لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

المهدي Empty المهدي {الأربعاء 17 أغسطس - 17:18}

بسم الله الرحمن الرحيم
المهدي
أولاً:هل للمهدي حقيقة؟
وردت أحاديث المهدي كثيرة منها الصحيح والحسن والضعيف، ومن هذه الأحاديث: (يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعا أوثمانيا) يعني حجة. قال الألباني /:سنده صحيح،رجاله ثقات()
وأخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري"قال:قال رسول الله غ: (لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا قال ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا) قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي غيرها من الأحاديث إن شاء الله.
وقد روى أحاديث المهدي عدد من الصحابة بلغوا ثلاثين صحابيا ومنهم:علي بن أبي طالب،وعائشة،وحذيفة بن اليمان،وعبدالله بن مسعود،وأبو أمامة الباهلي،وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص،وثوبان، وأنس بن مالك،وجابر،وابن عباس،،وأم سلمة،وحفصة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ - بأسانيد صحيحة وحسنة وبعضها ضعيف منجبر.
وقد احتج بأحاديث المهدي عدد كبير من العلماء من المتقدمين والمتأخرين()،وألف عدد من العلماء مسألة المهدي بالتأليف للتأكد على أهمية هذا الأمر.()

ثانيا:أقول بعض أهل العلم في اثبات ظهور المهدي:
قال أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري في كتاب مناقب الشافعي (وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله غ بذكر المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يؤم الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه). وقد تناقل هذه العبارة عدد من أهل العلم،وأقروه. ()
وقال السفاريني /: (وقد كثرت الروايات بخروج المهدي حتى بلغت حد التواتر المعنوي؛ وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم.. و الإيمان بخروجه واجب كما هو مقرر عند أهل العلم) ().
وقال السُهَيليُّ / في حديثه عن فضائل فاطمة الزهراء ل: (ومن سؤددها - أيضا - أن المهدي المبشر به في آخر الزمان من ذريتها،والأحاديث الواردة في أمر المهدي كثيرة) ()
وقال شيخ الإسلام /: (الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم..)
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب /: (وقد ورد ما يدل على أن المهدي من ذرية الحسن") ()
وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء: (الأحاديث التي دلت على خروج المهدي كثيرة وردت من طرق متعددة، وذكر جماعة من أهل العلم أنها متواترة معنوياً..) ()
وقال العلامة حمود التويجري /: (ومما ذكرنا يعلم أن من أنكر خروج المهدي فقد خالف ما عليه أهل السنة والجماعة) (). ويعلم من هذا أن المهدي خارج لا محالة.
ثالثا: اسمه ونسبه:
أخرج أبو داود من حديث عبدالله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنه قال: ص:"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي".وأخرج أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ يَقُولُ"الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ"وعترة الرجل أهل بيته. () وأخرج أبو داود عن عَلِيٌّ وَنَظَرَ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ ب فَقَالَ: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ غ وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِي الْخُلُقِ وَلَا يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ) ().
قال شيخ الإسلام /: (إن المهدي المنعوت من ولد الحسن بن علي لا من ولد الحسين كما تقدم لفظ حديث علي) (). وقال ابن كثير /: (هو محمد بن عبدالله العلوي الفاطمي الحسني")().
قال الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم: (قال جمهور أهل السنة إنه من أهل بيت النبي غ من ولد الحسن بن علي ليخرج في آخر الزمان،وقد انتلأت الأرض ظلما وجورا فيملؤها قسطا وعدلا،وهذا هو القول الصحيح الذي تشهد له الأحاديث الصحيحة عن النبي غ،وأقره كبار المحدثين والحفاظ والمحقيقين في القديم والحديث،إلا من لا يعتد بخلافه) ()
وقال ابن القيم /: (وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها والله أعلم) ().
رابعا: تهيئته للخلافة
أخرج ابن ماجه عن عَلِيٍّ"قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ"الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ"() قوله (يصلحه الله في ليلة) قال ابن كثير (أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك). وهذا عمر بن عبدالعزيز / أصلحه الله في ليلة حيث كان ممن يكثر من المباحات فتغير إلى أزهد الناس بعد توليه الخلافة مباشرة.
خامسا: صفاته الخلقية
أخرج أبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ"الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الأَنْفِ يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ"()
ومعنى (أجلى الجبهة) أي: منحسر الشعر من مقدم رأسه أو واسع الجبهة
(أقنى الأنف) أي: طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه.
سادسا: مدة حكمه وكثرة المال في زمانه
يظهر المهدي قبل نزول عيسى؛،ونزول عيسى قبل ظهور الدجال،فيقاتلانه معا.
أما عن مدة حكم المهدي فقد أخرج الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ"قَالَ: قال رسول اللَّهِ غ "إِنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا - الشك من زَيْدٌ الْعَمِّيَّ وهو أحد الرواة - قُلْنَا وَمَا ذَاكَ قَالَ سِنِينَ قَالَ فَيَجِيءُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي قَالَ فَيَحْثِي لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ"وفي رواية أحمد:"يُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَلا تَدَّخِرُ الأَرْضُ مِنْ نَبَاتِهَا شَيْئًا وَيَكُونُ الْمَالُ كُدُوسًا قَالَ يَجِيءُ الرَّجُلُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي قَالَ فَيَحْثِي لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَ"
ومعني (كدوساً) أي كثيراً وافراً. وفائدة قوله يحثي: أي أنه لا يعد المال بل يعطي بلا حساب.
سابعا: أعماله
1. فتح القسطنطينية: فإن الذي يفتحها هو المهدي وليس كما يظن كثير من الناس أنه محمد الفاتح - رحمه الله - لظاهر الأحاديث التالية حيث أنه ص جعل فتح القسطنطينية بلا قتال؛ ويلحق فتحها ظهور الدجال وبينهما سبعة أشهر؛ ويسبق فتحها خراب يثرب ثم ظهور الملحمة الكبرى،فقد أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ غ قَالَ"سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَقَ فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ قَالُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي فِي الْبَحْرِ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمْ الصَّرِيخُ فَقَالَ إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ"
وأخرج الترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ"قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ"عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ.)قال العلامة أحمد شاكر /: (فتح القُسْطَنْطِينِيَّةَ المبشر به في الحديث سيكون في المستقبل؛ وهو الفتح الصحيح لها حين يعود المسلمون إلى دينهم الذي أعرضوا عنه، وأما فتح الترك الذي كان قبل عصرنا هذا فإنه تمهيد للفتح الأعظم، ثم هي قد خرجت بعد ذلك من أيد المسلمين منذ أعلنت حكومتهم أنها حكومة غير إسلامية وغير دينية وعاهدت الكفار أعداء الإسلام وحكمت أمتها بأحكام القوانين الوثنية الكافرة، وسيعود الفتح الإسلامي لها إن شاء الله كما بشر به رسول الله غ) ()
2.قتال الدجال وأعوانه من اليهود وغيرهم:
أخرج مسلم في صحيحه: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ"قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ"كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ"واستشكل بعض الناس كيف يصلي النبي من أولي العزم خلف رجل من المسلمين؟! والجواب: أن مذهب أهل السنة والجماعة جواز اقتداء الفاضل بالمفضول،وكذا فيه كرامة لأمة محمد ص،وجزم بعض العلماء بأن عيسى؛ يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنه نزل تابعاً لنبينا حاكما بشرعه،ثم يقتدي به المهدي بعد ذلك،وقال بهذا جمعٌ من العلماء كالتفتازاني والمناوي والكشميري.
وأخرج ابن ماجه في كتاب الفتن أن النَّبِيَّ - غ قال عن المسلمين في زمن الدجال "وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمْ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ فَرَجَعَ ذَلِكَ الْإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ"()
وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده عن جابر قال: قال رسول غ"ينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صَلِّ بنا فيقول لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة"قال ابن القيم /: (وهذا إسناد جيد)()
قال سماحة الشيخ عبدالعزير ابن باز / (وأمر المهدي يكون في آخر الزمان قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله ـ: {أظنه يكون عند نزول المسيح}، والحديث الذي رواه الحارث ابن أبي سلمة يرشد إلى هذا ويدل عليه لأنه قال أميرهم المهدي فهو صريح في أنه يكون عند نزول عيسى؛ كما ترشد إليه بعض روايات مسلم وبعض الروايات الأخرى لكن ليست صريحة في ذلك..) ()
فمما سبق يظهر أن الله تعالى يظهر على يديه الدين ويرفع علم الملة المحمدية ويكون عادلاً كريماً ويحكم الناس على منهاج النبوة.
ثامنا: علامات صدق من ادعى أنه المهدي:
أن يظهر بعد موت خليفة من خلفاء المسلمين.
أن يكون من أهل المدينة.
أن يبايع بين الركن والمقام.
أن يكون على الصفة التي وصفها النبي ص.
أن يكون من ولد فاطمة لويثبت نسبه.
أن يبعث له بعث من أهل الشام فيخسف بهم.
أن يخرج الدجال في زمانه.
ومع كل هذه الأوصاف فلا يلزمنا متابعة المهدي،ولا مبايعته،حتى يظهر أمره ويخسف بالجيش الذي يتتبعه، قال سفيان الثوري /: (وإن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع له الناس) ()،قال العلامة حمود التويجري /: (إن المهدي لا يطلب الأمر لنفسه ابتداء مدعيا أنه المهدي،كما يفعل ذلك المدعون للمهدية كذبا وزورا،وإنما يأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه،ثم يسميه الناس بعد ذلك بالمهدي،لما يرون من صلاحه وعدله وإزالته للجور والظلم) () فليس في الأحاديث الثابتة ما يدل على أن المهدي سوف يطالب الناس بالإقرار بمهديته،أو يمتحنهم على ذلك ويقهرهم فضلا عن تكفيرهم واستباحة دمائهم،وليس التصديق بأن فلان هو المهدي من أركان الدين حتى يأثم من لم يصدق. ()
ومما يدل على أن المهدي لن يطلب الأمر لنفسه،بل إن الناس يقهرونه على هذا ما رواه أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ غ عَنْ النَّبِيِّ غ قَالَ"يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ غ وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ"ابن القيم /: (حديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح) ()
قالت اللجنة الدائمة: (لا يجوز لأحد أن يجزم بأن فلان ابن فلان هو المهدي حتى تتوافر العلامات التي بينها النَّبِيَّ ص في الأحاديث الصحيحة وأهمها كونه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً) () وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز /: (أما اعتماد المنامات في إثبات كون فلان هو المهدي فهو مخالف للأدلة الشرعية ولإجماع أهل العلم والإيمان) ()
وقال الشيخ العلامة حمود التويجري /: من ادعى من المفتونيين أنه المهدي المنتظر ولم يخرج الدجال في زمانخ،فإنه دجال كذاب ()
ثامنا: موقف الفرق من المهدي
اثبت أهل السنة والإيمان المهدي الذي يخرج في آخر الزمان يصلح الله به البلاد والعباد، وأنكره بعض الجهلة بالدين، وأثبت بعضهم مهدياً مخترعاً وأشهر من أخترع مهدياً هم الرافضة قال الإمام ابن القيم - رحمه الله ـ: (وأما الرافضة الإمامية فقالوا أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن، الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا ويختم الفضا، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيرا من أكثر من خمس مئة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم أخرج يا مولانا أخرج يا مولانا ثم يرجعون بالخيبة والحرمان فهذا دأبهم ودأبه
ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ثلثتم العنقاء والغيلانا
ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل) فمهديهم لا حقيقة له إلا إن كان الدجال هو من ينتظرون فهم أحق أن يكونوا من أتباعه.
تاسعا: أقسام من ادعى أنه المهدي بلغ عدد من ادعى المهدية
ويمكن أن نقسم من ادعى أنه المهدي إلى أقسام:
أحدهما: زنديق فاسق له أغراض وأهواء ومنهم:
الملحد عبيد الله بن ميمون القداح وكان جده يهوديا من بيت مجوسي فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي غ () وملك وتغلب استفحل أمره إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام،وسمى دولته بالفاطمية،واشتدت غربة الإسلام ومحنته ومصيبته بهم فقد أباحوا الخمور والزنا وكانوا يدعون الإلهية وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى أهل البيت ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ونصر الإسلام بصلاح الدين الأيوبي فاستنقذ الملة الإسلامية منهم وأبادهم وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمانهم.
قال ابن كثير الشافعي / عن العبيدين حكام الدولة الفاطمية: (.. كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين وشهدوا جميعا أن ملوك الفاطميين...كفّارٌ فسّاقٌ فجّارٌ ملحدونَ زنادقةٌ معطلون َوللإسلام جاحدونَ ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية..) ()،ورؤي الفقيه عبدالله المالكي عبدالله التبان يبكي بحرقة فقيل له في ذلك فقال: (خشية أن يشك الناس في كفر بني عبيد فيدخلوا النار) ()ويقول ياقوت الحموي: ((وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي - أي المهدية - وبينها وبين القيروان مرحلتان القيروان في جنوبيها والثياب السوسية المهدوية إليها تنسب وقد اختطها المهدي واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهودي من أهل سلمية الشام وتزوج القداح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه، فرباه إلى أن حضرته الوفاة، ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلمه الدعوة وكان اسمه سعيداً، فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله وقال قوم قليلون إنه ولد القداح نفسه في قصص طويلة()، انتهى.
أحمد بن عبدالله،المعروف بالملثم،ولد في رمضان سنة 658هـ،قال ابن حجر /: وادعى عام 689هـ دعاوى عريضة من رؤية الله تعالى بالمنام مرارا،وأنه اسري به إلى السموات السبع ثم إلى سدرة المنتهى ثم إلى العرش، وأن الله كلمه وأخبره أنه المهدي،وكان ممن شهد عليه أنه زعم أنه رسول الله) ()
من المعاصرين حسين بن موسى اللحيدي الكويتي؛ترجع أصوله إلى قبيلة عنزة العدنانية،كان بادي أمره ادعى صلاح نفسه ثم تدرج به الأمر إلى أن زعم فساد المجتمع بأسره.. الأمر الذي دعاه إلى اعتزال الناس حتى صلاة الجماعة بالمساجد، ثم وصل به الحال إلى أن زعم أنه هو جد المهدي المنتظر، ثم تطور الأمر بأن جعل نفسه هو المهدي بعينه.. ولم يقف به الأمر إلى ذلك بل زعم عودة الرسول من موته إلى الحياة بالدنيا! ولم تتوقف سخافاته حتى زعم أنه هو الرسول المبين وأنه يحوى إليه!!وقد تبعه من رعاع الناس وهمجهم ومن انتكست فطر عقائدهم القلة القليل مستدلين بأدلة يسخر منها جاهل الصبيان.
القسم الثاني: الجاهل بكلام المبلغ عن رب العالمين صومنهم:
الحارث بن سريج: خرج على أمير خرسان عام 116هـ،وزعم أنه يدعو إلى الكتاب والسنة،وأنه صاحب الريات السود،استولى على بعض البلاد،ثم انهزم أمام الجيش الأموي،وهرب إلي بلاد الترك،ثم أمّنه يزيد بن الوليد،فرجع إلى بلاد المسلمين،ثم وقع قتال بين الحارث وحليفه الكرماني،فانهزم أصحاب الحارث،وقتل مع مئة من أصحابه فصلبه الكرماني
ابن تومرت:محمد بن عبدالله البربري ظهر في بمراكش وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،قال الذهبي /: (وكان خشن العيش فقيرا قانعا باليسير مقتصرا على زي الفقر لا لذة له في مأكل ولا منكح ولا مال ولا في شيء غير رياسة الأمر حتى لقي الله تعالى لكنه دخل والله في الدماء لنيل الرياسة المردية...) ومن كلام ابن تومرت: (من لم يهاجر إليه ويقاتل معه فإنه حلال الدم والحريم) () وقال الذهبي عن سبب انتشار أمره: ووجد جوا خاليا وقوما لا يدرون الكلام) أي ولم يقابل علماء أجلاء يعرون كذبه ويفضحون أمره
الجونبوري:ولد بشرق الهند وادعى المهدية،وتبعه أناس كثيرون مغترين بزهده وتقشفه كشأنهم وراء كل ناعق،وقال:أن من تبعه فهو مؤمن. ()
محمد بن عبدالله الذي ظهر في عام 1400هـ للهجرة النبوية فدخلوا البيت الحرام وعاثوا فيه فساداً وقتلوا عباد الله وانتهكوا البيت الحرام والشهر الحرام.
القسم الثالث: المتأول
فقد يتأول بعضهم الأحاديث التي جاءت في المهدي وينزلها على نفسه،وهذا من الخطأ.
ومن هؤلاء محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي ي النفس الزكية،كان قواما صواما من الصالحين،فظن نفسه المهدي،وبايعه عدد من الناس على ذلك،وقاتل على هذا. قال ابن كثير /: (تلقب بالمهدي،طوعا أن يكون هو المذكور في الأحاديث،فلم يكن به،ولا تم له ما رجاه،ولا ما تمناه،فإنا لله) ()،لقد دخل في روع محمد النفس الزكية"أنه المهدي الموعود،ولم ينتبه أن خروج المهدي له مقدمات كالخسوف بالجيش،ونزول عيسى؛.
تاسعاً: الجمع بين الأحاديث السابقة وبين حديث وَلَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ:
أخرج ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ"لا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ"
ذهب جمع من العلماء على تضعيف هذا الحديث وأنه لا يصح ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والذهبي والبيهقي، وقال القرطبي / (الأخبار الصحاح قد تواترت على أن المهدي من عترة رسول الله غ، فلا يجوز حمله على عيسى، والحديث الذي ورد في أنه (لا مهدي إلا عيسى) غير صحيح وقال الألباني: حديث منكر. فمثل هذا الحديث الضعيف لا يقاوم الأحاديث الصحيحة الثابتة التي تدل على أن المهدي من أبناء فاطمة.
عاشرا:الفائدة من الإيمان بالمهدي
1. أن نعمل بجد واجتهاد حتى نستحق أن نكون من رجال المهدي فلابد للمهدي من رجال قد استجمعوا شرائط الإيمان يقومون معه على أعداء الله تعالى ولا يكون هذا إلا بالصادق مع الله والعلم الصحيح. قال الشيخ العلامة حمود التويجري /: (الإيمان بخروج المهدي في آخر الزمان لا يستلزم الهروب من الواقع وترك الواجب كما قد يتوهم البعض)
2. أن لا نيأس من روح الله ونعلم أن أمر دين الإسلام ظاهر لا محالة.
ونختم بكلمة لسماحة الوالد الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله ـحيث قال: (أمر المهدي معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها؛ وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها فيه بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمر ثابت وخروجه حق وهو محمد بن عبدالله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن عليّ بن أبي طالب بوهذا الإمام رحمة الله عز وجل للأمة في آخر الزمان يخرج فيقيم لهم العدل والحق ويمنع الظلم والجور وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً وهداية وتوفيقاً وإرشاداً للناس. وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وابن القيم وغيرهما فيها الصحيح والحسن وفيها الضعيف المنجبر وفيها أخبار موضوعه ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، والحق أن جمهور أهل العلم - بل هو اتفاق منهم - على ثبوت أمر المهدي وأنه حق، أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه)()

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى