ابو اسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
وسيلة دعوية للمرأة المسلمة
سنبلة الأبناء
* جل حديثها عن إبنها لا يتجاوز صحته وسمنته.. وماذا أكل وماذا شرب.. وكم
تعاني من السهر في حال إعتلال صحته.. ولكنها ما ألقت بالا لتربيته ولا تحرت
الصحبة الطيبة..
تجهد نفسها لزيادة كيلو جرام أو اثنين من كتل اللحم والشحم البشري.. ونسيت الأهم.
وأفاقت يوما فإذا بالطفل أصبح رجلا مكتنزا لحما وشحما كما أرادت.. يأكل ويشرب ويجلجل صوته في المجلس..
لكنه لا يصلي.. ألتفتت خلفها فإذا صغار أختها يؤدون الصلاة ويؤمهم ابن سبع
سنين وقد حفظ أجزاء من القرآن. عندها تأكدت أنها لم تكن عرينا لأسود بل
مزرعة للتسمين.
* تولي أبناءها عناية خاصة وترى أنهم عماد الأمة مستقبلا وهم أحفاد السلف
الصالح.. تحتسب الأجر في تربيتهم وتدفعهم إلى المعالي.. ترسخ في نفوسهم
القيم الفاضلة.. تروي لهم سيرة الرسول ودعوته وصبره ومعاناته وسيرة أصحابه
والعلماء الأخيار حتى تغرس في نفوسهم الصافية محبة هذا الدين ومحبة حمل هذا
الدين.
* لمحبتها لهذا الدين ولأنها ترى أن خيروسيلة للدعوة هي تربية النشء على
الطاعة والعبادة وبعدهم عن مواطن الشبه والريب.. قررت أن تعتذر عن بعض
المناسبات حفاظا على صغارها من رؤية بعض المنكرات..
تعتذر وهي فرحة بما تقدم لابنائها من جلوس في المنزل وبعد عن مالا تحب..
رزقها الله التوفيق وأخذ بيدها.. كبر الصغير وحفظ القرآن وظهرت عليه أمارات
النباهة والفطانة.. وقالت في نفسها.. الحمد لله.. قدمته للأمة رجلا صالحا
مقيما لحدود الله وقافا عند أوامره مبتعدا عن نواهيه.
* حرصت على أن تحفظ ابنها من المزالق وتحميه من الانحراف.. وأن تكثر أمة
محمد- صلى الله عليه وسلم - فدفعت بابنها إلى الزواج وهو في سن الثامنة
عشرة.. تعجب الكثير ولكن عندما أصبح الأمر واقعا تغيرت نظرة الكثير ممن
حولهم وتيقنوا أن تلك السن سن طبيعية للزواج..
سنبلة الأبناء
* جل حديثها عن إبنها لا يتجاوز صحته وسمنته.. وماذا أكل وماذا شرب.. وكم
تعاني من السهر في حال إعتلال صحته.. ولكنها ما ألقت بالا لتربيته ولا تحرت
الصحبة الطيبة..
تجهد نفسها لزيادة كيلو جرام أو اثنين من كتل اللحم والشحم البشري.. ونسيت الأهم.
وأفاقت يوما فإذا بالطفل أصبح رجلا مكتنزا لحما وشحما كما أرادت.. يأكل ويشرب ويجلجل صوته في المجلس..
لكنه لا يصلي.. ألتفتت خلفها فإذا صغار أختها يؤدون الصلاة ويؤمهم ابن سبع
سنين وقد حفظ أجزاء من القرآن. عندها تأكدت أنها لم تكن عرينا لأسود بل
مزرعة للتسمين.
* تولي أبناءها عناية خاصة وترى أنهم عماد الأمة مستقبلا وهم أحفاد السلف
الصالح.. تحتسب الأجر في تربيتهم وتدفعهم إلى المعالي.. ترسخ في نفوسهم
القيم الفاضلة.. تروي لهم سيرة الرسول ودعوته وصبره ومعاناته وسيرة أصحابه
والعلماء الأخيار حتى تغرس في نفوسهم الصافية محبة هذا الدين ومحبة حمل هذا
الدين.
* لمحبتها لهذا الدين ولأنها ترى أن خيروسيلة للدعوة هي تربية النشء على
الطاعة والعبادة وبعدهم عن مواطن الشبه والريب.. قررت أن تعتذر عن بعض
المناسبات حفاظا على صغارها من رؤية بعض المنكرات..
تعتذر وهي فرحة بما تقدم لابنائها من جلوس في المنزل وبعد عن مالا تحب..
رزقها الله التوفيق وأخذ بيدها.. كبر الصغير وحفظ القرآن وظهرت عليه أمارات
النباهة والفطانة.. وقالت في نفسها.. الحمد لله.. قدمته للأمة رجلا صالحا
مقيما لحدود الله وقافا عند أوامره مبتعدا عن نواهيه.
* حرصت على أن تحفظ ابنها من المزالق وتحميه من الانحراف.. وأن تكثر أمة
محمد- صلى الله عليه وسلم - فدفعت بابنها إلى الزواج وهو في سن الثامنة
عشرة.. تعجب الكثير ولكن عندما أصبح الأمر واقعا تغيرت نظرة الكثير ممن
حولهم وتيقنوا أن تلك السن سن طبيعية للزواج..
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة "ابتلاءات يوسف عليه السلام"
الحمد لله الذي هدانا للإيمان وأكرمنا بالإسلام،، الحمد لله الذي شرفنا بالقرآن ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولّي من الذّل وكبره تكبيرا ، وأشهد إلا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام واتقى من تهجد وقام،، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد ،،، فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى ، قال تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب "
معاشر المؤمنين ..
نقف اليوم مع قصة من أعجب القصص بل هي من أحسن القصص ، سماها بذلك اللطيف الخبير وأنزلها كاملة على نبي الهدى صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، أنزلها تثبيتا لقلبه ، ومواساة لمعاناته وهو يبلغ قريشا رسالة ربه، إنها قصة الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ، قصة نبي الله يوسف عليه السلام ففيها الاحداث العجيبة والمواقف العصيبة والعبر المفيدة والدروس البليغة ، لن يتسع المقام لاستعراضها جميعا ، ولكننا نقف معها اليوم لعلاج مايواجهه كل منا في حياته ، نقف مع القضية المركزية التي دارت حولها قصة يوسف عليه السلام لنستلهم منها مايحتاجه كل فرد في المجتمع ، انها قضية الابتلاء التي هي من سنن الله تعالى في خلقة :"الم أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمّنا وهم لايفتنون ، ولقد فتّنا الذين من قبلهم فليعلمّن الله الذين صدقوا وليعلمّن الكاذبين " ، نعم ياعباد الله فكل احداث قصة يوسف عليه السلام تدور حول الابتلاء الذي تعرض له يوسف عليه السلام بأشكاله المختلفة التي سنعرضها لنرى كيف علّمنا القرآن سبيل النجاة من كل ابتلاء منها، لتكون زادا لحياتنا وعلاجا لمشاكلنا ، فارعوا أسماعكم وأيقظوا قلوبكم فإن في لذكرى لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد.
معاشر المؤمنين
تبدأ ابتلاءات يوسف عليه السلام برؤياه التى رأى بها احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فحذّرّه أبوه يعقوب عليه السلام أن يقصّها على أخوته خوفا من أن يحسدوه، فقد كانت الرؤيا إشارة تكريم له وتشريف ، فكان حسدهم له اول ابتلاءاته :" إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين "والحسد آفة الافات ،وكثيرا مايتعرض بعضنا له فكيف عالجه يوسف عليه السلام ؟ لقد امتثل لنصيحة والده فلم يتباهى امام أخوته ،بها بل التزم الصمت ،وعاشرهم بالاحسان والمودة والتودد، ليستل مافي قلوبهم من حسد ،وهكذا ينبغي لأحدنا أن يفعل اذا وجد من غيره حسدا على نعمة أن يتعاهده بالمودة والاحسان، ويحذر من التباهي والتفاخر عليه فهذا مما يوغر الصدور ويولد الحسد.
وتمضي الابتلاءات بيوسف عليه السلام ليتعرض لابتلاء الاعتداء والتآمر عليه والالقاء في الجّب من أقرب الناس اليه ، وكان ابتلاءا شديدا ان يتعرّض للاذى من أقرب الناس اليه ،
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد
ويلقى عليه السلام بالجّب وحيدا فريدا لا أنيس ولاصديق، في ظلمة الجب ووحشته "فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون" عندها لاملجأ الا الى الله ،ولامعين الا الله، ولاأنيس الا الله ،جاءته البشارة من الله لتطمئن قلبه ،وتهديء من روعه، وهذا هو السبيل- عبادالله -عند اشتداد البلاء ووقوع الظلم والاذى أن يلجأ المؤمن الى الله، فبذكر الله تطمئن القلوب، وبتقوى الله تفرّج الكروب ،وبالتوكل على الله تزال الخطوب. "ومن يتوكل على فهو حسبه ".
معاشر المؤمنين
ليس ابتلاء أشد من الاستعباد والّذل وتقييد الحرية، بعد الشرف والرفعة والسيادة، وهذا هو الابتلاء الثالث الذي تعرض له يوسف عليه السلام ، مرّت قافلة سيارة فأدلى ساقيهم دلوه في البئر فتشبث به يوسف، فلما استخرجه صاح بقومه مبشّرا بما لقيه فأسّروه بضاعه، وباعوه بثمن بخس :" وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين " وهو الكريم ابن الكريم سليل الانبياء يباع كالعبيد ،ولكنه عليه السلام صبر لهذا البلاء ،فالصبر زاد لاينفد وعلاج لايفشل ،لاسيما من كان صبره لله وبالله ومع الله :" واصبر وماصبرك الا بالله ولاتحزن عليهم ولاتكن في ضيق مما يمكرون " فاز الصابرون بمعية الله وكفايته فالله مع الصابرين ، فكيف يبأس من كان الله معه ؟ . وينتقل يوسف عليه السلام من تلك المحن المتتابعة الى احوال جديدة ، انتقل من وحشة اليئر الى سعة القصر ،يخدم في بيت عزيز مصر وزير الملك الذي يحسن اليه ويكرم مثواه ليعيش حياة فيها سعة في الرزق ورفاهية في العيش ،فهل انتهت الابتلاءات وهل تحقق المقصود وهل تمت الرسالة؟
لاياعباد الله فمالبث يوسف عليه السلام أن تعرض لايتلاء شديد قلّ من ينجو منه ، انه ابتلاء الشهوة والرغبة ، ابتلاء الاغراء والاغواء وفتنة النساء ، فقد حاز عليه السلام على جمال الصورة، فقد أوتي شطر الحسن، وبلغ من الفتوة والرجولة مابلغ، ثم هو غريب لايعرفه احد تسهل الفاحشة عليه، والادهى من ذلك وأمّر أن تدعوه سيدته لذلك، بل تهيء الاجواء وتغلّق الابواب و تراوده عن نفسه ، واسمعوا للقرآن يحكي هذا الابتلاء :" وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " فتنة عظيمة وابتلاء شديد فكيف نجا منه يوسف عليه السلام ، وهل توقفت الابتلاءات عنه ،هذا ماسنعلمه في سياق السورة
نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الفتن وأن يحفظنا من الزلل وأن يهدينا بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الودود الشكور ،، الحمد لله العزيز الغفور،، وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له ، أحمده وأشكره وأتوب اليه وأستغفره،، وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله النبي المجتبى والرسول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
معاشر المؤمنين
لقد نجى الله تعالى نبيه الكريم يوسف عليه السلام من ابتلاء فتنة النساء لأنه أخلص لله تعالى في عبادته ،فأخلصه الله لطاعته ، واختاره لنبوته ،واصطفاه لرسالته، ونجاه من السوء والفحشاء ،قال تعالى:" ولقد هّمت به وهّم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين " لقد همّت هي بالسوء، أما هو فقد رأى برهان ربه فلم يهّم بسوء واستعصم بالله تعالى ،كما شهدت هي بذلك وقالت للنساء :" قالت فذلكّن الذي لمتّنّني فيه ولقد راودّته عن نفسه فاسّتعصم ولئنّ لم يفعل ما آمره ليسجّنّن وليكونا من الصّاغرين " ،فمن اتقى الله حفظه وكفاه، كما أوصىى رسول لله صلى الله عليه وسلم ابن عباس :"احفظ الله يحفظك" فالعفة عباد الله- انما تغرس في القلب اذا استجمع المرء قواعدها واسبابها من الصبر والحياء ومراقبة الله ‘حرّي بشبابنا أن يقتدوا بيوسف عليه السلام بعفته وطهارته وهم يتعرضون للفتن صباحا ومساءا امام موجات الاباحية والانحلال ومخططات اعداء الاسلام لإغواء شبابه وافسادهم فهل ندرك ذلك المكر وهل نستبين سبيل المجرمين "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " . هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة ، والحمد لله رب العالمين .
الخطيب / يحيى سليمان العقيلي
الحمد لله الذي هدانا للإيمان وأكرمنا بالإسلام،، الحمد لله الذي شرفنا بالقرآن ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولّي من الذّل وكبره تكبيرا ، وأشهد إلا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام واتقى من تهجد وقام،، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد ،،، فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى ، قال تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب "
معاشر المؤمنين ..
نقف اليوم مع قصة من أعجب القصص بل هي من أحسن القصص ، سماها بذلك اللطيف الخبير وأنزلها كاملة على نبي الهدى صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، أنزلها تثبيتا لقلبه ، ومواساة لمعاناته وهو يبلغ قريشا رسالة ربه، إنها قصة الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ، قصة نبي الله يوسف عليه السلام ففيها الاحداث العجيبة والمواقف العصيبة والعبر المفيدة والدروس البليغة ، لن يتسع المقام لاستعراضها جميعا ، ولكننا نقف معها اليوم لعلاج مايواجهه كل منا في حياته ، نقف مع القضية المركزية التي دارت حولها قصة يوسف عليه السلام لنستلهم منها مايحتاجه كل فرد في المجتمع ، انها قضية الابتلاء التي هي من سنن الله تعالى في خلقة :"الم أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمّنا وهم لايفتنون ، ولقد فتّنا الذين من قبلهم فليعلمّن الله الذين صدقوا وليعلمّن الكاذبين " ، نعم ياعباد الله فكل احداث قصة يوسف عليه السلام تدور حول الابتلاء الذي تعرض له يوسف عليه السلام بأشكاله المختلفة التي سنعرضها لنرى كيف علّمنا القرآن سبيل النجاة من كل ابتلاء منها، لتكون زادا لحياتنا وعلاجا لمشاكلنا ، فارعوا أسماعكم وأيقظوا قلوبكم فإن في لذكرى لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد.
معاشر المؤمنين
تبدأ ابتلاءات يوسف عليه السلام برؤياه التى رأى بها احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فحذّرّه أبوه يعقوب عليه السلام أن يقصّها على أخوته خوفا من أن يحسدوه، فقد كانت الرؤيا إشارة تكريم له وتشريف ، فكان حسدهم له اول ابتلاءاته :" إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين "والحسد آفة الافات ،وكثيرا مايتعرض بعضنا له فكيف عالجه يوسف عليه السلام ؟ لقد امتثل لنصيحة والده فلم يتباهى امام أخوته ،بها بل التزم الصمت ،وعاشرهم بالاحسان والمودة والتودد، ليستل مافي قلوبهم من حسد ،وهكذا ينبغي لأحدنا أن يفعل اذا وجد من غيره حسدا على نعمة أن يتعاهده بالمودة والاحسان، ويحذر من التباهي والتفاخر عليه فهذا مما يوغر الصدور ويولد الحسد.
وتمضي الابتلاءات بيوسف عليه السلام ليتعرض لابتلاء الاعتداء والتآمر عليه والالقاء في الجّب من أقرب الناس اليه ، وكان ابتلاءا شديدا ان يتعرّض للاذى من أقرب الناس اليه ،
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد
ويلقى عليه السلام بالجّب وحيدا فريدا لا أنيس ولاصديق، في ظلمة الجب ووحشته "فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون" عندها لاملجأ الا الى الله ،ولامعين الا الله، ولاأنيس الا الله ،جاءته البشارة من الله لتطمئن قلبه ،وتهديء من روعه، وهذا هو السبيل- عبادالله -عند اشتداد البلاء ووقوع الظلم والاذى أن يلجأ المؤمن الى الله، فبذكر الله تطمئن القلوب، وبتقوى الله تفرّج الكروب ،وبالتوكل على الله تزال الخطوب. "ومن يتوكل على فهو حسبه ".
معاشر المؤمنين
ليس ابتلاء أشد من الاستعباد والّذل وتقييد الحرية، بعد الشرف والرفعة والسيادة، وهذا هو الابتلاء الثالث الذي تعرض له يوسف عليه السلام ، مرّت قافلة سيارة فأدلى ساقيهم دلوه في البئر فتشبث به يوسف، فلما استخرجه صاح بقومه مبشّرا بما لقيه فأسّروه بضاعه، وباعوه بثمن بخس :" وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين " وهو الكريم ابن الكريم سليل الانبياء يباع كالعبيد ،ولكنه عليه السلام صبر لهذا البلاء ،فالصبر زاد لاينفد وعلاج لايفشل ،لاسيما من كان صبره لله وبالله ومع الله :" واصبر وماصبرك الا بالله ولاتحزن عليهم ولاتكن في ضيق مما يمكرون " فاز الصابرون بمعية الله وكفايته فالله مع الصابرين ، فكيف يبأس من كان الله معه ؟ . وينتقل يوسف عليه السلام من تلك المحن المتتابعة الى احوال جديدة ، انتقل من وحشة اليئر الى سعة القصر ،يخدم في بيت عزيز مصر وزير الملك الذي يحسن اليه ويكرم مثواه ليعيش حياة فيها سعة في الرزق ورفاهية في العيش ،فهل انتهت الابتلاءات وهل تحقق المقصود وهل تمت الرسالة؟
لاياعباد الله فمالبث يوسف عليه السلام أن تعرض لايتلاء شديد قلّ من ينجو منه ، انه ابتلاء الشهوة والرغبة ، ابتلاء الاغراء والاغواء وفتنة النساء ، فقد حاز عليه السلام على جمال الصورة، فقد أوتي شطر الحسن، وبلغ من الفتوة والرجولة مابلغ، ثم هو غريب لايعرفه احد تسهل الفاحشة عليه، والادهى من ذلك وأمّر أن تدعوه سيدته لذلك، بل تهيء الاجواء وتغلّق الابواب و تراوده عن نفسه ، واسمعوا للقرآن يحكي هذا الابتلاء :" وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون " فتنة عظيمة وابتلاء شديد فكيف نجا منه يوسف عليه السلام ، وهل توقفت الابتلاءات عنه ،هذا ماسنعلمه في سياق السورة
نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الفتن وأن يحفظنا من الزلل وأن يهدينا بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الودود الشكور ،، الحمد لله العزيز الغفور،، وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له ، أحمده وأشكره وأتوب اليه وأستغفره،، وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله النبي المجتبى والرسول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
معاشر المؤمنين
لقد نجى الله تعالى نبيه الكريم يوسف عليه السلام من ابتلاء فتنة النساء لأنه أخلص لله تعالى في عبادته ،فأخلصه الله لطاعته ، واختاره لنبوته ،واصطفاه لرسالته، ونجاه من السوء والفحشاء ،قال تعالى:" ولقد هّمت به وهّم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين " لقد همّت هي بالسوء، أما هو فقد رأى برهان ربه فلم يهّم بسوء واستعصم بالله تعالى ،كما شهدت هي بذلك وقالت للنساء :" قالت فذلكّن الذي لمتّنّني فيه ولقد راودّته عن نفسه فاسّتعصم ولئنّ لم يفعل ما آمره ليسجّنّن وليكونا من الصّاغرين " ،فمن اتقى الله حفظه وكفاه، كما أوصىى رسول لله صلى الله عليه وسلم ابن عباس :"احفظ الله يحفظك" فالعفة عباد الله- انما تغرس في القلب اذا استجمع المرء قواعدها واسبابها من الصبر والحياء ومراقبة الله ‘حرّي بشبابنا أن يقتدوا بيوسف عليه السلام بعفته وطهارته وهم يتعرضون للفتن صباحا ومساءا امام موجات الاباحية والانحلال ومخططات اعداء الاسلام لإغواء شبابه وافسادهم فهل ندرك ذلك المكر وهل نستبين سبيل المجرمين "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " . هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة ، والحمد لله رب العالمين .
الخطيب / يحيى سليمان العقيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى