عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
كم هي عجيبة تلك النفس التي أتعبت البشر في إرضائها وإدراك سعادتها، ثم هي بعد ذلك تسمو بهم إلى قمم الجبال، أو تهوي بهم إلى هوَّة سحيقة! منها نفوسٌ قوية تتحمل الأثقال، وأخرى هزال مسترخية لا تصلح بحال، عبَّر عنها من أوتي جوامع الكلم بقوله صلى الله عليه وسلم: "الناس كإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة".
ولكل نفس إقبال وإدبار، يغلب أحدهما حيناً ويتأخر أحايين، وهذا ما بيَّنه صلوات ربي وسلامه عليه بقوله: "إنَّ لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فطوبى لمن كانت فترته إلى سنتي".
والشرة: أقصى المجد، والفترة: ضعف الهمة وفتورها.
وهذا يعني أنَّ حياة المؤمن بين جد وفتور يتجاذبان ويتأرجحان.
وقد فقه الصحابة رضي الله عنهم إقبال النفوس وإدبارها، فأوصوا بالعمل عند إقبالها، والرفق بها عند إدبارها.. حتى يقودها المؤمن إلى مكانها اللائق بها؛ فنفس المؤمن نفسٌ قيادية، تحتل مقعداً في خيرية هذه الأمة التي أخرجها الله رحمة للناس.
فلسنا نرشح أنفسنا لقيادة هذه الأمة، بل هو وعدٌ إلهي مربوط بأسباب بقي علينا أن نأتي بها، لكن البعض يتلكأ بسبب ضبابٍ في الطريق، أو يأسٍ وضيق، ينسى معه أنَّ عقد الإسلام لا ينحل بازدحام الآثام، وأنَّ ألف حوبة ترتفع بتوبة.
فنحن التوابون ولا فخر، ومن نفوسنا التائبة سيسطع الفجر، وإن كان فينا كثير غثاء، فإنَّ قليلنا كرماء..
إنَّ فقه الصعود إلى القمم يحتاج إلى معرفة هذه الخلطة النفسية، وإلى أن نتعامل معها بحذر، ليس مع ذواتنا فقط، بل حتى مع الآخرين، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السأم". فصلاح العبد وفوزه مرهون بتزكيته لنفسه، والعكس كذلك، وقد علَّم المصطفى صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب رضي الله عنه دعاءً في هذا الشأن، فقال: "قل: اللهم ألهمني رشدي وقني شرَّ نفسي".
وإنَّ الحديث عن إقبال النفوس وإدبارها لا يعني الاسترسال في الغفلة والتساهل بالفتور وضعف الهمة؛ فالأمر مختلف، والعاقل يعرف ذلك من نفسه، ولكنها دعوةٌ إلى فهم النفس وحسن التعامل معها، كما قال الشاعر:
إذا هبَّت رياحها فاغتنمها *** فعقبى كلّ خافقة سكون
وما النفس إلا حيث يضعها المرء، فكن الحُرَّ وقُدها بزمام العبودية، ولا تكن لها عبداً، فما لهذا خلقت!!
المصدر : لها أون لاين
إقبال وإدبار..!
ولكل نفس إقبال وإدبار، يغلب أحدهما حيناً ويتأخر أحايين، وهذا ما بيَّنه صلوات ربي وسلامه عليه بقوله: "إنَّ لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فطوبى لمن كانت فترته إلى سنتي".
والشرة: أقصى المجد، والفترة: ضعف الهمة وفتورها.
وهذا يعني أنَّ حياة المؤمن بين جد وفتور يتجاذبان ويتأرجحان.
وقد فقه الصحابة رضي الله عنهم إقبال النفوس وإدبارها، فأوصوا بالعمل عند إقبالها، والرفق بها عند إدبارها.. حتى يقودها المؤمن إلى مكانها اللائق بها؛ فنفس المؤمن نفسٌ قيادية، تحتل مقعداً في خيرية هذه الأمة التي أخرجها الله رحمة للناس.
فلسنا نرشح أنفسنا لقيادة هذه الأمة، بل هو وعدٌ إلهي مربوط بأسباب بقي علينا أن نأتي بها، لكن البعض يتلكأ بسبب ضبابٍ في الطريق، أو يأسٍ وضيق، ينسى معه أنَّ عقد الإسلام لا ينحل بازدحام الآثام، وأنَّ ألف حوبة ترتفع بتوبة.
فنحن التوابون ولا فخر، ومن نفوسنا التائبة سيسطع الفجر، وإن كان فينا كثير غثاء، فإنَّ قليلنا كرماء..
إنَّ فقه الصعود إلى القمم يحتاج إلى معرفة هذه الخلطة النفسية، وإلى أن نتعامل معها بحذر، ليس مع ذواتنا فقط، بل حتى مع الآخرين، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السأم". فصلاح العبد وفوزه مرهون بتزكيته لنفسه، والعكس كذلك، وقد علَّم المصطفى صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب رضي الله عنه دعاءً في هذا الشأن، فقال: "قل: اللهم ألهمني رشدي وقني شرَّ نفسي".
وإنَّ الحديث عن إقبال النفوس وإدبارها لا يعني الاسترسال في الغفلة والتساهل بالفتور وضعف الهمة؛ فالأمر مختلف، والعاقل يعرف ذلك من نفسه، ولكنها دعوةٌ إلى فهم النفس وحسن التعامل معها، كما قال الشاعر:
إذا هبَّت رياحها فاغتنمها *** فعقبى كلّ خافقة سكون
وما النفس إلا حيث يضعها المرء، فكن الحُرَّ وقُدها بزمام العبودية، ولا تكن لها عبداً، فما لهذا خلقت!!
المصدر : لها أون لاين
إقبال وإدبار..!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى