رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة علامات الساعة الصغرى(1)
أيها المسلمون:
إن أمر الساعة عظيم كيف لا يكون كذلك وهي النهاية، نهاية هذه الدنيا بكل ما كان فيها من خير وشر، من بر وظلم؛ من إيمان وشرك، و كل حيّ يخشى هذه النهاية لما فيها من ويلات وشدة حساب، و لكن موقف الناس من هذه النهاية متفاوت فمنهم من عمل و استعد لها وأكثرهم لم يرفع بذلك رأسا، وهؤلاء هم الخاسرون.
عباد الله:
إن النبي ص رحيم بأمته حريص عليهم لذلك بيّن لنا علامات للساعة لنتدارك أمرنا،وهذا لمن كان له قلب أو ألق السمع و هو شهيد،وسنقف بإذن الله تعالى مع أشراط الساعة خلال عدد من الخطب - إن شاء الله - و نقسم أشراط الساعة إلى ثلاثة أقسم هي:
الأول: ما وقع و انتهى:
الثاني: ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
الثالث: ما لم يقع بعد:
وفي خطبتنا هذه سنتناول القسم الأول والثاني
ما وقع و انتهى:
بعثته ص أخرج البخاري عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ:"بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ".
انشقاق القمر على عهد النبي ص: فقد طلب منه مشركو مكة علامة على صدقه فشق الله تعالى لهم القمر فأزداد في طغيانهم قال تعالى:"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَ إِنْ يَرَوْا ءَايَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ".
نار بالحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى: أخرج البخاري عن أَبُي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى"أما قصتها فقد قال القرطبي /: (قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة الثالث من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت، وظهرت النار بقريظة بطرف الحرة ترى في صورة البلد العظيم عليها سور محيط عليه شراريف وأبراج ومآذن، وترى رجال يقودونها، لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، ويخرج من مجموع ذلك مثل النهر أحمر وأزرق له دوى كدوى الرعد يأخذ الصخور بين يديه وينتهي إلى محط الركب العراقي، واجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم، فانتهت النار إلى قرب المدينة، ومع ذلك فكان يأتي المدينة نسيم بارد، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر، وقال لي بعض أصحابنا: رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام، وسمعت أنها رؤيت من مكة ومن جبال بصرى). وقال أبو شامة (انبجست الأرض من الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد المدينة وهي برأي العين من المدينة، وسال منها واد يكون مقداره أربع فراسخ وعرضه أربع أميال يجري على وجه الأرض ويخرج منه مهاد وجبال صغار، و ظهر ضوؤها إلى أن رأوها من مكة، قال ولا أقدر أصف عظمها، ولها دوى، ونظم الناس في هذا أشعارا، ودام أمرها أشهرا، ثم خمدت.) و قال النووي - يرحمه الله - (وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة. قال الحافظ: (والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى)
توقف الجزية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:"مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ".
ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
عظم الدولة الإسلامية: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ غ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لا تَخَافُ أَحَدًا إِلا اللَّهَ - قُلْتُ: فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ - وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟!!. قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ". قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ غ الرجل يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ....
خروج الدجالين مدعين النبوة: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ".وما زلنا نتسامع كل يوم بمدعي للنبوة،وقد تبعه خلق من الناس،وكان أشهرهم في الآونة الأخيرة من ادعى أنه رسول،وفتن به خلق كثير - والعياذ بالله.
إذا وسد الأمر إلى غير أهله: أخرج البخاري - يرحمه الله - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ غ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ غ يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ، قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ"و قد وسد الأمر إلى غير أهله في كثير من الأمور و الله المستعان.
تسلط المنافقين: قال غ:"إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار و يشرفُ الأشرار و يسود كل قوم منافقوهم"ومعنى يسود أن يكونوا هم السادة على غيرهم. ()
تخريب المساجد أو اتخاذها متحاف فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ص:"إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد لا يصلى ركعتين.. و أن يُبرِد الصبيُ الشيخَ"و إبراد الصبي للشيخ أي يرسله في أعماله.
سلام الخاصة و فشو التجارة و كثرة الكتابة: أخرج الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أنه قال:"أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ وَقَطْعَ الأَرْحَامِ وَشَهَادَةَ الزُّورِ وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ وَظُهُورَ الْقَلَمِ"و ها نحن نرى الرجل يمر على الرجل لا يسلم عليه إلا إن كان يعرفه، و إن سلم على كل من رأه استنكر الناس فعله.
موت الفجأة: قال ص:".. و أن يظهر موت الفجأة"و قد ظهر في حوادث المرور الكثيرة فكم من ضاحك مات و لم يكمل ضحكه. ويقدر تقرير إدارة المرور بالمملكة أن الحوادث المرورية خلال ال30 عاما الماضية أدت إلى وفاة 79 ألف شخص!!
كثر الشرط: قال غ: "يكون في آخر الزمان رجال مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يغدون في سخط الله و يرحون في غضبه"صححه الألباني في السلسلة (1893).
الإشارة إلى الإختراعات الحديثة قال رسول الله غ:"… و لتتركن القلاص"والقلاص الإبل و فيه إشارة إلى ركوب غيرها من الدواب، و غ:"لا تقوم الساعة حتى ترون أمور عظاما لم تكونوا ترونها و لا تحدثون بها أنفسكم"قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجري /: (و في هذه الأحاديث إشارة إلى ما حدث هذه الأزمنة من المراكب الجوية و البحرية و البرية حيث تركت الإبل، و أشار غ للمراكب البرية بشكل خاص بقوله:"سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد"و أشار كذلك ص للهاتف و الفاكس وغيرها من وسائل الاتصال [وكذلك الإعلام المسموع والمرئي] بقوله:"يتقارب الزمان.."فأنت هنا تعرف أخبار من في أقصى الأرض بل تخرج من هذه الديار فتصل إلى آخر الدنيا في يوم واحد) إنتهى كلامه /
العلامات التي لم تقع:
عودة جزيرة العرب جنات و أنهار: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا"
يذكر العلماء الجيولوجيون أنه مر على كوكب الأرض عدة عصور جليدية كان آخرها منذ عشرة آلاف سنة، وهو زمن تحوّلت فيه كمية من البحار إلى ثلوج تراكمت في القطب المتجمد الشمالي. ثم أخذت هذه الثلوج بالزحف نحو الجنوب باتجاه أوروبا وأمريكا حتى وصلت إلى شبه جزيرة العرب، والتي أصبحت عندئذ أكثر مناطق العالم من حيث الأمطار والأنهار، فكثرت فيها البساتين والمروج.
ويشير الجيولوجيون أيضاً إلى أن العواصف الثلجية التي تضرب أوروبا وأمريكا اليوم علامة على بداية عصر جليدي آخر، وأن هذا العصر الجليدي عندما يكتمل ستصبح البلاد العربية أكثر المناطق من حيث الأنهار والبساتين.
كما تم اكتشاف قرية الفاو في الربع الخالي بالصحراء السعودية، والتي كانت تحت جبال من الرمال، حيث قدّر الجيولوجيون أن الرمال الموجودة في الصحراء العربية توجد تحتها أنهار وأشجار اندرست بفعل تكاثف الرمال فوقها.
وقد استغرب الجيولوجي الألماني"كرونر"عندما عُرِضتْ عليه ترجمة هذا الحديث النبوي الشريف"لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً"وأنها ستعود كما كانت؟ فأجاب الدكتور كرونر: إن هذا لا يمكن أن يصدر إلا بوحي"أو قريبا من هذا.
ووجه الإعجاز في الحديث النبوي هو قوله ص:"حتى تعود"والعودة لا تكون إلا بعد ذهاب أي كينونة سابقة، فبلاد العرب كانت مروجاً وأنهاراً وستعود كما كانت، وهذا ما كشفه علماء الجيولوجيا في القرن العشرين.
انتفاخ الأهلة: أخرج الطبراني و غيره أن النبي ص قال:"من أقتراب الساعة انتفاخ الأهلة"ـ صححه الألباني - فيري هلال اليوم الأول و كأنه لليلتين أو أكثر،وهذا قد يكون لجهل الناس بمطالع الأهله أو يحدث تغير فعلي في الأهله لقتراب القيامة.
تكلم السباع و الجمادات: أخرج الترمذي و الإمام أحمد و للفظ له عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ"قَالَ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ!!، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ غ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ، قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ غ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ غ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ"ـ صححه الألباني ـ.و هذا يكون إما خرقاً للعادة فيستطيع الحيوان أن يكلم الإنسان أو أن يستطيع الإنسان التوصل إلى فهم لغة الحيوانات علما أن هناك محاولات لذلك منذ سنوات طويلة.
انحسار الفرات عن جبل من ذهب: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا"وهاهي تركيا تمنع الفرات عن العراق وسوريا مما يؤدي إلى انحساره وقد نقلت بعض الصحف قبل بضع سنين أن جمعا من الأهالي في العراق قد وجدوا ذهبا في الفرات، و قد نهى النبي ص عن الأخذ منه لما يحصل من القتل.
إخراج الأرض كنوزها: أخرج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا"قال القاضي /: معناه أن الأرض تلقي من بطنها ما فيه من الكنوز وقيل ما وسخ فيها من العروق المعدنية، ويدل عليه قوله أمثال الأسطوانة وشبهها بأفلاذ الكبد هيئة وشكلا فإنها قطع الكبد المقطوعة طولا) انتهى كلامه، و قد يكون المراد ما نراه من خروج البترول فيكون مما وقع و ما زال يقع.
محاصرة المسلمين إلى المدينة: أخرج أبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ قَالَ غ:"يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلاحِ"قال الزُّهْرِيِّ: (وَسَلَاحِ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ).صححه الألباني
أن يملك رجل يقال له الجهجاه: أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"عَنْ النَّبِيِّ غ"قَالَ لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ"و أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ"قال القرطبي / في التذكرة: قوله"يسوق الناس بعصاه"كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له، ولم يرد نفس العصا، لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم، وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه، ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر، وأصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا.
وذهب بعض أهل العلم أن الجهجاه غير القحطاني،والله أعلم بالصواب
محاضرة علامات الساعة الصغرى(1)
أيها المسلمون:
إن أمر الساعة عظيم كيف لا يكون كذلك وهي النهاية، نهاية هذه الدنيا بكل ما كان فيها من خير وشر، من بر وظلم؛ من إيمان وشرك، و كل حيّ يخشى هذه النهاية لما فيها من ويلات وشدة حساب، و لكن موقف الناس من هذه النهاية متفاوت فمنهم من عمل و استعد لها وأكثرهم لم يرفع بذلك رأسا، وهؤلاء هم الخاسرون.
عباد الله:
إن النبي ص رحيم بأمته حريص عليهم لذلك بيّن لنا علامات للساعة لنتدارك أمرنا،وهذا لمن كان له قلب أو ألق السمع و هو شهيد،وسنقف بإذن الله تعالى مع أشراط الساعة خلال عدد من الخطب - إن شاء الله - و نقسم أشراط الساعة إلى ثلاثة أقسم هي:
الأول: ما وقع و انتهى:
الثاني: ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
الثالث: ما لم يقع بعد:
وفي خطبتنا هذه سنتناول القسم الأول والثاني
ما وقع و انتهى:
بعثته ص أخرج البخاري عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ:"بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ".
انشقاق القمر على عهد النبي ص: فقد طلب منه مشركو مكة علامة على صدقه فشق الله تعالى لهم القمر فأزداد في طغيانهم قال تعالى:"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَ إِنْ يَرَوْا ءَايَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ".
نار بالحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى: أخرج البخاري عن أَبُي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى"أما قصتها فقد قال القرطبي /: (قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة الثالث من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت، وظهرت النار بقريظة بطرف الحرة ترى في صورة البلد العظيم عليها سور محيط عليه شراريف وأبراج ومآذن، وترى رجال يقودونها، لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، ويخرج من مجموع ذلك مثل النهر أحمر وأزرق له دوى كدوى الرعد يأخذ الصخور بين يديه وينتهي إلى محط الركب العراقي، واجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم، فانتهت النار إلى قرب المدينة، ومع ذلك فكان يأتي المدينة نسيم بارد، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر، وقال لي بعض أصحابنا: رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام، وسمعت أنها رؤيت من مكة ومن جبال بصرى). وقال أبو شامة (انبجست الأرض من الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد المدينة وهي برأي العين من المدينة، وسال منها واد يكون مقداره أربع فراسخ وعرضه أربع أميال يجري على وجه الأرض ويخرج منه مهاد وجبال صغار، و ظهر ضوؤها إلى أن رأوها من مكة، قال ولا أقدر أصف عظمها، ولها دوى، ونظم الناس في هذا أشعارا، ودام أمرها أشهرا، ثم خمدت.) و قال النووي - يرحمه الله - (وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة. قال الحافظ: (والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى)
توقف الجزية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:"مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ".
ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
عظم الدولة الإسلامية: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ غ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لا تَخَافُ أَحَدًا إِلا اللَّهَ - قُلْتُ: فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ - وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟!!. قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ". قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ غ الرجل يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ....
خروج الدجالين مدعين النبوة: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ".وما زلنا نتسامع كل يوم بمدعي للنبوة،وقد تبعه خلق من الناس،وكان أشهرهم في الآونة الأخيرة من ادعى أنه رسول،وفتن به خلق كثير - والعياذ بالله.
إذا وسد الأمر إلى غير أهله: أخرج البخاري - يرحمه الله - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ غ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ غ يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ، قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ"و قد وسد الأمر إلى غير أهله في كثير من الأمور و الله المستعان.
تسلط المنافقين: قال غ:"إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار و يشرفُ الأشرار و يسود كل قوم منافقوهم"ومعنى يسود أن يكونوا هم السادة على غيرهم. ()
تخريب المساجد أو اتخاذها متحاف فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ص:"إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد لا يصلى ركعتين.. و أن يُبرِد الصبيُ الشيخَ"و إبراد الصبي للشيخ أي يرسله في أعماله.
سلام الخاصة و فشو التجارة و كثرة الكتابة: أخرج الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أنه قال:"أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ وَقَطْعَ الأَرْحَامِ وَشَهَادَةَ الزُّورِ وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ وَظُهُورَ الْقَلَمِ"و ها نحن نرى الرجل يمر على الرجل لا يسلم عليه إلا إن كان يعرفه، و إن سلم على كل من رأه استنكر الناس فعله.
موت الفجأة: قال ص:".. و أن يظهر موت الفجأة"و قد ظهر في حوادث المرور الكثيرة فكم من ضاحك مات و لم يكمل ضحكه. ويقدر تقرير إدارة المرور بالمملكة أن الحوادث المرورية خلال ال30 عاما الماضية أدت إلى وفاة 79 ألف شخص!!
كثر الشرط: قال غ: "يكون في آخر الزمان رجال مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يغدون في سخط الله و يرحون في غضبه"صححه الألباني في السلسلة (1893).
الإشارة إلى الإختراعات الحديثة قال رسول الله غ:"… و لتتركن القلاص"والقلاص الإبل و فيه إشارة إلى ركوب غيرها من الدواب، و غ:"لا تقوم الساعة حتى ترون أمور عظاما لم تكونوا ترونها و لا تحدثون بها أنفسكم"قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجري /: (و في هذه الأحاديث إشارة إلى ما حدث هذه الأزمنة من المراكب الجوية و البحرية و البرية حيث تركت الإبل، و أشار غ للمراكب البرية بشكل خاص بقوله:"سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد"و أشار كذلك ص للهاتف و الفاكس وغيرها من وسائل الاتصال [وكذلك الإعلام المسموع والمرئي] بقوله:"يتقارب الزمان.."فأنت هنا تعرف أخبار من في أقصى الأرض بل تخرج من هذه الديار فتصل إلى آخر الدنيا في يوم واحد) إنتهى كلامه /
العلامات التي لم تقع:
عودة جزيرة العرب جنات و أنهار: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا"
يذكر العلماء الجيولوجيون أنه مر على كوكب الأرض عدة عصور جليدية كان آخرها منذ عشرة آلاف سنة، وهو زمن تحوّلت فيه كمية من البحار إلى ثلوج تراكمت في القطب المتجمد الشمالي. ثم أخذت هذه الثلوج بالزحف نحو الجنوب باتجاه أوروبا وأمريكا حتى وصلت إلى شبه جزيرة العرب، والتي أصبحت عندئذ أكثر مناطق العالم من حيث الأمطار والأنهار، فكثرت فيها البساتين والمروج.
ويشير الجيولوجيون أيضاً إلى أن العواصف الثلجية التي تضرب أوروبا وأمريكا اليوم علامة على بداية عصر جليدي آخر، وأن هذا العصر الجليدي عندما يكتمل ستصبح البلاد العربية أكثر المناطق من حيث الأنهار والبساتين.
كما تم اكتشاف قرية الفاو في الربع الخالي بالصحراء السعودية، والتي كانت تحت جبال من الرمال، حيث قدّر الجيولوجيون أن الرمال الموجودة في الصحراء العربية توجد تحتها أنهار وأشجار اندرست بفعل تكاثف الرمال فوقها.
وقد استغرب الجيولوجي الألماني"كرونر"عندما عُرِضتْ عليه ترجمة هذا الحديث النبوي الشريف"لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً"وأنها ستعود كما كانت؟ فأجاب الدكتور كرونر: إن هذا لا يمكن أن يصدر إلا بوحي"أو قريبا من هذا.
ووجه الإعجاز في الحديث النبوي هو قوله ص:"حتى تعود"والعودة لا تكون إلا بعد ذهاب أي كينونة سابقة، فبلاد العرب كانت مروجاً وأنهاراً وستعود كما كانت، وهذا ما كشفه علماء الجيولوجيا في القرن العشرين.
انتفاخ الأهلة: أخرج الطبراني و غيره أن النبي ص قال:"من أقتراب الساعة انتفاخ الأهلة"ـ صححه الألباني - فيري هلال اليوم الأول و كأنه لليلتين أو أكثر،وهذا قد يكون لجهل الناس بمطالع الأهله أو يحدث تغير فعلي في الأهله لقتراب القيامة.
تكلم السباع و الجمادات: أخرج الترمذي و الإمام أحمد و للفظ له عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ"قَالَ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ!!، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ غ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ، قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ غ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ غ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ"ـ صححه الألباني ـ.و هذا يكون إما خرقاً للعادة فيستطيع الحيوان أن يكلم الإنسان أو أن يستطيع الإنسان التوصل إلى فهم لغة الحيوانات علما أن هناك محاولات لذلك منذ سنوات طويلة.
انحسار الفرات عن جبل من ذهب: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا"وهاهي تركيا تمنع الفرات عن العراق وسوريا مما يؤدي إلى انحساره وقد نقلت بعض الصحف قبل بضع سنين أن جمعا من الأهالي في العراق قد وجدوا ذهبا في الفرات، و قد نهى النبي ص عن الأخذ منه لما يحصل من القتل.
إخراج الأرض كنوزها: أخرج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا"قال القاضي /: معناه أن الأرض تلقي من بطنها ما فيه من الكنوز وقيل ما وسخ فيها من العروق المعدنية، ويدل عليه قوله أمثال الأسطوانة وشبهها بأفلاذ الكبد هيئة وشكلا فإنها قطع الكبد المقطوعة طولا) انتهى كلامه، و قد يكون المراد ما نراه من خروج البترول فيكون مما وقع و ما زال يقع.
محاصرة المسلمين إلى المدينة: أخرج أبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ قَالَ غ:"يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلاحِ"قال الزُّهْرِيِّ: (وَسَلَاحِ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ).صححه الألباني
أن يملك رجل يقال له الجهجاه: أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"عَنْ النَّبِيِّ غ"قَالَ لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ"و أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ"قال القرطبي / في التذكرة: قوله"يسوق الناس بعصاه"كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له، ولم يرد نفس العصا، لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم، وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه، ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر، وأصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا.
وذهب بعض أهل العلم أن الجهجاه غير القحطاني،والله أعلم بالصواب
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى