عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ليس شيء أحب إلى المرء من أولاده وذريته.. تلك هي الحقيقة التي تشهد لها الفطرة ويقررها العقل وينطق بها الحال.. غير أنَّ الحياة يمكن أن تسير بلا ذرية، كما هو حال كثير من النَّاس ممَّن كتب الله عليهم أن لا يتذوقوا طعم هذه النعمة، وقد قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..}، ولفظ الزينة يدل على ذلك ـ فهم ليسوا قوام الحياة، بل زينتها.
ولكن الذي نلحظه.. ـ أحياناً ـ أنَّ بعض الآباء والأمهات لم يعد ـ وللأسف ـ يقدِّر هذه النعمة قدرها.. ولا يضع تلك الزينة في موضعها اللائق بها، أو يعتني بها كما ينبغي، بل لا يشعر بثقل أمانتها وعظيم خطرها، ممَّا يجعلنا نطيل الوقوف والعجب من بعض الممارسات التي تصدر من الآباء والأمهات تجاه فلذات أكبادهم.
من ذلك ـ مثلاً ـ ما وقفتُ عليه بنفسي خلال هذه الإجازة من طغيان الأثرة وحب الذات على المسؤولية الأسرية عند البعض، أو سمُّوها إن شئتم (التملص من قيود الأبوة والأمومة) حيث يعمد الأبوان إلى ترك أبنائهم والسفر للنزهة والسياحة بدونهم، ولا فرق عند البعض بين صغير يترك لحضن خادمة يقاسي مرارة فقد والديه دون مكروه ألمَّ بهما، أو كبيرٍ يترك لاستضافته عند أحد الأقارب أو حتى الأصدقاء، لا لشيء إلا للعيش في جو من الرومانسية والصبيانية يريده الزوجان، بعد أن دبَّ الملل إليهما من ممارسة أو تمثيل دور الأبوة والأمومة طوال العام الدراسي!
لستُ أدري ما هو شعور بعض الأبناء والبنات حينما علموا أنَّ أبويهم لم يكونوا في رحلة علاجية ـ كما ادعوا ـ بل عادوا محملين بالصور والهدايا التي تدل على زيارة كثير من الأماكن والتجول في الأرض؟!
إنَّ من أسوأ الأمور أن يشعر أبناؤك أنهم عالة عليك، أو أنَّ وجودهم يجب أن يمحى من وقت راحتك واستجمامك.
قد يتعلل البعض بأنَّ ذلك ضروري لراحة النفس ـ وتجديد العلاقة ـ كما يقولون، لكن ذلك يبقى مربوطاً بمدى تعلق قلوبكم أنتم بهم، وليس العكس، وبمدى استعدادكم للتضحية لهم واعتبارهم جزءا لا يتجزأ من كيانكم.
وأخيراً.. إنهم كالملح للطعام، يمكن الاستغناء عنه، لكننا لن نشعر بطعمه الحقيقي إلا حينما نستمتع بمذاقه، فاجعلوا أبناءكم على قائمة أولوياتكم ليكونوا لكم غداً كذلك.. ومن ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه.
المصدر : لها أون لاين
إنهم ملح الطعام
أ. مها الجريس
ولكن الذي نلحظه.. ـ أحياناً ـ أنَّ بعض الآباء والأمهات لم يعد ـ وللأسف ـ يقدِّر هذه النعمة قدرها.. ولا يضع تلك الزينة في موضعها اللائق بها، أو يعتني بها كما ينبغي، بل لا يشعر بثقل أمانتها وعظيم خطرها، ممَّا يجعلنا نطيل الوقوف والعجب من بعض الممارسات التي تصدر من الآباء والأمهات تجاه فلذات أكبادهم.
من ذلك ـ مثلاً ـ ما وقفتُ عليه بنفسي خلال هذه الإجازة من طغيان الأثرة وحب الذات على المسؤولية الأسرية عند البعض، أو سمُّوها إن شئتم (التملص من قيود الأبوة والأمومة) حيث يعمد الأبوان إلى ترك أبنائهم والسفر للنزهة والسياحة بدونهم، ولا فرق عند البعض بين صغير يترك لحضن خادمة يقاسي مرارة فقد والديه دون مكروه ألمَّ بهما، أو كبيرٍ يترك لاستضافته عند أحد الأقارب أو حتى الأصدقاء، لا لشيء إلا للعيش في جو من الرومانسية والصبيانية يريده الزوجان، بعد أن دبَّ الملل إليهما من ممارسة أو تمثيل دور الأبوة والأمومة طوال العام الدراسي!
لستُ أدري ما هو شعور بعض الأبناء والبنات حينما علموا أنَّ أبويهم لم يكونوا في رحلة علاجية ـ كما ادعوا ـ بل عادوا محملين بالصور والهدايا التي تدل على زيارة كثير من الأماكن والتجول في الأرض؟!
إنَّ من أسوأ الأمور أن يشعر أبناؤك أنهم عالة عليك، أو أنَّ وجودهم يجب أن يمحى من وقت راحتك واستجمامك.
قد يتعلل البعض بأنَّ ذلك ضروري لراحة النفس ـ وتجديد العلاقة ـ كما يقولون، لكن ذلك يبقى مربوطاً بمدى تعلق قلوبكم أنتم بهم، وليس العكس، وبمدى استعدادكم للتضحية لهم واعتبارهم جزءا لا يتجزأ من كيانكم.
وأخيراً.. إنهم كالملح للطعام، يمكن الاستغناء عنه، لكننا لن نشعر بطعمه الحقيقي إلا حينما نستمتع بمذاقه، فاجعلوا أبناءكم على قائمة أولوياتكم ليكونوا لكم غداً كذلك.. ومن ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه.
المصدر : لها أون لاين
إنهم ملح الطعام
أ. مها الجريس
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى