نور القلوب
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أنفه - الولاية بين المسلمين - أحداث باكستان مثال
التأريخ:11/9/1426هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
ما ظنكم برجل دعا عليه جبريل؛وأمن على الدعاء سيد الخلق محمد بن عبدالله ص؟
أي شقي هو؟ وأي تعيس هو؟
أرعني سمعك أخي لتعرف خبر هذا المسكين فتحذر أن تفعل فعله فتكون مثله.
عن أبي هريرة: أن النبي ع رقى المنبر فقال آمين آمين آمين قيل له يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال قال لي جبريل رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة قلت آمين ثم قال رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له فقلت آمين ثم قال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين قال الألباني: إسناده حسن فضل الصلاة.
يا عبد الله:
بعد أن سمعت هذا الخبر،ووقفت على حال هذا الرجل وعلمت فعله القبيح استعذ بالله أن تكون مثله،ودعنا نقف على بعض جوانب هذا الخبر العظيم.
أولا: في هذا الحديث: ترهيب من عقوق الوالدين وبيان خسران من أدرك أحدهما فلم يدخل به الجنة، وعقوق الوالدين خسة وحقارة فإن الحرَ ليجد نفسه مأسوراً لمن أسدى له الفضل ولو لمرة واحدة فكيف بمن سهر الليلي والأيام وكيف بمن أرهق نفسه من أجلك أفبعد هذا يكن جزاؤه الهجر والسب والشتم وقد صدق القائل:
إذ أنت أكرمت الكريم ملكته وإذ أنت أكرمت اللئيم تمردا
و قد يسأل سائل كيف أبر والدي وقد ماتا أو أني لا أستطيع رأيتهم بعدهم عني؟
فالجواب:أن البر لا حد له فالدعاء لهم بر والاستغفار لهم بر وكذلك الصدقة ولو قلّت بر.وقد قال ع: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من إحدى ثلاث ــ وذكر منها ص ولد صالح يدعوا له"فكن يا عبد الله ذلك الولد الصالح.
ثم قال ص: "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ ولم يغفر له"نعم خاب وخسر ودخل أنفه في التراب أيُّ رجل أو امرأة دخل عليهما الشهر وخرج ولم يغفر له ذنوبه، ومن لم يُغفَرُ له في رمضان فمتى يغفر له؟
قال ص: {إذا جاء رمضان فتحت أبواب السماء ــ وفي رواية فتحّت أبواب الجنة الثمانية ــ وغلّقت أبواب جهنّم وسلسلت الشياطين} في هذا الشهر تمنع الشياطين أن توسس لبني آدم فمن لم يزد إيمانه في رمضان فمتى يزيد؟. ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)) [البقرة:197]
ومن لم يتغير في رمضان متى يتغير؟. ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..)) [الرعد:11]
ثم قال (رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك) آلا وهو أن كل من ترك الصلاة والسلام على النبي ص فهو إلى خسران وخيبة، وكيف لا نصلي عليه وهو الذي أقذنا الله تعالى به من النار وهو الذي لم يترك خيراً إلا دلنا عليه ولا شراً إلا حذرنا منه. كيف لا نصلى عليه وهو الرحيم الشفوق بأمته وهو النبي الوحيد الذي لم يدعو على قومه بل جعل دعوته لهم. صبر عيلهم وعلّمهم. وحق النبي ص لا تكفيه خطبه ولا محاضره بل لو تكلم المتكلمون عنه إلى يوم الدين لما أوفاه أحَدُهمْ حقه.
أما صفة الصلاة عليه فهي ما ثبت في الحديث الصحيح عن كعب بن عجرة ا أنه قال: خرج علينا رسول الله صفقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلى عليك؟ فقال: قولوا "اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"()، وأقلها أن يقول ص أو غ.و لا بد من الصلاة على النبي غ كلما ذكر ولو عدة مرات في المجلس الواحد.قاله سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز ابن باز:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ...)) [التوبة:71] والصلاة والسلام علا عبده ورسوله القائل (لا تقوم الساعة - وذكر أمورا ثم قال ـ، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل...) () أما بعد:
عباد الله:
إن عقيدة الولاء للمؤمنين من أجل عقائد المسلمين (إن طبيعة المؤمن يا عباد الله هي طبيعة الأمة المؤمنة. طبيعة الوحدة وطبيعة التكافل، وطبيعة التضامن، ولكنه التضامن في تحقيق الخير ودفع الشر) لذا شبهمم النبي ع بقوله (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا). ثم شبك بين أصابعه
وقد صدق الشاعر في قوله:
في الشام أهلي و(بغداد الهوى) وأنا بالرقمتين وبالفسطاط جراني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي وفي الجزائر إخواني وتطواني
و الوحي مدرستي الكبرى وغار حرا بدايتي وبه قد شع قرآني
وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
عباد الله:
لقد أذهل كل موحد ما أصاب إخواننا في أرض باكستان من البلاء العظيم بالزلزال،ولنا مع هذا الحدث مواقف سريعة:
أن المحن تصيب المؤمنين فتكون كفارة لذنوبهم ورفعة لدرجاتهم،قال ع (ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه البخاري.
أن هذه الزلازل هي عقوبة من الله تعالى لمن خالف أمره وأمن مكره قال تعالى: ((أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ *أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) [الأعراف:97،99]
أن ذه الزلازل من آيات الله التي يخوف بها عباده ((... ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ)) [الزمر:16]
أن هذا الزلزال أذهل عقول من عايشه حتى قال بعضهم: لقد ظننت أن القيامة قد قامت، ومن رأى الأطفال وهم يهيمون على وجوههم،والأمهات تفر من الموت بحثا عن ملجأ،والآباء يلوذون ببيت أو مخبأ تذكر قول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)) [الحج:1،2] فقد كانوا أشبه السكارى.
أن هذا البلاء الذي أصاب اخواننا قد يصيبنا في أي وقت فالواجب علينا التوبة من الذنوب والمعاصي واشاعة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر فهو الآمان الوحيد من العذاب العام قال تعالى: ((وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)) [القصص:57]
((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)) [العنكبوت:67]
يجب على كل الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية والوقف مع الشعب الباكستاني المسلم في محنته، وقد سر كل مسلم ببوادر جمع التبرعات للباكستان،وعسى أن نرى ربنا من أنفسنا ما يرضى به عنّا.
رغم أنفه - الولاية بين المسلمين - أحداث باكستان مثال
التأريخ:11/9/1426هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
ما ظنكم برجل دعا عليه جبريل؛وأمن على الدعاء سيد الخلق محمد بن عبدالله ص؟
أي شقي هو؟ وأي تعيس هو؟
أرعني سمعك أخي لتعرف خبر هذا المسكين فتحذر أن تفعل فعله فتكون مثله.
عن أبي هريرة: أن النبي ع رقى المنبر فقال آمين آمين آمين قيل له يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال قال لي جبريل رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة قلت آمين ثم قال رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له فقلت آمين ثم قال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين قال الألباني: إسناده حسن فضل الصلاة.
يا عبد الله:
بعد أن سمعت هذا الخبر،ووقفت على حال هذا الرجل وعلمت فعله القبيح استعذ بالله أن تكون مثله،ودعنا نقف على بعض جوانب هذا الخبر العظيم.
أولا: في هذا الحديث: ترهيب من عقوق الوالدين وبيان خسران من أدرك أحدهما فلم يدخل به الجنة، وعقوق الوالدين خسة وحقارة فإن الحرَ ليجد نفسه مأسوراً لمن أسدى له الفضل ولو لمرة واحدة فكيف بمن سهر الليلي والأيام وكيف بمن أرهق نفسه من أجلك أفبعد هذا يكن جزاؤه الهجر والسب والشتم وقد صدق القائل:
إذ أنت أكرمت الكريم ملكته وإذ أنت أكرمت اللئيم تمردا
و قد يسأل سائل كيف أبر والدي وقد ماتا أو أني لا أستطيع رأيتهم بعدهم عني؟
فالجواب:أن البر لا حد له فالدعاء لهم بر والاستغفار لهم بر وكذلك الصدقة ولو قلّت بر.وقد قال ع: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من إحدى ثلاث ــ وذكر منها ص ولد صالح يدعوا له"فكن يا عبد الله ذلك الولد الصالح.
ثم قال ص: "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ ولم يغفر له"نعم خاب وخسر ودخل أنفه في التراب أيُّ رجل أو امرأة دخل عليهما الشهر وخرج ولم يغفر له ذنوبه، ومن لم يُغفَرُ له في رمضان فمتى يغفر له؟
قال ص: {إذا جاء رمضان فتحت أبواب السماء ــ وفي رواية فتحّت أبواب الجنة الثمانية ــ وغلّقت أبواب جهنّم وسلسلت الشياطين} في هذا الشهر تمنع الشياطين أن توسس لبني آدم فمن لم يزد إيمانه في رمضان فمتى يزيد؟. ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)) [البقرة:197]
ومن لم يتغير في رمضان متى يتغير؟. ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..)) [الرعد:11]
ثم قال (رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك) آلا وهو أن كل من ترك الصلاة والسلام على النبي ص فهو إلى خسران وخيبة، وكيف لا نصلي عليه وهو الذي أقذنا الله تعالى به من النار وهو الذي لم يترك خيراً إلا دلنا عليه ولا شراً إلا حذرنا منه. كيف لا نصلى عليه وهو الرحيم الشفوق بأمته وهو النبي الوحيد الذي لم يدعو على قومه بل جعل دعوته لهم. صبر عيلهم وعلّمهم. وحق النبي ص لا تكفيه خطبه ولا محاضره بل لو تكلم المتكلمون عنه إلى يوم الدين لما أوفاه أحَدُهمْ حقه.
أما صفة الصلاة عليه فهي ما ثبت في الحديث الصحيح عن كعب بن عجرة ا أنه قال: خرج علينا رسول الله صفقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلى عليك؟ فقال: قولوا "اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"()، وأقلها أن يقول ص أو غ.و لا بد من الصلاة على النبي غ كلما ذكر ولو عدة مرات في المجلس الواحد.قاله سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز ابن باز:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ...)) [التوبة:71] والصلاة والسلام علا عبده ورسوله القائل (لا تقوم الساعة - وذكر أمورا ثم قال ـ، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل...) () أما بعد:
عباد الله:
إن عقيدة الولاء للمؤمنين من أجل عقائد المسلمين (إن طبيعة المؤمن يا عباد الله هي طبيعة الأمة المؤمنة. طبيعة الوحدة وطبيعة التكافل، وطبيعة التضامن، ولكنه التضامن في تحقيق الخير ودفع الشر) لذا شبهمم النبي ع بقوله (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا). ثم شبك بين أصابعه
وقد صدق الشاعر في قوله:
في الشام أهلي و(بغداد الهوى) وأنا بالرقمتين وبالفسطاط جراني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي وفي الجزائر إخواني وتطواني
و الوحي مدرستي الكبرى وغار حرا بدايتي وبه قد شع قرآني
وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
عباد الله:
لقد أذهل كل موحد ما أصاب إخواننا في أرض باكستان من البلاء العظيم بالزلزال،ولنا مع هذا الحدث مواقف سريعة:
أن المحن تصيب المؤمنين فتكون كفارة لذنوبهم ورفعة لدرجاتهم،قال ع (ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه البخاري.
أن هذه الزلازل هي عقوبة من الله تعالى لمن خالف أمره وأمن مكره قال تعالى: ((أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ *أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) [الأعراف:97،99]
أن ذه الزلازل من آيات الله التي يخوف بها عباده ((... ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ)) [الزمر:16]
أن هذا الزلزال أذهل عقول من عايشه حتى قال بعضهم: لقد ظننت أن القيامة قد قامت، ومن رأى الأطفال وهم يهيمون على وجوههم،والأمهات تفر من الموت بحثا عن ملجأ،والآباء يلوذون ببيت أو مخبأ تذكر قول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)) [الحج:1،2] فقد كانوا أشبه السكارى.
أن هذا البلاء الذي أصاب اخواننا قد يصيبنا في أي وقت فالواجب علينا التوبة من الذنوب والمعاصي واشاعة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر فهو الآمان الوحيد من العذاب العام قال تعالى: ((وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)) [القصص:57]
((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)) [العنكبوت:67]
يجب على كل الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية والوقف مع الشعب الباكستاني المسلم في محنته، وقد سر كل مسلم ببوادر جمع التبرعات للباكستان،وعسى أن نرى ربنا من أنفسنا ما يرضى به عنّا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى