السالكين: "..فالتوبة المقبولة الصحيحة لها
علامات:



منها: أن يكون بعد
التوبة خيراً مما كان قبلها.



ومنها: أنه لا
يزال الخوف مصاحباً له لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر إلى أن يسمع قول
الرسل لقبض روحه:

{أَلَّا
تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}
15،
فهناك يزول الخوف.



ومنها: انخلاع
قلبه وتقطعه ندماً وخوفاً، وهذا على قدر عظم الجناية وصغرها، وهذا تأويل ابن عيينة
لقوله - تعالى -:

{لاَ يَزَالُ
بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ
قُلُوبُهُمْ}
16،
قال: تقطعها بالتوبة، ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع
القلب وانخلاعه، وهذا هو تقطعه، وهذا حقيقة التوبة لأنه يتقطع قلبه حسرة على ما فرط
منه، وخوفاً من سوء عاقبته، فمن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً؛
تقطع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وعاين ثواب المطيعين، وعقاب العاصين، فلا بد من
تقطع القلب إما في الدنيا، وإما في الآخرة.



ومن موجبات التوبة
الصحيحة - أيضاً - كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء، ولا تكون لغير المذنب، لا
تحصل بجوع ولا رياضة، ولا حب مجرد، وإنما هي أمر وراء هذا كله، تكسر القلب بين يدي
الرب كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحاً ذليلاً
خاشعاً، فيجتمع من هذه الأحوال كسرة، وذلة، وخضوع ما أنفعها للعبد، وما أجدى
عائدتها عليه، وما أعظم جبره بها، وما أقربه بها من سيده، فليس شيء أحب إلى سيده من
هذه الكسرة والخضوع، والتذلل والإخبات، والانطراح بين يديه، والاستسلام له، فلله ما
أحلى قوله في هذه الحال: أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك
عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي
سيد سواك، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال
الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه،
وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه.




يـا من ألــوذ به فيما أؤمله ومــن أعــوذ به مما أحاذره




لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره ولا يهيضون عظماً أنت جابره
"17.


وصل اللهم على
عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً
كثيراً.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى