عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
متابعة –ولو خاطفة- لبعض الأطروحات التربوية والدعوية وكذلك بعض الاستفسارات والأسئلة المسموعة والمقروءة المتعلقة بهموم التربية الأسرية الشائكة التي توجه غالبا إلى المختصين من مفتين ، وطلبة علم ، وتربويين ، ستجعلك تضع يدك على إشكالية غياب وعي بعض الآباء والأمهات وعدم إدراكهم لقائمة الاحتياجات والاهتمامات التي تستجد في عالم الأبناء اليوم فينشغلون بها. ويتطلعون إلى تحقيقها وإشباعها...
فالأم التي تبعث بهمها وأرقها وانشغالها على حال ابنها.. الذي يمضي بعضا من وقته في أحاديث (كروية مدورة) تعلي من شأن القدم لا العقل!.
أو تلك الأم التي جاءت تشتكي وعلى مسمع منك حال ابنتها الشابة التي ترى منها ميلا وتعلقا في مباهج الدنيا الفانية وزينتها وزخارفها و...
ونحن وإن كنا نتعاطف مع هؤلاء الأمهات ونحييّ فيهن روح الغيرة على الجيل.
إلا أننا نتمنى ألا تبدو هذه الاهتمامات الشبابية الحالية مخيفة إلى هذا الحد!.
إذ يفترض أن نتعامل معها وفق حجمها الطبيعي .. وبنظرة واقعية تنبثق من فكرة أن المثالية ليست هي الأصل في حياة البشر...! وإن لكل جيل قادم اهتماماته، واحتياجاته. وأن هذه الاهتمامات إذا لم تحمل أي تجاوز على ضوابط الشرع فليس من الحكمة العادلة أن نرفض بعض اهتمامات أبنائنا لأنها لاتتفق مع اهتماماتنا!
بل الحكمة تكمن في قدرتنا.. على تهذيبها وتوجيهها بالطريقة التي تتناسب مع مراحلهم العمرية، ونفسياتهم، وظروف وطبيعة العصر الذي يعيشون فيه..
يبدو أن الآباء والأمهات، ومن يحمل هم التربية ويتصدى لها بحاجة ظاهرة إلى التأمل في موضوعية القرآن الكريم وهو يطرح الرغبات البشرية والدوافع والشهوات. ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)) فالسياق القرآني يجمع كل الشهوات والرغبات المحببة للنفس ويُعلن بصراحة أنها مُزينة للناس، وأنها حقيقة واقعة في عالمهم.. وراسخة في حسهم! فالله لم يضع متاع الدنيا الفانية موضع الذم. إنما يُلفت النظر إلى أن ماعنده سبحانه من المتاع خير منه وأبقى!.
وحينما تنظر إلى صدر الآية وخاتمتها ستجد التوازن المنشود –والذي لايخلقه النقد والقمع والإلغاء.. وإنما الاعتراف بالرغبة ثم ضبطها بضابط الشرع- الذي من شأنه أن يسمو بها وبروح صاحبها!
والنبي صلى الله عليه وسلم .. حينما يقول لعائشة رضي الله عنها وهي تزف امرأة إلى رجل من الأنصار: ((ياعائشة ما كان معكم لهو؟!)) ثم يقول معللا((فإن الأنصار يعجبهم اللهو)). وفي التعليل إدراك منه لحاجة الأنصار إلى الترويح –والتي قد لاتتفق بالضرورة مع حاجته الشخصية- أو حاجة زوجته أو حاجة الآخرين سواء المهاجرين .. أو غيرهم! بل حينما يترك لزوجته فرصة لأن تلعب بالبنات.. مع صويحباتها ويُسرّبهن لها.. ليلعبن معها –يفعلن ذلك داخل بيت الحكمة والعلم والنبوة- وتفعل هي معهنّ ذلك دون أن يقال لها: إن ذلك سيفقدها وقارها ورزانتها! أو يهدر شيئا من ثمين وقتها! فمكانتها وعلمها...لم تجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُلغي أو يُنكر أو يعترض على اهتماماتها التي تتناسب مع مرحلتها العمرية آنذاك ومع طبيعتها.
وقد تلقت عنه بفطنتها هذا الفهم العميق والبعيد ولذلك وجهت الصحابة قائلة: ((فاقدروا حق الجارية حديثة السن حريصة على اللهو)).
وما أشد حاجتنا لتلقي هذا الدرس التربوي النبوي.. لأن إخفاقنا في تفهم احتياجات الجيل الصاعد.. سوف يُساهم في خلق فجوة بين جيلين يفترقان ويتباعدان.. ويفقد أحدهما فرصة التوجيه المثمر للآخر!!
المصدر : الأسرة 96
فجوة بين جيلين
فاطمة البطاح
فالأم التي تبعث بهمها وأرقها وانشغالها على حال ابنها.. الذي يمضي بعضا من وقته في أحاديث (كروية مدورة) تعلي من شأن القدم لا العقل!.
أو تلك الأم التي جاءت تشتكي وعلى مسمع منك حال ابنتها الشابة التي ترى منها ميلا وتعلقا في مباهج الدنيا الفانية وزينتها وزخارفها و...
ونحن وإن كنا نتعاطف مع هؤلاء الأمهات ونحييّ فيهن روح الغيرة على الجيل.
إلا أننا نتمنى ألا تبدو هذه الاهتمامات الشبابية الحالية مخيفة إلى هذا الحد!.
إذ يفترض أن نتعامل معها وفق حجمها الطبيعي .. وبنظرة واقعية تنبثق من فكرة أن المثالية ليست هي الأصل في حياة البشر...! وإن لكل جيل قادم اهتماماته، واحتياجاته. وأن هذه الاهتمامات إذا لم تحمل أي تجاوز على ضوابط الشرع فليس من الحكمة العادلة أن نرفض بعض اهتمامات أبنائنا لأنها لاتتفق مع اهتماماتنا!
بل الحكمة تكمن في قدرتنا.. على تهذيبها وتوجيهها بالطريقة التي تتناسب مع مراحلهم العمرية، ونفسياتهم، وظروف وطبيعة العصر الذي يعيشون فيه..
يبدو أن الآباء والأمهات، ومن يحمل هم التربية ويتصدى لها بحاجة ظاهرة إلى التأمل في موضوعية القرآن الكريم وهو يطرح الرغبات البشرية والدوافع والشهوات. ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)) فالسياق القرآني يجمع كل الشهوات والرغبات المحببة للنفس ويُعلن بصراحة أنها مُزينة للناس، وأنها حقيقة واقعة في عالمهم.. وراسخة في حسهم! فالله لم يضع متاع الدنيا الفانية موضع الذم. إنما يُلفت النظر إلى أن ماعنده سبحانه من المتاع خير منه وأبقى!.
وحينما تنظر إلى صدر الآية وخاتمتها ستجد التوازن المنشود –والذي لايخلقه النقد والقمع والإلغاء.. وإنما الاعتراف بالرغبة ثم ضبطها بضابط الشرع- الذي من شأنه أن يسمو بها وبروح صاحبها!
والنبي صلى الله عليه وسلم .. حينما يقول لعائشة رضي الله عنها وهي تزف امرأة إلى رجل من الأنصار: ((ياعائشة ما كان معكم لهو؟!)) ثم يقول معللا((فإن الأنصار يعجبهم اللهو)). وفي التعليل إدراك منه لحاجة الأنصار إلى الترويح –والتي قد لاتتفق بالضرورة مع حاجته الشخصية- أو حاجة زوجته أو حاجة الآخرين سواء المهاجرين .. أو غيرهم! بل حينما يترك لزوجته فرصة لأن تلعب بالبنات.. مع صويحباتها ويُسرّبهن لها.. ليلعبن معها –يفعلن ذلك داخل بيت الحكمة والعلم والنبوة- وتفعل هي معهنّ ذلك دون أن يقال لها: إن ذلك سيفقدها وقارها ورزانتها! أو يهدر شيئا من ثمين وقتها! فمكانتها وعلمها...لم تجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُلغي أو يُنكر أو يعترض على اهتماماتها التي تتناسب مع مرحلتها العمرية آنذاك ومع طبيعتها.
وقد تلقت عنه بفطنتها هذا الفهم العميق والبعيد ولذلك وجهت الصحابة قائلة: ((فاقدروا حق الجارية حديثة السن حريصة على اللهو)).
وما أشد حاجتنا لتلقي هذا الدرس التربوي النبوي.. لأن إخفاقنا في تفهم احتياجات الجيل الصاعد.. سوف يُساهم في خلق فجوة بين جيلين يفترقان ويتباعدان.. ويفقد أحدهما فرصة التوجيه المثمر للآخر!!
المصدر : الأسرة 96
فجوة بين جيلين
فاطمة البطاح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى