رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
دمعة على الصلاة
د.محمد بن عدنان السمان / خطيب جامع الجهيمي بالرياض
الحمدُ لله، أحمدُه سبحانَه وأشكُره، وأسبِّحُه وأقدسُه، لَم يزلْ بِنعُوتِ الجلاَلِ والكَمالِ متصفاً، وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لهُ، مُقراً بوحدَانيَّتِه ومُعْترِفاً، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسُولُه، الرسولُ المصطفَى، والنُّبي المُجتبَى، صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وأصحاَبِه ومن سَار علَى نهِجِهم المُبَاركِ واقتفى.
أمَّا بعدُ:
فأُوصِيكُم بتقوَى اللهِ ربِّكُم ربِّ العَالمينَ، وكُونُوا بديِنكُم مُسْتمسِكِينَ، وبأركَانهِ قَائمِينَ، وعلى عمُودِه محافظِينَ، وفيِه خَاشِعينَ خَاضِعِينَ، تَسْلُكوا سَبِيلَ المفلِحينَ، وتفُوزُوا بمغفرةِ الغفورِ الحليمِ، وتهنئوا فِي الجِنَانِ بمعّيةِ مَنْ أنْعمَ اللهُ عليِهم من النبَّييِنَ والصدِّيقِينَ والشُّهدَاءِ والصالحينَ، وحَسُنَ أولئِكَ رفيقاً.
أما بعد ..
فلم أتعود أن أقدم خطبتي بالاعتذار ، ولكني في هذه المرة سأقول عذراً ثم عذراً ثم عذراً ، عذراً لكم يا من أتيتم إلى هذا الجامع مبكرين ، عذراً لكم يا من قلوبكم تعلقت بحب هذا المسجد وغيره ، قلوبهم معلقة بالمساجد فأصبحت لا تطيق لها فراقاً ، عذراً لكم يا من حفظتم الصلاة وحافظتم عليها ولم تسهو عنها .
عن ماذا أتكلم وبماذا أبدأ قولي لي بربكم ماحظ انسان من هذا الدنيا إذا هو ضيع الصلاة ، نعم ...قلت الصلاة ...امرأة ترسل رسالة تشكوا أن زوجها لا يصلي ، وجيران يشكون جارهم أنه لا يصلي ، ومكفول يشتكي أن كفيله لا يصلي حتى الجمعة ، وأب أبناؤه تجاوزوا العشرة من السنين ولا يعلم عن صلاتهم شيء ، ...
لا حظَّ فِي الإسلامِ لمنْ تركَ الصلاَة، فلاَ دِينَ لِمَنْ لا صلاةَ لهُ، قال عليهِ الصلاةُ والسلامُ:" بينَ الرجُلِ وبينَ الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ "[أخرجه مسلم]، وقالَ أيضاً:" العهدُ الذِي بيننَا وبينهُم الصلاةُ، فمنْ تركَها فقدْ كفرَ "[أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه]، يقولُ الفاروقُ عمرُ t :" لاَ إسلامَ لمنْ لاَ صلاةَ له ُ" ومِثْلُ هذا مرويٌ أيضاً عَنْ عليِّ بنِ أبِي طالبٍ t قال عبد الله بن شقِيقٍ :" كانَ أصحابُ محمدٍ r لا يرونَ شيئاً مِنَ الأعمالِ تركُه كفرٌ غيرَ الصلاةِ " .
إنَّ تاركَ الصلاةِ محرومٌ مخذولٌ، مُتوعَدٌ بالهلاكِ والخُسْرانِ . قالَ تعالىَ:} فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً{ } مريم : 59 {. وتأملُوا ملياً فيِ جوابِ أهلِ النَّارِ عندمَا يُسْألوُنَ عنْ سببِ دخولِهَا:}مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ _ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {.} المدثر : 42 {.
إِنَّ تركَ الصلاةِ مصيبةٌ عظمىَ ونكبةٌ كُبْرى، بَل فواتُ صلاةٍ واحدةٍ مصيبةٌ تَعْدلُ مصيبةَ فقدِ الأهلِ وضياعَ المالِ، قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ :" ومَنْ فاتتْه صلاةُ العصرِ فكأنماَ وُتِرَ أهلَهُ ومالَهُ ".[ أخرجه البخاري ومسلم ].
ومن مأثُورِ الكَلِم عَنْ عمرَ الفاروقِ t أنه كانَ يكتُبُ لأمراءِ الأمصَارِ:" إنَّ مِنْ أهمِّ أمُورِكُم عندِي الصلاةَ، فمنْ حفِظَها وحافظَ عليهَا حَفِظَ دينَهُ، ومن ضيعهَا فهُو لماَ سِوَاهَا أضيعُ".
و عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة ) رواه أحمد ورجاله ثقات .
أيها المصلون : لم يعظم شيء في الإسلام بعد توحيد الله والإخلاص مثل الصلاة ، فجعلت الركن الثاني من أركان الإسلام فهي ركنه الركين ، جاء في صحيح مسلم ، قول النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) .
والصلاة عمود الدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه معاذ بن جبل رضي الله عنه ( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه فقلت بلى يا رسول الله فقال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل ) رواه أحمد والترمذي وصححه .
فإذا ضيعت الصلاة وقع هذا العمود ، وإذا وقع العمود فماذا يرجى من هذا المضيع قال الإمام المقدسي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث ( ومتى وقع عمود الفسطاط وقع جميعه ولم ينتفع به ) .
فرضت الصلاة من فوق سبع سموات عند معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وهناك جاء فرض دون واسطة من جبريل عليه السلام :} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى _ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى _فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{ } النجم:8 – 10 { .
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
( وأما فرض الصلاة وهيئتها حين فرضت فلا خلاف بين أهل العلم وجماعة أهل السير أن الصلاة إنما فرضت بمكة ليلة الإسراء حين عرج به إلى السماء وذلك منصوص في الصحيح وغيره ) .
إذا هذا كان قدرها ، فهل يمكن بحال من الأحوال ، أن نشتغل بغيرها عنها (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ) عن الضحاك رحمه الله قال : يعنى الصلاة المفروضة .
هل يشغلنا عنها بيع وشراء ..لا .. وصف الله زمرة الخير من عباده فقال (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) عن ابن عباس رضي الله عنهما : الصلاة المكتوبة .
قال الإمام محمد بن نصر المروزي في مصنفه تعظيم قدر الصلاة :
ولم نجد الله عز وجل مدح أحدا من المؤمنين بمواظبته على شيء من الأعمال مدح من واظب على الصلوات في أوقاتها ألا تراه كيف ذكرها مبتدأة من بين سائر الأعمال قال الله ( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ) ثم لم يبرىء أحداً من هذين الخلقين المذمومين من جميع الناس قبل المصلين فقال ( إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ) ثم أعاد ذكرهم في آخر الآية بذكر آخر فقال ( والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون ) وقال ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة ) في كل ذلك يبدأ بمدح الصلاة قبل سائر الأعمال تبعها ما تبعها من سائر الطاعات فكرر الثناء عليهم ومدحهم بالمحافظة عليها ليدوموا عليها كل ذلك تأكيدا لها وتعظيما لشأنها
ومن الدليل على عظم قدرها وفضلها على سائر الأعمال أن كل فريضة افترضها الله فإنما افترضها على بعض الجوارح دون بعض ثم لم يأمر بإشغال القلب به إلا الصلاة فإنه أمر أن يقام بجميع الجوارح كلها وذلك أن ينتصب العبد ببدنه كله ويشغل قلبه بها ليعلم ما يتلو وما يقول فيها .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ
أقول ما سمعتم ...
الخطبة الثانية ..
الحمد لله الممتن على عباده المؤمنين بما دلهم عليه من معرفته وشرح صدورهم للإيمان به والإخلاص بالتوحيد لربوبيته وخلع كل معبود سواه ففرض جل ثناؤه عليهم فرائضه فلا نعمة أعظم على المؤمنين بالله من نعمة الإيمان والخضوع لربوبيته ثم النعمة الأخرى ما افترض عليهم من الصلاة خضوعا لجلاله وخشوعا لعظمته وتواضعا لكبريائه ولم يفترض عليهم بعد توحيده والتصديق برسله وما جاء من عنده فريضة أولى من الصلاة ثم أما بعد ..
ومن المناسب ونحن نتحدث عن تعظيم الصلاة وقدرها ، أن نعرض على أمر بالأهمية بمكان وهنا نسأل سؤالاً ، هل عظم قدر الله من صلاها في البيت ولم يصلها مع جماعة المسلمين ، هل عظم الصلاة من نام عن صلاة الفجر أو عن صلاة العصر ، سئل صلى الله عليه وسلم " صحيح البخاري ج1/ص197 أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال الراوي بهن ولو استزدته لزادني ) رواه البخاري .
يقول الإمام الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت .
اللهم بارك لنا في أعمالنا وفي أعمارنا ...
د.محمد بن عدنان السمان / خطيب جامع الجهيمي بالرياض
الحمدُ لله، أحمدُه سبحانَه وأشكُره، وأسبِّحُه وأقدسُه، لَم يزلْ بِنعُوتِ الجلاَلِ والكَمالِ متصفاً، وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لهُ، مُقراً بوحدَانيَّتِه ومُعْترِفاً، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسُولُه، الرسولُ المصطفَى، والنُّبي المُجتبَى، صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وأصحاَبِه ومن سَار علَى نهِجِهم المُبَاركِ واقتفى.
أمَّا بعدُ:
فأُوصِيكُم بتقوَى اللهِ ربِّكُم ربِّ العَالمينَ، وكُونُوا بديِنكُم مُسْتمسِكِينَ، وبأركَانهِ قَائمِينَ، وعلى عمُودِه محافظِينَ، وفيِه خَاشِعينَ خَاضِعِينَ، تَسْلُكوا سَبِيلَ المفلِحينَ، وتفُوزُوا بمغفرةِ الغفورِ الحليمِ، وتهنئوا فِي الجِنَانِ بمعّيةِ مَنْ أنْعمَ اللهُ عليِهم من النبَّييِنَ والصدِّيقِينَ والشُّهدَاءِ والصالحينَ، وحَسُنَ أولئِكَ رفيقاً.
أما بعد ..
فلم أتعود أن أقدم خطبتي بالاعتذار ، ولكني في هذه المرة سأقول عذراً ثم عذراً ثم عذراً ، عذراً لكم يا من أتيتم إلى هذا الجامع مبكرين ، عذراً لكم يا من قلوبكم تعلقت بحب هذا المسجد وغيره ، قلوبهم معلقة بالمساجد فأصبحت لا تطيق لها فراقاً ، عذراً لكم يا من حفظتم الصلاة وحافظتم عليها ولم تسهو عنها .
عن ماذا أتكلم وبماذا أبدأ قولي لي بربكم ماحظ انسان من هذا الدنيا إذا هو ضيع الصلاة ، نعم ...قلت الصلاة ...امرأة ترسل رسالة تشكوا أن زوجها لا يصلي ، وجيران يشكون جارهم أنه لا يصلي ، ومكفول يشتكي أن كفيله لا يصلي حتى الجمعة ، وأب أبناؤه تجاوزوا العشرة من السنين ولا يعلم عن صلاتهم شيء ، ...
لا حظَّ فِي الإسلامِ لمنْ تركَ الصلاَة، فلاَ دِينَ لِمَنْ لا صلاةَ لهُ، قال عليهِ الصلاةُ والسلامُ:" بينَ الرجُلِ وبينَ الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ "[أخرجه مسلم]، وقالَ أيضاً:" العهدُ الذِي بيننَا وبينهُم الصلاةُ، فمنْ تركَها فقدْ كفرَ "[أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه]، يقولُ الفاروقُ عمرُ t :" لاَ إسلامَ لمنْ لاَ صلاةَ له ُ" ومِثْلُ هذا مرويٌ أيضاً عَنْ عليِّ بنِ أبِي طالبٍ t قال عبد الله بن شقِيقٍ :" كانَ أصحابُ محمدٍ r لا يرونَ شيئاً مِنَ الأعمالِ تركُه كفرٌ غيرَ الصلاةِ " .
إنَّ تاركَ الصلاةِ محرومٌ مخذولٌ، مُتوعَدٌ بالهلاكِ والخُسْرانِ . قالَ تعالىَ:} فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً{ } مريم : 59 {. وتأملُوا ملياً فيِ جوابِ أهلِ النَّارِ عندمَا يُسْألوُنَ عنْ سببِ دخولِهَا:}مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ _ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {.} المدثر : 42 {.
إِنَّ تركَ الصلاةِ مصيبةٌ عظمىَ ونكبةٌ كُبْرى، بَل فواتُ صلاةٍ واحدةٍ مصيبةٌ تَعْدلُ مصيبةَ فقدِ الأهلِ وضياعَ المالِ، قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ :" ومَنْ فاتتْه صلاةُ العصرِ فكأنماَ وُتِرَ أهلَهُ ومالَهُ ".[ أخرجه البخاري ومسلم ].
ومن مأثُورِ الكَلِم عَنْ عمرَ الفاروقِ t أنه كانَ يكتُبُ لأمراءِ الأمصَارِ:" إنَّ مِنْ أهمِّ أمُورِكُم عندِي الصلاةَ، فمنْ حفِظَها وحافظَ عليهَا حَفِظَ دينَهُ، ومن ضيعهَا فهُو لماَ سِوَاهَا أضيعُ".
و عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة من النار يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وكان يوم القيامة ) رواه أحمد ورجاله ثقات .
أيها المصلون : لم يعظم شيء في الإسلام بعد توحيد الله والإخلاص مثل الصلاة ، فجعلت الركن الثاني من أركان الإسلام فهي ركنه الركين ، جاء في صحيح مسلم ، قول النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) .
والصلاة عمود الدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه معاذ بن جبل رضي الله عنه ( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه فقلت بلى يا رسول الله فقال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل ) رواه أحمد والترمذي وصححه .
فإذا ضيعت الصلاة وقع هذا العمود ، وإذا وقع العمود فماذا يرجى من هذا المضيع قال الإمام المقدسي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث ( ومتى وقع عمود الفسطاط وقع جميعه ولم ينتفع به ) .
فرضت الصلاة من فوق سبع سموات عند معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وهناك جاء فرض دون واسطة من جبريل عليه السلام :} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى _ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى _فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{ } النجم:8 – 10 { .
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
( وأما فرض الصلاة وهيئتها حين فرضت فلا خلاف بين أهل العلم وجماعة أهل السير أن الصلاة إنما فرضت بمكة ليلة الإسراء حين عرج به إلى السماء وذلك منصوص في الصحيح وغيره ) .
إذا هذا كان قدرها ، فهل يمكن بحال من الأحوال ، أن نشتغل بغيرها عنها (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ) عن الضحاك رحمه الله قال : يعنى الصلاة المفروضة .
هل يشغلنا عنها بيع وشراء ..لا .. وصف الله زمرة الخير من عباده فقال (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) عن ابن عباس رضي الله عنهما : الصلاة المكتوبة .
قال الإمام محمد بن نصر المروزي في مصنفه تعظيم قدر الصلاة :
ولم نجد الله عز وجل مدح أحدا من المؤمنين بمواظبته على شيء من الأعمال مدح من واظب على الصلوات في أوقاتها ألا تراه كيف ذكرها مبتدأة من بين سائر الأعمال قال الله ( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ) ثم لم يبرىء أحداً من هذين الخلقين المذمومين من جميع الناس قبل المصلين فقال ( إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ) ثم أعاد ذكرهم في آخر الآية بذكر آخر فقال ( والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون ) وقال ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة ) في كل ذلك يبدأ بمدح الصلاة قبل سائر الأعمال تبعها ما تبعها من سائر الطاعات فكرر الثناء عليهم ومدحهم بالمحافظة عليها ليدوموا عليها كل ذلك تأكيدا لها وتعظيما لشأنها
ومن الدليل على عظم قدرها وفضلها على سائر الأعمال أن كل فريضة افترضها الله فإنما افترضها على بعض الجوارح دون بعض ثم لم يأمر بإشغال القلب به إلا الصلاة فإنه أمر أن يقام بجميع الجوارح كلها وذلك أن ينتصب العبد ببدنه كله ويشغل قلبه بها ليعلم ما يتلو وما يقول فيها .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ
أقول ما سمعتم ...
الخطبة الثانية ..
الحمد لله الممتن على عباده المؤمنين بما دلهم عليه من معرفته وشرح صدورهم للإيمان به والإخلاص بالتوحيد لربوبيته وخلع كل معبود سواه ففرض جل ثناؤه عليهم فرائضه فلا نعمة أعظم على المؤمنين بالله من نعمة الإيمان والخضوع لربوبيته ثم النعمة الأخرى ما افترض عليهم من الصلاة خضوعا لجلاله وخشوعا لعظمته وتواضعا لكبريائه ولم يفترض عليهم بعد توحيده والتصديق برسله وما جاء من عنده فريضة أولى من الصلاة ثم أما بعد ..
ومن المناسب ونحن نتحدث عن تعظيم الصلاة وقدرها ، أن نعرض على أمر بالأهمية بمكان وهنا نسأل سؤالاً ، هل عظم قدر الله من صلاها في البيت ولم يصلها مع جماعة المسلمين ، هل عظم الصلاة من نام عن صلاة الفجر أو عن صلاة العصر ، سئل صلى الله عليه وسلم " صحيح البخاري ج1/ص197 أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قال ثم أي قال ثم بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال الراوي بهن ولو استزدته لزادني ) رواه البخاري .
يقول الإمام الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت .
اللهم بارك لنا في أعمالنا وفي أعمارنا ...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى