لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الولاء Empty الولاء {الأربعاء 17 أغسطس - 17:03}

لقد أصيب المسلمون بنكسة عقدية بعد ما يسمى بأحداث الحادي عشر من سبتمبر،فضاق ذرعا الكثير منهم بمصطلح الولاء والبراء،وبدأ طائفةٌ من المنتسبين للعلم والوعظ يخلعون دينهم ومبادئهم وقيمهم يردون أن يرضوا أعداء الدين والملة ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة:120] فعمد هؤلاء إلى طمس هذا المصطلح الشريف من محاضراتهم وكتبهم وخطبهم،ولا أدري ماذا سيصنعون بعشرات الآيات في الكتاب العزيز يقول الشيخ حمد بن عتيق /:"أنّه ليس في كتاب الله تعالى حكمٌ فيه من الأدلة أكثر ولا أبيَن من الولاء والبراء بعد وجوب التوحيد وتحريم ضِدهِ". فهو حكم تكرر في آيات كثيرة، بل هو ركن الدين الأصيل ومنارته المضيئة.
والولاء هو: الحب في الله،والبراء هو البغض في الله قال ص: (أوثق عرى الإيمان:"الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل"حديث صحيح
ولا يمكن يا عباد الله عزل هذه الشعيرة الأصيلة عن الإيمان فهي ركنه وأسه وأساسه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية /:"أصل كل فعل وحركة في العالم من الحب والإرادة، كما أن البغض والكراهة أصل كل ترك"().
فلا يصلي المصلي إلا لأنه يحب الله ورسوله ولا يصوم إلا لأنه يحب الله ورسوله،ولا يحب المسلم إلا لأنه يحب الله ورسوله،ولا يتجنب الزنا والربا والقتل والتدمير إلا لأنه يحب الله ورسوله،ولا يبغض الكافر ولو كان أقرب قريب إلا لأنه يحب الله ورسوله.
يقول العلامة عبد الرحمن السعدي /: « أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده، وهي أصل التأله والتعبد له؛ بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق محبته جميع المحابِّ وتغلبها، ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعاً لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه. ومن تفريعها وتكميلها الحب في الله؛ فيحبُ العبدُ ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص، ويبغضُ ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال، ويوالي أولياءه، أو يعادي أعداءه، وبذلك يكمل إيمان العبد وتوحيده »
فمن أراد عزل هذا المعتقد أو هرب منه فإن مآل فعله هو عزل الناس عن دين محمد ص كله،وإن الحب والبغض أمر فطري لا انفكاك عنه، فكل إنسان سواءً كان برّاً أو فاجراً مؤمناً أو كافراً لديه هذه الغريزة الفطرية والنزعة البشرية من مشاعر الحب والبغض، وهذا أمر معلوم مشاهد، فالكافر يُحِبُ ويُبْغِضُ، كما أن المؤمن يحب ويبغض، لكن الكافر يحبه تبعا لهواه فقد يحب الفجور والاستبداد والخمر والزنا والظلم كما قد يحب غيره من ملاذ الدنيا، وأما أهل الإيمان فهم يحبون ما يحبه الله تعالى من الإيمان والتوحيد والعدل والعفاف، كما يبغضون كل ما يبغضه الله تعالى من شركٍ وظلمٍ وفواحشَ.فهؤلاء الذين يتباكون على مشاعر الكراهية والعداء، ويطالبون بإزالتها واستئصالها بدعوى الإنسانية المشتركة، حقاً إنهم لا يخالفون الثوابت الشرعية فحسب، بل يصادمون الفطرة الإنسانية ويخالفون الطبيعة البشرية.
عباد الله:
الولاء هو الذي يجمع المسلمين تحت مظلة الإسلام فبه يحب العربي أخاه الأعجمي والأسود أخاه الأبيض،وبه يحب المسلم إخوانه اللذين لم يرهم ولم يلقهم ولا مرة في حياته،قال شيخ الإسلام ابن تيمية /: (والله سبحانه قد أوجب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض وأوجب عليهم معاداة الكافرين. فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة:51] وقال تعالى:
﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة:56]. فقد أخبر سبحانه أن ولي المؤمن هو الله ورسوله، وعباده المؤمنين وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة سواء كان من أهل نسبه أو بلده.. أو لم يكن وقال الله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..﴾ [التوبة:71]. وفي الصحاح عن النبي ^ أنه قال. {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر} وفي الصحاح أيضا أنه قال: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه}، وفي الصحاح أيضا أنه قال: {والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} وقال ^: {المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه} وأمثال هذه النصوص في الكتاب والسنة كثيرة. وقد جعل الله فيها عباده المؤمنين بعضهم أولياء بعض وجعلهم إخوة وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين وأمرهم سبحانه بالائتلاف ونهاهم عن الافتراق والاختلاف فقال: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
وقال /: فإن المؤمنين أولياء الله وبعضهم أولياء بعض ; والكفار أعداء الله وأعداء المؤمنين. وقد أوجب الموالاة بين المؤمنين وبيّن أن ذلك من لوازم الإيمان ونهى عن موالاة الكفار وبين أن ذلك منتف في حق المؤمنين وبين حال المنافقين في موالاة الكافرين. فذم من يتولى الكفار من أهل الكتاب قبلنا وبين أن ذلك ينافي الإيمان ﴿ بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً *الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾ [النساء:138،139]
عباد الله: هذه جملة من الآحاديث تبين لنا معنى الولاء فعن أنس ? عن النبي ^ قال: ((ثلاث من كن فيه و جد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله تعالى، و من يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)) رواه البخاري و مسلم.
وعن أبي هريرة ?، عن النبي ^: ((أن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)) رواه مسلم.
وعن معاذ بن جبل ?قال: سمعت رسول الله ^ يقول: قال الله تعالى:(وجبت محبتي للمتحابين في،وللمتجالسين في،وللمتزاورين في، وللمتباذلين فيّ)) رواه مالك بإسناد صحيح
وعنه أيضاً قال: سمعت رسول الله ^ يقول: ((قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون و الشهداء)). رواه الترمذي و قال: حسن صحيح.
وعن ابن مسعود ?قال: جاء رجل إلى رسول الله ^ فقال يا رسول الله: كيف ترى في رجل، أحب قوما ًً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله ^: ((المرء مع من أحب)) رواه البخاري و مسلم.
وعن أبي الدرداء ?، يرفعه قال: ((ما من رجلين تحاباً في الله تعالى بظهر الغيب، إلا كان أحبهما إلى الله تعالى، أشدهما حبا لصاحبه)) رواه الطبراني بإسناد جيد
وعن معاذ بن أنس ? أنه سأل رسول الله ^ عن أفضل الإيمان قال: ((أن تحب لله،وتبغض لله، و تعمل لسانك في ذكر الله تعالى، قال: و ماذا يا رسول الله؟ قال: ((و أن تحب للناس ما تحب لنفسك، و تكره لهم ما تكره لنفسك)) رواه أحمد
فليتأمل الناصح لنفسه هذه الأحاديث الصحيحة، المتواردة على وتيرة واحدة في خصوص هذه المسألة التي هي: الحب في الله و البغض في الله، الذي لا يعده أكثر الناس عملاً صالحاً. فضلاً عن كونه يعتقد أنه من أفضل الأعمال الصالحة. فضلاً عن كونه يعتقد أنه من فرائض الأعيان.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وسلم،أما بعد:
فيا عباد الله:
الإسلام لا يمنع أن يعامل المسلم بالحسنى من لا يحاربه في دينه من الكفار، ولكن الولاء شيء آخر غير المعاملة بالحسنى. الولاء ارتباط وتناصر وتواد. وهذا لا يكون - في قلب يؤمن بالله حقاً - إلا للمؤمنين الذين يرتبطون معه في الله؛ ويخضعون معه لمنهجه في الحياة؛ ويتحاكمون إلى كتابه في طاعة واتباع واستسلام. ()
والمطلوب منّا جميعا يا عباد الله نشر الولاء لله تعالى بينا وتعليمه لأولادنا وهو حبه Y وحب عبده ورسوله ص ولا يكون كذلك إلا بطاعتهما وتقديم أمرهما على أمره ومحببوباته،مع كمال الذل والانقياد.
ثم بعد ذلك نشر الولاء للمؤمنين بينا وتعليمه لأولادنا وهو حب عباد الله المسلمين في كل أرض الله الأسود والأبيض العربي والعجمي الغني والفقير،فنحبهم لأنهم آمنوا بالله ربا وبمحمد ^ نبيا فهذا هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم.
ومما ينبغي التأكيد عليه أن نربي الأبناء على حب المسلمين المستضعفين المظلومين المقهورين وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
ولنا إن شاء الله وقفه أخرى مع البراء من أعداء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى