رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع السيرة النبوية (1)
التأريخ: 28/1/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ص وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ
عباد الله
مر على الناس زمان هو شر الأزمنة وأسوء الأوقات يصفه رسول الله ف بقوله كما عند مسلم: (.. وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم وأمرتهمْ أن يشركوا بي ما لم أُنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب..) فما أرد الله ـ أن يرحم الخلق وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور، قدر أمورا أولها محاولة أبرهه الحبشي لهدم الكعبة المشرفة، وأراد الله أن ينبه الناس على عظم الكعبة عنده فالتفت الناس أكثر لبيت الله الحرام، ثم قدر أ أن ينكح عبدالله بن عبدالمطلب آمنة بنت وهب، فكان من أبوين عفيفين، ثم يموت أبوه، ويترك أمه وفي بطنها خير مخلوق، فما خلق الله شيئا أشرف منه.
وترى آمنة الرؤيا من بعد الرؤيا في هذا الحمل، فترى نوار يخرج من بطنها وترى من يأمرها أن تسميه محمدا، وهو اسم ما تعرفه العرب من قبله.
ونبدأ من هناك.
وفي يوم الاثنين استهل ذلك الصبي صارخا، فضحكت الدنيا بأسرها وحق لها ذلك
وُلِـد الُهدى، فالكائنات ضياء
وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله
للدين والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ
واللوح والقلم البديع رُواء
يا خيرَ من جاء الوجودَ تحيةٌ
من مرسلينَ إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه
ومســاؤه بمحمــد وضاء
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت
وعلـت على تيجانهم أصـداء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى
وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا
لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ
هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة
لله، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة
تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما
جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو
أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم يدخل عليه المسـتجيرُ عِـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته
فجميـع عهدك ذمـة ووفاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً
فـي العلم أن دانت بك العلماء
وأي نعمة هي وأي فضل هو ميلاد هذا النبي العظيم ص، ولد في عام الفيل وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم.
وكانت حاضنته أم أيمن ب وهي أمة أبيه، وأول من أرضعه ثويبة أمة عمه أبي لهب.
ثم اسمع عجائب خبر حليمة السعدية، وأي خبر خبرها، وأي قصة قصتها فقد قالت: (قدمتُ مكة في عشرة نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس بها الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان لي كانت أدمت أتاننا ـ أي في ركبتها جروح ـ ومعي شارف لنا والله ما تبض بقطرة ـ وهي الناقة المسنة وليس فيها لبن ـ وصبي لنا وما ننام ليلتنا مع صبينا ذاك ما نجد في ثدييّ ما يغنيه،ولا في شارفنا ما يغذيه،ولكنا كنا نرجوا الغيث والفرج،فخرجتُ على أتاني تلك.. فقدمنا مكة فوالله ما علمتُ منا امرأةً إلا وقد عُرِضَ عليها محمد فتأباه إذا قيل: إنه يتيم تركناه قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه إنما نرجو المعروف من أبي الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعا غيري،فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق قلت لزوجي: والله وإني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فآخذنه، فقال:لا عليك أن تفعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة، فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره، فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روى وشرب أخوه ـ أي ولدها ـ حتى روى وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل ـ أي كثيرة اللبن ـ فحلب ما شرب وشربتُ حتى روينا، فبتنا بخير ليلة،فقال صاحبي حين أصبحنا يا: حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة ألم ترى ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه، فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيرا ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار،حتى أن صواحبي ليقلن:ويلك يا بنت أبي ذؤيب هذه أتانك التي خرجت عليها معنا؟!! فأقول:نعم والله إنها لهي. فقلن: والله إن لها لشأنا حتى قدمنا أرض بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا وما حوالينا أو حولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن،وإن أغنامهم لتروح جياعا،حتى إنهم ليقولون لرعاتهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب فاسرحوا معهم، فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن وتروح أغنامي شباعا لبنا نحلب ما شئنا فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها حتى بلغ سنتين.
فكان يشب شبابا لا تشبه الغلمان فوالله ما بلغ السنتين حتى كان غلاما جفراـ أي امتلأ لحما ـ فقدمنا به على أمه ونحن أضن شيء به مما رأينا فيه من البركة، فلما رأته أمه قلت لها: دعينا نرجع بابننا هذه السنة الأخرى فإنا نخشى عليه وباء مكة،فوالله ما زلنا بها، حتى قالت:نعم،فسرحته معنا.
فأقمنا به شهرين أو ثلاثة،فبينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة في بهم لنا جاء أخوه ذلك يشتد فقال ذاك أخي القرشي جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاه فشقا بطنه،فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما منتقعا لونه فلما رآنا أجهش إلينا وبكى، فاعتنقه أبوه وقال: يا بني ما شأنك؟ قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض أضجعاني وشقا بطني ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه ثم رداه كما كان، فرجعنا به معنا،فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب فانطلقي بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف، قالت:حليمة فاحتملناه فلم ترع أمه إلا به فقدمنا به عليها،فقالت:ما ردكما به يا ظئر فقد كنتما عليه حريصين، فقالا: لا والله إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا وقلنا نحشى الإتلاف والإحداث نرده إلى أهله،فقالت: ما ذاك بكما فأصدقاني شأنكما، فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره، فقالت: أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل،والله إنه لكائن لابني هذا شأن، ألا أخبركما خبره؟ قلنا:بلى قالت:حملت به فما حملت حملا قط أخف منه فأريت في النوم حين حملت به كأنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام ثم وقع حين ولدته وقوعا ما يقعه المولود معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء فدعاه عنكما وانطلقنا) قال ابن كثير:: وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة. وقال الذهبي: هذا حديث جيد الإسناد وله شواهد تقويها ولذلك فالحديث حسن لشواهده
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
وقفات مع السيرة النبوية (1)
التأريخ: 28/1/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ص وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ
عباد الله
مر على الناس زمان هو شر الأزمنة وأسوء الأوقات يصفه رسول الله ف بقوله كما عند مسلم: (.. وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم وأمرتهمْ أن يشركوا بي ما لم أُنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب..) فما أرد الله ـ أن يرحم الخلق وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور، قدر أمورا أولها محاولة أبرهه الحبشي لهدم الكعبة المشرفة، وأراد الله أن ينبه الناس على عظم الكعبة عنده فالتفت الناس أكثر لبيت الله الحرام، ثم قدر أ أن ينكح عبدالله بن عبدالمطلب آمنة بنت وهب، فكان من أبوين عفيفين، ثم يموت أبوه، ويترك أمه وفي بطنها خير مخلوق، فما خلق الله شيئا أشرف منه.
وترى آمنة الرؤيا من بعد الرؤيا في هذا الحمل، فترى نوار يخرج من بطنها وترى من يأمرها أن تسميه محمدا، وهو اسم ما تعرفه العرب من قبله.
ونبدأ من هناك.
وفي يوم الاثنين استهل ذلك الصبي صارخا، فضحكت الدنيا بأسرها وحق لها ذلك
وُلِـد الُهدى، فالكائنات ضياء
وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله
للدين والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ
واللوح والقلم البديع رُواء
يا خيرَ من جاء الوجودَ تحيةٌ
من مرسلينَ إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه
ومســاؤه بمحمــد وضاء
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت
وعلـت على تيجانهم أصـداء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى
وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا
لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ
هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة
لله، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة
تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما
جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو
أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم يدخل عليه المسـتجيرُ عِـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته
فجميـع عهدك ذمـة ووفاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً
فـي العلم أن دانت بك العلماء
وأي نعمة هي وأي فضل هو ميلاد هذا النبي العظيم ص، ولد في عام الفيل وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم.
وكانت حاضنته أم أيمن ب وهي أمة أبيه، وأول من أرضعه ثويبة أمة عمه أبي لهب.
ثم اسمع عجائب خبر حليمة السعدية، وأي خبر خبرها، وأي قصة قصتها فقد قالت: (قدمتُ مكة في عشرة نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس بها الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان لي كانت أدمت أتاننا ـ أي في ركبتها جروح ـ ومعي شارف لنا والله ما تبض بقطرة ـ وهي الناقة المسنة وليس فيها لبن ـ وصبي لنا وما ننام ليلتنا مع صبينا ذاك ما نجد في ثدييّ ما يغنيه،ولا في شارفنا ما يغذيه،ولكنا كنا نرجوا الغيث والفرج،فخرجتُ على أتاني تلك.. فقدمنا مكة فوالله ما علمتُ منا امرأةً إلا وقد عُرِضَ عليها محمد فتأباه إذا قيل: إنه يتيم تركناه قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه إنما نرجو المعروف من أبي الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعا غيري،فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق قلت لزوجي: والله وإني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فآخذنه، فقال:لا عليك أن تفعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة، فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره، فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روى وشرب أخوه ـ أي ولدها ـ حتى روى وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل ـ أي كثيرة اللبن ـ فحلب ما شرب وشربتُ حتى روينا، فبتنا بخير ليلة،فقال صاحبي حين أصبحنا يا: حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة ألم ترى ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه، فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيرا ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا فوالله لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار،حتى أن صواحبي ليقلن:ويلك يا بنت أبي ذؤيب هذه أتانك التي خرجت عليها معنا؟!! فأقول:نعم والله إنها لهي. فقلن: والله إن لها لشأنا حتى قدمنا أرض بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا وما حوالينا أو حولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن،وإن أغنامهم لتروح جياعا،حتى إنهم ليقولون لرعاتهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب فاسرحوا معهم، فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن وتروح أغنامي شباعا لبنا نحلب ما شئنا فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها حتى بلغ سنتين.
فكان يشب شبابا لا تشبه الغلمان فوالله ما بلغ السنتين حتى كان غلاما جفراـ أي امتلأ لحما ـ فقدمنا به على أمه ونحن أضن شيء به مما رأينا فيه من البركة، فلما رأته أمه قلت لها: دعينا نرجع بابننا هذه السنة الأخرى فإنا نخشى عليه وباء مكة،فوالله ما زلنا بها، حتى قالت:نعم،فسرحته معنا.
فأقمنا به شهرين أو ثلاثة،فبينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة في بهم لنا جاء أخوه ذلك يشتد فقال ذاك أخي القرشي جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاه فشقا بطنه،فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما منتقعا لونه فلما رآنا أجهش إلينا وبكى، فاعتنقه أبوه وقال: يا بني ما شأنك؟ قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض أضجعاني وشقا بطني ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه ثم رداه كما كان، فرجعنا به معنا،فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب فانطلقي بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف، قالت:حليمة فاحتملناه فلم ترع أمه إلا به فقدمنا به عليها،فقالت:ما ردكما به يا ظئر فقد كنتما عليه حريصين، فقالا: لا والله إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا وقلنا نحشى الإتلاف والإحداث نرده إلى أهله،فقالت: ما ذاك بكما فأصدقاني شأنكما، فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره، فقالت: أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل،والله إنه لكائن لابني هذا شأن، ألا أخبركما خبره؟ قلنا:بلى قالت:حملت به فما حملت حملا قط أخف منه فأريت في النوم حين حملت به كأنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام ثم وقع حين ولدته وقوعا ما يقعه المولود معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء فدعاه عنكما وانطلقنا) قال ابن كثير:: وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة. وقال الذهبي: هذا حديث جيد الإسناد وله شواهد تقويها ولذلك فالحديث حسن لشواهده
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى