رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
العمل الوظيفي بين الأمانة والإتقان (رؤية شرعية ) 15/1/1431هـ
د.محمد بن عدنان السمان / خطيب جامع الجهيمي بالرياض
الحمد لله العلي الكبير العظيم القدير والصلاة والسلام على البشير النذير وعلى
آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فاتقوا الله معاشر المسلمين ، واحمدوا ربكم واشكروه في كل وقت وفي كل حين اشكروه على نعمة الإيمان ونعمة القرآن ونعمة الأمن والأمان.
أيها المصلون : موضوعنا في هذه الخطبة كنت أرغب أن ألقيه على مسامعكم الكريمة قبل أكثر من أربعة أسابيع ، لكن توالي المناسبات من انقضاء الحج ونهاية العام الماضي وبداية عام جديد ويوم عاشوراء جعلني ملزما ً أن أؤجله لهذا الوقت وأرجوا أن هذا التأخير أعطاه مزيد بحث وتأمل ، وسيعطيه بإذن الله منكم مزيد اهتمام وعناية .
لقد تعددت الرؤى بعد الفاجعة التي حدثت في مدينة جدة في شهر ذي الحجة الماضي بعد تلك السيول التي خلفت كثيراً من الخسائر البشرية والمادية ، التي نسأل الله أن يرحم الموتى وأن يشفي المرضى وأن يخلف على المتضررين بخير .
أقول تعددت الرؤى إلى أن صدر من مقام خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ذلك القرار التاريخي والأمر الملكي والذي تضمن مجموعة من الحلول الآنية والمستقبلية ، لكن يهمني في مقامي هذا وجعلت ذلك كالمقدمة لحديثنا في هذه الخطبة ما يتعلق فيما ورد فيه بالنص التالي حيث قال أيده الله : ( واضطلاعاً بما يلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه - جهاتاً وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة ، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به ، أخذاً في الاعتبار مسؤولية الجهات المعنية كل فيما يخصه أمام الله تعالى ، ثم أمامنا عن حسن أدائها لمهماتها ومسؤولياتها ، والوفاء بواجباتها ، مدركين أنه لا يمكن إغفال أن هناك أخطاءً أو تقصيراً من بعض الجهات ) .
إن هذه النظرة الفاحصة من ولي أمرنا وفقه الله تذكرنا بواجب عظيم من الواجبات التي يجب أن نذكر بها أنفسنا بين فينة وأخرى ، ووقت وآخر ، لأن أصل المحاسبة من الله قبل كل شيء .
إن الوظيفة التي يتوبئها الإنسان في هذه الحياة وخاصة تلك الوظيفة التي يستلم الموظف مقابلاً مالياً عليها سواءً كانت من القطاع الحكومي أو الخاص يقضي فيها خلال اليوم والليلة ما يقارب ثلث يومه أو يزيد ، وبعد هذه المقدمة وإذا كان ذلك كذلك فعنوان خطبتنا لهذا اليوم ( العمل الوظيفي بين الأمانة والإتقان ) ، ولنا مع هذا الموضوع مجموعة من الوقفات :
الوقفة الأولى :الإخلاص ركن من أركان العمل الصالح المقبول والمأجور عند الله ، فلنذكر أنفسنا بتجديد الإخلاص لله سبحانه وتعالى في أعمالنا الوظيفية ، وأنها أولاً ابتداءً ابتغاء وجه الله نريد منها النفع لديننا وبلدنا وأمتنا ، نريد منها المال الحلال الذي ننفق منه على أنفسنا وأسرتنا .
ثم وقفة ثانية / وهي تذكير وتذاكر إنها الأمانة تلك الكلمة العظيمة التي عرضت على السموات والأرض والجبال ، فكان ماذكر الله {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
إنها الأمانة ياعباد الله تلك الكلمة الشاملة لجميع مناحي الحياة من العبادات والمعاملات والتي يدخل فيها يقيناً العمل الوظيفي ، لهذا لما فسر الامام ابن كثير رحمه الله قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27
قال : قلت: والصحيح أن الآية عامة، وإن صح أنها وردت على سبب خاص، فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلماء. والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللازمة والمتعدية.
إنها الأمانة ياعباد الله التي تتضمن من الموظف المسلم أن يؤدي عمله بإتقان ، وفي وقته ، دون تأخير أو تعطيل ، أو تلاعب أو تساهل ، أو إخلال أو تقصير .
إنها الأمانة التي يراعيها الموظف مع ربه بمراقبته ، وعلمه بأنه مطلع عليه إن هو اقترف معصية في وظيفته فأدخل على نفسه مالاً لا يحل له بأي صورة كانت سواءً عن طريق الرشوة أو السرقة أو التحايل أو التعدي أو الفساد ، أو الشفاعة لغير أهلها أو في غير محلها، واسمعوا إلى الوصية النبوية حينما خاطب صاحبه وقال صلى الله عليه وسلم : يا كعب بن عجرة ! إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به . رواه الترمذي بسند صحيح .
إنها الأمانة ياعباد الله التي يراعيها الموظف مع زملائه في الوظيفة فإن كان مديراً كان قائداً حكيماً ، متحلياً بالأخلاق الفاضلة ، ينظر ويعامل مرؤوسيه معاملة عادلة ، يعطي كل ذي حق حقه ، إن مسؤلية أمانة وتكليف قبل أن تكون منصباً أو تشريفاً وإن كان مرؤوساً يتحلى بالجميل من الأخلاق ويؤدي عمله كما طلب منه على أكمل وجه ، في الحديث الحسن (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) والإتقان في العمل عام في أمور الدين والدنيا .
إنها الأمانة ياعباد الله التي يراعيها الموظف مع المراجعين ، والمتعاملين مع عمله ووظيفته ، بأن يتعامل بأخلاق الإسلام العالية ، وآدابه الرفيعة ، وإن من أبرزها بشاشة الوجه والصدق والحلم وتوقير الكبير واحترام الصغير والصبر وحسن المعاملة والرفق واللين
ثم يا أيها الأخ الفاضل يا من وليت عملاً يتعلق بالناس وبمصالحهم إياك أن تتهاون في مثل هذه الأمانة أنجز للناس معاملاتهم وأقض لهم حوائجهم في وقتها وعلى أكمل وجه ، وتذكر أنك كما تتمنى عندما تذهب أنت إلى دائرة حكومية أو خاصة وتأمل أن يتم لك مقصودك بأسرع وقت وبالصورة المطلوبة إذا كنت كذلك فالناس يأملون منك ما تأمل من غيرك .
إن قضاء حوائج الناس من أجل الأمور ، في الحديث الصحيح لغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس " يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة " .
إن من أداء الأمانة في العمل الوظيفي ، المحافظة على وقت الحضور والانصراف وعدم الغياب بدون وعذر ، فهذا الوقت أنت كموظف تأخذ عليه مقابلاً مالياً ، فيجب أن تحافظ عليه وأن تصرفه في وقت العمل المطلوب منك ، وأن لا تشغله بغير ذلك .
أيها المسلمون هذه وقفات يسيرة تذكرنا بواجباتنا أمام الله أولاً ثم أمام من ولانا ما نحن عليه من وظيفة أو منصب ، وهي تذكر وتذكير ، والأمة فيها ولله الحمد الكثير من الرجال والنساء الذين يتقون الله ويراقبونه في أعمالهم الوظيفية مع أدائها بجودة وإتقان وأمانة .
اللهم زدنا علماً وعملاً ، أقول ماسمعتم ... .
الخطبة الثانية
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابتِه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فاتقوا الله تعالى أيّها المسلمون .
أما ثالث الوقفات في موضوعنا العمل الوظيفي بين الأمانة والإتقان ، إن من الأمانة وخاصة فيمن من ولي أمانة اختيار الرؤساء والقادة ، أن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب فلا يسند منصب ولا وظيفة إلا لمن هو أولى بها أمانة واتقناً ، فلا اعتبار للمجاملات والمحسوبيات ، وانظروا إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم كيف يعتذر لصاحبه أبا ذر رضي الله عنه وقد طلب أبو ذر رضي الله عنه الولاية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي عند الإمام مسلم (يا أبا ذر ! إني أراك ضعيفا . وإني أحب لك ما أحب لنفسي . لا تأمرن على اثنين . ولا تولين مال يتيم ) قال له ذلك مع أن أبا ذر رضي الله عنه معروف بالشجاعة والقوة البدنية ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم مع تزكيته لأبي ذر رضي الله عنه في أكثر من موضع وترحمه عليه إلا إنه يعلم فيه صفة لا تعيبه رضي الله عنه فكل ميسر لما خلق له ، فالبعض يصلح للقيادة والرئاسة والأكثر يصلح أن يكون مرؤوساً ومنفذا ، وعلى ذلك تصلح حياة الناس .
اللهم احفظ علينا أيماننا وأمننا ، ..
د.محمد بن عدنان السمان / خطيب جامع الجهيمي بالرياض
الحمد لله العلي الكبير العظيم القدير والصلاة والسلام على البشير النذير وعلى
آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فاتقوا الله معاشر المسلمين ، واحمدوا ربكم واشكروه في كل وقت وفي كل حين اشكروه على نعمة الإيمان ونعمة القرآن ونعمة الأمن والأمان.
أيها المصلون : موضوعنا في هذه الخطبة كنت أرغب أن ألقيه على مسامعكم الكريمة قبل أكثر من أربعة أسابيع ، لكن توالي المناسبات من انقضاء الحج ونهاية العام الماضي وبداية عام جديد ويوم عاشوراء جعلني ملزما ً أن أؤجله لهذا الوقت وأرجوا أن هذا التأخير أعطاه مزيد بحث وتأمل ، وسيعطيه بإذن الله منكم مزيد اهتمام وعناية .
لقد تعددت الرؤى بعد الفاجعة التي حدثت في مدينة جدة في شهر ذي الحجة الماضي بعد تلك السيول التي خلفت كثيراً من الخسائر البشرية والمادية ، التي نسأل الله أن يرحم الموتى وأن يشفي المرضى وأن يخلف على المتضررين بخير .
أقول تعددت الرؤى إلى أن صدر من مقام خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ذلك القرار التاريخي والأمر الملكي والذي تضمن مجموعة من الحلول الآنية والمستقبلية ، لكن يهمني في مقامي هذا وجعلت ذلك كالمقدمة لحديثنا في هذه الخطبة ما يتعلق فيما ورد فيه بالنص التالي حيث قال أيده الله : ( واضطلاعاً بما يلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه - جهاتاً وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة ، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به ، أخذاً في الاعتبار مسؤولية الجهات المعنية كل فيما يخصه أمام الله تعالى ، ثم أمامنا عن حسن أدائها لمهماتها ومسؤولياتها ، والوفاء بواجباتها ، مدركين أنه لا يمكن إغفال أن هناك أخطاءً أو تقصيراً من بعض الجهات ) .
إن هذه النظرة الفاحصة من ولي أمرنا وفقه الله تذكرنا بواجب عظيم من الواجبات التي يجب أن نذكر بها أنفسنا بين فينة وأخرى ، ووقت وآخر ، لأن أصل المحاسبة من الله قبل كل شيء .
إن الوظيفة التي يتوبئها الإنسان في هذه الحياة وخاصة تلك الوظيفة التي يستلم الموظف مقابلاً مالياً عليها سواءً كانت من القطاع الحكومي أو الخاص يقضي فيها خلال اليوم والليلة ما يقارب ثلث يومه أو يزيد ، وبعد هذه المقدمة وإذا كان ذلك كذلك فعنوان خطبتنا لهذا اليوم ( العمل الوظيفي بين الأمانة والإتقان ) ، ولنا مع هذا الموضوع مجموعة من الوقفات :
الوقفة الأولى :الإخلاص ركن من أركان العمل الصالح المقبول والمأجور عند الله ، فلنذكر أنفسنا بتجديد الإخلاص لله سبحانه وتعالى في أعمالنا الوظيفية ، وأنها أولاً ابتداءً ابتغاء وجه الله نريد منها النفع لديننا وبلدنا وأمتنا ، نريد منها المال الحلال الذي ننفق منه على أنفسنا وأسرتنا .
ثم وقفة ثانية / وهي تذكير وتذاكر إنها الأمانة تلك الكلمة العظيمة التي عرضت على السموات والأرض والجبال ، فكان ماذكر الله {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
إنها الأمانة ياعباد الله تلك الكلمة الشاملة لجميع مناحي الحياة من العبادات والمعاملات والتي يدخل فيها يقيناً العمل الوظيفي ، لهذا لما فسر الامام ابن كثير رحمه الله قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27
قال : قلت: والصحيح أن الآية عامة، وإن صح أنها وردت على سبب خاص، فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلماء. والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللازمة والمتعدية.
إنها الأمانة ياعباد الله التي تتضمن من الموظف المسلم أن يؤدي عمله بإتقان ، وفي وقته ، دون تأخير أو تعطيل ، أو تلاعب أو تساهل ، أو إخلال أو تقصير .
إنها الأمانة التي يراعيها الموظف مع ربه بمراقبته ، وعلمه بأنه مطلع عليه إن هو اقترف معصية في وظيفته فأدخل على نفسه مالاً لا يحل له بأي صورة كانت سواءً عن طريق الرشوة أو السرقة أو التحايل أو التعدي أو الفساد ، أو الشفاعة لغير أهلها أو في غير محلها، واسمعوا إلى الوصية النبوية حينما خاطب صاحبه وقال صلى الله عليه وسلم : يا كعب بن عجرة ! إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به . رواه الترمذي بسند صحيح .
إنها الأمانة ياعباد الله التي يراعيها الموظف مع زملائه في الوظيفة فإن كان مديراً كان قائداً حكيماً ، متحلياً بالأخلاق الفاضلة ، ينظر ويعامل مرؤوسيه معاملة عادلة ، يعطي كل ذي حق حقه ، إن مسؤلية أمانة وتكليف قبل أن تكون منصباً أو تشريفاً وإن كان مرؤوساً يتحلى بالجميل من الأخلاق ويؤدي عمله كما طلب منه على أكمل وجه ، في الحديث الحسن (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) والإتقان في العمل عام في أمور الدين والدنيا .
إنها الأمانة ياعباد الله التي يراعيها الموظف مع المراجعين ، والمتعاملين مع عمله ووظيفته ، بأن يتعامل بأخلاق الإسلام العالية ، وآدابه الرفيعة ، وإن من أبرزها بشاشة الوجه والصدق والحلم وتوقير الكبير واحترام الصغير والصبر وحسن المعاملة والرفق واللين
ثم يا أيها الأخ الفاضل يا من وليت عملاً يتعلق بالناس وبمصالحهم إياك أن تتهاون في مثل هذه الأمانة أنجز للناس معاملاتهم وأقض لهم حوائجهم في وقتها وعلى أكمل وجه ، وتذكر أنك كما تتمنى عندما تذهب أنت إلى دائرة حكومية أو خاصة وتأمل أن يتم لك مقصودك بأسرع وقت وبالصورة المطلوبة إذا كنت كذلك فالناس يأملون منك ما تأمل من غيرك .
إن قضاء حوائج الناس من أجل الأمور ، في الحديث الصحيح لغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس " يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة " .
إن من أداء الأمانة في العمل الوظيفي ، المحافظة على وقت الحضور والانصراف وعدم الغياب بدون وعذر ، فهذا الوقت أنت كموظف تأخذ عليه مقابلاً مالياً ، فيجب أن تحافظ عليه وأن تصرفه في وقت العمل المطلوب منك ، وأن لا تشغله بغير ذلك .
أيها المسلمون هذه وقفات يسيرة تذكرنا بواجباتنا أمام الله أولاً ثم أمام من ولانا ما نحن عليه من وظيفة أو منصب ، وهي تذكر وتذكير ، والأمة فيها ولله الحمد الكثير من الرجال والنساء الذين يتقون الله ويراقبونه في أعمالهم الوظيفية مع أدائها بجودة وإتقان وأمانة .
اللهم زدنا علماً وعملاً ، أقول ماسمعتم ... .
الخطبة الثانية
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابتِه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فاتقوا الله تعالى أيّها المسلمون .
أما ثالث الوقفات في موضوعنا العمل الوظيفي بين الأمانة والإتقان ، إن من الأمانة وخاصة فيمن من ولي أمانة اختيار الرؤساء والقادة ، أن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب فلا يسند منصب ولا وظيفة إلا لمن هو أولى بها أمانة واتقناً ، فلا اعتبار للمجاملات والمحسوبيات ، وانظروا إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم كيف يعتذر لصاحبه أبا ذر رضي الله عنه وقد طلب أبو ذر رضي الله عنه الولاية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي عند الإمام مسلم (يا أبا ذر ! إني أراك ضعيفا . وإني أحب لك ما أحب لنفسي . لا تأمرن على اثنين . ولا تولين مال يتيم ) قال له ذلك مع أن أبا ذر رضي الله عنه معروف بالشجاعة والقوة البدنية ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم مع تزكيته لأبي ذر رضي الله عنه في أكثر من موضع وترحمه عليه إلا إنه يعلم فيه صفة لا تعيبه رضي الله عنه فكل ميسر لما خلق له ، فالبعض يصلح للقيادة والرئاسة والأكثر يصلح أن يكون مرؤوساً ومنفذا ، وعلى ذلك تصلح حياة الناس .
اللهم احفظ علينا أيماننا وأمننا ، ..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى