رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هل يمكن أن نحصر الثِّقة بحجم له أبعاد رياضية يُقاس بالأرقام؟ لا أعتقد ذلك، فالثقة التي ينالها أي شخص لها حجم معيّن، وهو حجم معنوي مبني على قدرات واستعدادات ووظائف جسمية ونفسية، وهي قائمة على أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق، ومعتمدة على قاعدة لا إفراط ولا تفريط. وحتى يكسب الإنسان ثقته بنفسه، عليه أولاً أن يؤدي حقّ نفسه، وحتى يكسب ثقة غيره به، عليه أن يراعي حقوق الآخرين، ثمّ إنَّ أية محاولة لنيل المكاسب باستغلال ثقة الآخرين في الشخص، أو بتوسيع حجم هذه الثقة سيؤدي حتماً لخسائر للطرف الآخر. أو على ذات الشخص، وهي خسائر قد تكون غير منظورة أو غير آنية لكنّها خسائر. بينما تظلّ الأرباح ـ رغم هامشيتها ـ خاضعة لعملية تضخيم إعلامي وتلميع إعلاني واسع يخدع الأبصار، حتى إذا قرب إليه الحاذق الفطن لم يجده شيئاً.
وبعيداً عن هذا السياق النظري، نرى تاريخ الحركة النسائية العالمية مثالاً تطبيقياً لاستغلال الثقة للحصول على مكتسبات هامشية رثَّة الهيئة، متعثِّرة الخُطى، منتكسة المفاهيم.
فالمرأة الغربية استغلت ثقة الرجل بها للحصول على ما تراه مكسباً لها، حين أُهينت كرامتها وإنسانيتها داخل مجتمعها وزمنها هي، وجعلت من ذلك حبلاً تجرَّه كلّما أرادت أن تحصل على تنازلات من الرجل عن حقوقه لتكسب هي بدافع أنَّها أهل للثقة.
فلا كلمة للرجل عليها، ولا تدخل من الرجل بأحواقها (خصرها) حتى لو كان هذا الرجل زوجاً أو والداً، فإذاً هي تعمل لوحدها، تسافر بمفردها، تسكن مستقلّة عن أسرتها، تصادق من شاءت، تقيم أية علاقة بمن شاءت، تعمل ما تريد، تخلّت عن تربية أبنائها وعن أسرتها، وعدَّت ذلك قيداً يعوق تقدُّمها وحاجزاً على طريق نهضتها.
وبعد هذا الركض هرولت بعض "المهووسات" المفتونات بالنموذج النسائي الغربي خلف ذات الخطوات دون نظر أو فحص للنتائج التي وصلت إليها تلك المرأة.
فأدارت المهووسات أن يستطلعن بقامتهن، فإذا بهن قد قُلعن من جذورهن.
وعُقدت المؤتمرات خفية وعلانية، وأُديرت الندوات، ودُبِّجت المقالات لتطارد مجداً سراباً يعتقد أنَّ المرأة الغربية قد وصلت إليه، وبينما المهووسات يركضن ويتراكضن ويندبن حظوظهن العاثرة وحقوقهن السليبة، تقف المرأة الغربية لتعيد حساباتها، فإذ ذاك المجد وهم، وتلك الحرية عبودية لشهوات الجسد والنفس، وبدأت الصيحات تتعالى في الغرب من المرأة ذاتها: (أعيدوني للمنزل) (اشتقت لأطفالي: أنا بحاجة لهم)، وأصبح غذاء الأسرة حول مائدة واحدة احتفالية تسعى لها كثيرٌ من الأسر، وبدأت الأبحاث تزداد حول اجتماعية الأسرة والعوامل التي تساعد على بقاء كيان الأسرة صامداً، وما إلى ذلك من الدراسات والأبحاث التي تدعم إحساس الغرب بالمشكلة.
وبينما هم يسعون لذلك، تمضي المهووسات اللاهثات خلف السراب، لا يقدِّرن خطورة المرحلة التي تمرُّ بها الأمّة، ولا ينظرن كيف مزَّقت الأربطة الأسرية، ولا كيف شوّه الجمال بدخان المصانع، ولا كيف أُهمل البناء الاجتماعي فانهارت العلاقات الاجتماعية عامّة والزوجية خاصَّة.
ولا كيف أُهمل الأبناء حيث تُركوا فريسة الوحدة وسوء التربية والأمراض النفسية.
ولا للقيم التي ذابت في براميل الماديات.
ولا للأمراض التي نشبت كناتج معلوم للحريات الشخصية، ولا للعادات التي تنكر لها، بل ولا للشرائع التي انتهكت.
أقول: لم ينظرن لذلك كله، والسعيد من وُعظ بغيره، فمن الطبيعي أن يخطئ الإنسان، لكن ليس من الطبيعي ألاّ يتعلّم من أخطاء غيره!
وعدم الإحساس بالثورة التي بين يدي أي إنسان هو الغفلة بعينها، فما منحه الإسلام للمرأة من حقوق وثقة، لم ولن تستطيع أي شريعة أن تصل إليه، هو ثروة فرّطت بها المهووسات، فمن ينتقص من حقوق المرأة التي أقرَّها الإسلام هو هاضم تلك الحقوق. ومن يطالب بأكثر ممَّا أعطاها الإسلام هو معتدٍ على حق.
شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.. حقيقة.
وذاكرة الرجل أقوى من ذاكرة المرأة.. حقيقة.
وعضلات الرجل أقوى من المرأة.. حقيقة.
والمرأة بحاجة لقوامة الرجل.. حقيقة.
والأصل في عقد الزواج (القائم على السكن والمودَّة) البقاء والديمومة ، لا على التحرر والانقياد للشهوات.. حقيقة.
والأصل في خلق الله للبشر، أن يجعلهم زوجين ذكراً وأنثى، لا جسداً واحداً، حقيقة لا بدَّ أن يذكرها كل ذي وذات عقل راشد.
وماذا بعد؟ سعت الغربية لتحقيق شخصية مستقلّة عن نساء الأرض، وطفقت المهووسة خلفها لتكون نسخة كربونية منها.
فإذ الزي هو الزي، وإذ التفكير هو التفكير، وإذ تصفيف الشعر يشبه تصفيف شعرها، فلا تفرّد بالطموحات ولا تميّز بالآمال، ولا إحساس بعظم المسؤولية.
وماذا بعد مرّة أخرى؟ هل من الممكن أن تنجب المهووسات بالنموذج الغربي جيلاً يقدِّر الأصالة ويرعى الجذور ليقف شامخاً صلباً في زمن الانحناءات..؟
رعاكم الله..!
المصدر : لها أون لاين
هوس نسائي..!
د.أفراح بنت علي الحميضي
وبعيداً عن هذا السياق النظري، نرى تاريخ الحركة النسائية العالمية مثالاً تطبيقياً لاستغلال الثقة للحصول على مكتسبات هامشية رثَّة الهيئة، متعثِّرة الخُطى، منتكسة المفاهيم.
فالمرأة الغربية استغلت ثقة الرجل بها للحصول على ما تراه مكسباً لها، حين أُهينت كرامتها وإنسانيتها داخل مجتمعها وزمنها هي، وجعلت من ذلك حبلاً تجرَّه كلّما أرادت أن تحصل على تنازلات من الرجل عن حقوقه لتكسب هي بدافع أنَّها أهل للثقة.
فلا كلمة للرجل عليها، ولا تدخل من الرجل بأحواقها (خصرها) حتى لو كان هذا الرجل زوجاً أو والداً، فإذاً هي تعمل لوحدها، تسافر بمفردها، تسكن مستقلّة عن أسرتها، تصادق من شاءت، تقيم أية علاقة بمن شاءت، تعمل ما تريد، تخلّت عن تربية أبنائها وعن أسرتها، وعدَّت ذلك قيداً يعوق تقدُّمها وحاجزاً على طريق نهضتها.
وبعد هذا الركض هرولت بعض "المهووسات" المفتونات بالنموذج النسائي الغربي خلف ذات الخطوات دون نظر أو فحص للنتائج التي وصلت إليها تلك المرأة.
فأدارت المهووسات أن يستطلعن بقامتهن، فإذا بهن قد قُلعن من جذورهن.
وعُقدت المؤتمرات خفية وعلانية، وأُديرت الندوات، ودُبِّجت المقالات لتطارد مجداً سراباً يعتقد أنَّ المرأة الغربية قد وصلت إليه، وبينما المهووسات يركضن ويتراكضن ويندبن حظوظهن العاثرة وحقوقهن السليبة، تقف المرأة الغربية لتعيد حساباتها، فإذ ذاك المجد وهم، وتلك الحرية عبودية لشهوات الجسد والنفس، وبدأت الصيحات تتعالى في الغرب من المرأة ذاتها: (أعيدوني للمنزل) (اشتقت لأطفالي: أنا بحاجة لهم)، وأصبح غذاء الأسرة حول مائدة واحدة احتفالية تسعى لها كثيرٌ من الأسر، وبدأت الأبحاث تزداد حول اجتماعية الأسرة والعوامل التي تساعد على بقاء كيان الأسرة صامداً، وما إلى ذلك من الدراسات والأبحاث التي تدعم إحساس الغرب بالمشكلة.
وبينما هم يسعون لذلك، تمضي المهووسات اللاهثات خلف السراب، لا يقدِّرن خطورة المرحلة التي تمرُّ بها الأمّة، ولا ينظرن كيف مزَّقت الأربطة الأسرية، ولا كيف شوّه الجمال بدخان المصانع، ولا كيف أُهمل البناء الاجتماعي فانهارت العلاقات الاجتماعية عامّة والزوجية خاصَّة.
ولا كيف أُهمل الأبناء حيث تُركوا فريسة الوحدة وسوء التربية والأمراض النفسية.
ولا للقيم التي ذابت في براميل الماديات.
ولا للأمراض التي نشبت كناتج معلوم للحريات الشخصية، ولا للعادات التي تنكر لها، بل ولا للشرائع التي انتهكت.
أقول: لم ينظرن لذلك كله، والسعيد من وُعظ بغيره، فمن الطبيعي أن يخطئ الإنسان، لكن ليس من الطبيعي ألاّ يتعلّم من أخطاء غيره!
وعدم الإحساس بالثورة التي بين يدي أي إنسان هو الغفلة بعينها، فما منحه الإسلام للمرأة من حقوق وثقة، لم ولن تستطيع أي شريعة أن تصل إليه، هو ثروة فرّطت بها المهووسات، فمن ينتقص من حقوق المرأة التي أقرَّها الإسلام هو هاضم تلك الحقوق. ومن يطالب بأكثر ممَّا أعطاها الإسلام هو معتدٍ على حق.
شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.. حقيقة.
وذاكرة الرجل أقوى من ذاكرة المرأة.. حقيقة.
وعضلات الرجل أقوى من المرأة.. حقيقة.
والمرأة بحاجة لقوامة الرجل.. حقيقة.
والأصل في عقد الزواج (القائم على السكن والمودَّة) البقاء والديمومة ، لا على التحرر والانقياد للشهوات.. حقيقة.
والأصل في خلق الله للبشر، أن يجعلهم زوجين ذكراً وأنثى، لا جسداً واحداً، حقيقة لا بدَّ أن يذكرها كل ذي وذات عقل راشد.
وماذا بعد؟ سعت الغربية لتحقيق شخصية مستقلّة عن نساء الأرض، وطفقت المهووسة خلفها لتكون نسخة كربونية منها.
فإذ الزي هو الزي، وإذ التفكير هو التفكير، وإذ تصفيف الشعر يشبه تصفيف شعرها، فلا تفرّد بالطموحات ولا تميّز بالآمال، ولا إحساس بعظم المسؤولية.
وماذا بعد مرّة أخرى؟ هل من الممكن أن تنجب المهووسات بالنموذج الغربي جيلاً يقدِّر الأصالة ويرعى الجذور ليقف شامخاً صلباً في زمن الانحناءات..؟
رعاكم الله..!
المصدر : لها أون لاين
هوس نسائي..!
د.أفراح بنت علي الحميضي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى