رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة : المثل القرآني وأحداث الأمة
معاشر المؤمنين ..
القرآن كتاب الله المبين لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد ، أنزل الله هذا القرآن ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، قال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِين * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (15-16) سورة المائدة
ومن صور هداية القرآن لأهل الايمان ان ضرب الامثال التي تصور المعاني بأبهى الصور ،وتجلّي الحقائق بابلغ بيان ، تحاكي مايراه المؤمنون في واقع حياتهم من صراع بين الحق والباطل،فيزدادوا ايمانا الى ايمانهم ، ويستيقنوا سبيل ربهم ، ويعرفوا الحق من الباطل. واليكم –عبادالله- مثالا بليغا في عرضه وتصويره مبهرا في بيانه وتمثيله ، قال عزّوجل:
"أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال"(الرعد 17)
هذا مثل ضربه الله للحق والباطل والإيمان والكفر ، مثل الحق في ثباته والباطل في اضمحلاله مثل ماء أنزله الله من السماء إلى الأرض فسالت أودية بقدرها من هذا الماء واحتملته بسعتها او ضيقها ،والاودية هنا مثل للقلوب يقبل كل منها الحق والهداية حسب ايمانه وصفائه واخلاصه ويقينه،ويتحقق انتفاع المرء من الحق والقرآن على قدر ايمانه وصفاء قلبه واخلاصه، ثم يقول الحق جلّ وعلا{ فاحتمل السيل زبدا رابيا } أي : فاحتمل السيل الذي حدث عن ذلك الماء الذي أنزله الله من السماء زبدا عاليا ظاهرا على السطح, فالحق مثله الماء الباقي الذي أنزله الله من السماء , والزبد الذي لا ينتفع به هو الباطل .
والمثل الآخر للحق والباطل مثل الفضة أو الذهب الذي يوقد عليه الناس في النار طلب حلية يتخذونها أو متاع { ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية اومتاع} من هذه الأشياء زبد اخر مثل زبد السيل لا ينتفع به بل يرمى ويهمل , كما لا ينتفع بزبد السيل ويذهب باطلا .ثم يقول الله تعالى : { كذلك يضرب الله الحق والباطل } اي كذلك بين الله الإيمان بنفعه وفلاح صاحبه ،والكفر في بطلانه وخيبة صاحبه بالباقي النافع من ماء السيل وخالص الذهب والفضة , كذلك يمثل الله الحق والباطل ., عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } فهذا مثل ضربه الله احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها , فأما الشك فلا ينفع معه العمل , وأما اليقين فينفع الله به أهله , وهو قوله : { فأما الزبد فيذهب جفاء } وهو الشك , { وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } وهو اليقين , كما يجعل الحلي في النار , فيؤخذ خالصه ويترك خبثه في النار , فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك .
معاشر المؤمنين ..
يصور لنا هذا المثل القرآني واقعا مشاهدا محسوسا لإمتنا اليوم ، لما نشاهده من صراع بين الحق ودعاته والباطل وطغاته ، بين الخير وحملته وبين الشر ومجرميه، بين الايمان ورايته والطغيان وسطوته ، نرى سطوة الظلم وعلوالشر والطغيان وظهوره واعلامه الذي يزور الحقائق فيكذب الصادق ويصدق الكاذب ، ويخوّن الامين ويؤمّن الخائن ، اعلام كاذب يؤله الطغاة، ويشرع ظلمهم وطغيانهم، ويبيح سفكهم الدماء وسجنهم الابرياء ،ويتهم كل من يقف امام ظلمهم وجبروتهم بالارهاب والاجرام والخيانة ،فيستحلون قتل المئات وسجن الالاف رجالا ونساءا.
كل هذا –عبادالله-يقول عنه القرآن انه زبد سرعان مايذهب جفاءا وان بدا مستعليا وظاهرا ، اما الحق والايمان ، ، فهو النافع الذي سيبقى وسيظهر وسيعلو ، قال تعالى:" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (الأنبياء : 18) نسأل الله تعالى أن يعجل النصر المبين والفرج والقريب لعباده المؤمنين والمستضعفين ، اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين ..
بعد هذا البيان القرآني البديع ، نتساءل عما يجب علينا جميعا ، تجاهه وازاء واقع امتنا اليوم، نقول عبادالله ان الواجب على المسلم ان لايتزعزع شبرا عن ايمانه بربه وتمسكه بشرعه ونصرته للحق وولاءه لله ورسوله والمؤمنين ، من الواجب الا ننخدع مطلقا لظهور الباطل وعلوه،او ننبهر بسلطانه وسطوته،او ننجر وراء كذبه واعلامه، فتتزعزع القلوب بالشك وتقنط باليأس ،او تنخدع بتأييد الظلم والاعتذار للطغيان ، فالمرء –عبادالله- مساءل ومسؤول عن موقفه ومؤاخذ بعمله ولسانه ، ثم على من وقعوا تحت سطوة الظالمين ان يتسلحوا بالايمان والتقوى ويتزودوا بالصبر واليقين بنصر الله ويتجملوا بالوحدة والثبات ، وان يستجيبوا لأمر الله تعالى:" ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "
الخطيب / يحيى العقيلي
معاشر المؤمنين ..
القرآن كتاب الله المبين لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد ، أنزل الله هذا القرآن ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، قال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِين * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (15-16) سورة المائدة
ومن صور هداية القرآن لأهل الايمان ان ضرب الامثال التي تصور المعاني بأبهى الصور ،وتجلّي الحقائق بابلغ بيان ، تحاكي مايراه المؤمنون في واقع حياتهم من صراع بين الحق والباطل،فيزدادوا ايمانا الى ايمانهم ، ويستيقنوا سبيل ربهم ، ويعرفوا الحق من الباطل. واليكم –عبادالله- مثالا بليغا في عرضه وتصويره مبهرا في بيانه وتمثيله ، قال عزّوجل:
"أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال"(الرعد 17)
هذا مثل ضربه الله للحق والباطل والإيمان والكفر ، مثل الحق في ثباته والباطل في اضمحلاله مثل ماء أنزله الله من السماء إلى الأرض فسالت أودية بقدرها من هذا الماء واحتملته بسعتها او ضيقها ،والاودية هنا مثل للقلوب يقبل كل منها الحق والهداية حسب ايمانه وصفائه واخلاصه ويقينه،ويتحقق انتفاع المرء من الحق والقرآن على قدر ايمانه وصفاء قلبه واخلاصه، ثم يقول الحق جلّ وعلا{ فاحتمل السيل زبدا رابيا } أي : فاحتمل السيل الذي حدث عن ذلك الماء الذي أنزله الله من السماء زبدا عاليا ظاهرا على السطح, فالحق مثله الماء الباقي الذي أنزله الله من السماء , والزبد الذي لا ينتفع به هو الباطل .
والمثل الآخر للحق والباطل مثل الفضة أو الذهب الذي يوقد عليه الناس في النار طلب حلية يتخذونها أو متاع { ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية اومتاع} من هذه الأشياء زبد اخر مثل زبد السيل لا ينتفع به بل يرمى ويهمل , كما لا ينتفع بزبد السيل ويذهب باطلا .ثم يقول الله تعالى : { كذلك يضرب الله الحق والباطل } اي كذلك بين الله الإيمان بنفعه وفلاح صاحبه ،والكفر في بطلانه وخيبة صاحبه بالباقي النافع من ماء السيل وخالص الذهب والفضة , كذلك يمثل الله الحق والباطل ., عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } فهذا مثل ضربه الله احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها , فأما الشك فلا ينفع معه العمل , وأما اليقين فينفع الله به أهله , وهو قوله : { فأما الزبد فيذهب جفاء } وهو الشك , { وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض } وهو اليقين , كما يجعل الحلي في النار , فيؤخذ خالصه ويترك خبثه في النار , فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك .
معاشر المؤمنين ..
يصور لنا هذا المثل القرآني واقعا مشاهدا محسوسا لإمتنا اليوم ، لما نشاهده من صراع بين الحق ودعاته والباطل وطغاته ، بين الخير وحملته وبين الشر ومجرميه، بين الايمان ورايته والطغيان وسطوته ، نرى سطوة الظلم وعلوالشر والطغيان وظهوره واعلامه الذي يزور الحقائق فيكذب الصادق ويصدق الكاذب ، ويخوّن الامين ويؤمّن الخائن ، اعلام كاذب يؤله الطغاة، ويشرع ظلمهم وطغيانهم، ويبيح سفكهم الدماء وسجنهم الابرياء ،ويتهم كل من يقف امام ظلمهم وجبروتهم بالارهاب والاجرام والخيانة ،فيستحلون قتل المئات وسجن الالاف رجالا ونساءا.
كل هذا –عبادالله-يقول عنه القرآن انه زبد سرعان مايذهب جفاءا وان بدا مستعليا وظاهرا ، اما الحق والايمان ، ، فهو النافع الذي سيبقى وسيظهر وسيعلو ، قال تعالى:" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (الأنبياء : 18) نسأل الله تعالى أن يعجل النصر المبين والفرج والقريب لعباده المؤمنين والمستضعفين ، اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين ..
بعد هذا البيان القرآني البديع ، نتساءل عما يجب علينا جميعا ، تجاهه وازاء واقع امتنا اليوم، نقول عبادالله ان الواجب على المسلم ان لايتزعزع شبرا عن ايمانه بربه وتمسكه بشرعه ونصرته للحق وولاءه لله ورسوله والمؤمنين ، من الواجب الا ننخدع مطلقا لظهور الباطل وعلوه،او ننبهر بسلطانه وسطوته،او ننجر وراء كذبه واعلامه، فتتزعزع القلوب بالشك وتقنط باليأس ،او تنخدع بتأييد الظلم والاعتذار للطغيان ، فالمرء –عبادالله- مساءل ومسؤول عن موقفه ومؤاخذ بعمله ولسانه ، ثم على من وقعوا تحت سطوة الظالمين ان يتسلحوا بالايمان والتقوى ويتزودوا بالصبر واليقين بنصر الله ويتجملوا بالوحدة والثبات ، وان يستجيبوا لأمر الله تعالى:" ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون "
الخطيب / يحيى العقيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى