عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قد تتقبل بألم ممض صور (باسكال) ومثيلاتها من النساء الملونات على أغلفة المجلات الفنية المتنوعة.
لكن الغيظ يكاد يخنقك.. وأنت ترى المجلات الشعبية.. التي يُعلن أصحابها صباح مساء.. أن هدفهم الأسمى ورسالتهم الأغلى. هي الحفاظ على الموروث الشعبي.. والارتقاء بذائقة القارئ الفني، والإبقاء على طعم القصيدة العامية النبطية في فم الجيل الجديد.
ثم تتفاجأ وأنت تقلب صفحات المجلة الشعبية. بحثا عن ملمح من ملامح الموروث الذي يُراد الحفاظ عليه.. ذاك الذي ينطق حكمة سامية، وغزلا نبيلا، ورثاءً موجعا و..... فيرتد بصرك إليك حسيرا فمهما حدّقت بعينيك جيدا –فلن ترى إلا (برقع وشفاة ومجموعة مساحيق).. بدأت تخاف على يديك منها. إذ لمحتها ذات مرة تتناثر على ثوبك- وربما على سريرك...! أواه أهي مجلة للشعر حقا؟؟
لم لا –فالجمال والشعر كجناحي طائر.. لن تُحلق في فضاء الزهو والسعادة إلا بهما معاً!
ثم إن الذاكرة المعاصرة ما تزال تحتفظ بصوت الشاعر الجاهلي.. وهو يشترط لإسماعك قصيدا رصينا. أن تشاركه ولو للحظات يسيرة الوقوف على أطلال لبنى وليلى!
هكذا تنجح في إماتة هاجس ولد في ذهنك كأقوى ما تكون الهواجس! إلا أن ثمة هاجس آخر يهطل عليك يريد إيذاءك فيلح عليك كيف يُقيم الشعر داخل أورقة المجلات الشعبية؟!
وماهي المعايير الحكم على القصيدة النبطية النسائية؟!
هل المعايير الأصيلة المحفوظة من موروثنا الشعبي ما تزال باقية إلى الآن؟
أم أن صحافتنا الشعبية آمنت مؤخرا بضرورة إدخال( صورة الشاعرة) كمعيار جدي ووجيه. للحكم على قصيدتها! ولذلك...منحت محرريها إشارة ضوء تنير لهم درب الركض خلف الشاعرات الملونات اللاتي يتجاوز شَعرَهن شعورهن! اللاتي إن تمخّض جبلهن الشعري.. فسيلد فأرا ناقصا مشوها..عفوا كنت أعني حروفا ميتة..ومتراصة بغير انسجام. لا تحمل فكرة ولا توقظ إحساسا!
دعوا شاعرتكم الجميلة...تقدم مذكرات صباها في حب ابن الجيران!
دعوها تتحدث في قصيدتها النابهة عن رقم الهاتف الذي اصطادته في رحلة تسوقها! وعن ذرات الهواء الرطب التي تُنعش ساقيها أثناء رحلتها السنوية إلى لندن!
دعوها تكتب كل ذلك فهو لا يعدو –بالنسبة لنا- إلا افتضاح علني للمضامين الحقيقية التي تسعى لها مطبوعاتكم وسنقر ونعترف أن شاعرتكم شاعرة تستحق أن يٌنشر لها (صورة وقصيدة) بشرط أن يستقيم لها الوزن...الوزن وحسب!
أما أن يسأل محرركم النزيه شاعرتكم (المتصابية) لماذا لا تجيدين الوزن؟ ثم لا يخلو عدد من مطبوعته ‘لا وقد زيّنها بصورة لذات الشاعرة. مع قصيدة متعثرة، متعبة نسمع أنينها اللغوي فنسأل أنفسنا أيهون الشعر على الشاعر!!
أتموت روح الغيرة على رصانة الموروث؟!
أيمارس الكذب على الجيل الصاعد فيُصور لهم الكلام النثري المتهالك واللغة البليدة الفارغة على أنه قصيد جميل يستحق أن تدندن به في خلواتك الأكثر جملا وعذوبة حميمة!
لابد أنه سيجيء اليوم الذي يدرك فيه من يتربع على عرش أي مطبوعة شعبية..أنه بات يُتاجر في الموروث بدلا من أن يحميه من أعدائه المتربصين به.
وسيدرك أيضا –وهو يتجرع طعما مرا وملوحة موجعة- أن بات يأكل ويشتري الخبز لأولاده بـ شَعر الشاعرة ومساحيقها!! بدلا من شٍعرها
ولابد أنه سيجيء اليوم الذي تتفهم فيه نساء الصحافة الشعبية الشهيرات أو (المشهّرات) إن قلنا لهنّ بصدق متجرد:
أنتن جميلات لكن لستن شاعرات!
وإلى أن يستقيم لكنّ الوزن وتتعافى القافية.. سيظل قارئكن يُطيل النظر في صوركن الزاهية وحسب!!
المصدر : الأسرة 95
جميلات... لكن لستن شاعرات!
فاطمة البطاح
لكن الغيظ يكاد يخنقك.. وأنت ترى المجلات الشعبية.. التي يُعلن أصحابها صباح مساء.. أن هدفهم الأسمى ورسالتهم الأغلى. هي الحفاظ على الموروث الشعبي.. والارتقاء بذائقة القارئ الفني، والإبقاء على طعم القصيدة العامية النبطية في فم الجيل الجديد.
ثم تتفاجأ وأنت تقلب صفحات المجلة الشعبية. بحثا عن ملمح من ملامح الموروث الذي يُراد الحفاظ عليه.. ذاك الذي ينطق حكمة سامية، وغزلا نبيلا، ورثاءً موجعا و..... فيرتد بصرك إليك حسيرا فمهما حدّقت بعينيك جيدا –فلن ترى إلا (برقع وشفاة ومجموعة مساحيق).. بدأت تخاف على يديك منها. إذ لمحتها ذات مرة تتناثر على ثوبك- وربما على سريرك...! أواه أهي مجلة للشعر حقا؟؟
لم لا –فالجمال والشعر كجناحي طائر.. لن تُحلق في فضاء الزهو والسعادة إلا بهما معاً!
ثم إن الذاكرة المعاصرة ما تزال تحتفظ بصوت الشاعر الجاهلي.. وهو يشترط لإسماعك قصيدا رصينا. أن تشاركه ولو للحظات يسيرة الوقوف على أطلال لبنى وليلى!
هكذا تنجح في إماتة هاجس ولد في ذهنك كأقوى ما تكون الهواجس! إلا أن ثمة هاجس آخر يهطل عليك يريد إيذاءك فيلح عليك كيف يُقيم الشعر داخل أورقة المجلات الشعبية؟!
وماهي المعايير الحكم على القصيدة النبطية النسائية؟!
هل المعايير الأصيلة المحفوظة من موروثنا الشعبي ما تزال باقية إلى الآن؟
أم أن صحافتنا الشعبية آمنت مؤخرا بضرورة إدخال( صورة الشاعرة) كمعيار جدي ووجيه. للحكم على قصيدتها! ولذلك...منحت محرريها إشارة ضوء تنير لهم درب الركض خلف الشاعرات الملونات اللاتي يتجاوز شَعرَهن شعورهن! اللاتي إن تمخّض جبلهن الشعري.. فسيلد فأرا ناقصا مشوها..عفوا كنت أعني حروفا ميتة..ومتراصة بغير انسجام. لا تحمل فكرة ولا توقظ إحساسا!
دعوا شاعرتكم الجميلة...تقدم مذكرات صباها في حب ابن الجيران!
دعوها تتحدث في قصيدتها النابهة عن رقم الهاتف الذي اصطادته في رحلة تسوقها! وعن ذرات الهواء الرطب التي تُنعش ساقيها أثناء رحلتها السنوية إلى لندن!
دعوها تكتب كل ذلك فهو لا يعدو –بالنسبة لنا- إلا افتضاح علني للمضامين الحقيقية التي تسعى لها مطبوعاتكم وسنقر ونعترف أن شاعرتكم شاعرة تستحق أن يٌنشر لها (صورة وقصيدة) بشرط أن يستقيم لها الوزن...الوزن وحسب!
أما أن يسأل محرركم النزيه شاعرتكم (المتصابية) لماذا لا تجيدين الوزن؟ ثم لا يخلو عدد من مطبوعته ‘لا وقد زيّنها بصورة لذات الشاعرة. مع قصيدة متعثرة، متعبة نسمع أنينها اللغوي فنسأل أنفسنا أيهون الشعر على الشاعر!!
أتموت روح الغيرة على رصانة الموروث؟!
أيمارس الكذب على الجيل الصاعد فيُصور لهم الكلام النثري المتهالك واللغة البليدة الفارغة على أنه قصيد جميل يستحق أن تدندن به في خلواتك الأكثر جملا وعذوبة حميمة!
لابد أنه سيجيء اليوم الذي يدرك فيه من يتربع على عرش أي مطبوعة شعبية..أنه بات يُتاجر في الموروث بدلا من أن يحميه من أعدائه المتربصين به.
وسيدرك أيضا –وهو يتجرع طعما مرا وملوحة موجعة- أن بات يأكل ويشتري الخبز لأولاده بـ شَعر الشاعرة ومساحيقها!! بدلا من شٍعرها
ولابد أنه سيجيء اليوم الذي تتفهم فيه نساء الصحافة الشعبية الشهيرات أو (المشهّرات) إن قلنا لهنّ بصدق متجرد:
أنتن جميلات لكن لستن شاعرات!
وإلى أن يستقيم لكنّ الوزن وتتعافى القافية.. سيظل قارئكن يُطيل النظر في صوركن الزاهية وحسب!!
المصدر : الأسرة 95
جميلات... لكن لستن شاعرات!
فاطمة البطاح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى