ابو اسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بأى عيد نفرح..؟!خطبة عيد الأضحى
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا من يهده الله فلا فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ([1])
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ([2]) [sup] [/sup]
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
الله أكبر .... الله أكبر ، لا إله إلا الله .. الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد.
أحبتى في الله:
أعلم أن اليوم عيد ومن حقنا أن نفرح .. ولقلوبنا أن تسعد
ولكن بأى عيد تفرح وبأى قلب نسعد؟!
والله إن العين لتدمع وإن القلب ليخزن لما آل إليه أمر المسلمين .فإن المـامل لأحوال الأمة سبكى دماً بدل الدمع!!
ففى كل بلد على الإسلام دائرةٌ | ينهدُّ من هولها رضوى وثهلانُ | |
ذبحٌ وصلبًٌ وتقتيلٌ بأخوتِنا | كما أُعدت لتُشفِْىَ الحقدَ نيرانُ | |
يستصرخون ذوى الإيمانَ عِاطفةً | فلم يغثْهم بيوم الروْع أعَوانُ | |
فهل هذه غيْرةٌ أم هذه ضَعَةٌ | للكفر ذكرٌ وللاسلامِ نسيانُ |
*
فبأى عيد تفرح أيها المسلم، وبأى قلب تسعد؟! وولدك في البوسنة: قد شوى على
النار ، أمام والده ولمَّا تمَّ شيُّه قطعوه قطعاً ,أجبروا أباه تحت
التهديد والوعيد على أن يأكل من لحم طفله فلذة كبده وثمرِة فؤاده ، ثم بعد
ذلك أطلقوا عليه النيران فَقتلوه!!
* فبأى عيد تفرح أيها المسلم وبأى قلب تسعد؟!
وأخوك قد هدم بيته ، وشرد أهله ، وسلبت أرضه ، وسفكت دماؤه، ومزقت أشلاؤه.
* فبأى عيد تفرح أيها المسلم وبأى قلب تسعد؟!
وأختك
في البوسنة قد انتهك عرضها ..، وضاع شرفها ..، وها هى أخيراً تصرخ قائلة:
أن اقتلونى ..، واقتلوا العار الذى أحمله بين أحشائي هذا هو رجاؤها الأخير
بعد ما صرخت طويلاً..، طويلاً..!!
وا إسلاماه ..وا إسلاماه .. وامعتصماه
ولكن ....
* ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح. ذبحوا الصبىَّ وأمَّه وفتاتها ذاتَ الوشاح.
وعدوا على الأعراض في انتشاء وانشراح.
يا ألف مليونٍ وأين هموا إذا دعت الجراح.
ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح.مع أنه يقول كما في الصحيحين من حديث النعمان بن البشير:«مَثَلُ
الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ
الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ
بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى »([4]).
فبأى عيد تفرح أيها المسلم وبأى قلب تسعد؟!
وبرك
الدماء وأكوام الأشلاء تجسد الفجيعة وتحكى المأساة فلا زالت أحداث
المسرحية الهزلية المحرقة تمارسُ على خشبة المسرح العالمى..، في البوسنة
..، في الصومال ..، في كشمير..، في أوغندا ..، في الفلبين .., في بورما..،
في تركستان..، في طاجكستان..، في كمبوديا..، في سيريلانكا..، في فلسطين ..،
في أفغانستان..، في الجزائر ..، وأخيراً في اليمن.
ولا
زال المشاهدون من جميع أنحاء العالم قابعين في مقاعدهم ، منهم من يبارك
هذه التصفية الجسدية، والتفرقة العنصرية ، ومنهم من جلس يبكى ويمسح عينه
بمنديل حريرى ، ولكنه ما زال قبعاً في مقعده ، ليشهد آخر فصول المسرحية!!
مُتْمْ قروناً والمُحَاق الأعمى يليه مُحاق.
أىُّ شئ في عالم الغاب نحن أدميون أم نعاج نساق.
يا قطيعاً من ألف مليون رأسٍ صار نهباً يجرى عليه السابق.
نحن لحم للوحش والطير منا الجثث الحمر والدَّم الدفاق.
وعلى المحصنات تبكى البواكى يا لعرض الإسلام كيف يراق.
قد هوينا لما هوت وأعدوا، وأعدوا من الردى ترياق.
واقتلعنا الإيمان فاسودت الدنيا علينا واسودت الأعماق.
وإذا الجذر مات في باطن الأرض تموت الأغصان والأوراق.
ما الذى حدث؟ وما الذى جرى لأمة .دستورها هو القرآن ..، ونبيُها هو محمدٌ عليه الصلاة والسلام.
ما الذى غيرها وما الذى بدَّلها؟
ذلت بعد عزة..!!
وضعفت بعد قوة..!!
وجَهلت بعد علم ..!!
* وأصبحت في ذيل القافلة الإنسانية بعد أن كانت تقود الإنسانية بجدارة واقتدار.
*
وأصبحت تتسولُ على موائد الفكر الإنسانى ، بعد أن كانت منارة تهدى
الحيارى، والتائهيين، الذى أحرقهم لفحُ الهاجرِة القاتل وأرهقهم طول المشى
في التيه والظلام.
*
وأصبحت الأمةُ تتأرجح في سيرها بل ولا تعرفُ طريقها الذى يجبُ عليها أن
تسلكه بعد أن كانت الدليلَ الحاذق في الدروب المتشابكة في الصحراء المهلكة
التى لا يهتدى للسير فيها إلاَّ الأدلاء المجربون.
* أهذه هى الأمة التى وصفها الله بالخيرية في قوله سبحانه:
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ([5])
أهذه هى الأمة التى وصفها الله بالوسطية ..!؟ فقال سبحانه:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ([6])
أهذا هى الأمة التى وصفها الله بالوحدة..!؟ في قوله جل وعلا:
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى