لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أبو بكر الصديق (2) المواقف Empty أبو بكر الصديق (2) المواقف {الخميس 18 أغسطس - 11:15}

بسم الله الرحمن الرحيم
أبو بكر الصديق (2) المواقف
التأريخ: 27/3/1429هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
تكلما في الخطبة الماضية عن بعض أخبار أبي بكر الصديق ا، وفي هذه الخطبة سنتناول بعض مواقفه الشريفة العظيمة، ومنها تصديق النبي ص يوم الإسراء والمعراج وهاك خبره
قال الحافظ ابن كثير:: ثم عاد إلى مكة فأصبح بها وهو في غاية الثبات والسكينة والوقار وقد عاين في تلك الليلة من الآيات والامور التي لو رآها أو بعضها غيره لا صبح مندهشا أو طائش العقل ولكنه أصبح ساكنا يخشى إن بدأ فأخبر قومه بما رأى أن يبادروا إلى تكذيبه فتلطف بإخبارهم أولا بأنه جاء بيت المقدس في تلك الليلة وذلك أن أبا جهل لعنه الله رأى رسول الله في المسجد الحرام وهو جالس واجم فقال له هل من خبر فقال نعم فقال ما هو فقال اني اسري بي الليلة إلى بيت المقدس قال إلى بيت المقدس قال نعم قال أرأيت إن دعوت قومك لك لتخبرهم أتخبرهم بما أخبرتني به قال نعم فأراد أبو جهل جمع قريش ليسمعوا منه ذلك وأراد رسول الله جمعهم ليخبرهم ذلك ويبلغهم، فقال: أبو جهل هيا معشر قريش وقد اجتمعوا من أنديتهم فقال أخبر قومك بما أخبرتني به فقص عليهم رسول الله خبر ما رأى وأنه جاء بيت المقدس هذه الليلة وصلى فيه فمن بين مصفق وبين مصفر تكذيبا له واستبعادا لخبره وطار الخبر بمكة، وجاء الناس إلى أبي بكر ا فأخبروه أن محمدا يقول كذا وكذا فقال إنكم تكذبون عليه فقالوا والله إنه ليقوله فقال إن كان قاله فلقد صدق، ثم جاء إلى رسول الله وحوله مشركي قريش فسأله عن ذلك فاخبره) فصدقه أبو بكر فسمي بالصديق، ولهذا الموقف ولغيره صار هو الصديق الأكبر، بل إن النبي ص وثق بإيمانه ففي الخبر عن أبي هريرة أنه قال:
صلى بنا رسول الله ص صلاة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: بينا رجل يسوق بقرة فركبها فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث فقال الناس سبحان الله بقرة تتكلم فقال النبي ص فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وبينا رجل في غنمه إذ عدا عليه الذئب فأخذ شاة منها فطلبه فأدركه واستنقذه منه فقال هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي غيري فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم فقال النبي ص فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم آمنت به وأبو بكر وعمر).
عباد الله:
وفي خبر الهجرة الشريفة ظهرت شجاعة أبي بكر عليه رضوان الله ومغفرته
فقد أقام رسول الله ص بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يؤذن له في الهجرة ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن إلا علي بن أبي طالب، وأبو بكر ب، وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله ص في الهجرة فيقول له رسول الله ص لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا فيطمع أبو بكر أن يكونه.فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك.
وتحدث عائشة أم المؤمنين أنها قالت كان لا يخطئ رسول الله ص أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار إما بكرة وإما عشية حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله ص في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه أتانا رسول الله ص بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها. قالت فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله ص هذه الساعة إلا لأمر حدث. قالت فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله ص وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله ص أخرج عني من عندك؛ فقال يا رسول الله إنما هما ابنتاي وما ذاك؟ فداك أبي وأمي فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة. قالت:فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله قال الصحبة. قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ثم قال يا نبي الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا. فاستأجرا عبد الله بن أرقط - وكان مشركا - يدلهما على الطريق فدفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.
وعمدا إلى غار ثور وهو عكس طريق المدينة والحرب خدعة، وكان الناس يعمدون إلى سرف، وأثناء رحلتهم إلى الغار يظهر حرص أبي بكر"على حبيبه وصاحبه فتجده حزين على صاحب الدعوة أن يصل إلى الكفار فيسبقه إذا شعر بمن يرصدهم تقدم عليه ليكون نحره دون نحر رسول الله ص وإلى شعر بالطلب من خلفه تأخر حتى يكون خلف رسول الله ليكون ظهره دون ظهر رسول الله صفتعجب رسول الله من هذا الصنيع فسأله: يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي؟ فقال يا رسول الله: أذكر الطلب فأكون خلفك وأذكر الرصد فأكون بين يديك.
ودخل أبو بكر للغار قبل رسول الله غ يتفقده فقد خشي أن يكون فيه شيء من هوام الأرض كالعقارب أو الثعابين، ونفسه فداء رسول الله، وأثناء البحث جرح أصبعه فقال يرتجز:
إن أنت إلا أصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ
فلما أطمئن إلى خلو المكان طلب من رسول الله ص أن يدخل.
وقال أبو بكر - ا - لرسول الله ص وهما في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدمه لرآنا، فقال له رسول الله ص "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" وعندما رأى أبو بكر ا القافة اشتد حزنه وخوفه على رسول الله ص وقال: إن قتلت فإنما، أنا رجل واحد وإن قتلت أنت هلكت الأمة فعندها قال له رسول ص "لا تحزن إن الله معنا".
وتأمل يا عبدالله كيف قال: لا تحزن، ولم يقل لا تخف؟ لأن حزنه على رسول الله ص شغله عن خوفه على نفسه ولأنه أيضا رأى ما نزل برسول الله ص من النصب وكونه في ضيقة الغار مع فرقة الأهل ووحشة الغربة وكان أرق الناس على رسول الله ص وأشفقهم عليه فحزن.
ويروى أنه سب الشقوق التي في الغار وبسط فخذه لينام عليه رسول الله ص وبقي شق واحد فوضع رجله فيه خشية أن يخرج منه داب من الدواب يؤذي النبي ص فنام رسول الله ص عله فخذه، وكان في الشق ثعبان فلدغ ابو بكر، فلم يتحرك لمكان رسول الله ص منه، وبقي يتألم وهو صابر حتى نزلت قطرات من عرقه على جبين رسول الله فستفاق فلما رأى ما أصابه أخذ رجله وبصق عليها فبرأ مما فيه.
واستمر أبو بكر طوال فترة الهجرة وهو حزين على حبيبه وصاحبه وخله وسيده وإمامه وقدوته يترقب الطلب ويحاذر الرصد، ويعتصر قلبه ألما وخوفا أن يصيب مولاه إمام المرسلين سوء وهو واحد ضعيف قد لا يستطيع نصرته.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين إمام المتقين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وآله الطيبين الطاهرين، أما بعد:
فإن النبي ص عرف لأبي بكر فضله العظيم فعن عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ خَطَبَ النَّبِىُّ - ^ - فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ » . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - فَقُلْتُ فِى نَفْسِى مَا يُبْكِى هَذَا الشَّيْخَ إِنْ يَكُنِ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ^ هُوَ الْعَبْدَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا. قَالَ « يَا أَبَا بَكْرٍ لاَ تَبْكِ، إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَىَّ فِى صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِى لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِى الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلاَّ سُدَّ إِلاَّ بَابُ أَبِى بَكْرٍ». أخرجه البخاري.
وفي بعض الأخبار أن النبي ص قال: مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال (فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى ^ قال (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فشبهه باثنين من أولي العزم من الرسل.
وكان الصديق الأكبر حول النبي ص في كل غزواته ولم يتخلف عنه اللبته، فكيف يطيق صبرا عمن سكين في سويداء قلبه، وهو أغلى عنده من مهجة فؤاده، وكان بجانبه في الغزوات حيث يكثر الهجوم على القائد الأعظم، ولم يفر يوم حنين.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى