رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرى الإسراء والمعراج - غلاء الأسعار - التسعير
التأريخ: 27/7/1428هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
اليوم هو ذكرى الإسراء والمعرج عند كثير من المسلمين، ولنا مع هذه الذكرى الشريفة عدة وقفات:
الأولى: أن الإسراء والمعراج وقع ببدن النبي ^ وروحه، قال ابن كثير /: مذهب جمهور السلف والخلف أن الاسراء كان ببدنه وروحه صلوات الله وسلامه عليه كما دل على ذلك ظاهر السياقات من ركوبه وصعوده في المعراج وغير ذلك)
الثاني: أنه لم يثبت تحديد لوقت الإسراء والمعراج، ومن تأمل هذه الشريعة العظيمة علم أنها لا تعتني بتحديد مثل هذه التواريخ وتعتني بالعمل المترتب والثمرة المرجوة من الطاعة والإخبات لله جل وعلا.
قال الدكتور محمد محمد أبو شهبة:"وقد اختلف في أي سنة كان الإسراء والمعرج؟ وفي أي شهر؟ فذهب البعض إلى أنهما كانا قبل الهجرة بسنة, وإلى هذا ذهب الزهري وعروة بن الزبير وابن سعد, وادعى ابن حزم الإجماع على هذا، وقيل: قبل الهجرة بسنتين, وقيل: بثلاث.
والذي عليه الأكثرون والمحققون من العلماء أنهما كانا في شهر ربيع الأول، وهو الذي تركن إليه النفس بعد البحث والتأمل أنهما كانا في في ليلة الثاني عشر منه أو السابع عشر منه) ()
الثالث: أن بعض الناس يحتفلون بهذه الليلة ويحرقونها بالمعاصي والذنوب من الغناء والفحش المحرم، والبدع المضللة والعياذ بالله، وآخرين يتعمدون صيامها وقيامها ويخصصون لها عبادات لم يخصها محمد ص ولا أصحابه الكرام الأبرار ي.
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز /:"وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها, وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ^ عند أهل العلم بالحديث, ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها, ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي ^ وأصحابه ي لم يحتفلوا بها, ولم يخصوها بشيء, ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعًا لبينه الرسول ^للأمة إما بالقول أو الفعل, ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر, ولنقله الصحابة ي إلينا فقد نقلوا عن نبيهم ^كل شيء تحتاجه الأمة, ولم يفرطوا في شيء من الدين, بل هم السابقون إلى كل خير, فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعًا لكانوا أسبق الناس إليه ي...) فمن صام هذا اليوم لأنه يوم الإسراء والمعراج عليه أن ينوي به صياما مطلقا، ويكره إفراد الجمعة بالصيام.
رابعا: ما هو الواجب علينا في مثل هذا اليوم؟
الواجب يا عباد الله: أنت نتذكر فضل الله علينا بأن جعل نبينا وسيدنا محمد ص خير الأنبياء فقد كان إمامهم ومقدمهم يوم الإسراء.وقد بلغ مبلغا لم يبلغه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وكلم الله جل وعلا وسمع صوته، وحجبه عن رؤيته سبحات وجهه المقدس.
وعلينا أن نتذكر أرض الإسراء السليب الحزين والذي ما زال إخوان القردة والخنازير يعثيون فيه فسادا يقتلون أهله ويشردونهم، ولولا الخونة والمرتزقة لما استطاع اليهود التسلط.
وعلينا أن نتذكر المسجد الأقصى الذي ما زال إخوان القردة والخنازير يحفرون من حوله لعله أن يسقط ليقيموا هيكل سليمان المزعوم.
وعلينا أن نستشعر أهمية الصلاة التي فرضها الله جل في علاه بذاته المقدسة ولم يفرضها عن طريق جبريل ÷ وفرضها فوق السموات العلى.
وعلينا أن نعلم أولادنا الإيمان بالغيب وأنه رأس الأمر فلا إيمان لم يؤمن بالغيب (( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )) [البقرة 1:4]
وعلينا أن ننقل هذه القصة العظيمة لأودنا ونعلمهم حب النبي ص كما علمنا آبائنا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله
لقد تأثير كثير من الناس بارتفاع أسعار المشتريات والإجارات بشكل سريع وبلا موجب معروف، وإنما هو الجشع والطمع، وبات الكثيرون يأنون تحت وطأة الحاجة وقلة ذات اليد، وكم جاء شيخ يشتكي وعجوز تبكي، ولنا مع ارتفاع الأسعار وقفات:
أولا: أن هذا الارتفاع هو عقوبة من الله تعالى، ومن تأمل ما يجري في العالم من حولنا من الدمار والحروب علم حق العلم أن ارتفاع الاسعار وسقوط سوق الأسهم الذي لم يبق بيت إلا كان له فيه جريح أو قتيل كان عقوبة للذنوب والمعاصي، وإن الله ليبتلي الظالم بالظالم، وقال بعض المفسرين عن قوله تعالى:(( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ )) [هود:84]
عن ابن عباس:(إني أراكم بخير)، قال: رُخْص السعر (وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط)، قال: غلاء سعر. ()
وقال I:(( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) [السجدة:21] قال القرطبي /: ولا خلاف أن العذاب الاكبر عذاب جهنم، والادنى غلاء السعر. ()فغلاء الأسعار من العذاب والعياذ بالله.
وإن أهل العلم لا ينكرون الأسباب الدنيوية، ولكن الله هو خالق هذه الأسباب؛قال العلامة ابن عثيمين /:"ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية، ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية؟! إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله U، والله بحكمته جعل لكل شيء سببا؛ إما سببا شرعيا، وإما سببا حسيا، هكذا جرت سنة الله U"
وقليل من الناس من يتنبه لمثل هذا، ولا يتنبه له إلا صاحب قلب حي قريب من الله تعالى، وأكثر الناس لا يلتفتون لمثل هذه المعاني العظمية الجليلة، والواجب علينا جميعا التوبة والإنابة إلى الله جل وعلا، قبل أن يحل بنا ما هو أكبر من ذلك من أنواع العقوبات.
ثانيا: يجب على الجميع التحرك الإيجابي برفع برقيات تلو البرقيات للمسؤولين لتنبيههم عن هذا الارتفاع المبالغ فيه بما لا يقتضيه السوق، وأول من يجب الرفع له خادم الحرمين الشريفين وولي عهده أيدهما الله، فما زال يؤكد أن بابه مفتوح لجميع المواطنين، وهذه البرقيات ترسل من هاتف المنزل، وبالأسلوب الحسن.
ثالثا: يجب على من ولاه الله أمرا من أمور المسلمين أن يرفق بهم، فالواجب على وزارة التجارة أن تسعى لإبقاف هذا الإرتفاع، بالتسعير الذي لا يظلم البائع ولا المشتري
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يجب التسعير عليهم - أي التجار - بحيث لا يبيعون إلا بقيمة المثل، ولا يشترون أموال الناس إلا بقيمة المثل، بلا تردد عن أحد من العلماء.) ()
وقال ابن القيم /: (وأما التسعير فمنه ما هو ظلم محرم ومنه ما هو عدل جائز فإذا تضمن ظلم الناس وإكراههم بغير حق على البيع بثمن لا يرضونه أو منعهم مما أباح الله لهم فهو حرام وإذا تضمن العدل بين الناس مثل إكراههم على من يجب عليهم من المعاوضة بثمن المثل ومنعهم مما يحرم عليهم من أخذ الزيادة على عوض المثل فهو جائز بل واجب) ()
وقال مفتي الديار الشيخ محمد بن إبراهيم /: (التسعير جائز بشرطين:"أحدهما": أن يكون التسعير فيما حاجته عامة لجميع الناس."والثاني": ألا يكون سبب الغلاء قلة العرض أو كثرة الطلب. فمتى تحقق فيه"الشرطان"كان عدلاً وضرباً من ضروب الرعاية العامة للأمر كتسعير اللحوم والأخباز والأدوية ونحو هذه الأمور مما هي مجال للتلاعب بأسعاره أو ظلم الناس في بيعها.) ()
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية بالمملكة: (إذا تواطأ الباعة مثلا من تجار ونحوهم على رفع أسعار ما لديهم أثرة منهم، فلولي الأمر تحديد سعر عادل للمبيعات مثلا؛ إقامة للعدل بين البائعين والمشترين..) ()
عبد الله بن قعود وعبد الرزاق عفيفي وعبد العزيز بن عبد الله بن باز وعبد الله بن غديان
عباد الله:
ويجب أن نحذر من أمرين الأول كثرة التشكي بلا عمل مثمر إيجابي، وهو السعي عند ولاة الأمر لإيقاف هذا الأرتفاع الحاد كل بحسب قدرته ولا أقل من البرقيات، أما العويل والصراخ بلا فائدة فهذا ليس من شيم الرجال.
والثاني: أحذر دعاة الفتنة ممن يحاول استغلال هذه الظروف بأمور محرمة كالمظاهرات والتخريب وغيرها من الأساليب التي تضر وقد لا تنفع.
ذكرى الإسراء والمعراج - غلاء الأسعار - التسعير
التأريخ: 27/7/1428هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
اليوم هو ذكرى الإسراء والمعرج عند كثير من المسلمين، ولنا مع هذه الذكرى الشريفة عدة وقفات:
الأولى: أن الإسراء والمعراج وقع ببدن النبي ^ وروحه، قال ابن كثير /: مذهب جمهور السلف والخلف أن الاسراء كان ببدنه وروحه صلوات الله وسلامه عليه كما دل على ذلك ظاهر السياقات من ركوبه وصعوده في المعراج وغير ذلك)
الثاني: أنه لم يثبت تحديد لوقت الإسراء والمعراج، ومن تأمل هذه الشريعة العظيمة علم أنها لا تعتني بتحديد مثل هذه التواريخ وتعتني بالعمل المترتب والثمرة المرجوة من الطاعة والإخبات لله جل وعلا.
قال الدكتور محمد محمد أبو شهبة:"وقد اختلف في أي سنة كان الإسراء والمعرج؟ وفي أي شهر؟ فذهب البعض إلى أنهما كانا قبل الهجرة بسنة, وإلى هذا ذهب الزهري وعروة بن الزبير وابن سعد, وادعى ابن حزم الإجماع على هذا، وقيل: قبل الهجرة بسنتين, وقيل: بثلاث.
والذي عليه الأكثرون والمحققون من العلماء أنهما كانا في شهر ربيع الأول، وهو الذي تركن إليه النفس بعد البحث والتأمل أنهما كانا في في ليلة الثاني عشر منه أو السابع عشر منه) ()
الثالث: أن بعض الناس يحتفلون بهذه الليلة ويحرقونها بالمعاصي والذنوب من الغناء والفحش المحرم، والبدع المضللة والعياذ بالله، وآخرين يتعمدون صيامها وقيامها ويخصصون لها عبادات لم يخصها محمد ص ولا أصحابه الكرام الأبرار ي.
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز /:"وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها, وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ^ عند أهل العلم بالحديث, ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها, ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي ^ وأصحابه ي لم يحتفلوا بها, ولم يخصوها بشيء, ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعًا لبينه الرسول ^للأمة إما بالقول أو الفعل, ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر, ولنقله الصحابة ي إلينا فقد نقلوا عن نبيهم ^كل شيء تحتاجه الأمة, ولم يفرطوا في شيء من الدين, بل هم السابقون إلى كل خير, فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعًا لكانوا أسبق الناس إليه ي...) فمن صام هذا اليوم لأنه يوم الإسراء والمعراج عليه أن ينوي به صياما مطلقا، ويكره إفراد الجمعة بالصيام.
رابعا: ما هو الواجب علينا في مثل هذا اليوم؟
الواجب يا عباد الله: أنت نتذكر فضل الله علينا بأن جعل نبينا وسيدنا محمد ص خير الأنبياء فقد كان إمامهم ومقدمهم يوم الإسراء.وقد بلغ مبلغا لم يبلغه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وكلم الله جل وعلا وسمع صوته، وحجبه عن رؤيته سبحات وجهه المقدس.
وعلينا أن نتذكر أرض الإسراء السليب الحزين والذي ما زال إخوان القردة والخنازير يعثيون فيه فسادا يقتلون أهله ويشردونهم، ولولا الخونة والمرتزقة لما استطاع اليهود التسلط.
وعلينا أن نتذكر المسجد الأقصى الذي ما زال إخوان القردة والخنازير يحفرون من حوله لعله أن يسقط ليقيموا هيكل سليمان المزعوم.
وعلينا أن نستشعر أهمية الصلاة التي فرضها الله جل في علاه بذاته المقدسة ولم يفرضها عن طريق جبريل ÷ وفرضها فوق السموات العلى.
وعلينا أن نعلم أولادنا الإيمان بالغيب وأنه رأس الأمر فلا إيمان لم يؤمن بالغيب (( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )) [البقرة 1:4]
وعلينا أن ننقل هذه القصة العظيمة لأودنا ونعلمهم حب النبي ص كما علمنا آبائنا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله
لقد تأثير كثير من الناس بارتفاع أسعار المشتريات والإجارات بشكل سريع وبلا موجب معروف، وإنما هو الجشع والطمع، وبات الكثيرون يأنون تحت وطأة الحاجة وقلة ذات اليد، وكم جاء شيخ يشتكي وعجوز تبكي، ولنا مع ارتفاع الأسعار وقفات:
أولا: أن هذا الارتفاع هو عقوبة من الله تعالى، ومن تأمل ما يجري في العالم من حولنا من الدمار والحروب علم حق العلم أن ارتفاع الاسعار وسقوط سوق الأسهم الذي لم يبق بيت إلا كان له فيه جريح أو قتيل كان عقوبة للذنوب والمعاصي، وإن الله ليبتلي الظالم بالظالم، وقال بعض المفسرين عن قوله تعالى:(( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ )) [هود:84]
عن ابن عباس:(إني أراكم بخير)، قال: رُخْص السعر (وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط)، قال: غلاء سعر. ()
وقال I:(( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) [السجدة:21] قال القرطبي /: ولا خلاف أن العذاب الاكبر عذاب جهنم، والادنى غلاء السعر. ()فغلاء الأسعار من العذاب والعياذ بالله.
وإن أهل العلم لا ينكرون الأسباب الدنيوية، ولكن الله هو خالق هذه الأسباب؛قال العلامة ابن عثيمين /:"ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية، ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية؟! إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله U، والله بحكمته جعل لكل شيء سببا؛ إما سببا شرعيا، وإما سببا حسيا، هكذا جرت سنة الله U"
وقليل من الناس من يتنبه لمثل هذا، ولا يتنبه له إلا صاحب قلب حي قريب من الله تعالى، وأكثر الناس لا يلتفتون لمثل هذه المعاني العظمية الجليلة، والواجب علينا جميعا التوبة والإنابة إلى الله جل وعلا، قبل أن يحل بنا ما هو أكبر من ذلك من أنواع العقوبات.
ثانيا: يجب على الجميع التحرك الإيجابي برفع برقيات تلو البرقيات للمسؤولين لتنبيههم عن هذا الارتفاع المبالغ فيه بما لا يقتضيه السوق، وأول من يجب الرفع له خادم الحرمين الشريفين وولي عهده أيدهما الله، فما زال يؤكد أن بابه مفتوح لجميع المواطنين، وهذه البرقيات ترسل من هاتف المنزل، وبالأسلوب الحسن.
ثالثا: يجب على من ولاه الله أمرا من أمور المسلمين أن يرفق بهم، فالواجب على وزارة التجارة أن تسعى لإبقاف هذا الإرتفاع، بالتسعير الذي لا يظلم البائع ولا المشتري
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يجب التسعير عليهم - أي التجار - بحيث لا يبيعون إلا بقيمة المثل، ولا يشترون أموال الناس إلا بقيمة المثل، بلا تردد عن أحد من العلماء.) ()
وقال ابن القيم /: (وأما التسعير فمنه ما هو ظلم محرم ومنه ما هو عدل جائز فإذا تضمن ظلم الناس وإكراههم بغير حق على البيع بثمن لا يرضونه أو منعهم مما أباح الله لهم فهو حرام وإذا تضمن العدل بين الناس مثل إكراههم على من يجب عليهم من المعاوضة بثمن المثل ومنعهم مما يحرم عليهم من أخذ الزيادة على عوض المثل فهو جائز بل واجب) ()
وقال مفتي الديار الشيخ محمد بن إبراهيم /: (التسعير جائز بشرطين:"أحدهما": أن يكون التسعير فيما حاجته عامة لجميع الناس."والثاني": ألا يكون سبب الغلاء قلة العرض أو كثرة الطلب. فمتى تحقق فيه"الشرطان"كان عدلاً وضرباً من ضروب الرعاية العامة للأمر كتسعير اللحوم والأخباز والأدوية ونحو هذه الأمور مما هي مجال للتلاعب بأسعاره أو ظلم الناس في بيعها.) ()
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية بالمملكة: (إذا تواطأ الباعة مثلا من تجار ونحوهم على رفع أسعار ما لديهم أثرة منهم، فلولي الأمر تحديد سعر عادل للمبيعات مثلا؛ إقامة للعدل بين البائعين والمشترين..) ()
عبد الله بن قعود وعبد الرزاق عفيفي وعبد العزيز بن عبد الله بن باز وعبد الله بن غديان
عباد الله:
ويجب أن نحذر من أمرين الأول كثرة التشكي بلا عمل مثمر إيجابي، وهو السعي عند ولاة الأمر لإيقاف هذا الأرتفاع الحاد كل بحسب قدرته ولا أقل من البرقيات، أما العويل والصراخ بلا فائدة فهذا ليس من شيم الرجال.
والثاني: أحذر دعاة الفتنة ممن يحاول استغلال هذه الظروف بأمور محرمة كالمظاهرات والتخريب وغيرها من الأساليب التي تضر وقد لا تنفع.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى