رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة الجمعة 6/محرم1430 هـ
(لننصر إخواننا في غزة والمنح في بطون المحن)
عبدالعزيز بن علي العسكر
الخطبة الأولى :
الحمد لله أكرم الأمة وأعزها بالإسلام ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ارشد الخلائق إلى دار السلام، صلى الله وسلم عليه آله وصحبه الأعلام ، ومن تبعهم بإحسانً ما تعاقبت الليالي والأيام.
أما بعد فأوصِيكُم – أ يُّها الناسُ- ونفسِي بتقْوَى اللهِ تعالَى، فإنَّها سببٌ لِتحقيقِ المرغوبِ واندفاعِ المرهوبِ، وبَسْطِ الأرزاقِ قال سبحانه {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
أيهُّا المسلمون .... غزة تحترق أمام مرأى ومسمع من العالم الذي يتبجح بكرامة الإنسان وحقوق الحيوان. والناس ما بين يائس قانط، وبين متفائل حسن الظن بالله. فَقدْ جعلَ اللهُ - تعالَى- الحياةَ الدنيا كثيرةَ التقلُّبِ ، لا تَصْفُو لمخلوقٍ مِنَ الكَدَرِ، فَفِيها خيرٌ وشرٌّ، وصلاحٌ وفسادٌ، وسُرورٌ وحُزْنٌ، وأملٌ ويأْسٌ، ويأتِي الأملُ والتفاؤلُ كشُعاعَيْنِ يُضِيئانِ دياجِِيرَ الظلامِ، ويشقَّانِ دُروبَ الحياةِ للأنامِ، ويَبْعَثان في النَّفْسِ البشريَّةِ الجِدَّ والمثُابَرةَ، ويلقِّنانِها الجَلَدَ والمصُابَرَةَ، فإنَّ الذي يُغْرِي التاجرَ بالأسفارِ والمخاطرةِ: أَمَلُهُ في الأرباحِ، والذي يَبْعثُ الطالبَ إلى الجدِّ والمثُابرةِ: أملُُهُ في النجاحِ، والذي يحفِّزُ الجنديَّ إلى الاستبسالِ في أرضِ المعركةِ أملُهُ في النصرِ، والذي يُحبِّبُ إلى المريضِ الدواءَ المُرَّ: أملُهُ في الشِّفاءِ والطُّهْرِ، والذي يدعو المؤمنَ أنْ يُخالِفَ هَواهُ ويُطيعَ مَوْلاهُ: أملُه في الفوزِ بجنَّتِهِ ورِضاهُ ، وبقدر ألمنا لما يحصلُ لإخواننا الأعزة في غزة إلا أن التفاؤل يحدونا فما بعد العسرِ إلا اليسر، وما بعد الظلام إلا انبثاق الصباح.
أيها المؤمنون.. إنَّ حقيقةَ الأملِ لا تأتِي مِنْ فَراغٍ كما أنَّ التفاؤلَ لا يَنْشَأُ مِنْ عَدَمٍ، ولكنَّهُما وَلِيدا الإيمانِ العميقِ باللهِ تعالَى، وحُسنِ الظن به سبحانه، والمعرفَةِ بِسُنَنِهِ في الكونِ والحياةِ، فهوَ سبحانَه الذي يصرِّفُ الأمورَ كيفَ يشاءُ بعلمِهِ وحكمتِهِ، ويُسَيِّرُها بإرادَتِهِ ومشيئَتِهِ، فيُبَدِّلُ مِنْ بعدِ الخَوْفِ أمْنًا، ومِنْ بعدِ العُسْرِ يُسْراً، ويجعلُ مِنْ كلِّ ضيقٍ فرَجاً ، ومِنْ كلِّ هَمِّ مَخْرجاًَ، ولِهذا كانَ المؤمنُ على خَيْرٍ في كلِّ الأحوالِ، كما صح عند الإمام مسلم – رحمه الله- من حديث صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خيرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلاَّ لِلمُؤْمنِ: إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانَ خيرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فكانَ خيرًا له] أخرجَهُ مسلمٌ
عباد الله .. تأملوا وتأسوا حاله صلى الله عليه وسلم عندما اشتد أذى قريشٍ له ولأصحابه في مكة فأمر أصحابة بالهجرة ، وخرج هو وصاحبه أبي بكر ، وعندما اشد طلب المشركين لهما إذ هما في الغار، والمشركون فوق رأسيهما ، ويخاف أبو بكر رضي الله عنه على الرسول فيرد صلى الله عليه وسلم بلغة الواثق بربه ، { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } كما قال سبحانه { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
ومرة أخرى، يدركهما سراقة بن مالك رضي الله عنه – وكان إذا مشركا- ليردهما أسيرين للمشركين ويفوز بجائزة قريش التي وعدت بها من أتى بهما حيين أو ميتين. فيتفائل صلى الله عليه وسلم وهو شريدا طريدا ، ويعد سراقة بسواري كسرا، واعظم من ذلك أنها بشرى لسراقة بإسلامه. كيف لو كان في موازين البشر المادية في هذا العصر؟
بل تفكروا واعتبروا بهديه وسيرته صلى الله عليه وسلم عندما عزمت قريش وتآمرت مع مشركي العربِ قاطبة واليهودِ والمنافقين في المدينة على غزوة الخندق أعداءٌ في الخارج، وأعداء في الداخل، وأثناء حفره صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة للخندق – كما في حديث عمر بن الحكم رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب يومئذ بالمعول فصادف حجرا صلدا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه المعول وضرب ضربة فذهبت أولها برقة إلى اليمن ، ثم ضرب أخرى فذهبت برقة إلى الشام ، ثم ضرب أخرى فذهبت برقة نحو المشرق وكسر الحجر عند الثالثة . وكان كلما ضرب ضربة يتبعه سلمان رضي الله عنه ببصره فيبصر عند كل ضربة برقة فقال سلمان رضي الله عنه يا رسول الله رأيت المعول كلما ضربت به أضاء ما تحته . فقال صلى الله عليه وسلم أليس قد رأيت ذلك ؟ قال نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم إني رأيت في الأولى قصور الشام ، ثم رأيت في الثانية قصور اليمن ، ورأيت في الثالثة قصر كسرى الأبيض بالمدائن . وهذه فتوح يفتحها الله عليكم بعدي يا سلمان لتفتحن الشام ، ويهرب هرقل إلى أقصى مملكته وتظهرون على الشام فلا ينازعكم أحد ، ولتفتحن اليمن ، وليفتحن هذا المشرق ويقتل كسرى بعده . قال سلمان فكل هذا قد رأيت . أ – هـ
وفي ظل هذه المحن نذكر ونبشر بوعده صلى الله عليه وسلم إذ قال صلى الله عليه وسلم [والله ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل و النهار ولن يترك بيت مذر ولا وبر إلا دخله بعز عزيز او بذل ذليل عز يعز به الله الإسلام وذل يذل به الله الكفر و المشركين]
وتدبروا قوله سبحانه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
فهل نصر الله في أنفسنا وهل انتصرنا قبل ذلك على شهواتنا وأهوائنا؟ إذا كان الجواب بنعم ، فالنصر قريب ، قال سبحانه { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}
وقال عز من قائل { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أيها المؤمنون.. إن ما أصابنا بما حل ويحل بإخواننا في غزة وقبلها ما حصل ويحصل في العراق، وفي الصومال كل ذلك بسبب ذنوبنا نحن في المملكة وفي البلدان العربية والإسلامية قبل أهل غزة وقبل أهل العراق وقبل أهل الصومال، وبسبب تقصيرنا في حق الله، وتقصيرنا في الأمر بالمعروف وفي النهي عن المنكر . ينبغي ان يكون صلاحنا صلاحا لقلوبنا قبل صلاح المظاهر ، قال سبحانه {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} ينبغي أن نصلح أنفسنا ونراجع حساباتنا، وليكون ذلك دافعًا لنا لا محبطًا، محرِّكًا للجهود لا جالبًا لليأس من النصر، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. ولكي تتحقق تلك الوعود التي وردت في الآيات والأحاديث في الخطبة الأولى لا أن نغير ما بأنفسنا للصلاح والطاعة، قال تعالى { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ولعلكم تسألون ما هو التغيير المطلوب أن يحدث في أنفسنا؟ ينبغي أن نغير في أنفسنا عشرة أشياء: ينبغي أن تحل التوبة الصادقة النصوح مكان المعصية. وأن تحل الطاعة مكان الغفلة. وينبغي أن تحل الجدية والرجولة والهمة العالية مكان الكسل والفتور والميوعة. وينبغي أن يحل الاهتمام بالتفوق العلمي والإبداع مكان جمود الفكر والعقل. وينبغي أن تحل الايجابية مكان السلبية. وينبغي أن يحل الانتماء للأمة مكان التبعية الغربية. وينبغي أن يحل العمل النافع المجدي محل الفراغ وإضاعة الوقت في توافه الأمور. وينبغي أن يحل الفهم الحقيقي للإسلام محل الفهم المنقوص أو المغلوط. وينبغي أن يحل إيثار المجتمع والأمة على الفردية والأنانية. وعاشرا: ينبغي أن يحل الأمل مكان اليأس.
أيها المسلمون، مهما كنا ضعفاء فإننا نستطيع أن نقدّم شيئًا، نستطيع أن نتحدّث بهذه القضية في كل مجلس وبكل لسان، وأن نعرّف بها لنجلو الغشاوة ونحرك القلوب وندفع الآخرين للعمل لهذا الدين بالحكمة واليقين ولا بالعواطف والانفعالات، والانفلات. ومهما كنا ضعفاء فإننا نستطيع أن نقتطع من أموالنا وقوتنا اليسير للتبرع لإخواننا وسدّ حاجتهم وفقرهم. ومع ضعفنا ـ عباد الله ـ نستطيع أن ندعو لإخواننا في القنوت وفي السجود وآخر ساعة من يوم الجمعة وفي آخر كل ليلة، بالنصر والتمكين، وندعو على عدوهم بالهزيمة والعذاب والخسران. وبفضل الله فقد صدر بيان من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، حول ما يجري في قطاع غزة من قتل وحصار وتشريد ، وعدوان وقتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين ولا شك أن ذلك إجرام وظلم في حق الشعب الفلسطيني . ويدعو المواطنين لنصرة إخواننا في غزة
وجاء في البيان ما نصه (والنصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت مادية أو معنوية وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال والغذاء والدواء والكساء وغيرها أو من جهة الدول العربية والإسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم وصدق المواقف تجاههم ونصرة قضاياهم في المحافل والجمعيات والمؤتمرات الدولية والشعبية وكل ذلك من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله سبحانه وتعالى { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى }
وقد وجه خادم الحرمين – حفظه الله – بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء في فلسطين.
أيها المؤمنون .. ولعل في بطن هذه المحن منح أخرى ومن ذلك وضوح عقيدة الولاء وللمؤمنين والبراء من الصهاينة والنصاري والمشركين، والمنافقين في جبهاتنا الداخلية. وقال عز وجل { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء} وقال صلى الله عليه وسلم [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه] متفق عليه وقال أيضا عليه الصلاة والسلام [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر] متفق عليه
عباد الله – وأخيرا – نذكركم بصيام يوم عاشوراء فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال صلى الله عليه وسلم [ أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله] رواه مسلم، وبراءة ومخالفةً لليهود والنصارى، أنه صلى الله عليه وسلم عزم على صيام يوم معه ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى )، فقال صلى الله عليه وسلم [فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع] أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب. قال ابن عباس : ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله )
هذا وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة وأزكى البشريّة ، صاحبِ الحوض والشفاعة.
فاللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك محمّد، وأرضى اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين، وعن والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم وعليك بأعداء الدين، اللهم من أرادنا أو أراد أمننا أو بلادنا أو علمائنا بسوء اللهم فأشغله بنفسه وأجعل الدائرة عليه، واجعل كيده في نحره. اللهم نسألك الأمن في الأوطان. اللهم نسألك الأمن والإيمان. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم ممن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم أرهم الحق حقاً، وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وأرزقهم اجتنابه. وارزقهم البطانة الصالحة وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين. {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم} اللهم أرفع عنا الغلاء والربا والزنا والزلازل والفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن عن بلدناهذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين.
اللهم أرخص حوائج المسلمين. اللهم فرج كربات المكروبين من المسلمين، ونفس اللهم هم المهمومين، واقضي اللهم الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم أكرم نزلهم وأوسع مدخلهم، واحشرهم في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عبادَ الله ... {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر, والله يعلمُ ما تصنعون.
(لننصر إخواننا في غزة والمنح في بطون المحن)
عبدالعزيز بن علي العسكر
الخطبة الأولى :
الحمد لله أكرم الأمة وأعزها بالإسلام ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ارشد الخلائق إلى دار السلام، صلى الله وسلم عليه آله وصحبه الأعلام ، ومن تبعهم بإحسانً ما تعاقبت الليالي والأيام.
أما بعد فأوصِيكُم – أ يُّها الناسُ- ونفسِي بتقْوَى اللهِ تعالَى، فإنَّها سببٌ لِتحقيقِ المرغوبِ واندفاعِ المرهوبِ، وبَسْطِ الأرزاقِ قال سبحانه {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
أيهُّا المسلمون .... غزة تحترق أمام مرأى ومسمع من العالم الذي يتبجح بكرامة الإنسان وحقوق الحيوان. والناس ما بين يائس قانط، وبين متفائل حسن الظن بالله. فَقدْ جعلَ اللهُ - تعالَى- الحياةَ الدنيا كثيرةَ التقلُّبِ ، لا تَصْفُو لمخلوقٍ مِنَ الكَدَرِ، فَفِيها خيرٌ وشرٌّ، وصلاحٌ وفسادٌ، وسُرورٌ وحُزْنٌ، وأملٌ ويأْسٌ، ويأتِي الأملُ والتفاؤلُ كشُعاعَيْنِ يُضِيئانِ دياجِِيرَ الظلامِ، ويشقَّانِ دُروبَ الحياةِ للأنامِ، ويَبْعَثان في النَّفْسِ البشريَّةِ الجِدَّ والمثُابَرةَ، ويلقِّنانِها الجَلَدَ والمصُابَرَةَ، فإنَّ الذي يُغْرِي التاجرَ بالأسفارِ والمخاطرةِ: أَمَلُهُ في الأرباحِ، والذي يَبْعثُ الطالبَ إلى الجدِّ والمثُابرةِ: أملُُهُ في النجاحِ، والذي يحفِّزُ الجنديَّ إلى الاستبسالِ في أرضِ المعركةِ أملُهُ في النصرِ، والذي يُحبِّبُ إلى المريضِ الدواءَ المُرَّ: أملُهُ في الشِّفاءِ والطُّهْرِ، والذي يدعو المؤمنَ أنْ يُخالِفَ هَواهُ ويُطيعَ مَوْلاهُ: أملُه في الفوزِ بجنَّتِهِ ورِضاهُ ، وبقدر ألمنا لما يحصلُ لإخواننا الأعزة في غزة إلا أن التفاؤل يحدونا فما بعد العسرِ إلا اليسر، وما بعد الظلام إلا انبثاق الصباح.
أيها المؤمنون.. إنَّ حقيقةَ الأملِ لا تأتِي مِنْ فَراغٍ كما أنَّ التفاؤلَ لا يَنْشَأُ مِنْ عَدَمٍ، ولكنَّهُما وَلِيدا الإيمانِ العميقِ باللهِ تعالَى، وحُسنِ الظن به سبحانه، والمعرفَةِ بِسُنَنِهِ في الكونِ والحياةِ، فهوَ سبحانَه الذي يصرِّفُ الأمورَ كيفَ يشاءُ بعلمِهِ وحكمتِهِ، ويُسَيِّرُها بإرادَتِهِ ومشيئَتِهِ، فيُبَدِّلُ مِنْ بعدِ الخَوْفِ أمْنًا، ومِنْ بعدِ العُسْرِ يُسْراً، ويجعلُ مِنْ كلِّ ضيقٍ فرَجاً ، ومِنْ كلِّ هَمِّ مَخْرجاًَ، ولِهذا كانَ المؤمنُ على خَيْرٍ في كلِّ الأحوالِ، كما صح عند الإمام مسلم – رحمه الله- من حديث صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خيرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلاَّ لِلمُؤْمنِ: إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانَ خيرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فكانَ خيرًا له] أخرجَهُ مسلمٌ
عباد الله .. تأملوا وتأسوا حاله صلى الله عليه وسلم عندما اشتد أذى قريشٍ له ولأصحابه في مكة فأمر أصحابة بالهجرة ، وخرج هو وصاحبه أبي بكر ، وعندما اشد طلب المشركين لهما إذ هما في الغار، والمشركون فوق رأسيهما ، ويخاف أبو بكر رضي الله عنه على الرسول فيرد صلى الله عليه وسلم بلغة الواثق بربه ، { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } كما قال سبحانه { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
ومرة أخرى، يدركهما سراقة بن مالك رضي الله عنه – وكان إذا مشركا- ليردهما أسيرين للمشركين ويفوز بجائزة قريش التي وعدت بها من أتى بهما حيين أو ميتين. فيتفائل صلى الله عليه وسلم وهو شريدا طريدا ، ويعد سراقة بسواري كسرا، واعظم من ذلك أنها بشرى لسراقة بإسلامه. كيف لو كان في موازين البشر المادية في هذا العصر؟
بل تفكروا واعتبروا بهديه وسيرته صلى الله عليه وسلم عندما عزمت قريش وتآمرت مع مشركي العربِ قاطبة واليهودِ والمنافقين في المدينة على غزوة الخندق أعداءٌ في الخارج، وأعداء في الداخل، وأثناء حفره صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة للخندق – كما في حديث عمر بن الحكم رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب يومئذ بالمعول فصادف حجرا صلدا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه المعول وضرب ضربة فذهبت أولها برقة إلى اليمن ، ثم ضرب أخرى فذهبت برقة إلى الشام ، ثم ضرب أخرى فذهبت برقة نحو المشرق وكسر الحجر عند الثالثة . وكان كلما ضرب ضربة يتبعه سلمان رضي الله عنه ببصره فيبصر عند كل ضربة برقة فقال سلمان رضي الله عنه يا رسول الله رأيت المعول كلما ضربت به أضاء ما تحته . فقال صلى الله عليه وسلم أليس قد رأيت ذلك ؟ قال نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم إني رأيت في الأولى قصور الشام ، ثم رأيت في الثانية قصور اليمن ، ورأيت في الثالثة قصر كسرى الأبيض بالمدائن . وهذه فتوح يفتحها الله عليكم بعدي يا سلمان لتفتحن الشام ، ويهرب هرقل إلى أقصى مملكته وتظهرون على الشام فلا ينازعكم أحد ، ولتفتحن اليمن ، وليفتحن هذا المشرق ويقتل كسرى بعده . قال سلمان فكل هذا قد رأيت . أ – هـ
وفي ظل هذه المحن نذكر ونبشر بوعده صلى الله عليه وسلم إذ قال صلى الله عليه وسلم [والله ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل و النهار ولن يترك بيت مذر ولا وبر إلا دخله بعز عزيز او بذل ذليل عز يعز به الله الإسلام وذل يذل به الله الكفر و المشركين]
وتدبروا قوله سبحانه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
فهل نصر الله في أنفسنا وهل انتصرنا قبل ذلك على شهواتنا وأهوائنا؟ إذا كان الجواب بنعم ، فالنصر قريب ، قال سبحانه { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}
وقال عز من قائل { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ولا عدوان إلا على الظالمين.
أيها المؤمنون.. إن ما أصابنا بما حل ويحل بإخواننا في غزة وقبلها ما حصل ويحصل في العراق، وفي الصومال كل ذلك بسبب ذنوبنا نحن في المملكة وفي البلدان العربية والإسلامية قبل أهل غزة وقبل أهل العراق وقبل أهل الصومال، وبسبب تقصيرنا في حق الله، وتقصيرنا في الأمر بالمعروف وفي النهي عن المنكر . ينبغي ان يكون صلاحنا صلاحا لقلوبنا قبل صلاح المظاهر ، قال سبحانه {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} ينبغي أن نصلح أنفسنا ونراجع حساباتنا، وليكون ذلك دافعًا لنا لا محبطًا، محرِّكًا للجهود لا جالبًا لليأس من النصر، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. ولكي تتحقق تلك الوعود التي وردت في الآيات والأحاديث في الخطبة الأولى لا أن نغير ما بأنفسنا للصلاح والطاعة، قال تعالى { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ولعلكم تسألون ما هو التغيير المطلوب أن يحدث في أنفسنا؟ ينبغي أن نغير في أنفسنا عشرة أشياء: ينبغي أن تحل التوبة الصادقة النصوح مكان المعصية. وأن تحل الطاعة مكان الغفلة. وينبغي أن تحل الجدية والرجولة والهمة العالية مكان الكسل والفتور والميوعة. وينبغي أن يحل الاهتمام بالتفوق العلمي والإبداع مكان جمود الفكر والعقل. وينبغي أن تحل الايجابية مكان السلبية. وينبغي أن يحل الانتماء للأمة مكان التبعية الغربية. وينبغي أن يحل العمل النافع المجدي محل الفراغ وإضاعة الوقت في توافه الأمور. وينبغي أن يحل الفهم الحقيقي للإسلام محل الفهم المنقوص أو المغلوط. وينبغي أن يحل إيثار المجتمع والأمة على الفردية والأنانية. وعاشرا: ينبغي أن يحل الأمل مكان اليأس.
أيها المسلمون، مهما كنا ضعفاء فإننا نستطيع أن نقدّم شيئًا، نستطيع أن نتحدّث بهذه القضية في كل مجلس وبكل لسان، وأن نعرّف بها لنجلو الغشاوة ونحرك القلوب وندفع الآخرين للعمل لهذا الدين بالحكمة واليقين ولا بالعواطف والانفعالات، والانفلات. ومهما كنا ضعفاء فإننا نستطيع أن نقتطع من أموالنا وقوتنا اليسير للتبرع لإخواننا وسدّ حاجتهم وفقرهم. ومع ضعفنا ـ عباد الله ـ نستطيع أن ندعو لإخواننا في القنوت وفي السجود وآخر ساعة من يوم الجمعة وفي آخر كل ليلة، بالنصر والتمكين، وندعو على عدوهم بالهزيمة والعذاب والخسران. وبفضل الله فقد صدر بيان من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، حول ما يجري في قطاع غزة من قتل وحصار وتشريد ، وعدوان وقتل للأطفال والنساء والشيوخ وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت وترويع للآمنين ولا شك أن ذلك إجرام وظلم في حق الشعب الفلسطيني . ويدعو المواطنين لنصرة إخواننا في غزة
وجاء في البيان ما نصه (والنصرة شاملة لأمور عديدة حسب الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت مادية أو معنوية وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال والغذاء والدواء والكساء وغيرها أو من جهة الدول العربية والإسلامية بتسهيل وصول المساعدات لهم وصدق المواقف تجاههم ونصرة قضاياهم في المحافل والجمعيات والمؤتمرات الدولية والشعبية وكل ذلك من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله سبحانه وتعالى { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى }
وقد وجه خادم الحرمين – حفظه الله – بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء في فلسطين.
أيها المؤمنون .. ولعل في بطن هذه المحن منح أخرى ومن ذلك وضوح عقيدة الولاء وللمؤمنين والبراء من الصهاينة والنصاري والمشركين، والمنافقين في جبهاتنا الداخلية. وقال عز وجل { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء} وقال صلى الله عليه وسلم [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه] متفق عليه وقال أيضا عليه الصلاة والسلام [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر] متفق عليه
عباد الله – وأخيرا – نذكركم بصيام يوم عاشوراء فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال صلى الله عليه وسلم [ أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله] رواه مسلم، وبراءة ومخالفةً لليهود والنصارى، أنه صلى الله عليه وسلم عزم على صيام يوم معه ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى )، فقال صلى الله عليه وسلم [فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع] أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب. قال ابن عباس : ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله )
هذا وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة وأزكى البشريّة ، صاحبِ الحوض والشفاعة.
فاللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك محمّد، وأرضى اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين، وعن والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم وعليك بأعداء الدين، اللهم من أرادنا أو أراد أمننا أو بلادنا أو علمائنا بسوء اللهم فأشغله بنفسه وأجعل الدائرة عليه، واجعل كيده في نحره. اللهم نسألك الأمن في الأوطان. اللهم نسألك الأمن والإيمان. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم ممن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم أرهم الحق حقاً، وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وأرزقهم اجتنابه. وارزقهم البطانة الصالحة وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين. {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم} اللهم أرفع عنا الغلاء والربا والزنا والزلازل والفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن عن بلدناهذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين.
اللهم أرخص حوائج المسلمين. اللهم فرج كربات المكروبين من المسلمين، ونفس اللهم هم المهمومين، واقضي اللهم الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم أكرم نزلهم وأوسع مدخلهم، واحشرهم في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عبادَ الله ... {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر, والله يعلمُ ما تصنعون.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى