رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
يجب أن نحمل هم الإسلام
التأريخ: 5/7/1426هـ
أبْدَأُ باسْمِ الله مُسْتَعِينــا *رَاضٍ بِـهِ مُـدَبِّر مُعِينَـا *والْحَمْدُ لله كَمَا هَدَانَــا *إلى سَبِيـلِ الْحَقِّ واجْتَبَانا*أحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وأشْـكُرُهْ *ومِن مَسَاوِي عَمَلي أسْتَغفِـرُهْ*وأسْتَعِينُهُ عَلى نيْلِ الرِّضَـا *وأسْتَمِدُّ لُطفَهُ في مَا قَضَى*وبعدُ: إِني بِالْيقِينِ أشْهَـدْ *شَهادَةَ الإخلاصِ أنْ لا يُعْبَدْ بالْحَقِّ مأْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمنِ *مَنْ جَلَّ عَن عَيْبٍ وعَنْ نُقْصَانِ*وأن خيْرَ خَلْقِهِ محمَّــدا *مَنْ جاءنَا بالْبَيِّنَات والْهُدَى*رسـوله إلى جَمِيعِ الْخَلْق *بالنُّورِ والْهُدَى ودِينِ الْحَقِّ*صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَـا وَمجَّـدا *واْلآلُ وَالْصَّحْبُ دَوَاماً سَرْمَدَا، وَبَعْدُ:
عباد الله:
إن الله تعالى خاطب بالقرآن عموم المسلمين وأمرهم بتبليغ دعوته ولم يخص العلماء أو طلبة العلم أو من يسميهم الناس (بالمطاوعة) بل كل من ادعى أنه مسلم فيجب عليه أن يبلغ شرع الله تعالى ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كلٌ بحسب طاقته وبحسب ما آتاه الله من علم، وهذا ما فهمه الصحابة يمن أدول يوم من أيام الإسلام،
ويتجلى لنا حمل همّ الإسلام في صور كثيرة منها قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر:28] فهذه صورة لرجل من المصريين يحمل همّ الإسلام يخاطر بقرابته من فرعون من أجل موسى؛فقد كان ينافح عن دين الله تعالى.
وفي صورة أخرى يظهر إيمان ذات الرجل وقيل بل غيره﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ ﴾ [القصص:20] فقد جاء هذا الرجل من أبعد مكان في المدينة مسرعا لينقذ رسول الله موسى؛لأنه كان يحمل هم الإسلام.
صورة ثالثة: لمن يستمر حمل هم الإسلام معه حتى بعد الموت ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ * ـ.... إلى أن قال - *إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ *قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ *بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ )) [يس: 20ـ27] إنه يريد أن يعلم قوله ما أنعم الله عليه حتى يدخوا في دين الله أيضا.
صورة رابعة: وهي لذلك الغلام الذي دل الملك على قتله حتى يؤمن الناس، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به! قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم أرم، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه، فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.
صورة خامسة:ويسلم أبو بكر الصديق ا فلم يلبث أن يسلم علي يديه ستة من العشرة المبشرين بالجنة الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وعبدالرحمن بن عوف ي فكان همّ الإسلام يؤرقه، بل ظهر حمل هم الإسلام في حياة أبي بكر في أروع الصور يوم الهجرة فقد كان يسبق رسول الله في المشي مرة ويمشي خلفه أخرى فسأله رسول الله ص فقال: إذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من امامك وإذا كنت امامك خشيت أن تؤتى من خلفك، فكان شديد الحزن على رسول الله أن يصل له الكفار بسوء فأنزل الله تعالى: ﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا....﴾ [التوبة:40]
وصورة أخرى: فهذا أويس القرني / يضع رأسه على فراشه بعد أن تصدق بما فضل عنده من الطعام ثم يقول: اللهم من بات من المسلمين جوعانا فلا تؤخذني به. فقد كان يحمل همّ إخوانه من الفقراء.
وفي صورة معاصرة أذكر مثالا الشيخ العلامة محمد رشيد رضا فقد رأته أمه مرة حزنا كسيف البال فقالت له: مالك يا بني هل مات مسلم في الصين؟ فكانت أمه تعرف الهمّ الذي يشغل ذهنه.
وصورة لتلك العجوز المؤمنة المحتسبة في فلسطين الحبيبة حيث قالت: إني ولدت أربع شباب أعددتهم كلهم ليقاتلوا اليهود، وقد ماتوا كلهم وهم يقتلون اليهود، فهي كانت تحمل هم الإسلام ولم تجد سبيلا إلا تربية النشأ على الجهاد.
وصورة لشاب يعمل في أحد المطاعم وقد خالطت المعاصي إيمانه يدخل عليه أحد المشايخ فيقول له الشاب: أياها الشيخ إنني دعوت هذا النصراني إلى الإسلام ووعدني أن يسلم ولكني لا أحسن الإنجليزية، فكلّمه، قال الشيخ فما أن كلمته حتى قال: نعم لقد أقنعني هذا الشاب بالإسلام وسأسلم. شاب يقع فيما حرمه الله ولكنه مسلم يحمل هم الإسلام فيدعو لدين الله تعالى متمثلا قول النبي ص: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)
وصورة لشاب منّ الله عليه بالهداية فلّما سئل عن سبب هدايته قال: ذهبت إلى بار لأشرب الخمر فقال لي رجل رأيته هناك: يا فلان هل تصلي؟ فقلت: لا، فقال: إن بيننا وبين الله حبالا كلمات عصيناه قطعنا حبلا من هذه الحبال، وإن أعظمها الصلاة فلا تقطعه وحافظ عليه، قال الرجل فخرجت وكلمان هذا الرجل السكران تجلجل في صدري فحافظة على الصلاة حتى هداني الله تعالى. فهذا السكران كان في قلبه بذرة صالحة وكان يحمل همّ الإسلام.
عباد الله:
إني تركت صورا كثيرة ناصعة البياض جميلة المبني عظمية المعنى خوفا من الإطالة وفيما سبق كفاية.
وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين
الخطبة الثانية:
الحمد الله
عباد الله:
إن حمل هم الإسلام والمسلمين والعمل لدين الله ليس خاصا بأحد دون أحد كما سبق بيانه فمن لم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق، ومن مر على منكر فلك ينكره بيده ولا بلسانه ولا بقلبه فليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان، ومن لم يدعو إلى الله تعالى فقد ابتغى غير سبيل المؤمنين (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ )) [يوسف:108]
إن الحديث عن حمل هم الإسلام يطرح بإلحاح أمامنا هذه التسأولات والتي هي موجهةٌ لكل من ارتضى الإسلام دينا.
ما الهم الذي تحمله؟
هل يعتمل هم الإسلام في صدرك؟
هل يعتلج هم الدعوة إلى الله بين جنبيك؟
هل تتألم عندما ترى المصائب والنكبات تحل بالأمة؟
هل تخرج من عينك دمعة عندما ترى ما حل بالمسلمين؟ أم أن هذا لا يحرك فيك ساكناً؟
فيجب أن يكون الجواب عن ذلك كله:نعم
يجب أن تطير روحك وترفرف حول كل قضية إسلامية فتأمر بالمعروف وتنهى عن منكر وتنشأ ولدك على طاعة وهكذا تحمل هم الإسلام
يقول محمد إقبال:
أرى التفكير أدركــه خمولٌ ولم تعد العزائم في اشتعالِ
وأصبح وعظكم من غيرِ سحرٍ ولا نـورٍ يُطل من المقــالِ
وجلجلة الأذان بكـلِ صــوتٍ ولكن أين صوتٌ من بلالِ
منائركم علت في كلِ حئٍ ومسجدكم من العُبّادِ خالِ
يجب أن تدعو إلى الله في كل وقتك حسب قدرتك وتأمل قول الخنساء
يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروبِ شمسِ
ولولا كثرت البـاكين حولـي على إخوانهم لقتلت نفسي
فالتذكر الدعوة إلى الله بالمعنى الشامل الذي يبدأ بنفسك وزوجتك أولادك وزملائك في العمل كل لحظة من لحظات حياتك
يجب أن نحمل هم الإسلام
التأريخ: 5/7/1426هـ
أبْدَأُ باسْمِ الله مُسْتَعِينــا *رَاضٍ بِـهِ مُـدَبِّر مُعِينَـا *والْحَمْدُ لله كَمَا هَدَانَــا *إلى سَبِيـلِ الْحَقِّ واجْتَبَانا*أحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وأشْـكُرُهْ *ومِن مَسَاوِي عَمَلي أسْتَغفِـرُهْ*وأسْتَعِينُهُ عَلى نيْلِ الرِّضَـا *وأسْتَمِدُّ لُطفَهُ في مَا قَضَى*وبعدُ: إِني بِالْيقِينِ أشْهَـدْ *شَهادَةَ الإخلاصِ أنْ لا يُعْبَدْ بالْحَقِّ مأْلُوهٌ سِوَى الرَّحْمنِ *مَنْ جَلَّ عَن عَيْبٍ وعَنْ نُقْصَانِ*وأن خيْرَ خَلْقِهِ محمَّــدا *مَنْ جاءنَا بالْبَيِّنَات والْهُدَى*رسـوله إلى جَمِيعِ الْخَلْق *بالنُّورِ والْهُدَى ودِينِ الْحَقِّ*صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَـا وَمجَّـدا *واْلآلُ وَالْصَّحْبُ دَوَاماً سَرْمَدَا، وَبَعْدُ:
عباد الله:
إن الله تعالى خاطب بالقرآن عموم المسلمين وأمرهم بتبليغ دعوته ولم يخص العلماء أو طلبة العلم أو من يسميهم الناس (بالمطاوعة) بل كل من ادعى أنه مسلم فيجب عليه أن يبلغ شرع الله تعالى ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كلٌ بحسب طاقته وبحسب ما آتاه الله من علم، وهذا ما فهمه الصحابة يمن أدول يوم من أيام الإسلام،
ويتجلى لنا حمل همّ الإسلام في صور كثيرة منها قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر:28] فهذه صورة لرجل من المصريين يحمل همّ الإسلام يخاطر بقرابته من فرعون من أجل موسى؛فقد كان ينافح عن دين الله تعالى.
وفي صورة أخرى يظهر إيمان ذات الرجل وقيل بل غيره﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ ﴾ [القصص:20] فقد جاء هذا الرجل من أبعد مكان في المدينة مسرعا لينقذ رسول الله موسى؛لأنه كان يحمل هم الإسلام.
صورة ثالثة: لمن يستمر حمل هم الإسلام معه حتى بعد الموت ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ * ـ.... إلى أن قال - *إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ *قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ *بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ )) [يس: 20ـ27] إنه يريد أن يعلم قوله ما أنعم الله عليه حتى يدخوا في دين الله أيضا.
صورة رابعة: وهي لذلك الغلام الذي دل الملك على قتله حتى يؤمن الناس، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به! قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم أرم، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه، فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.
صورة خامسة:ويسلم أبو بكر الصديق ا فلم يلبث أن يسلم علي يديه ستة من العشرة المبشرين بالجنة الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وعبدالرحمن بن عوف ي فكان همّ الإسلام يؤرقه، بل ظهر حمل هم الإسلام في حياة أبي بكر في أروع الصور يوم الهجرة فقد كان يسبق رسول الله في المشي مرة ويمشي خلفه أخرى فسأله رسول الله ص فقال: إذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من امامك وإذا كنت امامك خشيت أن تؤتى من خلفك، فكان شديد الحزن على رسول الله أن يصل له الكفار بسوء فأنزل الله تعالى: ﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا....﴾ [التوبة:40]
وصورة أخرى: فهذا أويس القرني / يضع رأسه على فراشه بعد أن تصدق بما فضل عنده من الطعام ثم يقول: اللهم من بات من المسلمين جوعانا فلا تؤخذني به. فقد كان يحمل همّ إخوانه من الفقراء.
وفي صورة معاصرة أذكر مثالا الشيخ العلامة محمد رشيد رضا فقد رأته أمه مرة حزنا كسيف البال فقالت له: مالك يا بني هل مات مسلم في الصين؟ فكانت أمه تعرف الهمّ الذي يشغل ذهنه.
وصورة لتلك العجوز المؤمنة المحتسبة في فلسطين الحبيبة حيث قالت: إني ولدت أربع شباب أعددتهم كلهم ليقاتلوا اليهود، وقد ماتوا كلهم وهم يقتلون اليهود، فهي كانت تحمل هم الإسلام ولم تجد سبيلا إلا تربية النشأ على الجهاد.
وصورة لشاب يعمل في أحد المطاعم وقد خالطت المعاصي إيمانه يدخل عليه أحد المشايخ فيقول له الشاب: أياها الشيخ إنني دعوت هذا النصراني إلى الإسلام ووعدني أن يسلم ولكني لا أحسن الإنجليزية، فكلّمه، قال الشيخ فما أن كلمته حتى قال: نعم لقد أقنعني هذا الشاب بالإسلام وسأسلم. شاب يقع فيما حرمه الله ولكنه مسلم يحمل هم الإسلام فيدعو لدين الله تعالى متمثلا قول النبي ص: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)
وصورة لشاب منّ الله عليه بالهداية فلّما سئل عن سبب هدايته قال: ذهبت إلى بار لأشرب الخمر فقال لي رجل رأيته هناك: يا فلان هل تصلي؟ فقلت: لا، فقال: إن بيننا وبين الله حبالا كلمات عصيناه قطعنا حبلا من هذه الحبال، وإن أعظمها الصلاة فلا تقطعه وحافظ عليه، قال الرجل فخرجت وكلمان هذا الرجل السكران تجلجل في صدري فحافظة على الصلاة حتى هداني الله تعالى. فهذا السكران كان في قلبه بذرة صالحة وكان يحمل همّ الإسلام.
عباد الله:
إني تركت صورا كثيرة ناصعة البياض جميلة المبني عظمية المعنى خوفا من الإطالة وفيما سبق كفاية.
وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين
الخطبة الثانية:
الحمد الله
عباد الله:
إن حمل هم الإسلام والمسلمين والعمل لدين الله ليس خاصا بأحد دون أحد كما سبق بيانه فمن لم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق، ومن مر على منكر فلك ينكره بيده ولا بلسانه ولا بقلبه فليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان، ومن لم يدعو إلى الله تعالى فقد ابتغى غير سبيل المؤمنين (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ )) [يوسف:108]
إن الحديث عن حمل هم الإسلام يطرح بإلحاح أمامنا هذه التسأولات والتي هي موجهةٌ لكل من ارتضى الإسلام دينا.
ما الهم الذي تحمله؟
هل يعتمل هم الإسلام في صدرك؟
هل يعتلج هم الدعوة إلى الله بين جنبيك؟
هل تتألم عندما ترى المصائب والنكبات تحل بالأمة؟
هل تخرج من عينك دمعة عندما ترى ما حل بالمسلمين؟ أم أن هذا لا يحرك فيك ساكناً؟
فيجب أن يكون الجواب عن ذلك كله:نعم
يجب أن تطير روحك وترفرف حول كل قضية إسلامية فتأمر بالمعروف وتنهى عن منكر وتنشأ ولدك على طاعة وهكذا تحمل هم الإسلام
يقول محمد إقبال:
أرى التفكير أدركــه خمولٌ ولم تعد العزائم في اشتعالِ
وأصبح وعظكم من غيرِ سحرٍ ولا نـورٍ يُطل من المقــالِ
وجلجلة الأذان بكـلِ صــوتٍ ولكن أين صوتٌ من بلالِ
منائركم علت في كلِ حئٍ ومسجدكم من العُبّادِ خالِ
يجب أن تدعو إلى الله في كل وقتك حسب قدرتك وتأمل قول الخنساء
يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروبِ شمسِ
ولولا كثرت البـاكين حولـي على إخوانهم لقتلت نفسي
فالتذكر الدعوة إلى الله بالمعنى الشامل الذي يبدأ بنفسك وزوجتك أولادك وزملائك في العمل كل لحظة من لحظات حياتك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى