رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرح
التأريخ:2/10/1426هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن الله منّ علينا بهذا الدين العظيم فما من شيء إلا له حكم شرعي، فإما هو مباح أو محرم أو مستحب أو مكروه، وهذه هي الأحكام التكليفية، وسيكون حديثنا اليوم عن شعور يكون محبوبا لله تعالى فيكون مستحبا ولكنه في الغالب يكون في أمور الدنيا الزائلة، ألا وهو الفرح.
الفرح يا عباد الله هو انشراح الصدر بلذة عاجلة، وأكثر ما يكون في اللذات البدنية الدنيوية()
ويترجم عنه بالجوارح بالإبتسامة حينا أة بأسارير الوجه حينا آخر، ولربما غلبة العاطفة نفس الفرح فكان من فرط ما قد سره أبكاه.
فغالب الفرح يكون في غير أمر محبوب لله تعالى كقوله أ (( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ )) [الأنعام:44] وكقوله تعالى: (( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ )) [الرعد:26]
والفرح صفة كمال للبشر فالذي لا يفرح قط ضيق النفس قنوط من سعة رحمة الله.
والله جل وعلا يفرح كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه"لله أشد فرحا بتوبة عبده، حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة. فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه. فأيس منها. فأتى شجرة. فاضطجع في ظلها. قد أيس من راحلته. فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده. فأخذ بخطامها. ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح".
ومما يشرع له الفرح نصر الله تعالى (( الم *غُلِبَتْ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )) [الروم:1، 4] فكان الفرح بنصر الله لأهل الكتاب على المجوس، فكذلك يفرح كل موحد بضربات المجاهدين الصابرين في فلسطين العراق وغيرها.
ومما يشرع له الفرح دخول كافر للإسلام كما في حديث البخاري عن أبي هريرة ا(كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله ع ما أكره. فأتيت رسول الله ع وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله ع"اللهم! اهد أم أبي هريرة"فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله ع. فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك! يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال فرجعت إلى رسول الله ^، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة...) الحديث
ويشرع الفرح كذلك بكل فضل من الله تعالى، وهاهي الصديق عائشة بنت الصديق تروي لنا فرح الصديق لما سمع بأنه سيكون رفيق سيد البشر في رحلة الهجرة الخالدة فقالت: (أتانا رسول الله بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله في هذه الساعة إلا لأمر حدث فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله وليس عند رسول الله أحد إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر فقال رسول الله اخرج عني من عندك فقال أبو بكر: يا رسول الله إنما هما ابنتاي فقال رسول الله:إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة، فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله، فقال رسول الله: الصحبة، قالت عائشة فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي) فقد بكى الصديق فرحا بهذا الشرف العظيم الذي لم ينله أحد غيره من العالمين.
ويشرع الفرح كذلك يا عباد الله بتمام الطاعات، قال رسول الله ع:...للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه.) فافرحوا يا عباد الله بتمام شهر الصيام
أبو سعيد الخدري ((إنا كذلك، يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر فقال: يا رسول الله! أى الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء ثم الصالحون، وقد كان أحدهم يبتلى بالفقر، حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء، من أحدكم بالعطاء
صحيح الأدب المفرد 395
فرحة الصائم
الفرح
التأريخ:2/10/1426هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن الله منّ علينا بهذا الدين العظيم فما من شيء إلا له حكم شرعي، فإما هو مباح أو محرم أو مستحب أو مكروه، وهذه هي الأحكام التكليفية، وسيكون حديثنا اليوم عن شعور يكون محبوبا لله تعالى فيكون مستحبا ولكنه في الغالب يكون في أمور الدنيا الزائلة، ألا وهو الفرح.
الفرح يا عباد الله هو انشراح الصدر بلذة عاجلة، وأكثر ما يكون في اللذات البدنية الدنيوية()
ويترجم عنه بالجوارح بالإبتسامة حينا أة بأسارير الوجه حينا آخر، ولربما غلبة العاطفة نفس الفرح فكان من فرط ما قد سره أبكاه.
فغالب الفرح يكون في غير أمر محبوب لله تعالى كقوله أ (( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ )) [الأنعام:44] وكقوله تعالى: (( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ )) [الرعد:26]
والفرح صفة كمال للبشر فالذي لا يفرح قط ضيق النفس قنوط من سعة رحمة الله.
والله جل وعلا يفرح كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه"لله أشد فرحا بتوبة عبده، حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة. فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه. فأيس منها. فأتى شجرة. فاضطجع في ظلها. قد أيس من راحلته. فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده. فأخذ بخطامها. ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح".
ومما يشرع له الفرح نصر الله تعالى (( الم *غُلِبَتْ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )) [الروم:1، 4] فكان الفرح بنصر الله لأهل الكتاب على المجوس، فكذلك يفرح كل موحد بضربات المجاهدين الصابرين في فلسطين العراق وغيرها.
ومما يشرع له الفرح دخول كافر للإسلام كما في حديث البخاري عن أبي هريرة ا(كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله ع ما أكره. فأتيت رسول الله ع وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله ع"اللهم! اهد أم أبي هريرة"فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله ع. فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي. فقالت: مكانك! يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء. قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال فرجعت إلى رسول الله ^، فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة...) الحديث
ويشرع الفرح كذلك بكل فضل من الله تعالى، وهاهي الصديق عائشة بنت الصديق تروي لنا فرح الصديق لما سمع بأنه سيكون رفيق سيد البشر في رحلة الهجرة الخالدة فقالت: (أتانا رسول الله بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله في هذه الساعة إلا لأمر حدث فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله وليس عند رسول الله أحد إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر فقال رسول الله اخرج عني من عندك فقال أبو بكر: يا رسول الله إنما هما ابنتاي فقال رسول الله:إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة، فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله، فقال رسول الله: الصحبة، قالت عائشة فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي) فقد بكى الصديق فرحا بهذا الشرف العظيم الذي لم ينله أحد غيره من العالمين.
ويشرع الفرح كذلك يا عباد الله بتمام الطاعات، قال رسول الله ع:...للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه.) فافرحوا يا عباد الله بتمام شهر الصيام
أبو سعيد الخدري ((إنا كذلك، يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر فقال: يا رسول الله! أى الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء ثم الصالحون، وقد كان أحدهم يبتلى بالفقر، حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء، من أحدكم بالعطاء
صحيح الأدب المفرد 395
فرحة الصائم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى