عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بين بسمة ذلك الثغر ودمعة تلك العين، تكمن مشاعر الإنسان التي امتن الله تعالى بها على عباده بقوله: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} (النجم:43). ليبقى الضحك والبكاء أبلغ تعبير عن الرضا والغضب والحزن والسرور في مواقف تتلاشى فيها الحروف وتتساقط فيها الكلمات، ويبقى المرء معها عاجزاً عن كل أنواع التعبير سوى بسمة أو دمعة..
وحينما يزداد المؤشر النفسي فرحاً أو حزناً، ربما تنقلب العادة ليكون الضحك للحزن والبكاء للفرح، وفي حديث الهجرة ما يشير إلى ذلك، حينما قالت أمّ المؤمنين رضي الله عنها: "فما علمت أنَّ أحداً يبكي من الفرح إلا يومئذٍ". وكانت صغيرة السن حين رأت أباها الصديق رضي الله عنه يبكي فرحاً بإذن الله لرسوله بالهجرة وموافقة النبي صلى الله عليه وسلم على مرافقته إياه.
أمَّا على الشق الآخر فلعلَّ أحداً منا لم ينس صورة والد "محمَّد الدرة" المكلوم وهو يضحك بحالة هستيرية وبصوت عال أسمع الأصمّ وأبكى الصخور وانحنت له أوراق الشجر وارتاع لهوله البشر.
وحين يضحك المحزون ويبقى الجذلان نفهم بفطرتنا ما يريد، لتبقى المشاعر الإنسانية أبلغ من تغير شكلي يخضع لإطار محدود.
وإذا كنا نعيش أياماً حافلة بالأحزان ملطخة بالدماء والدموع؛ فإنَّ شفاه المؤمنين تشتاق أن تفتر عن بسمة النصر والتمكين، ثم تلتفت لترسم البسمة على وجوه شاخت، لا من الهرم، ولكن من هول المحنة وفجائع الدهر، فكم من مقلة نسيناها وهي تنزف الدمع وسط لهاث الدنيا ودروب الغفلة، فهل آن لنا أن تجف؟
أخي القارئ: مسافات طويلة من الخلاف يمكن أن تختصرها بابتسامة، وهوة سحيقة من الجفاء يمكن أن تردمها بابتسامة.
فسبحان من رفع شأن الدموع وأعلاها إذا كانت لله، فحرم على النار مآق بها جادت ووجوه عليها سالت، وجعل البسمة الصادقة صدقة تثقل بها الموازين ويخفّ بها ثقل الدنيا عن القلوب، فوداعاً لكل ضحك كالبكاء، ومرحباً بكل دمعة أورثت بسمة يشرق بها المحيا وتطمئن بها النفس لتسير بخطوات المؤمن بربه، الواثق بقضائه وتدبيره.
المصدر : لها أون لاين
ضحكات ودموع
أ. مها الجريس
وحينما يزداد المؤشر النفسي فرحاً أو حزناً، ربما تنقلب العادة ليكون الضحك للحزن والبكاء للفرح، وفي حديث الهجرة ما يشير إلى ذلك، حينما قالت أمّ المؤمنين رضي الله عنها: "فما علمت أنَّ أحداً يبكي من الفرح إلا يومئذٍ". وكانت صغيرة السن حين رأت أباها الصديق رضي الله عنه يبكي فرحاً بإذن الله لرسوله بالهجرة وموافقة النبي صلى الله عليه وسلم على مرافقته إياه.
أمَّا على الشق الآخر فلعلَّ أحداً منا لم ينس صورة والد "محمَّد الدرة" المكلوم وهو يضحك بحالة هستيرية وبصوت عال أسمع الأصمّ وأبكى الصخور وانحنت له أوراق الشجر وارتاع لهوله البشر.
وحين يضحك المحزون ويبقى الجذلان نفهم بفطرتنا ما يريد، لتبقى المشاعر الإنسانية أبلغ من تغير شكلي يخضع لإطار محدود.
وإذا كنا نعيش أياماً حافلة بالأحزان ملطخة بالدماء والدموع؛ فإنَّ شفاه المؤمنين تشتاق أن تفتر عن بسمة النصر والتمكين، ثم تلتفت لترسم البسمة على وجوه شاخت، لا من الهرم، ولكن من هول المحنة وفجائع الدهر، فكم من مقلة نسيناها وهي تنزف الدمع وسط لهاث الدنيا ودروب الغفلة، فهل آن لنا أن تجف؟
أخي القارئ: مسافات طويلة من الخلاف يمكن أن تختصرها بابتسامة، وهوة سحيقة من الجفاء يمكن أن تردمها بابتسامة.
فسبحان من رفع شأن الدموع وأعلاها إذا كانت لله، فحرم على النار مآق بها جادت ووجوه عليها سالت، وجعل البسمة الصادقة صدقة تثقل بها الموازين ويخفّ بها ثقل الدنيا عن القلوب، فوداعاً لكل ضحك كالبكاء، ومرحباً بكل دمعة أورثت بسمة يشرق بها المحيا وتطمئن بها النفس لتسير بخطوات المؤمن بربه، الواثق بقضائه وتدبيره.
المصدر : لها أون لاين
ضحكات ودموع
أ. مها الجريس
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى