لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أنيس المستغفرين Empty أنيس المستغفرين {الأحد 14 أغسطس - 22:12}


في وقتٍ يحرص كل
لبيب على استغلاله، ويهفو كل عاقل إلى الاستفادة منه؛ ترى الغفلة قد خيمت على البعض
- أو قل على الكثير - ممن تعودوا تضييع الفرص، مع علمهم بأن العمر أنفاس معدودة؛
وما ذهب منها لا يعود، وهذه نسائم رمضان قد أطلَّت بكل ما فيها من خير، وكل ما
تحمله من معاني الرحمة والمغفرة والعتق من النار؛ أطلت تنبذ القنوط من رحمة الله -
تعالى -، وتدفع إلى الطمع بعفو الله - عز وجل -، وتنادي بأعلى صوتها كل المذنبين،
وتهتف بكل المستغفرين: أن تعالوا، أقبلوا إلى رب رحيم تواب

يا أصحاب الأنين من
المستغفرين؛ ها هو شهر رمضان قد أقبل؛ فأسمعوا الله أنينكم، وأروه دمعاتكم، وأقبلوا
عليه بكليات قلوبكم.


أنين المستغفرين
يخرجه أصحابه من أعماق أفئدتهم، يضطرهم إليه ألم الذنوب، ووجع المعاصي، ولهيب
الخطيئة.]


إنه نداء الاستغفار، وهو طلب
المغفرة من العزيز الغفار، وطلب الإقالة من العثرات من غافر الذنب، وقابل التوب،
"قال الجزري في النهاية في أسماء الله الغفار الغفور: وهما من أبنية المبالغة،
ومعناهما الساتر لذنوب عباده وعيوبهم، المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم، وأصل الغفر:
التغطية؛ يقال: غفر الله لك غفراً، وغفراناً ومغفرة، والمغفرة إلباس الله - تعالى -
العفو المذنبين.." ا.ه

إن ما يأنس به
المستغفرون أن يعلموا أنه بالاستغفار تطلب الأرزاق، ويُستكثر من أموال والأولاد،
وينزل الغيث وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، يقول الله - سبحانه وتعالى - على لسان
نوح: ]
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء
عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}


]وقد كان الذي غُفِر له ما تقدّم من
ذنبه وما تأخر - عليه الصلاة والسلام - يقول:
((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه
في اليوم أكثر من سبعين مرة))
وقال - عليه الصلاة والسلام -:
[size=16]((إنه ليُغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة))

يقول ابن الجوزي -
رحمه الله -: "إخواني: لو
تَفكَّرت النُّفُوسُ فِيمَا بَينَ يَدَيهَا، وَتَذَكَّرَت حِسَابهَا فيما لها
وعليها؛ لبعث حزنها بريد دمها إليها؛ أما يحق البُكاء لمن طالَ عِصيانهُ: نهاره في
المعاصي، وقد طال خُسرانه، وليله في الخطايا؛ فقد خفَّ ميزانه، وبين يديه الموت
الشديد فيه من العذاب ألوانه.


]
بكيتُ على الذنوب لِعِظَم جُرمِي وَحَقَّ لِمَن عَصَى مُرُّ البُكَاءِ



فَلَو أَنَّ البُكَاءَ يَرُدُّ هَــــمِّي لأَسعَدت الدُّمُوع مَعَ
الدِّمَاءِ


يا من
معاصيه أكثر من أن تحصى، يا من رضي أن يطرد ويقصى، يا دائم الزلل وكم ينهى ويوصى،
يا جهولاً بقدرنا ومثلنا لا يعصى، إن كان قد أصابك داء داود؛ فنح نوح نوح، تحيا
بحياة يحيى، روى عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان في وجهه خطوط مُسودة من
البكاء، وبكى ابن مسعود حتى أخذ بكفه من دموعه فرمى به، وكان عبد الله بن عمر يطفئ
المصباح بالليل ثم يبكي حتى تلتصق عينيه، وقال أبو يونس بن عبيد: كنا ندخل عليه
فيبكي حتى نرحمه، وكان سعيد بن جبير قد بكى حتى عمش، وكان أبو عمران الجوني إذا سمع
المؤذن تغير وفاضت عيناه، وكان أبو بكر النهشلي إذا سمع الأذان تغير لونه، وأرسل
عينيه بالبكاء، وكان نهاد بن مطر العدوى قد بكا حتى عمى، وبكى ابنه العُلا حتى عشى
بصره، وكان منصره قد بكى حتى جردت عيناه، وكانت أمه تقول: يا بني لو قتلت قتيلاً ما
زدت على هذا، وبكى هشام الدستوائي حتى فسدت عيناه، وكانت مفتوحة وهو لا يبصر بها،
وبكى يزيد الرقاشي أربعين سنة حتى أظلمت عيناه، وأحرقت الدموع مجاورتها، وبكى ثابت
البناني حتى كاد بصره أن يذهب، وقيل له: نعالجك على أن لا تبكي، فقال: لا خير في
عين لم تبك

بَكَى البَاكُونَ لِلرَّحمنِ لَيــلاً وبَاتُوا دَمعُهُم ما
يَسأَمُونَ

[بِقَاعُ الأَرضِ من شوقي إِليهم تَحُنُّ متى عَليها يَسجُدونا

وكان
الفضلُ قد أَلِفَ البُكا حتى ربما بكى في نومه حتى يسمع أهل الدار


وَرَقَّت دُمُوعُ العين حتىَّ كأَنَها دُمُوعُ دمُوعِي لا دُمُوع
جُفُونِي


وكان
أبو عبيدة الخوَّاص يبكي ويقول: قد كبرت فاعتقني، ويقول الحسن بن عدقة: رأيت يزيد
بن هارون بواسط من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعد ذلك مكفوف البصر؛ فقلت له: ما
فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأَسحَار.]يا
هذا لو علمت ما يفوتك في السحر ما حملك النوم، تقدم حينئذ قوافل السهر على قلوب
الذاكرين، وتحط رواحل المغفرة على رباع المستغفرين، من لم يذق حلاوة شراب السحر لم
يبلغ عِرفانه بالخير، ومن لم يتفكر في عمره كيف انقرض لم يبلغ من الحزن الغرض، قيل
لعطاء السليمي: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أبكي حتى لا أَقدر أن أبكي، وكان يبكي
الليل والنهار، وكانت دموعه الدهر سائلة على وجهه، وبكى مالك بن دينار حتى سود طريق
الدموع خديه، وكان يقول: لو ملكت البكاء لبكيت أيام الدنيا


أَلا ما لعين لا ترى قُلَل الحمى ولا جبل الديَّان إِلا استهلت



لجوخِ إِذا الحبُّ بكى إِذا بَكَت قـــادت الهوى وأَحَلَّت


إِذا
كانت القلوب للخوف وَرَقَّت، رفَعَت دموعها إِلى العين وقت، فأعتقَت رِقاباً
للخطايا رَقَّت، ومن لم يكن له مثل تقواهم لم يعلم ما الذي أبكاهم، ومن لم يشاهدُ
جمال يوسف؛ لم يعلم ما الذي آلم قلب يعقوب
مَن
لَم يبت والحب حشو فؤادهِ لَم يدرِ كيفَ تُفَتَّتُ الأَكباد

يا قياسي
القلب هَلاَّ بكيت على قسوتك، ويا ذاهل العقل في الهوى هَلاَّ ندمت على غفلتك، ويا
مقبلاً على الدنيا فكأنك في حفرتك، ويا دائم المعاصي خف من غبِّ معصيتك؛ ويا سيئ
الأعمال نُح على خطيئتك، ومجلسنا مَأتَمٌ للذنوب، فابكوا فقد حَلَّ مِنَّا
البُكَاء، ويوم القيامة ميعادنا لكشف الستور، وهتك الغطاء"
والاستغفار له أوقات
يكون فيها أكثر استحباباً:


f- ففي الأسحار عند
الفراغ من قيام الليل كما وصف الله عباده الصالحين فقال:
{كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ}،
وأثنى الله على المستغفرين بأوقات السحر فقال:]
{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}

- وعند الوقوع في
الخطأ، والإسراف على النفس: {وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ
يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
وقال - سبحانه وتعالى -:{وَلَوْ
أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}

اللهم
يا من تسمع أنين المستغفرين، ويا من ترى مكان النادمين، ويا من تعلم أشفاق
التائبين؛ اغفر الذنوب، واستر العيوب، وأصلح فساد القلوب، يا من له ملك السماوات
والأرض
يا علام الغيوب
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى