رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
علامات الساعة
التأريخ: 28/10/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد غ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون:
إن أمر الساعة عظيم كيف لا يكون كذلك وهي النهاية، نهاية هذه الدنيا بكل ما كان فيها من خير وشر، من بر وظلم؛ من إيمان وشرك، و كل حيّ يخشى هذه النهاية لما فيها من ويلات وشدة حساب، و لكن موقف الناس من هذه النهاية متفاوت فمنهم من عمل و استعد لها وأكثرهم لم يرفع بذلك رأسا، وهؤلاء هم الخاسرون.
عباد الله:
إن النبي ص رحيم بأمته حريص عليهم لذلك بيّن لنا علامات للساعة لنتدارك أمرنا،وهذا لمن كان له قلب أو ألق السمع و هو شهيد،وسنقف بإذن الله تعالى مع أشراط الساعة خلال عدد من الخطب ـ إن شاء الله ـ و نقسم أشراط الساعة إلى ثلاثة أقسم هي:
الأول: ما وقع و انتهى:
الثاني: ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
الثالث: ما لم يقع بعد:
وفي خطبتنا هذه سنتناول القسم الأول والثاني
ما وقع و انتهى:
بعثته ص أخرج البخاري عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ: "بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ".
انشقاق القمر على عهد النبي ص: فقد طلب منه مشركو مكة علامة على صدقه فشق الله تعالى لهم القمر فأزداد في طغيانهم قال تعالى:"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَ إِنْ يَرَوْا ءَايَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ".
نار بالحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى: أخرج البخاري عن أَبُي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى"أما قصتها فقد قال القرطبي /: (قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة الثالث من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت، وظهرت النار بقريظة بطرف الحرة ترى في صورة البلد العظيم عليها سور محيط عليه شراريف وأبراج ومآذن، وترى رجال يقودونها، لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، ويخرج من مجموع ذلك مثل النهر أحمر وأزرق له دوى كدوى الرعد يأخذ الصخور بين يديه وينتهي إلى محط الركب العراقي، واجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم، فانتهت النار إلى قرب المدينة، ومع ذلك فكان يأتي المدينة نسيم بارد، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر، وقال لي بعض أصحابنا: رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام، وسمعت أنها رؤيت من مكة ومن جبال بصرى). وقال أبو شامة (انبجست الأرض من الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد المدينة وهي برأي العين من المدينة، وسال منها واد يكون مقداره أربع فراسخ وعرضه أربع أميال يجري على وجه الأرض ويخرج منه مهاد وجبال صغار، و ظهر ضوؤها إلى أن رأوها من مكة، قال ولا أقدر أصف عظمها، ولها دوى، ونظم الناس في هذا أشعارا، ودام أمرها أشهرا، ثم خمدت.) و قال النووي ـ يرحمه الله ـ (وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة. قال الحافظ: (والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى).
توقف الجزية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:"مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ".
الحمد لله وحده لا شريك له،والصلاة والسلام على عبده ورسوله ص
عباد الله:
ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
عظم الدولة الإسلامية: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ غ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لا تَخَافُ أَحَدًا إِلا اللَّهَ ـ قُلْتُ: فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ ـ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟!!. قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ". قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ غ الرجل يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ....
خروج الدجالين مدعين النبوة: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ".وما زلنا نتسامع كل يوم بمدعي للنبوة،وقد تبعه خلق من الناس،وكان أشهرهم في الآونة الأخيرة من ادعى أنه رسول،وفتن به خلق كثير ـ والعياذ بالله.
إذا وسد الأمر إلى غير أهله: أخرج البخاري ـ يرحمه الله ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ غ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ غ يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ، قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ"و قد وسد الأمر إلى غير أهله في كثير من الأمور و الله المستعان.
تسلط المنافقين: قال غ:"إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار و يشرفُ الأشرار و يسود كل قوم منافقوهم"ومعنى يسود أن يكونوا هم السادة على غيرهم. ()
تخريب المساجد أو اتخاذها متحاف فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ص:"إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد لا يصلى ركعتين.. و أن يُبرِد الصبيُ الشيخَ"و إبراد الصبي للشيخ أي يرسله في أعماله.
سلام الخاصة و فشو التجارة و كثرة الكتابة: أخرج الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أنه قال:"أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ وَقَطْعَ الأَرْحَامِ وَشَهَادَةَ الزُّورِ وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ وَظُهُورَ الْقَلَمِ"و ها نحن نرى الرجل يمر على الرجل لا يسلم عليه إلا إن كان يعرفه، و إن سلم على كل من رأه استنكر الناس فعله.
موت الفجأة: قال ص:".. و أن يظهر موت الفجأة"و قد ظهر في حوادث المرور الكثيرة فكم من ضاحك مات و لم يكمل ضحكه. ويقدر تقرير إدارة المرور بالمملكة أن الحوادث المرورية خلال ال30 عاما الماضية أدت إلى وفاة 79 ألف شخص!!
كثر الشرط: قال غ ـ:"يكون في آخر الزمان رجال مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يغدون في سخط الله و يرحون في غضبه"صححه الألباني في السلسلة (1893).
الإشارة إلى الإختراعات الحديثة قال رسول الله غ:"… و لتتركن القلاص"والقلاص الإبل و فيه إشارة إلى ركوب يرها من الدواب، و غ:"لا تقوم الساعة حتى ترون أمور عظاما لم تكونوا ترونها و لا تحدثون بها أنفسكم"قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجري /: (و في هذه الأحاديث إشارة إلى ما حدث هذه الأزمنة من المراكب الجوية و البحرية و الربرية حيث تركت الإبل، و أشار غ للمراكب البرية بشكل خاص بقوله:"سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد"و أشار كذلك ص للهاتف و الفاكس وغيرها من وسائل الاتصال [وكذلك الإعلام المسموع والمرئي] بقوله:"يتقارب الزمان.."فأنت هنا تعرف أخبار من في أقصى الأرض بل تخرج من هذه الديار فتصل إلى آخر الدنيا في يوم واحد) إنتهى كلامه /
علامات الساعة
التأريخ: 28/10/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد غ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون:
إن أمر الساعة عظيم كيف لا يكون كذلك وهي النهاية، نهاية هذه الدنيا بكل ما كان فيها من خير وشر، من بر وظلم؛ من إيمان وشرك، و كل حيّ يخشى هذه النهاية لما فيها من ويلات وشدة حساب، و لكن موقف الناس من هذه النهاية متفاوت فمنهم من عمل و استعد لها وأكثرهم لم يرفع بذلك رأسا، وهؤلاء هم الخاسرون.
عباد الله:
إن النبي ص رحيم بأمته حريص عليهم لذلك بيّن لنا علامات للساعة لنتدارك أمرنا،وهذا لمن كان له قلب أو ألق السمع و هو شهيد،وسنقف بإذن الله تعالى مع أشراط الساعة خلال عدد من الخطب ـ إن شاء الله ـ و نقسم أشراط الساعة إلى ثلاثة أقسم هي:
الأول: ما وقع و انتهى:
الثاني: ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
الثالث: ما لم يقع بعد:
وفي خطبتنا هذه سنتناول القسم الأول والثاني
ما وقع و انتهى:
بعثته ص أخرج البخاري عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ: "بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ".
انشقاق القمر على عهد النبي ص: فقد طلب منه مشركو مكة علامة على صدقه فشق الله تعالى لهم القمر فأزداد في طغيانهم قال تعالى:"اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَ إِنْ يَرَوْا ءَايَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ".
نار بالحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى: أخرج البخاري عن أَبُي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى"أما قصتها فقد قال القرطبي /: (قد خرجت نار بالحجاز بالمدينة، وكان بدؤها زلزلة عظيمة في ليلة الأربعاء بعد العتمة الثالث من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة واستمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت، وظهرت النار بقريظة بطرف الحرة ترى في صورة البلد العظيم عليها سور محيط عليه شراريف وأبراج ومآذن، وترى رجال يقودونها، لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، ويخرج من مجموع ذلك مثل النهر أحمر وأزرق له دوى كدوى الرعد يأخذ الصخور بين يديه وينتهي إلى محط الركب العراقي، واجتمع من ذلك ردم صار كالجبل العظيم، فانتهت النار إلى قرب المدينة، ومع ذلك فكان يأتي المدينة نسيم بارد، وشوهد لهذه النار غليان كغليان البحر، وقال لي بعض أصحابنا: رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام، وسمعت أنها رؤيت من مكة ومن جبال بصرى). وقال أبو شامة (انبجست الأرض من الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد المدينة وهي برأي العين من المدينة، وسال منها واد يكون مقداره أربع فراسخ وعرضه أربع أميال يجري على وجه الأرض ويخرج منه مهاد وجبال صغار، و ظهر ضوؤها إلى أن رأوها من مكة، قال ولا أقدر أصف عظمها، ولها دوى، ونظم الناس في هذا أشعارا، ودام أمرها أشهرا، ثم خمدت.) و قال النووي ـ يرحمه الله ـ (وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة. قال الحافظ: (والذي ظهر لي أن النار المذكورة في حديث الباب هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره، وأما النار التي تحشر الناس فنار أخرى).
توقف الجزية فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:"مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ".
الحمد لله وحده لا شريك له،والصلاة والسلام على عبده ورسوله ص
عباد الله:
ما وقع و قد يقع مرة أخرى:
عظم الدولة الإسلامية: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ غ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لا تَخَافُ أَحَدًا إِلا اللَّهَ ـ قُلْتُ: فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلَادَ ـ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟!!. قَالَ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ". قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ إِلَّا اللَّهَ وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ غ الرجل يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ....
خروج الدجالين مدعين النبوة: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ".وما زلنا نتسامع كل يوم بمدعي للنبوة،وقد تبعه خلق من الناس،وكان أشهرهم في الآونة الأخيرة من ادعى أنه رسول،وفتن به خلق كثير ـ والعياذ بالله.
إذا وسد الأمر إلى غير أهله: أخرج البخاري ـ يرحمه الله ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ غ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ غ يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ، قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ"و قد وسد الأمر إلى غير أهله في كثير من الأمور و الله المستعان.
تسلط المنافقين: قال غ:"إن من أشراط الساعة أن يوضع الأخيار و يشرفُ الأشرار و يسود كل قوم منافقوهم"ومعنى يسود أن يكونوا هم السادة على غيرهم. ()
تخريب المساجد أو اتخاذها متحاف فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ص:"إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد لا يصلى ركعتين.. و أن يُبرِد الصبيُ الشيخَ"و إبراد الصبي للشيخ أي يرسله في أعماله.
سلام الخاصة و فشو التجارة و كثرة الكتابة: أخرج الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أنه قال:"أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ وَقَطْعَ الأَرْحَامِ وَشَهَادَةَ الزُّورِ وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ وَظُهُورَ الْقَلَمِ"و ها نحن نرى الرجل يمر على الرجل لا يسلم عليه إلا إن كان يعرفه، و إن سلم على كل من رأه استنكر الناس فعله.
موت الفجأة: قال ص:".. و أن يظهر موت الفجأة"و قد ظهر في حوادث المرور الكثيرة فكم من ضاحك مات و لم يكمل ضحكه. ويقدر تقرير إدارة المرور بالمملكة أن الحوادث المرورية خلال ال30 عاما الماضية أدت إلى وفاة 79 ألف شخص!!
كثر الشرط: قال غ ـ:"يكون في آخر الزمان رجال مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يغدون في سخط الله و يرحون في غضبه"صححه الألباني في السلسلة (1893).
الإشارة إلى الإختراعات الحديثة قال رسول الله غ:"… و لتتركن القلاص"والقلاص الإبل و فيه إشارة إلى ركوب يرها من الدواب، و غ:"لا تقوم الساعة حتى ترون أمور عظاما لم تكونوا ترونها و لا تحدثون بها أنفسكم"قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجري /: (و في هذه الأحاديث إشارة إلى ما حدث هذه الأزمنة من المراكب الجوية و البحرية و الربرية حيث تركت الإبل، و أشار غ للمراكب البرية بشكل خاص بقوله:"سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد"و أشار كذلك ص للهاتف و الفاكس وغيرها من وسائل الاتصال [وكذلك الإعلام المسموع والمرئي] بقوله:"يتقارب الزمان.."فأنت هنا تعرف أخبار من في أقصى الأرض بل تخرج من هذه الديار فتصل إلى آخر الدنيا في يوم واحد) إنتهى كلامه /
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى