رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ما ألذه من شعور يكتنف قلوبنا ونحن في أول أيام شهر الخير والبركات . فها قد أظلنا
شهر الكنوز العظيمة ، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار . سيد الشهور ، وميدان
السباق والتنافس . يشمر فيه المشمرون ، ويغتنمه العاقلون ، ويفرح بقدومه المؤمنون ، { شهر رمضان الذي أنزل فيه
القرآن هدى للناس
وبينات من الهدى والفرقان} البقرة 185.
رمضان حديقة وارفة الظلال ، دانية الثمار ، يدخلها المؤمنون منذ أول ليلة منه ،
فيقبلون بشوق وحماس ونشاط على كل ألوان العبادة والطاعات ، لأنهم يعلمون ما فيه من
المزايا والرحمات.
كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه بقدوم رمضان فيقول (
أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح
فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبوا ب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين . لله فيه
ليلة خير من ألف شهر . من حرم خيرها فقد حرم )
[ رواه النسائي ، وصححه الألباني ، صحيح الجامع 55 ]
وفي صحيح البخاري (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة )
زاد مسلم ( وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ
الشَّيَاطِينُ
) وفي رواية عند مسلم (
فتحت أبواب الرحمة )
وفي الحديث أيضاً (إذا
كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح
منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مناد كل ليلة : يا باغي
الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء
من النار و ذلك كل ليلة )
رواه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة وحسنه الألباني [ صحيح الجامع 759 ]
فيالها من بشارات عظيمة . بشارات للطائعين أن يستزيدوا فأبواب الجنة مفتوحة ، وبشرى
للعاصين أن يرجعوا ويتوبوا فأبواب النار موصدة ، والرحمات متنزلة . وبشرى للعقلاء
أن يغتنموا هذا الموسم فمردة الشياطين مغلولة مصفدة .
رمضان أيها الأحباب ؛ مدرسة للتعلم والتعليم ، والتوبة والإنابة ، ومحطة للتزود
بالطاعات والنوافل . رمضان خلوة العابدين مع خالقهم في لياليه وأيامه ، وإخلاص لله
وحده في الطاعات والصيام ( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي
، الصوم لي وأنا أجزي به ) ، ودِربة للنفس على المجاهدة والصبر على الطاعات
وترك العصيان .
رمضان فرصة للمغفرة ، فرصة للتوبة ، وغسل الأوزار والخطايا .
فيا فوز الطائعين ، ويا فوز الصائمين ، ويا فوز القائمين ، ويا فوز التالين
الذاكرين .
دموع الفرحة تغمرني بقدومك يا رمضان ، لأن الله قد مدّ في عمري حتى بلغني إياك ،
فأعلن توبتي ، وأعود إلى ربي ، فأستزيد من الطاعات ، في حين شهدت بعيني رحيل كثير
ممن فاجأهم الموت وقد كانوا يؤملون قدومك يا رمضان .
دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، وأنا أتأمل في تلك العافية التي من الله بها عليّ
لأتقوى بها على الطاعة ، وأستغلها في الصيام والقيام وتلاوة القرآن والاستزادة من
النوافل والقربات . في حين أن البعض قد أقعدهم المرض فأذهب عنهم لذة هذه الفرحة .
دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، لأنني لازلت أشعر بألم تجاه رمضان الفائت ، الذي مرت
أيامه متسارعة ولم أحصل فيها ما أردت من الخيرات ، وقد تثاقلت عن كثير من الحسنات ،
وفرطت في القيام والطاعات ، فجئت يا رمضان لتعطيني فرصة وشحنة إيمانية لاستدراك ما
فات.
فلماذا لا تدمع عيني وأنا في مثل هذا النعيم . لماذا لا تدمع عيني فرحاً وأنا
أستقبل شهر الصيام والقيام والقرآن .
( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
)
( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
) هكذا قال عليه الصلاة والسلام .
فيا من أدرك هذا الشهر ، ها هو رمضان يناديك ، أقبل ، عد إلى ربك ، فمتى ستفيق من
غفلتك ، ومتى ستنتبه من رقادك ، ومتى ستقبل على الله إن لم تقبل الان .
ألا ترى تهجد المتهجدين ، وتسمع تلاوة التالين ، وبكاء الخاشعين ، وأنين العائدين
التائبين ، واستغفار المستغفرين .
اعقد العزم أخي ، واعقدي العزم أخيتي ، على الصيام والقيام والتوبة والاستكثار من
الطاعات عسى أن نكون من المقبولين المعتقين .
وفقني الله وإياك للصيام والقيام وصالح الأعمال ، وبلغني وإياكم تمام الشهر ، وتقبل
مني ومنكم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى