رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ما الذي يسعى إليه المُمجِّدون ليوم 8 مارس من كل عام وهو المسمى اليوم العالمي للمرأة؟
ما الذي يرومه المدندنون بحقوق المرأة المدنية؟
ما الذي يهدف إليه رافعو شعارات الحقوق السياسية للمرأة؟ على أي ساحل يريدون أن ترسو سفينتهم التي جعلوا شراعها آلام النساء وآمالهن وحقوقهن المسلوبة.. وجعلوا أنفسهم ربابنة هذه السفينة يوجِّهونها كما يريدون؟!
في اليوم العالمي المذكور أخرج كثير من الكُتَّاب والكاتبات مقالات حول ما يجب أن يكون عليه وضع المرأة من إعطائها حقوقها المدنية، وإبراز مكانتها كشريك للرجل، وانتقد بعض هذه المقالات وضع المرأة في كثيرٍ من الأقطار التي ما زالت تضع المرأة بمرتبة دونية بالنسبة للرجل، وأشارت تلك المقالات إلى أنَّ التقارير الدولية تُجمع على أنَّ العالم الإسلامي هو المقصود بالدول المُجحفة بحق المرأة! في ثنايا تلك المقالات نجد أسطراً مخبوءة تحاول أن تبرز للمرأة حقوقاً ـ بخلاف ما أقرَّه لها الإسلام ـ إذ تُورد تلك الأقلام أنَّ الإسلام كرَّم المرأة، لكن التقاليد الموروثة هي المسؤولة عن واقعها المعاصر، وهذا لا غبار عليه، لكنَّ هذه الأقلام تحاول أن تقلِّب صفحات التاريخ للوصول إلى أمثلة لنساء مسلمات تبوأنَ مكانهن في المجتمع، ويضرب بعض الكُتَّاب بعائشة رضي الله عنها مثلاً، وأنموذجاً للنساء المسلمات اللاتي حصلن على حقوقهن السياسية والعسكرية، يقول أحدهم:"ألم تكن عائشة خطيبة مفوّهة وقائدة حربية مرموقة تتقدَّم الرجال للحضِّ على الثبات في مواقع القتال"؟
ثم هم من أجل هذا يمجِّدون وصول المرأة في بعض الأقطار إلى مناصب عضو في المجالس البلدية أو الاستشارية أو وزيرة أو نائبة، بل نائبة لرئيس الجمهورية، ويطالبون بأكثر من ذلك؛ بحجّة أنَّ التنمية في المجتمعات لا يمكن أن تتم إلا بمشاركة طرفي المعادلة المرأة والرجل، بل إنَّ من اللازم ألاَّ تكون المرأة العضو المشلول الذي يعوق التنمية.
أقول: إنَّ المقالات الكثيرة التي خرجت تدندن باليوم العالمي للمرأة، والتي حاولت أن تأخذ من الإسلام ـ دون وعي ـ ستاراً لأهدافها ـ قد خلطت قولاً صالحاً بآخر سيئ.
فنحن نقرُّ ونؤمن بأنَّ الإسلام كفل للمرأة أولاً إنسانيتها في وقت كانت كثير من المجتمعات الأوربية تتخبَّط حول إنسانية المرأة وتناقش: هل المرأة إنسان أم مخلوق أخر؟!
ثم إنَّ الإسلام كفلَ للمرأة كرامتها وحقوقها وواجباتها، فلم تأت آية في القرآن تحثُّ على عمل صالح أو تشير إلى جزاءٍ لهذا العمل، إلا وقد شطر الإسلام ذلك بينها وبين الرجل.
من جانب آخر حمَّل الإسلام الرجل مسؤوليات وحمَّل المرأة مسؤوليات، وفي هذا الإطار، الرجل له القوامة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ..} "النساء :34".
والمرأة تُحظى بمكتسباتها من قوامة الرجل عليها؛ ذلك أنَّ قوامته عليها ليست تسلطاً ولا إلغاءً لشخصيتها، وإنَّما حفاظاً عليها وتكريماً لها، كيف وقد جعل من أساسيات قوامة الرجل التكفُّل بالإنفاق عليها؟ والرجل من واجباته الرعاية لأسرته، والشريعة لا تجعل ذلك الحق ممنوحاً بلا رابط، بل "وهو مسؤول عن رعيته".
وفي خلال ذلك لا يهمِّش الإسلام دور المرأة، وإنَّما "والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها". وهذه الرعاية التي أَوكلت الشريعة المرأة لأدائها لا تتحقق بخروج المرأة ومزاحمة الرجال وتولِّي مناصبهم بحجَّة المشاركة في البناء والتنمية، ذلك أنَّ هذا يُعدُّ خلطاً للأدوار وإهمالاً للواجب.
إنَّ وظيفة المرأة في تربية أسرتها ورعايتها عملٌ يعجز عنه الرجال، لكنه موافقٌ ومناسبٌ لتكوينها ولطبيعتها، كما أنَّ عمل المرأة مع بنات جنسها بما يخدم مجتمعها - من تدريس وطب وخلافه - عمل ضروري به تحصل إزالة الجهالة، وتحقيق للمصلحة التي لا تتحقق إلا بممارستها ذلك العمل، إذ يتعذّر تصدِّي الرجال له.
لكنَّ المطالبة بتولِّي المرأة لمناصب سياسية وإدارية تزاحم بها الرجل وتحكم من خلالها على الرجال ومحاولة تقليب التاريخ لإيجاد الحجَّة والدليل ثمَّ تحويره لصالح ذلك الرأي.. هذا يعدُّ خارجاً عن الحكمة والنظرة الثاقبة السويَّة.
إنَّ عائشة رضي الله عنها لم يُعرف عنها أبداً في التاريخ أنَّها قادت جيشاً، بل هي مُحدثة وناقلة سنّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لنا، وما نُقل عن قيادتها جيشاً أمرٌ مغلوط عليها رضي الله عنها، فلم تقم إلاَّ بمحاولة الإصلاح بين المسلمين. هل من الحكمة أن تريدوا منا أن نتخذ عائشة قدوة في أمر لم تفعله ولا يصح منَّا أن نذكره عليها؟ أم من الواجب أن نجعلها قدوة في عملها الشرعي؟
هل من الحكمة أن يُخرجنا ـ دعاة اليوم العالمي للمرأة ـ من مهامنا التي لا يستطيع كائن من كان أن يقوم بها لنقوم بمهام غيرنا؟
هل من الإنصاف أن نكلِّف أنفسنا فوق طاقتنا، حيث نؤدِّي أدوار غيرنا؟
هل من المعقول أن نغفل تكوين المرأة ونطالبها بما فوق طاقتها؟ فلكم أن تتخيّلوا حين تصل المرأة إلى منصب رئيس الدولة كما يطالب البعض، ثم تتعرَّض لما يتعرَّض له النساء من دورة شهرية وحمل وولادة، بل حين تأخذ إجازة أمومة، فتصبح الدولة بلا والٍ، عفواً بلا والية..!
أقول: الحكمة الحكمة يا منظِّري قضايا المرأة.
أيُّها الكُتَّاب.. إنَّ التنمية التي تطالبوه المرأة للمشاركة فيها، لا تتم خارج المنزل فقط، إذا كان الرجل يقودها من المصنع، فالمرأة تنجب وتربِّي ذلك الرجل وتقودها من المنزل. ويبقى شيء واحد أيُّها الكُتَّاب من رجالٍ ونساء: أليس فيكم كاتب رشيد؟.
المصدر : لها أون لاين
لمـــــاذا .. 8 مارس؟؟
د.أفراح بنت علي الحميضي
ما الذي يرومه المدندنون بحقوق المرأة المدنية؟
ما الذي يهدف إليه رافعو شعارات الحقوق السياسية للمرأة؟ على أي ساحل يريدون أن ترسو سفينتهم التي جعلوا شراعها آلام النساء وآمالهن وحقوقهن المسلوبة.. وجعلوا أنفسهم ربابنة هذه السفينة يوجِّهونها كما يريدون؟!
في اليوم العالمي المذكور أخرج كثير من الكُتَّاب والكاتبات مقالات حول ما يجب أن يكون عليه وضع المرأة من إعطائها حقوقها المدنية، وإبراز مكانتها كشريك للرجل، وانتقد بعض هذه المقالات وضع المرأة في كثيرٍ من الأقطار التي ما زالت تضع المرأة بمرتبة دونية بالنسبة للرجل، وأشارت تلك المقالات إلى أنَّ التقارير الدولية تُجمع على أنَّ العالم الإسلامي هو المقصود بالدول المُجحفة بحق المرأة! في ثنايا تلك المقالات نجد أسطراً مخبوءة تحاول أن تبرز للمرأة حقوقاً ـ بخلاف ما أقرَّه لها الإسلام ـ إذ تُورد تلك الأقلام أنَّ الإسلام كرَّم المرأة، لكن التقاليد الموروثة هي المسؤولة عن واقعها المعاصر، وهذا لا غبار عليه، لكنَّ هذه الأقلام تحاول أن تقلِّب صفحات التاريخ للوصول إلى أمثلة لنساء مسلمات تبوأنَ مكانهن في المجتمع، ويضرب بعض الكُتَّاب بعائشة رضي الله عنها مثلاً، وأنموذجاً للنساء المسلمات اللاتي حصلن على حقوقهن السياسية والعسكرية، يقول أحدهم:"ألم تكن عائشة خطيبة مفوّهة وقائدة حربية مرموقة تتقدَّم الرجال للحضِّ على الثبات في مواقع القتال"؟
ثم هم من أجل هذا يمجِّدون وصول المرأة في بعض الأقطار إلى مناصب عضو في المجالس البلدية أو الاستشارية أو وزيرة أو نائبة، بل نائبة لرئيس الجمهورية، ويطالبون بأكثر من ذلك؛ بحجّة أنَّ التنمية في المجتمعات لا يمكن أن تتم إلا بمشاركة طرفي المعادلة المرأة والرجل، بل إنَّ من اللازم ألاَّ تكون المرأة العضو المشلول الذي يعوق التنمية.
أقول: إنَّ المقالات الكثيرة التي خرجت تدندن باليوم العالمي للمرأة، والتي حاولت أن تأخذ من الإسلام ـ دون وعي ـ ستاراً لأهدافها ـ قد خلطت قولاً صالحاً بآخر سيئ.
فنحن نقرُّ ونؤمن بأنَّ الإسلام كفل للمرأة أولاً إنسانيتها في وقت كانت كثير من المجتمعات الأوربية تتخبَّط حول إنسانية المرأة وتناقش: هل المرأة إنسان أم مخلوق أخر؟!
ثم إنَّ الإسلام كفلَ للمرأة كرامتها وحقوقها وواجباتها، فلم تأت آية في القرآن تحثُّ على عمل صالح أو تشير إلى جزاءٍ لهذا العمل، إلا وقد شطر الإسلام ذلك بينها وبين الرجل.
من جانب آخر حمَّل الإسلام الرجل مسؤوليات وحمَّل المرأة مسؤوليات، وفي هذا الإطار، الرجل له القوامة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ..} "النساء :34".
والمرأة تُحظى بمكتسباتها من قوامة الرجل عليها؛ ذلك أنَّ قوامته عليها ليست تسلطاً ولا إلغاءً لشخصيتها، وإنَّما حفاظاً عليها وتكريماً لها، كيف وقد جعل من أساسيات قوامة الرجل التكفُّل بالإنفاق عليها؟ والرجل من واجباته الرعاية لأسرته، والشريعة لا تجعل ذلك الحق ممنوحاً بلا رابط، بل "وهو مسؤول عن رعيته".
وفي خلال ذلك لا يهمِّش الإسلام دور المرأة، وإنَّما "والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها". وهذه الرعاية التي أَوكلت الشريعة المرأة لأدائها لا تتحقق بخروج المرأة ومزاحمة الرجال وتولِّي مناصبهم بحجَّة المشاركة في البناء والتنمية، ذلك أنَّ هذا يُعدُّ خلطاً للأدوار وإهمالاً للواجب.
إنَّ وظيفة المرأة في تربية أسرتها ورعايتها عملٌ يعجز عنه الرجال، لكنه موافقٌ ومناسبٌ لتكوينها ولطبيعتها، كما أنَّ عمل المرأة مع بنات جنسها بما يخدم مجتمعها - من تدريس وطب وخلافه - عمل ضروري به تحصل إزالة الجهالة، وتحقيق للمصلحة التي لا تتحقق إلا بممارستها ذلك العمل، إذ يتعذّر تصدِّي الرجال له.
لكنَّ المطالبة بتولِّي المرأة لمناصب سياسية وإدارية تزاحم بها الرجل وتحكم من خلالها على الرجال ومحاولة تقليب التاريخ لإيجاد الحجَّة والدليل ثمَّ تحويره لصالح ذلك الرأي.. هذا يعدُّ خارجاً عن الحكمة والنظرة الثاقبة السويَّة.
إنَّ عائشة رضي الله عنها لم يُعرف عنها أبداً في التاريخ أنَّها قادت جيشاً، بل هي مُحدثة وناقلة سنّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لنا، وما نُقل عن قيادتها جيشاً أمرٌ مغلوط عليها رضي الله عنها، فلم تقم إلاَّ بمحاولة الإصلاح بين المسلمين. هل من الحكمة أن تريدوا منا أن نتخذ عائشة قدوة في أمر لم تفعله ولا يصح منَّا أن نذكره عليها؟ أم من الواجب أن نجعلها قدوة في عملها الشرعي؟
هل من الحكمة أن يُخرجنا ـ دعاة اليوم العالمي للمرأة ـ من مهامنا التي لا يستطيع كائن من كان أن يقوم بها لنقوم بمهام غيرنا؟
هل من الإنصاف أن نكلِّف أنفسنا فوق طاقتنا، حيث نؤدِّي أدوار غيرنا؟
هل من المعقول أن نغفل تكوين المرأة ونطالبها بما فوق طاقتها؟ فلكم أن تتخيّلوا حين تصل المرأة إلى منصب رئيس الدولة كما يطالب البعض، ثم تتعرَّض لما يتعرَّض له النساء من دورة شهرية وحمل وولادة، بل حين تأخذ إجازة أمومة، فتصبح الدولة بلا والٍ، عفواً بلا والية..!
أقول: الحكمة الحكمة يا منظِّري قضايا المرأة.
أيُّها الكُتَّاب.. إنَّ التنمية التي تطالبوه المرأة للمشاركة فيها، لا تتم خارج المنزل فقط، إذا كان الرجل يقودها من المصنع، فالمرأة تنجب وتربِّي ذلك الرجل وتقودها من المنزل. ويبقى شيء واحد أيُّها الكُتَّاب من رجالٍ ونساء: أليس فيكم كاتب رشيد؟.
المصدر : لها أون لاين
لمـــــاذا .. 8 مارس؟؟
د.أفراح بنت علي الحميضي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى