رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
التحذير من الفئة الضالة وبيان سماحة المفتي في ذلك()
التأريخ: 8/7/1429هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102]
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن من أعظم النعم التي يمن بها الله جل وعلا على خلقه نعمة الإيمان والأمن، ولا يتحقق الأمن إلا بالإيمان والعدل، فإن انتشر الظلم والقهر، أو ضعف الإيمان حل الخوف ودب الرعب وانتشر الهلع، وإذا ظهرت هذه الأمارات ورفعت هذه الرايات، فقد أذن الله بخراب البلاد فلا تسل عن العقوبات الإلهية ﴿.. وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ [الفتح:4] وكل ذلك مصداقا للوعيد العظيم الذي أوعده الله من عصاه فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة:278،279]
والقوة يا عباد الله مغرية دائما بالظلم والتجبر والتكبر وغمط الحق،ويندر من يتواضع وقت قوته،ويذل وقت تفوقه،ويعطي الحق الذي عليه وقت غلبته،لذا ساد محمد صالخلق يوم أن تواضع وذل لله في فتح مكة ـ حرسها الله ـ وعفا وصفح عمن قاتله وقتل أصحابه فساد الناس بجميل خلقه وكريم فعاله،وضرب المثل الأعلى للأمم من بعده.
والظلم والقهر من أسوء صفات القوي المتغلب قال تعالى: ﴿ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ *وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 204،205].
عباد الله:
لعل الكثير منكم استمع أو قرأ بيان سماحة مفتي عام المملكة حول ما حصل من القبض على أعداد من الشباب اللذين كان لهم مشاركة في الأحداث المؤلمة التي مرت ببلاد، ولنا بإذن الله وقفة هذا الأسبوع والأسبوع القادم مع هذا البيان المهم، وكان مما قاله سماحته:
فقد تابعنا بأسى وحزن بالغ ما أقدمت علية الفئة الضالة من أعمال وتدابير عدوانية تستهدف عقيدة وأمن هذا البلد المبارك - المملكة العربية السعودية - وأهلها، واستقرارها، ومقدراتها، فكانوا أدوات طيعة في أيدي أعداء الدين والوطن.وإني من باب المشاركة في النصيحة والتواصي بالحق، وإبراءً للذمة، ونصحاً للأمة، وإشفاقاً على أبناء المسلمين من أن يكونوا أداة فساد وتخريب، وأتباعاً لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة أؤكد على ما يأتي:
أولاً: أن ما تقوم به هذه الفئة الضالة عملٌ إجراميٌ آثمٌ من التعدي على الدماء المعصومة والأموال المحترمة، وقد قال الله تعالى {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}، وقوله {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} وقال النبي e (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)، وقوله (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). وروى البخاري في صحيحه عن النبي e أنه قال (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً). وقال أيضاً (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه النسائي والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، وروى البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)، ونظر e إلى الكعبة وقال (ما أطيبك وما أطيب ريحك، وما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم منك)، وروى الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي e قال (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار).
إن الإقدام على هذه الجرائم النكراء والتخطيط لها لا يكون إلا من شخص تأصل الشر في نفسه، والعدوان في طبعه، واستولت عليه الغفلة، وانتزعت من قلبه الرحمة، وانعدم ضميره وتخلى عن دينه وقيمه ومثله.
ثانياً: إن ما كشف عنه بيان وزارة الداخلية من مخازن للأسلحة، ومتفجرات خطيرة معدة للقيام بأعمال تخريبية، وتدمير منشآت اقتصادية، واستهداف مصالح للأمة، ونشر للفوضى في هذه البلاد الطاهرة التي هي قاعدة الإسلام وحصن الإيمان، وفيها حرم الله وقبلة المسلمين، ومسجد رسول الله e يؤكد ضرورة التكاتف بين المؤمنين والمقيمين والمسلمين جميعاً لكشف عوار هذه الفئة الضالة حفظاً لمصالح الأمة وممتلكاتها الخاصة والعامة، وأرواحها البريئة ودفعاً لشرورهم ومن يقف خلفهم.
ثالثاً: إن هذه البلاد - المملكة العربية السعودية - قبل أن يوحدها الإمام المصلح الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته - كانت في حالة من انتشار [الشرك باللهى بجميع أنواعه] والفوضى والتشتت والتناحر والفقر والفاقة والانفلات الأمني مما هو معلوم عند الجميع، حيث عاش الناس فيها غير آمنين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم حتى شاء الله تعالى أن تتوحد على يد الملك عبد العزيز، فأصبحت واحة للآمنين ومضرب مثل في الاستقرار واستمر الأمر على هذا الأمر بفضل الله تعالى ثم بفضل تحكيمهم لشريعة الله تعالى في أرضه وبين عباده، وهذه النعمة التي نعيشها ونشاهدها واقعاً ليست خاصة بفرد دون فرد، بل هي نعمة للجميع، ومن واجب شكرها أن يسارع الجميع إلى أن يكونوا رجال أمن في بلادهم، ولا يتوانوا عن الإبلاغ عن مثل هؤلاء، فالبلد مستهدف، ويواجه حملات ظالمة وإشاعة مغرضة تهدف إلى تشويه الإسلام وتفتيت وحدته وتكدير أمنه، وإضعاف لحمة مجتمعه، والواجب على الجميع التعاون لحفظ كيان هذا البلد واستقراره، قال تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
ولنا وقفة أخرى مع بيان سماحة المفتي
الحمد لله:
عباد الله:
لقد انتشر كلام لأحد الوعاظ ()ممن يشارك في القنوات الفضائية يقول فيه: (لقد فشل النبي e في أكثر من ستة وعشرين تجربة..) وذكر منها سفره e للطائف وهجرته وغزوة أحد وغير ذلك.
عباد الله:
هذا الرجل يريد أن يؤصل فكرة وهي أن تجربة النبي ص تجربة إنسانية يمكن لنا الإفادة منها وقياس حالنا عليها،.
ولكن بأس ما قال، مسلم يصف رسول الله ص بالفشل بالله وتالله له الفاشل الضال المضل، واعلموا يا عباد الله أن هذه العبارة خطيرة جدا، وقد حكى أهل العلم ردة وكفر من قال دون ذلك في حق النبي ص، وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني، وقال ص: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم) أخرجه البخاري، وقال ص: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا) صححه الألباني () وأين تقدير النبي e واحترامه وتعظيمه وإجلاله.
اللهم غفرانك ورحمتك
التحذير من الفئة الضالة وبيان سماحة المفتي في ذلك()
التأريخ: 8/7/1429هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102]
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن من أعظم النعم التي يمن بها الله جل وعلا على خلقه نعمة الإيمان والأمن، ولا يتحقق الأمن إلا بالإيمان والعدل، فإن انتشر الظلم والقهر، أو ضعف الإيمان حل الخوف ودب الرعب وانتشر الهلع، وإذا ظهرت هذه الأمارات ورفعت هذه الرايات، فقد أذن الله بخراب البلاد فلا تسل عن العقوبات الإلهية ﴿.. وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ [الفتح:4] وكل ذلك مصداقا للوعيد العظيم الذي أوعده الله من عصاه فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ *فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة:278،279]
والقوة يا عباد الله مغرية دائما بالظلم والتجبر والتكبر وغمط الحق،ويندر من يتواضع وقت قوته،ويذل وقت تفوقه،ويعطي الحق الذي عليه وقت غلبته،لذا ساد محمد صالخلق يوم أن تواضع وذل لله في فتح مكة ـ حرسها الله ـ وعفا وصفح عمن قاتله وقتل أصحابه فساد الناس بجميل خلقه وكريم فعاله،وضرب المثل الأعلى للأمم من بعده.
والظلم والقهر من أسوء صفات القوي المتغلب قال تعالى: ﴿ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ *وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 204،205].
عباد الله:
لعل الكثير منكم استمع أو قرأ بيان سماحة مفتي عام المملكة حول ما حصل من القبض على أعداد من الشباب اللذين كان لهم مشاركة في الأحداث المؤلمة التي مرت ببلاد، ولنا بإذن الله وقفة هذا الأسبوع والأسبوع القادم مع هذا البيان المهم، وكان مما قاله سماحته:
فقد تابعنا بأسى وحزن بالغ ما أقدمت علية الفئة الضالة من أعمال وتدابير عدوانية تستهدف عقيدة وأمن هذا البلد المبارك - المملكة العربية السعودية - وأهلها، واستقرارها، ومقدراتها، فكانوا أدوات طيعة في أيدي أعداء الدين والوطن.وإني من باب المشاركة في النصيحة والتواصي بالحق، وإبراءً للذمة، ونصحاً للأمة، وإشفاقاً على أبناء المسلمين من أن يكونوا أداة فساد وتخريب، وأتباعاً لدعاة الضلالة والفتنة والفرقة أؤكد على ما يأتي:
أولاً: أن ما تقوم به هذه الفئة الضالة عملٌ إجراميٌ آثمٌ من التعدي على الدماء المعصومة والأموال المحترمة، وقد قال الله تعالى {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}، وقوله {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} وقال النبي e (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)، وقوله (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). وروى البخاري في صحيحه عن النبي e أنه قال (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً). وقال أيضاً (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه النسائي والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، وروى البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)، ونظر e إلى الكعبة وقال (ما أطيبك وما أطيب ريحك، وما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم منك)، وروى الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي e قال (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار).
إن الإقدام على هذه الجرائم النكراء والتخطيط لها لا يكون إلا من شخص تأصل الشر في نفسه، والعدوان في طبعه، واستولت عليه الغفلة، وانتزعت من قلبه الرحمة، وانعدم ضميره وتخلى عن دينه وقيمه ومثله.
ثانياً: إن ما كشف عنه بيان وزارة الداخلية من مخازن للأسلحة، ومتفجرات خطيرة معدة للقيام بأعمال تخريبية، وتدمير منشآت اقتصادية، واستهداف مصالح للأمة، ونشر للفوضى في هذه البلاد الطاهرة التي هي قاعدة الإسلام وحصن الإيمان، وفيها حرم الله وقبلة المسلمين، ومسجد رسول الله e يؤكد ضرورة التكاتف بين المؤمنين والمقيمين والمسلمين جميعاً لكشف عوار هذه الفئة الضالة حفظاً لمصالح الأمة وممتلكاتها الخاصة والعامة، وأرواحها البريئة ودفعاً لشرورهم ومن يقف خلفهم.
ثالثاً: إن هذه البلاد - المملكة العربية السعودية - قبل أن يوحدها الإمام المصلح الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته - كانت في حالة من انتشار [الشرك باللهى بجميع أنواعه] والفوضى والتشتت والتناحر والفقر والفاقة والانفلات الأمني مما هو معلوم عند الجميع، حيث عاش الناس فيها غير آمنين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم حتى شاء الله تعالى أن تتوحد على يد الملك عبد العزيز، فأصبحت واحة للآمنين ومضرب مثل في الاستقرار واستمر الأمر على هذا الأمر بفضل الله تعالى ثم بفضل تحكيمهم لشريعة الله تعالى في أرضه وبين عباده، وهذه النعمة التي نعيشها ونشاهدها واقعاً ليست خاصة بفرد دون فرد، بل هي نعمة للجميع، ومن واجب شكرها أن يسارع الجميع إلى أن يكونوا رجال أمن في بلادهم، ولا يتوانوا عن الإبلاغ عن مثل هؤلاء، فالبلد مستهدف، ويواجه حملات ظالمة وإشاعة مغرضة تهدف إلى تشويه الإسلام وتفتيت وحدته وتكدير أمنه، وإضعاف لحمة مجتمعه، والواجب على الجميع التعاون لحفظ كيان هذا البلد واستقراره، قال تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
ولنا وقفة أخرى مع بيان سماحة المفتي
الحمد لله:
عباد الله:
لقد انتشر كلام لأحد الوعاظ ()ممن يشارك في القنوات الفضائية يقول فيه: (لقد فشل النبي e في أكثر من ستة وعشرين تجربة..) وذكر منها سفره e للطائف وهجرته وغزوة أحد وغير ذلك.
عباد الله:
هذا الرجل يريد أن يؤصل فكرة وهي أن تجربة النبي ص تجربة إنسانية يمكن لنا الإفادة منها وقياس حالنا عليها،.
ولكن بأس ما قال، مسلم يصف رسول الله ص بالفشل بالله وتالله له الفاشل الضال المضل، واعلموا يا عباد الله أن هذه العبارة خطيرة جدا، وقد حكى أهل العلم ردة وكفر من قال دون ذلك في حق النبي ص، وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني، وقال ص: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم) أخرجه البخاري، وقال ص: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا) صححه الألباني () وأين تقدير النبي e واحترامه وتعظيمه وإجلاله.
اللهم غفرانك ورحمتك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى