رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
موت البابا - أحداث الرس - هدم الأقصى
التأريخ: 29/2/1426هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
يتسائل كثير منّا عن الضربات التي توجه للمسلمين من أعدائهم لماذا توجه لهم هذه الضربات تلو الضربات لماذا يُقتل إخواننا في العراق وفلسطين وأفغانستان بل لماذا يقتل بعضنا بعضا في الرياض والخبر والرس وغيرها من المناطق؟
وسبق أن قلتُ أن الجواب هو في قوله تعالى: ((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [آل عمران:165] إن كل هذا البلاء الذي يصيب البلاد هو من ظلمنا لأنفسنا وجهلنا بحق ربنا جل وعلا.
وسأضرب لكم مثالا على جهل بعض الناس بحقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به عبده ورسوله محمد ص
فقد مات البابا..
وبدأت القنوات الفضائية المنتسبة للإسلام تنقل لنا الحزن على موت هذا الطاغية الطاغوت، وأنا أعلم علم اليقين أن هذه القنوات قد تتأسف على البابا وتفعل أكثر من ذلك فهي قنوات ما وضعت إلا لإبعاد المسلمين عن دينهم وللربح ولو كان الربح في الكفر ذاته.
ولكن المؤلم أن يقع أحد المشايخ في مثل هذه المصيبة، وأنا سأنقل لكم كلام هذا الشيخ بالنص فقد نقلتُه من موقع القناة التي تكلم فيها، وكان مما قاله: (نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية... نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته... لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا)
حزن هذا الشيخ البابا وقد العزاء للأمة النصرانية، وأثنى عليه أنه نشر دينه في البلاد حتى البلاد الإسلامية، ثم ختم الكلام بأن دعا الله له بالرحمة!!!.
يا عبد الله أيها المسلم الموحد أسمع لقول الله جل وعلا:((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))[البقرة: 161] قال الجصاصُ في"تفسيره"وهو من أئمة المذهب الحنفي:"بَابُ لَعْنِ الْكُفَّارِ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:((إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ))الآية، فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لَعْنَ مَنْ مَاتَ كَافِرًا وَأَنَّ زَوَالَ التَّكْلِيفِ عَنْهُ بِالْمَوْتِ لَا يُسْقِطُ عَنْهُ لَعْنَهُ وَالْبَرَاءَةَ مِنْهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ:((وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))قَدْ اقْتَضَى أَمْرَنَا بِلَعْنِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ".ا.هـ.
يا عبدالله أرعني سمعك وقلبك واسمع هذه الآية أيضا قال تعالى:((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ))[آل عمران: 91].
يا عباد الله: أليس هذا البابا نصرانيا كاثوليكيا يعتقد أن عيسى؛ ابن الله؟ وربنا جل شأنه يقول:((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ))[المائدة: 17، 72] وقال تعالى:((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ))[المائدة: 73]
أويشك مسلم بعد هذا أن هذا البابا رئيس النصارى كافر لن ي/ أبدا قال تعالى مخبرا عن نفسه أ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً *إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)) [النساء:48ـ47] إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ هذا خبر من الله تعالى والأخبار لا تنسخ، وهذه عقيدة راسخة لنا تتحرك في جنب كل مسلم إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ.
واسمع أيها الموحد المؤمن إلى كلام رسول الله ع فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ^ أَنَّهُ قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ؛ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ"
قال الإمام قال ابنُ كثيرٍ /عند تفسيرِ قوله تعالى:"وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده"[هود: 17]:"قَالَ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا لِمَنْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ أَوْ بِشَيْءٍ مِنْهُ"وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده"أَيْ وَمَنْ كَفَرَ بِالْقُرْآنِ مِنْ سَائِر أَهْل الْأَرْض مُشْرِكهمْ وَكَافِرهمْ وَأَهْل الْكِتَاب وَغَيْرهمْ وَمِنْ سَائِر طَوَائِف بَنِي آدَم عَلَى اِخْتِلَاف أَلْوَانهمْ وَأَشْكَالهمْ وَأَجْنَاسهمْ مِمَّنْ بَلَغَهُ الْقُرْآن كَمَا قَالَ تَعَالَى((لِأُنْذَركُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ))وَقَالَ تَعَالَى((قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا))وَقَالَ تَعَالَى"وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده".ا.هـ.
أما الترحم على البابا وعلى أعماله الخيرة كما قال هذا الشيخ فيجيب ربنا جل وعلا عن هذا بقوله:((وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالهمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبهُ الظَّمْآن مَاء حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدهُ شَيْئًا))[النور: 39] وبقوله أيضا:((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا))[الفرقان: 23] أما الترحم على البابا فهو مخالف مخالفة صريحة لقوله تعالى:((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ))[التوبة: 114] قال الإمام القرطبي:"وَالْمَعْنَى: لَا حُجَّة لَكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ فِي اِسْتِغْفَار إِبْرَاهِيم الْخَلِيل؛لِأَبِيهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا عَنْ عِدَة".ا.هـ.
يا عباد الله: ألم ينهنا ربنا عن الاستغفار للكفار فقال: قال تعالى:((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْد مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَاب الْجَحِيم))[التوبة: 113]. وهذا رسول الله ص أعز الخلق على الله يسأل ربه أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:"زَارَ النَّبِيُّ ^ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ:" اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ".قال الإمامُ النووي في"شرح مسلم":"وَفِيهِ: النَّهْي عَنْ الِاسْتِغْفَار لِلْكُفَّارِ".ا.هـ.
وقال النووي في"المجموعِ"(5/144):"وَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى الْكَافِرِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْإِجْمَاعِ".ا.هـ. وجاء في"الموسوعةِ الفقهيةِ"عند مادةِ"استغفار"ما نصه:"اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ لِلْكَافِرِ مَحْظُورٌ، بَلْ بَالَغَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: إنَّ الِاسْتِغْفَارَ لِلْكَافِرِ يَقْتَضِي كُفْرَ مَنْ فَعَلَهُ، لِأَنَّ فِيهِ تَكْذِيبًا لِلنُّصُوصِ الْوَارِدَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ".ا.هـ.
عباد الله: سمعا سويا كلام الله جل وعلا وكلام رسوله ص وشرح أئمة الإسلام كلام الله وسوله وهذا في حق كل كافر فكيف بهذا البابا رئس النصرانية الطاغوت الأكبر؟
فهو رجل صهيوني مجرم بدأت أولى خطواته نحو التعاون المشترك مع اليهود بتأكد تأييده لتبرئتهم من القتل المزعوم للمسيح؛ خلال لقاءاته بمؤسسي الدولة الصهيونية وإنشاء مكتب للفاتيكان داخل الكيان الصهيوني.ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن زعماء الصهاينة يكلفونه بأدوار تخدم مصالحهم، ويتضح ذلك من لقائه بثمانية عشر قياديًا من الرابطة اليهودية التي تطلق على نفسها ضد التشهير, وهي إحدى أبرز المنظمات الأمريكية المتخصصة فيما يسمى بـمكافحة معاداة السامية.وحتى يعرف حب اليهود للبابا أعرب الرئيس الصهيوني موشية كاتساف عن أسفه العميق لوفاة البابا بولس وقال في برقية عزائه: إن الشعب اليهودي سيتذكر يوحنا بولس الثاني الذي ساهم في تغيير أفكار المسيحيين تجاه اليهود بعد فترة من الكراهية من أتباع الكنيسة الكاثوليكية لليهود.
اليهود يشكرونه على مواقفه معهم وهذا الشيخ المسكين يشكره لأنه داعية سلام ورجل محبة
عباد الله: نحن أمة رائدها أحمد ص فمن أخطأ وخالف الكتاب والسنة قلنا له: أخطأت. وليس لدينا أحد معصوم بعد النبي ع، وعلى هذا الشيخ ومن نحا نحوه التوبة إلى الله تعالى.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وبعد:
فنحو جرح آخر نوهت به في أول الخطبة ألا وهو ما حدث في محافظة الرس من قتل، وسبق لنا الحديث عن هذا الأمر وبينا فيه أن الله تعالى قد حرم مثل هذه الأعمال وأنها مخالفة للشريعة الإسلامية، وأن المستفيد هم النصارى واليهود وأذنابهم من المتأمركين المفتونين.
أما الجرح الثالث وهو الجرح الذي يثعب دما منذ ما يزيد على الخمسين سنة ألا وهو المسجد الأقصى المبارك فقد هدد بعض اليهود بهدم الأقصى في أول شهر [ابريل] القادم، ولم نسمع بموقف عربي ولا إسلامي، بل حتى الشجب والاستنكار والتنديد والتنهيد لم نعد نسمع به فكأن القوم على رؤوسهم الطير خاشعين خاضعين خائفين، وإننا بحمد لله واثقين بموعد الله تعالى لنا بالنصر بشرط أن نستقيم على أمر الله فننصر الله بطاعته ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد:7]، ونقول لكل من أحسن الظن بغير الله تعالى ((أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ)) [الملك:20].
فالله تعالى سينصرنا إذا صدقنا في طاعته واتباع أوامره، ولكن كيف يأتي النصر وبعض المشايخ يترحمون على بابا النصارى وآخرين يجوزون قتل المسلمين في بلادهم بدعوى الجهاد وغيرهم يحسنون الظن ببعض من ساهم في بيع الأقصى بدعوى الأرض مقابل السلام.
وبعد فيا عبد الله:أحبب ما شئت فانك مفارقه، واعمل ما شئت فانك ملاقيه، وكن كما شئت فكما تدين تدان. اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت إبراهيم وعلى على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد
موت البابا - أحداث الرس - هدم الأقصى
التأريخ: 29/2/1426هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
يتسائل كثير منّا عن الضربات التي توجه للمسلمين من أعدائهم لماذا توجه لهم هذه الضربات تلو الضربات لماذا يُقتل إخواننا في العراق وفلسطين وأفغانستان بل لماذا يقتل بعضنا بعضا في الرياض والخبر والرس وغيرها من المناطق؟
وسبق أن قلتُ أن الجواب هو في قوله تعالى: ((أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [آل عمران:165] إن كل هذا البلاء الذي يصيب البلاد هو من ظلمنا لأنفسنا وجهلنا بحق ربنا جل وعلا.
وسأضرب لكم مثالا على جهل بعض الناس بحقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به عبده ورسوله محمد ص
فقد مات البابا..
وبدأت القنوات الفضائية المنتسبة للإسلام تنقل لنا الحزن على موت هذا الطاغية الطاغوت، وأنا أعلم علم اليقين أن هذه القنوات قد تتأسف على البابا وتفعل أكثر من ذلك فهي قنوات ما وضعت إلا لإبعاد المسلمين عن دينهم وللربح ولو كان الربح في الكفر ذاته.
ولكن المؤلم أن يقع أحد المشايخ في مثل هذه المصيبة، وأنا سأنقل لكم كلام هذا الشيخ بالنص فقد نقلتُه من موقع القناة التي تكلم فيها، وكان مما قاله: (نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية... نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته... لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا)
حزن هذا الشيخ البابا وقد العزاء للأمة النصرانية، وأثنى عليه أنه نشر دينه في البلاد حتى البلاد الإسلامية، ثم ختم الكلام بأن دعا الله له بالرحمة!!!.
يا عبد الله أيها المسلم الموحد أسمع لقول الله جل وعلا:((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))[البقرة: 161] قال الجصاصُ في"تفسيره"وهو من أئمة المذهب الحنفي:"بَابُ لَعْنِ الْكُفَّارِ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:((إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ))الآية، فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لَعْنَ مَنْ مَاتَ كَافِرًا وَأَنَّ زَوَالَ التَّكْلِيفِ عَنْهُ بِالْمَوْتِ لَا يُسْقِطُ عَنْهُ لَعْنَهُ وَالْبَرَاءَةَ مِنْهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ:((وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))قَدْ اقْتَضَى أَمْرَنَا بِلَعْنِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ".ا.هـ.
يا عبدالله أرعني سمعك وقلبك واسمع هذه الآية أيضا قال تعالى:((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ))[آل عمران: 91].
يا عباد الله: أليس هذا البابا نصرانيا كاثوليكيا يعتقد أن عيسى؛ ابن الله؟ وربنا جل شأنه يقول:((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ))[المائدة: 17، 72] وقال تعالى:((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ))[المائدة: 73]
أويشك مسلم بعد هذا أن هذا البابا رئيس النصارى كافر لن ي/ أبدا قال تعالى مخبرا عن نفسه أ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً *إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)) [النساء:48ـ47] إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ هذا خبر من الله تعالى والأخبار لا تنسخ، وهذه عقيدة راسخة لنا تتحرك في جنب كل مسلم إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ.
واسمع أيها الموحد المؤمن إلى كلام رسول الله ع فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ^ أَنَّهُ قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ؛ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ"
قال الإمام قال ابنُ كثيرٍ /عند تفسيرِ قوله تعالى:"وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده"[هود: 17]:"قَالَ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا لِمَنْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ أَوْ بِشَيْءٍ مِنْهُ"وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده"أَيْ وَمَنْ كَفَرَ بِالْقُرْآنِ مِنْ سَائِر أَهْل الْأَرْض مُشْرِكهمْ وَكَافِرهمْ وَأَهْل الْكِتَاب وَغَيْرهمْ وَمِنْ سَائِر طَوَائِف بَنِي آدَم عَلَى اِخْتِلَاف أَلْوَانهمْ وَأَشْكَالهمْ وَأَجْنَاسهمْ مِمَّنْ بَلَغَهُ الْقُرْآن كَمَا قَالَ تَعَالَى((لِأُنْذَركُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ))وَقَالَ تَعَالَى((قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا))وَقَالَ تَعَالَى"وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده".ا.هـ.
أما الترحم على البابا وعلى أعماله الخيرة كما قال هذا الشيخ فيجيب ربنا جل وعلا عن هذا بقوله:((وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالهمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبهُ الظَّمْآن مَاء حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدهُ شَيْئًا))[النور: 39] وبقوله أيضا:((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا))[الفرقان: 23] أما الترحم على البابا فهو مخالف مخالفة صريحة لقوله تعالى:((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ))[التوبة: 114] قال الإمام القرطبي:"وَالْمَعْنَى: لَا حُجَّة لَكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ فِي اِسْتِغْفَار إِبْرَاهِيم الْخَلِيل؛لِأَبِيهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا عَنْ عِدَة".ا.هـ.
يا عباد الله: ألم ينهنا ربنا عن الاستغفار للكفار فقال: قال تعالى:((مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْد مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَاب الْجَحِيم))[التوبة: 113]. وهذا رسول الله ص أعز الخلق على الله يسأل ربه أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:"زَارَ النَّبِيُّ ^ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ:" اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ".قال الإمامُ النووي في"شرح مسلم":"وَفِيهِ: النَّهْي عَنْ الِاسْتِغْفَار لِلْكُفَّارِ".ا.هـ.
وقال النووي في"المجموعِ"(5/144):"وَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى الْكَافِرِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْإِجْمَاعِ".ا.هـ. وجاء في"الموسوعةِ الفقهيةِ"عند مادةِ"استغفار"ما نصه:"اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ لِلْكَافِرِ مَحْظُورٌ، بَلْ بَالَغَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: إنَّ الِاسْتِغْفَارَ لِلْكَافِرِ يَقْتَضِي كُفْرَ مَنْ فَعَلَهُ، لِأَنَّ فِيهِ تَكْذِيبًا لِلنُّصُوصِ الْوَارِدَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَأَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ".ا.هـ.
عباد الله: سمعا سويا كلام الله جل وعلا وكلام رسوله ص وشرح أئمة الإسلام كلام الله وسوله وهذا في حق كل كافر فكيف بهذا البابا رئس النصرانية الطاغوت الأكبر؟
فهو رجل صهيوني مجرم بدأت أولى خطواته نحو التعاون المشترك مع اليهود بتأكد تأييده لتبرئتهم من القتل المزعوم للمسيح؛ خلال لقاءاته بمؤسسي الدولة الصهيونية وإنشاء مكتب للفاتيكان داخل الكيان الصهيوني.ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن زعماء الصهاينة يكلفونه بأدوار تخدم مصالحهم، ويتضح ذلك من لقائه بثمانية عشر قياديًا من الرابطة اليهودية التي تطلق على نفسها ضد التشهير, وهي إحدى أبرز المنظمات الأمريكية المتخصصة فيما يسمى بـمكافحة معاداة السامية.وحتى يعرف حب اليهود للبابا أعرب الرئيس الصهيوني موشية كاتساف عن أسفه العميق لوفاة البابا بولس وقال في برقية عزائه: إن الشعب اليهودي سيتذكر يوحنا بولس الثاني الذي ساهم في تغيير أفكار المسيحيين تجاه اليهود بعد فترة من الكراهية من أتباع الكنيسة الكاثوليكية لليهود.
اليهود يشكرونه على مواقفه معهم وهذا الشيخ المسكين يشكره لأنه داعية سلام ورجل محبة
عباد الله: نحن أمة رائدها أحمد ص فمن أخطأ وخالف الكتاب والسنة قلنا له: أخطأت. وليس لدينا أحد معصوم بعد النبي ع، وعلى هذا الشيخ ومن نحا نحوه التوبة إلى الله تعالى.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وبعد:
فنحو جرح آخر نوهت به في أول الخطبة ألا وهو ما حدث في محافظة الرس من قتل، وسبق لنا الحديث عن هذا الأمر وبينا فيه أن الله تعالى قد حرم مثل هذه الأعمال وأنها مخالفة للشريعة الإسلامية، وأن المستفيد هم النصارى واليهود وأذنابهم من المتأمركين المفتونين.
أما الجرح الثالث وهو الجرح الذي يثعب دما منذ ما يزيد على الخمسين سنة ألا وهو المسجد الأقصى المبارك فقد هدد بعض اليهود بهدم الأقصى في أول شهر [ابريل] القادم، ولم نسمع بموقف عربي ولا إسلامي، بل حتى الشجب والاستنكار والتنديد والتنهيد لم نعد نسمع به فكأن القوم على رؤوسهم الطير خاشعين خاضعين خائفين، وإننا بحمد لله واثقين بموعد الله تعالى لنا بالنصر بشرط أن نستقيم على أمر الله فننصر الله بطاعته ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد:7]، ونقول لكل من أحسن الظن بغير الله تعالى ((أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ)) [الملك:20].
فالله تعالى سينصرنا إذا صدقنا في طاعته واتباع أوامره، ولكن كيف يأتي النصر وبعض المشايخ يترحمون على بابا النصارى وآخرين يجوزون قتل المسلمين في بلادهم بدعوى الجهاد وغيرهم يحسنون الظن ببعض من ساهم في بيع الأقصى بدعوى الأرض مقابل السلام.
وبعد فيا عبد الله:أحبب ما شئت فانك مفارقه، واعمل ما شئت فانك ملاقيه، وكن كما شئت فكما تدين تدان. اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت إبراهيم وعلى على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى